
منسقية المجتمع الإيزيدي في أوروبا: يجب اعتماد دعوة القائد كأساس لنهضة الإيزيديين
أصدرت منسقية المجتمع الإيزيدي في أوروبا (KCÊ-E)، بياناً بخصوص الذكرى السنوية الحادية عشرة لمجزرة شنكال التي اُرتكبت في 3 آب 2014، داعية إلى الاعتراف بوضع شنكال.
وجاء في بيان منسقية المجتمع الإيزيدي في أوروبا (KCÊ-E) ما يلي:
'في البدايةً، إننا باسم جميع مؤسسات ومكونات المجتمع الإيزيدي في أوروبا، ندين بشدة الإبادة الجماعية التي ارتُكبت في شنكال في الثالث من آب عام 2014، كما وأننا، في الذكرى السنوية الحادية عشرة لمجزرة شنكال، نستذكر بكل احترام جميع شهداء مجزرة الثالث من آب، وإيزيدخان وكردستان كافة.
لقد مرّ 11 عاماً على مجزرة شنكال، ولا تزال شنكال جريحة، ولم تُداوَ جراحها بعد، وما زال آلاف الأشخاص الأبرياء مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، كما ولا تزال شنكال تخضع لحصار شديد مستمر منذ سنوات، فعلى الصعيد الدولي، هناك غياب للمواقف المنددة وصمت حيالها نتيجة المصالح الإقليمية والدولية، حيث إن هدف القوى الحاكمة هو تحطيم آمال آلاف الأشخاص الذين أصبحوا لاجئين في وطنهم، ودفع العائدين إلى شنكال نحو اليأس والعجز، لكن، ورغم كل العوائق والتحديات، يواصل مجتمعنا في مخيمات جنوب كردستان العودة إلى أرض شنكال المقدسة.
ورغم سياسة الإبادة الجماعية والتهجير، وكنتيجة لنضال مستمر منذ 11 عاماً، تمكّن مجتمعنا، بقيادة المرأة والشبيبة الإيزيديين، من خلق نظام حياة جديدة ومشرّفة، يستند إلى نموذج القائد آبو المتمثل في المجتمع الديمقراطي، وبحسب ضرورات المرحلة، بدأ المجتمع الإيزيدي بتنظيم نفسه في المجالات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإدارة الذاتية وغيرها، متّخذاً قراراته بنفسه، ومصمماً على حماية قيمه الدينية والثقافية رغم كل التحديات، ومع ذلك، ولكي يتمكّن المجتمع الإيزيدي من العيش باستقرار، ويُعاد بناء شنكال من جديد، يجب أولاً وقبل كل شيء، أن يُعترف بمجزرة شنكال على أنها تطهير عرقي على الصعيد الدولي، فعلى الرغم أن العديد من الدول اعترفت بها كتطهير عرقي، إلا أنه من الضروري أن تعترف بها الأمم المتحدة رسمياً، وأن تُتخذ خطوات ملموسة بهذا الصدد.
كما وأنه، إذا كانت الحكومة المركزية وحكومة الإقليم تريدان حقاً التصالح مع المجتمع الإيزيدي والتحرّر من العار الذي خلّفته مجزرة الثالث من آب، فعليهما أن تطلبا الصفح من المجتمع الإيزيدي، كما ويجب إيقاف اتفاقية 9 تشرين الأول، وأن يُؤخذ بإرادة الإيزيديين في شنكال كأساس، وإعادة صياغة هذه الاتفاقية من جديد، ويجب الاعتراف بوضع شنكال الخاص، والإيفاء بالمهام والمسؤوليات اللازمة لبناء وإعمار شنكال.
وعلى صعيد آخر، من الضروري تأسيس محكمة دولية لمحاسبة مرتزقة داعش، ويجب محاكمة القضايا التي فُتحت في بعض البلدان مثل ألمانيا، على أساس ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، وأيضاً، يجب على الإيزيديين سواء من النساء، الشباب، المثقفين، الفنانين وجميع شرائح المجتمع الإيزيدي أينما كانوا أن يعملوا بجد ونشاط في حماية شنكال وإدارتها الذاتية والتمسك بها، كما ويجب على المجتمع الإيزيدي ومؤسساته، لا سيما في شنكال، في عموم إيزيدخان، وخارج البلاد، أن يتخذوا دعوة القائد أوجلان بشأن نهضة المجتمع الإيزيدي أساساً، وأن ينخرطوا في حالة من التعبئة الشاملة من أجل إحداث تغييرات أساسية.
ونحن أيضاً، بصفتنا مؤسسات ومكونات المجتمع الإيزيدي في الساحة الأوروبية، فإن مهمتنا الأساسية هي أن نستثمر جميع إمكانياتنا في سبيل الاعتراف بـ إيزيدخان، وحمايته، وبنائه، كما ونوجه النداء إلى المجتمع الإيزيدي، ومؤسسات المجتمع الإيزيدي، والشعب الكردي، وأصدقاء مجتمعنا، للمشاركة في الفعاليات والاجتماعات الشعبية التي ستُنظم بمناسبة الذكرى السنوية لمجزرة 3 آب، وذلك في العديد من المراكز الأوروبية، وخاصة في العديد من المدن الألمانية.'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
ترامب يتعهد بخطة إنسانية لغزة بعد زيارة ويتكوف، واتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل المساعدات لـ"مصيدة موت"
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعتزم طرح خطة إنسانية جديدة لتحسين إمدادات الغذاء في قطاع غزة، وذلك عقب زيارة مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى أحد مواقع توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في القطاع، مؤكداً أن هدفه هو "مساعدة سكان غزة على العيش". ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن ترامب الجمعة إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس". وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد زار غزة الجمعة واعداً بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية في القطاع. وقبيل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهراً بين إسرائيل وحماس. وأصبح قطاع غزة مهدداً بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، وبخاصّة أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات. وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 22 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الانسانية" في جنوب القطاع. إذ يقول لؤي محمود، أحد سكان غزة، تعليقاً على زيارة ويتكوف: "لن يرى ستيف ويتكوف الجوع، بل سيرى فقط الرواية التي تريد إسرائيل أن يراها". ويضيف لبي بي سي: "هذه الزيارة مجرد خدعة إعلامية فارغة، وليست مهمة إنسانية. لن يقدم أي حلول، بل مجرد حجج واهية تهدف إلى تلميع صورة إدارة متواطئة في معاناتنا". وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارته التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة". تقرير أمّمي: إسرائيل حوّلت نظام توزيع المساعدات إلى "حمام دم" واتهمت هيومن رايتس إسرائيل بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة موت". وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب". وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية". وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين بالقرب من مناطق التوزيع. ومنذ أسبوع بدأت عدة دول بإنزال مساعدات غذائية جواً. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الجمعة سكاناً في قطاع غزة يهرعون للحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال). وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ "سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول". وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والامارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا. وبلغت حمولة هذه الانزالات حوالي 57 طناً. وبلغ إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع حوالي 148 طناً من المواد الأساسية. لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات "غير كافية وغير فعالة"، داعياً إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة. وأكد أن ستة آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع. "فتح" ترفض "تطاول" حركة حماس على الأردن ومصر Reuters في المقابل، عبّرت حركة فتح، الجمعة، عن رفضها القاطع لتصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ضد مصر والأردن، مؤكدة أن هذه التصريحات لا تمثل الشعب الفلسطيني وتسيء للعلاقات العربية وتضعف الدعم القومي للقضية الفلسطينية. وشددت فتح على الدور التاريخي لمصر والأردن في دعم الشعب الفلسطيني، مشيدة بمواقف الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني. كما حذّرت من ارتهان بعض الأطراف لأجندات خارجية تضر بالقضية، ودعت القوى الفلسطينية إلى تحكيم العقل، وتجنب التحريض، وتعزيز الوحدة الوطنية. حماس تردّ على ترامب استنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها الحركة بسرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "باطلة ولا تستند لأي دليل"، مؤكدة أن "التصريحات تبرّئ الاحتلال وتحمل الضحية المسؤولية، وقد تم تفنيدها من قبل منظمات دولية وبتقرير داخلي لوكالة التنمية الأميركية "يو أس أيد". جاء ذلك في تصريحات للقيادي في الحركة عزت الرشق، شدد فيها على أن ما يجري في غزة من "تجويع وإبادة" هو نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية المدعومة أمركياً، داعياً واشنطن للتوقف عن ترديد المزاعم الإسرائيلية، ودعم إيصال المساعدات بشكل آمن عبر الأمم المتحدة، ورفض "مؤسسة غزة الإنسانية" التي وصفها بمصيدة للمحتاجين. وفي السياق، التقى وفد من قيادة الحركة برئاسة محمد درويش وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول، وبحث الجانبان "وقف العدوان" وجهود الإغاثة، حيث أكد فيدان أن ما يجري في غزة "جريمة إبادة جماعية"، مجدداً دعم بلاده للقضية الفلسطينية ورفض محاولات "التهجير والاستيطان وتهويد القدس". حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة شريط فيديو لأحد الرهائن الاسرائيليين. وحمل الفيديو ومدته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه رهينة بدا متعباً ونحيلاً في نفق، يجلس حيناً ويمشي حيناً آخر. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرهينة هو إيفيتار دافيد (24 عاماً) الذي احتُجز أثناء حضوره مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أُطلق من اليمن أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بينما أكد الحوثيون أنهم استهدفوا مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وقال الجيش في بيان "اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق قبل قليل من اليمن وتسبّب بتفعيل انذارات في عدة مناطق في البلاد". وكان مراسلو وكالة فرانس برس سمعوا دوي انفجارات في القدس بعيد إعلان الجيش في وقت سابق رصد إطلاق الصاروخ وتفعيل الدفاعات الجوية لاعتراضه. وتبنّى الحوثيون، إطلاق الصاروخ، إذ قال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع في بيان "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد... وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي نوع فلسطين2"، مشيراً الى أن العملية "حققت... هدفها بنجاح بفضل الله".


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
سدود تركيا للهيمنة وليس للتنمية
خنقت البلاد والعباد شحة واضحة في المياه وصلت الى انعدام وصول مياه الشرب الى بعض المحافظات بدون اي حلول جذرية تذكر من الجارة تركيا . نرى سلسلة اجتماعات وزيارات حكومية ثم عقد اتفاقيات وبروتوكولات ، ولكن لغرض الاستهلاك الإعلامي والاستفادة الشخصية على حساب المبادئ والقيم والشعب يجهل تلك الاتفاقات بظل وجود الشحة المائية واندثار الزراعة والصناعة نتيجة تلك التراكمات الخلافية مع تركيا المحتلة لقسم من أراضي البلاد ودخول داعش من تركيا واحتلال سوريا مؤامرة من تركيا الشيطان الاوسط . لا نعلم ماذا يفعلون وزراء الموارد المائية وهم يذهبون الى تركيا هل يستلمون الرشاوي والهدايا أسوة بالمسؤولين الذين يزورون الكويت ويتنازلون عن الأراضي والجزر والخور وغيرها واصبح هذا التوجه ديدن ونهج المسؤولين الفاسدين والفاشلين . متى يا ترى يتم ردع تركيا واخضاعها للقوانين الدولية اسوة بما فعلت مصر وباكستان وبقية الدول المتشاطئة ، بشكوى أمام الجهات الدولية المختصة بهذا الموضوع وخاصة ' لدى الأمم المتحدة ' شكوى فعالة ويتم المتابعة والمحاسبة بجد واخلاص مشكلة هذه حقيقية وليست وهمية حتى يتم التنازل عنها فيما بعد والمتضرر الملايين من أبناء الشعب خاصة المزارعين والفلاحين والقرى والأرياف وحتى البيئة والتصحر والاحتباس الحراري وغير ذلك من تلك الكوارث الطبيعة والمفتعلة . القاصي والداني وكل الخبراء يقرون ويعترفون بالنهج العدائي التي تمارسه تركيا ضد العراق وشعبه وخاصة فيما يتعلق بالانتهاكات والتجاوزات والاعتداءات بشتى المجلات تقطع تركيا المياه عن العراق لأسباب تتعلق بمشاريعها المائية الكبيرة على نهري دجلة والفرات، خاصةً مشروع ' GAP '. هذه المشاريع تهدف إلى بناء سدود ومحطات كهرومائية للاستصلاح الزراعي، مما يؤدي إلى تقليل تدفق المياه إلى العراق وتقليل حصته من المياه وهذا مخالف لكل الاعراف والقوانين المحلية والدولية . تلك المشاريع التخريبية مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP) هو مشروع تنمية ضخم في تركيا يهدف إلى بناء ( 22سداً و19 ) محطة كهرومائية على نهري دجلة والفرات. المطلوب تحرك حكومي وبرلماني من اعلى الجهات ويتم حسم تلك المشاكل خلال اشهر حتى لا يتراكم الهم والغم و يحصل العدوان والتمادي في العدوان المنهج لتركيا ولا يمكن السكوت بعد اليوم على تلك الانتهاكات والتجاوزات والعراق يتم التبادل التجاري معه بمليارات الدولارات شهريا والشركات التركية تعطى الاستثمارات والعقود الضخمة بالمقابل يقطعون المياه و يشلون حركة الزراعة والصناعة والسياحة في البلاد . المطلوب تحرك دولي ايضا وعدم التنازل عن حقوق البلاد المائية وايقاف العدوان التركي على العراق ولا هيمنة لها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية الخبيثة اللعينة بوجود الإرادة القوية والعزيمة العراقية على ردعها وايقافها عند حدها فورا.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 10 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
من لا يعترف بفلسطين مشارك في جرائم إسرائيل ومرض ترامب النفسي
رامي الشاعر أوضح موقع 'أكسيوس' أن أستراليا ونيوزيلندا، حليفتي الولايات المتحدة، تعتزمان الانضمام إلى الدول التي ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابع الموقع أن دولا أخرى تدرس أيضا قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى فرنسا وبريطانيا وكندا، مثل فنلندا والبرتغال ولوكسمبورغ أعضاء الاتحاد الأوروبي. بل إن ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بالفعل بفلسطين. أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقد فضلت أن تتبنى وتعلن بيان اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض، بعدم المشاركة في أعمال 'المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين' برئاسة سعودية-فرنسية مشتركة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ومعارضة محتواه الذي يعد تحضيرا للاجتماع المرتقب للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي سيتم خلاله الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن المؤتمر 'غير بناء وغير مناسب'، مضيفة أنه ليس أكثر من 'حملة علاقات عامة تتم في وقت الجهود الدبلوماسية الحساسة الرامية إلى إنهاء الصراع'. وأكدت أن هذا المؤتمر 'لن يساهم في السلام على الإطلاق، بل سيطيل الحرب، وسيشجع حركة (حماس' ويكافئها على عرقلة وتقويض الجهود الحقيقية لإحلال السلام'. إن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة سيعيد لهيئة الأمم المتحدة أهميتها ويعيد لميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عنها وزنها وقيمتها. أما اللوبي الصهيوني وانصياع البيت الأبيض له سيفقد الولايات المتحدة أهميتها واحترامها ومصداقيتها، في وقت تسيطر فيه أوهام الهيمنة و'القرن الأمريكي' وأحادية القطبية على ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب. تلك الأوهام التي هيئت ولا زالت تهيئ له إمكانية إصدار إنذار لروسيا، وتقليص فترة هذا الإنذار، بلا مراعاة حتى لآداب الدبلوماسية والكياسة السياسية. لا شك أن هزيمة الغرب في أوكرانيا، وسمعة إسرائيل التي أصبحت في أسفل السافلين، بعدما رأينا دعوة وزير التراث عميحاي إلياهو من حزب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لاحتلال غزة بالكامل، وقال: 'ستكون غزة بالكامل يهودية'. ورأينا قبله رئيس الوزراء نتنياهو نفسه يقول إنه 'ليس هناك مجاعة في غزة'. فعن أي ثقة وأي عقل وأي منطق يمكن الحديث؟ إنها عزلة إسرائيل والولايات المتحدة أمام أغلبية العالم التي تعترف بالدولة الفلسطينية وتعترف بالأمم المتحدة وبحل الدولتين، أما نتنياهو وترامب، فيقفان وحدهما يمارسان إبادة جماعية وقتل على الهوية وتجويع لأكثر من 2 مليون مواطن غزاوي في أكبر 'هولوكوست' حقيقي يختلف فقط عن سابقه في أنه بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة. تقترب القوات المسلحة الروسية في عمليتها الخاصة بأوكرانيا من بلدة كراسنوارميسك (بوكروفسك الأوكرانية)، وبتحريرها سيصبح الطريق مفتوحا أمامها نحو مدينة كراماتورسك المحورية في جمهورية دونيتسك الشعبية وهو ما ينذر بانهيار الجبهة الأوكرانية في ظل معنويات منخفضة للجنود، وفي ظل فضيحة للرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته زيلينسكي بشأن استقلالية الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمدعي العام المختص بمكافحة الفساد، وعلى خلفية تسريبات الاستخبارات الخارجية الروسية بشأن الاجتماع السري في جبال الألب والذي جرى بين مدير مكتب زيلينسكي أندريه يرماك والسفير الأوكراني لدى بريطانيا والقائد العام السابق للجيش الأوكراني فاليري زالوجني، أقوى الأسماء المرشحة لخلافة زيلينسكي، ورئيس مديرية الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف في جبال الألب مع ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا. يأتي ذلك أيضا بعد تقرير للصحفي الأمريكي المرموق والشهير سيمور هيرش، نقلا عن مصادر، بأنهم في الولايات المتحدة يفكرون في التخلص من زيلينسكي، ويبحثون عن الآلية السلمية التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك. إذن، فمغامرة كورسك التي تبناها زيلينسكي ورفضها زالوجني قد فشلت بالكامل، وبعد مرور عام بالتمام والكمال، تمكنت القوات الروسية من طرد أو تحييد التشكيلات العسكرية الأوكرانية التي قامت بهذه المغامرة، وخسرت أوكرانيا مع ذلك أراض في مناطق سومي وخاركوف أيضا، إضافة إلى ما تخسره يوميا في دونيتسك وزابوروجيه وخيرسون. وها هو الغرب يعترف بهزيمته وهزيمة ممثله الأوكراني المفضل الذي ملأ الدنيا صخبا وجلبة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وكان ضيفا عزيزا على جميع العواصم الأوروبية، وملء السمع والبصر في جميع أنحاء العالم. وها نحن نبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه، بينما يعيد المسؤولون الروس على أسماع نظرائهم أن التسوية في أوكرانيا لا بد وأن تكون بإزالة 'جذور الأزمة'، وجذور الأزمة في تمدد 'الناتو'، والاتفاق بشأن التسوية الأوكرانية لا بد وأن يكون بين موسكو وواشنطن، ثم تمتثل كييف لما تمليه عليها واشنطن. لكن زيلينسكي، فيما يبدو، قرر الخروج عن السيناريو المكتوب له، وظن أو يظن أنه أو أن أوكرانيا التي ضحى بها على محراب المصالح الغربية هي دولة ذات سيادة وأنه صاحب 'إرادة سياسية' لا سمح الله. وكل تلك أوهام لا تقل وهما عن أوهام المشرف عليه دونالد ترامب بأنه 'مهيمن' على مصائر ومقادير العالم، فيسمح لنفسه بصك 'إنذار' و'مهلة' لروسيا ولبوتين. أعتقد في ظني المتواضع أن القيادة الروسية تتفهم الحالة النفسية التي يعانيها الرئيس ترامب، وتتعامل معه من منطلق معاناته ووضعه الصحي النفسي المتردي، على أمل أن يحصل على التشخيص المناسب والعلاج المناسب من ذوي الخبرة في هذا المجال. وتأمل موسكو أن يعود ترامب إلى صوابه في القرب العاجل وأن يتحمل المسؤولية عن إخفاقاته المتعددة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وأن تتحرر إدارته من التأثير الصهيوني الذي تسبب في هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها لا في أوكرانيا وحدها وإنما في قضايا الشرق الأوسط أيضا. ختاما يجب علينا أن نثق في أنه لا توجد قوة في العالم يمكن أن تنتصر على روسيا والصين ووصول التهديدات و'الإنذارات' إلى مرحلة الحرب واستخدام الأسلحة النووية فإن الكارثة ستطال بالدرجة الأولى أوروبا وبلدان 'الناتو' بشكل أساسي. واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر المقبل هو بمثابة أكبر محكمة دولية (على غرار محكمة نورنبرغ) تقام لمحاكمة مجرمي الحرب الذين شاركوا في قتل ما يربو على الـ 60 ألفا، وجوّعوا الأطفال حتى الموت، وشردوا 2 مليون فلسطيني في أرضهم أغلبهم من المدنيين العزل. محكمة لمحاكمة من تسبب في ضياع أكثر من ربع أوكرانيا، وأكثر من مليون إنسان في حرب لا نتيجة لها سوى الهزيمة والكراهية والحقد والتقسيم. من لا يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة سيكون مشاركا في كل هذه الجرائم.