
هل تنقذ 'الهدنة الإنسانية' الفلسطينيين في غزة من 'المجاعة'؟
وسط حالة من الحذر، أبدى فلسطينيون في قطاع غزة تفاؤلهم حيال الهدنة الإنسانية المعلنة من جانب واحد من قِبل إسرائيل لاستئناف دخول المساعدات التي انقطعت بشكل كامل منذ مارس/ آذار الماضي.
وتحدّث عدد من الفلسطينيين في القطاع لبي بي سي عن الهدنة ومدى فاعليتها في إنقاذ سكان القطاع من المجاعة وما قد تتعرض له من عراقيل في المستقبل قد تحول دون استمرار تدفق المساعدات.
وقالت مصادر إعلامية من الجانب المصري لمعبر رفح لبي بي سي إن نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت صباح الأحد إلى معبر كرم أبو سالم، إذ أفرغت حمولتها هناك لفحصها تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.
وأضافت المصادر أنها رصدت المزيد من الشاحنات القادمة من مدينة العريش بشمال سيناء باتجاه معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، فيما بدا أنه استعداد لدخولها لاحقاً إلى القطاع.
وقال مراسل بي بي سي لشؤون غزة في إسطنبول رشدي أبو العوف إن سكان غزة رحبوا 'بحذر' بتقارير عن هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، لكن الكثيرين يقولون إن هذه الإغاثة يجب أن تكون بداية لحل أوسع نطاقاً ودائماً للأزمة المتفاقمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيفتح ممرات إنسانية للسماح بدخول قوافل الغذاء والدواء، بعد تحذيرات من المجاعة وأسابيع من الضغط الدولي.
تفاصيل 'الهدنة' الإسرائيلية
Reuters
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء 'تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية' في مناطق محددة من قطاع غزة، اعتباراً من الأحد وحتى إشعار آخر.
ويستمر التعليق يومياً من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش، ويشمل تعليق العمليات منطقة المواصي ومدينتي غزة ودير البلح، مع استمرار 'العمليات الهجومية ضد المنظمات الإرهابية'، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس.
وأوضح أدرعي أن القرار جاء بعد مباحثات مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وجرى بموجبه تحديد 'ممرات آمنة' من السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساءً، لتسهيل دخول قوافل الإغاثة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن القرار يأتي في إطار 'هدنة إنسانية لساعات طويلة'، استجابة للانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة.
وأفادت الهيئة أن القرار اتُخذ خلال جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس والخارجية جدعون ساعر، دون حضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي عبّر عن غضبه تجاه القرار.
ورحّب منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الأحد، بتوفير طرق برية آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة ستحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يتضوّرون جوعاً.
28 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا تطالب في بيان مشترك بوقف الحرب في غزة، وإسرائيل ترد: 'بيان منفصل عن الواقع'
برنامج الأغذية يقول إن ثلث أُسَر غزة لا يأكلون لأيام
'أطعمة منتهية الصلاحية'
قالت رشا الشيخ خليل، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 39 عاماً من مدينة غزة، لبي بي سي: 'بالطبع أشعر ببعض الأمل مجدداً، لكنني أشعر أيضاً بالقلق من استمرار المجاعة بعد انتهاء تعليق القتال'.
وأضافت: 'قافلة مساعدات واحدة أو بضع طرود جوية لن تكفي. نحن بحاجة إلى حل حقيقي، لإنهاء هذا الكابوس، ونهاية للحرب'.
وأعربت نيفين صالح، وهي أم لستة أطفال، عن مخاوفها حيال جودة الطعام تحديداً، قائلة: 'الأمر لا يتعلق بكمية الطعام فحسب، بل بجودته أيضاً'.
وأضافت: 'لم نتناول فاكهة أو خضاراً طازجة واحدة منذ أربعة أشهر. لا يوجد دجاج، ولا لحم، ولا بيض. كل ما لدينا هو أطعمة معلبة غالباً ما تكون منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى دقيق'.
وقال رامي طه، الذي يسكن في وسط غزة لبي بي سي: 'زوجتي وأحد أطفالي الخمسة مصابان بالداء البطني (السيلياك وهو حساسية الجسم ضد الغلوتين في القمح والشعير والشوفان وحبوب أخرى)'.
وأضاف: 'قبل الحرب، كنت أشتري لهم منتجات خالية من الغلوتين. الآن، لا يوجد شيء. أضطر إلى نقلهم إلى المستشفى كل بضعة أيام للحصول على محاليل وريدية'.
وقال أحمد طه، صاحب متجر في شمال غزة: 'هذا ليس حلاً دائماً، إنه أشبه بإعطاء مسكنات الألم لمريض سرطان دون علاجه'.
Reuters
قال شاهد عيان من غزة لبي بي سي: 'بينما كنا نجلس، سمعنا ضوضاء هائلة فظننا أنهم يلقون علينا قنابل نووية. لكننا وجدنا أن مظلات تهوي من أعلى فأسرعنا، متجهين إليها كغيرنا وهجم الناس على مظلة منها'.
وأضاف، وهو يبكي: 'حصلت على كيس سكر سبعة كيلو جرامات، لكننا نقول للعالم أننا لا نريد أي شيء إلا الخلاص فقط. لا نريد طعاماً ولا أي شيء آخر. انقذونا لوجه الله'.
وتابع، وهو يجهش بالبكاء: 'أنا خسرت أهلي كلهم في الحرب، لم يعد منهم أحد، فأنقذونا'.
وقال شاهد عيان آخر: 'أُلقيت المظلات وبدأ تدافع الناس نحوها. وأثناء التدافع سقط ولد تحت المظلة فتلقّى ضربة في خصره، وها هو يرقد بعد أن أُصيب بالشلل، والله وحده أعلم ماذا سيكون مصيره'.
وأكد ثالث: 'فوجئنا أن هناك صوتاً غريباً في المنطقة، فتفقّدنا الأمر لنكتشف المصيبة، قد سقطت في المنطقة كلها، وهي المظلات'.
وأضاف: 'وُجِد 6 مليون شخص في المنطقة في خمس دقائق. لا ندري من أين جاء هؤلاء، هل ألقوهم مع المظلات؟! لم نتمكن حتى من رؤية محتويات هذه المساعدات… هذا ذل وحرام'.
من جانبها، قالت مسؤولة في مكتب برنامج الغذاء العالمي بمصر لبي بي سي: إن 'الشاحنات التي انطلقت من الجانب المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم ما زالت موجودة في المعبر الرابط بين إسرائيل وقطاع غزة ولم تدخل القطاع بعد'.
وبحسب المعلومات المتوفرة لديها حتى ظهر الأحد. وأشارت إلى أن البرنامج سيقوم بنشر مزيد من التفاصيل تباعاً.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عشرات الأشخاص يموتون بسبب سوء التغذية. وقدّرت يوم الأحد عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية منذ بدء الحرب بـ 133 حالة، معظمهم في الأسابيع الأخيرة.
ونفت إسرائيل ما وصفته بـ'الادعاء الكاذب بالتجويع المتعمد' في غزة.
'هذه ليست هدنة'
قال أحد سكان غزة لبي بي سي: 'باعتقادي أن هذه الهدنة بمثابة صورة تجميلية للاحتلال أمام العالم وأنه أصبح إنساني وأصبح يبحث عن الإنسانية بعد الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا بما فيها المراكز الإنسانية التي أنشأها بهدف إهانة وإذلال شعبنا'.
وأضاف أن 'هذا إجراء تكتيكي لأن الهدنة لا تشمل جميع المناطق، إنما مناطق محددة لدخول المساعدات'.
وأكّد أن 'هدنة ليوم واحد لا تكفي، وأعتقد الهدف هو إدخال 200 شاحنة لرسم صورة تجميلية'.
وقال آخر: 'هذه أصلاً ليست هدنة لأنهم أعلنوا وقف إطلاق نار لساعات معينة، فهي ليست هدنة، إذ إن أكثر من 70 في المئة من مساحة غزة في الأساس لا تزال تحت سيطرة اليهود، وإن النازحين لن يعودوا إلى منازلهم، فما هي فائدة هذه الهدنة إذاً؟ إنها فقط ذر للرماد في العيون حتى يقولوا للعالم أدخلنا مساعدات، لكنها لم ولن تُجدي نفعاً'.
وأضاف أن 'الشاحنات التي يدخلونها لو ظلوا سنة…. نحتاج إلى شهر كامل يدخل فيها 1000 شاحنة يومياً حتى يأكل الناس فقط. نريد أن تدخل المساعدات، لكن لابد أن تدخل وتُوزّع بالطريقة الصحيحة'.
وأشار أحد السكان الآخرين من غزة، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي: 'طبعاً هذه ليست هدنة ولا وقف إطلاق نار، إنما هو وقف إطلاق نار تكتيكي في بعض المناطق حيث سيسمح الاحتلال بدخول الشاحنات من ممر إنساني لقوافل المساعدات، على حد زعمه'.
وأشار إلى أنه 'بالتأكيد لن يكن هذا اليوم كافياً، لكن الاحتلال أراد فصل الملف الإغاثي عن ملف العمليات العسكرية، وبالتالي سيسمح بظهور صورة إيجابية عنه مغايرة لما هو كائن على أرض الواقع تماماً'.
وأكد أن هذه 'ليست هي الطريقة الصحيحة، بل ينبغي أن تدخل عبر مؤسسات أممية، مؤسسات عالمية كما كان يجري قبل وقف إطلاق النار في بداية العام'.
وقالت سيدة فلسطينية من غزة لبي بي سي: 'طبعاً الوقفات والهدنة الإنسانية غير كافية لأننا نتحدث عن شعب مُجَوَّع لأكثر من عام ونصف العام. وهناك مجاعة حقيقية في شمال وجنوب ووسط القطاع منذ استئناف الحرب على قطاع غزة'.
وأضافت: 'ينبغي إدخال حوالي 600 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة ولم تكون كافية لأهل غزة الذين جاعوا منذ عدة أشهر'.
وتابعت: 'نتمنى أن تكون الهدنة الإنسانية فاتحة خير على الجميع ويستمر ضخ المساعدات بمعرفة مؤسسات دولية وأن تُوزع على الناس بالشكل الصحيح'.
'تواطؤ في ارتكاب جرائم دولية'
طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الأحد، دول العالم بممارسة جميع أشكال الضغط الممكنة على إسرائيل من أجل 'إيقاف المجازر بشكل دائم في قطاع غزة'.
واعتبر تورك أن 'عدم استخدام الدول لنفوذها من شأنه أن يمثل تواطأً في ارتكاب جرائم دولية'.
وشدد على أن ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من قبل حكومات العالم لضمان امتثال إسرائيل لما يجب عليها من التزامات بتوفير الغذاء والكافي والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة لسكان غزة.
وقال فولكر تورك: 'أصبحت غزة مشهداً بائساً للهجمات المميتة والدمار الكامل، إذ يموت الأطفال جوعاً أمام أنظار العالم'.
وأشار إلى أن 'مراكز توزيع المساعدات الفوضوية والعسكرية التي توفرها مؤسسة غزة الإنسانية بدعم من الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تفشل تماماً في إيصال المساعدات الإنسانية بالحجم المناسب وعلى النطاق المطلوب'.
وأكد أن 'إسرائيل قتلت أكثر من ألف شخصاً منذ نهاية مايو/ أيار الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام'.
وأشار إلى 'ممارسات قوات الاحتلال خلّفت أكثر من 200 ألف فلسطينياً بين قتيل وجريح منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وهو ما يعادل حوالي 10 في المئة من سكان القطاع'، مؤكّداً: 'لن ننسى أبداً أن 300 من زملائنا قُتلوا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية'.
وأشار إلى أنه أدان ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في العديد من المناسبات، وما فعلته حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية. لكنه في نفس الوقت أكّد إدانته 'نطاق وحجم القتال والدمار والبؤس الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة منذ ذلك الحين'، محذراً من 'ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية'.
وأشار إلى أنه شدّد في وقتٍ سابقٍ على ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من أجل الحيلولة دون تعرض الفلسطينيين للإبادة، بما يتوافق مع إجراءات محكمة العدل الدولية.
'المفاوضات لم تتعثر'
في غضون ذلك، قال مصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بأن إدخال المساعدات من مصر إلى القطاع يجري بالتنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي، عبر 'مسار تفاوضي مباشر بين البلدين'.
لكنه أوضح، في تصريحات أدلى بها لبي بي سي، أن 'الهدنة الإنسانية هي فكرة أمريكية بالأساس'، واصفاً إياها بأنها 'بروفة لما هو قادم'.
ورجح المصدر أن تُستأنف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة خلال الأسبوع الجاري.
وكانت القاهرة والدوحة قد أصدرتا بياناً مشتركاً أكدتا فيه أن المفاوضات لم تتعثر رغم مغادرة الوفدين الإسرائيلي والأمريكي، وأنها ستُستأنف خلال هذا الأسبوع.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير خلاف تميم في تصريحات لقناة 'إكسترا نيوز' المحلية، الأحد، أن 'التحركات المصرية في هذا الملف تسير على ثلاثة مسارات متوازية: المسار الأمني، ويشمل السعي إلى التوصل نحو تهدئة ووقف شامل لإطلاق النار، والمسار السياسي، ويتمثل في مواصلة حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمسار الإنساني، ويهدف إلى ضمان تدفق المساعدات إلى قطاع غزة رغم العراقيل التي تفرضها إسرائيل'.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفييْ 'الشفاء' بمدينة غزة و'العودة' بمخيم النصيرات وسط القطاع، إن ما لا يقل عن 20 شخصاً من منتظري المساعدات، بينهم 9 أطفال، قُتلوا منذ فجر الأحد، برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب موقع زيكيم شمال غربي غزة، وبالقرب من موقع نتساريم بوسط القطاع.
وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ فجر الأحد، في قطاع غزة إلى 41 شخصاً، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع.
وذكر شاهد العيان أبو سمير حمودة (42 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار 'باتجاه المواطنين عندما حاولوا الاقتراب من الحاجز العسكري' الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال غرب منطقة السودانية.
وقال الجيش الإسرائيلي، رداً على سؤال لفرانس برس عن هذا الأمر، إنّه ينظر في المسألة.
وأشار في بيان منفصل إلى أنّه يواصل عملياته في غزة، موضحاً أنّه استهدف أعضاء في 'خلية إرهابية زرعوا عبوة ناسفة لاستهداف عسكريين'، بحسب تعبيره.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّه خلال 24 ساعة 'ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في قطاع غزة'.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين من كتيبة 'غولاني 51' في خان يونس جنوب قطاع غزة، الأحد، إثر انفجار استهدف مركبتهما المدرّعة. وأفادت مصادر عسكرية بأن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعها مسلح خرج من نفق، فيما فُتح تحقيق في الحادث.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة إكس، مقتل الجنديين إلى جانب جندي ثالث توفي متأثراً بجروحه، قائلاً: 'فقدنا ثلاثة من خيرة شبابنا في سبيل أمن دولتنا وعودة رهائننا'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
انطلاق أعمال مؤتمر الأمم المتحدة عن حل الدولتين في نيويورك اليوم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تنطلق اليوم أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، في مدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بحسب " وفا". ويشارك في المؤتمر، الذي تستمر أعماله حتى 30 تموز الحالي عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني، ويمثل دولة فلسطين رئيس الوزراء محمد مصطفى. ويهدف المؤتمر وفقا للمذكرة المفاهيمية الصادرة عن الجهات المنظمة، إلى "حشد الزخم للقضية الفلسطينية من خلال البناء على المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية واعتماد تدابير ملموسة لتعزيز احترام القانون الدولي ودفع سلمي عادل ودائم وشامل يضمن الأمن للجميع". ويشكل المؤتمر منصة لإعادة تأكيد الدعم الدولي لحل الدولتين والتخطيط والتنسيق لتنفيذ هذا الحل والهدف الأسمى المتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية. ويتألف المؤتمر من موائد مستديرة وجلسة عامة تتضمن بيانات افتتاحية من الرئيسين المشتركين للمؤتمر السعودية وفرنسا، وبيانات من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيلمون يانغ، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلي الدول والمراقبين، وجلسة ختامية.

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
الحرس الثوري الايراني يحذر أوروبا من تفعيل "آلية الزناد"
حذر رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني مجيد خادمي الأوروبيين من تفعيل "آلية الزناد" التي نص عليها اتفاق العام 2015 وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على طهران. وقال خادمي للصحافيين الأحد إنه "إذا أراد الأوروبيون القيام بأية خطوات، فإن لدينا خيارات يمكننا استخدامها بشكل فعال". كما رأى أن "الأوروبيين أنفسهم سيكونون الخاسر الأكبر في هذه الحالة"، وفق وكالة "مهر". يأتي ذلك فيما أجرى وفد إيراني في إسطنبول يوم الجمعة الفائت اجتماعاً مع مبعوثين فرنسيين وبريطانيين وألمان لاستئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي في وقت تهدد الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات على طهران. وكشف دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أن المفاوضين الإيرانيين أجروا محادثات "صريحة" مع المبعوثين الأوروبيين واتفقوا على مواصلة المشاورات. كما اعتبرت طهران أن اجتماع إسطنبول شكل فرصة "لتصحيح" موقف هذه القوى الأوروبية من البرنامج النووي الإيراني. في الموازاة، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن الضوء الأخضر الذي أعطته طهران لهذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة لتقوم بزيارة "في الأسابيع المقبلة أمر مشجع". كذلك أضاف غروسي أن زيارة الفريق التقني التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تؤدي إلى عودة مفتشي الأمم المتحدة إلى إيران، ربما في وقت لاحق من هذا العام. يشار إلى أن الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب الولايات المتحدة والصين وروسيا، الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 مع إيران ونص على فرض قيود كثيرة على البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتحدة عن طهران. لكن الولايات المتحدة انسحبت في 2018، خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، من هذا الاتفاق من جانب واحد وأعادت فرض عقوبات على إيران. في المقابل، تمسكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران، ما جنب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها. غير أن هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتهم طهران اليوم بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهددها بإعادة فرض العقوبات عليها بموجب "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق. وتنتهي صلاحية هذه الآلية وبالتالي بإمكان إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران في تشرين الاول/أكتوبر المقبل، وهو أمر يسعى الإيرانيون لتجنبه بأي ثمن، حسب وكالة فرانس برس. كما سبق لطهران أن هددت بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تضمن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، إذا أعاد الأوروبيون فرض العقوبات الأممية عليها. إلا أن إيران تريد تجنب هذا السيناريو. وعلقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع تموز/يوليو، محملة إياها المسؤولة جزئياً عن الضربات الإسرائيلية والأميركية في حزيران/يونيو الماضي على مواقع نووية إيرانية أشعل فتيل حرب بين إسرائيل وإيران استمرت 12 يوماً. فيما أثار القرار الإيراني غضب إسرائيل التي دعت الدول الأوروبية الثلاث إلى "إعادة فرض كل العقوبات على طهران". وبعد الحرب، جددت إيران تأكيدها أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي. وقال وزير خارجيتها عباس عراقجي إنه "من المهم لهم (أي الأوروبيين) أن يعلموا أن مواقف إيران ثابتة وأننا سنواصل التخصيب". كما أوضح عراقجي أن نشاطات تخصيب اليورانيوم في إيران "متوقفة حالياً" بسبب الأضرار "الجسيمة والشديدة" التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأميركية والإسرائيلية. ولا تزال الهوّة واسعة جداً بين الولايات المتحدة وإيران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، إذ تعتبر طهران هذه النشاطات "غير قابلة للتفاوض" بينما تعتبرها واشنطن "خطاً أحمر". يذكر أنه وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عال (60%). وهذا المستوى يتجاوز بكثير الحد الأقصى البالغ 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، لكنه أدنى من مستوى الـ90% اللازم لصنع قنبلة نووية. بينما تنفي طهران الاتهامات الغربية والإسرائيلية لها بالسعي إلى صنع قنبلة ذرية، مؤكدة أن برنامجها النووي مدني وأهدافه سلمية تماما.


وزارة الإعلام
منذ ساعة واحدة
- وزارة الإعلام
نداء الوطن: برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي.. اجتماع أمني لبناني سوري في الرياض
كتبت صحيفة 'نداء الوطن': يودِّع لبنان الرسمي والشعبي اليوم زياد الرحباني في مأتم مهيب يمثل فيه رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، ويمنحه وسامًا، كما يحضر رئيس الحكومة نواف سلام، وستقام للفقيد الكبير مراسم وداع من أمام المستشفى حيث ينطلق الموكب إلى المحيدثة حيث تقام الجنازة. في السياسة، جعل سفرُ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، السياسة الداخلية في حال استراحة. لكنها استراحة على وقْع مواقف حادة لعل أبرزها موقف المبعوث الأميركي توم برَّاك، في تغريدة انتقد فيها ضمنًا السلطة التنفيذية، فكتب على منصة 'إكس': 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. مصادر رسمية أكدت لـ 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام براك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب. تحليق واستكشاف إسرائيليان بالتزامن مع هذا التصعيد الأميركي، سياسيًا، وفي ظل تعاظم الحديث عن تصعيد عسكري إسرائيلي يستهدف مواقع ومخازن لـ'حزب الله'، تطورات ميدانية فسرتها مصادر عسكرية على أنها استكشافٌ لِما قبل استهدافٍ ما في البقاع، في هذا الإطار سُجِّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، والمسيّرات فوق سهل البقاع ومحيط السلسلة الشرقية، على علو متوسط، وفي أجواء بعلبك على علو منخفض، كذلك سُجّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي في الجنوب وفوق منطقة النبطية على علو منخفض، وعلى مستويات منخفضة في أجواء عدد من قرى قضاء بنت جبيل. إسرائيل تعلن قتلها عنصرَيْن في قوة الرضوان بالتزامن مع 'التمشيط الجوي'، نفَّذت إسرائيل عملية اغتيال جوية في منطقة دبعال في جنوب لبنان، فقتلت محمد حيدر عبود، مسؤول العمليات في كتيبة قوة الرضوان إلى جانب عنصر مدفعية في قوة الرضوان. الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أعلن أن القتيلين كانا يعملان في محاولة لإعادة إعمار بنى تحتية عسكرية لقوة الرضوان ودفعا بمخططات عسكرية ضد قوات الجيش الاسرائيلي ودولة إسرائيل، حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. اجتماع أمني لبناني سوري برعاية سعودية توازيًا، علمت 'نداء الوطن' أن اجتماعًا أمنيًا عقد في الرياض برعاية سعودية ضم مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي ومدير المخابرات السورية حسين السلامة، حيث تمت مناقشة المواضيع الأمنية، وتم التأكيد على ضبط الحدود اللبنانية السورية ومنع انطلاق التوترات الأمنية بالاتجاهين وضبط الوضع الأمني وزيادة مستوى التنسيق، وتم الاتفاق على إبقاء التنسيق موجودًا في كل الملفات خصوصًا بعد إثارة ملف الموقوفين الإسلاميين وأحداث السويداء. جنبلاط، على طريقته، يطالب بتسليم السلاح الرئيس السابق للحزب 'التقدمي الإشتراكي' وليد جنبلاط، وفي موقف متقدم من موضوع سلاح 'حزب الله'، أعلن في حديث إلى 'العربية' أن 'الرئاسات الثلاث، وفق علمي، متفقة على تطبيق القرارات الدولية، ولا بد من أن يقتنع المسؤولون في 'حزب الله' بأن البقاء على الاحتفاظ بسلاح ثقيل صاروخي أو غير صاروخي لن ينفع، بالعكس سيجلب لنا ويلات، ولن يستقر لبنان هذا هو رأيي الشخصي والعلني'. ورداً على سؤال قال جنبلاط: 'الحكومة قامت بعمل كبير وخاصة في الجنوب في ما يتعلق بتفكيك القسم الأكبر حسب معلوماتي، قامت بالتفكيك الأكبر للترسانة، لكن في شمال الليطاني وربما في غير مناطق، لا تستطيع حتى هذه اللحظة القوة الأمنية القيام بهذا الأمر، لأن الإمكانات غير متوافرة'. جنبلاط كشف ما دار بينه وبين السفير الإيراني، فقال: 'أخذت موقفًا تجاه الممانعة وأخذت موقفًا واضحًا في أحد تصريحاتي عندما أتى وزير الخارجية الإيراني، قلت لا نريد أن نكون مسرحاً لتصفية الحسابات أو للوصول إلى نتائج معينة، بين النووي الإيراني وبين إسرائيل، لماذا تضحون بلبنان؟'. كاتس لخامنئي: لا تهدّدونا ذراعنا الطويلة ستصل طهران وإليك شخصيًا هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلًا 'سنصل إليك شخصيًا'. ونقلت صحيفة 'جيروزاليم بوست' عن كاتس قوله، خلال زيارته قاعدة رامون الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي: 'أريد أن أوجّه رسالة واضحة إلى الديكتاتور خامنئي، إذا واصلتم تهديد إسرائيل، فستصل يدنا الطويلة إلى إيران مجددًا، وبقوة أكبر، وهذه المرة ستطالكم شخصيًا'. وختم كاتس: 'لا تهددوننا، وإلا ستتعرضون للأذى'. انتخابات مجلس الشعب السوري بين 15 و20 أيلول في 'كل المحافظات' الاستحقاق الانتخابي في سوريا في أيلول المقبل، فقد أعلن رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد أنه من المتوقع أن تُجرى العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشعب بين 15 و20 أيلول المقبل. الأحمد قال في تصريحات لوكالة 'سانا'، إن الرئيس أحمد الشرع حث على ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين. يأتي الحديث عن 'كل المحافظات السورية' ردًا على ما يتردد عن استثناء محافظة السويداء من العملية الانتخابية بعد الأحداث التي شهدتها. واللافت أيضًا ما نُقل عن الرئيس الشرع قوله: 'ضرورة استبعاد كل من وقف مع المجرمين وأيّدهم، إضافة إلى الأشخاص الذين يدعون إلى التقسيم والطائفية والمذهبية'.