
فى مواجهة المستقبل
كتب .. على محمد الشرفاء
منذ القِدم وعلى مرِّ العصور، كل الأنظمة والدول التي ارتقت علوًّا،
وتفوقت على غيرها من الدول ونجحت في حماية أوطانها، وضعت التخطيط
العلمي معيارًا للانتصار، ودرست كافة الاحتمالات
التي يمكن أن تخترق الأمن القومي لها، ووضعت لذلك الخبراء والعلماء لدراسة
القدرات المتاحة، ومدى إمكانية تطويرها مقارنة بالجهة التي تمثل تهديدًا لأمنها، كما وضعت بعض التصورات لخلق صداقات مع دول مجاورة، وبناء أحلاف تمدها عند الحاجة بما يقصّر عليها من العتاد.
تلك من الأوامر الإلهية، حينما قال في كتابه الكريم، وبلّغه للناس الرسول الأمين عن ربه سبحانه:
﴿وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون﴾
الأنفال (60)
تلك الأوامر الإلهية التي أمر الله بها القيادات السياسية، بمشاركة المفكرين والعلماء في المجتمعات، أن تستعد لمواجهة المستقبل وما يحمله في أيامه المقبلة من تحديات على كل المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والهوية الوطنية، يتطلب طاعة الله في تنفيذ أوامره لتحصين المجتمعات مما يتهددها من أخطار تُسقط الأنظمة، وتتشتت الشعوب، وتُشرّد الأسر، ويضيع المستقبل للأوطان، بينما الناس في صراع وتنافس على المصالح الشخصية الآنية، ناسين المستقبل وما ينتظرهم من تحديات.
وقد قال تعالى:
﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾
الرعد (11)
فلا نصرَ دائم ولا أمن مستقر إلا بالتغيير والإصلاح الحقيقي، والعودة إلى الحق والعدل والتخطيط المدروس. ومن أحبّ ذلك، جعل الله سبحانه الاستعداد والتخطيط لاحتمالات المستقبل بالعمل الجماعي، تقوده قيادات مخلصة تُفني ذاتها في جهد مخلص لتحصين الشعوب والأوطان من الأخطار، وحماية المواطنين من أن تتخذ الحكومات إجراءات استبدادية ارتجالية تُعطِّل مصالح المواطنين وتضعهم في موقف المتحفز، من خلال صدور قرارات فردية لم تأخذ في حسابها الأزمات والمشاكل التي تنتج عن قرارات غير مدروسة، ولم تحسب للناس حقوقهم ومتطلباتهم، مما ينتج عنه خلل في النظام الاجتماعي، وتُفرض حاجات المواطنين المحصورين بين متطلبات الحياة اليومية، وبين القرارات العشوائية التي يكتب تشريعاتها وقوانينها موظفون في مكاتبهم دون النزول إلى الشوارع ودراسة ظروف المواطنين واحتياجاتهم، مع المتغيرات في هبوط القوة الشرائية للعملة المحلية، وترتفع أسعار المواد الضرورية لبقاء حياة الإنسان، وحينها يشعر المواطن بأن ليس لديه ما يخسره. هنا تبدأ الكارثة التي لا يشعر بها الموظفون المرفهون في الحكومة، ولا يشعرون بآلام الناس، فينزل الغضب الإلهي عليهم، وتحدث الصاعقة على الذين ظنوا أنهم مخلدون في حكم الناس،
كما حذّر الله الناس في قوله سبحانه:
﴿حتى إذا أخذت الأرض زُخرُفها وازّينت وظن أهلُها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقومٍ يتفكرون﴾
يونس (24)
وكما قال جل شأنه:
﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون﴾
الحشر (19)
فالنسيان والغفلة عن الله يقودان إلى ضياع البوصلة، وانتكاس الوعي، وانحدار القرار. وقد حدث ما حذّر الله الناس منه في كثير من الدول في العصر الحاضر،
ومنها عدة أمثلة من اليمن، والصومال، وليبيا، والعراق، وفلسطين، ولم يتخذ الناس الحذر من أمر الله لهم، ولم يعتبروا ما حدث لدول في عصرنا الحاضر الذي نعيشه، وكأنهم لا يسمعون، ولا يبصرون، وعلى عقولهم ركام من الأوهام، والاستمتاع بالسلطة يقودهم إلى ذلك، نفوس أمّارة بالسوء، متطلعة دومًا إلى الاستمتاع بمعاناة الإنسان وما يعيشه من شقاء، فجاءهم أمر الله الذي لا راد له سبحانه.
وقد قال عز وجل:
﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾
الروم (41)
وهكذا يكون فساد الأرض نتيجة مباشرة لفساد الإنسان وظلمه.
وقال تعالى أيضًا:
﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون﴾
الأنعام (65)
فهل اعتبر الناس؟ كلا
هل اتبعوا العِظات الإلهية؟ كلا
هل تعاطفوا مع الذين سقط
عليهم الغضب الإلهي؟ كلا
إذًا، فليذوقوا ما صنعته
أيديهم من ظلمٍ وبغيٍ وطغيان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 4 ساعات
- الشارقة 24
حاكم عجمان وولي عهده يستقبلان أوائل الثانوية العامة في الإمارة
الشارقة 24 – وام: استقبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، بمجلسه في الديوان الأميري اليوم الأربعاء، الطلاب والطالبات أوائل الصف الثاني عشر على مستوى الإمارة للعام الدراسي 2024-2025، وأولياء أمورهم وعدداً من القيادات والكوادر التربوية والتعليمية في عجمان، وذلك ضمن مبادرة "أوائل عجمان" التي ينظمها مكتب شؤون المواطنين في الإمارة لتقدير أوائل الثانوية وأولياء أمورهم وتشجيعهم على مواصلة التميز. وثمّن صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، الدعم الدائم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمسيرة التعليم في الدولة، وإيمانهما الراسخ بأن القلم والعلم حجرا أساس في نهضة الشعوب وتقدمها. وقدّم صاحب السمو حاكم عجمان، التهنئة للطلاب والطالبات المتفوقين في الثانوية العامة وأسرهم، مشيداً بهذا الإنجاز الأكاديمي، الذي يعدّ محطة مهمة في مسيرتهم التعليمية. وقال سموه: "أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم.. نبارك لكم ولأهلكم ولمعلميكم إنجازكم ونفتخر به وبكم، ونأمل منكم أن تواصلوا هذا التفوق في مراحلكم الأكاديمية المختلفة، فأنتم ركيزة أساسية في مسيرة التنمية والبناء لهذا الوطن المعطاء". وأكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، أنّ التعليم يحظى بمكانة مهمة في رؤية الدولة، باعتباره عنصرا رئيسا في بناء الإنسان، ونماء الأوطان، مشيراً سموه إلى أنّ العلم طريق قويم نحو التقدم والريادة، وأداة لصياغة مستقبل زاهر يليق بطموحات الوطن وأبنائه وقيادته. وشدّد سموّه، على أنّ حكومة عجمان تُعلي من شأن التعليم، وتضعه في صدارة أولوياتها وبين ركائز نهضتها، حيث تبذل الجهود، وتسخر الموارد، لتوفيره أمام شرائح المجتمع كافة، إيماناً منها بأنّ الرهان على العقول رهان رابح يقود نحو مستقبل مزدهر وتنمية مستدامة. وأشاد سموه بجهود الكوادر التعليمية في الإمارة، لما يبذلونه من جهد وعطاء في تنشئة أجيال واعية، مسلحة بالعلم، تسهم في صناعة مستقبل وطنها، مثمّناً في الوقت ذاته دور أولياء الأمور، وحرصهم الدؤوب على رعاية أبنائهم، وتوفير سبل التميّز والنجاح لهم، وتذليل العقبات أمامهم في دروب العلم والتفوق. وكرم صاحب السمو حاكم عجمان، الطلبة المتفوقين وسلمهم شهادات تقدير، داعيا إياهم إلى مواصلة التميز في مسيرتهم الجامعية، بما يسهم في دفع خطط التنمية المستدامة بالدولة، ويحقق تطلعات القيادة الرشيدة. بدوره هنأ سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، الطلبة المتفوقين وأسرهم، قائلاً: "سعيدون بلقائكم، ونبارك لكم صنيعكم.. لقد أدخلتم الفرح والسرور إلى قلوبنا وقلوب عائلاتكم بهذا الإنجاز والنتائج الطيبة التي حققتموها". وأضاف سموه: "أنتم الثروة الحقيقية التي نعول عليها في بناء مستقبل دولتنا، فالأوطان والحضارات تبنى بسواعد وعقول أبنائها المبدعين، وتعتمد في نهضتها على الكفاءات الاستثنائية، فأمثالكم ممن نراهن عليهم في مسيرة التنمية والازدهار". من جانبهم، أعرب الطلبة الأوائل عن سعادتهم بهذا اللقاء، مؤكدين أنّ رعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وسمو ولي عهده وكلماتهما الملهمة، ستظل نبراساً يستنيرون به في مسيرتهم العلمية، وحافزاً يعزّز فيهم روح التميز، ليسهموا في خدمة وطنهم ورفعته. حضر اللقاء الشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، والشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، ومعالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي، رئيس الديوان الأميري بعجمان، والشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي، مدير عام مكتب شؤون المواطنين بعجمان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.


صدى مصر
منذ 4 ساعات
- صدى مصر
المفكر العربى على محمد الشرفاء يضع روشتة لمواجهة المستقبل
المفكر العربى على محمد الشرفاء يضع روشتة لمواجهة المستقبل -وضع المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، روشتة لمواجهة المستقبل، والارتقاء بالدول وارتفاع شأنها وتفوقها ونجاحها في حماية أمنها الداخلي والخارجي، واكد الشرفاء أن هذا الأمر يتطلب وضع خطط ومناهج يحكمها العلم الذي يمثل معيار الانتصار الحقيقي على كل التحديات والنجاح في مواجهة المستقبل، كما أنه أمر إلهي منصوص عليه في القرآن الكريم بقوله تعالى: 'وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ'، فالإعداد والتخطيط أمر إلهي، وقواعد تحقيق النصر في مواجهة المستقبل تكون بالمنهج العلمي السليم. ثم يوضح الشرفاء أن الغفلة والنسيان يضيعان البوصلة وينتكس الوعي وينحدر القرار وتبدأ الكارثة التي لا يشعر بها المسؤولون المرفهون.. التفاصيل في السياق التالي. : التخطيط العلمي والانتصار يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي: 'كل الأنظمة والدول منذ القِدم وعلى مرِّ العصور، التي ارتقت علوًّا، وتفوقت على غيرها من الدول ونجحت في حماية أوطانها، وضعت التخطيط العلمي معيارًا للانتصار، ودرست كل الاحتمالات التي يمكن أن تخترق الأمن القومي لها، ووضعت لذلك الخبراء والعلماء لدراسة القدرات المتاحة، ومدى إمكانية تطويرها مقارنة بالجهة التي تمثل تهديدًا لأمنها، كما وضعت بعض التصورات لخلق صداقات مع دول مجاورة، وبناء أحلاف تمدها عند الحاجة بما يقصّر عليها من العتاد'. الإعداد والأوامر الإلهية ويواصل الشرفاء حديثه قائلًا: 'إن وضع التخطيط العلمي معيارًا للانتصار والتفوق جاء متوافقًا تمامًا مع الأوامر الإلهية، حينما قال في كتابه الكريم، وبلّغه للناس الرسول الأمين عن ربه سبحانه: وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون. سورة الأنفال الآية 60'. منهج بناء الدول وحول المنهج الذي يجب أن يتبع في بناء الدولة وتقويتها، يقول الشرفاء الحمادي: 'تلك الأوامر الإلهية التي أمر الله بها القيادات السياسية، بمشاركة المفكرين والعلماء في المجتمعات، أن تستعد لمواجهة المستقبل وما يحمله في أيامه المقبلة من تحديات على كل المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والهوية الوطنية، يتطلب طاعة الله في تنفيذ أوامره لتحصين المجتمعات مما يتهددها من أخطار تُسقط الأنظمة، وتتشتت الشعوب، وتُشرّد الأسر، ويضيع المستقبل للأوطان، بينما الناس في صراع وتنافس على المصالح الشخصية الآنية، ناسين المستقبل وما ينتظرهم من تحديات، وقد قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. سورة الرعد الآية 11'. قواعد تحقيق النصر وحول قواعد تحقيق النصر يقول الشرفاء الحمادي: 'فلا نصرَ دائمًا ولا أمن مستقرًا إلا بالتغيير والإصلاح الحقيقي، والعودة إلى الحق والعدل والتخطيط المدروس. ومن أحبّ ذلك، جعل الله سبحانه الاستعداد والتخطيط لاحتمالات المستقبل بالعمل الجماعي، تقوده قيادات مخلصة تُفني ذاتها في جهد مخلص لتحصين الشعوب والأوطان من الأخطار، وحماية المواطنين من أن تتخذ الحكومات إجراءات استبدادية ارتجالية تُعطِّل مصالح المواطنين وتضعهم في موقف المتحفز، من خلال صدور قرارات فردية لم تأخذ في حسابها الأزمات والمشاكل التي تنتج عن قرارات غير مدروسة، ولم تحسب للناس حقوقهم ومتطلباتهم، مما ينتج عنه خلل في النظام الاجتماعي، وتُفرض حاجات المواطنين المحصورين بين متطلبات الحياة اليومية، والقرارات العشوائية التي يكتب تشريعاتها وقوانينها موظفون في مكاتبهم دون النزول إلى الشوارع ودراسة ظروف المواطنين واحتياجاتهم، مع المتغيرات في هبوط القوة الشرائية للعملة المحلية، وترتفع أسعار المواد الضرورية لبقاء حياة الإنسان، وحينها يشعر المواطن بأن ليس لديه ما يخسره'. الشعور بآلام الناس ويكمل الشرفاء الحمادي حديثه قائلًا: 'هنا تبدأ الكارثة التي لا يشعر بها الموظفون المرفهون في الحكومة، ولا يشعرون بآلام الناس، فينزل الغضب الإلهي عليهم، وتحدث الصاعقة على الذين ظنوا أنهم مخلدون في حكم الناس، كما حذّر الله الناس في قوله سبحانه: حتى إذا أخذت الأرض زُخرُفها وازّينت وظن أهلُها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقومٍ يتفكرون. سورة يونس الآية 24، وكما قال جل شأنه: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون. سورة الحشر الآية 19'. الغفلة وضياع البوصلة وعن أسباب ضياع البوصلة، يقول الشرفاء الحمادي: 'النسيان والغفلة عن الله يقودان إلى ضياع البوصلة، وانتكاس الوعي، وانحدار القرار. وقد حدث ما حذّر الله الناس منه في كثير من الدول في العصر الحاضر، ومنها عدة أمثلة من اليمن، والصومال، وليبيا، والعراق، وفلسطين، ولم يتخذ الناس الحذر من أمر الله لهم، ولم يعتبروا ما حدث لدول في عصرنا الحاضر الذي نعيشه، وكأنهم لا يسمعون، ولا يبصرون، وعلى عقولهم ركام من الأوهام، والاستمتاع بالسلطة يقودهم إلى ذلك، نفوس أمّارة بالسوء، متطلعة دومًا إلى الاستمتاع بمعاناة الإنسان وما يعيشه من شقاء، فجاءهم أمر الله الذي لا راد له سبحانه. وقد قال عز وجل: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. سورة الروم الآية 41. وهكذا يكون فساد الأرض نتيجة مباشرة لفساد الإنسان وظلمه، وقال تعالى أيضًا: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون. سورة الأنعام الآية 65'. العظات الإلهية والاعتبار ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه عن مواجهة المستقبل بطرح عدد من التساؤلات والاجابات المقتضبة، فيقول: 'فهل اعتبر الناس؟ كلا – هل اتبعوا العِظات الإلهية؟ كلا – هل تعاطفوا مع الذين سقط عليهم الغضب الإلهي؟ كلا، إذن، فليذوقوا ما صنعته أيديهم من ظلمٍ وبغيٍ وطغيان'.


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
انسحاب نواب المعارضة من مناقشة الإيجار القديم.. ماذا يحدث؟
رفض مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، مقترح مقدم من النائبين أحمد الشرقاوي، وضياء الدين داوود، باستثناء المستأجر الأصلي وزوجته وأولاده من المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم، التي تنص على أن تنتهي عقود إيجار الأماكن الخاضعة لأحكام هذا القانون لغرض السكني بانتهاء مدة سبع سنوات من تاريخ العمل به، وتنتهي عقود إيجار الأماكن للأشخاص الطبيعية لغير غرض السكنى بانتهاء مدة خمس سنوات من تاريخ العمل به، وذلك كله ما لم يتم التراضي على الإنهاء قبل ذلك. استنثاء المستأجر الأصلي وزوجته وأولاده واستعرض النائب أحمد الشرقاوي، تعديله، وطلب إضافة عبارة في صدر المادة وهي: "باستنثاء المستأجر الأصلي وزوجه وأولاده"، وقال إن المستهدف استثناء المستأجر الأصلي وزوجه أو زوجها إذا كان المستأجر سيدة وأولادهم الجيل الأول من الإخلاء بعد مضي 7 سنوات، والمبررات هى الضرورات الاجتماعية التي تحدث عنها حكم المحكمة الدستورية في حكم 2002، فيما يخص الضرورة الاجتماعية القصوى وهى عدم توفر المساكن بشكل كافي مما دعا المشرع في حينه أن يمد عقود الإيجار، وهذه الضرورة متحققة اليوم، فإذا كان في عام 81 عدد الوحدات السكنية المتوفرة للإيجار كطواعية والرضاء الكامل من الملاك استوعب هذه الملايين، اليوم نتكلم وعدد شقق الإيجار المؤقت والدائم عشرات الملايين والإيجار المؤقت أسعاره اليوم آلاف الجنيهات ومع كل تجديد تتضاعف القيمة الإيجارية ولم يتدخل المشرع كما تدخل في سنوات سابقة للحد من هذه الظاهرة، ولا توفر الحكومة ولا المطورين وحدات كافية. بقاء المستأجرين الأصليين في أماكنهم وتابع الشرقاوي: "لما يخرج المستأجر سيجد المعروض أقل وبأسعار خيالية، والمادة 2 مبنية على المادتين 6 و8، والحكومة مقدم المشروع على أساس أن سيكون هناك مضارين وكلنا معترفين بذلك والحل أن تعوضهم وتجبر هذا الضرر بتوفير مسكن بديل فإن لم تتوافر المساكن البديلة سيظل الضرر"، مضيفا: "الحكومة ألزمت نفسها بأن توفر السكن البديل وهى في إيدها تسيب ذلك ويتحمله المجتمع كله، ببقاء المستأجرين الأصليين في أماكنهم ولن يكون هناك عبء على الدولة". واستكمل، "الحكومة حملت نفسها عبء هذا الالتزام الكبير ونثق أنها لن تستطيع تحمله، ووزير الإسكان تحدث عن 238 ألف وحدة طيب في أي محافظات؟، فهذا المستأجر الذي خرج خارج سوق العمل يقينا، إما معاش أو لم يكن له شغل وكبر في السن وليس له دخل، هل الحكومة هتوفر له الشقة ببلاش، وفين، وإتاحة الأراضي التي ستبنى عليها العقارات مش موجودة في كثير من المحافظات، مع عدم توافر وحدات سكنية لدى الحكومة مما يستلزم استثناء المستأجر الأصلي وزوجه وأولاده". وبدأ النائب ضياء داود، كلمته، قائلا: "استغفر الله وسبحانه الله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وتابع: أستغفر الله من كل من تجبر ويظن أنه ملك من القوة أن يتجبر على الشعب الآمن.. نستغفر الله، إننا حاولنا وبذلنا قصارى جهدنا ولم نستطيع ولن نشارك في ذلك، إننا عاهدنا ربنا سبحانه وتعالى أن أي لفظ أو عمل أو تعديل نتقدم به لوجه الله. وذكر داود، لما تستشهد بالحكم الصادر من المحكمة الدستورية والظروف الاستثنائية وكل أحاديث الحكومة عن الظروف الاستثنائية والاقتصادية هي نفس الظروف، متى استطعتم أن تتحرروا من هذه الظروف وتتجرأوا على هذا الشعب وتنفذوا ما ألزمكم به حكم المحكمة الدستورية وتلتفوا حوله لغرض في نفس الحكومة، شايف حكم 2002 وأن الامتداد مقيد، أمام حكم الدستورية في نوفمبر الماضي يتعلق بالأجرة. ولفت إلى أن حكم الدستورية ألزم المشرع أن يعدل التشريع لضبط ما يتعلق بالقيمة الإيجارية وضمان عدم الغلو في الإيجار من خلال تحقيق التوازن، وذلك يكون قبل نهاية دور الانعقاد وذلك لأن البرلمان ممثل الشعب المصرى ويستيطع أن توازن، وهذه المفروض كانت انت مهمتنا، فالمحكمة الدستورية وهى المحكمة الأعلى لا تتغول فيه على مجلسنا كسلطة تشريعية بل وضعت ضوابط لذلك، فيجب استثناء المستأجر الأصلي ومن امتد إليه العقد، إنقاذا للأمر والحفاظ على هذا البلد، وتلبية لأمور عجزت الحكومة عن تلبيتها، داعيا لأن يكون الأمر تحت البرلمان حفاظا على هذا البلد، ومع انتهاء كلمته قام بعض النواب بالتصفيق له. ورد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي: أشكر النائبين على المقترح وأقول إن هذه أحد البدائل المطروحة وليس البديل الوحيد، وأشكر النائب أحمد الشرقاوى الذي ذكر أن الحكومة تحملت العبء أكبر في سبيل إنهاء هذه المشكلة، هذا حقيقى وقولت إن الحكومة كان ممكن تدير ظهرها لهذه المشكلة وتتركها للزمن تحل نفسها بنفسها لكن الأضرار المترتبة كبيرة وكان يجب التدخل. وأشار إلى أنه يتفق مع النائب ضياء داود أن المحكمة قالت ذلك ولكن من قبل قالت إن الامتداد لا يستعصي على تعديل المشرع، وكانت هناك هناك مراكز قانونية في 2018 فيما يتعلق بغرض غير السكني ولا مانع عند المشرع أن يعيد النظر فيها تحقيقا للعدالة فى مفهوهمها. واختتم فوزي: البديل المقترح من النواب مقدر لكن الحكومة لديها بديل آخر في المادة 8، حيث إن استثناء المستأجر الأصلي وزوجه وأولاده سيؤدي إلى استمرار الاستثمار، والحكومة متمسكة بالنص.