
سد النهضة… "خطر وجودي" يسترعي اهتمام المصريين مع اقتراب تدشينه
إعلان إثيوبيا تدشين السد في أيلول/سبتمبر المقبل، أحد العوامل التي حفزت الاهتمام الشعبي اللافت، لكن ثمة معطيات أخرى لعبت دوراً محورياً.
الصور الودودة التي ظهر فيها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ممسكاً بيد نظيره الإثيوبي آبي أحمد، خلال قمة بريكس التي عقدت في البرازيل، الأسبوع الماضي، أحد العوامل، خصوصاً أنها جاءت بعد نحو ثلاثة أيام فقط من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي عن موعد تدشين السد. واستمرت أصداء تلك المشاهد، رغم توضيح مدبولي، بعد عودته لمصر، أن الصور التقطت في إطار البروتوكولات الحاكمة للقمة.
عدم الإعلان عن حلول واقعية ومطمئنة للمصريين، عزز المخاوف وسمح للشائعات بالانتشار، وولد شكوكاً بشأن حصول القاهرة على حقوقها في نهر النيل.
ويشكل النيل المورد الرئيسي للمياه بالنسبة لنحو 120 مليون من سكان هذا البلد الذي تجاوز خط الفقر المائي (1000 متر مكعب سنوياً) بمسافة كبيرة، وبات يرزح تحت خط الندرة المائية، حيث انخفض نصيب الفرد إلى أقل من 500 متر مكعب.
أمر واقع؟
ينفي السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية، أن تكون القاهرة باتت تتعامل مع سد النهضة على أنه أمر واقع يستوجب التعايش معه، ويقول لـ"النهار": "مصر مستمرة في إيضاح موقفها في كافة المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي".
ويضيف: "الجهات المعنية كافة، لا تدخر جهداً إلا بذلته، ولو لاحظنا فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين يتواصل مع رؤساء الدول، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، حين يتصل مع وزراء الخارجية، لا يفوتان فرصة للتأكيد على حقوق مصر بنهر النيل، ويشددان على موقفنا من السد".
اكتمال المشروع
الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة يقول لـ"النهار" إن "هناك شقّين، أحدهما يهم مصر، وهو الجسم الخرساني، والبحيرة، والبوابات، وهذا قد اكتمل في أيلول 2024".
ويشير شراقي إلى أن "الشق الآخر الذي يهم إثيوبيا، هو توربينات الكهرباء، لأن الهدف المعلن من السد هو توليد الكهرباء للإثيوبيين، وحتى الآن، المؤكد أن 4 توربينات فقط تم تركيبها من أصل 13، ويقال إنه ربما هناك اثنان آخران، لكن هذا غير مؤكد".
ويتساءل: "هل يتم تركيب بقية التوربينات قبل الافتتاح في أيلول المقبل؟ لقد أعلن آبي أحمد العام الماضي أن أمامه شهوراً ويتم الافتتاح، ثم مر عام. الموعد الذي كان يفترض أن ينتهي فيه بناء السد، ويتم تركيب التوربينات هو عام 2017. لذا فإعلاناته المتكررة عن قرب الافتتاح هدفه طمأنة الإثيوبيين في الأساس".
نقطة التصعيد
رغم تعامل مصر بسياسة النفس الطويل مع هذا التهديد الوجودي المحتمل، وخوضها مفاوضات شاقة مع إثيوبيا لأكثر من 12 عاماً دون التوصل لاتفاق ملزم بشأن إدارة وتشغيل السد، إلا أن ثمة نقطة قد تجعل كافة الخيارات مفتوحة، بحسب ما أكده محللون مصريون لـ"النهار".
ويتفق خبراء الموارد المائية أن ثمة ضرراً لحق بالمصالح المائية لمصر خلال السنوات الأخيرة، لكنه ليس بالضرر الكبير الذي يستدعي رداً حاسماً إلى الآن.
ويقول الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية الأسبق في تدوينة على صفحته في"فايسبوك": "لحسن الحظ كانت السنوات السابقة فيضاناتها أعلى من المتوسط، والمياه الزائدة تم احتجازها في السد الأثيوبي بدلاً من السد العالي".
وأشار إلى أن "ما قلل من تداعيات ملء السد أن مصر اتخذت سياسات قوية لتقليل فواقد نقل المياه في الترع ولمعالجة مياه الصرف الزراعي لتجنب أي نقص محتمل في إيراد النهر نتيجة ملء هذا السد، وما كلف مصر عشرات المليارات من الدولارات".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
صراع الدبيبة وخصومه يقلق طرابلس: تثبيت للتهدئة أم حسم عسكري؟
مع ارتفاع صوت طبول الحرب، تقف العاصمة الليبية مستنفرة على مدى أكثر من شهر، وسط سباق محموم بين مفاوضات التهدئة والاستعدادات للحسم العسكري. ومنذ الصدامات الأكثر دموية في قلب طرابلس، منتصف أيار / مايو الماضي، بين القوات الموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، والميليشيات المناوئة له، وفي القلب منهم "جهاز الردع"، تتوافد على المدينة من كل حد وصوب حشود عسكرية تحمل كافة صنوف الأسلحة الثقيلة، فيما لم يترك الدبيبة فرصة إلا ولوّح بالعودة للصدام العسكري، متمسكاً بتسليم "الردع" مقره الرئيسي في مطار معيتيقة الدولي، ما طرح تساؤلات عن الأهمية الاستراتيجية للموقع ضمن لعبة التوازنات في المنطقة الغربية. وأمام المخاوف العارمة من اشتعال الحرب مجدداً، حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من التصعيد، ولوحت البعثة الأممية في بيان لها بعقوبات ضد من يشعل فتيل الصدام مجدداً، في وقت علمت "النهار" أن ضغوطاً من عواصم غربية نافذة على رأسها أنقرة تقف حائلاً حتى الآن أمام تحرك القوى الموالية للدبيبة ضد "الردع". وكشف مصدر ديبلوماسي أن وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية عبدالسلام زوبي، فشل خلال زيارته تركيا، الخميس الماضي، في الحصول على دعمها رغم توقيعه مذكرة تعاون عسكري جديدة مع نظيره التركي بعد لقائه وزير الدفاع يشار غولر. ومنذ إغلاق مطار طرابلس الدولي بسبب تعرضه لأضرار نتيجة الحرب الأهلية في عام 2014، بات مطار معيتيقة، الذي بناه الإيطاليون في عام 1923 خلال فترة احتلالهم لليبيا، هو المطار الدولي الوحيد الذي يخدم العاصمة الليبية. ويضم المطار ميناء تجارياً، هو المسؤول عن حركة الواردات والصادرات، لكن المنفذ تحوم حوله الشبهات بشأن عمليات تهريب واسعة النطاق تجري من خلاله. كما يشمل قاعدة جوية كانت استخدمتها القوات الجوية الألمانية ومن بعدها الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، لكنّ قوات أجنبية تتمركز الآن داخلها، على رأسها تركية وإيطالية بالإضافة الى مستشارين أميركيين. وقاعدة معيتيقة، أكثر من مجرد قاعدة عسكرية ومطار يمثل الشريان الجوي الوحيد في طرابلس، وفق المحلل السياسي الليبي إسلام الحاجي الذي يشير لـ"النهار" إلى "تموضعها في قلب العاصمة وبالقرب من مقرات مؤسسات سيادية كالمجلس الرئاسي ووزارة الداخلية والمؤسسة الوطنية للنفط. وتحوي منشآت عسكرية ضخمة تحت الأرض وغرف عمليات، وتمثل مركزاً أساسياً للرصد الجوي والتدخل السريع. كما يوجد بداخلها سجن مركزي هو الأكبر في ليبيا ويقبع فيه عدد كبير من القيادات الإرهابية والإجرامية"، لافتاً إلى أن معيتيقة تمثل "نقطة رئيسية لجهاز الردع وترمز إلى التوازن الأمني في العاصمة، وسيطرة الدبيبة عليها ستعني إعادة صياغة أمنية للسلطة"، مضيفاً: "لا يجب أن ننسى الوجود التركي داخلها منذ توقيع مذكرات التفاهم العسكري والأمني العام 2019. فالقاعدة تمثل لأنقرة نقطة حيوية على المستوى الإقليمي وأي مواجهة ستحدث ستُمثل إحراجاً لها". وفي هذه الأثناء يعيش سكان طرابلس في "حالة من التوتر والاضطراب بسبب عدم الاستقرار. ويتوقعون بين لحظة وأخرى الدخول في أتون حرب في عمق مدينتهم المكتظة بالسكان، حتى أن البعض يفكر في الانتقال من المدينة لحين عودة الاستقرار"، وفق الحاجي. ورغم أنه يُرجح "صمود التهدئة على المدى القصير لأن الطرفين يتحاشيان إطلاق الشرارة الأولى للمواجهة المباشرة"، لكنه يحذر من أن الوضع "قابل للانفجار في أي لحظة مع أي حادث أمني بسيط". ويوضح أن العاصمة الليبية تشهد تموضعات عسكرية متنافسة بين الكتائب المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة وأغلبها تتبع مدينة مصراتة، و"جهاز الردع" بقيادة عبد الرؤوف كارة، الأكثر تنظيماً داخل طرابلس ولدية قوة لا يستهان بها، بعد تصفية "جهاز دعم الاستقرار"، في أيار الماضي، كما أنه يحتفظ بالسيطرة على مواقع حساسة على رأسها معيتيقة، وامتدادات أمنية في مناطق حيوية. ويسجل كذلك ارتفاع وتيرة التسليح والتحشيد العسكري المتبادل، هذه الأيام، لكن الدبيبة من جهة يخشى الدخول في مواجهة خسارتها قد تنعكس على مستقبل بقاء حكومته، كما يتحسب دخول "الجيش الوطني" على خط الصراع في حال سنحت له الظروف، وبالمثل "الردع" يخشى هو الآخر من احتمالات هزيمته وبالتالي القضاء على وجوده داخل العاصمة. أما المستشار العسكري والاستراتيجي العميد عادل عبد الكافي فيؤكد على تمسك حكومة الوحدة الوطنية باستراتيجية تفكيك التشكيلات المسلحة والميليشيات لفرض سيطرتها على العاصمة، مشيراً إلى أن من ضمن هذه الاستراتيجية أن تكون جميع المنافذ البحرية والجوية تحت سيطرتها وأن تُدار من خلال أجهزتها، وكذلك استلام جميع المقرات الأمنية داخل العاصمة وإخراج جميع التشكيلات المسلحة وإعادة تموضعها داخل مقرات خارج طرابلس تحت سيطرة وزارتي الداخلية والدفاع. لكن عبد الكافي يعول على "نجاح الوسطاء في تنفيذ الخطوة بسلام من دون حصول مواجهة". ويوضح لـ"النهار" أن المجلس الرئاسي أنشأ عدداً من اللجان المعنية بالوضع الأمني تعمل على مقترحات وهناك استجابة لترسيخ الاستقرار. كما يؤكد على دور تركيا في تجنب اشتعال الصراع لأن لديها مصالح وارتباطات تسعى للحفاظ عليها. وإذ يعتبر المحلل السياسي الليبي حمد عز الدين أن هدف الحشود التي تصل إلى طرابلس من القوى الموالية للدبيبة إرسال رسائل إلى الخارج "كونه قادراً على حسم المعركة ليكون المسيطر الوحيد على المشهد في العاصمة الليبية"، يؤكد لـ"النهار" أن التحذيرات الدولية "تمنعه من تنفيذ عملية عسكرية للتخلص من الردع الذي يحظى بحاضنة شعبية ضخمة. هناك أطراف دولية خصوصاً تركيا وأميركا ترفض حصول خلل في توازنات القوى داخل العاصمة لمصلحة الدبيبة، ما يمنحه أوراق قوة خلال مفاوضات التسوية السياسية".


بوابة اللاجئين
منذ 6 ساعات
- بوابة اللاجئين
عشرات الشهداء والجرحى مع استمرار استهداف الاحتلال المنازل والخيام في غزة
واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد عدوانه على قطاع غزة عبر غارات مكثفة شنها على منازل الفلسطينيين وخيام النازحين، ما أسفر عن ارتقاء نحو 11 فلسطينياً منذ فجر اليوم الثلاثاء 15 تموز/ يوليو، فيما لا يزال عدد من الأهالي تحت أنقاض منازلهم التي دمرت على رؤوس ساكنيها وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ، فيما أنذر الاحتلال مجدداً سكان بعض مناطق الشمال بالإخلاء. وشهدت مدينة غزة غارات "إسرائيلية" عنيفة طالت الأحياء والمنازل وتجمعات الفلسطينيين فيما اغتيل النائب في المجلس التشريعي فرج الغول في قصف مباشر على منزله. فيما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على شارع النديم في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. في حين شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قصفاً على محيط مسجد صلاح الدين في حي الزيتون بمدينة غزة ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين كما أصيب آخرون في قصف "إسرائيلي" آخر استهدف منزلا لعائلة الصباغ بالزرقاء شمالي القطاع. وفي غضون ذلك، ناشدت عائلة عرفات طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الدولي بالتدخل العاجل لانتشال 15 شخصا، معظمهم أحياء، لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم في منطقة الزرقا بجوار مسجد الفرقان في حي التفاح شرق مدينة غزة. يأتي ذلك فيما أطلق جيش الاحتلال عبر طائرة كواد كابتر نداء عبر مكبرات الصوت تطالب النازحين بإخلاء المنطقة جنوباً، في مخيم الوحيدي ومحيط مسجد العزيز بمنطقة الزرقاء شمال غزة. كما شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غارات على محيط مسجد الشمعة بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الصحافي أكرم دلول، مراسل قناة الميادين، أصيب جراء القصف الذي استهدف حي الزيتون. ومع تصاعد الاستهداف "الإسرائيلي" لخيام النازحين في مدينة غزة أفاد مصدر في مستشفى الشفاء بأن 6 أشخاص من أسرة واحدة استشهدوا إثر قصف على خيام نازحين بحي الرمال، كما استهدف الاحتلال خيمة للنازحين في حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، فيما استمر القصف المدفعي وعمليات نسف المنازل في المدينة. وباستهداف آخر، أفاد الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة باستشهاد 5 أشخاص وإصابة وفقدان عدد آخر، إثر قصف "إسرائيلي" على منزل بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وأفادت مصادر محلية بقصف جيش الاحتلال برج العودة (2) الواقع قرب مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، بعد تهديد مسبق، مما أدى إلى حالة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية والنازحين في المنطقة المحيطة. بينما شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات على جباليا البلد شمال قطاع غزة. وفي السياق أفاد مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، محمد أبو سلمية بتوقف مستشفى الخدمة العامة عن العمل، محذراً من توقف مستشفيي الشفاء والحلو مؤكداً أن مئات الجرحى والمرضى في خطر حقيقي على وقع إغلاق ما تبقى من مستشفيات. من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في غزة بسبب أزمة الوقود المستمرة منذ بداية العدوان على القطاع. وقال توم فليتشر الوكيل الأممي للشؤون الإنسانية: إن نفاد الوقود في قطاع غزة يعني توقف مستشفيات القطاع، وغياب الطعام والمياه النظيفة. "أونروا" تحذر: "المدينة الإنسانية" مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين حذر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، عدنان أبو حسنة، من خطورة المخططات "الإسرائيلية" التي تستهدف إنشاء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" جنوب قطاع غزة، معتبرًا أنها محاولة مكشوفة لتحويل المنطقة إلى معسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين، في إطار سياسة التهجير القسري. وقال أبو حسنة في تصريح صحفي إن الاحتلال "الإسرائيلي" يسعى منذ فترة إلى تنفيذ هذا المشروع، وقد بدأت ملامحه بالظهور منذ إقامة نقاط توزيع المساعدات جنوب القطاع، إلا أن ما يجري اليوم يتم الإعلان عنه بشكل صريح، في إشارة واضحة إلى المساعي الإسرائيلية لفرض واقع جديد في رفح تمهيدًا لإفراغ القطاع من سكانه. وأوضح أن المشروع المقترح لا يندرج ضمن أي إطار إنساني حقيقي، بل هو جزء من خطة تهجير منظمة تستهدف دفع السكان نحو منطقة مدمرة بالكامل، وسط ظروف غير صالحة للعيش، وانعدام المقومات الأساسية للحياة من ماء وغذاء ودواء ووقود. وأكد أبو حسنة أن مساحة الـ60 كيلومترًا مربعًا في جنوب القطاع لا يمكنها بأي حال استيعاب نحو مليوني فلسطيني، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني الكارثي والانهيار الكامل للمنظومة الصحية، إضافة إلى شح المساعدات وانقطاع الوقود، تمثل أدوات ضغط إسرائيلية تهدف إلى دفع السكان للمغادرة "طوعًا"، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف. ووصف أبو حسنة هذه المساعي بأنها امتداد لسياسة التهجير القسري التي ترفضها "أونروا" والمجتمع الدولي، مؤكدًا أن المنظمة تقف ضد أي خطوات من شأنها نقل السكان من أماكنهم بالقوة أو تحت الضغط. وختم أبو حسنة تحذيره بالتأكيد على أن تنفيذ هذا المخطط ستكون له تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة للغاية، محذرًا من أن تحويل رفح إلى "مدينة إنسانية" تحت سيطرة الاحتلال هو غطاء لتصفية القضية الفلسطينية من بوابة التهجير الجماعي. وكالات


صدى البلد
منذ 8 ساعات
- صدى البلد
"ذا جارديان" تشيد بظهور "بريكس" ككتلة تسعى للاستقلالية بعيدا عن هيمنة الغرب
أشادت صحيفة الجارديان البريطانية بنمو مجموعة بريكس وبروزها ككتلة جديدة تسعى للاستقلالية وتتطلع إلى تبني آليات مستقبلية بعيدا عن هيمنة الغرب، لكنها رأت أن نجاحها لا يعتمد على الطموح فحسب، بل على القدرة على التنسيق بين المصالح الوطنية لأعضائها. وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أن مجموعة بريكس التي تمثل قوى ناشئة وتتوسع عضويتها تدريجيا تبني قواعد وأدوات جديدة ومستقبلا صناعيا مشتركا - سواء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو بدونه. وقالت الصحيفة إن قمة البريكس في البرازيل الأسبوع الماضي كشفت عن تحالف للقوى الناشئة يزداد تعقيدا - وربما أصبح أهمية. وبالنسبة للبريكس، الثقل مهم. ويضم التحالف الآن 11 دولة عضوا - بما في ذلك إندونيسيا، التي انضمت هذا العام - تمثل نصف سكان العالم و40% من الاقتصاد العالمي، متجاوزة بذلك مجموعة السبع بمقدار 20 تريليون دولار . وأشارت الصحيفة إلى أن بريكس بدأت كرهان من وول ستريت على القوى الصاعدة التي تتحدى الغرب. لكن ما يميز المجموعة اليوم هو طموح أكثر دقة واستراتيجية: عزل نفسها عن جاذبية واشنطن مع التعاون لبناء قاعدة صناعية مشتركة عالية التقنية . وأكدت الجارديان أنه ثمة أمور تُصيب فيها البريكس في تحقيق أهدافها. وتحتاج المؤسسات المالية العالمية، مثل صندوق النقد الدولي، إلى إصلاح؛ فقد فشل العالم الغني في الوفاء بوعوده المتعلقة بتمويل المناخ. ويتمثل رد فعل مجموعة بريكس المفهوم في مواجهة هذا التقاعس في إنشاء بنك تنمية خاص بها لتعزيز شكل من أشكال التصنيع الأخضر. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة قبل قمة البرازيل حول موقف جماعي رسمي لدول البريكس بشأن تمويل العمل المناخي سيساعد في تحقيق ذلك. فالنمو السريع في الطاقة المتجددة يعني أن الوقود الأحفوري يُمثل الآن أقل من نصف إجمالي توليد الكهرباء في دول البريكس. وفي ظل حالة الطوارئ المناخية، ينبغي الترحيب بهذا التقدم. وتتصدر دول البريكس الآن مجال التكنولوجيا الخضراء، وتفخر بأسواق استهلاكية مزدهرة، مما يوفر الأدوات والنطاق اللازمين لدفع عجلة النمو الصناعي . وبحسب الصحيفة البريطانية، استند نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية على ثلاث ركائز: هيمنة الولايات المتحدة، والهيدروكربونات، والتجارة المفتوحة. واليوم، تنهار هذه الركائز، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الولايات المتحدة نفسها. فالعديد من دول البريكس لا تستفيد كثيرا من دعم النفط، في حين أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج له في العالم. وفي ختام افتتاحيتها، أكدت الصحيفة أنه لا يزال بإمكان دول البريكس توحيد صفوفها، وستكون خطوتها الأكثر تقنية هي البدء في بناء "قنوات" مالية لتجاوز الأنظمة الغربية. ولن يعتمد نجاح الكتلة على الطموح فحسب، بل على القدرة على التنسيق بين المصالح الوطنية لأعضائها.