logo
جودة الهواء في الأماكن المغلقة.. ركيزة أساسية في مسيرة الاستدامة

جودة الهواء في الأماكن المغلقة.. ركيزة أساسية في مسيرة الاستدامة

صحيفة الخليجمنذ 16 ساعات
تركّز استراتيجيات الاستدامة حول العالم على مفاهيم مثل كفاءة الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، وتقليل النفايات، إلا أن جانباً بالغ الأهمية غالباً ما يُهمَل، وهو جودة الهواء الداخلي.
وتُعد جودة الهواء في الأماكن المغلقة عنصراً محورياً في تحقيق تنمية حضرية مستدامة، لما لها من تأثير مباشر في صحة الأفراد وسلامة البيئة. وفي منطقة الشرق الأوسط، تبرز جهود ملموسة نحو تحقيق الاستدامة من خلال رؤى وطنية طموحة، من أبرزها «استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني 2050».
ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وقضاء السكان أغلب أوقاتهم داخل المباني المغلقة، خاصة في المراكز التجارية التي تزخر بوجهات مختلفة للبيع والترفيه والتفاعل الاجتماعي، تزداد الحاجة إلى تعزيز جودة الهواء الداخلي كعامل أساسي في دعم الصحة العامة، ورفع مستويات الراحة والرفاهية، وتحسين تجربة الضيوف الشاملة.
يمكن أن يؤدي سوء التهوية، وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، والمركبات العضوية المتطايرة (TVOCs)، والجسيمات الدقيقة (PM2.5 and PM10) المنبعثة من مواد البناء والمصادر الداخلية إلى ظهور مشاكل صحية مثل الشعور بالإرهاق واضطرابات الجهاز التنفسي، ما يؤثر سلباً في الضيوف والموظفين داخل المبنى.
وأظهرت الدراسات أن تحسين جودة الهواء الداخلي لا ينعكس فقط على صحة الأفراد، بل يعزز أيضاً من كفاءة الموظفين، وإنتاجية العمل، والأداء الاقتصادي بشكل عام.
وعلى الرغم من الأهمية المتزايدة لجودة الهواء الداخلي، فإنها لا تزال تُعامل كعامل ثانوي في مناقشات الاستدامة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع استهلاك الطاقة في أنظمة الترشيح التقليدية. ومع ذلك، فإن التقدم في تقنيات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)، إلى جانب ابتكارات تنقية الهواء، أتاح حلولاً أكثر كفاءة وصديقة للبيئة. اليوم، تتيح أنظمة المراقبة الذكية المعززة بتقنية «إنترنت الأشياء» IoT إمكانية قياس مؤشرات جودة الهواء، مثل الجسيمات الدقيقة، وثاني أكسيد الكربون، والمركبات العضوية المتطايرة، وذلك بشكل آني، ما يتيح تحسين أداء التهوية والترشيح، مع خفض استهلاك الطاقة في الوقت ذاته. وتُعد هذه الأنظمة ركيزة أساسية في تعزيز البيئات الداخلية الصحية، ودعماً عملياً لتوجهات الاستدامة طويلة المدى.
وفي «الفطيم العقارية»، نولي أهمية قصوى لجودة الهواء الداخلي في جميع منشآتنا، لاسيما مراكز التسوق، ونعمل باستمرار على تحسينها. ومن خلال شراكتنا مع شركة «إيرزونس» AirZones، اعتمدنا تقنيات متطورة قائمة على إنترنت الأشياء لمراقبة جودة الهواء وتحسينها لحظياً، بما في ذلك في مركزنا «دبي فستيفال سيتي مول».
وتعتمد «إيرزونس» على تحويل البيانات المعقدة إلى نظام تصنيف مبسّط قائم على النجوم، مع تقديم توصيات عملية لفرق إدارة المركز مثل تعزيز التهوية، وتحديث المرشحات، ورفع كفاءة بروتوكولات التنظيف.
أثمرت هذه المبادرات نتائج واضحة، إذ حافظنا على مستويات جسيمات (PM2.5) تحت 12 ميكروغرام/متر مكعب، وثاني أكسيد الكربون دون (500) جزء في المليون، والمركبات العضوية المتطايرة دون 200 جزء بالبليون.
وتتوافق هذه المؤشرات مع أعلى المعايير الدولية، بل تتخطى توقعات منظمة الصحة العالمية، وتوصيات جمعية مهندسي التدفئة والتبريد الأمريكية (ASHRAE)، ومعايير WELL الخاصة بصحة المباني. ونتيجة لهذا الأداء، صُنفنا ضمن أفضل 10% من المنشآت التي تعتمد تقنيات ايرزونس «AirZones» في القطاع، مع الحفاظ على تقييم يفوق 4 نجوم بشكل مستمر وتحقيق تقدم ملحوظ في مؤشرات جودة الهواء الرئيسية.
الاستدامة لا تعني فقط تشييد مبانٍ ذات بصمة كربونية منخفضة، بل تمتد لتشمل توفير بيئات داخلية صحية تعزز رفاهية الأفراد وتدعم جودة حياتهم. وبينما تمضي دول الشرق الأوسط بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها البيئية، يبرز دمج جودة الهواء الداخلي كعنصر أساسي ضمن منظومة متكاملة تشمل كفاءة الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، وتقليل النفايات، لرسم ملامح رؤية متكاملة للتنمية الحضرية المستدامة.
ولتحقيق هذه الرؤية، يصبح التعاون بين المطورين العقاريين، ومزودي الحلول التكنولوجية، وجميع الجهات المعنية ضرورة ملحّة لضمان الالتزام بمعايير جودة الهواء الداخلي، بما يعزز صحة الإنسان ويحمي البيئة. ومن خلال هذا التكامل والعمل الجماعي، نرسي الأسس لمدن أكثر استدامة وازدهاراً، تلبّي تطلعات الأجيال المقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أم ليليان» تعاني أمراضاً مزمنة وتحتاج إلى علاج بـ 8868 درهماً
«أم ليليان» تعاني أمراضاً مزمنة وتحتاج إلى علاج بـ 8868 درهماً

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • الإمارات اليوم

«أم ليليان» تعاني أمراضاً مزمنة وتحتاج إلى علاج بـ 8868 درهماً

تعاني (أم ليليان - 64 عاماً) أمراضاً مزمنة، منها مشكلات صحية في القلب، وارتفاع حاد في السكري وضغط الدم، وخضعت لعملية قسطرة قلبية، وتحتاج إلى أدوية وعقاقير طبية بقيمة 8868 درهماً لمدة عام، وتناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحمية مساعدتها في تدبير المبلغ المطلوب للعلاج. ويشير تقرير طبي صادر عن مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، إلى أن المريضة جاءت إلى قسم الطوارئ وهي تشكو وجود آلام حادة في منطقة الصدر، وضيقاً في التنفس، إضافة إلى دوخة شديدة وتعرق غزير، موضحاً أنها تحتاج إلى خطة علاجية لمدة عام، ومتابعة دورية بالمستشفى، حتى لا تتعرض حالتها للخطر. وتروي المريضة قصة معاناتها مع المرض لـ«الإمارات اليوم»، قائلةً: «أثناء تنظيف وترتيب المنزل، شعرت بتعب شديد، وألم في منطقة الصدر، وتوقعت أن تلك الأعراض بسبب بذل جهد مضاعف، فأخذت قسطاً من الراحة، وبعض المسكنات الطبية، ولكن بعد مرور أسبوع كانت الأعراض تزداد حدتها، ولم يكن بمقدوري تحمل الآلام، ولم تُجدِ المسكنات نفعاً». وأضافت: «اصطحبني زوجي إلى قسم الطوارئ في مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي، وأجرى الطبيب المعالج العديد من الفحوص والتحاليل المخبرية، فأظهرت النتائج أنني أعاني مشكلات صحية في الجهاز التنفسي والقلب، وارتفاعاً حاداً في مستوى السكر وضغط الدم، وأكد الطبيب ضرورة إجراء عملية قسطرة قلبية، في أسرع وقت ممكن، حتى لا تتعرض حياتي للخطر». وتابعت: «تدخل الفريق الطبي سريعاً، وأجريت العملية الجراحية في اليوم الثاني، وتم تركيب الدعامات القلبية، التي أدت إلى استقرار الحالة الصحية بشكل كبير، ومكثت في المستشفى لمدة أسبوع لتلقي العلاج والرعاية الصحية إلى أن تحسنت حالتي، ثم رجعت بعدها إلى المنزل، ونصحني الطبيب المعالج بأخذ الأدوية والعقاقير الطبية، والاستمرار في متابعة الحالة الصحية بشكل دقيق». أوضحت أن كلفة العلاج 8868 درهماً لمدة عام، وزوجها هو المعيل الوحيد للأسرة، ويعجز عن تدبير المبلغ نظراً إلى ظروفه المالية المتواضعة، مشيرة إلى أنه يعمل براتب 4000 درهم، يسدد منه إيجار المسكن، والباقي يذهب لمصروفات الحياة اليومية من مأكل ومشرب. وقالت إنها تخشى من الدخول في أزمة صحية مرة أخرى، حال تأخرها عن أخذ الأدوية اللازمة. وتناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مدّ يد العون لها ومساعدتها في تدبير المبلغ المطلوب، قبل أن تنتكس حالتها. المريضة: • زوجي المعيل الوحيد للأسرة، وظروفه المالية متواضعة، فراتبه 4000 درهم يسدد منه إيجار المسكن، والبقية لمصروفات الحياة اليومية.

«الوطني للتأهيل» يُطلق برامج لتوعية الطلبة بمخاطر الإدمان
«الوطني للتأهيل» يُطلق برامج لتوعية الطلبة بمخاطر الإدمان

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • الإمارات اليوم

«الوطني للتأهيل» يُطلق برامج لتوعية الطلبة بمخاطر الإدمان

أكد المركز الوطني للتأهيل أن وعي المجتمع بخطورة الإدمان والثقة بخدماته العلاجية، شهد ارتفاعاً ملحوظاً تؤكده الزيادات المتتالية في عدد الاستشارات والمكالمات الواردة إلى المركز. وقال الرئيس التنفيذي للمركز، يوسف الذيب الكتبي، إن جهود التوعية تركز على فئة الشباب والمراهقين، بالتنسيق مع المدارس والجامعات، في تنفيذ برامج تستهدف الطلاب والكادر التعليمي، بهدف تعزيز البيئة الدراسية الآمنة التي تحميهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. وأضاف أن عام 2024 شهد إطلاق سلسلة من المبادرات التوعوية والتثقيفية التي تستهدف الوقاية من الإدمان، لاسيما بين فئة الشباب وطلبة المدارس، ضمن استراتيجية شاملة تركز على الوقاية المجتمعية، حيث نفذ المركز أكثر من 107 فعاليات، بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، وشارك في ملتقيات ومعارض متنوعة، منها ملتقى مستشفيات الظفرة الصحي الثالث، ومهرجان ليوا الدولي «تل مرعب»، ومعرض الشرطة العسكرية لمكافحة المخدرات والجرائم الإلكترونية، الذي استهدف توعية أكثر من 10 آلاف مجنّد من الخدمة الوطنية والاحتياطية. ولفت الكتبي إلى افتتاح فرع جديد للمركز في منطقة الظفرة، لتوسيع نطاق الخدمات، إضافة إلى أتمتة نظام الصيدلة بالكامل، وتطوير منظومة علاجية متكاملة ترتكز على الوقاية والاستمرار في العلاج وإعادة إدماج المتعافين، فضلاً عن تحديث البروتوكولات العلاجية، وتعزيز برنامج العلاج الأسري عبر جلسات إرشادية للأسر، وتحسين التنسيق بين الفرق الطبية والنفسية والاجتماعية، لضمان تقديم رعاية شاملة. وتطرق الكتبي إلى التحديات التي تواجه عملية العلاج وفي مقدمتها الوصمة المجتمعية والخوف من الملاحقة القانونية، مؤكداً التزام المركز بمبدأ السرية والخصوصية، وتوفير بيئة علاجية داعمة تشجع على طلب المساعدة، عبر تقديم برامج دعم موجهة لأسر المرضى تشمل التوعية والتثقيف، إضافة إلى خدمات دعم اجتماعي ونفسي، انطلاقاً من أهمية دور الأسرة الواعية في دعم المتعافين، ومنع الانتكاسة. وأشار إلى توقيع شراكات استراتيجية مع جهات محلية ودولية، تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير البرامج العلاجية ودعم الأبحاث، بما يسهم في تعزيز جودة الخدمات وتحقيق التعافي المستدام، منوهاً بالدور الحيوي لوسائل الإعلام في دعم وتعزيز حملات التوعية، باعتبارها شريكاً رئيساً في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتغيير النظرة السلبية تجاه العلاج. يوسف الكتبي: • نواجه تحديات في عملية العلاج، أبرزها الوصمة المجتمعية والخوف من الملاحقة القانونية، ونلتزم بمبدأ السرية، وتوفير بيئة علاجية داعمة.

عبدالرحمن العويس: «عهد الاتحاد» يوم مجيد
عبدالرحمن العويس: «عهد الاتحاد» يوم مجيد

صحيفة الخليج

timeمنذ 8 ساعات

  • صحيفة الخليج

عبدالرحمن العويس: «عهد الاتحاد» يوم مجيد

قال عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي إن يوم عهد الاتحاد يمثل يوماً مجيداً في تاريخ وطننا الغالي، ومناسبة عزيزة على قلوب كل المواطنين، وذكرى غالية راسخة في وجداننا نستذكر فيها جهود الآباء المؤسسين المخلصة لتأسيس دولة الاتحاد ووضع دستور لها، ونستلهم منها أهمية الاجتماع على كلمة سواء واحدة، وعلى قلب رجل واحد، وعلى أهداف وطنية واحدة. فيوم عهد الاتحاد يعلمنا أن التكاتف والتعاضد بين المواطنين هو ما يصون وطننا الغالي، وأن الإخلاص في العمل هو سبيل تقدمه وازدهاره، وأن الولاء لقيادتنا الرشيدة هو من ثوابت قيام دولة الاتحاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store