
محادثات في ماليزيا لوقف الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند
ماركو روبيو
الصورة
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو
ماركو روبيو سياسي أميركي من أصل كوبي ينتمي للحزب الجمهوري الأميركي، عضو بمجلس الشيوخ الأميركي بين 2011 و2025، كان أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية للحزب في فلوريدا أمام دونالد ترامب، عاد وانضم إلى ترامب في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وبعد فوزه رشحه لمنصب وزير الخارجية، وتولاه في 21 يناير 2025
أن مسؤولين من وزارته موجودون في ماليزيا للمساعدة في جهود السلام، حيث من المقرر أن تبدأ كمبوديا وتايلاند محادثات هناك، اليوم الاثنين، على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف روبيو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أنه والرئيس
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
يتواصلان مع نظرائهما في كل دولة، ويراقبان الوضع عن كثب.
وقال "نريد أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن. مسؤولون من وزارة الخارجية موجودون على الأرض في ماليزيا لدعم جهود السلام هذه". من جهته، ذكر رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت على موقع إكس للتواصل الاجتماعي، أن الغرض من المحادثات التي ستجري في ماليزيا اليوم، هو التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في الصراع مع تايلاند. ومن المتوقع أن يشارك زعيما البلدين في المحادثات التي تستضيفها ماليزيا بعد ظهر اليوم.
وكان ترامب قد قال، السبت، إنه اتصل بزعيمي كمبوديا وتايلاند لحثهما على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنه إذا تواصل نزاعهم الحدودي المميت، سيقوم بفرض رسوم ثقيلة عليهما في 1 أغسطس/ آب المقبل، ولفت في منشور عبر منصته "تروث سوشيل" إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات تجارية مع تايلاند وكمبوديا، لكنه قد يوقف هذه المفاوضات.
وكتب ترامب: "لقد حدث أننا، بالصدفة، نتعامل حالياً في مجال التجارة مع كلا البلدين، لكننا لا نريد عقد أي صفقة مع أي من البلدين إذا كانا في قتال، وقد أخبرتهما بذلك!". وفي منشور ثانٍ، قال ترامب إنه أجرى "محادثة جيدة" مع الزعيم التايلاندي، مشيراً إلى أنه بعد التحدث مع كلا الطرفين، يبدو أن وقف إطلاق النار والسلام والازدهار "خيار طبيعي. سنرى قريباً!"، مشيراً إلى أن إدارته بارعة في التعامل مع النزاعات الدولية. وأضاف: "أحاول تبسيط وضع معقد! يُقتل كثيرون في هذه الحرب، لكن هذا يُذكرني كثيراً بالصراع بين باكستان والهند، الذي انتهى بنجاح".
أخبار
التحديثات الحية
تايلاند وكمبوديا تتبادلان القصف رغم دعوة ترامب إلى وقف إطلاق النار
وبعد ساعات من تصريح ترامب، تبادلت كمبوديا وتايلاند في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، شنّ هجمات بالمدفعية عبر المناطق الحدودية المتنازع عليها. وبعد أربعة أيام من اندلاع أعنف قتال منذ أكثر من عقد بين الجارتين الواقعتين بجنوب شرقي آسيا، تجاوز عدد القتلى 30، معظمهم من المدنيين، وجرى إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية في البلدين. وقالت وزارة الدفاع في كمبوديا إن تايلاند قصفت وشنت هجمات برية صباح أمس الأحد على عدد من النقاط، بما في ذلك في منطقة متاخمة لمقاطعة ترات الساحلية في تايلاند.
وقال المتحدث باسم الوزارة إن المدفعية الثقيلة أطلقت النار على مجمعات معابد، فيما أعلن الجيش التايلاندي أن كمبوديا أطلقت النار على عدة مناطق، بما في ذلك بالقرب من منازل المدنيين، في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال حاكم مقاطعة سورين لوكالة رويترز إن المنطقة تعرضت لإطلاق قذائف مدفعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار بأحد المنازل ونفوق بعض رؤوس الماشية.
ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند منذ زمن بعيد حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر، وحُددت بموجب اتفاقات في أثناء الاحتلال الفرنسي للهند الصينية. وبين 2008 و2011 أدت الاشتباكات حول معبد برياه فيهيار، المدرج في قائمة التراث العالمي لـ"يونسكو" والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً ونزوح الآلاف. وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.
(رويترز، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
أسير إسرائيلي: جنودنا مكثوا أياما في نفس المنزل الذي احتجزتني فيه حماس.. دون أن يدركوا
في الأيام الأخيرة نشهد انهياراً للسياسة الإسرائيلية تجاه غزة، لدرجة طريق مسدود في ثلاثة جوانب: مسألة المخطوفين، والجبهة العسكرية، وتوريد الغذاء إلى غزة. بالنسبة للمخطوفين، في قيادتنا – من رئيس الوزراء فنازلاً – الكل كان مقتنعاً بأن الصفقة في متناول اليد. صحيح أن هذا بعد حتى الآن، أو مثلما لخصه الرئيس ترامب أمس: 'حماس لن تحرر العشرين مخطوفاً المتبقين. هم يستخدمونهم كدرع'. الجبهة العسكرية تجاه غزة عالقة هي الأخرى. صحيح أن قواتنا تضرب بنى حماس التحتية، لكن لم يدخل الجيش بعد إلى الـ 25 في المئة من أراضي غزة التي ما زالت حماس تحكمها. وثمة انهيار آخر في سياسة واقع التموين، الذي يسمى خطأ 'مساعدات إنسانية'؛ فقد كانت الخطة الأصلية هي تحويل توزيع الغذاء في غزة إلى الصندوق الأمريكي الإسرائيلي GHF ومن خلاله الفرز بين الإرهابيين وغير المشاركين، لكن الجيش الإسرائيلي لم يرغب في القيام بهذا الفرز. إلى جانب ذلك، حملة الأكاذيب شديدة القوة وكأن جوع غزة أجبر نتنياهو على أمر سلاح الجو بإنزال المؤن من الجو إلى المناطق التي تسيطر فيها حماس. كما تمت زيادة دراماتيكية لكمية الشاحنات التي تدخل مباشرة إلى غزة، في تضارب صريح مع سياسة الإغلاق التي قررها الكابنت قبل بضعة أشهر. هذا ما يسمى انهيار السياسة. فضلاً عن ذلك، فإن تلك الشاحنات التي طالبت بها حماس الأسبوع الماضي في إطار صفقة، تحصل عليها الآن بالمجال بدون مخطوفين وبدون مقابل. هذا العنصر بحد ذاته غير معقول، ومع ذلك، المشاكل لا تنتهي هنا؛ فالمشكلة الأكبر هي أن أحداً في القيادة الإسرائيلية لا يعرف كيفية الخروج من المتاهة التي ترتبط عناصرها معاً. هكذا يفهم من الحديث مع المحافل العسكرية والسياسية على حد سواء. نتنياهو: 'هناك حملة إعلامية' يدعي الجيش الإسرائيلي بأن الدخول إلى تلك الـ 25 في المئة التي لا يسيطر فيها على غزة سيعرض سلامة المخطوفين الأحياء للخطر، لكن ليس مؤكداً بأنه ادعاء صحيح. غير قليل من المخطوفين شهدوا بأن جنازير الدبابات مرت من فوق رؤوسهم، ومع ذلك حرص آسروهم على إبقائهم سليمين ومعافين. بل إن أحد المخطوفين روى أنه كان مع آسريه تحت مدرج بيت مكث فيه جنود الجيش الإسرائيلي بضعة أيام. وكانوا أدخلوه إلى هناك وأخرجوه بسلام. وشكراً للرب، هو اليوم معنا سليماً ومعافى. في جلسة الكابنت العاصفة التي بحثت فيها المعاضل، طلب رئيس الأركان زامير تلقي تعليمات صريحة من المستوى السياسي بالدخول إلى تلك الـ 25 في المئة الحساسة. وقال سموتريتش معقباً، إن الحكومة لم تأمر الجيش قط بالامتناع عن العمل في هذه المناطق، وإن هذه سياسة قررها الجيش لنفسه. غضب زامير، واتهم وزير المالية بأنه 'يعرض المخطوفين للخطر'. أما وزير المالية، الذي كان عصبياً، فلم يصمت: 'وأنت تمنع النصر'. نتنياهو يرفض أن يصدر لزامير أمراً صريحاً بالدخول إلى هذه المناطق، خوفاً انتقاد بعض من أبناء العائلات واللجنة القيادية المحيطة بهم. 'هناك حملة إعلامية'، قال نتنياهو عدة مرات في جلسات الكابنت. لا يهم من المحق في هذا الجدال، النقطة أن رئيس الأركان لا يعرف خطة بشأن كيفية الانتصار في الوضع الحالي و/أو جلب المخطوفين. كما أن زامير يعارض تحمل مسؤولية توزيع الطعام على الغزيين. وهكذا نشأت صدامات بينه وبين نتنياهو وسموتريتش، تشبه تلك التي كانت بين هرتسي هليفي والاثنين. فجوات وشقاقات وتوترات بدلاً من التعاون بين الطرفين مثلما رأينا في حملة 'الأسد الصاعد'، بدا أن فجوات وشقاقات متبلة باعتبارات سياسية وخوف من الرأي العام، تشجع توترات ولا تحل أي مشكلة. هيئة أركان زامير أكثر قتالية واندفاعاً من سلفها. يؤمن الجيش اليوم ي بأن المزيد من الضغط سيكسر حماس في النهاية، لكنه لا يعرض خططاً مرتبة أو جدولاً زمنياً بكيف ومتى سيحصل هذا. في الوقت نفسه، من المهم التشديد على أن ذنب الجمود لا يقع على الجيش فقط. كما أسلفنا، رئيس الوزراء هو الذي افترض بأن صفقة مخطوفين خلف الزاوية. كتحصيل حاصل، لم يطلب أيضاً من الجيش حسماً فورياً لحماس. ويعود السبب في ذلك إلى أن نتنياهو يسبّق تحرير المخطوفين على النصر. الموضوع أن كل الأحداث والشقاقات تأخذ وقتاً طويلاً وغالياً جداً ضدنا: معاناة المخطوفين، أولاً وقبل كل شيء، لكن إسرائيل تلحق كل يوم أضراراً دولية هائلة بسبب تمديد القتال. الجمهور يجهل ذلك، لكن موجات الصدى سترافقنا سنوات طويلة. ترامب معنا، هذا صحيح، لكنه هو ورجاله طلبوا إدخال المؤن إلى غزة. لهم إعلامهم ودول العالم تضغط، ولنا أيضاً عالم خارج ترامب – ألمانيا مثلاً: نتنياهو راعى الألمان عندما قلب السياسة المتعلقة بالمؤن رأساً على عقب. أمام مرمى إعلامي بلا حارس كل هذه الحملة، بالمناسبة، أصبحت ممكنة لأن نتنياهو هو الذي يجفف منظومة الإعلام الرسمي القومي. حماس، والأمم المتحدة وباقي كارهي إسرائيل، يقاتلون أمام مرمى إعلامي بلا حارس. وهكذا أدت الخسارة الإعلامية إلى أن وجدنا أنفسنا أننا نحن الذين نغذي مخربي حماس. فهل لنتنياهو خطة خروج من الورطة؟ التجربة تفيد بأن له أرانب في القبعة. سياسياً وموضوعياً على حد سواء: السياسية التي يتخذها صعبة على الهضم، لدرجة أنه ملزم أن لها تفسيراً لا نعرفه، فإذا لم يكن تفسير كهذا فستتفكك حكومته في يوم أو يومين، والانتخابات المبكرة ليست هي ما تحتاجه إسرائيل في وضعها الصعب. بدلاً من ذلك، ولإخراج العربة الإعلامية من الوحل الغزي، ثمة حاجة لأن يكف كل من نتنياهو وكاتس وسموتريتش وزامير، عن الشقاق والدخول إلى عصف أدمغة يؤدي إلى خطة متفق عليها. اليوم لا يوجد مخطوفون ولا يوجد نصر، بل توريد مساعدات لحماس وهدن يومية في الحرب، في الوقت الذي نصرخ فيه من تحت الأرض. هذه نتيجة قاسية لا يمكن التسليم بها. أو كما صاغ ذلك الرئيس ترامب الذي يزور بريطانيا: 'قلت لبيبي إنه ينبغي له أن يفعل هذا بطريقة أخرى'. أرئيل كهانا إسرائيل اليوم 29/7/2025


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
ناشط من السفينة "حنظلة" يتعرض لعنف قوات الاحتلال أثناء احتجازه
أعلن تحالف أسطول الحرية عن تعرض الناشط الأميركي كريستيان سمولز الذي كان على متن السفينة "حنظلة" لكسر حصار غزة ، لعنف جسدي من قوات الاحتلال الإسرائيلي ، أثناء احتجازه. وأفاد التحالف، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ الناشط الأميركي سمولز تعرّض للعنف على يد 7 جنود إسرائيليين يرتدون الزي العسكري. وأضاف أنّ سمولز تعرّض لمحاولة خنق وركل من الجنود الإسرائيليين وظهرت علامات العنف بوضوح على رقبته وظهره. وذكر أنّ 6 من عناصر الشرطة الإسرائيلية حاصروا سمولز خلال لقائه بمحاميه. وأدان تحالف أسطول الحرية العنف الذي مورس ضد الناشط، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والمعاملة التمييزية التي تعرّض لها. ومساء الاثنين، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إنّ نشطاء السفينة "حنظلة" المحتجزين في إسرائيل رفضوا التوقيع على إجراءات الترحيل القسري، وأعلنوا استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام. وأكدت اللجنة، في منشور على منصة إكس، أنّ بعض النشطاء تعرّضوا لعنف جسدي خلال عملية الاعتقال، فيما تحدّثت ناشطات عن غياب التهوية وسوء ظروف الاحتجاز، خاصة ما يتعلق بمستلزمات النظافة الأساسية. أخبار التحديثات الحية الاحتلال يعترض سفينة "حنظلة" ويقتادها إلى ميناء أسدود وأضافت اللجنة: "اختتمت قبل قليل جلسات استماع استمرت 6 ساعات بشأن استمرار احتجاز 14 متطوعاً من سفينة حنظلة"، وأكدت أنّ "المتطوعين الـ14 رفضوا الموافقة على إجراءات الترحيل السريع، وامتنعوا عن التوقيع على أيّ تعهدات، وأكدوا أن مهمتهم إنسانية تهدف لمواجهة الحصار والإبادة الجماعية في غزة"، وقالت اللجنة إن جميع النشطاء مستمرون في إضراب مفتوح عن الطعام "احتجاجاً على احتجازهم القسري". وأشارت إلى أن بعض النشطاء ضُغط عليهم للتنازل عن حقهم في مقابلة محام. وأوضحت أن ثلاثة من النشطاء وافقوا على إجراءات الترحيل، وهم: أنطونيو ماتزيو من إيطاليا، وغابرييل كاثالا من فرنسا، ويعقوب بيرغر من الولايات المتحدة، كما خضع كل من هويدا عراف وبوب سوبيري، وهما يحملان الجنسية المزدوجة (الأميركية والإسرائيلية)، لتحقيقات من السلطات الإسرائيلية، قبل أن يُطلق سراحهما. والسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقلّ متضامنين دوليين في أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلاً من غزة، إذ تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة. وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 9 يونيو/ حزيران الماضي، على سفينة "مادلين" ضمن أسطول الحرية من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحّلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى. ويأتي ذلك في وقت تشنّ فيه إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
أوروبا واتفاقها التجاري مع ترامب في مهبّ الرياح
باتت أوروبا في مهبّ رياح عاتية محمّلة بأتربة سوداء ونار مستعرة، مع الاتفاق التجاري الأخير الذي توصلت إليه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بداية الأسبوع. رياحٌ ربما تهزّ اقتصاد دول القارة وعملتها الموحّدة وصادراتها وأسواقها ومعيشة مواطنيها، وتساهم في إضعافها مالياً وتجارياً وربما سياسياً، وتعمق خلافاتها مع روسيا، خاصّة وأن الاتفاق يضع نهاية لتدفق الغاز والنفط الروسيَين نحو دول القارة، وهو ما تعتبره موسكو حرباً اقتصادية جديدة تضاف إلى الحروب المالية والعقوبات التي تشنّها القارة منذ اندلاع حرب أوكرانيا. وفي نظرة لبنود الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي نجد أنه لا يقف عند حدّ تقديم أوروبا تنازلات مهينة ومذلة وغير مسبوقة لترامب وإداراته، في محاولة لطيّ أسوأ نزاع تجاري تواجهه، ولا عند الخسائر المالية الضخمة التي سيتكبّدها الاقتصاد الأوروبي جرّاء تنفيذ بنود الاتفاق، ومنها سداد ما يزيد عن تريليون دولار هي كلفة استيراد الغاز والسلاح والوقود النووي الأميركي، وضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، ولا عند حدّ زرع ترامب فتنةً كبرى بين دول الاتحاد الأوروبي لدرجة تدفع دولة في ثقل فرنسا الاقتصادي للخروج علناً واصفةً الاتفاق بأنه "يوم أسود" لأوروبا، وأن تشتعل الخلافات العميقة بين قادة ألمانيا بشأن تقييم الاتفاق، لكن الخطر الأكبر يكمن في بنود الاتفاق الغامضة، وآليات تنفيذه، والضمانات المقدّمة من الطرفَين، ومدى التزام ترامب بالبنود المتّفق عليها، وعدم الانقلاب عليها مستقبلاً، وممارسة تهديدات جديدة خاصّة مع انتهاء الفترة الزمنية. من بين الأسئلة : هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص؟ الاتفاق يطرح عشرات الأسئلة التي قد لا يجد كثيرون إجابةً شافية لها، وفي مقدمتها؛ ما هي الواردات الأوروبية الخاضعة للرسوم الجمركية الأميركية البالغة 15%، وهل تقتصر على السيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية والأدوية، وهل هذه هي النسبة الأعلى، ومَن هي الجهة المسؤولة عن ضخّ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي؛ القطاع الخاص الأوروبي أم الحكومات، وما هو الموقف في حال امتناع المستثمرين الأوروبيين عن ضخّ كل تلك الاستثمارات في فترة حكم ترامب؟ من بين الأسئلة أيضاً: هل ستعود أوروبا لشراء الغاز الروسي بعد مرور ثلاث سنوات هي فترة الاتفاق مع ترامب، أم ستواصل الاعتماد على الغاز الأميركي، ومَن يتحمل فاتورة استيراد الوقود الأكثر كلفة من الولايات المتحدة مقابل الغاز الروسي الرخيص، وما هي مخاطر اعتماد أوروبا كلياً على الطاقة الأميركية؟ موقف التحديثات الحية ليلة تركيع أوروبا أمام السمسار ترامب وهل هناك إطار قانوني ملزم للطرفيين ببنود الاتفاق، وما هي صادرات الاتحاد الأوروبي المعفاة من الرسوم التي جرى الاتفاق عليها، هل مثلاً الطائرات ومكوّناتها والسلع الضرورية مثل الأدوية غير المسجّلة والسلع الغذائية والرقائق ومستلزمات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وبالتالي تجري حماية المستهلك الأوروبي من خطر التضخم، أم تقتصر على السجائر والنبيذ والمشروبات الكحولية؟ ماذا عن واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية التي لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية عالية عليها وبنسبة 50%؟ صحيح أنّ توقيع الاتفاقية بين واشنطن وبروكسل وضَعَ، وإن مؤقتاً، حداً لحرب تجارية شرسة كادت أن تندلع بين أكبر اقتصادَين في العالم، وأنّ أوروبا تفادت بتوقيع الاتفاق الدخول في نزاع تجاري شرس مع إدارة ترامب المتعطّشة لحصد الأموال من كل صوب وحدب، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل التي لم يحسمها لقاء ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين في اسكتلندا يوم الأحد الماضي.