
الإيلاستيكو: رقصة القدم الساحرة التي حوّلت الملاعب لمسارح فنية
الجزيرةمنذ 2 أيام
فن المراوغة.. حيث تصبح الكرة فرشاة فنان
كرة القدم ليست مجرد رياضة؛ إنها لغة عالمية تُعبِّر عن الإبداع، والشغف، والجمال. وفي قلب هذه اللغة، تبرز فنون المراوغة كأرقى تعبيراتها، حيث يتحول اللاعب إلى فنان ينسج لوحته على أرض الملعب بلمسات قدميه.
ومن بين كل الحركات التي أسرت الجماهير، تظل حركة الإيلاستيكو "Elastico" تحفة فريدة، تجمع بين الخداع البصري، والبراعة التقنية، والجرأة النفسية! إنها ليست مجرد خدعة؛ إنها تحدٍّ للمنطق الفيزيائي، وقصيدة حب تغنّيها القدم للكرة.
الحركة ببساطة هي خدعة سريعة تُنفَّذ بلمسة خارجية للكرة بالجزء الخارجي من القدم، تليها لمسة داخلية فورية بنفس القدم، لتغيير اتجاه الكرة بشكل مفاجئ (يمينًا لليسار أو العكس)، وكأن الكرة معلَّقة بخيط خفي بين قدمي اللاعب
الفصل الأول: البداية.. من رحم الإبداع البرازيلي
في سبعينيات القرن العشرين، حيث كانت البرازيل تمزج بين السامبا وكرة القدم، وُلدت الإيلاستيكو من عبقرية اللاعب روبرتو ريفيلينو، أحد أبرز نجوم جيله. ريفيلينو، الذي لُقب بـ"الملك" لسلطانه الفني على الكرة، لم يكتفِ بكونه صانع ألعاب استثنائيًا؛ بل حوّل الميدان إلى مختبر لابتكار حركات ترعب المدافعين.
كيف نفهم الإيلاستيكو؟
الحركة ببساطة هي خدعة سريعة تُنفَّذ بلمسة خارجية للكرة بالجزء الخارجي من القدم، تليها لمسة داخلية فورية بنفس القدم، لتغيير اتجاه الكرة بشكل مفاجئ (يمينًا لليسار أو العكس)، وكأن الكرة معلَّقة بخيط خفي بين قدمي اللاعب. السر هنا يكمن في السيولة الحركية والتوقيت الدقيق الذي يجعل المدافع يتفاعل مع وهمٍ لا وجود له.
في عصرٍ لم تكن فيه الكاميرات تلتقط كل التفاصيل، كان ريفيلينو يمارس هذه الحركة في ملاعب كورينثيانز، ويصدّرها إلى العالم خلال كأس العالم 1970. قيل إنه استلهمها من حركات الكابويرا (فنون الدفاع عن النفس البرازيلية)، لكنه نحتها لتناسب إيقاع كرة القدم، مُثبتًا أن الإبداع لا يعرف حدودًا.
تحتاج الحركة إلى توازن غير عادي بين سرعة القدمين وثبات الجذع، حيث تُقاس زاوية انحراف الكرة بـ"درجاتٍ دقيقة"، وتُحسب قوة اللمسة بـ"مليمترات". الدراسات الحركية تشير إلى أن تنفيذها يتطلب 0.3 ثانية فقط لتضليل الخصم
الفصل الثاني: من الظلال إلى العالمية.. رونالدينيو والسحر الذي لا يُنسى
إذا كان ريفيلينو هو الأب الروحي للإيلاستيكو، فإن رونالدينيو هو الذي حوّلها إلى أسطورة مرئية! في مطلع الألفية الجديدة، ومع كل مراوغة له في ملاعب الكامب نو، كان البرازيلي الساحر يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الحركة.
إعلان
ما فعله رونالدينيو ليس مجرد تكرار للحركة؛ بل إعادة اختراعها بإضافة بصمته: ابتسامته الواثقة، وجسده المرن الذي ينحني مع الكرة كموجةٍ راقصة، وتوقيته المحكم الذي يجعل الحركة تبدو كـ"خدعة سحرية" أمام أعين المدافعين.
ذاكرة الجماهير لن تنسى كيف أذلّ مدافعي ريال مدريد بهذه الحركة في الكلاسيكو، أو كيف جعل الكرة تتحدث لغة الشعر في مونديال 2002.
تحتاج الحركة إلى توازن غير عادي بين سرعة القدمين وثبات الجذع، حيث تُقاس زاوية انحراف الكرة بـ"درجاتٍ دقيقة"، وتُحسب قوة اللمسة بـ"مليمترات". الدراسات الحركية تشير إلى أن تنفيذها يتطلب 0.3 ثانية فقط لتضليل الخصم، وهو ما يعادل زمن رد فعل العين البشرية!
الإيلاستيكو ليست مجرد أداة لعب؛ إنها درس في كيفية تحويل الضعف إلى قوة. فبينما يبدو اللاعب محصورًا بقدم واحدة، ينجح في خلق مساحة جديدة من العدم! إنها تذكير بأن كرة القدم، في جوهرها، فن "الخداع البنّاء"
الفصل الثالث: الجدل التاريخي.. من اخترع الإيلاستيكو حقًّا؟
رغم شهرة ريفيلينو كمبتكر، فإن بعض المؤرخين يشككون في هذه الرواية.. هناك لاعبان آخران يشار إليهما في السجلات القديمة:
أليسيدس غيغيا، النجم الأوروغوياني في الخمسينيات، الذي يقال إنه استخدم حركة مشابهة. مانيه غارينشا، أسطورة البرازيل في الستينيات، الذي كان يُغيّر اتجاه الكرة بلمسات أشبه بالسحر.
لكن الاختلاف الجوهري هو أن ريفيلينو نظَّم الحركة وجعلها قابلة للتكرار كجزءٍ من منهجية المراوغة، بينما كانت تمارَس قبله بشكل عشوائي. هنا يبرز الفارق بين "الاستخدام العفوي" و"الابتكار الواعي".
الإيلاستيكو ليست مجرد أداة لعب؛ إنها درس في كيفية تحويل الضعف إلى قوة. فبينما يبدو اللاعب محصورًا بقدم واحدة، ينجح في خلق مساحة جديدة من العدم! إنها تذكير بأن كرة القدم، في جوهرها، فن "الخداع البنّاء"، حيث تُهزم القوة بالذكاء، والسرعة بالإيقاع.
واليوم، مع تطور تحليلات الفيديو وبرامج التدريب، قد يبدو تنفيذ الإيلاستيكو أسهل، لكن سحرها الحقيقي يبقى في اليد (أو القدم) التي تُنفذها! وقد قال رونالدينيو: "الكرة لا تتبع قدمك، بل روحك".
كرة القدم ليست مجرد رياضة؛ إنها لغة عالمية تُعبِّر عن الإبداع، والشغف، والجمال. وفي قلب هذه اللغة، تبرز فنون المراوغة كأرقى تعبيراتها، حيث يتحول اللاعب إلى فنان ينسج لوحته على أرض الملعب بلمسات قدميه.
ومن بين كل الحركات التي أسرت الجماهير، تظل حركة الإيلاستيكو "Elastico" تحفة فريدة، تجمع بين الخداع البصري، والبراعة التقنية، والجرأة النفسية! إنها ليست مجرد خدعة؛ إنها تحدٍّ للمنطق الفيزيائي، وقصيدة حب تغنّيها القدم للكرة.
الحركة ببساطة هي خدعة سريعة تُنفَّذ بلمسة خارجية للكرة بالجزء الخارجي من القدم، تليها لمسة داخلية فورية بنفس القدم، لتغيير اتجاه الكرة بشكل مفاجئ (يمينًا لليسار أو العكس)، وكأن الكرة معلَّقة بخيط خفي بين قدمي اللاعب
الفصل الأول: البداية.. من رحم الإبداع البرازيلي
في سبعينيات القرن العشرين، حيث كانت البرازيل تمزج بين السامبا وكرة القدم، وُلدت الإيلاستيكو من عبقرية اللاعب روبرتو ريفيلينو، أحد أبرز نجوم جيله. ريفيلينو، الذي لُقب بـ"الملك" لسلطانه الفني على الكرة، لم يكتفِ بكونه صانع ألعاب استثنائيًا؛ بل حوّل الميدان إلى مختبر لابتكار حركات ترعب المدافعين.
كيف نفهم الإيلاستيكو؟
الحركة ببساطة هي خدعة سريعة تُنفَّذ بلمسة خارجية للكرة بالجزء الخارجي من القدم، تليها لمسة داخلية فورية بنفس القدم، لتغيير اتجاه الكرة بشكل مفاجئ (يمينًا لليسار أو العكس)، وكأن الكرة معلَّقة بخيط خفي بين قدمي اللاعب. السر هنا يكمن في السيولة الحركية والتوقيت الدقيق الذي يجعل المدافع يتفاعل مع وهمٍ لا وجود له.
في عصرٍ لم تكن فيه الكاميرات تلتقط كل التفاصيل، كان ريفيلينو يمارس هذه الحركة في ملاعب كورينثيانز، ويصدّرها إلى العالم خلال كأس العالم 1970. قيل إنه استلهمها من حركات الكابويرا (فنون الدفاع عن النفس البرازيلية)، لكنه نحتها لتناسب إيقاع كرة القدم، مُثبتًا أن الإبداع لا يعرف حدودًا.
تحتاج الحركة إلى توازن غير عادي بين سرعة القدمين وثبات الجذع، حيث تُقاس زاوية انحراف الكرة بـ"درجاتٍ دقيقة"، وتُحسب قوة اللمسة بـ"مليمترات". الدراسات الحركية تشير إلى أن تنفيذها يتطلب 0.3 ثانية فقط لتضليل الخصم
الفصل الثاني: من الظلال إلى العالمية.. رونالدينيو والسحر الذي لا يُنسى
إذا كان ريفيلينو هو الأب الروحي للإيلاستيكو، فإن رونالدينيو هو الذي حوّلها إلى أسطورة مرئية! في مطلع الألفية الجديدة، ومع كل مراوغة له في ملاعب الكامب نو، كان البرازيلي الساحر يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الحركة.
إعلان
ما فعله رونالدينيو ليس مجرد تكرار للحركة؛ بل إعادة اختراعها بإضافة بصمته: ابتسامته الواثقة، وجسده المرن الذي ينحني مع الكرة كموجةٍ راقصة، وتوقيته المحكم الذي يجعل الحركة تبدو كـ"خدعة سحرية" أمام أعين المدافعين.
ذاكرة الجماهير لن تنسى كيف أذلّ مدافعي ريال مدريد بهذه الحركة في الكلاسيكو، أو كيف جعل الكرة تتحدث لغة الشعر في مونديال 2002.
تحتاج الحركة إلى توازن غير عادي بين سرعة القدمين وثبات الجذع، حيث تُقاس زاوية انحراف الكرة بـ"درجاتٍ دقيقة"، وتُحسب قوة اللمسة بـ"مليمترات". الدراسات الحركية تشير إلى أن تنفيذها يتطلب 0.3 ثانية فقط لتضليل الخصم، وهو ما يعادل زمن رد فعل العين البشرية!
الإيلاستيكو ليست مجرد أداة لعب؛ إنها درس في كيفية تحويل الضعف إلى قوة. فبينما يبدو اللاعب محصورًا بقدم واحدة، ينجح في خلق مساحة جديدة من العدم! إنها تذكير بأن كرة القدم، في جوهرها، فن "الخداع البنّاء"
الفصل الثالث: الجدل التاريخي.. من اخترع الإيلاستيكو حقًّا؟
رغم شهرة ريفيلينو كمبتكر، فإن بعض المؤرخين يشككون في هذه الرواية.. هناك لاعبان آخران يشار إليهما في السجلات القديمة:
أليسيدس غيغيا، النجم الأوروغوياني في الخمسينيات، الذي يقال إنه استخدم حركة مشابهة. مانيه غارينشا، أسطورة البرازيل في الستينيات، الذي كان يُغيّر اتجاه الكرة بلمسات أشبه بالسحر.
لكن الاختلاف الجوهري هو أن ريفيلينو نظَّم الحركة وجعلها قابلة للتكرار كجزءٍ من منهجية المراوغة، بينما كانت تمارَس قبله بشكل عشوائي. هنا يبرز الفارق بين "الاستخدام العفوي" و"الابتكار الواعي".
الإيلاستيكو ليست مجرد أداة لعب؛ إنها درس في كيفية تحويل الضعف إلى قوة. فبينما يبدو اللاعب محصورًا بقدم واحدة، ينجح في خلق مساحة جديدة من العدم! إنها تذكير بأن كرة القدم، في جوهرها، فن "الخداع البنّاء"، حيث تُهزم القوة بالذكاء، والسرعة بالإيقاع.
واليوم، مع تطور تحليلات الفيديو وبرامج التدريب، قد يبدو تنفيذ الإيلاستيكو أسهل، لكن سحرها الحقيقي يبقى في اليد (أو القدم) التي تُنفذها! وقد قال رونالدينيو: "الكرة لا تتبع قدمك، بل روحك".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
كيف فرض الريال أسلوبه على اليوفي وتأهل لربع نهائي كأس العالم للأندية؟
فاز ريال مدريد الإسباني على يوفنتوس الإيطالي بهدف دون رد حاجزا مكانه في ربع النهائي، فكيف فرض الملكي أسلوبه على 'السيدة العجوز' وتأهل؟ اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
أسباب تفوق الهلال على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية
حقق الهلال السعودي فوزا مفاجئا بنتيجة 4-3 على حساب مانشستر سيتي ليضمن تأهلا تاريخيا إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
مباشر مباراة ريال مدريد ضد يوفنتوس (0-0) في ثمن نهائي كأس العالم للأندية.. لحظة بلحظة
تغطية مباشرة لحظة بلحظة لمباراة ريال مدريد الإسباني ضد يوفنتوس الإيطالي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم 2025.