logo
نظرة من الداخل ، المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية ، كيف ننهض بهم؟ بقلم: رانية مرجية

نظرة من الداخل ، المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية ، كيف ننهض بهم؟ بقلم: رانية مرجية

نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية… كيف ننهض بهم؟ بقلم: رانية مرجية
حين نحدّق في عيون طفل متوحد أو شاب يعاني من إعاقة ذهنية تطورية، نحن لا ننظر فقط إلى شخص مختلف، بل إلى كونٍ كامل من المشاعر والاحتياجات والقدرات التي تنتظر من يراها بصدق واحتواء. ليسوا غرباء عنا، بل هم جزء منّا، من نسيج مجتمعنا، من قلوبنا التي ربما فقدت البوصلة في زحمة الحياة.
الطفل المتوحد لا ينقصه الذكاء كما يظن البعض، بل هو يرى العالم بطريقة مختلفة، أكثر دقة، أكثر عمقًا، لكنّها بلا صوت مسموع. وذو الإعاقة الذهنية ليس عاجزًا عن الحب أو الإبداع، بل يحتاج فقط إلى مساحة آمنة، وقلوب تؤمن بإمكاناته لا بنقائصه.
المجتمع، في كثير من الأحيان، لا يرحم. نُقصي المختلف، نخاف مما لا نفهم، ونلصق المسميات بجهل أو استخفاف. لكن الحقيقة المؤلمة أن التهميش لا يُصيب فقط هؤلاء الأطفال والبالغين، بل يصيبنا نحن، حين نغفل عن مسؤوليتنا الإنسانية، والتربوية، والأخلاقية تجاههم.
نحتاج إلى ثورة وعي، تبدأ من البيت وتصل إلى المدرسة، وتمر عبر الإعلام، وتنتهي بتشريعات وقوانين تحفظ كرامتهم وتضمن دمجهم الكامل في الحياة اليومية. لا يكفي أن نخصص يوماً عالمياً للتوعية، ولا أن نبني مراكز متخصصة ونتركها تئنّ من نقص الموارد والكوادر المؤهلة. ما نحتاجه هو إرادة حقيقية للنهوض بهؤلاء الأفراد، من خلال:
التعليم الدامج: لا تعليم فعّال دون احتواء، ودون مناهج تراعي الفروق الفردية، وتدريب حقيقي للمعلمين على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقات.
الإعلام الواعي: صورة الإنسان المتوحد أو ذو الإعاقة يجب أن تكون حقيقية، بعيدة عن الشفقة أو الاستغلال، بل مليئة بالقصص الملهمة التي نراها يوميًا ولا نمنحها فرصة الظهور.
التمكين المهني والاجتماعي: هم قادرون على العمل، الإنتاج، والإبداع، إذا أُتيحت لهم الفرص الحقيقية في بيئات تفهمهم، وتحتضنهم دون تصنيف أو تقليل.
هم لا يحتاجون لشفقة، بل لعدالة. لا ينتظرون فضلنا، بل حقوقهم. لا يبحثون عن نظرات استعطاف، بل عن من ينظر إليهم كما هم: بشر، بكل ما فيهم من اختلاف وجمال.
نعم، قد تكون الرحلة صعبة، مليئة بالتحديات، لكن أجمل ما فيها أن من يسير فيها لا يعود كما كان. من يقترب من المتوحدين وذوي الإعاقات الذهنية، يكتشف الحياة من زاوية أنقى، وأصدق.
لنعِد النظر في مرآة إنسانيتنا، ولنجعل قلوبنا أكثر شمولًا. فهم لا يريدون سوى أن نراهم حقًا.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استشهاد المواطن فراس رجا صبح من طوباس برصاص الاحتلال
استشهاد المواطن فراس رجا صبح من طوباس برصاص الاحتلال

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 6 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

استشهاد المواطن فراس رجا صبح من طوباس برصاص الاحتلال

شفا – أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، مساء الخميس، أنها أبلغت وزارة الصحة باستشهاد المواطن فراس أحمد رجا صبح (47 عاما) متأثرا بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في وادي الفارعة جنوب طوباس، واحتجاز الاحتلال لجثمانه. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منطقة 'جبل الثور' في وادي الفارعة، فجرا، بعد تسلل وحداتها الخاصة إلى المنطقة ومحاصرتها منزلا، قبل أن تصيب المواطن صبح وتعتقله من داخل المنزل، بحسب المصادر الأمنية. شاهد أيضاً البنية الضميرية في قصيدة رسالة من الزنزانة 'إلى أمي' للشاعر عبد الناصر صالح ، بقلم …

"صحة غزة": 94 شهيدا و 367 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية
"صحة غزة": 94 شهيدا و 367 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية

فلسطين اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • فلسطين اليوم

"صحة غزة": 94 شهيدا و 367 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية

صدر عن وزراة الصحة الفلسطينية التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأفاد التقرير أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 94 شهيدًا (منهم 1 شهيد انتشال) و 367 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الصحة، أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 58,667 شهيدًا 139,974 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م. كما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم: 7,843 شهيدًا 27,933 إصابة. كذلك بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 26 شهداء وأكثر من 32 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 877 شهيدًا وأكثر من 5,666 إصابة.

94 شهيدًا خلال 24 ساعة... وحصيلة جديدة لضحايا "كمائن المساعدات" بغزَّة
94 شهيدًا خلال 24 ساعة... وحصيلة جديدة لضحايا "كمائن المساعدات" بغزَّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 9 ساعات

  • فلسطين أون لاين

94 شهيدًا خلال 24 ساعة... وحصيلة جديدة لضحايا "كمائن المساعدات" بغزَّة

متابعة/ فلسطين أون لاين أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفع إلى 58,667 شهيدًا، بالإضافة إلى 139,974 إصابة. ووفق التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن الوزارة، سجلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 94 شهيدًا، من بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الركام، إلى جانب 367 إصابة جديدة، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض وفي الطرقات. وفي سياق ما يُعرف بـ"شهداء لقمة العيش"، ذكرت الوزارة أن ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات بلغ 26 شهيدًا وأكثر من 32 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 877 شهيدًا وأكثر من 5,666 إصابة. ومنذ التصعيد العسكري الكبير الذي بدأ في 18 مارس 2025، وثّقت الوزارة استشهاد 7,843 فلسطينيًا، وإصابة 27,933 آخرين حتى تاريخ اليوم. وأكدت الوزارة أن الفرق الطبية والدفاع المدني تواصل عملها في ظروف قاسية، وسط عجز متفاقم في الإمكانيات وصعوبة الوصول إلى مواقع القصف. وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة من الأمم المتحدة. ومنذ ذلك التاريخ، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store