logo
الاعتماد على الذات.. الخيار الاستراتيجي الأفضل لأوروبا

الاعتماد على الذات.. الخيار الاستراتيجي الأفضل لأوروبا

الإمارات اليوممنذ 10 ساعات

يعتمد حلف شمال الأطلسي «الناتو» على الالتزام بالمساعدة المتبادلة للأعضاء وفقاً للمادة الخامسة من الميثاق التأسيسي، وتردع هذه المادة الأعداء لأن الهجوم على أحد أعضاء الحلف يعد هجوماً على الجميع. ولهذا السبب كان سجل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتذبذب مزعزعاً للاستقرار.
وشعر قادة «الناتو»، المجتمعون بقمتهم السنوية في لاهاي، الأسبوع الماضي، بالارتياح لسماع الرئيس الأميركي يقول «معكم حتى النهاية»، وكان هذا تأكيداً أقوى على هدف التحالف، من الذي أدلى به في اليوم السابق، وعندما سُئل ترامب عن التزامه بالمادة الخامسة، راوغ قائلاً: «الأمر يعتمد على تعريفك».
هذا الغموض يدعو روسيا إلى مواصلة اختبار العتبة، بتصعيد حملات التخريب والاستفزاز على الحدود الشرقية للحلف، وفي البحر، لكن الرئيس الأميركي لا يرى في الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خصماً، ويتحدث بحرارة عن مكالماتهما الهاتفية، ولا يعترف بمسؤولية بوتين عن الحرب في أوكرانيا، وقد أبدى استعداده للتوسط في اتفاق سلام هناك، بشروط من شأنها أن تعد انتصاراً للكرملين، كما تقاوم إدارته فرض عقوبات أشد على موسكو.
في المقابل، يرى معظم المندوبين الأوروبيين في «القمة»، أن عداء موسكو الشديد للغرب هو التحدي الاستراتيجي الأكثر إلحاحاً بالنسبة لهم، في ظل خطاب بوتين وآلة الدعاية الحكومية التي تروج لأجندته العدائية بشراسة.
وتشير تجربة أوكرانيا إلى أنه من غير الحكمة تجاهل هذه اللغة، باعتبارها تهديداً فارغاً، في وقت يبدو الاقتصاد الروسي مهيأ للحرب، وتحتاج أوروبا إلى تحديث أنظمة دفاعها وردعها رداً على ذلك.
ولهذه الغاية، تعهد أعضاء «الناتو» بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، ويعد هذا استثماراً في الحفاظ على مشاركة الولايات المتحدة، بقدر ما هو خطة لتعويض العجز، في حال تراجع دعم ترامب.
وأعرب رؤساء أميركيون سابقون عن إحباطهم مما اعتبروه استغلالاً أوروبياً مجانياً لضمانات واشنطن الأمنية، لكن لم يهدد أي منهم بالانسحاب من التحالف، كما فعل ترامب عام 2018.
وأثبت هذا التذبذب في عدم الموثوقية فاعليته كأداة لإجبار القادة الأوروبيين على القيام بشيء كان من المعترف به أنهم بحاجة إليه على أي حال، وأشاد الأمين العام لحلف «الناتو»، مارك روته، بالرئيس الأميركي لتأثيره المحفز، وقال: «عزيزي دونالد، لقد جعلت هذا التغيير ممكناً».
وقد يكون أسلوب التملق مطلوباً عند التعامل مع رئيس مغرور، لكن هذه الضرورة ذاتها تكشف عن هشاشة ظاهرة في الوحدة عبر الأطلسي، إن غرور ترامب ليس نقطة ضعف شخصية ثانوية يمكن معالجتها بالمجاملة، بل هي نتيجة عجزه عن تصور شراكات متبادلة حقيقية بين الدول، فهو ينظر إلى أعضاء «الناتو» الآخرين على أنهم تابعون له، ولا يشعر بأي التزام دائم تجاههم، كما أنه لا يكن أي ود أو احترام للديمقراطية، ويشعر بالراحة بعيداً عن قادة الدول الديمقراطية، لكنه أيضاً يمتلك القوة العسكرية التي تعتمد عليها الديمقراطيات الأوروبية لضمان أمنها، وستظل تعتمد عليها لبعض الوقت.
لا يوجد حل سهل لهذا التوتر، في ظل الاعتماد على الولايات المتحدة، وعدم موثوقية الرئيس المتأصلة، ولكنْ ثمة وضوح متزايد بين الديمقراطيات الأوروبية بأنه يجب عليها أن تتوقع تحمل مسؤولية أكبر عن أمنها الجماعي، إنه مسار صعب ومكلف، لكن تكاليف ومخاطر عدم اتخاذه أكبر بالتأكيد.
عن «الغارديان»
المادة الخامسة
اتفقت الأطراف في معاهدة حلف شمال الأطلسي، في المادة الخامسة من ميثاق التحالف، على أن أي هجوم مسلح على واحد أو أكثر منها في أوروبا أو أميركا الشمالية يعد هجوماً عليها جميعاً، وبالتالي تتفق على أنه في حال وقوع مثل هذا الهجوم المسلح، فإن على كل منها ممارسة حق الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وسيساعد الطرف، أو الأطراف التي تعرضت للهجوم، باتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، بشكل فردي، وبالتنسيق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه، ويبلغ مجلس الأمن فوراً عن أي هجوم مسلح من هذا القبيل، وجميع التدابير المتخذة نتيجة له، وتنتهي هذه التدابير متى اتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لاستعادة السلام والأمن الدوليين والحفاظ عليهما.
• رؤساء أميركيون سابقون أعربوا عن إحباطهم، لكن لم يهدد أي منهم بالانسحاب من الحلف، كما فعل ترامب عام 2018.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: فقراء العالم يعيشون في مناطق صراعات..والمساعدات ترسي السلام
الأمم المتحدة: فقراء العالم يعيشون في مناطق صراعات..والمساعدات ترسي السلام

صحيفة الخليج

timeمنذ 35 دقائق

  • صحيفة الخليج

الأمم المتحدة: فقراء العالم يعيشون في مناطق صراعات..والمساعدات ترسي السلام

إشبيلية - أ ف ب أكد المدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الإنفاق على المساعدات أمر ضروري لتعزيز السلام في ظل الاضطرابات العالمية، والخفض الحاد في المساعدات الخارجية. وفي مقابلة أجريت معه عشية مؤتمر للأمم المتحدة يعقد في إسبانيا، ويهدف إلى حشد دعم جديد لقطاع التنمية الذي يواجه صعوبات، أكد هاوليانغ شو أن الاستثمار في المساعدات والتجارة والدفاع: «ليس عملية محصلتها صفر». وقال شو: «التعاون الإنمائي الدولي أمر بالغ الأهمية لبناء أسس السلام»، مشيراً إلى أن غالبية فقراء العالم يعيشون في دول تشهد نزاعات. أضاف شو، أن الإنفاق العسكري بلغ مستوى قياسياً وصل إلى 2.7 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 20% عن العام السابق. لكن الدبلوماسي الصيني شدد على أن من مصلحة الدول الغنية دعم الدول النامية رغم الأولويات والأزمات الضاغطة. وقال: إن «بناء أسس للسلام والاستثمار في الاستقرار في الدول الهشة يُسهمان في تخفيف العبء عن الدول التي تواجه تحديات الهجرة، على سبيل المثال». تابع شو: «الأزمات في جزء من العالم سيكون لها تاثير على أجزاء أخرى منه تتمتع حالياً بالازدهار والاستقرار». والعام الماضي، شهد العالم أعلى عدد من النزاعات المسلحة منذ 1946، وفقاً لمعهد أبحاث السلام في أوسلو. ويتوقع البنك الدولي، أن يصل عدد الذين يعيشون في فقر مدقع على أقل من 3 دولارات يومياً في دول تعاني نزاعات، وعدم الاستقرار، إلى 435 مليوناً بحلول عام 2030. ويتوقع أن يشارك نحو 50 من قادة العالم في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في اشبيلية الذي تنطلق أعماله اعتباراً من الاثنين، ويستمر لأربعة أيام. وخفضت الدول المانحة الغنية، ولا سيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ميزانيات المساعدات، وعزّزت الإنفاق الدفاعي في ظل الحروب المندلعة في أوكرانيا، والشرق الأوسط التي تهدد الأمن العالمي.

مشروع ترامب للضرائب يجتاز عقبة الشيوخ رغم تحذيرات الدين
مشروع ترامب للضرائب يجتاز عقبة الشيوخ رغم تحذيرات الدين

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

مشروع ترامب للضرائب يجتاز عقبة الشيوخ رغم تحذيرات الدين

التصويت، الذي جرى في ساعة متأخرة من مساء السبت، جاء بأغلبية ضئيلة بلغت 51 صوتاً مقابل 49، في خطوة اعتبرها ترامب"انتصاراً عظيماً"، مؤكداً رغبته في توقيع القانون قبل عطلة الرابع من يوليو. أرقام مثيرة للجدل… والدين على المحك وفقاً لمكتب الميزانية في الكونغرس ، فإن النسخة المطروحة في مجلس الشيوخ ستضيف 800 مليار دولار إلى الدين العام فوق ما كانت ستضيفه نسخة مجلس النواب التي أُقرت الشهر الماضي، لترتفع الكلفة الإجمالية إلى 3.3 تريليون دولار. لكن الجمهوريين، الذين يتولون زمام التشريع في المجلسين، يرفضون تقديرات المكتب غير الحزبي، ويعتمدون منهجية حساب بديلة لا تُدرج كلفة تمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت عام 2017، والتي يُعد تمديدها محورًا رئيسيًا في القانون الجديد. ما الذي يتضمنه المشروع؟ القانون يمهد لخفض ضرائب جديدة وتمديد تلك المعتمدة منذ ولاية ترامب الأولى، إلى جانب زيادة الإنفاق على الدفاع وأمن الحدود، وهي بنود تحظى بأولوية داخل الحزب الجمهوري. الديمقراطيون يحذرون من أن تمرير القانون سيزيد الضغوط على ملف سقف الدين، الذي من المقرر أن يواجه موعداً حاسماً هذا الصيف، حين يتعين على الكونغرس رفع الحد القانوني للدين العام أو المجازفة بتخلف الحكومة عن سداد ديونها البالغة حالياً 36.2 تريليون دولار. لكن رغم هذه المخاوف، يبدو أن مشروع القانون يسير بثبات داخل الكونغرس، وقد يعود إلى مجلس النواب قريباً لإقراره بشكل نهائي، قبل أن يرفعه المشرعون إلى ترامب لتوقيعه.

ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها
ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أوضح ترامب: "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم. هذا ليس عدلاً، وقد شرحت ذلك لليابان وهم يتفهمون الأمر"، مضيفًا أن لدى أميركا حالياً فائضاً من النفط يمكن لليابان أن تستورده بكميات كبيرة. رسوم جمركية وموعد تفاوض ضيق تأتي هذه التصريحات في وقت تحاول فيه طوكيو إقناع واشنطن بإعفاء شركاتها من الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمئة على السيارات، والتي تسببت في أضرار كبيرة لقطاع التصنيع الياباني. كما تواجه اليابان رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 24 بالمئة اعتباراً من 9 يوليو، إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. أرقام ثقيلة في الميزان التجاري يشكّل قطاع السيارات نحو 28 بالمئة من صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة ، وبلغت قيمة الصادرات اليابانية العام الماضي نحو 21 تريليون ين (145 مليار دولار)، ما يعمّق العجز التجاري الأميركي الذي يصفه ترامب بأنه "غير مقبول".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store