
"المدينة الإنسانية" في رفح... تهجير أخير قبل طرد الغزيين
يشبه "الغيتو"
على الفلسطينيين؛ إذ يجري فحص المنتقلين إلى تلك المنطقة، ومنعهم من الخروج منها لاحقاً، بينما يستكمل جيش الاحتلال حرب الإبادة في بقيّة مناطق القطاع.
والاثنين الماضي، كشف كاتس عن ملامح خطة لإقامة ما سمّاها "المدينة الإنسانية" في رفح والمكونة من خيام على أنقاض المدينة. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية حينها، ستقام المدينة المزعومة بين محورَي "فيلادلفي" (صلاح الدين على الحدود مع مصر) و"موراغ" (بين خانيونس ورفح جنوبي القطاع)، وسيجري في المرحلة التالية تجميع كل فلسطينيي غزة بها، قبل تفعيل آليات لتشجيع ما تزعم أنه "هجرة طوعية" للفلسطينيين هناك. وتستند الخطط الإسرائيلية في جوهرها إلى "خطة الجنرالات" أو لاحقاً عملية "عربات جدعون"، والهادفة لإفراغ مناطق غزة وشمالها من قرابة مليون نسمة، ونقلهم إلى الوسط والجنوب وحشرهم بين وسط وجنوبي القطاع. وأظهرت الخرائط المسربة التي عرضها الوفد الإسرائيلي في مفاوضات الدوحة، المستمرة منذ أكثر من أسبوع، إبقاء كامل مدينة رفح تحت الاحتلال، ما يدلّ على نية الاحتلال لاحقاً تطبيقَ خطة التهجير، سواءً بدفع السكان نحو سيناء المصرية، أو حتّى نقلهم عبر البحر إجباراً.
وبحسب هذه الخرائط فإنّ الاحتلال، سيستولي على مسافة عميقة تصل إلى ثلاثة كيلومترات في بعض المناطق، فيما سيضمّ أجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا وقرية أم النصر ومعظم بيت حانون، شمالي القطاع، وكل خزاعة شرق خان يونس جنوبي القطاع، بالإضافة مسافة قريبة من شارع السكة في مناطق التفاح والشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة. اللافت أنّ
خريطة إعادة التموضع
الإسرائيلية تقضم 40% من مساحة قطاع غزة، فيما تمنع نحو 700 ألف فلسطيني من العودة لبيوتهم لدفعهم نحو مراكز تجميع النازحين في مختلف أنحاء القطاع، وتبقي على أعداد كبيرة من الفلسطينيين في منطقة المواصي، جنوبي القطاع.
رصد
التحديثات الحية
15 مليار شيكل لإقامة "غيتو رفح": إسرائيل تتمسك بالسيطرة على قطاع غزة
ومعظم مدينة رفح مدمر عبر عمليات قصف ونسف ممنهجة بعد اجتياح الاحتلال لها في السابع من مايو/ أيار 2024، بالرغم من الموقف الأميركي والدولي الرافض للعملية في حينه. حتى إنّ إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قالت إنّ العملية ستكون محدودة وسريعة إلّا أن الاحتلال لم ينسحب منها حتّى في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير. وبالتزامن ينفذ جيش الاحتلال عمليات تدمير ممنهجة في مناطق شماليّ القطاع من خلال إدخال شركات ومقاولين إسرائيليين تستهدف جعل تلك المناطق غير صالحة للعيش، فضلاً عن انتقال الأمر ذاته إلى مناطق الجنوب في خان يونس تحديداً.
رفض مخطط "المدينة الإنسانية" في رفح
ترفض الفصائل الفلسطينية وحركة حماس على وجه الخصوص هذه الخرائط مع وضوح المساعي الإسرائيلية الرامية لفرض مدينة معزولة يطبق فيها الاحتلال القتل، كما يحصل حالياً في نقاط توزيع المساعدات وفق الآلية الإسرائيلية الأميركية عبر "مؤسّسة غزة الإنسانية". وتشدّد حركة حماس عبر وفدها المفاوض على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من محور موراغ (بين خانيونس ورفح)، إذ سيشكل الانسحاب مرحلياً عملية إحباط للخطط الإسرائيلية كما حصل مع "خطة الجنرالات" شمالي القطاع، عندما أُبرم اتفاق يناير/كانون الثاني 2025، الذي رفض الاحتلال الدخول في مرحلته الثانية في الثاني من مارس/ آذار الماضي، مستأنفاً حرب الإبادة.
من جهتها حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان أمس الأحد، من مخاطر مخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين قسراً في قطاع غزة، تحت شعار "المدينة الإنسانية" في رفح. واعتبرت أن تلك المدينة "لا تمتُّ للإنسانية بصلة"، وقد واجهت "انتقادات عديدة من المجتمع الدولي ومن أوساط إسرائيلية"، وأكدت الوزارة أن "الوقف الفوري لعدوان الاحتلال هو المدخل الصحيح لحماية الإنسانية في قطاع غزة"، وأن "تمكين دولة فلسطين ومؤسّساتها الشرعية من ممارسة ولايتها السياسية والقانونية على قطاع غزة، هو المدخل الوحيد لحماية شعبنا وتحقيق العدالة له".
القتل والتهجير
يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال وعبر سعيه لتنفيذ هذه الخطة يواصل السير على الأهداف المعلنة ذاتها منذ بداية الحرب المرتبطة بقتل الفلسطينيين والسعي لتهجيرهم"، وفي رأيه فإنّ "خطورة نقل السكان إلى رفح، تظهر من خلال الخطط الإسرائيلية التي عرضت خلال جولات المفاوضات الأخيرة، والتي تعكس تمسكاً إسرائيلياً بمشروع تهجير الفلسطينيين".
مصطفى إبراهيم: يستغل الاحتلال الصمت الدولي لتنفيذ خطط التهجير
ويعتبر إبراهيم أنّ خطة "المدينة الإنسانية" في رفح "هي امتداد لخطة نقل السكان في بداية الحرب من غزة وشمالها إلى مناطق جنوبي وادي غزة، بالإضافة لخطة الفقاعات الإنسانية (نقاط لتوزيع المساعدات في مناطق صغيرة خاضعة لسيطرة مشدّدة من شأنها أن تتوسّع بمرور الوقت) وخطة الجنرالات وغيرها من الخطط الإسرائيلية"، ويستغل الاحتلال، وفق إبراهيم، حالة الصمت الدولي وغياب مواقف حقيقية تسعى لوقف الإبادة "لتنفيذ هذه الخطط في ظلّ انحسار الخيارات أمام المقاومة الفلسطينية في غزة، وغياب أيّ حراك عربي ودولي يفرض اتفاقاً لوقف إطلاق النار".
أخبار
التحديثات الحية
خاص | القاهرة تتحفظ على خريطة إعادة انتشار الاحتلال في رفح
من جهة أخرى يشير إبراهيم إلى أنّ "المعارضة الإسرائيلية التي تطالب بوقف الحرب واستعادة الأسرى لا تختلف في النهج عن تفكير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل تختلف في التفاصيل"، موضحاً أنه "بالنسبة لها لا مشكلة في العودة للحرب لاحقاً في ما لو جرى الوصول لاتفاق مرحلي". ويبيّن أن الفترة المقبلة "ستكون الأصعب في ما لو فشلت المفاوضات، لا سيّما في ظل الخطط الإسرائيلية المعلنة وغير المعلنة وغياب أي فعل حقيقي قادر على إيقافها بالرغم من الجهد الميداني الذي تبذله المقاومة".
سياقات الخطط
يقول الكاتب والمحلّل السياسي إياد القرا، إنّ كاتس، الذي ينادي بتنفيذ مخطط "المدينة الإنسانية" في رفح "يُعد في الأساس محسوباً على نتنياهو"، إذ "ينفذ تعليمات الأخير ويتحرك وفق توجيهاته دون تردد"، ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الوزير سبق أن طرح مشاريع عدّة بأسلوبه الخاص، منها مقترح الميناء البيئي العائم (أمام سواحل غزة عندما كان وزيراً للمواصلات قبل أكثر من 10 سنوات)، والميناء الصناعي (2011)، وفكرة الربط مع قبرص، إلى جانب مشاريع تتعلق بالحركة التجارية وتنقل الأفراد بين غزة والخارج".
إياد القرا: اليمين الإسرائيلي يرى ما بعد السابع من أكتوبر فرصة تاريخية
ويوضح أن "هذه المشاريع، رغم طرحها المتكرّر، تبقى في إطار التصورات النظرية"، مشيراً إلى أن "اليمين الإسرائيلي يحمل مشروعاً أكبر يتمثل في تهجير الفلسطينيين والتخلص منهم في غزة، ويرى في الحكومة الحالية وما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 فرصة تاريخية ربما لا تتكرّر لتنفيذ مثل هذه المخططات، خصوصاً مع هيمنة اليمين على الحكم بهذه الصورة المتطرفة"، وفي رأي القرا فإنّ "الواقع أكثر تعقيداً مما يظنه صُنّاع القرار في إسرائيل"، موضحاً أن "الجيش الإسرائيلي يعارض علناً هذه التوجهات، انطلاقاً من قناعة راسخة بعدم رغبته في إدارة قطاع غزة، نظراً لما يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية، وحالة استنزاف دائمة"، ويلفت إلى أنّ "المؤسّسة العسكرية باتت ترى أن الحرب في غزة قد استنفدت أهدافها العسكرية إلى حد كبير"، مشدداً على أن "الاحتلال المباشر للقطاع لن يحقق مكاسب استراتيجية لإسرائيل، سواء باستعادة الأسرى أو بالقضاء التام على حركة حماس".
ووفقاً للقرا فإن "الوجود العسكري الإسرائيلي، خصوصاً في رفح، يُستخدم ورقةَ ضغط على المفاوض الفلسطيني وعلى قوى المقاومة، إلّا أن الحديث عن إنشاء محور أو ممر في إطار عملية التفاوض يظل قائماً"، لكنّه يوضح أن "إسرائيل تبقي مثل هذه المشاريع أداة ضغط على المقاومة الفلسطينية بهدف استنزافها، إلّا أن ذلك لا يلغي احتمال محاولة تنفيذ هذه المشاريع". ويقول إنّ "تكلفة مثل هذه المشاريع عالية جداً بشرياً ومادياً، وإسرائيل لا تستطيع تحمّل أعباء مدينة مكتظة بهذا الحجم"، لافتاً إلى أن تل أبيب "فشلت في إدارة أربعة مراكز توزيع مساعدات (وسط وجنوبي القطاع)، فكيف لها أن تدير شؤون 600 أو 700 ألف إنسان نتاج الحرب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"أكسيوس": الوسطاء يقدمون مقترحاً محدثاً لإبرام هدنة في غزة
أفاد موقع أكسيوس بأن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت مقترحاً محدثاً ل حركة حماس وإسرائيل، أمس الأربعاء، في إطار المساعي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأضاف الموقع نقلاً عن مصدرين، وصفهما بالمطلعين، أن الوسطاء يعتقدون أن "التنازلات الأخيرة من إسرائيل"، والتي أُدرجت في الاقتراح المُحدّث، قد تُمكّن الطرفين من التوصل إلى اتفاق قريباً، وفقاً للمصادر. ويتضمن الاتفاق الذي يتم العمل عليه وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة والإفراج عن 10 محتجزين أحياء وجثامين 18 محتجزاً ميتاً، وفي المقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، بالإضافة لزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المُقدمة إلى غزة. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 استخدام مدة الـ60 يوماً للتفاوض على اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، بما في ذلك هيكل حكم جديد للقطاع. ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة على المحادثات، أن مفاوضين من حماس وإسرائيل عملوا على تضييق الفجوات المتبقية في المحادثات، التي عُقدت في الدوحة على مدار الأيام العشرة الماضية. وذكرت مصادر أن ترامب التقى، أمس الأربعاء، رئيسَ الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في البيت الأبيض، وناقش معه اتفاق غزة من بين قضايا أخرى. وفي حين تعثرت المحادثات مراراً خلال الأشهر الأربعة الماضية، منذ خرق الاحتلال الإسرائيلي في 18 مارس/آذار الماضي اتفاق وقف إطلاق النار السابق، ويرى الوسطاء حالياً أن المسافات بين الطرفين أصبحت أقرب. وأشار الموقع الأميركي إلى أن الوسطاء القطريين جمعوا ما تم إنجازه خلال الأيام العشرة الماضية في اقتراح جديد، عُرض على الطرفين، بالاشتراك مع الولايات المتحدة ومصر لتأكيد دعم الدول الثلاث له. ويتعلق التحديثان الرئيسيان في الاقتراح الجديد بنطاق انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة خلال وقف إطلاق النار، ونسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر قولهم إن إسرائيل قدمت ما اعتبروه "تنازلات كبيرة بشأن مساحة الأراضي التي ستحتفظ بها" خلال وقف إطلاق النار. وكانت إسرائيل أصرت سابقاً على الحفاظ على وجودها في منطقة تمتد خمسة كيلومترات شمال محور فيلادلفي على طول الحدود بين غزة ومصر. وخفّضت إسرائيل هذا المطلب إلى 1.5 كيلومتر، وهو ما يُقارب مطلب حماس بانسحاب إسرائيل إلى الموقع نفسه الذي كانت عليه في وقف إطلاق النار الأخير، في مارس/آذار الماضي. كما وافقت إسرائيل على إبقاء جيشها في محيط بعرض كيلومتر واحد تقريباً على طول أجزاء أخرى من الحدود مع غزة، كما يتضمن الاقتراح المُحدّث تعديلات طفيفة على نسبة الأسرى الفلسطينيين إلى المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، شملت المقترحات السابقة إطلاق سراح 125 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و1111 فلسطينياً اعتقلهم جيش الاحتلال في غزة بعد بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. أخبار التحديثات الحية ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمضي بشكل جيد وقال مسؤول إسرائيلي لأكسيوس إنه من غير المتوقع أن تُشكّل التعديلات في الاقتراح المُحدّث مشكلة في المفاوضات، ومع ذلك، لا يزال على الطرفين التفاوض على أسماء الأسرى. وتقول المصادر إن نقطة خلاف أخرى على وشك الحل هي إيصال المساعدات إلى غزة، حيث طالبت حماس بعدم إيصال المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال وقف إطلاق النار. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك سيحدث بشكل طبيعي بعد موافقة إسرائيل على الانسحاب من معظم أجزاء جنوب غزة حيث تقع مراكز المساعدات. وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن مساراً منفصلاً من المفاوضات بدأ في مصر، خلال الأيام الأخيرة، لتحديد كيفية لعب مصر دوراً في إيصال المساعدات خلال وقف إطلاق النار حتى لا تستولي عليها حماس. وأوضح أكسيوس أنه من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بقادة حركة حماس في الدوحة، يوم السبت المقبل، في محاولة للحصول على موافقتهم على الاقتراح المُحدّث. وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الوسطاء القطريين يعتقدون أن التنازلات الإسرائيلية بشأن الانسحاب قد تفتح الطريق أمام التوصل إلى اتفاق. وأكد المصدر أن القطريين يعتقدون أن حماس ستعود ببعض التحفظات والتعليقات على الاقتراح المحدث، ولكن ليس بشكل يعيق التوصل إلى اتفاق، بحسب ما نقل أكسيوس.


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
إسرائيل تضخ سيل معلومات حول التهدئة وتروج لـ'تقدم'.. وحماس تلتزم عدم التعليق
غزة- 'القدس العربي': واصلت إسرائيل ضخ الأخبار التي تتحدث عن وجود 'تقدم' في المفاوضات 'غير المباشرة' الخاصة بالتهدئة، مشيرة إلى تقديمها خرائط جديدة للانسحاب من قطاع غزة، بخلاف تلك التي قدمت سابقا، فيما تلتزم حركة حماس الصمت تجاه ما تردده وسائل الإعلام الإسرائيلية من معلومات في هذا الشأن. وخلال الساعات الماضية، نشرت وسائل الإعلام العبرية تقارير عديدة تزعم إحراز تقدم في المفاوضات، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تصريح قيادي في حماس أكد فيه عدم وجود أي اختراق حتى الآن، وعدم تقديم إسرائيل خرائط جديدة توضح مناطق الانسحاب من غزة في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة، بعدما رفضت الحركة الخرائط السابقة التي أبقت سيطرة جيش الاحتلال على أكثر من 40% من مساحة القطاع. حديث إسرائيلي عن تقديم خرائط انسحاب جديدة تبقي على احتلال رفح ونقل موقع قناة i24NEWS الإسرائيلية عن أحد مصادره قوله إن 'المسألة الحالية لم تعد تتعلق بمحور موراج، بل بالوجود الإسرائيلي في منطقة رفح'. وزعم المصدر أن الوسطاء متفائلون حيال الخرائط الجديدة التي قدمتها إسرائيل، معتبرا أنها 'تعزز بشكل كبير إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبا'. وبحسب المزاعم الإسرائيلية، فإن الخرائط الجديدة التي عرضت على الوسطاء تفيد بتخلي إسرائيل فعليا عن بقاء قواتها في 'محور موراج'، فيما أكد المصدر: 'يشعر الوسطاء بالتفاؤل، فالخرائط الجديدة تُعزز بشكل كبير إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبا'. وتشير المعلومات التي تروج لها وسائل الإعلام العبرية إلى أن الخريطة الجديدة تقضي ببقاء قوات الاحتلال على عمق 1.2 كيلومتر شمال 'محور فيلادلفيا'، وعلى عمق 1.1 كيلومتر في شمال وشرق قطاع غزة. ويعني ذلك أنه حتى في حال وافقت إسرائيل على الانسحاب من 'محور موراج' الذي يفصل بين خان يونس ورفح، فإنها لن تنسحب من مدينة رفح ذاتها، ما يعني استمرار احتلال المدينة وبقاء مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية هناك. وتفيد الرواية الإسرائيلية بأن هذه الخرائط ستُنقل إلى حركة حماس عبر الوسطاء، على أن تتركز جولات التفاوض المقبلة حول مفاتيح إطلاق سراح الأسرى. وكعادته، شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الترويج للرواية الإسرائيلية، قائلا إن لديه 'أخبارا جيدة' بشأن قطاع غزة، وذلك رغم تأكيده في بداية التفاوض وجود اتفاق وشيك خلال يومين، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وكانت قناة 'القاهرة الإخبارية' قد أفادت بأن الجهود تُبذل برعاية مباشرة من رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبالتنسيق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في ظل مساعي الوسطاء لتجاوز العقبات التي تعترض المفاوضات بين الأطراف المعنية. وحتى في حال تأكدت المعلومات حول الخرائط الإسرائيلية الجديدة التي تُبقي على احتلال رفح، فهي لن تحظى بقبول لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ إنها من حيث الجوهر لا تختلف كثيرا عن الخرائط السابقة باستثناء إزالة 'محور موراج'، مع استمرار احتلال رفح. وكانت حركة حماس قد رفضت، خلال جولات المحادثات الجديدة للتهدئة، التي انطلقت بداية الأسبوع الماضي، استمرار آلية توزيع المساعدات التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في ظل سقوط ضحايا يوميا أثناء توجه المدنيين إلى تلك المناطق التي تحولت إلى 'مصائد موت'. وحتى كتابة هذا التقرير، لم تصدر حركة حماس أي تعليق رسمي بشأن التقارير الإسرائيلية الأخيرة. وكان آخر تصريح للحركة في هذا الشأن ما أدلى به القيادي باسم نعيم، الذي قال إن الاحتلال 'منخرط في العملية التفاوضية نظريا من أجل الصورة للداخل الصهيوني وتخفيف الضغط الدولي'، مؤكدا أنه حتى الأمس لم يسلّم خرائط جديدة كما يُعلن في الإعلام. يُذكر أن حركة حماس تطالب بانسحاب قوات الاحتلال إلى مواقعها السابقة خلال فترة التهدئة الأخيرة التي دخلت حيز التنفيذ يوم 18 يناير الماضي، واستمرت 42 يوما. أما فيما يتعلق بالتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، فتشير التوقعات إلى أن الخلافات لن تتركز كثيرا حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب المقاومة بالإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي حيا كان أو ميتا، بقدر ما ستركز على بعض الأسماء الكبيرة من الأسرى، إذ من المحتمل أن يُعتمد مبدأ الصفقة السابقة، أو أن تطالب حماس بالإفراج عن عدد أكبر من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، خاصة أنها بصدد إطلاق سراح ضباط وجنود من الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمضي بشكل جيد
قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أمس الأربعاء، إن المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسير بشكل إيجابي، وذلك في ظل جهود وساطة قطرية مصرية بدعم من واشنطن لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس). ويأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل توقيع قانون في واشنطن أن لديه بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي يعمل عليها، موجهاً الشكر لويتكوف. وفي وقت سابق، عُقدت مباحثات بين الوفد الإسرائيلي وكل من الوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست". أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | حديث أميركي إيجابي عن المفاوضات ونقل موقع الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن "التركيز الآن لم يعد على محور موراغ، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، فهناك يتمحور النقاش حالياً". وأضاف المصدر أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدماً كبيراً في فرص التوصل إلى اتفاق قريب. من جهته، نقل موقع واينت العبري ادّعاء مسؤول في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، مساء أمس الأربعاء، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر مرة أخرى إبداء مرونة في مسألة خرائط الانسحاب من قطاع غزة من أجل الصفقة. وأضاف: "هذا يقرّبنا كثيراً من الصفقة"، وأن "من الممكن التوصّل إلى اتفاق مع حماس قريباً". إلى ذلك، نقلت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي عن مصادر مطّلعة على المفاوضات أن هناك تقدماً في المحادثات، لكنها أضافت أنه لا تزال هناك حاجة لتقليص الفجوات بين الطرفين. وأشارت مصادر القناة العبرية بدورها إلى أن الخلافات الرئيسية تتعلق بخريطة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبقضية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، التي لم تُطرح بعد للنقاش المعمّق. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)