logo
برامج التوك شو.. هل انتهت صلاحيتها؟!

برامج التوك شو.. هل انتهت صلاحيتها؟!

فيتومنذ 20 ساعات
لم تكن برامج التوك شو في مصر مجرد مواد ترفيهية أو شاشات لتمضية الوقت، بل كانت -ذات يوم- متنفسًا لصوت الناس، ومرآةً تعكس هموم المجتمع، ومجالًا عامًا تتقاطع فيه الآراء، وتُطرح فيه الأسئلة. لكنها اليوم صارت باهتة، متكررة، تائهة بين دعاية رسمية مملة، وصيحات غضب مصطنعة، وزعيق وشتائم وانفعالات تمثيلية جوفاء لا تُقنع أحدًا. لقد تحولت إلى منابر بلا جمهور، وإلى سؤال بلا إجابة، وإلى إعلام يتحدث كثيرًا ولا يقول شيئًا.
التحول لم يكن عفويًّا، بل نتيجة مباشرة لتآكل هامش التنوع والإبداع، وانكماش مساحات الفكر، وغلبة الصوت الواحد على كل روافد التعبير. لم تعد الشاشة مجالًا مفتوحًا للحوار، بل أصبحت منصةً لترديد رواية واحدة، ونبذ كل رأي مختلف أو نقدٍ صريح.
المذيع لا يناقش، بل يُلقّن. والضيف لا يعارض، بل يوافق ويتملق. والجمهور لم يعد يرى نفسه فيما يُقدَّم، فغادر بهدوء، دون أن يلتفت أحد إلى غيابه.
برامج التوك شو التي كانت يومًا منصات لصناعة الرأي العام، ومراقبة السلطة، ومساءلة المسؤول، أضحت الآن ملحقًا بالبيان الحكومي، تبرر كل شيء، وتصوغ المحتوى بلغة التهويل والتخويف. أين ذهب السؤال الحقيقي؟ أين المواطن الذي يسأل ويحاسب؟ أين النقاش الذي يتسع للوجه الآخر من الحقيقة؟
لقد أصبحت برامج التوك شو تُبثّ لأجل إرضاء أطراف بعينها أصحاب المال والقرار، لا لأجل الناس، وتُصاغ لطمأنة المسؤول، لا لإقلاقه بقلق الناس وشكواهم.
ولعلّ المقارنة هنا تصدم أكثر مما توضح، حين نضع برامج التوك شو في مصر إلى جوار نظيراتها في الدول عريقة الديمقراطية. هناك، يجلس الصحفي أو المذيع بكل جرأة ليحاور رئيس الوزراء، أو يسائل أي وزير، أو يحرج المتحدث باسم الحكومة.
هناك، تعلو الكلمة على المنصب، ويُفسح المجال لخبراء من أطياف مختلفة، ومواطنين أصحاب مصلحة أو مظلمة أو شكوى، ومؤسسات مستقلة، ليشاركوا في صناعة الحقيقة. هناك، لا يكون الإعلام تابعًا، بل ندًّا. ولا يكون المذيع موظفًا، بل ضميرًا حيًّا.
برامج مثل 'BBC Question Time' أو 'Meet the Press' أو '60 Minutes' لا تضع خطوطًا حمراء تمنع السؤال، بل تقتحم ما يُخشى الحديث عنه، لأن جمهورها لا يغفر التواطؤ، ولا يرضى بالسكوت.
أما في مصر، فالجمهور لا يملك سوى زر الإغلاق أو الانتقال إلى يوتيوب، حيث وجد بدائل قد لا تكون مثالية ولا آمنة، لكنها على الأقل لا تعامله كقاصر. ترك الناس الشاشات الرسمية إلى محتوى رقمي، أقل تزييفًا وأكثر قربا منهم. اختاروا من يعبر عن آلامهم ومتاعبهم وربما غضبهم، حتى لو أخطأ التعبير، على من يطمئنهم زورًا بأن كل شيء على ما يرام.
الأسئلة الكبرى التي تُحرّك المجتمعات لم تعد تُطرح في برامج التوك شو المصرية. لم نعد نسمع عن أزمة التعليم الحقيقية، أو مأساة مستشفيات الفقراء، أو غياب العدالة في توزيع الثروة، أو اختناق الشباب بلا أمل ولا أفق.
لم نعد نرى تحقيقًا جادًّا حول الفساد أو التقصير أو الإهمال. الصوت المرتفع حلّ محل الفكرة، والانفعال المصطنع بديلًا عن المعلومة، والتطبيل أرخص من التحليل.
ومع هذا الانحدار، يسقط الإعلام المصري كله في أزمة عميقة، لأن التوك شو -باعتباره النمط الأبرز في الإعلام الجماهيري- إذا إنهار مضمونه، فقد الإعلام تأثيره، وتهاوت جسوره مع الناس. لا يمكن لإعلامٍ أن يزدهر وهو لا يعبّر إلا عن رؤية واحدة، ولا يستضيف إلا من يتقن التصفيق، ولا يقول إلا ما يُؤمر به أن يُقال.
الإعلام الذي لا يسأل، لا يحاور، لا يزعج، لا يضايق، لا يضغط، لا يحرج.. ليس إعلامًا. إنه استعراض أجوف، يفقد بريقه سريعًا، ويتحول إلى طنين لا يسمعه أحد. وما نراه اليوم من فقدان التأثير، وتراجع نسب المشاهدة، وبرود التفاعل، ليس إلا نتيجة منطقية لهذا الفراغ المدوي في المضمون والمصداقية.
لقد سقطت برامج التوك شو المصرية في فخ الإقصاء والانغلاق، وفقدت جمهورها الحقيقي، وبددت رأس مالها الرمزي. والبديل لا يكون بتحجيم الفضاء الرقمي أو تضييق مساحات النقد، بل بفتح النوافذ، وتحرير الأسئلة، وإعادة الإعلام إلى وظيفته الأصلية: أن يكون صوت الناس لا صدى الحكومة، وإن لم نفعل فلن يبقى على الشاشات إلا صدى لا يسمعه أحد، وضجيج لا يوقظ ساكنًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذوق العالي، تامر حسني ومحمد منير يتصدران تريند يوتيوب في أول ديو غنائي بينهما
الذوق العالي، تامر حسني ومحمد منير يتصدران تريند يوتيوب في أول ديو غنائي بينهما

فيتو

timeمنذ 40 دقائق

  • فيتو

الذوق العالي، تامر حسني ومحمد منير يتصدران تريند يوتيوب في أول ديو غنائي بينهما

في تعاون استثنائي جمع بين نجم الجيل تامر حسني وأسطورة الطرب المصري محمد منير، تصدرت أغنية "الذوق العالي" تريند موقع يوتيوب بعد ساعات قليلة من إطلاقها، محققة أكثر من مليون ونصف مشاهدة في أقل من 24 ساعة، وسط تفاعل كبير من الجمهور في مصر والعالم العربي. الأغنية تمثل أول ديو غنائي يجمع بين حسني ومنير، وجاءت بمزيج فني يمزج بين الروح الشبابية المعاصرة لتامر حسني والطابع النوبي الأصيل الذي يشتهر به الكينج محمد منير، مع توزيع موسيقي حديث وخط لحن يعكس الهوية المصرية في أبهى صورها. وعبر حساباته الرسمية على السوشيال ميديا، عبّر تامر حسني عن سعادته بهذا التعاون قائلًا: "أخيرا اتحقق حلم كبير بالنسبة لي.. أغنية مع الكينج محمد منير، والنتيجة الحمد لله شرفتني وشرفت كل اللي اشتغلوا على العمل". أما الكينج محمد منير، فأشاد بتجربة التعاون مع تامر حسني، مؤكدًا أن الأغنية تحمل "رسالة فنية وإنسانية تحتفي بالذوق المصري الأصيل وأصالة الفن العربي". وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد الجمهور والنقاد بالعمل، حيث اعتبروه "لقاء الأجيال الذي انتظره الجميع"، خاصة أن الأغنية جمعت بين لونين غنائيين مختلفين لكن متكاملين. من المتوقع أن تستمر الأغنية في تحقيق نجاحات متتالية خلال الأيام المقبلة، خاصة مع تصدرها قوائم الاستماع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

قرار جديد لوزارة الداخلية بشأن أكاديمية الشرطة
قرار جديد لوزارة الداخلية بشأن أكاديمية الشرطة

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

قرار جديد لوزارة الداخلية بشأن أكاديمية الشرطة

نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 146 تابع (ب)، الصادر في 6 يولية 2025، قرارا جديدا لوزارة الداخلية رقم 1203 لسنة 2025، بشأن تعديل بعض أحكام اللائحة الداخلية لأكاديمية الشرطة، الصادرة بالقرار الوزارى رقم 864 لسنة 1976. ونص قرار وزارة الداخلية في مادته الأولى على أن " يستبدل بنص البند (1) من المادة (27) من اللائحة الداخلية لأكاديمية الشرطة المشار إليها، النص الآتى:1 -أن يكون من ضباط الشرطة العاملين، من خريجى كلية الشرطة بنظام (الأربعة أعوام أو العامين أو قسم الضباط المتخصصين)، ويعتبر ذلك شرط قبول واستمرار للدراسة بالكلية.ويحدد مجلس إدارة الأكاديمية الدبلومات التى تمنحها كلية الدراسات العليا (فقط) لخريجى قسم الضباط المتخصصين، دون الحصول على درجتى الماجستير والدكتوراة".وجاء القرار بعد الاطلاع على القانون رقم 109 لسنة 1971 فى شأن هيئة الشرطة؛ وعلى قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972؛ وعلى القانون رقم 91 لسنة 1975 بإنشاء أكاديمية الشرطة؛ وعلى اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر ة بقرار رئيس الجمهورية رقم 809 لسنة 1975، وعلى اللائحة الداخلية لأكاديمية الشرطة الصادر ة بقرار وزير الداخلية رقم 864 لسنة 1976. أكاديمية الشرطة تستقبل الملتقى الثاني للمواطنة الرقمية بالتعاون مع وزارة الرياضةطلبة أكاديمية الشرطة يزورون مستشفى أهل مصر لدعم مصابي الحروق ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

لهذا السبب... سعد الصغير تتصدر تريند جوجل
لهذا السبب... سعد الصغير تتصدر تريند جوجل

بوابة الفجر

timeمنذ 5 ساعات

  • بوابة الفجر

لهذا السبب... سعد الصغير تتصدر تريند جوجل

عاد اسم المطرب الشعبي سعد الصغير ليتصدر مؤشرات البحث في مصر على موقع "جوجل"، وهذه المرة ليس بسبب أغنية جديدة أو ظهور تلفزيوني مثير، بل نتيجة تطور درامي خطير في مسيرته، إذ يمثل اليوم الأحد أمام المحكمة الاقتصادية في جلسة محاكمته بتهمة الاستيلاء على حقوق لحن وأداء أغنية "الأسد"، التي يؤكد المنتج شوقي السبكي أنها مملوكة له حصريًا. وفي تطور لافت، يجد سعد الصغير نفسه من جديد في مواجهة مباشرة مع القضاء، وذلك بعد مرور أشهر فقط على قضية سابقة أدين فيها بحيازة مواد مخدرة، وهي القضية التي خلّفت علامات استفهام كبيرة حول مسار النجم المثير للجدل ومستقبله المهني. وبحسب الدعوى المقدمة من المنتج شوقي السبكي، فإن أغنية "الأسد" مسجلة رسميًا باسمه في الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، والتي منحت له وحده الحقوق القانونية للاستغلال الكامل للأغنية سواء من الناحية الفنية أو المادية، وتشمل تلك الحقوق الأداء العلني، البث التليفزيوني، والعرض الرقمي على المنصات الإلكترونية. لكن المفاجأة، حسب السبكي، أن سعد الصغير أقدم على تقديم الأغنية بصوته، وقام بنشرها على موقع "يوتيوب" دون أي إذن رسمي، ما اعتبره المنتج تعديًا واضحًا على قانون حماية الملكية الفكرية، ودفعه إلى اللجوء إلى القضاء مطالبًا بإيقاف ما وصفه بـ "الاعتداء الفني"، ومحاسبة من يقف خلفه. وقد وجهت النيابة العامة بالفعل تهمة "الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية" إلى المطرب الشعبي، وقررت إحالته إلى المحكمة الاقتصادية، حيث تم عقد أولى جلسات المحاكمة، وقررت المحكمة تأجيلها إلى يوم 20 يوليو الجاري لاستكمال النظر في المستندات وسماع المرافعات. الخبر أثار تفاعلًا واسعًا على السوشيال ميديا، حيث انقسم الجمهور بين من يرى أن القضية مجرد "زوبعة فنية عابرة"، وبين من عبّر عن خيبة أمله في نجم اعتاد أن يخلق الجدل خارج خشبة المسرح أكثر مما يصنعه داخلها، خصوصًا بعد خروجه من أزمة المخدرات التي ظن البعض أنها ستكون درسًا قاسيًا يغيّر به مساره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store