
نكبة زراعية في تركيا.. المحاصيل تحترق والمواشي تمرض
القروض
وزيادة فترة الأقساط، وتقديم سبل انتشال البلاد من "كارثة" بعد تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعارها بالسوق المحلية واتساع رقعة الجفاف وتأثيره، لتكتمل دائرة "المصائب" قبل يومين، جراء الحرائق وإصابة المواشي بالحمى القلاعية، ما أغلق أسواق الأغنام والأبقار بجميع الولايات التركية.
ويأتي الجفاف بمقدمة أسباب كارثية
الزراعة التركية
لهذا العام، بعد أن شهدت تركيا، بين أكتوبر/تشرين الأول 2024 ومارس/آذار 2025، أدنى معدل "موسم هطول" أمطار منذ 65 عاما، ما أدى إلى أزمة جفاف ضربت "السهل العميق" في ولاية هاتاي، إحدى أكثر المناطق الزراعية خصوبة في البلاد. ونتيجة الجفاف، تراجعت سنابل القمح في "قوملو" و"ريحانلي" عن النضج اللازم للحصاد، مع توقعات بانخفاض الإنتاج بنسبة تصل إلى 7%.
ولا تقتصر تداعيات الجفاف، برأي خبراء، على تراجع حصة المياه للفرد ( نصيب الفرد من الماء فيها 1.346 متر مكعب سنويا)، بل تطاول المواسم الزراعية، من انخفاض الإنتاج الزراعي وزيادة أسعار المواد الغذائية، ولما لذلك من انعكاسات سلبية على دخل الأتراك، ومستوى معيشتهم أو حتى الهجرة من الريف إلى المدينة.
ولعل
موجات الصقيع
التي ضربت الولايات المنتجة للفواكه زادت من قلة العرض وغلاء الأسعار، بعد تراجع إنتاج الفاكهة في تركيا من 28 مليون طن إلى 20 مليون طن هذا العام، واستمرار انخفاض الإنتاج خلال العام المقبل بسبب الأضرار التي لحقت بالأشجار، ما أوصل سعر الدراق إلى 160 ليرة، والمشمش 140 ليرة، والكرز 400 ليرة، وهي أسعار تفوق قدرة الأتراك الشرائية بعد ارتفاع تكاليف المعيشة وفق اتحاد نقابات العمال الأتراك (TÜRK-İŞ) خلال تقريره الشهري حول تكاليف المعيشة لشهر يونيو/ حزيران 2025، وارتفاع خطي الجوع والفقر لأسعار الغذاء والخدمات الأساسية، ما يُنذر بتفاقم الأعباء على الأسر ذات الدخل المحدود في البلاد، بعد أن سجل حد الجوع 26,115 ليرة تركية شهريًا، وحد الفقر 85,066 ليرة تركية شهريًا، في حين لا يزيد الحد الأدنى للأجور عن 22 ألف ليرة تركية.
وبدأت آثار الجفاف والصقيع تنعكس على أرقام الإنتاج الزراعي التركي. فبحسب رئيس اتحاد غرف الزراعة في تركيا (TZOB) شمسي بيرقدار، تسبب الجفاف والكوارث المناخية، مثل الصقيع والبرد والفيضانات، في شلل شبه تام للإنتاج الزراعي، خاصة في مناطق جنوب شرق ووسط الأناضول. ويكشف رئيس غرف الزراعة التركية أن البيانات الواردة من غرف الزراعة في الولايات المختلفة تؤكد خسائر مرتفعة بشكل غير مسبوق في محاصيل القمح والشعير والعدس. ففي ديار بكر، انخفضت غلة القمح الجاف بنسبة 48%، والقمح المروي بنسبة 10.8%، والشعير الجاف بنسبة 63%.
أسواق
التحديثات الحية
صادرات تركيا تحقق رقماً قياسياً والعجز التجاري يرتفع 39%
وفي ماردين، تضرر القمح بنسبة 20%، والشعير بنسبة 50%، والعدس بنسبة 55%. أما في قونية، فقد تراوحت غلة الشعير بين 50 و150 كلغ للفدان بدلًا من المتوسط المعتاد البالغ 250-300 كلغ. وحول آثار الصقيع، يشير بيرقدار أن الولايات التي نالت هطولات مطرية جيدة لم تسلم من الصقيع هذا العام. ففي أكسراي، وعلى الرغم من الأمطار الجيدة، إلا أن الصقيع في إبريل تسبب في توقعات بانخفاض المحاصيل بنسبة 20%. و في كارامان، تعذر الحصاد في 400 ألف فدان من أصل 670 ألفًا بسبب الجفاف والصقيع الزراعي. ونال الصقيع من إنتاج ولاية قيصري بنحو 50%، وطاولت خسائر الصقيع نحو 90% من إنتاج ولاية كيرشهير الزراعي.
لكن ولاية هاتاي الحدودية مع سورية نالت النصيب الأكبر من خسائر إنتاج القمح، بحسب بيانات وزارة الزراعية، إذ بلغت خسائر القمح 100% في قضائي بيلين وإسكندرون، و60% في ألتينوزو، و50% في كوملو، و42% في إرزين، و40% في كيريخان وباياس ودفنه وريحانلي، و35% في أنطاكيا، و30% في سامانداغ، وأرسوز، وهاسا. وانخفض الإنتاج بولاية كليس بين 70و80%. وقبل أن تضمد الحكومة التركية جراح المزارعين جراء تراجع الإنتاج والخسائر، بدأ شبح الحرائق يلاحق المساحات الخضراء وتعب الفلاحين. فنشبت حرائق بولايات تركية عدة، كانت أكثرها اتساعاً بسبب الرياح بولاية هاتاي ( منطقة كاراعلي)، لتصل إلى مناطق أوغلاكورين وألازي وأوشغديك، ما دفع وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماقلِي، لزيارة مواقع الحرائق والوقوف على أعمال إخماد حريق كاراعلي، بعد تفقده حرائق ولايات عدة، مندريس وسفريحصار في إزمير، وأخيسار، كولا، وساروهانلي في ولاية مانيسا.
ولم يكن الشق الحيواني بالقطاع الزراعي بتركيا في مأمن عن تداعيات الجفاف وارتفاع الحرارة وغلاء الأعلاف، بل تأثرت تربية المواشي وإنتاج الحليب واللحوم، بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، ما رفع أسعار لحوم الأبقار للمستهلكين بين 700 و750 ليرة للكيلو، قبل أن تعلن تركيا، أول أمس الثلاثاء، عن تفشي جائحة الحمى القلاعية، وتقرر وزارة الزراعة والغابات التركية إغلاق جميع أسواق المواشي بالولايات التركية الواحدة والثمانين، بعد إرسال المديرية العامة للأغذية والرقابة بالوزارة خطاباً عاجلاً للمديريات، ما ينذر، إضافة للجفاف وتراجع عرض الأعلاف وغلاء سعرها، بارتفاع أسعار اللحوم وخسائر المربين.
ودفع هذا الواقع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان للتركيز على الشق الحيواني بدعم إضافي وتقديم قروض استثمارية تصل لنحو 5 ملايين ليرة، بأجل يصل إلى 7 سنوات، بينها عام كامل من الإعفاء من سداد أصل الدين. وتُمنح هذه القروض دون الحاجة إلى رأس مال أسهم، بهدف دعم المؤسسات التي تسعى لزيادة طاقتها الإنتاجية. وأعلن الرئيس التركي، خلال مؤتمر النظام البيئي الزراعي الذي استضافه مركز "خليج" للمؤتمرات في إسطنبول قبل أيام، عن رفع سقف القروض في إطار مشروع توطين السكان بقراهم ودعم المشاريع الزراعية الصغيرة "لديّ أسباب كثيرة للعيش في قريتي"، المُنفذ بالتعاون بين وزارة الزراعة وبنك زراعات، من 600 ألف ليرة تركية إلى مليون و200 ألف ليرة تركية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
تركيا تدعم الإيداع بالليرة لتعزيز عملتها وكبح التضخم
وأكد الرئيس التركي أن هذا التمويل سيُسهم في تطوير تربية الماشية الصغيرة وزيادة الثروة الحيوانية في الأرياف، واعداً أن الحكومة ستواصل تقديم فرص ائتمانية مغرية تُمكّن المواطنين من البقاء في قراهم والاستثمار في أراضيهم، بما يعزز الأمن الغذائي ويعطي دفعة قوية للاقتصاد الزراعي في البلاد. وتتابع الحكومة التركية تطويق خسائر الفلاحين وتلافي أضرار عام الكوارث الزراعية، بعد نداءات عدة من الفلاحين وأعضاء البرلمان الذين عقدوا جلسة للوقوف على آثار الجفاف ونتائجه، وما يمكن أن تنعكس على مستقبل الإنتاج الغذائي في تركيا وتؤثر على منسوب المياه الجوفية التي زاد استخدامها، بسبب قلة الأمطار والجفاف، خاصة لموسم زراعة القمح وبمقدمته الذرة.
وأعلن الرئيس التركي أردوغان عن حزمة تسهيلات ائتمانية واسعة للمزارعين، تشمل مشاريع البيوت البلاستيكية وتربية الأبقار الحلوب والماشية الصغيرة، واعداً بحزمة قروض بفترة سداد طويلة الأجل وقرارات تأجيل تسديد للقروض السابقة، تخفف عن المزارعين خسائرهم لهذا العام، مضيفاً خلال الاجتماع الرابع للبنك الزراعي حول النظام البيئي الزراعي أن بنك "زراعات الحكومي" أعد حزمة قروض تتماشى مع احتياجات المزارعين، وتخصيص قروض تصل إلى 10 ملايين ليرة تركية ( الدولار يعادل حوالي 40 ليرة) للراغبين في إنشاء بيوت بلاستيكية لإنتاج الخضروات والفواكه، بفترة سداد تمتد حتى 10 سنوات، تتضمن إعفاءً من سداد أصل الدين لمدة عام للمشاريع التي تقل مساحتها عن 10 فدادين، وأن نسبة رأس المال المطلوبة للاستثمار ستحدد بـ20%، في حين تنخفض إلى 10% للشباب والنساء.
ويقول مدير أكاديمية الفكر للدراسات الاسترايجية بإسطنبول، باكير أتاجان، إن ملامح الجفاف تتعاظم على تركيا التي تدرج ضمن الجيل الثاني للجفاف، غير مستبعد دخولها الجيل الأول، بعد عقدين من الزمن، إن استمرت بالطرق القديمة بالري والتخزين وعدم استثمار المياه، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن المياه المستخدمة للري تقدر بنحو 70% من المياه الكلية، لكنها تبدد ولا يستفاد منها كاملة، إذ يذهب جلها للبحار. وفي حين يرى أتاجان أن أزمة نقص المياه وزحف الجفاف شبه عالمية، يؤكد على حسن استثمار مياه نهري "الفرات ودجلة" التي تتشاطر مع تركيا فيهما سورية والعراق، والحفاظ على أحواض المياه، خاصة بالنسبة لنوبات الجفاف هذه التي أصبحت أكثر حدة وطويلة الأمد.
وحول ما يمكن تلافيه هذا الموسم، يضيف الباحث التركي أن الحكومة بادرت، ولابد من المزيد، على صعيد القروض والتسهيلات الائتمانية للفلاحين، وتحمل جزء من الخسائر، إلى جانب خطة شاملة للتحول بطرق الري وحسن استخدام المياه. وإلا فإن الجفاف يمكن أن يتحول ببعض الولايات لتصحر، ما يزيد من الفقر والغلاء والبطالة، لأن 20% من الأيدي العاملة بتركيا تعمل بالزراعة، ويتأثر إنتاج تركيا الزراعي بعد أن تبوأت مراكز متقدمة على الصعيد الأوروبي، بالإنتاج والتصدير. وتحتل تركيا اليوم المرتبة الأولى أوروبياً والثامنة عالمياً بالإنتاج الزراعي والرابعة بإنتاج الخضر والفواكه، بعد أن بلغت قيمة الإنتاج الزراعي فيها، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) والبنك الدولي، 68.9 مليار دولار في 2023، قبل أن يزيد الإنتاج بأكثر من 3% العام الماضي.
وبحسب بيانات جمعية المصدرين الأتراك (TIM)، ارتفعت صادرات تركيا الزراعية العام الماضي إلى 36.2 مليار دولار بنسبة زيادة 3.3% عن صادرات عام 2023. لتبلغ أعلى قيمة بتاريخ الجمهورية التركية، بعد أن سجلت صادرات الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها نحو 12 مليار و378 مليون دولار العام الماضي. فيما بلغت صادرات الخضروات والفواكه الطازجة 3 مليارات و492 مليون دولار، والفواكه المجففة ومنتجاتها مليار و610 ملايين دولار، والزيتون وزيت الزيتون 871 مليون دولار، إضافة إلى منتجات أخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
هذا ما يدفع مزارعي البطيخ التركي لتقديمه مجاناً بدل بيعه
ضربة موجعة وخسائر كبيرة تعرض لها مزارعو البطيخ الأحمر في ولايات جنوب تركيا، بعد ملامح إقبال و ارتفاع الأسعار بداية الموسم أوصلت سعر الكيلو في الحقل إلى 15 ليرة، لتنقلب المعادلة اليوم، بعد ضرورة جني المحصول جراء النضوج وموجة الحر الشديد، لتهوي الأسعار، مشفوعة بزيادة الإنتاج ، بولايات ديار بكر وعثمانية وأضنة "جنوبي تركيا" لنحو الليرة الواحدة للكيلو، ما دفع العديد من المزارعين لدعوة الحصول على البطيخ بالمجان. ولم تعد قصة المزارع، محمد قوتسال الذي وزع شاحنة بحمولة 26 طنا من البطيخ، أحضرها من أضنة، مجانًا على المواطنين، علامة فارقة هذا الموسم، بل دعا العديد من المزارعين لزيارة حقولهم والحصول على البطيخ بالمجان، وتحملهم خسائر الزراعة والري والسماد، والتي تزيد عن 4 ليرات للكيلو الواحد، واختصار تكاليف الجني والنقل، بحسب المزارع جيزمي عبد الله من ولاية ديار بكر. ويكشف المزارع التركي أن ولاية ديار بكر هي من الأكثر إنتاجاً للبطيخ، بسبب التربة والرطوبة والمياه، ومعروف عن ديار بكر فعالياتها لهذا المنتج الزراعي وترويجها له، بل واقتران ديار بكر بالبطيخ، في حين هناك ولايات تنتج أكثر من ديار بكر، مقدراً إنتاج أضنة، الأولى بتركيا، بنحو 800 ألف طن سنوياً وديار بكر بنحو 150 ألف طن وما نيسا بنحو 40 ألف طن. ويضيف عبد الله لـ"العربي الجديد" أن بداية الموسم كانت مبشرة كثيراً بالنسبة للمزارعين، وقت وصل سعر الكيلو بالحقل إلى نحو 15 ليرة وبالأسواق إلى 25 ليرة، لكن برودة الطقس الشهر الماضي، ربما حالت دون الإقبال على هذه الفاكهة "وقيل لنا تراجع التصدير بسبب برودة الطقس في أوروبا" ولكن، أخيراً ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة ووصولها لنحو 40 درجة مئوية بمناطق الإنتاج، زادت ضرورة الحصاد والبيع، لتتراجع الأسعار إلى 9 ليرات للكيلو ومن ثم خمس ليرات، ووصلت قبل أيام إلى ليرة واحدة بالحقول مع بطء البيع وقلة الاستجرار. وكان رئيس غرفة الزراعة في يورغير بولاية أضنة، محمد آكين دوغان، قد توقع ارتفاع الأسعار بعد عيد الأضحى، موضحاً أن حصاد البطيخ المزروع في التربة الرملية لا يزال مستمراً، لكنّه سينتهي بعد العيد، مضيفاً: حالياً يُباع الكيلوغرام بسعر 9-10 ليرات، ونتوقع أن يرتفع السعر بعد العيد مع زيادة الاستهلاك . وأشار آكين دوغان خلال حديث سابق إلى أن المزارعين حالياً بالكاد يغطون تكاليف الإنتاج، إذا استمرت الأسعار على هذا النحو، فلن يحقق الفلاحون ربحاً. مذكراً أن أضنة شهدت العام الماضي درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية، ما أدى إلى تلف جزء من المحصول. وهذا العام، الإنتاج والمساحات المزروعة أكثر مقارنة بالعام الماضي، ونأمل أن يكون الموسم جيداً. لكن اشتداد الحرارة بتركيا أعاد مشاهد العام الماضي ومعاناة وخسائر مزارعي البطيخ، ففي الوقت الذي تفيض فيه الأسواق بالبطيخ، يواجه مزارعو قضاء كاديرلي بولاية عثمانية جنوبي تركيا، واقعًا اقتصاديًا مريرًا. فقد عبّر عدد منهم عن خيبة أملهم الكبيرة بعد أن عجزوا عن بيع إنتاجهم بأسعار تغطي نفقاتهم الأساسية. فبينما اضطر البعض لبيع الكيلو الواحد بليرة تركية فقط، قرر آخرون فتح حقولهم مجانًا للعامة، في محاولة يائسة لتقليل الخسائر وتفادي تلف المحصول. ونقلت مصادر إعلامية عن المزارع محمد آيغون من ولاية عثمانية قوله: زرعتُ بطيخًا على مساحة 70 فدانًا منذ إبريل/نيسان. كلفنا فدان واحد أكثر من 30 ألف ليرة، بينما نبيعه اليوم بسعر لا يتجاوز 10 إلى 12 ألف ليرة فقط. لم أعد أتحمل رؤية المحصول يتلف، لذا فتحتُ حقلي للناس، فليأكلوا مجانًا على الأقل. أسواق التحديثات الحية استيراد البطيخ يثير استياء المزارعين في الأردن ويقول الاقتصادي التركي، خليل أوزون إن واقع الزراعة بتركيا هذا العام "مأساوي" بعد تراجع إنتاج الحبوب بسبب الجفاف وقلة الأمطار إلى الأدنى منذ 65 عاماً، ومن ثم موجات الصقيع التي ضربت الولايات المنتجة للفواكه، هاهي الحرارة وزيادة العرض توقع مزارعي البطيخ بالخسائر. ويشير أوزون إلى أن سعر البطيخ تراجع بالولايات غير المنتجة "إسطنبول مثلاً" من أكثر من 30 ليرة إلى نحو 8 ليرات اليوم، فإن أخذنا بالحسبان الحصاد والنقل وأرباح التجار والباعة، فيمكننا تخمين سعر الكيلو من الفلاح بليرة أو ليرتين. لافتاً بالوقت نفسه إلى "الارتفاع الجنوني" لأسعار بقية الفاكهة الصيفية التي أثر الصقيع وقلة العرض على ارتفاعها، فسعر كيلو الكرز لا يقل عن 300 ليرة والدراق 150 ليرة والمشمش 120 ليرة، وللأسف، البطيخ تراجع سعره بسبب العرض الكبير. ويرى الاقتصادي التركي أن الحل بتدخل الحكومة والتجار، لاستجرار محصول البطيخ وهو بذروته الآن، لوضعه بالبرادات وطرحه بالسوق الداخلية بكميات تضمن تحسين السعر، أو، وهو الأهم، تصدير فائض الإنتاج للخارج، معتبراً أن البطيخ التركي مطلوب بأوروبا بسبب طعمه وخلوه من متبقي الأسمدة الكيماوية. وتُعد تركيا ثاني أكبر منتج للبطيخ في العالم بعد الصين بإجمالي إنتاج يصل إلى 4.5 ملايين طن. وتلبي ولاية أضنة وحدها نحو 25% من احتياجات البلاد من البطيخ، حيث يُتوقع هذا العام حصاد نحو مليون و100 ألف طن من مساحة مزروعة تقدّر بـ150 ألف دونم. وتعاني تركيا سنوياً، من عرض زائد لفاكهة البطيخ خلال ذروة الموسم، ما يكسر الأسعار ويعرض الفلاحين للخسائر، بسبب زيادة العرض عن الطلب ببلد يصنف من أوائل المنتجين بالعالم، إذ وبحسب موقع "وورلد بوبيوليشن ريفيو" الأميركي لقائمة أكثر دول العالم إنتاجا للبطيخ العام الماضي، جاءت تركيا بالمرتبة الثانية بعد الصين، تلتها الهند ومن ثم إيران. ويأتي بلدان عربيان ضمن العشرة الأكثر إنتاجاً، بحسب الموقع، الجزائر بإنتاج 2.3 مليون طن ومصر بالمرتبة التاسعة بنحو 1.5 مليون طن سنوياً. أما أكثر البلدان استيراداً للبطيخ، بحسب تقرير سابق للبنك الدولي، فتأتي الولايات المتحدة الأميركية أولاً بقيمة 1.82 مليار دولار ثم ألمانيا بقيمة 517 مليون دولار ففرنسا بقيم 389 مليون دولار. ويعود أصل البطيخ المنتمي لفصيلة القرعيات إلى قارة أفريقيا، وبدأت زراعته منذ العصور القديمة، وفق دراسة نشرها موقع "المكتبة الوطنية للطب"، التي يقع مقرها بالولايات المتحدة الأميركية وقد عثر على بقايا أثرية للبطيخ، معظمها من البذور وتعود إلى 5 آلاف عام مضت، في شمال شرق أفريقيا، كما اكتشف خبراء الآثار صورة لثمرة كبيرة مخططة مستطيلة على صينية في مقبرة مصرية عمرها 4 آلاف عام على الأقل.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
كم يبلغ راتب أردوغان شهرياً؟
يأكل التضخم في تركيا وارتفاع أسعار السلع والمنتجات من الرواتب والأجور، بما في ذلك الراتب الشهري للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولد في مدينة إسطنبول في 26 فبراير/ شباط 1954، التحق بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة، وتخرج منها عام 1981. انتخب رئيسًا لبلدية إسطنبول الكبرى 1994، أسس حزب العدالة والتنمية عام 2001، وتولى رئاسة الوزراء بين عامي 2003 و2014، ثم انتخب رئيساً للجمهورية في انتخابات 2014، و2018 و2023. والمسؤولين الحكوميين، الذين تقرّرت زيادة رواتبهم بعد إعلان هيئة الإحصاء التركية عن نسبة التضخم لشهر يونيو/حزيران الماضي. وقد تقررت زيادات في رواتب عدد من المسؤولين الحكوميين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الذي ارتفع دخله الشهري من 356,321 ليرة إلى 411,800 ليرة، أي بزيادة قدرها 55,479 ليرة. ويُشار إلى أن راتب الرئيس يعادل تقريباً 10,300 دولار. ويخضع راتب الرئيس والمسؤولين الأتراك للزيادات التلقائية بحسب مؤشر التضخم وارتفاع الأسعار، إذ إنّ راتب الرئيس أردوغان مرتبط براتب رئيس البرلمان التركي، نعمان قورتولموش، مضافاً إليه نسبة 5%، وشملت الزيادة التلقائية المرتبطة بالمصاريف ونسبة التضخم رواتب الوزراء والنواب، إذ أصبح راتب الوزير نحو 235,527 ليرة، وراتب النائب في البرلمان نحو 229,676 ليرة. كما جرى رفع رواتب المسؤولين المتقاعدين، فوصل راتب النائب المتقاعد إلى نحو 149 ألف ليرة، في حين بلغ دخل النائب الذي يتقاضى أيضاً معاشاً تقاعدياً نحو 379 ألف ليرة. وفي حين امتنعت الحكومة واتحاد العمال عن رفع الحد الأدنى لأجور العاملين في القطاع الخاص للمرة الثانية هذا العام، أعلنت مصادر حكومية قبل أيام رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين في تركيا من 14,469 ليرة إلى 16,881 ليرة شهرياً، بزيادة قدرها نحو 16.7٪، وذلك ضمن تعديل يعتمد على معدل التضخم الرسمي للأشهر 6 الأخيرة. وطاول التعديل والرفع البسيط أقل فئات المتقاعدين أجراً، أي الذين يتقاضون الحد الأدنى لأجور المتقاعدين، وفق معادلة الربط بالتضخم السنوي الذي بلغ خلال شهر يونيو الماضي 35.05%. ويُذكر أن التضخم على أساس سنوي تراجع في تركيا خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، لكنّه لا يزال مرتفعاً ويؤثر على القدرة الشرائية لليرة التي سجّلت اليوم أمام الدولار نحو 39.99 ليرة. وكانت هيئة الإحصاء التركية (TÜİK) قد أعلنت أخيراً عن بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاعاً في مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) بنسبة 1.37% على أساس شهري خلال يونيو/حزيران 2025، في حين سجّل معدل التضخم السنوي تراجعاً من 39.59% في شهر مايو/أيار إلى 35.05% في يونيو/حزيران. ويرى المحلّل التركي باكير أتاجان أن الزيادة على راتب المتقاعدين "جاءت قليلة ومخيبة"، معتبراً أن ربط الزيادة بنسبة التضخم فقط، من دون الأخذ في الاعتبار ارتفاع تكاليف المعيشة عموماً للأسرة التركية، يشكّل ظلماً للمتقاعدين. وكانت وكالة تخطيط إسطنبول (İPA) قد كشفت في تقريرها الشهري حول تكلفة المعيشة في إسطنبول لشهر يونيو/حزيران 2025، عن زيادة كبيرة في تكاليف الحياة اليومية في المدينة، إذ ارتفعت تكلفة المعيشة بنسبة 47.13% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. اقتصاد دولي التحديثات الحية تركيا تكسر حدة التضخم وتؤكد السعي نحو رفاهية المواطن وبحسب التقرير، بلغت تكلفة المعيشة الشهرية لعائلة مكونة من أربعة أفراد (شخصان بالغان وطفلان) في إسطنبول نحو 93,465 ليرة تركية في يونيو 2025، ما يعكس ارتفاعاً ملموساً في المصروفات مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2024. وأظهرت الدراسة أن تكلفة المعيشة في إسطنبول ارتفعت بنسبة 1.90% فقط مقارنة بشهر مايو/أيار 2025، ما يشير إلى تباطؤ نسبي في وتيرة الزيادة الشهرية، إلّا أن المعدل السنوي لا يزال مرتفعاً جداً. وحول عدم زيادة الحد الأدنى للأجور خلال النصف الثاني من العام الجاري، أضاف أتاجان أن الخطة الحكومية والبرنامج الاقتصادي يهدفان إلى تحسين المعيشة من خلال خفض نسبة التضخم والأسعار، وليس من خلال زيادة الأجور ، لأن ضخ كتل نقدية في السوق سيؤثر على سعر الليرة المتراجعة، وبالتالي على هدف البرنامج الاقتصادي الذي أعلنه وزير المالية والخزانة محمد شيمشك. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي برنامجها الاقتصادي الجديد للفترة الممتدة بين عامَي 2025 و2027، وحددت البرنامج هدفاً طموحاً لخفض معدل التضخم إلى 41.5% بحلول نهاية عام 2024، مع توقع أن ينخفض إلى 9.7% بحلول عام 2026. لكنّ نسبة النمو التي تراجعت إلى نحو 2.7% العام الماضي خرجت عن توقعات الحكومة وبرنامجها الاقتصادي، إذ رغم تحديد الحكومة هدفاً يبلغ 4% لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2025، بدت التوقعات ونتائج عام 2024 أكثر تحفظاً، إذ توقع صندوق النقد الدولي نمواً بمعدل 2.7%، مقابل 2.6% توقعات البنك الدولي ، وهي التوقعات ذاتها التي صدرت عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
تراجع الأصول التركية إثر حملات الاعتقال في صفوف المعارضة
تراجعت السندات الدولية التركية والليرة اليوم الاثنين، وارتفعت تكلفة التأمين على الدين الحكومي ضدّ التخلف عن السداد، بعد اعتقال رؤساء بلديات ينتمون للمعارضة مطلع الأسبوع. وترى المعارضة وبعض القادة الأجانب أن هذه الاعتقالات، التي يقول المدعون إنها في إطار تحقيقات تتعلق بمكافحة الفساد، محاولة من الرئيس رجب طيب أردوغان لإضعاف حزب الشعب الجمهوري. وقال جيمي فالون من تيليمر إنّ الاعتقالات "أجّجت المخاوف بشأن سيادة القانون وعدم الاستقرار السياسي"، وتتأثر الأصول التركية على نحوٍ ملحوظ بالسياسة الداخلية، إذ عاد المستثمرون الأجانب إليها بعد عودة أردوغان إلى السياسات الاقتصادية التقليدية في 2023، لكنّهم مستعدون للتخلي عنها إذا أثرت التطورات السياسية في الآونة الأخيرة على تلك السياسات، أو على الاقتصاد عامّة. وانخفضت الليرة التركية بنحو 0.2% لتتجاوز 40 ليرة مقابل الدولار قبل أن تعوض بعض خسائرها، وسجلت 39.99 ليرة للدولار الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى لا يزال أقل من مستوى إغلاق يوم الجمعة. وتراجعت سندات تركيا الدولية المقوّمة بالدولار، إذ انخفضت سندات استحقاق 2045 بنحو سنت واحد لتسجل 85 سنتاً للدولار، كما اتّسع نطاق مبادلة مخاطر الائتمان لأجل خمس سنوات، وهي مؤشر على تكلفة التأمين على ديونها ضد مخاطر التخلف عن السداد، 13 نقطة أساس عن إغلاق يوم الجمعة إلى 292 نقطة أساس. اقتصاد الناس التحديثات الحية عودة النقل البري المباشر بين تركيا وسورية دون توقف في المعابر وهوى مؤشر إسطنبول القياسي 1.25% بحلول الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش. وهبط مؤشر قطاع الخدمات المصرفية 0.58% في الوقت نفسه، بعد تراجعه في وقت السابق 1.68%، وفقدت الليرة نحو 11% منذ بداية العام وسط مخاوف بشأن السياسة الداخلية والصراعات في الدول المجاورة، وهناك توقعات بأن يبدأ البنك المركزي التركي في خفض أسعار الفائدة مجدداً هذا الشهر، لكن تراجع الليرة والتأثير الاقتصادي للتطورات السياسية أثار شكوكاً حول هذا الاحتمال، وقال حلمي يافاس الخبير المستقل في شؤون الاقتصاد الكلي والمقيم في إسطنبول إن جهود البنك لتحقيق الاستقرار الاقتصادي تواجه بالفعل ضغوطاً. وقالت محطة إن.تي.في التلفزيونية إن الادعاء التركي فتح تحقيقاً اليوم الاثنين، بحق الزعيم السياسي المعارض أوزجور أوزيل بعد تصريحات أدلى بها تنتقد الحكومة والرئيس. وأضافت المحطة أن الادعاء في العاصمة أنقرة سيحقق في التصريحات التي أدلى بها أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري يوم السبت، لاحتمال توجيه اتهامات له بإهانة الرئيس رجب طيب أردوغان والتحريض العلني على ارتكاب جريمة وإهانة وتهديد مسؤولين يتولّون مناصب عامة. وانتقد أوزيل في خطاب الحملة الآخذة في التوسع على مسؤولي البلديات التي تديرها المعارضة بعد أن اعتقلت السلطات التركية ثلاثة رؤساء بلديات آخرين يوم السبت بتهم فساد. وقال "أنتم تنتزعون حقهم في التصويت وتنتزعون رؤساء البلديات الذين انتخبوهم وتضعون الرئيس المستقبلي في السجن"، في إشارة إلى إمام أوغلو أقوى منافسي أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2028. أسواق التحديثات الحية صادرات تركيا تحقق رقماً قياسياً والعجز التجاري يرتفع 39% وقال مكتب المدعي العام في إسطنبول أول من امس السبت، إنه تقرر احتجاز رئيسي بلديتي أضنة وأديامان الكبيرتين في جنوب البلاد بتهم كسب غير مشروع، فضلا عن ثمانية آخرين. وقالت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية إن رئيس بلدية أنطاليا ونائب رئيس بلدية منطقة بيوك شكمجة في إسطنبول احتجزا أيضاً في إطار تحقيق أوسع نطاقاً شمل المئات من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، منهم 11 من رؤساء البلديات السابقين، منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. وهذه أحدث حلقة في سلسلة ملاحقات قانونية تستهدف مسؤولين منتخبين من حزب الشعب الجمهوري، وكانت قد بدأت بشكل جدي مع سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي يحظى بشعبية واسعة في قضية فساد في مارس/ آذار الماضي. (رويترز، العربي الجديد)