logo
تزايد الإشارات الأميركية الملغومة حول مصير غزة بعد التجويع

تزايد الإشارات الأميركية الملغومة حول مصير غزة بعد التجويع

العربي الجديدمنذ 4 أيام
قال السيناتور الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام الأحد، إن "
إسرائيل
تعتزم تغيير تكتيكها لتقوم بما قمنا به في طوكيو وبرلين (في الحرب العالمية الثانية)، بحيث تسيطر بالقوة على غزة بكاملها، ثم تبدأ فيها من جديد، وبما يوفر مستقبلاً أفضل للفلسطينيين، على أمل أن يتولى العرب بعد ذلك أمر الضفة والقطاع". بعده بساعات، وبعد نفيه وجود مجاعة في غزة، قال الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
، إن "على إسرائيل أن تقرر بشأن الخطوة التالية في غزة".
في التوقيت والمضمون، كلا التصريحين مثقل بإشارات قاتمة حول مرحلة ما بعد حرب التجويع، خاصة أن هذا الكلام الملغوم يأتي على خلفية
انسحاب واشنطن
أواخر الأسبوع المنصرم من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والذي قال ترامب إنه لا يدري ما ستكون عليه الأحوال في القطاع بعد انهيار المفاوضات، من دون ولو أي تلميح، إلى احتمال استئنافها، وكأنه بذلك استبعد العودة إليها، على الأقل في المدى المنظور، وكأن الحرب تقرر أن يجري دفعها باتجاه انسداد الحلول، وبالتالي نحو خيارات دراماتيكية.
ما كشف عنه السيناتور غراهام المقرّب من الرئيس ترامب، ومن مطبخ القرار الاسرائيلي، مريب وخطير. المقارنة مع طوكيو وبرلين لا تستقيم. ظروف البداية المزمعة في غزة غير متوفرة، كما كانت آنذاك في ألمانيا واليابان. الولايات المتحدة التي أنزلت الخراب بالبلدين هي نفسها التي ساهمت في نهوضهما، عبر مشروع مارشال في أوروبا ومن ضمنها ألمانيا، كما عن طريق المساعدة في إعادة تأهيل اليابان. في حالة غزة هذا غير وارد أصلاً، بل إن إسرائيل، أو على الأقل، الفريق النافذ في حكومتها، يعمل باتجاه الخلاص من فلسطينيي القطاع، عبر حرب "التطهير العرقي"، وهو تعبير صار متداولاً بصورة متزايدة ليس فقط من جانب أكاديميين وصحافيين إسرائيليين، بل أيضاً من يهود أميركيين.
تقارير عربية
التحديثات الحية
إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة
والأخطر في طرح السيناتور، أنه يلغي حق الفلسطينيين في تقرير المصير بأي صورة من الصور، إذ يتحدث عن دور عربي "مأمول" لإدارة شؤون الضفة والقطاع، وفي ذلك دعوة ضمنية لمحو الهوية الفلسطينية. قد يكون كلامه غير المسبوق، للإرباك أو لذرّ الرماد في العيون، لحجب ما يتم تحضيره لغزة. لكن صدور طروحات من هذا العيار في هذه اللحظة المصيرية المفتوحة على سيناريوهات نوعية تشمل تحولات محتملة في الخرائط، يفرض أخذه على محمل الجدّ، خصوصاً أن الرئيس ترامب طالب إسرائيل "بأخذ القرار" المطلوب. وكأنه في ذلك يعطي الضوء الأخضر من جديد لوضع "البدائل الأخرى" التي أشار إليها بيان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عند إعلان الانسحاب من المفاوضات، موضع التنفيذ.
وهذه "البدائل" ما زالت موضع تكهنات تتراوح بين خيار عسكري نوعي، وبين إجراءات تكون جزءاً من سياسة "تغيير وجه الشرق الأوسط" التي سبق وهدد بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. الواضح حتى اللحظة أن التوافق قائم بين نتنياهو والإدارة بشأن غزة. حتى الآن، الإدانة مفقودة، رغم الاعتقاد السائد بأن إسرائيل تمارس سياسة التجويع الفاقع. فقط في الكونغرس، جرى إعداد رسالة بتوقيع 20 سيناتوراً لرفعها اليوم الاثنين إلى وزير الخارجية ماركو روبيو حول الوضع في غزة. الإدارة غطّت على الإحراج، إما بالصمت والتجاهل، وإما بالنكران، رغم تزايد الرفض والنقمة ضد إسرائيل، سواء في الإعلام ووسائل التواصل، أو في المداولات والردود التي شارك فيها الأحد وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، خلال استضافة متلفزة أكّد فيها أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لإعادة الاعتبار إلى حل الدولتين".
صورة الأوضاع المفجعة التي تنقلها الشاشات، خلقت حالة من النفور الواسع، خصوصاً في صفوف الرأي العام، حسب ما كشفته أرقام التبرعات المالية لأعضاء الكونغرس، حيث هبط التمويل العام لحملات المؤيدين لإسرائيل، لكن الإدارة في وادٍ آخر، تُعدّ العدة لترجمة "البدائل" التي لوّحت بها. وبانتظار ذلك، يجري ملء الوقت بهدنات يومية قصير، يتخللها فتح إضافي خفيف لحنفية الإمدادات الإنسانية، بغرض تنفيس الضغوط، وتخفيف درجة الإحراج.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: ترامب يزيد الرسوم الجمركية على كندا إلى 35%
البيت الأبيض: ترامب يزيد الرسوم الجمركية على كندا إلى 35%

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

البيت الأبيض: ترامب يزيد الرسوم الجمركية على كندا إلى 35%

واشنطن: أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب وقع يوم الخميس أمرا تنفيذيا بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الكندية من 25 بالمئة إلى 35 بالمئة. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الرسوم الجديدة اعتبارا من الأول من أغسطس/ آب. وقال البيت الأبيض 'ردا على استمرار تقاعس كندا وإجراءاتها المقابلة، رأى الرئيس ترامب أنه من الضروري زيادة الرسوم الجمركية على كندا من 25 بالمئة إلى 35 بالمئة للتعامل مع الوضع الطارئ القائم بفعالية'. (رويترز)

"ساوث بارك" يفتتح موسمه بحرب على ترامب
"ساوث بارك" يفتتح موسمه بحرب على ترامب

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

"ساوث بارك" يفتتح موسمه بحرب على ترامب

بُثت أخيراً الحلقة الأولى من الموسم الـ27 لمسلسل الكرتون الساخر "ساوث بارك" (South Park)، المعروف بانتقاده الشديد للحالة السياسية في الولايات المتحدة من دون التمسك بأي قيود رقابية، ما أدخل صنّاعه في كثير من المشاكل مع المؤسسات الدينية والسياسية. الحلقة الأولى هذه أشبه بإعلان حرب على ترامب الذي يظهر بصورة شنيعة، شديدة البذاءة، يخوض حرباً ضد الصوابية السياسية ويقاضي كل من يسخر منه. في هذه الحلقة، يقرر ترامب مقاضاة المدينة الصغيرة "ٍساوث بارك" ليسكت سكّانها، ما يشابه ما يحصل في الواقع، إذ يقاضي الرئيس الأميركي كل من يقف في وجهه وينهكه بالدعاوى القضائية، كما فعل مع "وول ستريت جورنال" وروبرت مردوخ. انتقاد أساليب ترامب القضائية واضح في المسلسل، بعد أن ألغت "سي بي إس"، ولـ"أسباب مالية"، برنامج ستيفن كولبير المسائي ، إثر دعوى رفعها الرئيس الجمهوري على الشبكة، ما أثار حنقاً واسعاً في الولايات المتحدة، حيث تضامن جون ستيورات مع زميله السابق وصديقه. تسخر الحلقة من الجهة المنتجة للمسلسل نفسها التي تعود ملكيتها إلى "باراماونت"، الشركة الأم لشبكة "سي بي إس". بصورة ما، "ساوث بارك" يعلن حرباً من الداخل، لفتح "جبهة" جديدة ضد عجرفة ترامب واستخدامه للمال والسطوة لإسكات الأصوات المنتقدة له. حضور ترامب في المسلسل مختلف عن المرات السابقة، إذ سبق أن ظهر في موسم كامل، يؤدي دوره أستاذ المدرسة السيد غاريسون، عبر تنكر بسيط، يتبنى فيه صورة مبالغة عن ترامب. لكن الآن، يستخدم صناع المسلسل صورة ترامب الحقيقية، بل يظهر أيضاً في مقطع إعلاني وهو عار تماماً، في شكل من اِشكال السخرية السياسية التي لا نعلم إلى الآن كيف سيُردّ عليها. المفارقة، أن ترامب يظهر في المسلسل بوصفه عشيق الشيطان، بل ويتنمر عليه، ما يُذكر الشيطان بعشيق سابق له، نراه في فيلم "ساوث بارك" عام 1999، ذاك العشيق ليس سوى صدام حسين، الذي يظهر بوصفه قاسياً لا يفهم إلا لغة العنف، والمثير أن كلاً من ترامب وصدام يتحدثان بالصوت نفسه، في تأكيد من صناع المسلسل أننا أمام طاغية جديد. لا تكتفي الحلقة بالسخريّة الفجة، بل هناك جانب نقديّ يتجلى في الأزمة التي تمر بها شخصية "إيرك كارتمان"، فالحرب التي شنها ترامب على "ثقافة الصحوة " و"الصوابية السياسيّة" أتاحت للجميع أن يقولوا كل ما يريدون من إساءات عنصرية وإهانات جنسية، ما هدد "كارتمان" نفسه، الذي عادة ما يُمثل هذا الصوت الخارج عن كل الأعراف، ما أدخله في أزمة وجودية، وربما هي الأزمة نفسها التي يواجهها صناع المسلسل، وتتلخص بسؤال: إن كان رأس السلطة في البلاد يتفوه بأشياء مريعة، ما الذي يمكن أن يقوله مسلسل ساتيري؟ نجوم وفن التحديثات الحية جون أشقر... بوحٌ على خشبة المسرح الحرب التي أعلنها المسلسل على ترامب مختلفة عن سابقاتها، سواء كنا نتحدث عن السخرية الشديدة من "كنيسة العلمولوجيا" أو "منصات البث الرقمي"، فهذه المرة صناع المسلسل أمام خصم لا يستهان به، وتسبب بإلغاء واحد من أشهر البرامج الساخرة في الولايات، إذ يوظف ترامب القضاء ورأس المال لإجبار الأفراد والشركات الكبرى للانصياع إلى رغباته وأهوائه، حتى لو كانوا مقربين منه، إذ سبق له أن قاضى "فيسبوك"، و"تويتر"، وغيرهما من المؤسسات. بصورة ما، يحاول صناع "ساوث بارك" الوقوف بوجه ترامب، عبر النكتة والسخرية البذيئة، داعين إلى ثقافة الصوابية السياسية، لأن غيابها فتح باباً من العنصرية في الولايات المتحدة، لا نعلم إلى الآن أثره طويل الأمد.

روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا
روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا

مع استمرار العد التنازلي لانقضاء المهلة البالغة عشرة أيام والتي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا وتُحسب اعتبارا من تاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، لا تبدو روسيا متخوفة من تحقيق سيد البيت الأبيض وعيده بفرض رسوم تصل إلى 100% على مشتري موارد الطاقة الروسية، وفي مقدمتهم الصين والهند اللتان تعتمد عليهما موسكو ملاذاً بديلاً لصادراتها النفطية بعد إغلاق السوق الأوروبية. كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، عن إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ". وتقع مدينة تشاسيف يار على بعد نحو عشرة كيلومترات غربي مدينة باخموت التي ذاع صيتها عالميا في مايو/أيار 2023 بعد سيطرة القوات الروسية عليها مدعومة بعناصر شركة فاغنر العسكرية الخاصة . وتكمن الأهمية الاستراتيجية لتشاسيف يار في أنها تفتح أمام القوات الروسية الطريق نحو مدينة كراماتورسك وغيرها من المدن الهامة في مقاطعة دونيتسك. كيريل كوتيش: لا يجوز استبعاد احتمال أن ترامب يناور لتبرئة نفسه من اتهامات تخليه عن أوكرانيا روسيا ومهلة ترامب بشأن حرب أوكرانيا قبل إعلان ترامب عن تاريخ بدء احتساب المهلة بساعات عدة، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أول من أمس الأربعاء، أن الكرملين "أخذ علماً" بتصريح ترامب بأنه يقلّص المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، مضيفاً في تصريحات صحافية أن روسيا لا تزال منحازة لـ"العملية السلمية لتسوية النزاع حول أوكرانيا وضمان مصالحنا في إطار هذه التسوية". وفي اليوم التالي لإعلان ترامب، جدد بيسكوف التأكيد أن روسيا ترصد تصريحاته، مشيراً إلى أن موسكو اكتسبت مناعة في وجه العقوبات. وقال: "نعيش منذ فترة طويلة تحت مفعول عدد هائل من العقوبات، ويعمل اقتصادنا تحت وطأة كم هائل من القيود. لذلك قد اكتسبنا، بالطبع، نوعا من المناعة. نواصل رصد التصريحات الصادرة عن الرئيس ترامب وغيره من الممثلين الدوليين بهذا الخصوص". وتعليقاً على وعيد ترامب بتفعيل الرسوم الجمركية على شركاء روسيا، شكك الأستاذ المساعد في قسم النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، في قدرته على تنفيذ تهديداته على أرض الواقع نظراً لعدم واقعية فرض الاستغناء عن النفط الروسي على دولة كبرى مثل الصين، معتبراً أن التصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا موجهة بالدرجة الأولى إلى الجمهور في الداخل الأميركي. وقال كوكتيش في حديث لـ"العربي الجديد": "لا ينبع تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا بالضرورة من دوافع التصعيد مع روسيا، بل قد يشكل أيضاً محاولة لاستثمار ضعف موقف (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بعد الاحتجاجات الأخيرة الرافضة للحد من صلاحيات جهات مكافحة الفساد (يومي 24 و25 يوليو الماضي)، وذلك لفرض التسوية بشروط مُرضية للجميع. كذلك لا يجوز استبعاد الاحتمال أن ترامب يجري مناورة كلامية لتبرئة نفسه من الاتهامات بأنه تخلى عن أوكرانيا". وشكك كوكتيش في فاعلية الرسوم الجمركية المرتفعة على مشتري النفط الروسي، مضيفاً: "من الواضح أن الولايات المتحدة غير مستعدة لفرض عقوبات جدية على الصين نظراً للترابط الوثيق بين الاقتصادين الأميركي والصيني. فرض الرسوم أو العقوبات على الهند وحدها لن يبدو منطقياً، بل سيعزز التكامل داخل مجموعة بريكس. أما روسيا، فلن تتضرر من العقوبات بأي شكل من الأشكال في ظل تراجع حجم تجارتها البينية مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى". أخبار التحديثات الحية الكرملين يرفض التعليق على تقليص ترامب المهلة لموسكو في أوكرانيا من جهته، قلل مدير مكتب التحليل بمشروع "سونار 2050" المعني بعمليات التكامل في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، إيفان ليزان، هو الآخر من أهمية تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "تصريحات ترامب وأعماله لا معنى لها، لأنه غير قابل للتنبؤ. قد تم استنفاد الأدوات ذات المفعول الحقيقي على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس السابق، جو بايدن، بينما يستبدل ترامب العقوبات بالرسوم الجمركية، ولكن لها نفس المفعول، ومدة المهلة لا معنى لها، لأن الإنذارات لن تثني روسيا عن مواصلة العملية العسكرية في أوكرانيا". وجزم ليزان أن إنذارات ترامب لا تستهدف روسيا في حد ذاتها، مضيفاً أن "الإنذار ليس موجهاً إلى روسيا والصين بقدر ما هو موجه إلى الهند التي ستخضع مرة أخرى لاختبار لقدرتها على انتهاج سياسات مستقلة". وذكر أن نيودلهي اجتازت في المرات السابقة مثل هذا الاختبار وواصلت شراء النفط الروسي. بدورها، اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن تزامن تغيير ترامب من لهجته حيال روسيا مع الانفراجة في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، يعكس ترسخ قناعته بأن رفع التعريفات الجمركية هو "سلاح يمكن بواسطته تحقيق أي نتيجة مرجوة". ومنذ إعلان ترامب عن مهلة الـ50 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا هيمنت تقديرات متفائلة على قراءات الخبراء والمحللين السياسيين الروس الذين رأوا في المهلة أداة للتهديد أكثر منها نيات حقيقية، إذ نقلت صحيفة "إر بي كا" الروسية عن كبير الباحثين بمعهد البحوث الدولية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيكولاي سيلايف، قوله: "لا يمكن القول إننا على عتبة تصعيد جديد، إذ لم يعرب ترامب عن دعمه لمشروع قانون العقوبات الجارية مناقشته في الكونغرس، بل يتحدث عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% بموجب مرسوم رئاسي كما هو الحال حالياً. وبذلك يسعى للنأي بنفسه عن مشروع القانون". وأضاف سيلايف أن ترامب "من جهة لا يريد العودة إلى المواجهة مع روسيا على غرار عهد بايدن، ولكنه لا يتمنى من جهة أخرى هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار، لأن ذلك قد يُفسّر على أنه هزيمة الولايات المتحدة وهزيمته هو بشخصه. يردد ترامب في كل مرة أن هذه حرب بايدن، ولكن مع مرور الزمن تصبح هي حربه هو أيضاً". نيكولاي سيلايف: لا يتمنى ترامب هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار ترامب لن يعاكس التيار من جهته، ذكّر رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، أن ترامب يردد منذ عدة أشهر عبارات من قبيل "هذه ليست حربي، وإنما حرب بايدن، وإذا كنت في موقعه لما اندلعت من أساسها". وفي مقال له بصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية الروسية، لفت لوكيانوف إلى أن "سمعة ترامب كأول رئيس منذ فترة طويلة دخل إلى البيت الأبيض ولم يبدأ أي حروب لا تنبع من حبه الفطري للسلام، وإنما انطلاقاً من رؤيته للمصالح الوطنية والدبلوماسية أو فن الصفقات وفق مصطلحاته، النابعة من مسيرته في قطاع الأعمال". وأضاف لوكيانوف أن "ترامب أحدث خلال نصف عام حالة من البلبلة في الأجواء الدولية رغم التقدم المتواضع في تحقيق الأهداف، ولكن الرئيس يلتزم بالدرس الذي استخلصه أيام شبابه، ومفاده (مهما حدث أشهرْ نجاحاً كبيراً ولا تعترف بالهزيمة أبداً)". وتساءل ما إذا كان ترامب الذي أثار رعب الإستبلشمنت في ولايتيه الأولى (2017 ـ 2012) والثانية (بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الحالي)، سياسياً "غير نظامي" حقاً وقادراً على تغيير مجرى التطورات السياسية. وتابع أن "ترامب لن يسير عكس التيار الرئيسي"، وخلص إلى أن المرحلة الأولى من التفاعل بين ترامب وروسيا التي استمرت لنصف عام "انتهت بلا نتيجة". بذلك تتجنب روسيا توجيه انتقادات لاذعة صريحة إلى ترامب سواء على لسان المسؤولين أو المحللين السياسيين المقربين من الكرملين، حتى بعد وعيده بفرض عقوبات ورسوم جمركية، مع الاكتفاء بتسويق أفكار من قبيل أن "ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا ولكن الدولة العميقة الأميركية لا تسمح له بذلك". وفي مؤشر آخر لترك روسيا الباب موارباً أمام الحوار مع ترامب، لم يستبعد بيسكوف في وقت سابق احتمال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وترامب في الصين، في حال تزامن توقيت زيارتيهما لحضور الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاما على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في بداية سبتمبر/أيلول المقبل. وفي حال صدقت التوقعات بانعقاد لقاء بوتين وترامب ، فهذا سيكون أول لقاء من نوعه منذ قمة بوتين وبايدن في جنيف في منتصف عام 2021. أخبار التحديثات الحية ترامب يحدد مهلة جديدة لروسيا لإنهاء حرب أوكرانيا: 10 أو 12 يوماً

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store