
فارس العقل والقوة: "دي ريدر" يتحدى "ويتاكر" في قمة قتالية بأبوظبي
أبوظبي: عالم نفس يتحول إلى مقاتل UFC ويطمح إلى ضربة قاضية
يخوض الهولندي رينييه دي ريدر نزالاً حاسماً في "الاتحاد أرينا" بأبوظبي، حيث يواجه روبرت ويتاكر ضمن أمسية UFC Fight Night، مسلحاً بدقة جراحية وامتنان عميق للمدينة التي غيّرت مسار حياته.
منذ أقل من عام، انتقل "فارس هولندا" من كونه مبتدئاً في المنظمة إلى نجم الحدث الرئيسي. جاء ذلك عبر أداء لا يعرف الرحمة ـ ثلاث مباريات، ثلاث انتصارات حاسمة؛ اثنتان منها عبر إخضاع مميز أمام جيرالد ميرشارت، حامل الحزام الأسود في الجوجيتسو البرازيلية، وكيفن هولاند، الذي حصد جائزتي "أداء الليلة" هذا العام أمام نيلسون ولوكي.
كانت بداية رينييه دي ريدر في UFC صاخبة ومدروسة في آن، وكان إعلانه عن نواياه واضحًا في قاعة "ويلز فارجو" بمدينة دي موين بولاية أيوا، أمريكا، في مايو، حيث واجه "بو نيكل"، نجم المصارعة الأولمبية الذي اجتاح خصومه سابقاً دون مقاومة تذكر.
في مواجهة حملت عنوان "المصارع ضد المصارع"، كان "فارس هولندا" هو صاحب اليد العليا، إذ صد محاولات الإنزال المبكر من نيكال، وعاقبه بضربات الكوع الحادة والعمل القريب المحكم، قبل أن ينهي النزال بضربة قاضية فنية مذهلة في الجولة الثانية.
والآن يستعد لمواجهة روبرت ويتاكر، بطل العالم السابق في وزن المتوسط، وأحد أفضل المقاتلين في تاريخ القسم، في نزال قد يغير خريطة المنافسة على اللقب.
قال دي ريدر لصحيفة "خليج تايمز":
"الأمر رائع جداً. أن أواجه روبرت، بطل سابق، كحدث رئيسي في أبوظبي، المكان الذي يحمل الكثير من المعاني بالنسبة لي... ذلك شعور خاص".
لكن العاطفة لن تشتت تركيزه التكتيكي. فدي ريدر، إلى جانب كونه حامل أحزمة سوداء في الجوجيتسو البرازيلية والجودو، ومعالج فيزيائي وعالم نفس سابق، يقوم بتفكيك نزاله القادم بدقة الجراح أمام خصم هو الأكثر غموضاً وتعقيداً في مسيرته.
دي ريدر قاتل العديد من الأسماء الخطيرة بالفعل، لكنه يؤمن بأن السر يكمن في "كيفية الفوز" لا "أسماء الخصوم".
وعن تطوره في الحلبة قال:
"أعمل على جميع الجوانب. أمارس الكيك بوكسينغ منذ أكثر من 10 سنوات، لكن الجوجيتسو بقيت حبي الأول، وستبقى كذلك. رغم ذلك، إذا استطعت أن أوجه بعض الضربات القوية بالركبة والكوع... سيكون ذلك رائعاً أيضاً".
"فن اكتمال المقاتل"
دي ريدر لا يرى نفسه مجرد أخصائي إخضاع يملك القدرة على الإنهاء بالضربة القاضية، بل يعتبر نفسه مقاتلاً متكاملاً في رحلة تطوير مستمرة:
"المصارعة الأرضية (الغَرابلينغ) هي هويتي، وأكثر ما أحب إظهاره، لكن الضربات، والمصارعة، والمواي تاي، والجودو... كلها عناصر أساسية. وآمل أن أظهر جميعها في أبوظبي".
ويتزايد التشويق لهذا اللقاء؛ إذ أن ويتاكر قادم بانتصار مدوٍ في الرياض عندما أطاح بالمقاتل الروسي الذي لم يُهزم إكرام أليسكيروف، والذي يحمل أربعة ألقاب عالمية في السامبو القتالي، خلال أقل من ثلاث دقائق. ويتاكر كذلك يمتلك سجلاً حافلاً بانتصارات على أسماء كبيرة مثل يوئيل روميرو (مرتين)، ديريك برونسون، جاريد كانونير، كلفن جاستيلوم، مارفين فيتوري وغيرهم. ولم يخسر سوى أمام "نخبة النخبة" في القسم كإسرائيل أديسانيا (مرتين) ودريكوس دو بليسيس.
ومع ذلك، يرى دي ريدر إمكانية في كشف ثغرات ويتاكر واستغلال واحدة من نقاط ضعفه.
"أود أن أجد عنقه"، يقول عن احتمالية إنهاء المواجهة بإخضاع. "أعتقد أن هناك فرصاً للإنزال يمكن استغلالها. سأسعى لإرهاقه. وإذا استطعت أن أسمع صوت بعض الركبات والأكواع الجيدة أيضاً... سيكون ذلك رائعاً".
صلة خاصة بالإمارات
لا تُعد أمسية UFC في 26 يوليو أول ظهور لدي ريدر في الإمارات؛ فقد سبق له أن صنع اسمه في أبوظبي في منافسات الجوجيتسو، حيث حقق أول إنجاز عالمي مهم بفوزه ببطولة العالم للمحترفين. ويقول:
"كانت أول مرة أحقق فيها شيئًا كبيرًا، وأكسب مالاً من الرياضة، وكانت تجربة خاصة جداً بالنسبة لي".
ويضيف:
"العام الماضي واجهت صعوبة كبيرة بعد تعثر مسيرتي مع (ONE Championship) لعدم وجود نزالات متاحة، وكنت في موقف صعب حقاً. لعبت في الإمارات (UAE Warriors) وهناك أنقذت أبوظبي مسيرتي بفضل الفرصة التي منحتها لي".
استثمر دي ريدر الفرصة، وفاز في أول ظهور له على حساب "ماغومدمراد خسايف" عبر ضربة قاضية فنية في الجولة الأولى في يوليو 2024، لتشكل نقطة تحول لمسيرته.
"أنا ممتن جداً لجميع القائمين على UAE Warriors، وسيبقى لأبوظبي مكانة خاصة في قلبي".
هذا يجعل من نزال 26 يوليو أكثر من مجرد قتال، بل بمثابة عودة إلى موطن النجاح وهو يطمح لاقتحام قمة فئة الوزن المتوسط في UFC.
العقل قبل العضلات
لم تأتِ دقة دي ريدر صدفةً؛ فهو دارسٌ لجسم الإنسان وعقله، كمعالج فيزيائي ونفسي سابق.
"ساعدني ذلك كثيراً، فأنا أعرف حدود إمكانياتي في التدريب، وأدرك متى يجب التوقف وما هو المهم حقاً، من المفيد جداً أن تعرف الكثير عن الجسد".
ويضيف:
"في السنوات الأخيرة لم أعد أمارس العلاج الطبيعي كثيراً، مؤخراً أغلقنا العيادة التي كنت أملكها وأعمل بها، لكنها ستبقى جزءاً مهماً من حياتي، وربما أعود إليها يوماً ما".
حالياً، يوجه كل تركيزه إلى نزال 26 يوليو.
في ظل حالة عدم الاستقرار في قسم الوزن المتوسط ـ مع صعود دو بليسيس وتربع إسرائيل أديسانيا من جديد ـ يمكن لأمسية أبوظبي أن ترسم ملامح المنافس القادم على اللقب. التوقعات تشير لأفضلية طفيفة لوِيتاكر، لكن سجل انتصارات دي ريدر في UFC يمنحه زخماً حقيقياً.
فارس يصعد نحو القمة
دي ريدر لا يبحث عن الشهرة بقدر ما يسعى لصناعة إرث رياضي.
من طفل يكافح على بساط الفنون القتالية في هولندا، إلى بطل مزدوج في "ون تشامبيونشيب"، إلى "UAE Warriors"، ثم حدث رئيسي في UFC… من معالج نفسي إلى فنان في القتال؛ مسيرته كانت محسوبة بدقة.
والآن، وقد عاد إلى مدينة شكلت جزءاً أصيلاً من رحلته، لديه فرصة لكتابة اسمه في تاريخ UFC، مع ويتاكر كآخر اختبار قبل المنافسة على اللقب.
يقول بثبات:
"الأمر كله يتوقف على نتائج تلك المواجهة، لكنني جاهز للفرصة. جاهز لأثبت للعالم نفسي. إذا تمكنت من إنهائه بشكل مذهل، أعتقد أنني أستحق لقب المنافس الأول".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 8 دقائق
- الإمارات اليوم
كلاوديو تابيا: الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يواصل نموه دولياً بشراكات جديدة
شهدت دبي اليوم الثلاثاء توقيع اتفاقية شراكة بين شركة لولو للصرافة الرائدة في تقديم خدمات المدفوعات عبر الحدود في الإمارات وعمان والبحرين والكويت وقطر، وشركة لولو ماني صاحبة التطبيق الرائد في التحويلات المالية، مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لتكونا الشريك الإقليمي في مجال التكنولوجيا المالية للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. تم الكشف رسميا عن هذه الشراكة والتي تستمر مبدئيا حتى منتصف عام 2026 وذلك خلال الفعالية التي أقيمت في دبي يوم بحضور ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم، وكبار قادة لولو المالية القابضة والمسؤولين التنفيذيين في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. وتغطي الاتفاقية مرحلة مهمة من مراحل كرة القدم على مستوى العالم وتتوج في كأس العالم لكرة القدم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حيث سيدافع الأبطال عن لقبهم في هذه البطولة. من جانبه قال كلاوديو تابيا، رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم: "يسعدنا انضمام عائلة مجموعة لولو المالية القابضة إلينا كراعٍ إقليمي جديد للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ والهند. يواصل الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم نموه على الصعيد الدولي، حيث يضم مجموعات مرموقة في مناطق مهمة لمنتخبنا الوطني. نحتفل بهذه الاتفاقية الجديدة التي تربطنا بعلاقات وطيدة مع الجالية الهندية وتُظهر شغفنا الكبير بمنتخبنا. نحن نتشارك نفس القيم ونعي أهمية العمل الجماعي. واليوم، نرحب بعائلة مجموعة لولو المالية القابضة كرعاة إقليميين جدد للمنتخب الأرجنتيني".


صحيفة الخليج
منذ 8 دقائق
- صحيفة الخليج
عبداللطيف الفردان رئيساً لاتحاد السلة حتى 2028
دبي : مسعد عبد الوهاب عقدت لجنة الانتخابات في اتحاد الإمارات لكرة السلة برئاسة المستشار بدر الحمادي اجتماعاً الثلاثاء مع نهاية فترة الاعتراضات على مقعد رئاسة الاتحاد للدورة الانتخابية 2024-2028، وأعلنت اللجنة انتهاء فترة تقديم الاعتراضات على ترشح مقعد رئاسة الاتحاد، ولم يتم سوى استقبال ترشيح واحد لهذا المنصب وهو عبداللطيف ناصر الفردان، ممثل نادي الشارقة، وبناء عليه لم يُنظر في أي اعتراضات لاحقة تخص هذا الترشيح. وأكدت لجنة الانتخابات 'بناء على ذلك يصبح عبداللطيف الفردان، رئيساً لاتحاد كرة السلة لدورة 2024-2028 '.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
بعد اعتزالها.. من هي الفنانة السورية دانا مارديني؟
فاجأت الفنانة السورية دانا مارديني جمهورها ومحبيها بإعلان اعتزالها التمثيل في الدراما التلفزيونية وذلك بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال المميزة التي جعلتها من أبرز نجمات الشاشة خلال العقد الأخير. اعتزال مفاجئ.. ولكن مخطط له منذ سنوات نشرت دانا مارديني بياناً رسمياً عبر حسابها على «إنستغرام»، كشفت فيه عن كواليس قرارها المفاجئ. ورغم صدمة الجمهور، أوضحت دانا أن قرارها لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد سنوات من التفكير والتأمل، مؤكدة أنها تشعر بالاكتفاء الفني في هذا النوع من الأعمال وأنها تتجه حالياً إلى التركيز على السينما والمسرح. الجمهور يطالبها بالتراجع عن القرار أثار الإعلان موجة من ردود الفعل المتباينة، حيث عبّر عدد كبير من متابعيها عن حزنهم واستيائهم من القرار، مطالبين الفنانة بالعودة عنه. لكن دانا طالبت في بيانها الجميع باحترام رغبتها، قائلة: «أعلن اعتزالي كممثلة في مجال التلفزيون، لن أعمل بعد الآن في هذا المجال، أياً كانت الشركة أو المحطة.. القرار ليس رد فعل، بل مخطط له منذ سنوات.. فخورة بما قدمت، واكتفيت إلى هنا». وداع مؤثر واحتفال بالماضي في خطوة بدت كتحية لمسيرتها، نشرت دانا صورة مركبة تجمع أهم الشخصيات التي قدمتها على الشاشة، اعتبرها الجمهور بمثابة احتفال صامت بنهاية مرحلة مهمة في حياتها الفنية، كما وعدت جمهورها بالاستمرار في مشاركتهم جديدها في المسرح والسينما. من «ولادة من الخاصرة» إلى «الزند».. محطات لا تُنسى بدأت دانا مارديني مشوارها الفني بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 2010، وسرعان ما أثبتت حضورها القوي في أول أدوارها التلفزيونية من خلال مسلسل «ولادة من الخاصرة» عام 2011. وتوالت بعدها الأعمال الناجحة مثل: • قلم حمرة • حلاوة الروح • العراب • الندم • جيران • أهل الغرام كما تألقت في مسلسل «الزند» إلى جانب النجم تيم حسن، حيث قدّمت شخصية «نجاة» التي تركت بصمة قوية في قلوب المشاهدين. وكان مسلسل «عقد إلحاق» هو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها. تجربة مسرحية وسينمائية ثرية رغم قلة مشاركاتها السينمائية، قدَّمت دانا أعمالاً نوعية مميزة أبرزها: • فيلم دمشق مع حبي. • فيلم رسائل الكرز من إخراج سلاف فواخرجي. أما في المسرح، فشاركت في أربع مسرحيات، من أبرزها: • لحظة • سيليكون • الألماني الطيب • الوجه الآخر لحكاية السيدة روزالين أكَّدت دانا مارديني في بيانها أنها ستواصل نشاطها الفني خارج إطار التلفزيون، وستركز على المسرح والسينما، مشيرة إلى أن جمهورها سيظل على تواصل معها من خلال ما تنشره من أخبار عن مشاريعها الجديدة. وقالت: «سأتابع في مهنتي وشغفي خارج هذا السياق.. سأواصل النشر عن جديدي في السينما والمسرح ولكم مني كل الحب».