
لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟
تتسارع وتيرة المواجهة العسكرية في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث تصاعدت عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور.
في الميدان، تبرز كتائب القسام وسرايا القدس بوصفهما رأس الحربة في التصدي للاجتياحات البرية التي يقوم بها جيش الاحتلال، وقد نجحتا في تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية خلال الأسابيع الأخيرة أوقعت خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية، سواء على مستوى الجنود أو العتاد العسكري. ويعكس ذلك تصاعد كفاءة المقاومة ميدانيًا، وتعقيد البيئة العملياتية أمام الجيش الإسرائيلي الذي يجد نفسه عاجزًا عن تحقيق ما وصفه بـ"النصر الكامل".
هذا الإخفاق الإسرائيلي بات يُعبر عنه مسؤولون عسكريون إسرائيليون بشكل متزايد. فقد نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول عسكري إسرائيلي إقراره بأن "تحقيق الأهداف التكتيكية في غزة أصبح أصعب الآن".
وأشار إلى أن تل أبيب لم تتمكن من إنجاز جميع أهدافها التي رفعتها منذ بداية الحرب، وهي أهداف طموحة شملت القضاء على القدرات العسكرية لفصائل المقاومة، وتفكيك بنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وضمان عدم تحول القطاع إلى مصدر تهديد مستقبلي.
ويذهب الخبير العسكري، العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي، إلى أن الأسباب وراء هذا الفشل متعددة، أولها الطبيعة الحضرية الكثيفة لقطاع غزة، حيث يصعب على القوات الغازية التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، مما يقيد هامش الحركة الميدانية ويزيد من تكلفة التقدم على الأرض.
كما أن تكتيكات المقاومة التي تعتمد على خلايا قتالية صغيرة وقادرة على تنفيذ عمليات دقيقة ومنسقة دون الحاجة إلى تشكيلات كبيرة، تُربك منظومة الرصد والاستخبارات الإسرائيلية، وتجعل من استهداف المقاومين أمرًا بالغ الصعوبة.
يضاف إلى ذلك تعقيد الجغرافيا، لا سيما مع اعتماد المقاومة على شبكة أنفاق واسعة تجعل أي محاولة إسرائيلية لتحديد مراكز القيادة أو خطوط الإمداد شبه مستحيلة.
ويشير الفلاحي إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن بيئة القتال الحالية في غزة، والمتمثلة في أحياء مدمرة وأنقاض منتشرة، تعد من أصعب بيئات الحرب، كونها تُفقد الاحتلال ميزة المناورة والرؤية، وتمنح المقاومة الأفضلية في الكمائن والتحرك الخفي. هذه البيئة تحديدًا قلبت موازين المعركة من حرب تقليدية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع -أمس الأربعاء- في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، مؤكدة اشتعال النيران فيها وهبوط الطيران للإخلاء.
كما أعلنت سرايا القدس تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وسط خان يونس، كاشفة أن العملية تمت بتفجير عبوتين من مخلفات الاحتلال عبر الهندسة العكسية.
كما أعلنت السرايا تفجير مقاتليها -أمس الأربعاء- جرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" بعبوة كانت مزروعة سابقا أثناء توغلها في حي الشجاعية شرقي غزة.
المصدر / الجزيرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 5 ساعات
- فلسطين أون لاين
مصرفان دوليَّان يرفضان فتح حساب لـ "مؤسَّسة غزَّة الإنسانيَّة"
متابعة/ فلسطين أون لاين رفض المصرفان الدوليان "يو بي إس" (UBS) و**"غولدمان ساكس" (Goldman Sachs)** فتح حسابات مصرفية لما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهو كيان مدعوم من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، ومرتبط بوقائع مميتة لمئات الفلسطينيين خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات في قطاع غزة المحاصر. وكشفت وكالة رويترز، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن المؤسستين الماليتين رفضتا التعامل مع الكيان بسبب انعدام الشفافية حول مصادر تمويله، إلى جانب الضغوط السياسية التي رافقت المحاولات الفاشلة لفتح حسابات في سويسرا. وقال أحد المصدرين إن المحادثات التي أجرتها المؤسسة مع "يو بي إس" و"غولدمان ساكس" واجهت عقبات كبيرة، أبرزها الغموض المالي وانعدام الوثائق الكافية، ما دفع المصرفين إلى رفض التعاون رغم الضغط الأميركي والإسرائيلي المباشر. كانت المؤسسة قد سعت إلى إنشاء فرع لها في مدينة جنيف السويسرية، إلا أن جهودها تعثرت نتيجة عجز مالي وقلة التبرعات، إلى جانب استقالة المدير التنفيذي جيك وود في مايو/ أيار الماضي، ومغادرة عدد من الأعضاء المؤسسين، وهو ما زاد من تعقيد محاولات الاندماج في النظام المالي الأوروبي. وتُوصف "مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها مشروع سياسي مشترك بين واشنطن وتل أبيب، يهدف إلى إحكام السيطرة على المساعدات الإنسانية في غزة، متجاوزًا المؤسسات الدولية والمحلية. وقد أثارت المؤسسة موجة انتقادات من منظمات أممية وإنسانية، اتهمتها باستخدام المساعدات كسلاح للابتزاز السياسي والتطهير الناعم. في هذا السياق، أكدت وكالة "أونروا" أن نقاط التوزيع التابعة للمؤسسة تحولت إلى مصايد موت للفلسطينيين، في ظل استهدافها المتكرر من قبل جيش الاحتلال. في آخر إفادة أممية، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 613 فلسطينيًا استُشهدوا في محيط مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة، بينهم 509 على الأقل قُتلوا عند نقاط توزيع تديرها المؤسسة مباشرة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، إن هذه الأرقام تم توثيقها حتى 27 يونيو/ حزيران، مشيرة إلى وجود حوادث إضافية لم تُوثق بالكامل بعد. وأوضحت أن البيانات استندت إلى مصادر متنوعة تشمل مستشفيات ومقابر وعائلات فلسطينية، إضافة إلى مؤسسات محلية وشركاء دوليين. منذ بدء نشاطها الفعلي أواخر مايو/ أيار الماضي، قادت المؤسسة عمليات توزيع للمساعدات الغذائية والدوائية في مناطق داخل قطاع غزة، إلا أن التجمعات حول تلك النقاط تحولت إلى كمائن دامية بفعل القصف المباشر وإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال، في تكرار مروّع دون أي مساءلة دولية. ويأتي ذلك في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 57,000 فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 135,000 آخرين، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير جماعي لسكان القطاع، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
سرايا القدس تبثُّ مشاهد "ملحميَّةً" لكمين استهدف 30 جنديًا في الشجاعيّة
غزة/ فلسطين أون لاين بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد ملحمية لعملية مركبة نوعية استهدفت عشرات الجنود ورتلآ لآليات العدو في مربع الهدى شرق حي الشجاعية بغزة. وأظهرت المشاهد، أنَّ️ العملية المركبة بدأت بتفجير حقل ألغام بالآليات الصهيونية المتوغلة ما اضطر الجنود والضباط إلى دخول المنازل المجاورة بشكل هستيري، قبل أن يتمكن المجاهدون من استهداف القوات التي تحصنت داخل المنازل بصاروخ موجه تلاه قذيفة "TBG" المضادة للتحصينات. كما تضمن الكمين المركب اشتباكات من المسافة صفر مع قوات إسرائيلية خاصة، ووثق دخول طيران مروحي لإخلاء القتلى والجرحى. #الجزيرة تحصل على صور لكمين مركب قالت سرايا القدس إنها نفذته يوم الأربعاء الماضي ضد آليات وقوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة #غزة، ويظهر التسجيل تفجير حقل ألغام بقوة إسرائيلية واشتباكا وتدمير منزل بجنود تحصنوا فيه#حرب_غزة #الأخبار — قناة الجزيرة (@AJArabic) July 4, 2025 وأظهرت المشاهد تجهيز وإعداد حقل ألغام مكون من 6 عبوات مضادة للدروع، ومن ثم رصد تقدم الآليات المتوغلة وتوثيق لحظة الانفجار فيها، قبل أن يتدخل جيش الاحتلال بـ"مظلة نارية وتغطية دخانية بعد عملية التفجير". وتضمنت المشاهد إنشاء وصلة نفق أرضية خلال 3 أيام، قبل خروج مقاتلي السرايا منها لاستهداف دبابة قمرة قيادتها بقذيفة "آر بي جي". ووثقت المشاهد أيضا لحظات فرار جنود الاحتلال داخل منازلة قريبة من مقاتلي السرايا، إذ استهدف أحد المنازل -بداخله 10 جنود- بصاروخ موجه من طراز "107"، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه. وكذلك استهدف مقاتلو السرايا منزلا آخر يتحصن بداخله نحو 20 جنديا وضابطا إسرائيليا بقذيفة "تي بي جي"، أعقب ذلك اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وتوثيق اشتعال النيران في المنزل أيضا. وقال قائد عملية الشجاعية في سرايا القدس، في تصريحات خصّ بها قناة الجزيرة، إن الكمين استهدف نحو 40 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، تم إحكام الطوق الناري عليهم داخل مربع الهدى، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم. وأكد القائد الميداني أن عناصر السرايا نجحوا في شلّ حركة العدو وآلياته، وأن قوات الاحتلال "فقدت القدرة على المبادرة أو الرد، واكتفت بالصراخ ومحاولة الفرار"، بحسب تعبيره. وأضاف: "رأينا جثثًا متفحمة لجنود وضباط الاحتلال، في وقت يواصل فيه جيش العدو الكذب والتعتيم على خسائره الحقيقية". وكثفت فصائل المقاومة -الأسابيع الأخيرة- نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع -بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة- منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي. وعقب سلسلة من الكمائن التي أوقعت جنود الاحتلال قتلى وجرحى في غزة، قال المحلل "الإسرائيلي" آفي أشكنازي، إنَّ قادة الجيش الكبار فشلوا فشلًا خطيرًا في بناء قوة جزء من القوات البرية، مضيفًا "لقد أهمل الجيش قدرة التزود بالمعدات للوحدات التي تقف الآن في مقدمة القتال". وتابع، "الاستنزاف غير المعقول لمقاتلي الجيش الإسرائيلي في غزة في حرب لا تنتهي، يحوّل الحدث إلى مأساة يجب أن تهزّ الجمهور". وشدد على أن جيش الاحتلال في ورطة شديدة في غزة، "نحن في فشل عسكري وسياسي متواصل"، مؤكدًا أنه بعد 633 يومًا، حان الوقت للاعتراف بأن وضع "الجيش الإسرائيلي" في هذه الحرب صعب.. بل صعب جدا. وأشار المحلل العسكري إلى أنّه في الجيش يدركون أن الإنهاك الذي يعاني منه الجنود هائل، هذا الإنهاك يؤدي إلى الكثير من الأمور السلبية. وأكمل "بالإضافة إلى الإنهاك الشديد للجنود، هناك أيضا استنزاف للمعدات العسكرية من الدبابات، وناقلات الجنود المدرعة، إلى الطائرات وغيرها". وقالت قناة كان العبرية، إنَّ 879 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا قتلوا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023. ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود.


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
تقرير يكشف: "إسرائيل" تنهب الحمير من غزة وفرنسا تمنحها "حق اللجوء"
متابعة/ فلسطين أون لاين في تفاصيل مثيرة، كشفت قناة "كان" العبرية في تقرير استقصائي عن عملية نهب منظم لعشرات الحمير من قطاع غزة خلال الحرب الجارية، بمشاركة جمعيات إسرائيلية وبتواطؤ مؤسسات أوروبية، أبرزها فرنسية وبلجيكية، استقبلت هذه الحيوانات واحتفت بها، في تجاهل تام للسياق الحقيقي لهذه "الحيوانات المنقذة". وبحسب التقرير، نفذ جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات تجميع للحمير من المناطق التي اجتاحوها داخل قطاع غزة، تحت ذريعة أنها "مريضة أو مهملة"، فيما جرى توثيق ذلك إعلامياً على أنه "حملة إنقاذ بيطري"، رغم أن هذه الحيوانات كانت وسيلة نقل أساسية للمدنيين في ظل الحصار الخانق وشح الوقود، ما يُحول العملية إلى مصادرة قسرية لممتلكات مدنية أثناء نزاع مسلح، يُصنفها القانون الدولي كجريمة حرب. وبحسب التقرير، نُقلت الحمير التي جُمعت من غزة إلى مزرعة تُدعى "لنبدأ من جديد" (Starting Over Sanctuary) في "موشاف حرّوت" جنوب تل أبيب، وتديرها ناشطة تُدعى شارون كوهين. وتقوم المزرعة بعرض هذه الحيوانات كضحايا لـ"صدمة نفسية"، وتزعم حاجتها إلى علاج خاص، دون أي تواصل مع أصحابها الأصليين أو وجود مستندات ملكية تثبت قانونية ما جرى. وفي 18 أيار/ مايو 2025، جرى شحن أول دفعة من الحمير – وتضم 58 حمارًا – من مطار بن غوريون إلى مطار لييج في بلجيكا، ثم إلى ملاجئ حيوانات في فرنسا وبلجيكا، بتنسيق مع مؤسسة Network for Animals، التي تديرها غلوريا ديفيز وشانون إدواردز، وبواسطة شركة Orien Cargo الإسرائيلية. من بين هذه الملاجئ، برزت محمية "La Tanière – Zoo Refuge" قرب مدينة شارتر الفرنسية، التي استقبلت الحمير بحفاوة واحتفت بها كرمز "للرحمة والتحضر"، مقدمة لكل حمار "قصة نجاة من الجحيم"، دون أي إشارة إلى أصله أو مالكه الفلسطيني. سرقة تحت الاحتلال... وتسويق إنساني كاذب ما يثير السخرية السوداء في هذه القضية هو أن هذه الحيوانات التي تم نهبها من بيئة مدمرة ومجتمع يرزح تحت الإبادة، باتت تُعرض في أوروبا على أنها "رموز للتعاطف"، بينما سُحقت القصة الأصلية: أن هذه الحمير تعود لعائلات فلسطينية، وأنها سرقت تحت سطوة السلاح والاحتلال، وأن أصحابها لا يزالون يعيشون تحت القصف والحصار. تظهر الفيديوهات الإسرائيلية المصاحبة لهذه العمليات مشاهد توحي بعمل إنساني: حمير تتناول الجزر، وأطباء بيطريون يعتنون بها، وملاجئ أوروبية تستقبلها بالزهور. ولم تقتصر الظاهرة على قطاع غزة، إذ أوردت وسائل إعلام عبرية أخرى قصة "إنقاذ" حمار من الخليل بالضفة الغربية المحتلة، نُقل إلى مزرعة كوهين ذاتها، رغم أنه يعود لمزارع فلسطيني. واللافت أن الخليل لا تشهد حربًا أو انهيارًا في البنية التحتية، ما يؤكد أن ما يجري هو سياسة ممنهجة لمصادرة ممتلكات الفلسطينيين، وليس "استجابة إنسانية" كما تزعم الجهات المشاركة.