logo
الدفاع الروسية: إسقاط 93 مسيّرة أوكرانية خلال ساعات الليل

الدفاع الروسية: إسقاط 93 مسيّرة أوكرانية خلال ساعات الليل

الميادينمنذ 5 أيام
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن الدفاعات الجوية التابعة لها، أسقطت 93 طائرة مسيّرة أوكرانية، خلال الليلة الماضية، في عدد من المناطق الروسية، في تصعيد جديد للهجمات الجوية بالطائرات دون طيار.
وذكرت الوزارة في بيانها أن "أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمّرت 93 طائرة مسيّرة أوكرانية، بين الساعة 23:30 من مساء 19 تموز/يوليو وحتى الساعة 7:00 من صباح 20 تموز/يوليو، بتوقيت موسكو". 19 تموز
19 تموز
منح الرئيس الأميركي دونالد #ترامب روسيا مهلة 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام، مهدداً بعقوبات اقتصادية، ومعلناً عن تزويد #أوكرانيا بأسلحة تشمل منظومات "باتريوت". كيف تُفسَّر هذه الخطوة من الجانب الروسي؟ وما دلالات رد الكرملين عبر المتحدث ديمتري بيسكوف؟مدير مكتب #الميادين في… pic.twitter.com/17TG0Kjeiuوبحسب البيان، توزعت المسيّرات على الشكل التالي: 38 طائرة فوق مقاطعة بريانسك، و19 فوق مقاطعة موسكو – من بينها 16 كانت متجهة نحو العاصمة – و11 فوق كالوغا، و8 فوق تولا، و5 فوق أوريول، و5 فوق نيجني نوفغورود، و3 فوق البحر الأسود، إضافة إلى طائرتين فوق كورسك، وواحدة فوق كل من بيلغورود وريازان.
وتتهم موسكو كييف باتباع أساليب وصفَتها بـ"الإرهابية"، عبر استخدام المسيّرات الهجومية والقصف المدفعي ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية داخل روسيا.
من جهتها، تؤكد وزارة الدفاع الروسية، أنّ الرد على هذه الهجمات، يتم من خلال استهداف منشآت البنية العسكرية الأوكرانية فقط، بما يشمل المجمع الصناعي العسكري، ومراكز تخزين وتصنيع وإصلاح المعدات العسكرية، إضافة إلى مواقع تمركز القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوباما وترامب… الضدّان اللدودان في حربهما الأميركية الأبدية
أوباما وترامب… الضدّان اللدودان في حربهما الأميركية الأبدية

النهار

timeمنذ 38 دقائق

  • النهار

أوباما وترامب… الضدّان اللدودان في حربهما الأميركية الأبدية

تعود المواجهة المباشرة بينهما إلى مساء 30 نيسان/ أبريل 2011. دونالد ترامب، الملياردير النيويوركي ونجم برنامج المتدرب Apprentice، جالس بين المدعوين إلى عشاء مراسلي البيت الأبيض في واشنطن. باراك أوباما، في المقابل، كان على المنصة. أوّل رئيس أسود في تاريخ أميركا، النجم العالمي، ونجم تلك السهرة بالتحديد، راح يمطر ترامب بالنكات، الواحدة تلو الأخرى، تحمل سخرية لاذعة، كان أقساها حين عرضت الشاشة صورة للبيت الأبيض في عهد ترامب إذا بات رئيساً، وقد بُني فوق المقر الرئاسي ثلاثة طوابق، اسم ترامب في أعلاها، بينما تحوّل السكن الرئاسي إلى فندق وكازينو وملعب غولف. وفي البركة المتخيلة أمام البيت الأبيض تجلس شابتان بثياب السباحة تستمتعان بالكحول. حافظ ترامب على ابتسامته المتكلفة طوال الدقائق التي كان يتعرض فيها لانتقام أوباما الشرس. لكن الكاميرات عجزت عن رؤية أسنانه. حجم الإذلال الذي تعرض له تلك الليلة، خصوصاً أنه لم يستطع أن يرد على أوباما، جعله يقرر، بحسب صديقه ومستشاره روجر ستون، أن يصير رئيس الولايات المتحدة. تخلى أوباما يومها عما يعرف عنه من دماثة وكانت سخريته جارحة حتى في حق شخص خبير بالتنمر كترامب. لكنها كانت فرصته التي قد لا تتكرر للانتقام من خصمه الذي بدا كمن وقع في فخ محكم. وقد انتظر هذه اللحظة لأكثر من ثلاث سنوات كان ترامب في خلالها لا يكف عن بناء نظرية مؤامرة مكتملة تقول إن أوباما، ابن الطالب الكيني والأم الأميركية، لم يولد على التراب الأميركي، ولا يحق له بالتالي أن يكون رئيساً، مصراً على ذكر الاسم الثلاثي لأوباما، مُلحّناً كلمة هوسين (حسين) في كل مرة يقولها. لا تخفى العنصرية ولا حتى الإسلاموفوبيا في تعاطي ترامب حينها مع ظاهرة باراك أوباما في أوج صعودها وتحقيقها انجاز إيصال السيناتور الأسود الشاب والأكاديمي والمتحدث المفوه إلى المنصب الأغلى على قلب أميركا. لكن ما كان أبعد من العنصرية، هو أن ترامب يرفض كل ما يمثله أوباما في صورة أميركا، والعكس صحيح. ابن المقاول الثري الذي ولد بملعقة الذهب، نشأ منحازاً إلى فكرة أن النجاح لا يتحقق إلا بالقوة، قوة الشخصية وقوة المال وقوة الإقناع وقوة التنمر حين الحاجة. تاجر بالفطرة ينتمي قلباً وقالباً إلى الأكثرية البيضاء والأقلية الأكثر ثراء، وواجبه المقدس الدفاع عن مصالح هاتين الأكثرية والأقلية بما استطاع. واجبه كرأسمالي، أن يرى الرئيس الجمهوري المحافظ رونالد ريغان مثلاً أعلى، ويرى، في المقابل، أي نضال حقوقي نسائي أو نقابي أو عرقي أو جندري خطراً "شيوعياً" على أميركا ينبغي وأده في مهده، قبل أن ينتشر ويصير وباءً. ترامب لا يحبذ أميركا المنفتحة على أفكار التسامح وقبول الآخر واندماج شعوب الأرض وثقافاتها وانصهارهم في بوتقتها الواحدة. يحتقر المنظّرين لهذه الأفكار، بخلفياتهم الأكاديمية ولغتهم المتكلفة التي غالباً ما تجمّل كل ما يراه قبيحاً. ابن الطالب الأجنبي الكيني، نشأ في كنف أمّ عزباء من عامة الأميركيين. قاده اجتهاده إلى نيل شهادة دكتوراه في القانون من كلية الحقوق في هارفرد، وعمل قبلها منظماً مجتمعياً في شيكاغو مساعداً الطبقات المسحوقة على تحسين فرص عملهم وسكنهم وتعليمهم. اختبر أميركا من قعرها الطبقي والاجتماعي، ونما سياسياً وثقافياً كأفريقي أميركي محملاً بثقل تاريخ عرقه وحاضره وحركة الحقوق المدنية ومارتن لوثر كينغ جونيور. كان من المستحيل على سياسي مثل باراك أوباما ألا يكون في المقلب الآخر لأميركا، تلك التي لا يحبها دونالد ترامب، وكان من المستحيل، بالتالي، ألا يكون الشخصان ضدين تامين، لا يلتقيان إلا على مضض، إن في حفل عشاء سخر فيه أوباما من ترامب، أو في تسليم السلطة وتسلمها، حين فاز ترامب على هيلاري كلينتون رسمياً، لكنه، عملياً، حقق انتصاراً ساحقاً على عدوه اللدود الذي كان توقع أن واحداً مثل ترامب لن يصل قط إلى البيت الأبيض. هذا الصراع بينهما لم ينقطع منذ عام 2008. 17 سنة لم يوفر أحدهما فيها مناسبة لتهشيم الآخر. في ولايته الأولى، رمى ترامب كل أزمات أميركا حينها على سلفه، وقضى على إنجازاته ومنها الاتفاق النووي الإيراني والعلاقات مع كوبا. وأنهى ولايته باتهام أوباما بالتحضير لانقلاب عليه بعدما أدار بنفسه مؤامرة عنوانها "تدخل روسيا في الانتخابات لمصلحة ترامب". ومع أنه لم يغير من موقفه هذا طوال السنوات الأربع التي قضاها خارج الحكم، إلا أن يديه كانتا مكبلتين بعشرات التهم في قضايا جنائية وأخرى مدنية. لم يعد مطلوباً جنائياً بعد عودته إلى الرئاسة، وكما وعد وفى، فقد حان وقت الانتقام الشامل. طرد عشرات المدعين العامين ولاسيما منهم أولئك الذين حققوا في القضايا المتعلقة به، كما طرد الموظفين المؤثرين في الأجهزة الفيدرالية وفي مقدمها مكتب التحقيق الفيدرالي FBI، وجلب مخلصين لنهجه وشخصه. الآن، في خضم الضجة المثارة حول ملفات جيفري إبستين ورفضه الإفراج عن الوثائق، تذكر ترامب مجدداً أن باراك أوباما خطط لانقلاب عليه من خلال المؤامرة الروسية. اتهمه "بالخيانة"، أفظع تهمة ممكنة لأميركي فكيف لرئيس سابق؟ نشر فيديو ذكاء اصطناعي، يقبض خلاله عنصرا شرطة على أوباما بينما يجلس في المكتب البيضوي مع الرئيس الذي يضحك ملء فمه، بعدما أفرجت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الحالية والديموقراطية السابقة، عن تقرير يتهم أوباما بفبركة المؤامرة الروسية. غابارد أحالت الوثائق على وزارة العدل مع توصية بفتح تحقيق جنائي في حق أوباما ومسؤولين آخرين من إدارته. مضمون الوثائق لم يؤخذ بجدية في الوسط الإعلامي خصوصاً أن ليس فيها ما يكشف أن أوباما تآمر فعلاً أو اختلق التدخل الروسي الذي حصل في الواقع. مكتب الرئيس السابق رد على ترامب وغابارد ساخراً من تلفيق الاتهامات لتشتيت الانتباه عن الضجة المحيطة بملفات إبستين، وعبّر عن غضبه من هذه الاتهامات التي استدعت رداً استثنائياً. ولم يتردد أوباما في استمراره في التعاطي بتعالٍ مع ترامب، إذ إنه اضطر إلى الرد هذه المرة، مع أنه عادة لا يرد على "الهراء الصادر من هذا البيت الأبيض"، وهو نفسه البيت الذي تخيّله ساخراً في عام 2011 فندقاً وكازينو وملعب غولف، لكنه لم يرَ فيه ما تحوّل إليه مذ ذاك الحين، أي ساحة معركة أخرى مع عدوه اللدود في حربهما الأميركية الأبدية.

أمريكا ترفع عقوبات عن حلفاء لمجلس ميانمار العسكري بعد الإشادة بترامب
أمريكا ترفع عقوبات عن حلفاء لمجلس ميانمار العسكري بعد الإشادة بترامب

صوت بيروت

timeمنذ 38 دقائق

  • صوت بيروت

أمريكا ترفع عقوبات عن حلفاء لمجلس ميانمار العسكري بعد الإشادة بترامب

رفعت الولايات المتحدة أمس الخميس العقوبات المفروضة على عدد من حلفاء جنرالات كبار في ميانمار، وذلك بعد أسبوعين من إشادة رئيس المجلس العسكري الحاكم هناك بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعوته إلى تخفيف العقوبات في رسالة ردا على تحذير من الرسوم الجمركية. وجاء في إشعار من وزارة الخزانة الأمريكية أنه تم رفع كل من شركة كيه.تي سيرفيسز اند لوجستكس ومؤسسها جوناثان ميو كياو ثاونج، ومجموعة إم.سي.إم ومالكها أونج هلاينج أوو، وشركة سانتاك تكنولوجيز ومالكها سيت تاينج أونج وفرد آخر هو تين لات مين من قائمة العقوبات الأمريكية. ولم توضح وزارة الخزانة سبب هذه الخطوة، ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. وفي 11 يوليو تموز الجاري، طلب رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار مين أونج هلاينج من ترامب في رسالة تخفيض نسبة الرسوم الجمركية البالغة 40 بالمئة على صادرات بلاده إلى الولايات المتحدة، وقال إنه مستعد لإرسال فريق تفاوض إلى واشنطن إذا لزم الأمر. وقالت وسائل إعلام رسمية آنذاك 'يقدر الجنرال الكبير قيادة الرئيس القوية لتوجيه بلاده نحو الازدهار الوطني بروح وطنية حقيقية'. وأخطر ترامب في رسالة ميانمار بالرسوم الجمركية التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس آب. واقترح أونج هلاينج في رده على الرسالة خفض المعدل إلى ما بين 10 و20 بالمئة، مع خفض ميانمار لرسومها على السلع الأمريكية إلى نطاق يتراوح بين صفر و10 بالمئة. وطلب رئيس المجلس العسكري من ترامب أيضا 'النظر في تخفيف ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ميانمار، لأنها تعوق المصالح المشتركة والازدهار لكلا البلدين وشعبيهما'.

الأخبار: توم برّاك في زيارته الثالثة -1: وقائع من «الاجتماع الوحيد» وضجيج لقـاءات العلاقات العامّة
الأخبار: توم برّاك في زيارته الثالثة -1: وقائع من «الاجتماع الوحيد» وضجيج لقـاءات العلاقات العامّة

وزارة الإعلام

timeمنذ ساعة واحدة

  • وزارة الإعلام

الأخبار: توم برّاك في زيارته الثالثة -1: وقائع من «الاجتماع الوحيد» وضجيج لقـاءات العلاقات العامّة

كتبت صحيفة 'الأخبار': كثر الحديث عن شخصية توم برّاك: من أين أتى وماذا يفعل مع دونالد ترامب، وكيف يتصرّف في الملفات التي بين يديه؟ تاريخ الرجل في عالم المال والأعمال أساسي في شخصيته. صلته بلبنان تتجاوز، في مكان ما، فكرة جذور العائلة. وهو حاول في ذروة أعماله دخول السوق العقارية في لبنان، وتحديداً في ملف سوليدير، لكنه خرج بنصيحة من أحدهم، بأن المصارف التي تعده بتمويل العملية تعرف أن الملف ليس فيه أي ربح حقيقي. وهو لم يكن يومها على استعداد لخوض مغامرات جديدة، سيما أن في لبنان من ساعده أيضاً على الخروج سالماً من استثمار كبير في جزيرة سردينيا. وقد اضطر في السنوات الأخيرة إلى تخفيف نشاطه المباشر في السوق، بعدما أمضى وقتاً طويلاً مديراً لواحدة من أكبر شركات الاستثمار العقاري الخاصة في العالم («كولوني كابيتال إل إل سي»)، وهي شركة أميركية أدخلتها أعمالها إلى نحو عشرين دولة في العالم. وربما أسعفته خبرته القانونية في إدارة استراتيجية الخروج، فقد سبق أن عمل محامياً لشركات كبرى كانت منخرطة في أعمال في العالم وفي العالم العربي. عندما يتحدّث برّاك عن لبنان، فإنه لا يملك ذاكرة خاصة فيه. يتحدّر من عائلة زحلاوية هاجرت بداية القرن العشرين إلى الولايات المتحدة ضمن هجرة كثيفة لمسيحيين هرباً من الحكم العثماني. وهو من أبناء الجيل الثاني في العائلة التي عملت في نطاق تجاري ووظيفي بسيط. تخرّج من الجامعة أواخر ستينيات القرن الماضي، وبدأ نشاطه عام 1972، في أول مهمة له إلى السعودية، قبل أن يتعزّز نشاطه السياسي إلى جانب عمله في المحاماة ولاحقاً في التجارة. وكان دوره الأول عام 1982، عندما اختاره الرئيس رونالد ريغان لمنصب نائب وكيل وزارة الداخلية. وكان برّاك تعرّف إلى ريغان بحكم جيرتهما في السكن، ثم صار مع الوقت قريباً جداً من كبار رجال الأعمال الناشطين في الحزب الجمهوري، ومن بينهم دونالد ترامب الذي تعرّف إليه أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما لعب برّاك دور الوسيط في صفقة عقارية تخصّ ترامب. وسرعان ما صارا صديقيْن. عندما ترشّح ترامب للانتخابات الرئاسية، طلب من برّاك مساعدته في حملته الأولى عام 2016، واختاره بعد فوزه رئيساً للجنة التنصيب الرئاسية. ورغم أن برّاك تعرّض يومها لحملة ملاحقة قضائية، بسبب تعاونه مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى حدّ اتهامه بـ«الخيانة»، خصوصاً أن الوثائق التي سُرّبت لاحقاً، كشفت عن علاقة خاصة كانت تربطه بالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، المعروف عنه إنفاقه ملايين الدولارات على حملة العلاقات العامة في أميركا. وقد تواصل العتيبة مع برّاك يومها للتعرّف أكثر إلى ترامب بعدما علمت أبو ظبي أنه «من كبار الأغنياء وأقرب الأصدقاء الشخصيين لترامب». علاقة برّاك بترامب أكثر من وثيقة. وينقل أشخاص على صلة بالرجلين أن برّاك من القلائل جداً الذين يمكن أن يقولوا لترامب إنك مخطئ في هذا الأمر أو ذاك. وربما يعود السبب إلى لجوء ترامب إلى برّاك منتصف تسعينيات القرن الماضي لإنقاذه من ورطة مالية نتيجة تعثّر مشاريعه العقارية. كما ساهم برّاك في مشاريع تعود لصهر ترامب، اليهودي الطامح جاريد كوشنير. هذا التقديم هدفه محاولة الإضاءة على جانبين في شخصية برّاك. الأول، حول طبيعة العلاقة التي تربطه بالرئيس الأميركي، وهي علاقة قوية جداً إلى حدّ أن ترامب كلّفه بمهمة خاصة في تركيا، كون الاثنين متوافقيْن على أن لتركيا دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه، في ظل نظرتهما المشتركة بقلة تقدير إلى غالبية الدول الأوروبية، ورؤيتهما المشتركة بأن أنقرة أقوى من عواصم أوروبية كثيرة، وقادرة على المساعدة في بناء مرجعية أقوى من مرجعية طهران لعدد من دول التوتر في المنطقة، من العراق إلى سوريا والأردن ولبنان وحتى فلسطين. وعندما ناقش برّاك العلاقات الثنائية مع تركيا، كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلحّ عليه بضرورة مغادرة مربّع الحظر والمقاطعة لسوريا. وقد لعبت أنقرة دوراً مركزياً في إقناع برّاك، ومن خلاله ترامب، بأهمية أن تعترف أميركا بالقيادة السورية الجديدة في دمشق. ولم يكن الأمر يخص السعودية وحدها، وبرّاك، هو أكثر من يعرف حجم التنافس بين تركيا والسعودية في سوريا. لكنه ذكي إلى درجة يعرف فيها أن للسعودية دورها الكبير في تمويل تعويم حكومة أحمد الشرع، بينما تتولى تركيا تثبيت حكمه السياسي والأمني. أمّا فكرة تولي برّاك ملف لبنان فليست متصلة فقط بما حصل مع مورغان أورتاغوس، وللأخيرة قصتها المشوقة أيضاً، التي ستُروى في مكان ما. لكنّ برّاك، جاء إلى بيروت لأن ملف لبنان، صار مع الوقت جزءاً من الملف المتصل بسوريا وإسرائيل. وعندما يتهيّب سياسيون لبنانيون الحديث عن علاقة لبنان بالملف السوري، تراهم يصمتون في حضرة الأميركي. لا بل إن برّاك نفسه، الذي التقى في هذه الزيارة أكبر عدد من السياسيين والإعلاميين والأمنيين ورجال الدين، كان يجد نفسه مضطراً إلى الإجابة عن أسئلة تخص الوضع في سوريا أكثر من الأسئلة المتعلقة بلبنان. كما كان كثير المبادرة إلى الحديث عمّا يجري في «بلاد الشام»، وهي عبارة يحب برّاك تكرارها، ولو أن البعض عزاها إلى أن ذاكرة الرجل عن موطنه الأصلي تتصل بكون مسقط رأس أجداده، كان في قرية كبيرة تابعة لبلاد الشام. وبرّاك الذي يُظهِر إعجاباً حقيقياً برجل مثل أحمد الشرع، لا يهتم لملاحظات الآخرين على منشأ حاكم دمشق الحالي، ولا على أداء جماعته. في ملف لبنان، يبدو أن حصيلة الزيارات الثلاث صارت كافية ليتم التعرف إلى موقف الرجل من اللاعبين المحليين. في الشقّ الرسمي، لم يُظهِر الرجل خشية في الإعلان بأنه يجد في نبيه بري العنوان الوحيد للبحث الذي يمكن الخروج منه بنتيجة. والأمر لا يتعلق فقط بكون بري هو الناطق باسم البيئة الحاضنة لحزب الله، بل لأن برّاك يعرف قبل وصوله إلى لبنان، أن بري قد يكون آخر السياسيين المحنّكين في لبنان. وبرّاك، المحامي ورجل الصفقات، يجد في بري شريكاً ممكناً في صفقة كبرى. لكنّ للمسؤول الأميركي رأيه الخاص في بقية المسؤولين في الدولة. وربما بات لديه رأيه بالعاملين مع الرؤساء وليس بالرؤساء فقط. أمّا بقية اللقاءات التي عقدها على هامش زيارته، فهي تندرج – كلّها – ضمن برنامج العلاقات العامة الخاصة بالسفارة الأميركية في بيروت. كان الرجل يلبّي طلبات وزارة الخارجية ممثّلة بالسفارة في بيروت، لكون عوكر تبذل الجهد الكبير في جعل رجالاتها اللبنانيين على قدر الآمال. وإن كان برّاك بدا ضيّق الصدر في بعض هذه اللقاءات، وكان يستعجل الانتهاء منها. وحتى في لقاءاته الإعلامية، كاد صبره ينفد ويرتفع صوته عندما وقع خطأ الترجمة في مقابلته مع قناة «الجديد»، إذ إن من كان يتولى نقل الترجمة بينه وبين الزميل جورج صليبي، كان يوقع الرجل في مواقف لا تعبّر عما قاله، فاضطر إلى رفع الصوت أكثر من مرة. وتقرّر على إثر ذلك إعادة «منتجة» المقابلة، ما أخّر بثها لأكثر من ساعة عن التوقيت المُقرّر. عدا أن برّاك، غادر مقر القناة، وهو لا يعرف أن معركة كادت تقع قبل وصوله، لأن في القناة من كان يعتقد أنه (أو أنها) الأكفأ لإجراء المقابلة. لكنّ المهم أن برّاك كان يعبّر عن ضيقه من تكرار الأسئلة بحثاً عن أجوبة ليست موجودة لديه أصلاً. في نقاشه الموسّع مع بري، وصل برّاك إلى الاجتماع، وفي جعبته بعض الملاحظات المُسبقة، سواء تلك المُجمَّعة من فريق السفارة في بيروت، أو تلك التي جمعها شخصياً، بما في ذلك جولته غير المُعلنة على قرى حدودية في الزيارة السابقة. لكنّ بري الذي أتيح له الاطّلاع على تفصيل ما دار بين برّاك والرئيسين عون وسلام قبل يوم، سارع إلى إعداد سيناريو للحديث، بما لا يتيح للرجل إدارة الحوار وفق قواعده. وكان بري شديد المباشرة والوضوح، وقدّم له عرضاً بالوقائع لما قامت به إسرائيل ضد لبنان وضد حزب الله منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «تعرف، أن إسرائيل قُتل لها جندي في هذه الفترة نتيجة انفجار في إحدى القرى الحدودية، لكنها قتلت أكثر من مئتي لبناني بينهم مقاتلون في حزب الله. وهي قصفت في كل لبنان، من جنوب نهر الليطاني إلى بقية الجنوب، مروراً بالضاحية الجنوبية وطريق عام صيدا – بيروت، وصولاً إلى البقاع والشمال أيضاً. وهي تفعل ذلك من دون أن يردّ عليها حزب الله برصاصة واحدة، فيا مستر توم، هل تعتقد أن ما تقوم به إسرائيل، يسمح لأحد القول إنها تريد حقاً وقف إطلاق النار، وعندما ترفض الانسحاب من النقاط المحتلة، وتواصل اعتقال لبنانيين، كما تواصل خروقاتها البرية والجوية والبحرية، وتمنع أبناء القرى الحدودية من الوصول إلى حقولهم، أو إلى ما تبقّى من منازلهم… هل إسرائيل هذه يمكن الوثوق بها، وماذا أنتم فاعلون معها حتى نقول إن الاستقرار حاصل؟». وقبل أن يستمع بري إلى جواب ضيفه، أكمل: «أنت الخبير في ملف سوريا، وما يحصل هناك، سواء ما سبق أن حصل في قرى الساحل السوري، أو ما يحصل حالياً في السويداء، حيث المجازر التي تُرتكب على أيدي مجموعات منظّمة أو مفكّكة، ألَا ترى في ذلك ما يعزّز المخاوف في لبنان، خصوصاً أنه لا يوجد أيضاً من يضمن عدم توجّه هؤلاء المسلحين إلى لبنان؟». بينما كان فريق برّاك يدوّن الأرقام والتواريخ والملاحظات، كان بري يستعدّ لجملته المفتاحية: من يمكن له أن يتحدّث عن نزع السلاح في ظل هذه الأوضاع؟ لم يكن برّاك ليتوقّع أن يسمع من بري كلاماً فيه أنه هو أو حزب الله وافقا على برنامج سحب السلاح طواعية خلال فترة أشهر، ثلاثة أو ستة أو تسعة. لكنّ برّاك، كان يريد أن يلتقط ما يمكن وصفه لاحقاً بالثمن الذي يريده «شيعة لبنان مقابل السلاح»!. غداً: رشوة وإطار جديد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store