
مهرجان جرش… نبض الثقافة في قلب الأردن
عود مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام ليُضيء ليالي الأردن بوهج الفن والإبداع، محتضنًا في مدرجاته التاريخية نخبة من الفنانين والمبدعين من الأردن والوطن العربي.
في مدينة جرش الأثرية، تلتقي العراقة بالتجدد، حيث تحتضن مسارحه عروضًا موسيقية وغنائية تعكس غنى الهوية الثقافية العربية، فيما تملأ الأسواق الشعبية والزوايا التراثية المكان بأجواء من الفرح والحنين.
يشمل برنامج المهرجان أمسيات شعرية، عروضًا مسرحية، معارض للحرف اليدوية، وورش عمل تفاعلية، ما يجعله تظاهرة ثقافية شاملة تلبي اهتمامات كافة الفئات.
ولا يقتصر المهرجان على الترفيه فقط، بل يحمل في جوهره رسالة حضارية تعكس روح الأردن المنفتحة على الفنون، ودوره المحوري كجسر ثقافي في المنطقة.
'جرش ليس مهرجانًا فقط، بل حالة وطنية تعيد للثقافة مكانتها في الحياة العامة' وينتظره الاردنيون بشغف.
في جرش، يمتزج الماضي بالحاضر، وتُكتب قصة الأردن من جديد… على وقع الموسيقى، وفي ظل الأعمدة التي شهدت حضارات لا تزال تنبض بالحياة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 39 دقائق
- البوابة
بعد 37 عامًا في القمة.. من سيخلف آنا وينتور في رئاسة تحرير مجلة Vogue ؟
في خطوة تاريخية هزت أوساط الموضة والإعلام، أعلنت السيدة آنا وينتور تنحيها عن منصب رئيسة تحرير مجلة Vogue الأميركية، بعد مسيرة استمرت 37 عامًا شكّلت خلالها ملامح الموضة والثقافة العالمية. ورغم أنها ستبقى في منصبها كـ'المديرة التنفيذية للمحتوى' في شركة Condé Nast، فإن مغادرتها رئاسة Vogue تمثل نهاية حقبة استثنائية للمجلة الأيقونية. غلاف الجينز الذي غيّر كل شيء منذ عددها الأول في أكتوبر 1988، أطلقت وينتور ثورة تحريرية حقيقية. اختارت حينها وضع صورة عارضة غير معروفة نسبيًا، ميكائيلا بيركو، وهي ترتدي جاكيت 'كوتور' من Christian Lacroix مع بنطال جينز بسيط في مشهد غير مألوف على أغلفة Vogue المعتادة. سأل فريق الطباعة آنذاك: 'هل هناك خطأ؟' لكن في الحقيقة، كان ذلك الغلاف بمثابة إعلان عن بداية جديدة للمجلة: أقل تكلّفًا، وأكثر جرأة وعصرية.من النخبوية إلى الشعبية خلال مسيرتها، لم تكتفِ وينتور بتغيير الأغلفة، بل غيّرت قواعد اللعبة. كانت أول من مزج بين عالم الأزياء والمشاهير، واضعة مادونا على غلاف المجلة عام 1989 لتصبح أول نجمة تظهر على الغلاف بدلاً من عارضة أزياء. منذ ذلك الحين، أطلقت آنا رؤية جديدة لعالم الموضة أكثر ديمقراطية، أقرب إلى الجمهور، وأقل نُخبوية. بحسب المصممة ماريان كوي، فقد 'جعلت الموضة حفلة يدعى إليها الجميع'. آنا وينتور.. أيقونة بحد ذاتها بشعرها القصير المصفف ونظاراتها الشمسية الداكنة، أصبحت آنا وينتور شخصية بارزة في الثقافة الغربية حتى أنها كانت الإلهام غير المباشر لشخصية 'ميراندا بريستلي' في فيلم The Devil Wears Prada الذي أدّته ببراعة ميريل ستريب. ورغم الغموض الذي يحيط بشخصيتها، تؤكد وينتور دائمًا أن الإبداع هو جوهر عملها، وليس صورتها العامة. التحديات والجدل لم تكن مسيرة وينتور خالية من التحديات. واجهت احتجاجات من منظمات حقوق الحيوان بسبب دعمها للفراء، وانتقادات بسبب بعض الأغلفة المثيرة للجدل، مثل غلاف ليبرون جيمس وجيزيل بوندشين عام 2008، الذي وُصف بأنه يعيد إنتاج صور نمطية عنصرية. لكن أكبر تحدٍ لها كان نقل Vogue إلى العصر الرقمي، وسط منافسة شرسة من نجمات إنستغرام وتيك توك. ومع ذلك، حافظت على مكانة المجلة في طليعة الإعلام العالمي. من سيخلف 'الكاهنة الكبرى' للموضة؟ مع اقتراب رحيلها من رئاسة التحرير، يتكثف الحديث عن خليفة آنا وينتور. ومن بين الأسماء المطروحة: تشيوما نانادي: رئيسة المحتوى التحريري في Vogue البريطانية، والمقرّبة من وينتور. يعتقد كثيرون أنها تنتظر هذه اللحظة منذ سنوات. إيفا تشين: مسؤولة الشراكات في إنستغرام، وتحظى بفهم عميق للجيل الرقمي وعلاقة الموضة بالسوشيال ميديا. إيمي أستلي: الرئيسة السابقة لمجلة Teen Vogue، والتي لا تزال ضمن فريق Condé Nast. بي شيفر كاروزيني: ابنة آنا وينتور، وتعمل كمنتجة أفلام. يرى البعض أنها قد تمثل استمرارًا للنهج العائلي في المجلة.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
دورة الانفتاح والتجديد: "عمان السينمائي" يحتفي بالتنوع ويكرم البدايات
إسراء الردايدة اضافة اعلان عمان- يواصل مهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم تطوير مسابقاته مع دخول دورته السادسة في صيف 2025. أبرز تحديث هذا العام هو استحداث جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم غير عربي التي تقررها لجنة تحكيم متخصصة، بعد أن كانت تمنح سابقا بتصويت الجمهور.هذا يعني أن الأفلام العالمية (غير العربية) ستحظى منذ الآن بتقييم نقدي أسوة بنظيراتها العربية، مع استمرار جائزة الجمهور بالتوازي في جميع الفئات الأربعة (الروائي والوثائقي والقصير العربي، إضافة إلى الفيلم غير العربي).تؤكد مديرة المهرجان ندى دوماني في تصريح لـ "الغد":" أن الخطوة جاءت إضافة لجائزة الجمهور وليست بديلا لها، ما يعكس حرص المهرجان على توسيع نطاق المنافسة الدولية دون التخلي عن التفاعل الجماهيري.هذا التعديل يبرز طموح المهرجان في تقدير السينما العالمية بعيون نقدية وتعزيز دور مجلسه الاستشاري، مع الحفاظ على صوت الجمهور كجزء أصيل من تجربة المهرجان.وعن شعار المهرجان"خارج النص"، تقول دوماني:" "الشعار جاء من واقع نعيشه، وليس تنظيرا فلسفيا. نحن نرى أن العالم فقد بوصلته، سواء في فلسطين أو السودان أو اليمن أو لبنان".ولهذا، "نركّز على السينما التي تخرج من القوالب الجاهزة وتعكس واقعا سريع التغير، لأن الحياة نفسها لا تسير وفق "نص مكتوب". السينما، في نظري، تعكس هذه الحياة المتقلبة، وغالبا ما تكون القصص التي تخرج عن الشكل التقليدي هي الأصدق والأكثر تأثيرا."إيرلندا أول ضيف شرف.. وتسليط الضوء على جيم شيريدانفي سابقة هي الأولى من نوعها بتاريخ المهرجان، اختيرت إيرلندا ضيف شرف للدورة السادسة (تموز/يوليو 2025)يخصص المهرجان قسما غير تنافسي بعنوان "إضاءة على السينما الأيرلندية" لعرض نخبة من أفلامها، مما يعكس توجها جديدا للانفتاح على تجارب سينمائية عالمية.اختيار إيرلندا يرتبط بثيمة الدورة "عالم خارج النص" التي تحتفي بالقصص الإنسانية غير التقليدية؛ وقد علّقت دوماني بأن تكريم إيرلندا يبني "جسراً إنسانيا وسينمائيا" بين السرديّات العربية والإيرلندية، فكلا السينماتين تحملان جراحاً تاريخية وحكايات عن الهوية والصمود بأبعاد إنسانية عميقة.وتضيف دوماني:" "نعم، هذه السنة استحدثنا قسم "ضيف الشرف"، واخترنا إيرلندا كنقطة انطلاق لهذا التقليد، وسنواصل السير في هذا الاتجاه في السنوات القادمة. سنعرض خمسة أفلام مميزة من السينما الإيرلندية، ويشاركنا ضيف الشرف المخرج الإيرلندي المخضرم جيم شيريدان، المرشح لعدة جوائز أوسكار.أفلامه مثل My Left Foot وIn the Name of the Father وBrothers، التي مثل فيها دانيال دي لويس وسلمى حايك، تتميز بعمقها الإنساني والسياسي.كما أن اختيار إيرلندا مرتبط أيضا بالتقاطع الكبير بين السرديات العربية والإيرلندية، خاصة في مواضيع الهوية والعدالة الاجتماعية. وهو أيضاً تكريم لموقف إيرلندا المشرف تجاه فلسطين".ويستضيف المهرجان أيضًا جيم شيريدان نفسه كضيف رئيسي ضمن فقرة "الأول والأحدث" لهذا العام. سيقدم شيريدان – وهو مخرج وكاتب ترشّح لست جوائز أوسكار وأسهم في وضع السينما الإيرلندية على الخريطة العالمية – جلسة حوارية مفتوحة يتحدث فيها عن مسيرته الممتدة من أولى أعماله ("قدمي اليسرى" 1989) حتى أحدث أفلامه في 2025 يدير الحوار المخرج المصري يسري نصرالله، في فعالية تتوخى استعراض تطور الأسلوب السردي والروح الإنسانية في أفلام شيريدان عبر العقود. يمثل هذا التكريم فرصة للجمهور الأردني والعربي للتعرف على تجربة سينمائية مختلفة والتفاعل مع أحد أبرز صناع الأفلام العالميين في إطار يثري التبادل الثقافي والفني.موعد مع السينما الفرنسية- العربيةتشهد البنية البرمجية للمهرجان تغييرات لافتة هذا العام، منها إلغاء قسم "موعد مع السينما الفرنسية-العربية" الذي رافق الدورات الماضية. هذا القسم كان قد بدأ منذ 2020 بشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي، حيث استضاف المهرجان تحت مظلته "مهرجان الفيلم الفرنسي-العربي" مقدما للجمهور باقة مختارة من الأفلام الفرنسية والإنتاجات المشتركة بين فرنسا والعالم العربي خلال الأعوام 2021–2024 أصبح هذا القسم تقليداً سنويا غير تنافسي يعرض أربعة أفلام فرنسية-عربية قصيرة فائزة في مهرجان نوازي لو سيك بفرنسا، إلى جانب مشاركة خبراء فرنسيين في الندوات المهنية للمهرجان. إلغاء هذا الركن من البرنامج في 2025 يعكس توجها جديداً؛ فبدلاً من التركيز السنوي الثابت على السينما الفرنسية، انفتح المهرجان على تنويعات أوسع مثل استضافة بلد ضيف شرف (إيرلندا) لأول مرة. وبذلك توسّعت الآفاق لتشمل ثقافات سينمائية أخرى، مما قد يعني في الدورات المقبلة إمكانية استضافة بلدان مختلفة أو تقديم تظاهرات نوعية بديلة.إلى جانب ضيف الشرف، يقدم المهرجان هذا العام مبادرات برمجية جديدة. ضمن البرامج الموازية المهنية (أيام عمّان لصنّاع الأفلام – AFID)، تم إطلاق منصة "The Spark Series" المخصصة لمسلسلات الويب، وهي مبادرة غير مسبوقة تسعى لمواكبة تحولات السرد البصري في العصر الرقمي. تم اختيار عدد من مشاريع مسلسلات الويب للمشاركة وعرض حلقات تجريبية منها أمام منتجين وموزعين، ضمن معايير تقييم تركز على جودة الفكرة والتنفيذ وإمكانية التطوير المستدام. هذا التوجه يعكس رغبة المهرجان في توسيع نطاق الفن السابع ليشمل أشكالاً سردية جديدة دون التفريط بالمعايير الفنية الصارمة، وفق ما أكده مدير البرنامج بسّام الأسعد. بالمحصلة، يظهر أن مهرجان عمّان السينمائي في دورته السادسة يسعى إلى تجديد دمائه برمجياً عبر التخلي عن أقسام تقليدية واستحداث أخرى أكثر تنوعاً وشمولاً، محافظاً في الوقت نفسه على جودة المحتوى.وبحسب دوماني: "مهرجان عمّان السينمائي لديه خصوصيته، فهو لا يقتصر فقط على دعم المواهب، بل يركّز على عرضها وإبرازها. نحن ننقل من خلاله صورة عن واقع السينما، خاصة السينما العربية المعاصرة، بل وندعم أيضاً السينما الدولية الجريئة".وفضلا عن ورش العمل ومنصات للتدريب، هنالك مساحات حقيقية لعرض المواهب عبر منصات تسويق الأفلام مثل Pitching Platform، التي تخدم المشاريع قيد التطوير أو ما بعد الإنتاج. وبالطبع، أي فعالية تجمع صُنّاع السينما تُعد فرصة للتشبيك والدعم العملي".لتعزيز الشمولية.. لغة الإشارة تدخل قاعات السينماإلى جانب انفتاحه المتزايد على العالم، يواصل مهرجان عمّان السينمائي توسيع رؤيته ليشمل جمهورا أوسع من المجتمع المحلي، مؤمنا بأن السينما فن للجميع، لا استثناء فيه. ومن أبرز المبادرات التي يطلقها هذا العام في هذا الإطار، إدماج لغة الإشارة ضمن بعض عروض الأفلام، لتكون متاحة لفئة الصم وضعاف السمع، إلى جانب توفير ترجمة نصية باللغتين العربية والإنجليزية لمعظم العروض.تُعد هذه الخطوة سابقة نوعية على مستوى المهرجانات السينمائية العربية، إذ تعكس توجهًا إنسانيًا حقيقيًا نحو تعزيز الشمولية ودمج ذوي الإعاقات السمعية في الحياة الثقافية. ومن المتوقع أن تُقام هذه العروض المترجمة داخل عمّان، مع احتمالية توسعها لتشمل العروض الخارجية في المحافظات أيضًا.وتعليقًا على هذه المبادرة، تؤكد إدارة المهرجان: "نحن نؤمن أن المهرجان يجب أن يكون متجذرًا في بيئته ومجتمعه، وهو بالدرجة الأولى لسكان البلد، وليس فقط لضيوف المهرجان. ومنذ البداية، حرصنا على أن تكون هناك صلة مباشرة مع المجتمع المحلي. وخلال السنوات، طوّرنا هذه العلاقة بإضافة عروض في المحافظات، وعروض مفتوحة في البوليفارد، مع ترجمات عربية وإنجليزية لمعظم الأفلام.التمسك بفلسفة "أول فيلم" واستمرار جودة المشاركاتعلى الرغم من التوسع الدولي الملحوظ، تؤكد إدارة مهرجان عمّان السينمائي أنها ما زالت متمسكة بفلسفتها الأساسية المتمثّلة في شعار "أول فيلم". فمنذ انطلاقه عام 2020، حمل المهرجان رسالة واضحة: تسليط الضوء على التجارب الإخراجية الأولى وغيرها من "الإنجازات الأولى" في صناعة السينما، وهي رسالة لم تتغير رغم ازدياد عدد المشاركات واتساع نطاقها الجغرافي.تشير مديرة المهرجان ندى دوماني إلى أنه بعد مرور ست سنوات على تأسيس المهرجان، لم يواجه الفريق صعوبة تُذكر في العثور على أفلام أولى ذات جودة عالية. وتوضح: "أحيانًا نرى في مهرجانات كبرى أن الأعمال الأولى تنافس أعمال مخرجين مخضرمين وتتفوّق عليها، في إشارة إلى المستوى الرفيع الذي يمكن أن يبلغه الفيلم الأول لصانعه." ولهذا لا يقتصر مفهوم "أول فيلم" في مهرجان عمّان على مخرج العمل فحسب، بل يمتد ليشمل أولى تجارب الكاتب، أو الممثل، أو حتى المونتير – وهي خصوصية تُميّز المهرجان في المشهد العربي.وتُضيف دوماني: "لا أرى في ذلك تحديا، بل أعتبره مساحة للتميّز. غالبًا ما تبرز الأعمال الأولى في المشهد السينمائي حتى حين تُعرض إلى جانب أفلام لمخرجين مخضرمين. وهذا يُثبت أن الرؤية الأصيلة والطرح الجريء يمكن أن يتفوقا على الخبرة الطويلة". وتُشير إلى أن السينما العربية في هذه المرحلة تشهد تحولا ملحوظا في توجهاتها، مع تركيز متزايد على القصص الشخصية والإنسانية، من الحكايات المؤلمة إلى قصص الحب والانتصارات الصغيرة.هذا التشبث بالهوية لا يُترجم كنوع من الانغلاق أو التقييد الفني، بل يُنظر إليه كطموح فني مشروع يهدف لاكتشاف المواهب الجديدة والاحتفاء بها، دون المساومة على الجودة. والسؤال الجوهري الذي يطرحه المهرجان كل عام هو: هل تستطيع الأعمال الأولى مجاراة أعمال المحترفين؟ وتجيب دوماني بثقة: "نعم."في السياق ذاته، تعزّز إدارة المهرجان رؤيتها لجوهر العمل السينمائي. فبالنسبة لها، "الصدق هو المعيار الجوهري. العمل السينمائي الحقيقي يتطلب جرأة في الطرح، تمثيلا صادقا، نصا مبتكرا، وإخراجًا يمنح كل هذه العناصر صوتا بصريا متفردا. السينما ليست مجرد صورة أو مدة زمنية، بل تجربة فنية تجمع بين الجودة والعمق والجرأة في السرد."أما عن الجدل المتكرر بشأن تأثير المختبرات والورش الغربية على لغة الإخراج لدى المخرجين الشباب، فترد دوماني: "لا أعتقد أن هناك توحيدًا في اللغة الإخراجية كما يُشاع. ما نراه في عروض المهرجان يثبت عكس ذلك؛ هناك تنوّع واضح في الأساليب والسرديات، وكل فيلم يحمل طابعًا شخصيًا متفرّدا". وتختم: "المهم بالنسبة لنا في العالم العربي هو أن نحافظ على الصوت السردي الأصيل.مشاركة أردنية وعربية ودولية بالأرقامتعكس الأرقام في الدورة السادسة صورة التوازن بين البُعدين المحلي والدولي للمهرجان، مقارنة بالدورات السابقة. يشارك في دورة 2025 أكثر من 60 فيلماً من 23 دولة، مقابل 51 فيلماً من 28 دولة في دورة 2024. هذا النمو في العدد الكلي للأفلام يصحبه حضور أردني وعربي بارز. فقد ارتفع عدد الأفلام الأردنية المشاركة إلى عشرة أفلام هذا العام توزعت على مختلف الأقسام، وهو رقم قياسي يُبرز تطور الإنتاج السينمائي المحلي. تضم مسابقات المهرجان الثلاث المخصصة للأفلام العربية (الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة والقصيرة) ما يزيد عن 36 فيلماً عربياً إجمالاً، من بينها أعمال من الأردن ودول عربية شقيقة، مما يؤكد استمرار المهرجان كمنصة رئيسية لعرض أحدث نتاجات السينما العربية. وفي المقابل، تحضر السينما العالمية عبر 7 أفلام غير عربية تتنافس في فئة خاصة بها، بالإضافة إلى عدة عروض دولية خارج المسابقة مثل أفلام قسم ضيف الشرف الأيرلندي.إلى جانب ذلك، تحقق الدورة السادسة قفزة في العروض الأولى (Premieres)، حيث تشهد 23 عرضاً عربياً أول من ضمنها 16 عرضاً عالمياً أول تُقدَّم لجمهور المهرجان لأول مرة هذا مؤشر على جاذبية المهرجان لصناع الأفلام لاحتضان إطلاق أفلامهم إقليمياً وعالمياً. كما تحمل الدورة بعداً تضامنياً من خلال عرض مجموعة أفلام أُنجزت في غزة وتُعرض لأول مرة، في استجابة فنية مباشرة لما يمر به القطاع.مجمل هذه الإحصاءات يوضح أن المهرجان يشهد نموًا واضحًا في حجمه ومحتواه مقارنةً بالعام الماضي، مع توسع دولي مدروس لم يخل بإفساح المجال أمام السينما الأردنية والعربية. فبينما ازدادت نسبة المشاركات العالمية، ظل المهرجان حريصًا على أن يكون الصوت المحلي والعربي قويا وحاضرا. وفي هذا التوازن بين هوية محلية متجذرة وآفاق دولية رحبة، يرسّخ المهرجان مكانته كأحد المهرجانات العربية القليلة القادرة على المزج بين التخصص (في دعم صناع الأفلام في بداياتهم) والانفتاح (على تجارب وثقافات سينمائية متعددة). ومع كل هذه التطورات، تبقى الدورة السادسة المرتقبة واعدة بتجربة سينمائية ثرية ومتكاملة، تجمع بين روح التجديد والمحافظة على جوهر المهرجان الذي انطلق قبل سنوات قليلة ليحتل بسرعة موقعا مميزا في خريطة الفعاليات السينمائية.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
لقاء لمّ شمل خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت 2025: تكريم الإرث والاحتفال بالمجتمع
اجتمع خريجو الجامعة الأميركية في بيروت مع عائلاتهم وأصدقائهم للاحتفال بلمّ شمل الخريجين لعام 2025 من خلال سلسلة من الفعاليات الهادفة التي أقيمت بين 19 و21 حزيران. وبينما يُعدّ لمّ الشمل السنوي تقليدًا عزيزًا على قلوب خريجي الجامعة إلا أنه يحمل أهمية خاصة للخريجين الذين يحتفلون بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين، والخمسين، والخامسة والخمسين وما بعد. تُكرّم هذه الدفعات المميّزة رسميًا خلال حفل يُقام في قاعة "أسمبلي هول" في الجامعة الأميركية في بيروت حيث تنطلق فعاليات لقاء لمّ الشمل على مدى ثلاثة أيام. خلال حفل التكريم رحّبت نائب الرئيس المشارك للإنماء، شؤون الخريجين، والمناسبات الجامعية سلمى ضناوي عويضة بالضيوف بعبارات مؤثرة، وقالت، "إن ما يربطكم بالجامعة الأميركية في بيروت لا يقتصر على عام تخرّجكم، بل هو أعمق من ذلك. إنه الفخر الهادىء الذي تشعرون به حين تسمعون عن طالبٍ كسر الحدود. إنها الراحة التي تشعرون بها حين ترون زملاءكم القدامى وتعرفون أن هذا المكان ما زال بيتكم الآمن. وبينما نجول بأنظارنا في هذه الغرفة سنرى أكثر من مجرّد خرّيجين. سنرى حاملي الشعلة وبناة الجسور وحماة الإرث." وفي خطابه الرئيسي، نوّه رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري بمهمة الجامعة الدائمة وتوجهها المستقبلي، قائلاً، "نحن فخورون بالتعليم الهادف الذي نقدّمه في الجامعة الأميركية في بيروت – وبخرّيجينا الاستثنائيين – لكن هذا لا يكفي. فعلى جامعتنا القيام بالمزيد من أجل المجتمعات التي تعيش خلف جدرانها. وهذا ما نقوم به بالفعل. نحن في طور التحوّل وبصدد تقديم برامج جديدة – وكليات جديدة حتى – إلا أننا نتمسّك بقوّة بالقيم التي جعلت هذه المؤسسة مؤسسة عظيمة." كما شارك خوري بعض الأخبار الجديدة عن الجامعة مؤكدًا على أهمية الدور الذي يلعبه الخريجون، "لقد طرأت بعض التغييرات على جامعتكم الأم، لكن بعض الأمور لم تتغيّر، وعلى رأسها أهمية خرّيجينا –أي أنتم جميعًا: أنتم تقودون وتلهمون وتبتكرون وتردّون الجميل – لتكون لغيركم الحياة وتكون حياة أفضل. لقد بادرتم مرارًا وتكرارًا لدعم رسالتنا الثابتة: أن نخدم الشعوب في لبنان والشرق الأوسط وخارجهما إلى أقصى قدراتنا. شكرًا لكم." وألقى المتحدّث الرئيسي حسين عمّار كلمة مؤثرة بالمناسبة ممثلاً دفعة الخرّيجين الذين يحتفلون بالذكرى السنوية الخمسين. عمّار الذي تخرّج عام 1975 بدرجة بكالوريوس في الهندسة المدنية بنى مسيرة مهنية ناجحة في إدارة شركات البناء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. حافظ عمّار، وهو عضو مؤسس لفرع خريجي الجامعة الأميركية في بيروت بجدّة، على ارتباطه الوثيق بالجامعة بصفته مرشدًا للخرّيجين ومتبرعًا وفيًا كريمًا. وقال، "نحتفل اليوم بذكرى مرور خمسين عامًا على تخرجنا؛ وسأكون مقصّرًا إن لم أُدرك عمق تأثير تلك السنوات على لبنان الحبيب". وأضاف، "لقد عانينا من حرب أهلية، وحروب الآخرين على أرضنا، والسيطرة الخارجية على بلادنا التي أدّت إلى تراجع البلاد إلى مستويات لا يتصوّرها عقل. لم يتوقّع أي منّا، نحن من تخرّجنا في عام 1975، حدوث ما حدث. لقد كنّا روادًا لكننا تخلّفنا كثيرًا." كما ألقى عمّار في خطابه الضوء على دور الجامعة الثابت عبر عقود من الاضطرابات، وقال، "وبينما حدث كل ذلك، ثابرت الجامعة الأميركية في بيروت مؤكدةً على رسالتها النبيلة. ظلت الجامعة نبراسًا للعلم والفكر الحرّ في لبنان والعالم العربي وخارجهما، وكانت بمثابة بوصلة أخلاقية وملاذ آمن في مواجهة المحن الشديدة. كما واصلت جمع الطلاب اللبنانيين والعرب من شتّى مناحي الحياة ومختلف الأديان والانتماءات السياسية في مساحة واحدة مشتركة — هي مساحة للنقاش والاستماع والتعلّم والنمو. الجامعة الأميركية في بيروت هي صورة مصغّرة لما يمكن أن يكون عليه لبنان." ومثّلت المتحدثة الرئيسية دانا حسين عمّار (بكالوريوس إدارة الأعمال، خريجة عام 2000) دفعة خرّيجي عام 2000 الذين احتفلوا بالذكرى الخامسة والعشرين لتخرّجهم. تعمل دانا مستشارة استراتيجية للأعمال والعلامات التجارية، وتدير منصة إرشاد عن الأمومة وتتمتع بخبرة تزيد عن عشرين عامًا في الشركات العالمية ومشاريع التأثير الاجتماعي والشركات الناشئة في مجال بيع المواد الغذائية بالتجزئة. تتحدّر دانا من عائلة بارزة تخرّج أجيالها من الجامعة الأميركية في بيروت، وهي ابنة المتحدث باسم دفعة عام 1975 حسين عمّار. وقالت، "لقد جلست أنا وأبي وأمي تحت الأشجار نفسها وخطونا الخطوات نفسها في هذا الحرم الجامعي وهذا ما يضفي معنى أكبر ويجسّد الإرث الطويل والقدسية التي تتمتع بها جامعتنا الأم". وبالتطلّع نحو المستقبل، أشارت إلى قوة الخريجين التغييرية، "بعد أن تشاركنا السنين والذكريات العزيزة في هذا الحرم الجامعي، يمكننا الآن من مكانتنا المتميّزة أن نؤثر ونردّ الجميل. البعض منا سيساعد الطلاب ماليًا، والبعض الآخر سيقدّم الإرشاد والمنح ويساهم في بناء الفرص وما شابه ذلك - أمّا الشجعان منّا فقد يدخلون في مجال السياسة. وكل هذه الجهود تحظى بتقدير كبير من المجتمعات التي ندعمها." وشمل حفل التكريم توزيع الميداليات على خريجي الدفعات المحتفى بها. واختُتم بصورة جماعية على سلالم البوابة الرئيسية الشهيرة "ماين غيت" وبحفل استقبال حماسي في ساحة "آسمبلي هول". واستمرت الاحتفالات في الحرم الجامعي مع حفل الخريجين السنوي الذي أحياه أليكو وفرقتُه، حيث استمتع مئات الخريجين، برفقة عائلاتهم وأصدقائهم، بأمسية مليئة بالحيوية وبأجواء نابضة بالحياة. وفي مساء اليوم التالي، اجتمع أكثر من 2000 شخص في الملعب البيضاوي في حرم الجامعة لقضاء أمسية لا تُنسى تحت النجوم. كانت الأجواء مشحونة بالحماس، إذ أضاءت النجمة اللبنانيّة نانسي عجرم المسرح بأغانيها الشهيرة، وشاركها الحضور الغناء بمنتهى الفرح. وقد شكّل الحفل مزيجًا رائعًا من الحنين والطاقة والفخر، إذ جمع الخريجين والطلّاب والعائلات والأصدقاء في ليلة ساحرة جسّدت روح لقاء خريجي الجامعة الأميركية في بيروت بأكمل صورة. وستُخصَّص كامل عائدات الحفل لدعم صندوق المنح الدراسية للطلاب، تعزيزًا لرسالة هذا الحدث في العطاء وتمكين الأجيال القادمة. انتهت احتفالات لمّ الشمل بأجواء من البهجة والدفء مع رحلة عائلية دامت يومًا كاملاً، استكشف من خلالها الخرّيجون الجمال الطبيعي للبنان وصنعوا ذكريات جديدة مع أحبائهم.