
حكاية لاعب .. محمد ناجي جدو وأسطورة البديل الذهبي
لا تُختصر حكايات كرة القدم بالمهارات والألقاب فقط، بل تتجاوزها إلى لحظات مفصلية تصنع مجدًا شخصيًا وتلامس وجدان الجماهير، كما في قصة محمد ناجي "جدو"، اللاعب المصري الذي دخل تاريخ الكرة الإفريقية من الباب الخلفي، وصعد إلى القمة دون صخب أو أضواء.
لم يكن جدو من لاعبي الصف الأول في الدوري المصري، بل كان مهاجمًا مغمورًا في صفوف الاتحاد السكندري، حين قرر المدرب المخضرم حسن شحاتة استدعاءه لقائمة الفراعنة المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2010 في أنغولا، في قرار أثار الدهشة، بل وسخر منه البعض، متسائلين: من هو جدو؟ ولماذا تمت دعوته على حساب أسماء أكثر شهرة؟
الإجابة جاءت على أرض الملعب، حيث كتب جدو قصته بقدمه اليمنى، وبهدوئه القاتل، بعدما سجّل 5 أهداف في البطولة، جميعها كبديل، ليقود مصر نحو اللقب الإفريقي السابع، وينال لقب هداف البطولة من مقاعد البدلاء.
البديل الذي غيّر مفهوم "الاحتياطي"
تحوّل جدو من مجرد لاعب بديل إلى "البديل الذهبي"، النموذج الذي يُستشهد به حين يُسأل: هل يمكن للاعب بديل أن يصنع الفارق؟ أهدافه لم تكن فقط حاسمة، بل كانت تنقذ المنتخب في لحظات ضياع، كما فعل في نصف النهائي أمام الجزائر، والنهائي أمام غانا، حين سجّل هدف الفوز قبل دقائق من النهاية.
إنها لحظة لا تُنسى: الدقيقة 85، المباراة تتجه نحو الأشواط الإضافية، تمريرة من محمد زيدان، لمسة واحدة من جدو، تسكن الشباك الغانية، وينفجر الملعب فرحًا.. هدف كتب اسمه في قلوب المصريين إلى الأبد.
ما بعد المجد.. خطوات صامتة
بعد البطولة، أصبح جدو هدفًا لأكبر أندية مصر، ودخل في صراع مثير بين الأهلي والزمالك، انتهى بانضمامه للقلعة الحمراء، حيث عاش لحظات جديدة من النجاح، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا 2012، والمشاركة في كأس العالم للأندية.
لكن نجوميته خفتت تدريجيًا، بسبب الإصابات وعدم الاستقرار الفني، لينتقل بعدها إلى أندية أخرى، ويبتعد عن الأضواء تدريجيًا، دون أن يُثير الجدل أو يفتعل الضجيج.. كما بدأ، رحل في هدوء.
حكاية جدو ليست فقط قصة أهداف، بل هي رسالة لكل لاعب لم تُسلّط عليه الأضواء: الإيمان بالنفس والصبر والثقة قد تجعل من لحظة عابرة طريقًا إلى المجد. لم يكن جدو الأجمل فنيًا، لكنه كان الأصدق في اغتنام اللحظة، وتحويل التهميش إلى بطولة، والظل إلى ضوء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ملاعب
منذ ساعة واحدة
- ملاعب
الاتحاد السعودي يخاطب أهلي جدة للمشاركة في كأس السوبر
اضافة اعلان خاطب الاتحاد السعودي لكرة القدم، إدارة نادي أهلي جدة، من أجل المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي لموسم 2025-2026، وذلك عقب انسحاب نادي الهلال.وكان الهلال قد أعلن اعتذاره رسميًا عن عدم خوض منافسات السوبر، في خطاب تلقاه الاتحاد السعودي، وهو ما فتح الباب أمام مشاركة بديل، خاصة أن البطولة تنطلق في الفترة من 19 إلى 23 أغسطس/آب المقبل بمدينة هونج كونج.وكان من المقرر أن يواجه الهلال نظيره القادسية في نصف النهائي، إلى جانب مواجهة النصر والاتحاد في الطرف الآخر، قبل أن يتغير مسار البطولة إثر قرار الاعتذار الأزرق.وبحسب صحيفة "اليوم" السعودية، فإن الاتحاد السعودي تواصل مع إدارة النادي الأهلي خلال الساعات الماضية، وطلب مشاركته بدلاً من الهلال، مشيرة إلى أن القرار النهائي سيُحسم خلال وقت قريب.وذكرت الصحيفة أن إدارة الأهلي تنتظر وصول الخطاب الرسمي، قبل عقد اجتماع مع المدرب الألماني ماتياس يايسله، لاتخاذ القرار المناسب بشأن خوض البطولة من عدمه.


ملاعب
منذ ساعة واحدة
- ملاعب
عكس الأهلي.. الزمالك يتجاهل دعم حسن شحاتة
اضافة اعلان تجاهل نادي الزمالك دعم أسطورته ونجمه الأسبق حسن شحاتة بعد تعرضه لوعكة صحية في الساعات الماضية.وأعلن أحمد حسن قائد منتخب مصر الأسبق عبر منصات التواصل الاجتماعي خضوع حسن شحاتة إلى عملية جراحية عاجلة بسبب الوعكة الصحية التي تعرض لها.ولم يصدر أي تعليق من جانب نادي الزمالك لدعم حسن شحاتة في أزمة الوعكة الصحية التي تعرض لها.في المقابل، وجه الأهلي رسالة داعمة لحسن شحاتة بعدما نشر عبر صفحته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي صورة للمدرب الأسبق لمنتخب مصر.وكتب حساب النادي الأهلي: "حسن شحاتة.. ألف سلامة عليك" في رسالة داعمة لأسطورة الكرة المصرية.وحقق حسن شحاتة لقب كأس الأمم الأفريقية 3 مرات على التوالي مع منتخب مصر في نسخ 2006 و2008 و2010.


ملاعب
منذ 5 ساعات
- ملاعب
حكاية لاعب .. محمد ناجي جدو وأسطورة البديل الذهبي
اضافة اعلان لا تُختصر حكايات كرة القدم بالمهارات والألقاب فقط، بل تتجاوزها إلى لحظات مفصلية تصنع مجدًا شخصيًا وتلامس وجدان الجماهير، كما في قصة محمد ناجي "جدو"، اللاعب المصري الذي دخل تاريخ الكرة الإفريقية من الباب الخلفي، وصعد إلى القمة دون صخب أو أضواء.لم يكن جدو من لاعبي الصف الأول في الدوري المصري، بل كان مهاجمًا مغمورًا في صفوف الاتحاد السكندري، حين قرر المدرب المخضرم حسن شحاتة استدعاءه لقائمة الفراعنة المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2010 في أنغولا، في قرار أثار الدهشة، بل وسخر منه البعض، متسائلين: من هو جدو؟ ولماذا تمت دعوته على حساب أسماء أكثر شهرة؟الإجابة جاءت على أرض الملعب، حيث كتب جدو قصته بقدمه اليمنى، وبهدوئه القاتل، بعدما سجّل 5 أهداف في البطولة، جميعها كبديل، ليقود مصر نحو اللقب الإفريقي السابع، وينال لقب هداف البطولة من مقاعد البدلاء.