
جنون طائفي … د. خالد جمال
لقد نجحت الأنظمة السابقة في تجفيف الأرض حتى تشققت، ومنعت عنها الماء حتى تصحّرت، فلم تعد صالحة لا للزرع ولا للحصاد. حذرنا مرارًا وتكرارًا، لكن لا آذان تسمع، ولا أعين ترى، ولا قلوب تخفق بالرحمة والمودة والمحبة.
أزيدكم: إن مصيرنا يُسجّل كل يوم أمام أعيننا. انظروا إلى غزة، هذا هو مصيرنا جميعًا — جوعى، قتلى، مشرّدون، والعالم لا يكترث، يكتفي بالتصريحات والبيانات.
لا أحد أقوى، ولا أمكر، ولا أقسى من إسرائيل، وهي تسعى إلى استئصال شأفتنا، بينما نحن نقدّم لها الذرائع واحدة تلو الأخرى. وآخرها، حرب الطوائف الضروس في السويداء.
لا أريد أن أدين أحدًا، ولا أن أهاجم؛ فنحن جميعًا مذنبون، وجميعنا ضحايا. وربما نكون من الحالات النادرة في هذا العالم، حيث يقتل الجلّاد نفسه، ويسلخ جلده، ويقدّم نفسه عاريًا أمام الأمم، جيفة تنهشها الوحوش البرية والمروضة. جيفة لا تملك حتى القدرة على النطق، لكنها تعرف كيف تعذّب نفسها، وتقدّم ذاتها قربانًا.
الله لم نعد نعرفه، فلم يعد يعرفنا.
كلٌّ منّا يطرح هذا السؤال، لكنه متأخّر مائة عام. نكتشف في النهاية أننا لسنا شعوبًا، ولا قبائل، ولا جيرانًا، ولا أبناء بلدٍ واحد. بل نحن مجموعة من القتلة، نختبئ خلف الأقنعة الطائفية والمذهبية، نحمل السكاكين، نشحذها ونجهّزها للذبح.
والأنكى من ذلك: أن كلًّا منا يحاول الاستعانة بالخارج على أبناء جلدته، يطلب ثأره، وينفّس حقده، ولو على أيدي الأعداء.
نسينا تاريخنا، وتخلّينا عن سعينا نحو مستقبل أفضل. كل ما نريده الآن أن نختبئ في الكهوف، ثم نخرج كل صباح، وقد أسدلنا شعورنا على رقابنا، نستعدّ للصيد، والطريدة: أبناء الطوائف الأخرى، ممن يسكنون في كهوف أخرى.
هل نترك لهم القتل، والحقد، والبغضاء التي تعشّش في الأرواح والأجساد؟ لقد رأينا هذا مرارًا: بين المسيحي والمسلم، بين السني والعلوي والشيعي والدرزي، ورأيناه مع الأكراد. نعرف هذا الشعور جيدًا — الحقد، البغض، الثأر — ومع ذلك نصرّ على الاستمرار في نفس الطريق، بنفس النهج.
فلترتفع أصوات العقلاء، ولتختفِ أصوات الحاقدين.
لنرسل عبر السوشيال ميديا رسائل مودة بدل صور القتل.
ليتوقّف كل هذا الآن، لأن أولادنا، والأجيال القادمة، لن تسامحنا.
إن استمررنا هكذا، فمصيرنا إلى مزبلة التاريخ، وأظنّنا ماضون إليها بكل غباء، وحماقة، وتخلّف.
إن لم تتوقفوا وتهتدوا، فلعنكم الله جميعًا، وأبعد عنكم الرضا والأمان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ثانية واحدة
- صحيفة سبق
هرب أقراص الإمفيتامين إلى المملكة.. تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة تبوك
أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة تبوك، فيما يلي نصه: قال الله تعالى: "وَلَا تُفْسِدُواْ في الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"، وقال تعالى: "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، وقال تعالى: "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد"، وقال تعالى: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". أقدم/ أحمد بن محيسن بن حسين الرشندي (سعودي الجنسية) على تهريب أقراص الإمفيتامين إلى المملكة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة، صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نُسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا. وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجاني/ أحمد بن محيسن بن حسين الرشندي (سعودي الجنسية) يوم الاثنين 3 / 2 / 1447هـ الموافق 28 / 7 / 2025م بمنطقة تبوك. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك؛ لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهربيها ومروجيها، لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.


المرصد
منذ ثانية واحدة
- المرصد
بالفيديو: شاب يروي تفاصيل إنقاذه لمصاب توقف قلبه إثر حادث مروري في تبوك
بالفيديو: شاب يروي تفاصيل إنقاذه لمصاب توقف قلبه إثر حادث مروري في تبوك صحيفة المرصد: روى الشاب السعودي وليد الغصن، أحد منسوبي مستشفى الملك سلمان العسكري، تفاصيل تدخّله السريع لإنقاذ مصاب تعرّض لأزمة قلبية نتيجة حادث مروري في تبوك. وقال خلال لقاء عبر قناة "العربية": "أثناء مروري بالطريق، فوجئت بوقوع حادث مروري، وكان أحد المصابين في حالة توقف قلبي وتنفسي. توجّهت على الفور إلى المصاب، وكان في الموقع طبيب وممرضة، لكنه لم يكن هناك نبض أو تنفس". وأضاف: "بدأت فورًا في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي قبل وصول فرق الهلال الأحمر، وبفضل الله عاد النبض خلال دقيقتين إلى ثلاث دقائق".


خبر صح
منذ ثانية واحدة
- خبر صح
خلف الحبتور: النجاح يتحقق من خلال العمل الميداني وليس بالتنظير
رجل الأعمال الإماراتي المعروف أكد أن النجاح الحقيقي لا يتحقق بالكلام أو التنظير، بل يتطلب العمل الميداني والتركيز على التفاصيل. خلف الحبتور: النجاح يتحقق من خلال العمل الميداني وليس بالتنظير ممكن يعجبك: خيارات نتنياهو لتجنب محاكمته تشمل الإقرار بالذنب أو الحصول على عفو رئاسي وفي تغريدة له عبر صفحته الرسمية على منصة 'إكس'، قال خلف الحبتور: 'عند حديثي عن برج الحبتور، أحد أبرز مشاريعنا في دبي جوهرة العالم، أود أن أشارك بعضاً من تجربتي الطويلة في إدارة المشاريع الكبرى، التي أصبحت بفضل الله جزءاً من هوية مدينتنا العالمية المبروكة' وأضاف: 'لقد تعلمت أن النجاح لا يأتي من التنظير وحده، بل من العمل في الميدان والتركيز على التفاصيل، ولهذا قررت أن أشارك خبرتي مع جيل الشباب، خصوصاً أولئك العاملين في مشاريع التطوير العقاري، لأن التميز لا يتحقق بالعلم فقط ولا بالممارسة وحدها، بل بالتوازن الحقيقي بينهما' واختتم رجل الأعمال الإماراتي المعروف خلف الحبتور تغريدته قائلاً: 'عالمنا اليوم بحاجة إلى عقول تتعلم وتنفذ، تبني وتبتكر، وهذا ما نراهن عليه' عند حديثي عن ، أحد أبرز مشاريعنا في جوهرة العالم، أود أن أشارك بعضاً من تجربتي الطويلة في إدارة المشاريع الكبرى، التي أصبحت بفضل الله جزءاً من هوية مدينتنا العالمية المبروكة. لقد تعلمت أن النجاح لا يأتي من التنظير فقط، بل من العمل، الميدان، والتفاصيل، ولهذا قررت أن أنقل…. — Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor). مقال مقترح: هجوم مفاجئ بطائرات مسيرة يستهدف قاعدة الإمام علي ويؤثر على الأجواء العراقية في سياق آخر، وجه رجل الأعمال الإماراتي البارز رسالة مؤثرة إلى أبناء الشعب السوري، أعلن خلالها عن مشاريع استثمارية وتنموية قيد التحضير تهدف إلى دعم الاقتصاد السوري وتوفير فرص عمل حقيقية للمواطنين، في خطوة وصفها بـ'الواجبة والمُلِحّة'. وقال الحبتور في رسالة نشرها عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: 'بقلب مليء بالشوق والتفاؤل، أترقب بشغف كبير ما نحضّره لأهلنا في سوريا الحبيبة، نعمل على مشاريع مميزة بإذن الله، وأنا متأكد أنها ستصنع فارقًا حقيقيًا' تنسيق رسمي ومخططات واعدة وكشف الحبتور أن العمل جارٍ 'على قدم وساق' في دبي من خلال فرق عمل متخصصة تضم مهندسين واستشاريين ذوي خبرة، وذلك لإعداد الدراسات والمخططات الأولية للمشروعات المنتظرة، التي وصفها بـ'القوية والواعدة' وأشار إلى وجود تنسيق مكثف مع الجهات الرسمية السورية، وسط أجواء ترحيب وتعاون واضحة، مما يعزز فرص نجاح هذه المبادرات. أهداف اقتصادية واجتماعية وتهدف المشاريع إلى إحداث تأثير ملموس في الاقتصاد السوري من خلال خلق آلاف فرص العمل، بالإضافة إلى المساهمة في بناء بنية اقتصادية مستدامة تدعم مسار إعادة الإعمار والتنمية، خصوصاً بعد سنوات من التحديات. وقال الحبتور إن فرق العمل تعمل ليلًا ونهارًا لضمان إنجاز التصاميم والدراسات في أقرب وقت، استعدادًا للبدء بالتنفيذ فور استكمال الإجراءات المطلوبة. زيارة مرتقبة لسوريا وأعلن الحبتور عن زيارة مرتقبة إلى سوريا خلال الفترة المقبلة، وصفها بأنها ستكون 'محطة فارقة'، حيث يُنتظر أن يتم خلالها الكشف رسميًا عن تفاصيل هذه المبادرات، والتي تمثل جزءًا من التزامه الشخصي والمهني بدعم الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة. وفي ختام رسالته، دعا خلف الحبتور الله أن يبارك هذه الخطوات، وأن يكتب لها النجاح والتوفيق، مشيرًا إلى أن سوريا 'تستحق كل دعم وكل جهد يُبذل من أجلها'.