logo
سلطان الحطاب : أم الجامعات الأردنية مبروك

سلطان الحطاب : أم الجامعات الأردنية مبروك

أخبارنامنذ يوم واحد
أخبارنا :
حين طالعت، الرأي، صباحاً، خفق قلبي بشدة وأنا اقرأ خبر تهنئة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين، للجامعة الأردنية بحيازتها على المرتبة 324 عالمياً في تصنيف QS، وقد كانت الجامعات العربية جميعاً من قبل خارج سور ال 50 جامعة، وهو سقف الاحصاء المعمول لهذا السلم.
التهنئة نقلها معالي رئيس الديوان الملكي، يوسف العيسوي، أبو حسن، لرئيس الجامعة الدكتور المميز نذير عبيدات.
أما سرّ خفقان قلبي، فلأني أحد خريجي هذه الجامعة في كلية الآداب عام 1973، وقد كنت من خريجي الدفعة الثامنة، وقد تخرجنا على يدي جلالة الملك الراحل الحسين، الذي كان حريصاً على ملاقاة الطلاب في ذلك الزمن وتسليمهم شهادات التخرج من يده.
ما زلت اعتز بهذه الجامعة الأولى التي لم يكن عندنا غيرها، وكانت هي الباكورة، وقد جاءت ولادتها عام 1962، وكان رئيسها الأول هو الراحل الدكتور ناصر الدين الأسد، في حين كان تخرجنا في زمن رئاسة الدكتور عبد السلام المجالي، رحمه الله، والذي استلم الرئاسة من الدكتور عبد الكريم خليفة رحمه الله.
كانت الأردنية جامعة بكل معنى الكلمة، وكان من حق طلابها ان يفخروا بالانتساب اليها، فلم تكن جامعة اكاديمية فقط، بل كانت حرماً جامعياً متكاملاً مشغولاً بالحوار والثقافة والفن ومعملاً ومصنعاً لصناعة أجيال الأردنيين وإعادة انتاج شخصياتهم وتأهيلهم، فكانت الجامعة مصدرة للإيجابيات، بعد أن ينخرط طلابها في التحصيل العلمي، وكان دورها الاجتماعي في تغيير المجتمع كبيراً، فقد صدرت دورات التطوع والخدمة، وعالجت الكثير من التشوهات الاجتماعية.
ولم يكن يسمح نتاج... توفر الحوار المتوازن الحقيقي بأي صراعات أو تحزبات أو عصبية ونفور، وما زلت أذكر استاذنا الدكتور سري ناصر، عالم الاجتماع وهو يأخذنا الى حيّ نزال بعمان لتأسيس مظلات للمواطنين، الذين ينتظرون في مواقف الباصات، وغير ذلك من نشاط، كما أذكر معسكر التدريب العسكري للطلاب في حرم الجامعة على السلاح والذي أقامته القوات المسلحة الأردنية لتدريبنا، فقد عشنا حياة الجيش وطبيعة عيشه قبل أن تفرض خدمة العلم رسمياً في الأردن.
في الجامعة كنا ننخرط في المسرح ونعكس مشاكل المجتمع ومناقشتها، وكان للجامعة فرقها الرياضية، بالكاد كان يملك الطلاب سيارات خاصة وأفضلهم من كان أهله أن ملكوا سيارة يوصلونه أو يوصلونها... فقد كان الجميع ياتون الى الجامعة بالباصات وكنا ندفع أجرة، قرشين، من الموقف عند سبيل الحوريات في سقف السيل حتى الجامعة ونعود بنفس الأجرة.
كان في الجامعة مطاعمها وقاعاتها لخدمة الطلاب، فقد كانت مطاعم الجامعة في القاعة العباسية والأموية، حيث تقدم وجبات الطعام اليومية بسعر لا يزيد عن عشرة قروش يتضمن اشكالاً من الطعام يجري اختيارها وكذلك الحلوى.
لم نكن ندفع رسوماً او أقساطا على الاطلاق، وقد لحقنا آخر سنة قبل التخرج، نظام الساعات المعتمدة، الذي أدخله الدكتور عبد السلام المجالي، وقد وجد معارضة من بعض الطلاب والاساتذة، حيث أن النظام قبله كان نظام السنة الواحدة والصف أشبه بالصف الدراسي، يتواصل الطلاب في نفس الفصل طوال السنة.
كانت العلاقات الداخلية البينية بين الطلاب ممتازة، وكانت الجامعة مختلطة ونادراً ما ترتدي الطالبات البنطلون، فقد كانت ملابسهن من الفساتين والتنانير، ولم تكن الطالبات يلبسن على رؤسهن الاشارات أو الاغطية، وأذكر أن طالبة من بيت المصري ذهبت مع أمها للعمرة وعادت بعدها الى الفصل وقد غطت راسها باشارب ابيض في وضع بسيط وعادي، ولم نكن نالف ذلك، وأذكر أنني وزميلي عايد أبو لبدة، الذي كان يجلس الى جواري خلف زميلتنا، قال لي ما رأيك، فقلت مازحاً على مسمع زميلتنا (وحياة النبي اللي زرته أن هذا الغطاء غريباً وليس جميلاً عليك) فذهبت واشتكت لرئيس القسم الدكتور محمود إبراهيم، رحمه الله، فاستدعانا، وقال اذهبوا احضروا اولياء أموركم، ولما كان صعباً علينا ذلك، توجهنا الى مكتب العميد الدكتور محمود السمرة ليتوسط لنا ويوقف الانذار الموجه لنا في حال لم تسامحنا الزميلة.
وبالفعل، توسط لنا الدكتور محمود السمرة، رحمه الله وطلب زميلتنا واستأذنها أن تسامحنا حتى لا نعاقب وطلب منا الاعتذار لها، وقد كان.
كانت الجامعة الأردنية التي نعتز بها مصنعاً للرجال.
اليوم صباحاً انهالت عليّ الذكريات وخفق قلبي باعادة اعتبار التفوق للأردنية، التي قادتها شخصيات اكاديمية مميزة من رجالات الدولة وقد عمل في الجامعة انذاك اساتذة أردنيون وعرب من مصر ولبنان وسوريا والعراق، وما زالنا نعتز بهم وبتدريسهم.....
مبروك للجامعة الاردنية الأم والشكر موصول لجلالة الملك الذي وضع والده الحسين العظيم الراحل حجر الأساس لها بعد عطش شديد، لجامعة وطنية أردنية حتى اصبحت فخراً لنا جميعاً داعين ان يستمر تقدمها للأمام وأن تحطم الأرقام القياسية في التفوق، فقد ظلت وفية لرسالتها تتقدم وما زالت تحدو كل الجامعات الأردنية وكثير من العربية.لاــ الراي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل
"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل

جو 24

timeمنذ 6 ساعات

  • جو 24

"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل

جو 24 : كتب: كمال ميرزا في المحاضرات والندوات والمقابلات يتشدّق السياسيّون والأكاديميّون والمثقّفون بأنّ السياسة هي "فن الممكن"! تعريف خفيف، لطيف، سهل، جذّاب، مباشر، يعلق في الذهن، ويوحي بالعمق والمنطقيّة والإفحام، ويضفي على قائله ألقاً وبرستيجاً باعتباره شخصاً "فهماناً"! وغالباً ما يُستخدم هذا التعريف بمعيّة مصطلحات رديفة لها ألقها وبرستيجها هي الأخرى مثل "العقلانيّة" و"الموضوعيّة" و"الواقعيّة"! ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار طبيعة السياقات والحالات والمواقف التي يتم فيها استخدام هذا التعريف وهذه المصطلحات، لوجدنا أنّ ذلك يتمّ عادةً في معرِض تبرير تخاذل ما أو تقاعس ما أو إخفاق ما! السياسة كفن للممكن هي الصيغة الدعائية المزوّقة والمنمّقة للسياسة باعتبارها فن اختلاق الحجج والمبرّرات والذرائع! ساسة الأنظمة العربيّة ومسؤولوها هم أكثر مَن يعشقون مقولة "فن الممكن"، ويردّدونها "ع الطالع والنازل"، واستخدامهم وتوظيفهم لها يأتي غالباً على طريقة: الفساد ممكن.. لكن النزاهة غير ممكنة! بيع موارد الدولة ومقّدراتها ممكن.. لكن صونها واستثمارها وتنميتها غير ممكنة! القمع والتنكيل ممكنين.. لكن الحريّة غير ممكنة! إذلال الشعوب وإخضاعها وتجويعها ممكنة.. لكن صون كرامة المواطن غير ممكن! التبعيّة والهيمنة ممكنتين.. لكن الاستقلال وامتلاك الإرادة الحرّة غير ممكنين! العمالة والخيانة ممكنتين.. لكن الإخلاص والشرف غير ممكنين! الاحتلال ممكن.. لكن التحرير غير ممكن! وهكذا دواليك! والساسة العرب بقصد أو دون قصد، بغباءٍ أو بتغابٍ، لا يميّزون بين "السهل" و"الممكن"، وينحازون إلى "السهل" باعتباره "الممكن"، لذا تأتي حلولهم دائماً على طريقة: "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس".. و"امشي الحيط الحيط وقول يا ربّ الستر".. "والكف ما بتناطح مخرز".. و"الإيد إلي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر".. و"إلي بتجوّز أمّي بقله يا عمّي".. و"الفليلة (أي الهروب) ثلثين المراجل".. و"100 إخص ولا الله يرحمه"! بكلمات أخرى، برغم الهالة التي يحيطون أنفسهم بها، وبرغم استعلائهم على شعوبهم، وبرغم الألقاب والمسمّيات الرنانة، والقصور الفارهة، وقاعات الاجتماعات والمؤتمرات الفخمة، والبدلات وربطات العنق، والخدم والحشم والحرس، والطقوس والمراسم والبروتوكولات.. فإنّ الساسة والمسؤولين العرب يصرّفون شؤون دولهم بنفس منطق العوام ووضاعة الدهماء والسوقة وأبناء السوق و"الزعران"! في المقابل، لو أتينا على العدو، سواء بمعناه الحرفيّ المباشر أي العدو الصهيونيّ، أو بمعناه الواسع أي المشروع الإمبرياليّ الرأسماليّ الغربي، لوجدنا أنّ السياسة بالنسبة لقادة ومسؤولي ومخطّطي هذا العدو هي فعليّاً "فن اللاممكن" وليس "فن الممكن"! تخيّل على سبيل المثال لو أنّ "هيرتزل" قد أتى إليك سنة 1887، أي قبل عشر سنوات من انعقاد المؤتمر الصهيونيّ الأول، وقال لك: ـ سنقوم بتأسيس حركة صهيونيّة عالميّة، وسنجعل من الديانة اليهوديّة "قوميّةً"، ومن يهود العالم "شعباً"، وسنقوم بإنشاء "دولة يهوديّة" في قلب العالم، وسنستقطب ونسخّر كافة الدول الاستعماريّة العظمى من أجل إقامة دولتنا هذه.. ماذا كنتَ ستردّ عليه؟! ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! أو تخيّل لو أنّ "بن غوريون" قد أتى إليك سنة 1938وقال لك: ـ بعد عشر سنوات ستؤلّف عصاباتنا المسلّحة جيشاً واحداً، وسنهزم جيوش ومتطوعي العرب، وسنطرد الفلسطينيّين من بلادهم، وسنعلن قيام دولتنا التي سيتهافت العالم أجمع بشرقه وغربه على الاعتراف بها، وبعدها بتسع عشرة سنة، سنشن حرباً خاطفة أخرى على العرب، وسنهزم جيوشهم في ست ساعات، وسنحتل أضعاف المناطق والمساحات التي قمنا باحتلالها في المرّة الأولى.. ماذا كنتَ ستردّ عليه؟! ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! نفس السيناريو أعلاه طبّقه على أي مثال تريده. لو أتى أحدهم قبلها بسنوات وقال لك أنّ العرب سيوقّعون اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيونيّ.. أو أنّ العراق الذي خرج منتصراً من الحرب العراقيّة الإيرانيّة سيتم غزوه وتدمير جيشه.. أو أنّ ثواراً ومجاهدين من جميع أنحاء الأرض تموّلهم دول عربيّة سيضعون أيديهم بيد الأمريكيّ والصهيونيّ من أجل تدمير سوريا والقضاء على جيشها.. أو أنّ المسلمين سيقومون بتحريف دين الله وملّة أبيهم إبراهيم من أجل تسويغ تهافتهم على خطب ودّ الكيان الصهيونيّ وتطبيع علاقاتهم معه.. لو أنّ أحدهم قال لك أيّا من هذا لكان ردّك دائماً: ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! مفهوم "الممكن" عند ساسة العدو ومسؤوليه مرتبط بالصعوبة لا بالسهولة، والسياسة عندهم هي تذليل الصعوبات من أجل تحقيق ما قد يتبدّى للوهلة الأولى مستحيلاً أو "غير ممكن". بالعودة إلى تعريف العرب الأثير: "السياسة فن الممكن"، ولو سلّمنا جدلاً بصحة وصواب ووجاهة هذا التعريف، سيقودنا ذلك بشكل تلقائيّ إلى سؤال آخر أكثر إلحاحاً وأهميّةً: ـ مَن الذي يحدّد ما هو ممكن وما هو غير ممكن، وعلى أي أساس؟! الأنظمة العربيّة لطالما تذرّعت بأنّ هزيمة إسرائيل غير ممكنة في ضوء الحقائق الموضوعيّة على الأرض، والانعتاق من الهيمنة الأمريكيّة والغربيّة غير ممكن، وعلى هذا الأساس تبرّر وتسوّغ تصرفاتها وسلوكها! أو بلغة الدكتور "عبد الوهاب المسيري" فإنّ الأنظمة العربية تدرك الواقع أولاً وتستجيب له ثانياً في ضوء "خريطتها الإدراكيّة المشبعة بالهزيمة"، والتي غزتها وغزت عقول ووجدان نخبها الحاكمة "المقولات الإدراكيّة الصهيونيّة"، لدرجة جعلت الكثير من هذه الأنظمة والنخب بمثابة "صهاينة وظيفيّين"، بمعنى أنّهم من حيث "النموذج الكامن" يستبطنون في دواخلهم رؤيةً صهيونيّة للعالم والحياة والآخرين، مع أنّهم من حيث الظاهر عرب ومسلمون (ومسيحيّون) يؤدون الصلوات ويزاولون العبادات! ومن هنا يأتي سرّ كراهية الأنظمة العربيّة لـ "طوفان الأقصى"، وحقدها على "محور المقاومة"، وعلى "فكرة المقاومة" بحدّ ذاتها.. بكونها تفنّد أكاذيب هذه الأنظمة بخصوص ما هو ممكن وما هو غير ممكن! فمن الانتفاضة الأولى التي لم تمتلك شيئاً سوى الحجارة فالانتفاضتين الثانية والثالثة، إلى حرب تموز جنوب لبنان، إلى العدوانات المتكرّرة على قطاع غزّة، إلى أسر "شاليط" وصفقة "وفاء الأحرار"، إلى غزوة 7 أكتوبر المباركة، إلى صمود "حزب الله" وصدّه التوغل الصهيونيّ رغم ما تعرّض له الحزب من اختراقات وهزّات، إلى إخوة الصدق اليمنيّين، إلى صواريخ إيران ومسيّراتها التي دكّت "تل أبيب" وسائر مناطق الداخل المحتل من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله.. جميع هذه الوقائع والشواهد تثبت أن المقاومة ممكنة، وأنّ الصمود ممكن، وأنّ العدو الصهيونيّ أضعف مما نتخيّل، وأن جبهته الداخليّة أوهى مما نتصوّر، وأنّ بالإمكان مواجهته، ومنازلته، ومقارعته، وهزيمته، وأنّ الدول والشعوب في حال امتلاكها العقيدة والإرادة تستطيع بناء مقوّمات قوّتها وصمودها وردعها بالاعتماد على إمكاناتها الذاتيّة في المقام الأول رغم التضييق والحصار.. وهذا بدوره يزيد من غلّ وحنق الأنظمة العربية التي تتهاوى سرديّتها، وتتآكل شرعيّتها (لمن كان له شرعيّة أساساً)، وتستجيب لذلك عبر المزيد من كراهية المقاومة والحقد عليها والوقوف في وجهها، سواء بطريقة غير مباشرة عن طريق التقاعس والخذلان، كأن تمتنع هذه الأنظمة عن قطع علاقاتها بالكيان الصهيونيّ، أو تحجم عن الاعتراف بفصائل المقاومة كحركات تحرّر وطنيّ مشروعة.. أو الوقوف في وجه المقاومة مباشرةً من خلال الاصطفاف عسكريّاً وأمنيّاً واستخباراتيّاً ولوجستيّاً برّاً وبحراً وجوّاً إلى جانب العدو الصهيونيّ وراعيته أمريكا! لو فرضنا أنّنا عدنا إلى الوراء، إلى أحد برامج "الزمن الجميل" المسموعة أو المرئيّة، وطُلب من الأنظمة العربيّة أن تُهدي أغنية ما إلى "الكيان الصهيونيّ"، ظنّي أنّ هذه الأغنية ستكون: ((أنساك.. ده كلام؟! أنساك.. يا سلام!! أهو ده إلّي مش ممكن أبداً ولا أفكّر فيه أبداً ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبداً أبداً أهو ده إلّي مش ممكن أبداً))! تابعو الأردن 24 على

تحت ظل الراية الهاشمية: مسيرة التعليم نحو التمكين والريادة الشاملة
تحت ظل الراية الهاشمية: مسيرة التعليم نحو التمكين والريادة الشاملة

عمون

timeمنذ 6 ساعات

  • عمون

تحت ظل الراية الهاشمية: مسيرة التعليم نحو التمكين والريادة الشاملة

من قرارات مجلس الوزراء الداعمة إلى أندية المعلمين كفضاءٍ تربوي متكامل لطالما شكّل الاستثمار في الإنسان الأردني جوهر الرؤية الملكية السامية، التي ترى في التعليم والتمكين المعرفي أساس النهضة الوطنية الشاملة والمستدامة. وفي هذا السياق، يأتي المعلم الأردني، حامل هذه الرسالة النبيلة والمحرك الرئيس لمسيرة التنمية، ليحظى باهتمام ملكي متواصل يُترجم على أرض الواقع عبر سياسات وقرارات حكومية داعمة تهدف إلى رفع مكانته وتعزيز دوره المحوري. إن الحكومة، إذ تستلهم رؤاها من التوجيهات الملكية، تضع قطاع التعليم على رأس سلم أولوياتها، وهو ما تجسد بوضوح في الجلسات الأخيرة لمجلس الوزراء التي خُصصت لمناقشة شؤون المعلمين وقطاع التربية. وقد تمخضت هذه الجلسات عن حزمة من القرارات الاستراتيجية التي لا تقتصر على تحسين الظروف المعيشية للمعلم فحسب، بل تمتد لتشمل تمكينه مهنياً وتزويده بالأدوات اللازمة لمواكبة ثورة العصر المعرفية. ومن أبرز هذه التوجهات، إقرار نظام مسار التطوير المهني، وتوسيع مظلة التأمين الصحي، وزيادة مقاعد مكرمة أبناء المعلمين، وتسهيل إجراءات الحصول على السلف الطارئة والقروض السكنية، بالإضافة إلى التوجه الجاد لتخصيص قطع أراضٍ للمعلمين، تأكيدًا على أن أمن المعلم الاجتماعي والاقتصادي هو أساس استقراره وإبداعه. ويترافق هذا الدعم المباشر للمعلم مع ثورة حقيقية في بنية العملية التعليمية ذاتها،فقد شهد قطاع التعليم في الآونة الأخيرة نقلات نوعية، تمثلت في تحديث المناهج الدراسية لتنمية مهارات التفكير النقدي، والتحول المدروس نحو رقمنة التعليم. فقد أصبحت المنصات التفاعلية، والمصادر الرقمية، وتدريب المعلمين على دمج التكنولوجيا في الغرفة الصفية، واقعًا ملموسًا يهدف إلى بناء جيل قادر على المنافسة عالميًا. وفي قلب هذه المنظومة المتكاملة من الدعم والتطوير، تبرز أندية المعلمين المنتشرة في كافة محافظات المملكة، ليس فقط كمرافق خدمية، بل كفضاءٍ تربوي واجتماعي متكامل وتجسيد حيّ لفلسفة الدولة في رعاية المعلم. فهذه الأندية، التي تحظى بدعم مباشر من وزارة التربية والتعليم وبإشراف من إدارة النشاطات التربوية، قد تطور دورها لتصبح امتدادًا حيويًا لبيئة التعلم الحديثة. إنها اليوم بيئة متكاملة تليق بمكانة المعلم، وتقدم له ولعائلته متنفسًا للتعلم والترفيه والتواصل المجتمعي من خلال حزمة واسعة من البرامج والأنشطة، أبرزها:- ***على صعيد التطوير المهني والأسري: تُعقد دورات تدريبية نوعية للمعلمين وأبنائهم في مجالات حيوية كـ اللغات، ومهارات الحاسوب، والتنمية الذاتية، استكمالًا لجهود الوزارة في التمكين المعرفي. *على الصعيد الرياضي والصحي: تُنظّم بطولات رياضية مفتوحة في الألعاب الجماعية والفردية، وتُقدّم خدمات المسابح والصالات الرياضية النموذجية لدعم نمط حياة صحي ونشط. على صعيد الأنشطة الشبابية: تُقام نوادٍ صيفية للأطفال واليافعين، تمزج بأسلوب مبتكر بين التعلم والمرح، مما يوفر بيئة آمنة ومحفزة لأبناء المعلمين خلال العطل المدرسية. على الصعيد الثقافي والمجتمعي: تُنظّم رحلات وزيارات ثقافية وترفيهية داخل المملكة لتعزيز الانتماء الوطني، بالإضافة إلى إطلاق أنشطة مجتمعية تطوعية مفتوحة للمجتمع المحلي، مما يرّسخ دور النادي كجسر للتواصل والشراكة الفاعلة. إن الدور المحوري الذي يؤديه مدراء هذه الأندية وهيئاتها الإدارية في التنسيق والتنفيذ يستحق كل الثناء، فهم يترجمون السياسات العليا إلى برامج وخدمات ملموسة تليق بالمنتسبين. ختامًا، إن المسيرة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، تضع التعليم والمعلم في صدارة المشهد الوطني. وما القرارات الحكومية الأخيرة، ومشاريع تحديث التعليم، والدور الحيوي والمتنامي لأندية المعلمين بتفاصيل برامجها، إلا فصولٌ متكاملة في قصة الأردن الذي يؤمن بأن بناء المستقبل يبدأ من الغرفة الصفية، وأن تمكين المعلم ودعمه هو أثمن استثمار في هذا المستقبل.

اتحاد الجمعيات الخيرية بمحافظة جرش يحتفل بعيد الاستقلال والأعياد الوطنية
اتحاد الجمعيات الخيرية بمحافظة جرش يحتفل بعيد الاستقلال والأعياد الوطنية

الدستور

timeمنذ 7 ساعات

  • الدستور

اتحاد الجمعيات الخيرية بمحافظة جرش يحتفل بعيد الاستقلال والأعياد الوطنية

جرش_ رفاد عياصره اقام مساء اليوم الخميس اتحاد الجمعيات الخيرية بالشراكة والتعاون مع بلدية جرش الكبرى احتفالاً وطنياً بمناسبة عيد الأستقلال 79 وعيد الجلوس الملكي 26 وذكرى تعريب الجيش العربي . وقال رئيس جامعة جدارا الاستاذ الدكتور حابس الزبون بأن عيد الاستقلال ليس مجرد احتفال نستذكر به تلك المناسبة بل هو هوية وطنية أستطاع فيها الهاشميين تثبيت دعائم الدولة وانتزاع الأستقلال و تعريب الجيش و بناء دولة ذات سيادة،لتفتح الابواب امام الدول المجاورة . وأضاف أ.د الزبون بأن الأردن نشأ في وسط الصرعات متحملاً الدفاع عن قضية الأشقاء الفلسطينيين رافضاً كل المغربات الدولية . وتابع الزبون أن الأردن تحمل اعداد كبيرة اللاجئين من الدول المجاورة و ظل مستقراً أماناً رغم كل الظروف . وشكر رئيس جامعة جدارا رئيس اتحاد الجمعيات و الهيئة الادارية ومنتسبي الجمعيات في محافظة جرش على هذه اللفتة التي تزرع روح الأنتماء لدى كل مواطن معربا عن فخره و أعتزازه بما يقدموه من عون ومساعدة للأسر المعوزه كما رحب رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة جرش رجل الاعمال زيد الزبون براعي الحفل والحضور شاكراّ ومقدراً لهم تلبية الدعوة و قال الزبون يحتفل الأردنيون، في الخامس والعشرين من أيار الحالي، بالعيد التاسع والستين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، والذي تتجدد فيه معاني الاعتزاز والفخر لدى الأردنيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم، وحماية مكتسبات الاستقلال ومنجزات الوطن، متطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني. ويستذكر الأردنيون هذا اليوم الخالد والمشرّف، في تاريخ الوطن، عنوانا لحريتهم ومجدهم وفخرهم، مجددين العهد بأن يبقى التاج الهاشمي درة على جباههم العالية، مستمدين عزيمتهم من الآباء والأجداد في مسيرة بطولية، منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى، في العاشر من حزيران عام 1916، بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه. وتأتي هذه المناسبات الغالية على قلوب الأردنيين جميعا وهم يواصلون مسيرة البناء والعطاء والإصرار على الانجاز، وتقديم الأردن أنموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء وبنات شعبها، والثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها الثورة العربية الكبرى، ويلتف حولها الأردنيون كافة. مندوب رئيس بلدية جرش الكبرى فراس ابو دلبوح :يفخر الاردنيون، في هذا اليوم الأغر، بأن يعيدوا قراءة التاريخ منذ أن التأم المجلس التشريعي الاردني الخامس، بتاريخ الخامس والعشرين من ايار عام 1946، معلناً الاردن دولة مستقلة استقلالا تاما، مع البيعة لصاحب الجلالة عبدالله بن الحسين ملكاً للمملكة الاردنية الهاشمية، حيث تواصلت مسيرة الخير والعطاء في عهد المغفور له جلالة الملك طلال وعهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهم، وصولا الى السابع من شباط عام 1999 حيث الحاضر والمستقبل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه. الدكتورة نيبال عتوم التي رحبت براعي الحفل والحضور قالت اسْمَحُوا لِي بِدَايَةً أَنْ أُرَحِّبَ بِكُمْ أَجْمَلَ تَرْحِيبٍ فِي احتفال اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة جرش ، حَاضِنَةِ اعمال البر والخير، الَّتِي تَحْرِصُ عَلَى مُشَارَكَةِ وَطَنِهَا فِي اعياده عيد الِاسْتِقْلَالِ 79، عِيدِ الْجُلُوسِ الْمَلَكِيِّ، ذِكْرَى الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرَى وَعِيدِ الْجَيْشِ؛ مُؤَكِّدَةً دَوْرَ الجمعيات فِي بِنَاءِ المجتمعات الْوَاعِيَةِ، الْقَادِرَةِ عَلَى حَمْلِ الرَّايَةِ وَمُوَاصَلَةِ الْمَسِيرَةِ بِثِقَةٍ. وشكر الدكتور علي دندن العتوم رئيس غرفة تجارة جرش ورئيس لجنة اعمار جرش اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة ممثلا برئيسة و اعضاء الهيئة الادارية على جهودهم في تغيير مفهوم عمل الجمعيات الخيرية ومساندتها لكل القطعات . هذا وتم استعراض مقاطع فيديو تمثلت بعيد الاستقلال وعيد الجلوس الملكي وتعريب الجيش، و مقطع خاص أستعرض نشاطات اتحاد الجمعيات الخيرية. وتخلل الحفل قصائد شعرية من قبل الشاعر احمد الحراحشة و مسرحية أطفال عن عيد الأستقلال تجسد بأن حب الوطن يبدأ من الصغر . ويذكر بأن المسرحية من تأليف واخراج الدكتورة وصال عياصرة ونفذها اطفال مدرسة أنس أبن مالك الأساسية للبنات . كما شهد الحفل وصلة غنائية للفنان علي السقار لاقت تفاعلاً من الحضور الذين دبكوا على أنغامها الدحية . هذا وادار الحفل الصيدلاني ابراهيم بنات و امين سر الاتحاد احمد القادري . الذين قدموا لوحات معبرة عن عيد الاستقلال وعيد الجلوس الملكي وتعريب الجيش . وفي الختام تم تكريم راعي الحفل والمشاركين و رئيس وأعضاء الهيئة الادارية للاتحاد بدعم من بلدية جرش الكبرى . .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store