
التصعيد يتواصل بين إيران وإسرائيل
وكانت مصادر إيرانية رسمية، أعلنت سابقا عن إسقاط ثلاث طائرات حربية إسرائيلية منذ بدء الهجمات الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية في الشهر الحالي.
كما كشفت السلطات الإيرانية، أمس، عن إسقاط 8 طائرات مسيرة تابعة للكيان الإسرائيلي، في محافظة لرستان الواقعة غربي البلاد.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن سعيد بورعلي نائب محافظ لرستان للشؤون السياسية والأمنية قوله: إنه مع التحركات الأخيرة للكيان الإسرائيلي في سماء المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، تم رصد ثماني طائرات صغيرة اخترقت سماء لرستان، مضيفا أنه تم تدميرها من قبل قوات دفاع المحافظة بإجراءات سريعة وحاسمة.
وأكد نائب محافظ لرستان أن هذه العمليات جاءت نتيجة تعاون وثيق بين قوات الحرس الثوري ووحدات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات، مشيرا إلى أنه تم تعزيز المراقبة الميدانية في مختلف مناطق المحافظة، مما أسفر عن تحديد واعتقال العديد من العناصر المشتبه في ارتباطهم بشبكات معادية أجنبية.
من جانبه شدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي على ضرورة أن يدرك الأميركيين أن أي تدخل عسكري من شأنه أن يسبب أضرارا للولايات المتحدة لا يمكن تداركها.
جاء ذلك في رسالة بثها التليفزيون الإيراني، أمس، أشاد فيها خامنئي بـ«موقف الشعب الإيراني الحازم والشجاع والمتفهم في مواجهة الهجمات الحمقاء والخبيثة» التي تشنها إسرائيل منذ الجمعة الماضي.
وشدد أن بلاده ستقف بحزم ضد أي سلام يُفرض عليها مثلما تقف بحزم ضد حرب مفروضة عليها، مضيفًا: «هذا الشعب لن يستسلم في مواجهة الإملاءات».
وتطرق خامنئي إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلًا: «العقلاء الذين يعرفون إيران والشعب الإيراني وتاريخه لن يخاطبوا هذا الشعب أبدًا بلهجة تهديد، لأن الشعب الإيراني لا يستسلم، وعلى الأميركيين أن يدركوا أن أي تدخل عسكري سيُلحق أضرارًا لا يمكن تلافيها».
ولفت إلى أن إسرائيل شنت العدوان أثناء تفاوض إيران مع الولايات المتحدة، وأضاف: «لم تكن هناك أي مؤشرات على أي عمل عسكري أو قاسٍ من جانب إيران».
وذكر أن تدخل الأميركيين في الهجمات ضد إيران «دليل على ضعف النظام الصهيوني وعجزه».
وتابع: «يجب معاقبة العدو الصهيوني وهو يُعاقب بالفعل، إن العقوبة التي فرضها الشعب الإيراني وقواته المسلحة على هذا العدو الشرير حتى الآن، والعقوبة التي يخطط لتنفيذها في المستقبل عقوبة قاسية، وقد أضعفته».
وحول تهديدات ترامب، قال خامنئي: «أدلى الرئيس الأميركي بتصريحات غير مقبولة بدعوته الشعب الإيراني علنا إلى الاستسلام، لكننا نقول لهم: إذا كنتم ستهددون، فهددوا من يخشى التهديدات».
بدوره أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس، أن حالة المنشآت النووية في بلاده «جيدة».
وقدم إسلامي في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني إحاطة حول آخر مستجدات وضع المنشآت النووية في البلاد، في أعقاب العدوان الإسرائيلي.
وقال إسلامي: «حالة المنشآت النووية جيدة، ومعنويات العاملين مرتفعة».
والسبت، أفاد متحدث منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن منشأة فوردو النووية في مدينة قم تعرّضت لأضرار طفيفة بعد هجوم إسرائيلي، لكن دون أي تلوث إشعاعي.
وأشار إلى أن منشأة نطنز النووية في مدينة أصفهان تعرّضت لهجوم إسرائيلي، وحدث تلوث إشعاعي داخل المنشأة، لكن هذا التلوث لم ينتشر خارجها.
على الجانب الآخر ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تتوقع أن تستكمل هجومها على جميع الأهداف النووية التي رصدتها في إيران خلال أسبوع أو أسبوعين، وذلك في إطار العدوان الذي تشنه منذ الجمعة.
وقالت الإذاعة: «يُقدّر الجيش الإسرائيلي أنه في غضون أسبوع تقريبًا سيكون من الممكن إكمال الهجوم (الذي بدأ فجر الجمعة) على جميع الأهداف النووية المُعدّة للحملة».
واستدركت: «هناك احتمال أن يستغرق الأمر أسبوعًا إضافيًا، ولكن هذه هي الجداول الزمنية تقريبية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- الجزيرة
خبير إسرائيلي: انتقام خامنئي يقترب ومخاوف من عودة الحرب مع إسرائيل
قال تقرير نشرته صحيفة يسرائيل هيوم إن انتقام المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يقترب، وحذر من سوء تقدير قد ترتكبه القيادة الإيرانية ويعيد إشعال فتيل الحرب مع إسرائيل من جديد. وأوضح التقرير أن هناك جدلا يدور في أوساط إيران السياسية والأمنية بشأن تنفيذ ضربة استباقية مفاجئة ضد إسرائيل، خاصة بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع إيران من تطوير برامجها النووية والصاروخية. وأكد التقرير بقلم يوسي منشوروف الخبير في شؤون إيران بمعهد مسغاف للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية في القدس أن إيران وإسرائيل دخلتا مرحلة جديدة من المواجهة الإستراتيجية، وأن إسرائيل عازمة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، في حين تسعى طهران إلى الانتقام جراء خسائرها في حرب الـ12 يوما. تصعيد محتمل واستند التقرير إلى ما كشفته صحيفة "وطن إمروز" الإيرانية أول أمس الأحد عن نقاشات مكثفة بين قادة سياسيين وأمنيين إيرانيين بشأن تنفيذ ضربة استباقية ردا على تهديدات إسرائيل المتكررة. ووفق التقرير، حذرت الصحيفة -التي وصفها التقرير بأنها متحفظة وراديكالية- من أن إسرائيل تعد لهجوم جديد، ودعت الحكومة إلى توجيه ضربة استباقية "قبل ساعات أو حتى ساعة واحدة فقط" من بدء الهجوم الإسرائيلي "الصهيوني"، حسب التقرير. ودعت "وطن إمروز" -وفق ما نقله التقرير- إلى تهيئة الرأي العام الإيراني لتقبّل مثل هذا الهجوم، مؤكدة على أنه خطوة ضرورية لإنهاء دوامة الحروب المتكررة وفرض ردع طويل الأمد ضد إسرائيل. وذكر التقرير أن إيران لم توافق رسميا على وقف إطلاق النار ، وإنما علّقت هجماتها فقط شرط توقف الهجمات الإسرائيلية، مما يرفع مخاطر سوء التقدير والتصعيد المفاجئ. مؤشرات وفي هذا الصدد، لفت التقرير إلى أن مهدي محمدي المستشار الإستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف والمفاوض النووي السابق نشر صورة على إنستغرام تُظهر هجوما نوويا على إسرائيل، ومع أنه حذفها لاحقا بعد جدل واسع مدعيا أن النشر تم دون علمه فإنه أعرب عن دعمه امتلاك إيران السلاح النووي كوسيلة للردع. وأضاف تقرير "يسرائيل هيوم" أن التهديدات الأوروبية بإعادة تفعيل آلية العقوبات الدولية في أكتوبر/تشرين الأول تزيد توتر الوضع في إيران، حيث صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن ذلك يعادل هجوما عسكريا على بلاده. وأشار إلى أن التحدي الأكبر لإسرائيل في المرحلة المقبلة هو الجمع بين المراقبة الاستخباراتية الدقيقة والتنسيق الإستراتيجي مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تطوير السلاح النووي ، وتجنب أي تحرك خاطئ يعيد إشعال الحرب. وخلص إلى أن إسرائيل تحتاج إلى تقييم دقيق للأضرار التي لحقت ببرنامج إيران النووي، من أجل تحديد الخطوات المقبلة في مواجهة هذا التهديد المتصاعد.


الجزيرة
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- الجزيرة
صحف إيرانية تنتقد تصريحات بزشكيان إزاء استئناف المباحثات مع واشنطن
تعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان -اليوم الثلاثاء- لانتقادات حادة من عدة صحف محافظة في البلاد، وذلك بعد تأييده استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة خلال مقابلة مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون. وأثارت تصريحات بزشكيان جدلا واسع النطاق في إيران، خاصة بعد الهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي. وقال بزشكيان في المقابلة التي بُثت أمس الاثنين: "لا مشكلة في استئناف المباحثات مع واشنطن"، رغم أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية دعما لإسرائيل على مواقع نووية إيرانية، من بينها فوردو وأصفهان ونطنز، خلال الحرب التي بدأت يوم 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يوما. وقد أفادت حصيلة رسمية بسقوط 1060 قتيلا إيرانيا في هذه الحرب. انتقادات محلية وسارعت صحيفة "كيهان" إلى مهاجمة التصريحات، متسائلة: "هل من العدل الجلوس مجددا بلا شروط حول الطاولة عينها مع هؤلاء الذين أسقطوا قذائف على الدبلوماسية؟". وفي افتتاحيتها، شددت الصحيفة على أنه "في وجه عدوّ يداه ملطّختان تماما بدماء شعبنا… هل من حلّ آخر غير التمسك بالحزم؟". أما صحيفة "جوان"، فوصفت مواقف بزشكيان بأنها "ليّنة ولطيفة أكثر مما ينبغي"، وكتبت أن "المعنى الحقيقي للحوار مع مذيع أميركي يتجلّى حين تعبّر الكلمات عن سخط الشعب وارتيابه الكامل تجاه أميركا". في المقابل، لقيت تصريحات بزشكيان ترحيبا من الصحافة الإصلاحية، إذ أشادت صحيفة "هام ميهان" بالمقابلة، ووصفتها بأنها "مسار إيجابي"، مضيفة: "كان ينبغي إجراء هذه المقابلة منذ فترة طويلة". وقالت الصحيفة إن "المسؤولين الإيرانيين غائبون للأسف منذ فترة طويلة عن المشهد الإعلامي الدولي والأميركي". وكان بزشكيان قد أكد منذ توليه المنصب، عقب انتخابات 2024، عزمه إعادة فتح قنوات الحوار مع الغرب، في مسعى لإنهاء العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.


الجزيرة
٠٤-٠٧-٢٠٢٥
- الجزيرة
فزغلياد: لماذا تَجدد الحربِ بين إسرائيل وإيران لا مفر منه؟
في ظل العداء القائم بين إسرائيل وإيران تزداد التوقعات بقرب اندلاع جولة جديدة من التصعيد، وسط سباق تسلّح محموم واستعدادات عسكرية مكثّفة من الجانبين. ففي تقرير له بصحيفة "فزغلياد" الروسية، يستعرض ألكسندر تيموخين الأسباب التي تجعل من وقوع جولة جديدة من التصعيد العسكري بين ايران وإسرائيل حتمية، مستشرفا موعد ذلك وكاشفا كيفية استعداد جيشي الطرفين لهذا السيناريو. فرغم إعلان كلٌّ من إيران وإسرائيل تحقيق النصر في الحرب الأخيرة التي اندلعت في يونيو/حزيران الماضي، فإن الكاتب يوضح أن الواقع يُظهر أن أياً من الطرفين لم يحقق انتصارًا حاسمًا، كما تدل المؤشرات العسكرية والسياسية على أن المواجهة لم تُحسم بعد، بل تم تأجيلها فحسب. وذكر أن إسرائيل دخلت هذه الحرب وهي في موقع قوة واضح، حيث أطلقت عملية عسكرية بدت منسقة وفعالة، وساعدها في ذلك عنصر المفاجأة والتفوق الجوي التقني وشبكات الاستخبارات والتخريب داخل الأراضي الإيرانية، بالإضافة إلى الدعم الأميركي النشط والمساعدة اللوجستية من دول فتحت مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن هذه الضربة الإسرائيلية من حيث الأداء العملياتي كانت ناجحة إلى حد كبير، إذ مكنت سلاح الجو الإسرائيلي من تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية. فشل إسرائيلي لكن الكاتب استدرك قائلا إن إسرائيل رغم هذا التفوق الأولي فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، فصور الأقمار الصناعية تكشف أن إيران -على عكس ما تروج له الرواية الإسرائيلية- تمكنت من نقل جزء من اليورانيوم المخصب لديها من منشأة "فوردو" قبل الضربة. ولا توجد أي مؤشرات تؤكد أن اليورانيوم لا يزال مخزناً تحت الأرض. كما لم تُنشر أي بيانات رسمية حول حجم الأضرار، في ظل تكتم إيراني محسوب. المؤشر الحاسم في الفشل في تدمير المفاعلات النووية هو غياب أي تسرب إشعاعي بالغلاف الجوي، وهو ما يحدث في حال تدمير مخازن اليورانيوم، وهذا يشير إلى أن المنشآت الحساسة لم تُمس بشكل جوهري وأن الضربة الأميركية أخفقت في تحقيق غايتها الكبرى أما المؤشر الحاسم فهو غياب أي تسرب إشعاعي في الغلاف الجوي، وهو ما يحدث في حال تدمير مخازن اليورانيوم. وهذا يشير إلى أن المنشآت الحساسة لم تُمس بشكل جوهري وأن الضربة أخفقت في تحقيق غايتها الكبرى. ويضيف الكاتب أن تداعيات الهجوم الإسرائيلي لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت إلى التصعيد النووي. فقد أعلنت إيران وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أنها ستواصل عمليات تخصيب اليورانيوم دون قيود. وبحسب تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية، فإن المكونات الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني لم تُدمّر خلال الهجوم. أما على الصعيد الداخلي، فقد تمكن النظام السياسي الإيراني من الصمود. وهكذا، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنتها قبل شن الحرب. بل على العكس، أدت العملية إلى نتيجة معاكسة تمامًا: قطع إيران لأي مسار تفاوضي مستقبلي مع الغرب. وفي هذا السياق، تبدو الولايات المتحدة وكأنها تسعى للحد من التصعيد دون الانخراط الكامل. فالضربة التي نفذها الجيش الأميركي حملت طابعًا استعراضيًا أكثر منها عملياتيًا. ويبدو أن هدفها الرئيسي لم يكن تحقيق مكاسب عسكرية، بل توجيه رسالة داخلية للّوبي الإسرائيلي في واشنطن بأن الإدارة الأميركية "لم تقف مكتوفة الأيدي" وفي الوقت ذاته ممارسة ضغط على طهران لدفعها نحو وقف إطلاق النار. ويرى الكاتب أنه رغم أن إسرائيل لم تُهزم عسكريًا في هذه الحرب -حيث فقد خرجت بخبرة ميدانية جديدة وتكبدت خسائر محدودة- فإنها لم تنتصر أيضًا. وبالإضافة إلى عدم تحقيق أهدافهم المعلنة، أدرك الإسرائيليون حدود قدرتهم العسكرية. وقد أظهرت الحرب أن إسرائيل، لو استمرت في تبادل الضربات مع إيران، كانت ستدخل في حرب استنزاف مرهقة، لا يمكنها تحملها أكثر من 3 أشهر، خاصة في ظل الصعوبات المتزايدة في تعويض الذخائر لمنظومات الدفاع الجوي والأسلحة الدقيقة المستخدمة من قبل سلاح الجو، كما أن شبكات الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران باتت مهددة بالتفكيك بعد انكشافها. هزيمة إيرانية في المقابل، يمكن اعتبار نتائج الحرب -وفقا للكاتب- هزيمة واضحة لإيران، حيث خرجت من المواجهة في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل اندلاعها. فقد كشفت الضربات الإسرائيلية عن حقيقة القدرات العسكرية الإيرانية وأظهرت محدوديتها أمام العالم بعد أن كانت تُصوَّر كقوة إقليمية تصعب مواجهتها. وقد جاءت هذه الضربة ضمن سلسلة من الانتكاسات الإستراتيجية لطهران. فهي لم تتصدّ للضربة الأولى عندما تمكنت إسرائيل من إضعاف " حزب الله" اللبناني، ولم تتدخل بشكل حاسم عندما انهار نظام بشار الأسد في سوريا، وكانت الورقة الأخيرة بيد إيران هي قدرتها العسكرية المباشرة لكنها سقطت الآن أيضًا، وفقا للكاتب. الحرب لم تُنهِ التوتر القائم بل أجّلت الانفجار المقبل، ومع بقاء الجذور الأساسية للأزمة من دون حل فإن اندلاع جولة جديدة من الصراع بين الطرفين ليس سوى مسألة وقت. ورغم ما يعلنه المرشد الأعلى علي خامنئي من "نصر" على إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الشارع الإيراني يدرك الواقع جيدًا، فقد تبخّرت سنوات من الدعاية حول القوة الإيرانية في أيام معدودة. ومع أن إسرائيل لم تحقق أهدافها بالكامل، فإن إيران من جهتها تعرضت لإهانة إستراتيجية كبيرة على المستويين العسكري والسياسي. ولذلك، فإن هذه الحرب لم تُنهِ التوتر القائم، بل أجّلت الانفجار المقبل. ومع بقاء الجذور الأساسية للأزمة من دون حل، فإن اندلاع جولة جديدة من الصراع بين الطرفين ليس سوى مسألة وقت. ماذا ستفعل إيران وإسرائيل بعد ذلك؟ ويرى تيموخين أن الفكرة القائلة "إن إيران قد تبادر بمهاجمة إسرائيل" إما ضرب من الخيال، أو مجرد جزء من الدعاية العسكرية الإسرائيلية لأن طهران ليست في موقع يؤهلها لذلك، فقوتها الجوية شبه معدومة وصواريخها -رغم وصول بعضها إلى الأجواء الإسرائيلية- تم اعتراض أغلبها. وعلاوة على ذلك، يرى الكاتب أن طهران فقدت أدواتها التقليدية في خوض الحروب غير المتكافئة ضد إسرائيل، وعلى رأسها "حزب الله". فبعد الضربات الإسرائيلية، لم يعد لديها ما تعتمد عليه في شن عمليات شبه عسكرية أو تكتيكية عبر وكلائها. ومع ذلك، فإن تيموخين يؤكد أن ما ستفعله إيران بالتأكيد هو الاستعداد للجولة المقبلة من المواجهة مع إسرائيل. وستبدأ هذه الاستعدادات في المرحلة الأولى بتطوير ترسانتها الصاروخية وتسليح قواتها الصاروخية، بهدف تحسين قدرتها على اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي. أما الخطوة الثانية بحسب الكاتب، فستكون الاستمرار في برنامج تخصيب اليورانيوم. فوفقًا للاتفاق النووي السابق، كان يُسمح لإيران بتخصيب 300 كيلوغرام من اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.7%. لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ألغت إيران كل القيود المفروضة عليها. ورجح بهذا الصدد أن إيران ستظل في المرحلة المقبلة على بُعد خطوة واحدة فقط من امتلاك السلاح النووي، دون أن تُقدم فعليًا على إنتاج قنبلة نووية أو تجميعها، وهذا ما سيوفر لها ورقة ضغط دبلوماسية. ويعتقد تيموخين أن مهمة إسرائيل أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة، فإذا كانت تسعى لتنفيذ ضربة ثانية ضد إيران، فإن عليها أولًا أن تعزز قدرتها الدفاعية ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية المحتملة، وأن تتمكن من صدّها بكفاءة أعلى من الجولة السابقة، وهو ما يتطلب إنشاء مخزون كافٍ من الصواريخ الاعتراضية يكفي لعدة أسابيع أو حتى أكثر من 100 يوم من القتال، وهي ذخائر باهظة الكلفة وتحتاج إلى وقت طويل في الإنتاج. وإلى جانب ذلك، تحتاج إسرائيل إلى تأمين مخزون مماثل من الذخائر الجوية عالية الدقة لقواتها الجوية، بما يسمح بشنّ عمليات جوية طويلة المدى. كما يتعين عليها إعادة بناء شبكتها الاستخباراتية داخل الأراضي الإيرانية، بعد أن تكبّدت خسائر كبيرة، فضلًا عن العمل على تعطيل الإجراءات المضادة التي بدأ الإيرانيون باتخاذها. كيف تسير الحرب الجديدة بين إسرائيل وإيران؟ ويرجح الكاتب إمكانية تحقيق إيران في العام الحالي قفزة نوعية بقدرات قواتها الصاروخية، على أن يترافق ذلك لاحقًا مع زيادة في الكمّ، مما يعزّز قدرتها على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد. وفي المقابل، ستواصل إسرائيل تخزين الذخائر عالية الدقة والصواريخ الاعتراضية لعدة أشهر، ومع كل زيادة بهذا المخزون سترتفع احتمالية تنفيذ هجوم جديد ضد إيران. ووفقا لتيموخين فإن احتمال اندلاع هجوم واسع النطاق سيبدأ بالتصاعد اعتبارًا من سبتمبر/أيلول القادم، ومن المحتمل أن تنفّذ إسرائيل هجومًا جديدًا العام المقبل، لكن في حال حصولها على ضمانات أميركية بالمساندة العسكرية، فقد تقدم على ذلك أواخر هذا العام. وفي حال استخدمت إسرائيل السلاح النووي في الجولة الثانية، فمن المؤكد أن إيران سترد بتطوير سلاح نووي خاص بها، إذ لن يبقى لديها ما تخسره. ويتوقع الكاتب أن أداء الصواريخ الإيرانية سيكون أكثر فاعلية في الجولة المقبلة، نظرًا لاعتمادها على خبرة المعركة الأولى، مستبعدا في ذات الوقت نجاح الدفاعات الجوية الإسرائيلية في استعادة كفاءتها السابقة على المدى القصير. وفي ختام التقرير، يتوقع الكاتب أن تكرر واشنطن نمط تدخلها السابق، من خلال دعم غير مباشر منذ البداية، وقد تتحوّل إلى طرف مشارك في القتال إذا بدأت إسرائيل تخسر حرب الاستنزاف. أما إيران، وفي حال تعرضها لهجمات أميركية متكررة، فسترد بمهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة بشكل مباشر، دون تحذيرات مسبقة كما حدث في الجولة الماضية.