
أخبار العالم : ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام؟
السبت 28 يونيو 2025 11:40 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
Article Information Author, مهند توتنجي Role, بي بي سي عربي، القدس
قبل 2 ساعة
في خضم تداعيات الضربة العسكرية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة على إيران، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل السياسي والقانوني داخل إسرائيل، بعدما دعا علناً إلى إلغاء محاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً فورياً، واصفاً إياه بأنه "بطل حربي" يستحق التكريم لا المحاكمة.
وفي سياق متصل، تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلي بطلب رسمي للمحكمة المركزية في القدس لتأجيل جلسات محاكمته، التي تُعقد ثلاث مرات أسبوعياً، لمدة أسبوعين، متذرعاً بانشغاله بملفات "سياسية وأمنية حساسة" على رأسها الملف الإيراني والوضع في قطاع غزة.
غير أن المحكمة رفضت طلبه مرتين، معتبرة أن المبررات "غير كافية" لتأجيل الجلسات، وأصرت على مواصلة الإجراءات القضائية دون تغيير في الجدول الزمني المحدد مسبقا.
العفو الرئاسي في إسرائيل: قواعد صارمة وحدود سياسية
دعوة ترامب أثارت تساؤلات قانونية حول إمكانية منح رئيس حكومة على رأس عمله عفواً رئاسياً، فبحسب القانون الإسرائيلي، لا يمكن للرئيس أن يمنح العفو إلا بطلب مباشر من الشخص المعني، وبعد التشاور مع النيابة العامة ووزارة العدل، كما أن العفو لا يُمنح عادة إذا ثبتت في القضية صفة "العار الأخلاقي" التي تمنع صاحبها من تولي المناصب العامة.
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وفي تصريحات نادرة، أبدى انفتاحاً على فكرة التوصل إلى تسوية شاملة، مشيراً إلى أن أكثر من 90 في المئة من القضايا الجنائية في إسرائيل تنتهي عبر صفقة ادعاء.
وقد دعا هرتسوغ إلى "حوار مسؤول" بين السلطات القضائية والسياسية للوصول إلى حل توافقي، ولكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة احترام استقلال القضاء وسيادة القانون.
بين الدعم والرفض: انقسام إسرائيلي حاد
صدر الصورة، Getty Images
أحدثت تصريحات ترامب صدمة في الأوساط السياسية، وانقسمت ردود الفعل في إسرائيل بين من رأى فيها تعبيراً عن "شعور شعبي عميق" بضرورة إنهاء المحاكمة، وبين من اتهم ترامب بالتدخل الفج في شؤون دولة ذات سيادة.
في أوساط الحكومة، سارع العديد من الوزراء إلى تأييد دعوة ترامب، واعتبر وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار أن "الوقت قد حان لإنهاء الظلم اللاحق بنتنياهو"، واصفاً المحاكمة بأنها "مطاردة شخصية بلا أساس قانوني".
أما وزير الخارجية جدعون ساعر، فأشار إلى أن المحاكمة استغرقت أكثر من خمس سنوات، وأن الاستمرار فيها يخدم منطق "الاضطهاد القانوني" أكثر مما يخدم العدالة.
كذلك، رأى رئيس لجنة الدستور في الكنيست، سمحا روتمان، أن المحاكمة تعكس صورة مشوهة للقضاء الإسرائيلي، واصفاً الاتهامات بأنها "مفبركة وبعيدة عن الواقع"، ولكنه في الوقت نفسه شدد على أن الرئيس الأمريكي ليس مخولاً بالتدخل في النظام القضائي لدولة أخرى، داعياً إلى حل "يليق بدولة ذات مؤسسات مستقلة".
في المقابل، وجدت التصريحات معارضة شديدة من قبل أطراف المعارضة، حيث اعتبر زعيم المعارضة السابق يائير لابيد أن تدخل ترامب "غير مقبول على الإطلاق"، وأنه يشكل مساساً بسيادة القضاء الإسرائيلي.
أما النائبة ناعما لازيمي، فرأت في تصريحات ترامب "دليلاً جديداً على أن نتنياهو لم يعد يثق بمؤسسات دولته"، معتبرة أن طلب الدعم من زعيم أجنبي هو بحد ذاته "إدانة سياسية وأخلاقية".
اللافت أن رئيس المحكمة العليا المتقاعد، أهارون باراك، دخل على خط النقاش، معلناً دعمه لأي خطوة تفضي إلى إنهاء محاكمة نتنياهو، سواء كانت عفواً أو صفقة ادعاء، وقال إنه لا يفهم سبب تعثر هذه المبادرات.
وتشير تقارير صحفية إلى أن باراك عرض الوساطة فعلياً بين الأطراف للوصول إلى تسوية، إلا أن محاميي نتنياهو رفضوا طرحه، بسبب اشتراطه خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل إسقاط التهم عنه.
بين السياسة والقضاء، هل نحن أمام صفقة شاملة؟
صدر الصورة، Reuters
تعكس هذه التطورات معركة مزدوجة يخوضها نتنياهو: داخل المحكمة وداخل المؤسسة السياسية. فبينما يواجه اتهامات بالفساد في قضايا الهدايا والرشى، يُنظر إليه أيضاً كمهندس للهجوم على إيران، والشريك الرئيسي في خطة أمريكية واسعة لإنهاء الحرب في غزة وتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام.
في هذا السياق، يرى محللون أن تصريحات ترامب لم تكن مجرد دعم عاطفي لصديق، بل جزءاً من محاولة استراتيجية لإزاحة العائق القضائي عن طريق نتنياهو، تمهيداً لدفع خطة سلام إقليمية تشمل إنهاء الحرب مقابل تسوية شاملة مع حماس، وإشراك دول عربية في إدارة غزة، وفتح باب التطبيع مع السعودية.
كشفت صحيفة يسرائيل هيوم عن وجود خطة في المقابل لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن المحتجزين وتسوية تطبيع مع دول مختلفة من بينها السعودية وسوريا.
ترامب وبحسب مراقبين يعلم جيدا بأن نتنياهو يتمسك بحكومته التي ستمنعه من إيقاف الحرب في غزة أو توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية بسبب إمكانية اتخاذ مسار حل الدولتين مع الفلسطينيين، وأن هذا المانع يرتبط كثيرا بخشية نتنياهو من سقوط الحكومة وفقدان حصانته البرلمانية، لذلك يعتقد أن تقديم العفو لنتنياهو سيعطيه مساحة سياسية داخلية أكبر للذهاب في مشروع الرئيس الأمريكي للمنطقة.
بيد أن نتنياهو قد يصر على براءته ويستمر في جلسات المحاكمة حتى صدور الحكم النهائي فهو لايزال يعتقد بأنه سيستطيع تفنيد التهم الموجهة ضده بينما يعتبر آخرون بأن ما قُدم ضده من تهم فساد قد يقوده للسجن بشكل شبه حتمي.
خلاصة المشهد: عدالة مؤجلة أم تسوية كبرى؟
وسط ضغوط داخلية متزايدة، وأخرى خارجية من حلفاء كبار مثل ترامب، يجد نتنياهو نفسه عند مفترق طرق. فهل يواصل المواجهة القضائية حتى النهاية؟ أم يسلك طريق التسوية السياسية تحت غطاء العفو؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 31 دقائق
- فيتو
ماسك: مشروع قانون الضرائب المقترح من ترامب مجنون ومدمر
جدد الملياردير إيلون ماسك، انتقاداته لـ مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي يستعد فيه أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت عليه. وقال ماسك الموظف الخاص السابق في البيت الأبيض، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "مشروع القانون سيدمر ملايين الوظائف في أمريكا ويسبب ضررا استراتيجيا هائلا لبلدنا، إنه مجنون ومدمر تماما، وسيمنح امتيازات لصناعات الماضي بينما يلحق ضررا بالغا بصناعات المستقبل". ويأتي انتقاد ماسك بعد خلاف علني بينه وبين ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، حيث وصف الملياردير، الذي كان حليفا رئيسيا لترامب ومكلفا بقيادة وزارة كفاءة الحكومة لخفض التمويل، مشروع القانون بأنه "عمل بغيض مثير للاشمئزاز". وتصاعد الخلاف إلى حد ادعاء ماسك أن "ترامب كان ليخسر الانتخابات" لولاه، وأنه مدرج في ملفات (رحل الأعمال جيفري) إبستين"، المُدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال والذي انتحر 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس. وفي المقابل، رد ترامب آنذاك بقوله إنه "لن يتحدث مع ماسك لفترة". وزعمت روايات عديدة لنظرية المؤامرة أن الحكومة الأمريكية تُخفي قائمة برجال نافذين ارتكبوا أيضًا جرائم شنيعة مع إبستين. ولا يُشير إدراج اسم شخص ما في الملفات المتعلقة بالقضية بحد ذاته إلى اتهامه بأي مخالفة. ومع ذلك، تحدث ترامب الذي كان صديقا لإبستين منذ عقود خلال حملته الرئاسية 2024 عن إمكانية نشر المزيد من الملفات الحكومية المتعلقة بالقضية. وأعلن ماسك لاحقا بأنه "نادم" على بعض المنشورات التي نشرها عن ترامب خلال خلافهما العلني. "CNN" ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


اليوم السابع
منذ 43 دقائق
- اليوم السابع
عائلات الرهائن في غزة يوجهون دعوات لترامب من أجل إيقاف الحرب
مع انطلاق الاحتجاجات المتجددة ضد حرب غزة الليلة في إسرائيل، دعت إحدى أمهات الرهائن الإسرائيليين في غزة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمطالبة بإنهاء الصراع. وقالت فيكي كوهين والدة نمرود كوهين "20 عاماً" -في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية- إنها تشعر أن هناك "زخماً" الآن لإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. وأضافت كوهين "وهي تستعد للمشاركة في احتجاجات في إسرائيل" "رغم أننا شعرنا بخيبة أمل كبيرة في السابق، إلا أننا نشعر الآن أن الوضع مختلف بعض الشيء. نحن نثق بترامب ونعلم أن لديه القدرة على وقف الحرب"، لافتة إلى أنه "بإمكانه الضغط على رئيس وزرائنا للقيام بذلك، لإنهاء الحرب في غزة. وبهذه الطريقة، يمكن لجميع الرهائن العودة إلى ديارهم، وابني بينهم". وما يزال 50 رهينة محتجزين في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة.


بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
تقرير المواطنة بالولادة.. حقوق رئاسية ومصائر تاريخية
لا يتوقف الرئيس الأمريكى عن جذب أنظار العالم ودهشتهم ومخاوفهم فى آن واحد يوما بعد يوم، والآن دخل فى جدال تاريخى جديد بعد أن منحته المحكمة العليا الأمريكية وبغالبية أصوات 6-3 انتصارا كبيرا بالحد من صلاحية القضاة الفيدراليين فى إصدار أوامر تعلّق على المستوى الوطنى قرارات السلطة التنفيذية، خاصة فيما يتعلق بمحاولة ترامب إنهاء حق المواطنة بالولادة. قالت المحكمة، إن الأوامر الصادرة عن قضاة المحاكم الفيدرالية «تتجاوز على الأرجح السلطة العادلة التى منحها الكونجرس للمحاكم الفيدرالية». أفسحت المحكمة بذلك الباب أمام إدارة ترامب لإيقاف منح الجنسية تلقائيًا لكل من وُلد على الأراضى الأمريكية، ومع أنها مهمة ليست بالهينة، فسيدخل الأمر التنفيذى للرئيس الأمريكى حيز التنفيذ فى غضون شهر فى 28 ولاية، بينما تواصل 22 ولاية بقيادة ديمقراطية تحدى الأمر التنفيذى قضائيًا، مع إفساح المجال للمحاكم الأدنى للحد من تأثيره على من يحق لهم رفع دعاوى قضائية. وبالطبع رحب ترامب بالقرار ووصفه بأنه «قرار كبير ومذهل» يُسعد الإدارة الأمريكية كثيرًا، وقال إنه «نصرٌ هائل للدستور وفصل السلطات وسيادة القانون» لكن من شأن القرار أن يدخل البلاد فى سيل من المعارك القضائية التى قد لا تنتهي؛ لأنه يضع مصير 150 ألف طفل يولدون سنوياً فى الولايات المتحدة موضع تساؤل. ويجادل المدّعون بأن توجيهات ترامب تتعارض مع التعديل الـ14، الذى تمت المصادقة عليه فى عام 1868 فى أعقاب الحرب الأهلية التى دارت بين عامى 1861 و1865، والتى أنهت العبودية فى الولايات المتحدة. وينص بند المواطنة فى التعديل على أن «جميع الأشخاص المولودين أو المتجنسين فى الولايات المتحدة والخاضعين لولايتها القضائية هم من مواطنى الولايات المتحدة والولاية التى يقيمون فيها»، وترى الإدارة الأمريكية أن التعديل لا يشمل المهاجرين الذين يقيمون فى البلاد بشكل غير قانونى أو حتى المهاجرين الذين يكون وجودهم قانونياً ولكن مؤقتاً، مثل طلاب الجامعات أو أولئك الذين يحملون تأشيرات عمل. وفى مجتمع بُنى تاريخه على أكتاف المهاجرين، لم يكن هذا القرار هو الأول فى البلاد لصدهم عن دخول الأراضى الأمريكية حيث منحته المحكمة العليا انتصارات أخرى مهمة بشأن سياساته المتعلقة بالهجرة مؤخرا، ومهدت المحكمة الطريق أمام إدارته لاستئناف ترحيل المهاجرين إلى بلدان أخرى غير بلدانهم دون أن تتاح لهم فرصة لإظهار الأضرار التى يمكن أن يتعرضوا لها، وفى قرارين منفصلين فى 19 و30 مايو، سمحت المحكمة للإدارة بإنهاء الوضع القانونى المؤقت الذى سبق أن منحته الحكومة لمئات الآلاف من المهاجرين لأسباب إنسانية. والمشكلة الأهم هنا هى أنه عقب القرار «يمكننا الآن التقدم بطلب رسمى للمضى قدمًا فى سياسات تم حظرها ظلمًا»، حسب تصريح ترامب، فالمحاكم الأدنى منعت تخفيضات الرئيس فى المساعدات الخارجية، وبرامج التنوع، والهيئات الحكومية الأخرى، وحدّت من قدرته على فصل موظفى الحكومة، وعلّقت إصلاحات أخرى متصلة بالهجرة، وعلّقت التغييرات التى أصدرها البيت الأبيض على العمليات الانتخابية، لكن الإدارة الآن فى وضع أقوى بكثير لمطالبة المحاكم بالسماح لها بالمضى قدمًا فى العديد من هذه القضايا الجدلية والمصيرية.