
«التالتة تابتة» في جمعة الذكريات بـ(العلمين).. تامر حسني يربط الماضي بالحاضر ويكتشف نجوم المستقبل
جيهان حسين
في صيف مزدحم بالألوان، تتنوع حفلات مهرجان العلمين، وفعالياته، من فنانين قادرين على صياغة أنفسهم من جديد في كل مرة، ومطربين يتلون رواياتنا الذاتية، بين أغنية وأغنية، فحفلات العلمين ليست مجرد مواعيد متفق عليها مع الموسيقى والغناء، وإنما تلاقٍ وتوحد جماهيري مع أصوات طازجة في زمن المعلبات، طقوس جمعية للتحرر من الملل والتكرار، رحلة بحث عن الذات المنصهرة في بوتقة الحياة، رغبة في التنفيس عن مشاعر مكبوتة بفعل الضغوط، دعوة للتأمل والاسترخاء في عصر متلاحق لا يهدأ، حالة شعورية تستمر طويلاً، ففي مهرجان العلمين لكل حفل بداية، ولكن بلا نهاية.
لم تكن لحظة صعود تامر حسني على خشبة مسرح "يو آرينا" بالعلمين، مجرد إشارة بداية لحفل غنائي استعراضي تتراقص معه أحلام الشباب، وإنما كانت "وقفة مع الحلم"، حيث عرضت لقطات من أفلامه ممزوجة بـ"نسخة معدلة بالذكاء الاصطناعي" لتامر حسني وهو "عجوز"، كأنه يشاهد نسخته القديمة الشابة تصول وتجول، ليدغدغ مشاعر الجمهور بـ"نوستالجيا الحنين"، في لحظة تلاقٍ لكل شخص مع نفسه، وكأن تامر أراد أن يقول: "أنا تعبت عشان أبقى موجود"، رسالة ضمنية لعدد من الأجيال، منها مَن كبرت فجأة، ووجدت نفسها "أربعينية"، ومنها مراهقون أنهوا موسمهم الدراسي وهرعوا إلى بحر العلمين لاصطياد المتعة في أشهر الإجازة، وبين كل هؤلاء، وقف (تامر)، الملقب بـ"نجم الجيل"، ليثبت أنه "متجدد لكل الأجيال"، وليس فقط المغني المفضل لشباب الألفية ممن عرفوه باسم "تامر وشيرين"!!
حين وقف تامر ليغني، بدأ بتوجيه الشكر للكينج محمد منير لمشاركته دويتو "الذوق العالي" الذي طرح مؤخراً، ثم دخل في وصلة غناء تفاعل معها الجمهور، حتى أن البحر خلفهم بدا وكأنه يتمنى الغناء، أو أن أمواجه رغبت في الرقص على إيقاعات أغانيه المرحة، والتوحد مع موسيقاه الرومانسية في أغاني الشجن والفراق، ففي قلب العلمين الجديدة، اجتمعت الأفكار وتشابكت القلوب في سلسلة لؤلؤية من الشغف والشوق لاقتناص وقت ممتع خفيف لذيذ يقتات به الجمهور في مواسم الشتاء الثقيلة، وكأنما استعانوا بصوت "تامر"، كخلفية ذكريات تروى عن الأمل والتكوين، عن الانكسارات والانتصارات، سرد حي شارك به آلاف البشر في حيز واحد من الحياة.
ذلك الحيز الرملي الأصفر، الذي تظلله زرقة السماء، ويتصدره البحر كـ"راوي الأيام"، شهد حفلاً يوم "الجمعة" الماضي، ولم تكن كأي "جمعة"، كانت جمعة الذكريات والأحلام، اجتمعت فيها أجيال متعاقبة، منها مَن نضج، ومنها ما زال في طور التكوين، منها مَن واجه صعوبات الظروف، ومنها ما زال يتلمس أولى خطواته بمشوار الحياة، ووسط تضارب المشاعر واختلاف الأعمار واللهجات، استطاع تامر أن يطرب الجميع، فإحساسه الداخلي حينما يغني، يمكنه أن يخلق مشهداً صادقاً مؤثراً، يكون الجميع أبطاله.
أعاد تامر حسني مفهوم ابتكار "الحفل الحي"، في خلطة من الحميمية والاحتراف، من العفوية والتقنية، من الدفء الجماهيري والإبهار، وبدت أغانيه مزيجاً تفاعلياً من الحوار الداخلي، والبكاء المكتوم، والقبلات المؤجلة، والجراح الغائرة التي لم تندمل بمرور الزمن، وانطلق بباقة من أشهر أغانيه، سواء التي طرحت في ألبومات، أو أغاني أفلامه التي شكلت جزءاً من وجدان جمهور السينما في الوطن العربي.
ولأن تامر حسني من الذكاء بمكان، قرر أن يواصل مسيرته في مشاركة نجوم الشباب عروضه وأغانيه، وبرغم أن مطرباً سورياً يدعى "الشامي"، يبلغ من العمر "نصف عمر تامر"، إلا أن الأرواح ليس لها عمر محدد، وقف الاثنان معاً على خشبة مسرح مهرجان العلمين، لأول مرة، يتشاركان دويتو "ملكة جمال الكون"، الذي طرح مؤخراً، وحقق مشاهدات تخطت "92" مليون مشاهدة، عبر يوتيوب، في توليفة مصرية سورية تجمع بين الدبكة والمقسوم الشرقي، تشاركا تأليفها وتلحينها، وقف "الشامي"، بخلفيته الشبابية الأقرب إلى موسيقى "أندر جراوند"، وتفاعل معه الجمهور الذي يراه "لايف" لأول مرة، وهو الشاب العشريني الذي هاجر من بلده منذ صباه، ليرتحل في عدد من البلدان، ويستقر في تركيا، حيث ذابت موسيقاه العربية مع الأوروبية في مزيج خاص من الحكاية والأغنية، محققاً شعبية بين فئة عمرية يحاكي طموحاتها كشباب صغير السن، تاهت أحلامه على قارعة الأيام، فاستطاع من خلال تجربة "الشامي"، أن يصرخ معه معبراً عن آلامه وأفراحه، نطق بصوته الذي لم يسمعه أحد من قبل، فإذا بالعالم كله يسمع وينصت.
ومثلما فعل تامر حسني منذ سنوات، بتقديم صوت شاب موهوب اسمه "كريم محسن"، فعلها مرة ثانية ها هنا، بمهرجان العلمين، بـ"كريم" آخر، وقدم موهبة تدعى "كريم أسامة"، شاركه غناء "هو ده بقى"، في لحظة إنسانية فنية (هي دي بقا)، كأنها توصية علنية من تامر لكل النجوم، توصية بالأمل والطموح ودعم المواهب الجديدة، لحظة اعتراف بمستقبل جديد يولد على يديه، في مغامرة فنية تثبت أن تامر لا يكتفي بنجوميته، وإنما يؤمن بـ"عدوى الضوء"، وينشره على الملأ.
حفل تامر في العلمين لم يكن الأول له في تاريخ المدينة، وإنما هي "التالتة تابتة"، حيث ارتبط جمهور المكان بصوت تامر، وكأنه يضرب مثالاً بنفسه كمشروع فني متكامل متعدد البدايات والوجوه، فهو كاتب، ملحن، ممثل، مخرج، صانع دويتوهات عالمية، ومكتشف نجوم، كل هذه الوجوه توحدت على خشبة مسرح العلمين الجديدة، تلك المدينة التي خُلقت من قلب الرمل والماء، وعزفت على أوتار الحلم في ليلة "تامرية" تنبض كل تفاصيلها بالصدق والتجدد، وكأن تامر لم يأتِ للعلمين لكي ينشد أغانيه، بل ليبدأ من جديد، وكأن كل صيف هو أول الطريق المفروش بحماسة البدايات الوردية، وكانت كل تصفيقة وعداً بالمشاركة والاستمرار والدعم، وكانت كل صيحة إعجاب صرخة داخلية من أعماق القلوب، انعكاساً حيّاً لملايين الأحلام المتناثرة على قارعة الرحلة المتعبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 15 دقائق
- فيتو
آخرها حفل محمد رمضان بالساحل، 5 حفلات غنائية مأساوية لأبرز النجوم
تصدر النجم محمد رمضان مؤشر البحث جوجل ومواقع السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، وذلك بعد الحادث المأساوي الذي وقع بالساحل الشمالي، والذي أسفر عن مصرع شخص وعدد من الإصابات، إثر انفجار نتج عن خلل فني في أحد أنابيب الغاز المتصلة بمنظومة إطلاق الألعاب النارية، وقد سقطت الألعاب النارية باتجاه المسرح والجمهور، مما دفع محمد رمضان إلى إيقاف الحفل فورًا. محمد رمضان ليس الأول بل شهدت حفلات سابقة للنجوم حوادث مأساوية، مثل ما حدث بحفلات تامر حسني، حيث شهد حفلاته حادثتين في فترات متقاربة. كانت الأولى في حفله بالإسكندرية والذي أحياه في شهر أكتوبر الماضي، حيث قرر الفنان تامر حسني عدم استكمال الحفل وقتها وذلك بسبب سوء التنظيم، وحالات الإغماء العديدة التي شهدها الحفل بسبب الزحام الشديد. كما أن الفنان تامر حسني دخل في مشادة كلامية مع أحد الجاردات بسبب معاملته مع أحد الحاضرين، والذي كان يريد التقاط صورة مع تامر على المسرح. وطلب تامر حسني من إش إش مدير إنتاج شركته النزول من على المسرح لكي يطمئن ويحمل الجمهور الذي تعرض للتعب نتيجة التدافع والزحام خلال الحفل. وفي حفل آخر أحياه تامر حسني منذ فترة في قصر البارون تعرض عدد من الجمهور إلى إصابات بسبب سقوط استاند الإضاءة مما اضطره إلى إلغاء الحفل. ومنذ أكثر من 8 سنوات، أحيا حمادة هلال حفلا غنائيا كبيرا بالسويس، ولكن انقلب الحفل إلى عزاء بعد وفاة طفلة في الحفل عمرها 8 سنوات بسبب تعرضها لصعق كهربائي وفشلت محاولات إنقاذها ورحلت عن الحياة، ووقتها دخل حمادة هلال في نوبة بكاء شديدة على الهواء بسبب صدمته بعد وفاة هذه الطفلة. ويعد ويجز واحدا من أبرز النجوم الذين ترفع حفلاتهم شعار كامل العدد، وفي عام 2022 قرر ويجز أن يلغي حفله بمركز المنارة بعد انطلاق الحفل بساعة بسبب ازدحام الحضور واقتحام البعض الحفل. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


خبر صح
منذ 7 ساعات
- خبر صح
الشامي يبدأ جولته الغنائية في أغسطس من تونس
يستعد النجم لإطلاق جولة فنية جديدة خلال شهر أغسطس، حيث تتضمن سلسلة من الحفلات الغنائية في عدد من الدول العربية، ويبدأ مشواره الفني هذا الشهر بحفل جماهيري يُقام مساء اليوم 1 أغسطس في تونس، ويواصل الشامي جولته بحفل ثانٍ في لبنان يوم 3 أغسطس، ليختتمها بحفل مميز يُقام في الساحل الشمالي بمصر يوم 23 أغسطس، وذلك ضمن الفعاليات الصيفية المنتظرة، حيث يُتوقع أن يحظى الحفل بحضور جماهيري واسع. الشامي يبدأ جولته الغنائية في أغسطس من تونس ممكن يعجبك: أنغام تشارك كواليس حفلها الأخير في الكويت من أجمل الليالي ومن المنتظر أن يُقدّم الشامي خلال جولته باقة مختارة من أبرز أعماله الغنائية التي رسخت اسمه في الساحة، إلى جانب أغانٍ جديدة تُعرض لأول مرة على المسرح، ما يضفي طابعًا خاصًا على هذه الجولة. جمهور مهرجان العلمين يشعل الأجواء مع الشامي وكان الشامي قد ألهب أجواء مهرجان العلمين الجديدة في حفله الأخير الذي أُقيم يوم الجمعة الماضية، حيث قدّم عرضًا غنائيًا تميز بالحيوية والتفاعل، وأدى خلاله مجموعة من أشهر أغانيه، مثل: 'جيناك'، 'ساميتك سما'، 'صبرا'، 'يا ليل يا عين'، 'ليلي'، 'خذني'، و'وين'، إلى جانب ميدلي غنائي خاص جمع أبرز محطاته الموسيقية. ممكن يعجبك: جثمان والدة المخرجة سارة وفيق يصل إلى مسجد الحمد بالتجمع | صور واستجابةً للحماس الكبير من الجمهور، أعاد الشامي غناء أغنيته الشهيرة 'وين' في ختام الحفل، وسط ترديد جماعي من الحضور، في لحظة عاطفية خطفت الأضواء وعبّرت عن مدى تعلق الجمهور بأعماله. آخر أعمال الفنان الشامي في تعاون فني يُعد من أبرز مفاجآت العام، أطلق النجم تامر حسني والنجم الشاب الشامي ديو غنائيًا جديدًا بعنوان 'ملكة جمال الكون'، ليقدما معًا تجربة موسيقية متميزة تمزج بين الإيقاع الشرقي العصري وروح الدبكة اللبنانية والإيقاع المصري المقسوم، في عمل ينبض بالحيوية والتجديد. وقد حققت الأغنية التي تم طرحها قبل شهرين فقط، رقمًا قياسيًا في عدد المشاهدات، متجاوزة حاجز 100 مليون مشاهدة (100,965,114) عبر يوتيوب، ما يعكس الإقبال الجماهيري الكبير والتفاعل الواسع مع هذا التعاون الاستثنائي. ما يميز أغنية 'ملكة جمال الكون' هو التوليفة المتكاملة التي جمعت بين تامر حسني والشامي، ليس فقط في الأداء، بل أيضًا في كتابة الكلمات وتلحين الأغنية، ليظهر العمل كنتاج إبداعي مشترك يعكس الانسجام الفني بين النجمين. وجاءت الأغنية بلمسة إنتاجية حديثة تجمع بين الطابع الشعبي المعاصر والإحساس العاطفي القريب من الجمهور، وهو ما ساهم في انتشارها الكبير على مختلف المنصات، وتحقيقها تفاعلًا لافتًا في الوطن العربي وخارجه.


بوابة الفجر
منذ 9 ساعات
- بوابة الفجر
فيلم "ريستارت" لـ تامر حسني مهدد بالسحب من دور العرض السينمائية
منافسة قوية تشهدها دور العرض السينمائية المصرية، وتراجع فيلم 'ريستارت' للنجم تامر حسني، واحتل المركز الأخير في دور العرض، حيث حصد إيرادات أمس تبلغ 52،390 جنيهًا، حسب ما صرح الموزع السينمائي محمود الدفراوي. أحداث فيلم "ريستارت" تدور أحداث 'ريستارت' حول 'محمد'، فني هواتف بسيط يحلم بالزواج من 'عفاف'، من شخصية مؤثرة على مواقع التواصل، لكن ضيق الحال يدفعهما لتجربة طريق الشهرة عبر الإنترنت، بدعم من عائلتهما الكوميدية وبتدخل وكيل رقمي غامض يُدعى 'الجوكر'، يحققان شهرة مفاجئة، لكن سرعان ما تختبر العائلة ثمن النجاح عندما تبدأ القيم في التلاشي أمام الأضواء والمال. طاقم عمل فيلم "ريستارت" يشارك في الفيلم إلى جانب تامر حسني كل من هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، عصام السقا، ميمي جمال، وعدد كبير من ضيوف الشرف منهم إلهام شاهين، محمد رجب، شيماء سيف، رانيا منصور، توانا الجوهري، وأحمد حسام ميدو. الفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق.