
بين المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني: تشابه في البنية واختلاف في الظاهر
د. #عبدالله_البركات
يُلاحظ المتأمل في المشهد السياسي والديني في الشرق الأوسط تشابهًا لافتًا بين المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني، رغم ما يبدو من تضاد في الشعارات والاصطفافات. فكلا المشروعين يتبنيان ثلاث طبقات متداخلة: قومية، ودينية طائفية، ودينية شاملة، تُستخدم كأدوات ناعمة وذكية لتوسيع النفوذ وتوجيه الخطاب بحسب الجمهور المستهدف.
أولًا: الواجهة القومية
في المشروع الإيراني، يظهر الوجه القومي بوضوح من خلال إحياء التراث الفارسي، والتمسك بالتقويم الإيراني، والترويج للغة الفارسية على حساب اللغة العربية، حتى في الأوساط الدينية. كما أن الإصرار الرسمي على تسمية الخليج بـ'الفارسي' بدلًا من 'العربي' أو حتى 'الإسلامي' يكشف عن أولوية القومية الفارسية في سلم أولويات الدولة، بما يناقض الخطاب الإسلامي الأممي الذي تتبناه نظريًا.
أما في المشروع الصهيوني، فتتمثل القومية في تبني الهوية العبرية كمرتكز للانتماء، وإحياء اللغة العبرية التوراتية، مع تقديم التاريخ اليهودي القديم كأساس لشرعية الدولة الحديثة. ويتم دعم هذا التوجه بأدبيات صهيونية تؤكد على 'شعب الله المختار' وأرض الميعاد.
ثانيًا: الوجه الديني الطائفي
يحمل كل من المشروعين طابعًا دينيًا طائفيًا موجهًا لفئة معينة:
• فإيران تركز على المرجعية الشيعية الاثني عشرية، مع دعم مباشر للمؤسسات الدينية التابعة لها في العراق ولبنان والبحرين واليمن.
• بينما يحمل المشروع الصهيوني بُعدًا تلموديًا توراتيًا، يرتكز على نصوص دينية تُستخدم لتبرير التوسع والتهويد، وتُخاطب اليهود المتدينين من جهة، والمسيحيين الصهاينة (خصوصًا الإنجيليين في الولايات المتحدة) من جهة أخرى.
ثالثًا: الوجه الديني الأشمل
كلا المشروعين يسعيان لتوسيع نفوذهما خارج نطاق الطائفة أو القومية عبر واجهة دينية أكثر انفتاحًا:
• إيران تُقدّم نفسها كـ'نصير للمستضعفين' في العالم الإسلامي، وتُحاول تصدير الثورة تحت لافتات إسلامية عامة، مما يسهل خطابها في الأوساط السنية رغم التناقضات العقائدية.
• أما إسرائيل، فتحرص على الحفاظ على 'تحالف توراتي إنجيلي' يربطها بالمسيحيين الإنجيليين حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة، وهو تحالف يتجاوز الانتماء اليهودي الداخلي نحو مشروع ديني-سياسي عابر للطوائف.
رابعًا: نقطة الالتقاء… والعدو المشترك
رغم التباينات الظاهرة، إلا أن كلا المشروعين يلتقيان في العداء الصريح أو الضمني للإسلام السني، باعتباره التيار الأوسع انتشارًا في العالم الإسلامي، والأكثر تعبيرًا عن مشروع حضاري بديل. ويظهر هذا في:
• تحميل هذا التيار المسؤولية الحصرية عن ظواهر مثل القاعدة وداعش، مع تجاهل العوامل السياسية والاختراقات الاستخباراتية التي أسهمت في بروز هذه الحركات.
• تجاهل المرجعيات السنية الكبرى في اللقاءات الدولية، كما في زيارة البابا فرنسيس للعراق عام 2021 حيث التقى المرجعية الشيعية ولم يُخصص أي لقاء مماثل للعلماء السنة.
كذلك فإن القومية العربية تُعد عدوًا مشتركًا للمشروعين، إذ تشكل بُعدًا يوحّد شعوب المنطقة حول مفاهيم الاستقلال والوحدة ورفض التبعية، حتى وإن تراجعت كثيرًا في العقود الأخيرة بسبب التشرذم والاختراق الأيديولوجي.
خامسًا: المصالح المتقاطعة وليست المتطابقة
يُلاحظ في السياسات الإقليمية أن المشروعين الصهيوني والإيراني يلتقيان أحيانًا في المصالح التكتيكية، كضرب المكونات السنية المقاومة أو تقاسم النفوذ في مناطق الصراع، لكن لا يعني هذا تطابقًا كاملاً، إذ لكل مشروع طموحاته الخاصة وأجنداته الاستراتيجية، وبعضها قد يتقاطع أو يصطدم بالآخر في مراحل معينة.
وباختصار
فإن تشابه البنية الأيديولوجية والتكتيكية بين المشروعين الإيراني والصهيوني لا يعني بالضرورة وحدة الهدف، لكنه يشير إلى أنماط متشابهة في استخدام الدين والقومية كوسائل لا كغايات، وتوظيف التعدد الخطابي لتوسيع القبول والتأثير في جماهير متعددة. وهذا يفرض على المراقب ألا يُخدع بالشعارات الظاهرة، بل ينظر في البنية العميقة للمشاريع ويحلل حركتها التاريخية وأدواتها الناعمة والخشنة على حد سواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 28 دقائق
- جو 24
المحارمة والعطيات نسايب
جو 24 : توجهت جاهة كريمة من عشائر سحاب وعشيرة الصبرات المحارمة وأقاربهم وأنسبائهم ومحبيهم إلى عشيرة العطيات الكرام لطلب يد كريمة السيد مراد العطيات لابنهم الشاب عون علاء صبرة. وتحدث باسم الجاهة النائب السابق المهندس صلاح صبرة، ورد عليهم بالاجابة الوجيه سالم الفياض العطيات. نسأل الله أن يبارك للعروسين وأن يرزقهم السعادة والهناء والتوفيق..مبارك للجميع. تابعو الأردن 24 على


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
فصائل المقاومة الفلسطينية تهدر دم أبو شباب وعصابته
وطنا اليوم:وصفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية ياسر أبو شباب بأنه 'خائن مأجور' وقالت إن دمه وكل من كان في صفه 'مهدور' من كافة الفصائل. وذكرت الغرفة المشتركة في بيان اليوم الأحد أن 'الخائن المأجور ياسر أبو شباب وعصابته ثلة خارجة عن صف وطننا وهم منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل'، وتوعدت بأن الفصائل 'لن ترحم الخائن أبو شباب وعصابته ومن سلك مسلكهم بمعاونة الاحتلال'. وأضاف بيان الفصائل الفلسطينية أن 'مصير الخونة مزابل التاريخ فضلا عن وصمة العار أمام الله وشعبهم'. وأشادت بمواقف العشائر والعائلات في غزة، وقالت 'نقدر عاليا مواقف عشائرنا وعائلاتنا التي لن تضرها خيانة ثلة مارقة. شعبنا على قدر كبير من الوعي ويميز بين العملاء المأجورين ومن يعمل لخدمته'. وكانت المحكمة الثورية التابعة لهيئة القضاء العسكري بوزارة الداخلية في غزة قد أمهلت أبو شباب 10 أيام -بدءا من الأربعاء الثاني من يوليو/تموز 2025- لتسليم نفسه للجهات المختصة لمحاكمته أمام الجهات القضائية. وقالت المحكمة -في بيان لها- إن القرار يأتي طبقا لأحكام قانون العقوبات الفلسطيني رقم 16 لسنة 1960، وقانون الإجراءات الثوري لسنة 1979. ووجهت 3 تهم لأبو شباب تتمثل في: الخيانة والتخابر مع جهات معادية خلافا لنص المادة (131)، وتشكيل عصابة مسلحة خلافا لنص المادة (176)، والعصيان المسلح خلافا لنص المادة (168). وشددت المحكمة الثورية على أنه إذا لم يستجب أبو شباب ولم يسلم نفسه، فإنه يعتبر فارًّا من وجه العدالة ويحاكم غيابيا. وطالبت كل من يعلم بمحل وجوده أن يخبر عنه، وإلا يعتبر متسترا على مجرم فارّ من وجه العدالة. وتلاحق الجهات الأمنية في غزة أبو شباب (من مواليد 27 فبراير/شباط 1990) منذ نهاية العام الماضي لتشكيله عصابة مسلحة تتعاون مع إسرائيل، وتحتمي داخل المناطق الشرقية لمحافظة رفح التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وارتكبت عصابة أبو شباب جرائم قتل بحق المواطنين، فضلا عن استهداف عناصر المقاومة الفلسطينية بتوجيه من الاحتلال الإسرائيلي، وسرقة المساعدات فور دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يقع جنوب شرق مدينة رفح. يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ من تشكيل عصابات مسلحة -مدعومة منه- محاولة لضرب الأمن والاستقرار في قطاع غزة، واستخدامها لتنفيذ أجندته في تجويع أكثر من مليوني فلسطيني. بديل وهمي وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن المجموعات التي ظهرت مؤخرا في غزة هي ظاهرة أنشأها الاحتلال الإسرائيلي كبديل وهمي عن حماس، بهدف زعزعة الجبهة الداخلية وبث الفوضى. وأشار إلى أن تلك العصابات تعتمد على لصوص وقطاع طرق وعناصر خارجة عن القانون، وتشكلت بفعل ظروف الحرب والضغط الاقتصادي، وتحظى بدعم مباشر من الاحتلال على صعيد التمويل والتسليح، لكنها ما زالت محدودة العدد، منبوذة اجتماعيا، ومعزولة عن التجمعات السكانية، ولا تتحرك إلا في ظل الاحتلال وتحت حمايته. وأشار إلى أن هذه المجموعات تطمح لأن تتحول إلى مليشيا محلية تابعة للاحتلال، على غرار 'جيش لحد' في جنوب لبنان، لكنها تفتقر إلى التنظيم العسكري أو المشروع السياسي ولا تمتلك حاضنة شعبية. وأكد أن المقاومة لا تعتبرها أولوية حاليا، لكنها تتابع ملفها عبر مسارات متعددة، وقد تمنح عناصرها فرصة للعودة، إلا أن من يواصل ارتباطه بالاحتلال سيعامل كعدو. ولفت إلى أن الاحتلال يتخلى عن هذه الأدوات بعد انتهاء المهام كما حدث في لبنان، مضيفا أن المجتمع الفلسطيني يرفض هذه المجموعات ويعزلها أخلاقيا ووطنيا.


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
الى دولة الرئيس .. 16 سفرة خارجية وسيارات فارهة ومكافئات خيالية لمسؤول رقابي من الصف الاول
وطنا اليوم:مسؤول رقابي من الصف الاول ومؤتمن على المال العام الذي يعتبر احد حراسه او حاميه بموجب القانون والانظمة والتعليمات .. هذا المسؤول يتعاطى ابر هرمونات وبات ضخما متضخما اكبر من ساكن الدوار الرابع اي من دولة الرئيس فراتبه المحدد سقف ثلاثة الاف دينار وضعفهما من الحوافز والمكافئات التي لا يعلم عنها دولة الرئيس شيئاً ليس هذا فحسب بل ان عطوفته مثل السندباب يجوب البلاد طائرا لدرجة انه كسر القاعدة فقام خلال الفترة الماضية ب16 سفرة بعضها اوروبي غربي وشرقي واسيوي وخليجي واسكندنافي ومدن اخرى يتقاضى عن كل سفرة مياومات ما انزل الله بها من سلطان.. عطوفة الرئيس عفواً او دولة الرئيس يمتلك في مرأب مؤسسته 3 انواع من السيارات الفارهة الحديث بعضها كهربائي وبعضها دفع رباعي وبعضها رياضي ولكل واحدة منهما مهم وربما سائق ومرافق واشياء اخرى ، اما عن المهمات فواحد لزيار الاهل او عند العزاء واخرى لتوصيل الابناء والثالثة لجولات التفتيش داخل عمان. ويبقى السؤال الاهم هل يعلم دولة لرئيس عن حامي المال العام الذي يستثمر منصبه لغايات الاغراض الشخصية ؟؟