logo
'دقيقة جداً ولا تشكل تهديداً على السكان'.. هكذا تتم الإنزالات الجوية على غزة

'دقيقة جداً ولا تشكل تهديداً على السكان'.. هكذا تتم الإنزالات الجوية على غزة

رؤيا نيوزمنذ 5 ساعات
428 إنزالًا جويًا أردنيًا حملت خلال 14 يومًا نحو 300 طن من المواد الإغاثية العاجلة وقد قام سلاح الجو الملكي التَّابع للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بـ 139 إنزالا منها، وشاركت دول شقيقة وصديقة بـ289 إنزالًا، كانت طريقًا سريعًا لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة ولم تشكّل خطرًا على أبناء قطاع غزَّة المجوَّعين فالعملية علمية ومدروسة بدقة.
رافقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عددًا من الإنزالات الجوية التي قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، وقد شهدت عملية تجهيز واسعة ودقيقة للمواد الإغاثية بدءًا من نقلها وتثبيتها على طريق حديدي مثبَّت على جسم الطائرة من الداخل، والتأكد من عجلات حديدية تعمل على السير بالمساعدات الإغاثية نحو خارج جسم الطائرة ويقوم على هذه العملية ضباط وجنود مدربون بكفاءة لدى القوات الخاصة الملكية الأردنية.
يقول العميد الطيار المتقاعد نواف الخصاونة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) والذي حلَّق بطائرات سي ون 30 لمدة 20 ألف ساعة والتي تقوم الآن بالإنزالات الجوية على قطاع غزَّة، إنَّ عملية الإنزال الجوي لا تشكل خطرًا على سكان قطاع غزَّة لأن قائد الطائرة وفريقه المِلاحي والمكون من عناصر لسلاح الجو الملكي والقوات الخاصة الملكية يقومون بوضع الخطط المدروسة علميًا ومنطقيًا قبل أن يتم إنزال المساعدات على أهل القطاع.
وأضاف أنَّ عملية الإنزال قبلها يكون تجهيز المواد الإغاثية داخل الطائرة والتي تحتاج إلى نحو 6 ساعات لتركيبها بدقة على جسم الطائرة لأنَّ أي خلل قد يلحق الضرر بنفس الطائرة، وبعد الإقلاع يبدأ الفريق الملاحي بتجهيز المظلات والتحقق من سلامة طريقها إلى خارج جسم الطائرة، ويتم النزول إلى نحو ألف قدم والنظر باتجاه إحداثيات دقيقة للإنزال ومراقبة سرعة الرياح ثم يمنح قائد الطائرة الإذن بالبدء بتنفيذ عملية الإنزال ومتابعتها عبر النَّظر حتى وصولها آمنة إلى الأرض وبالقرب من السكان.
ولفت إلى أنَّ من يتحدث عن تهديد هذه الإنزالات للسكان هو يتحدث عن غير عِلم ولا يعرف كيف يعمل سلاح الجو الملكي الأردني، فالدقة التي يملكها فريق الطيران بالإنزالات الجوية تحمل بعدين رئيسيين، الأول هو القيام بمهمة وواجب إنساني تجاه الأشقاء المدنيين في قطاع غزة، والثاني هو القيام بهذه المهمة وفق أعلى معايير الدقة والكفاءة المهنية التي يمتلكها كافة أفراد القوات المسلحة الأردنية.
وبين أنَّ الإنزالات الجوية التي يقوم بها سلاح الجو الملكي هي من أخطر أنواع الإنزالات الجوية لأنَّها في منطقة حرب مشتعلة والخطر كبير ولا يمكن أن يقوم بهذا الجهد النوعي سوى الأردن وقواته المسلحة، وأنَّ هذا ناتج عن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الأردن والعالم بسبب مواقفه وإنسانيته التي دائمًا تكون أول الحاضرين.
وبين أن المخاطرة في عملية الإنزالات الجوية الحالية هي مخاطرة محسوبة بدقة، وقد عجزت دول عديدة عن تنفيذها، وقبل كل إنزال يقوم فريق الملاحة وقائد الطائرة بدراسة المنطقة وسرعة الرياح وتفاصيل الطقس كاملة والارتفاع الذي يستطيع الوصول إليه وبالتالي فإنَّ العملية ليست عشوائية أبدًا.
وأكد أن المساعدات تنزل بالمظلات والتي تخفف من سرعة النزول وتحافظ على المساعدات من التلف والخراب وتأخذ من دقيقة إلى دقيقتين حتى تصل إلى الأرض وبالتالي فإنَّ السكان يشاهدونها بوضوح ويتابعون نزولها حتى وصولها إلى الأرض ويستطيعون الابتعاد عن مكان نزولها ولا تأتيهم فجأة، وبالتالي من يتحدث بلغة تهديد هذه الإنزالات للسكان ليس من بين أهدافه إنقاذ المدنيين في مناطق النزوح والمجاعة أبدًا.
أستاذة الإرشاد النفسي والتربوي في الجامعة الأردنية الدكتورة عُلا الحويان، قالت إنَّ من يقلل من أهمية الإنزالات الجوية أو الدور الأردني هو شخص منفصل تمامًا عن معاناة أهل غزة، فتعاطف الأردن وجهوده التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني تدخل في أحد أهم الجوانب النفسية للغزيين في هذه الظروف والتي يصنفها العلم بانَّها من الضروريات في التعاطف مع الآخرين.
وأضافت أنَّ أهل غزَّة يُعانون من ظروف قاهرة وقاسية جدًا بين الحرب والقتل والنزوح وخراب بيوتهم وقلة الطعام واللباس والشراب وبالتالي فإنَّ نزول المساعدات إليهم من الجو ودخولها من البر يعطيهم أملًا في الحياة والبقاء والمقاومة ويساعدهم على تخفيف معاناتهم ومعاناة أطفالهم ونسائهم وبالتالي فإنَّ من يتحدثون بغير ذلك هم خارج هذه المعاناة ولا يعيشونها أساسا وهم بالتأكيد يعيشون وأبنائهم ظروفًا ممتازة وآمنة ولا يبحثون إلا على التشكيك الذي لا يخدم أهل غزَّة بالدرجة الأولى.
وبينت أنَّ علم النفس يركز على الاهتمام والتعاطف مع الطرف الآخر لأنَّه يُحسّن من صحته النفسيه ومزاجه العام، ولذلك فإنَّ حاجة أهل غزَّة للمساعدات الإغاثية ونزولها له من الجو او دخولها من البر هي من أشد أنواع التعاطف والشعور مع الآخر وأكبر رسالة هي تلك التي نشاهدها ردود الفعل عند استقبال المساعدات على الأرض عندها تتأكد أن الأردن كان صائبًا في أن يقوم بهذه الإنزالات الجوية صحيح أنها لا تكفي وكلفة نقلها عالية إلا أنَّ الأردن قال جملة مشهورة: لو أنَّ كل الإنزالات الجوية ستطعم طفلا فلسطينيا واحدا وتنقذه من الموت سنواصل إرسالها له.
وبينت أنَّ من يسكنون اليوم في منطقة معزولة عن العالم ويجوَّع بها الأطفال والنساء عندما تصلهم وجبة طعام ساخنة، أو كيس طحين أو غير ذلك من مواد طبية هي رسالة تقول للغزييين دائما: 'الأردن معكم، والإنزالات آمنة وبها كميات تساعدكم على البقاء وسنواصل هذه الإنزالات لكم مهما كلَّف الأمر، ولن تؤثر كل الألسن المسمومة والتي تشكّك في كل شيء وتحاول أن تغلّب مصالحها على مصلحة الإنسان في غزَّة'.
ولفتت إلى أنَّ المساعدات تساعد في رفع معنوياتهم ويجعل لديهم أمل بعيدًا عن الاضطراب النفسي خصوصا إذا وجد دولة مثل الأردن تقف معه ولا تتركه ومن المهم جدًا أن يواصل الأردن تقديم المساعدات وبكافة أشكالها لأهل غزَّة وأن لا يلتفت إلى كل من يحاولون من النيل من هذه الجهود، ويكفي أن يفرح طفل بوجبة وكاسة عصير تديم حياته إلى وقت الإنزال التالي ومساعدة جديدة.
ولفتت إلى أنَّها وكمدرسة لعلم النفس فقد حللت عددا من المقاطع المصورة التي نشرها أهل غزَّة بعد أن حصلوا على المساعدات الإغاثية التي نزلت بالمظلات الأردنية وتبين لها أنَّهم بأمس الحاجة لهذه المساعدات ويريدون أن يقولوا لكل الأصوات المعارضة لها: اصمتوا فهذه المساعدات هي طريق النجاة الأردنية التي وصلتنا رغم كل الحصار والتجويع المستمر لمليوني فلسطيني.
وبينت أنَّ الأردن أرسل عبر الإنزالات الجوية مادة التَّمر الأردني وهذا ما عبر عنه غزيون في أحد المقاطع المصورة وهم فرحون بوجود هذه المادة التي تشكل قيمة غذائية كبيرة ولا تكاد تختفي من على الموائد، وهذه إشارة إلى أن اعداد المساعدات في الأردن لا يكون عشوائيًا بل هو مدروس ويعلم باحتياجات أهل غزَّة في مثل هذه الظروف القاسية جدًا.
وأكدت أنَّ أهل غزَّة يعيشون ظروفًا قاسية واستثنائية جدًا وهم في مأساة إنسانية لا مثيل لها وقد أثرت على الجميع وتأثر الأردن والأردنيون بها، والأثر النفسي على أبناء القطاع لا يقل عن غيره من أثر وبالتالي فإنَّ الشكر لكل من فكر وقام بالإنزالات الجوية، وعلى رأسهم صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ونشامى سلاح الجو الملكي الذين يقومون بهذا الجهد النوعي الكبير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عائلات الرهائن الإسرائيليين تعلّق على أنباء 'احتلال غزة'
عائلات الرهائن الإسرائيليين تعلّق على أنباء 'احتلال غزة'

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 دقائق

  • رؤيا نيوز

عائلات الرهائن الإسرائيليين تعلّق على أنباء 'احتلال غزة'

أكد منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الإثنين، أن الحكومة الإسرائيلية تعمدت إحباط أي صفقة لإنقاذ الرهائن وسعت لتضليل الجمهور، رغم إمكانية إعادتهم. وذكر المنتدى في بيان: 'كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق شامل لإعادة الرهائن، وهو أمر ثابت لا لبس فيه'. وأضاف البيان: 'الحكومة تعمدت وبقصد مبيت إحباط صفقات إنقاذ الرهائن، بينما كانت تضلل الجمهور، رغم أن كبار المسؤولين الأمنيين قدموا للحكومة مرارا وتكرارا خيارات قابلة للتطبيق، مبتكرة، ومعقدة من شأنها أن تسمح بإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم وإخضاع حماس'. وتابع: 'لقد رفضت الحكومة، وأحبطت وفوتت كل فرصة لإعادة الرهائن، الحكومة مسؤولة عن الإحباطات المتكررة'. كما أكد أن 'عشرات الرهائن الذين اختطفوا أحياء قتلوا في الأسر بانتظار صفقة لم تكن الحكومة الإسرائيلية تنوي أبدا المضي فيها'. وأشارت إلى أن 'عائلات 50 رهينة تنتظر إعادة أحبائهم إلى ديارهم، لإعادة تأهيل الأحياء ودفن القتلى، لقد سقط 50 جنديا قتلى منذ نهاية الصفقة السابقة بلا مقابل سواء إنجازات عسكرية أو عودة الرهائن'. وجاء البيان بعد دقائق قليلة من نشر وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لمسؤولين تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا باحتلال قطاع غزة وتنفيذ عمليات واسعة داخله حتى في المناطق التي يتوقع وجود رهائن فيها. وقال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين: 'تم اتخاذ القرار.. سنحتل قطاع غزة'. كما كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن 'نتنياهو يميل إلى توسيع هجوم غزة والاستيلاء على القطاع بأكمله'. من جهتها، نقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: 'إذا كان احتلال قطاع غزة لا يناسب رئيس الأركان (إيال زمير) فليقدم استقالته'. وأضاف المسؤولون: 'ستكون هناك عمليات أيضا في المناطق التي يوجد فيها رهائن'. وأوضحوا: 'القرار اتخذ، وذاهبون لاحتلال كامل لقطاع غزة'. كما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن رئيس الأركان ألغى زيارة كانت مقررة إلى واشنطن بعد أنباء عن حسم نتنياهو قراره بشأن احتلال غزة. وكشفت وكالة رويترز أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا لحكومته غدا الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن هذه المسألة. كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود أفيخاي بورون إن: 'عملية عسكرية للقضاء على حماس وإنهائها، ستكون على الأرجح خطرا على الرهائن، لكن عدم الخروج لهذه المناورة يعرض الرهائن لخطر الموت جوعا في أنفاق حماس'. وأضاف: 'لا مفر من المحاولة للقضاء على حماس مع تقليل الخطر على الرهائن (وكذلك على المقاتلين) إلى الحد الأدنى الضروري'. في المقابل، علق عضو الكنيست جلعاد كاريف على هذا الإعلان، بالقول إن 'قرار احتلال قطاع غزة حكم بالإعدام على الرهائن الأحياء وكارثة أمنية وإنسانية ودبلوماسية'.

الأردن يؤكد تعرض قوافله الإغاثية للتعطيل المتعمد لمنع وصولها لغزة
الأردن يؤكد تعرض قوافله الإغاثية للتعطيل المتعمد لمنع وصولها لغزة

الغد

timeمنذ 3 دقائق

  • الغد

الأردن يؤكد تعرض قوافله الإغاثية للتعطيل المتعمد لمنع وصولها لغزة

اضافة اعلان عمان- أعلن الأردن عن تعرض قوافله الإغاثية التي تنقل المساعدات براً إلى قطاع غزة إلى تعطيل متعمد من خلال إجراءات معقدة وقيام مستوطنين اسرائيليين باعتراض طريق الشاحنات ومنع تقدمها بالقوة.وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني إن قوافل المساعدات تتعرض للاعتداء من قبل مستوطنين في أثناء طريقها إلى قطاع غزة، كان آخرها يوم أمس إذ تم اعتراض طريق الشاحنات لمنعها من إكمال مسيرها باتجاه القطاع، وقد عاد عدد منها أدراجه بالفعل.ونوه المومني في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) اليوم الاثنين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الحوادث بل تكررت دون أي مواجهة حقيقة لها، وهو أمر يستدعي تدخلا جديا من قبل السلطات في إسرائيل.ونبه إلى أن بعض الاعتداءات قد تلحق إصابات بشرية ولا تقف عند حدود الأضرار المادية، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى عدم التساهل مع هذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حصول هذه الاعتداءات التي تخرق القوانين والاتفاقيات.وأكد الوزير أن جهود الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في إرسال المساعدات تصطدم بمعيقات كبيرة وتحديات جمة في سياق مبررات واهية، مبيناً أن الهيئة التي تعد من أهم الروافد الإغاثية الأساسية لغزة استأنفت عملها في إرسال القوافل البرية في السادس من تموز الماضي، بعد ضغط كبير مارسه الأردن من أجل السماح له بإدخال المساعدات براً إلى غزة.وأفاد بأن هنالك تضييقا على عدد الشاحنات المرسلة لغزة والتي لا تلبي الطموح، يرافقه أسلوب معقد للقبول بمرورها ما يؤخر عبورها يبدأ بتقديم الطلب الالكتروني وبالتفتيش الفوضوي على المعابر وفرض جمارك مستحدثة، فضلاُ عن التحجج بانتهاء مدة الدوام لإعادة عشرات الشاحنات من حيث أتت.وأشار الوزير إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى خلق فوضى في الحركة وتكدس لعشرات الشاحنات على الحدود الأردنية وعلى الحدود مع قطاع غزة، ما يؤخر عملية نقل المساعدات وتوزيعها على الأهالي ويحد من عددها.وبين أن الأردن لا يترك أي منفذ وأي وسيلة إلا ويستغلها للوصول إلى أهالي غزة المجوعين، لذا يرسل المساعدات عبر القوافل البرية والإنزالات الجوية على أن تكون وسائل مشتركة ومتزامنة لأن الإنزالات الجوية غير كافية وليست بديلاً عن المساعدات البرية.ونوه الوزير المومني إلى أن الأردن يمكنه إرسال 150 شاحنة مساعدات متنوعة يومياً عبر الممر الإغاثي إلى غزة، إلا أن المعيقات تفرض واقعاً مغايراً يحد من دخول المواد الطارئة التي يحتاجها الأهالي من أجل العيش.ولفت الوزير إلى وجود عمليات سلب ونهب لقوافل المساعدات وعدم حمايتها وتأمينها، ما يساهم في إثارة الفوضى ومنع وصول المواد الإغاثية بطرق منظمة يستفيد منها المستحقون.وتواصل اسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ 22 شهرا وفي أوائل آذار الماضي فرض الاحتلال حظرا تاما على قطاع غزة، ما تسبّب بنقص حاد في الأغذية والأدوية والوقود ولم يسهم السماح بدخول كميات محدودة جدا في أواخر أيار الماضي بتخفيف الأزمة.وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية أعلنت سلطات الاحتلال "تعليقا تكتيكيا" لعملياتها العسكرية يوميا بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثامنة مساء .كما استؤنف إلقاء المساعدات على القطاع من الجو، الأمر الذي يساهم الأردن مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في تنظيمه وتنفيذه وبالتشارك كذلك مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة. -(بترا )

شرق أوسط بدون نتنياهو
شرق أوسط بدون نتنياهو

رؤيا نيوز

timeمنذ 33 دقائق

  • رؤيا نيوز

شرق أوسط بدون نتنياهو

لا يشك أحد بانحياز إدارة ترامب الجمهورية لمصالح إسرائيل في المنطقة. لقد ظهر الفارق في المواقف مع نهاية ولاية بايدن وتسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض. لكن لواشنطن مصالح واعتبارات أخرى في المنطقة لا تقل أهمية عن إسرائيل. ولطالما كانت الإدارات الجمهورية، تحرص على صياغة مقارباتها في الشرق الأوسط على نحو، يضمن أمن إسرائيل دون إهمال مصالح الحلفاء العرب، وتبني سياسات، تجاه القضية الفلسطينية تحديدا، لا تتعارض مع الحد الأدنى من التوافق الدولي حيال الحل النهائي لهذا الصراع. سياسات حكومة نتنياهو الأشد تطرفا في تاريخ إسرائيل، تفيض عن قدرة التحالف الإستراتيجي مع واشنطن على قبولها أو مجاراتها. تفكر إدارة ترامب بمصالح إسرائيل بشكل دائم، رغم التباينات حيال هذا الأمر في أوساط المؤسسات الأميركية وصناع القرار، وقد شهدنا ذلك بوضوح، في الموقف من حرب تل أبيب على إيران، ومعارضة قطاع واسع من أنصار ترامب لمشاركة واشنطن في الحرب. لكن إدارة ترامب أصبحت أكثر اهتماما باليوم التالي لوقف الحرب من الحرب ذاتها. تريد تسوية سريعة للفوضى القائمة في غزة، لتتفرغ لترتيبات المرحلة التالية في المنطقة. تدرك إدارة ترامب أن حرب غزة وما تلاها من حروب قامت بها إسرائيل، فرصة لا يمكن إضاعتها لإطلاق ديناميكة جديدة كليا في الشرق الأوسط، تضمن حسم المنافسة مع الصين في المنطقة، وتحقق مكاسب اقتصادية دائمة للولايات المتحدة، وفي نفس الوقت أمن إسرائيل على المدى الطويل. مدخل هذا التفوق الإستراتيجي بالنسبة لواشنطن، هو وقف الحرب والبدء بمشروع تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية كبرى في مقدمتها السعودية، ومن بعدها تفتح الطريق لتطبيع واسع النطاق مع دول إسلامية مهمة. بالمنطق الحالي لنهج حكومة نتنياهو وغطرستها الاستيطانية، وسعيها لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وكذلك مساحات من قطاع غزة، كما أعلن مؤخرا، سيكون من الصعب على واشنطن التقدم في مشروع التطبيع. السعودية ومعها الدول العربية الفاعلة، سعت لتصليب موقفها التفاوضي، بعقد مؤتمر تنفيذ حل الدولتين، بالشراكة مع فرنسا، التي قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل. وذلك بجعل مبدأ حل الدولتين أساسا لا يمكن التنازل عنه كشرط لأي خطوات باتجاه التطبيع. وبعد قرار باريس توالت الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية. تعي إدارة ترامب هذه الحقائق، وسبق للرئيس ترامب أن عبر بشيء من الأسى عن قناعته بأن الرياض لن تخطو نحو التطبيع مع إسرائيل، دون تسليم صريح بمسار ملزم يفضي لقيام دولة فلسطينية مستقلة. حكومة نتنياهو بتشكيلتها من الوزراء الأشرار والإرهابيين لا يمكن أن تقبل بذلك، وهي هنا لا تضحي بمصالح إسرائيل على المدى الطويل، بل بمصالح الولايات المتحدة، التي تسعى لبناء نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط على انقاض النظام السابق، بعد انهيار المحور الإيراني. الحرب الإسرائيلية على غزة، بمفهوم إدارة ترامب، هي في الوقت الحالي، عقبة مزعجة في طريق المشروع الكبير، ينبغي تخطيها بأي طريقة كما قال ترامب، لولوج المرحلة الجديدة. لكن حكومة نتنياهو هي العقبة الكبيرة في الطريق إلى تلك المرحلة. لأن واشنطن تعلم أن ما من دولة في الإقليم تقبل بها شريكا بعد كل ما ارتكبت من جرائم. بداية عهد أميركي جديد في الشرق الأوسط، يعني بالضرورة نهاية عهد نتنياهو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store