
تكرر المشهد ، سحب سلاح المقاومة من الاجتياح الإسرائيلي لبيروت 1982 إلى قطاع غزة اليوم، بقلم : عمران الخطيب
قد يكون من الأهداف الأساسية لـ'إسرائيل' كدولة احتلال، سحب سلاح المقاومة الفلسطينية في مختلف محطات الصراع مع الكيان الصهيوني، من قطاع غزة. والمقاومة الفلسطينية ليست محصورة فقط بحركة حماس، ولكن بسبب ما حدث يوم السابع من أكتوبر، حيث تبنّت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى.
نتفق أو نختلف، ليس على ما حدث يوم السابع من أكتوبر، ولكن على النتائج غير المحسوبة والكارثية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي، من خلال الإبادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
ولم يتوقف العدوان عند حجم الخسائر البشرية والمادية فحسب، بل شمل أيضًا منع إدخال المساعدات الغذائية والأدوية ومياه الشرب، وتسبّب في المجاعة والموت الجماعي نتيجة الجوع جراء الحصار ومنع الإغاثة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
فالهدف لا يتوقف عند رد الفعل على السابع من أكتوبر، بل يمتد إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وهو هدف مشترك بين الإدارة الأمريكية و'إسرائيل'، كدولة احتلال وظيفية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان دورها الوظيفي سابقًا مع الدول الاستعمارية: بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤوم، وفرنسا التي ساعدت في بناء المفاعل النووي في ديمونا وزودت 'إسرائيل' بطائرات الميراج الفرنسية.
سحب سلاح المقاومة في قطاع غزة قد يكون ضرورة ذاتية في الوقت الحاضر، من أجل عدم تقديم الذرائع لـ'إسرائيل' للاستمرار في العدوان والإبادة الجماعية، وهذه المطالب تذكرني بالمفاوضات لخروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، حين كانت جولات فيليب حبيب المكوكية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والمفاوضات مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.
واليوم يتكرر المشهد ذاته. في هذا السياق، خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وقد اعتقدت 'إسرائيل' بعد دخول العاصمة بيروت وارتكاب المجازر والإعدامات الجماعية للفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا، أن حقبة المقاومة الفلسطينية من لبنان قد انتهت.
لكن ظهرت المقاومة اللبنانية من مختلف الأحزاب، ونشأ حزب الله، وبفضل هذه المقاومة الوطنية اللبنانية، خرجت 'إسرائيل' من لبنان، بل كان سبب نجاح إيهود باراك في الانتخابات الرئاسية للحكومة الإسرائيلية هو إعلان الانسحاب من جنوب لبنان.
وفي هذا السياق، فإن سحب سلاح حماس والفصائل الفلسطينية لا يعني انتهاء عصر المقاومة الفلسطينية، خاصة مع معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. فقد تأخذ المقاومة أشكالًا مختلفة، وقد تعود إلى المقاومة المسلحة في حال عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة، والتي تمثل الحد الأدنى لشعبنا الفلسطيني: قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل للاجئين الفلسطينيين.
ولذلك، فالقضية الفلسطينية ليست محصورة فقط في السلاح، بل في إرادة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيس دولة 'إسرائيل' على الجغرافيا الفلسطينية الممتدة من نهر الأردن إلى الشواطئ الفلسطينية الساحلية على البحر الأبيض المتوسط.
لذلك، على دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تدرك أن الأمن والسلام والاستقرار سيكون منقوصًا طالما أن الشعب الفلسطيني لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ولتنشيط الذاكرة: بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، تعرّضت منظمة التحرير الفلسطينية إلى سلسلة من محاولات خلق البدائل والانشقاقات من أطراف معادية لحقوق الشعب الفلسطيني تحت عناوين مختلفة. واليوم، يتكرر المشهد ذاته لتكريس نفس الهدف: مزيد من الانقسامات الفلسطينية.
لذلك، على مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية، المحافظة على وحدة التمثيل الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لشعبنا الفلسطيني، وأساسها: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
عمران الخطيب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 8 ساعات
- معا الاخبارية
نتنياهو متردد..هذه هي الأصوات المؤيدة والمعارضة لتوسيع الحرب
بيت لحم معا- تشهد إسرائيل أزمة سياسية حادة بعد رفض حماس توقيع اتفاق، وسط ضغوط متزايدة ونهاية حملة "عربات جدعون". وردًا على ذلك، وافقت القيادة السياسية في اسرائيل على ضخ المساعدات لغزة وهدنات إنسانية. ومع اقتراب المفاوضات من الانهيار ونشر حماس تسجيلات تُظهر معاناة الأسرى، يُعقد هذا الأسبوع اجتماع حاسم لمجلس الوزراء لبحث خيارين: التصعيد العسكري أو إعطاء فرصة جديدة للاتفاق. انقسم مجلس الوزراء الإسرائيلي بشأن توسيع العملية العسكرية في غزة، حيث أيدها بن غفير وسموتريتش وديرمر وآخرون مقربون من نتنياهو،ط. بينما عارضها رئيس الأركان زامير ورئيس الموساد ووزير الخارجية ساعر وآخرون، مفضلين استنفاد المسار التفاوضي. جاء ذلك وفق تقرير بثته القناة 12 مساء الأحد. وفقًا للتقرير، لم يحسم رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الجيش يسرائيل كاتس والقائم بأعمال رئيس الشاباك موقفهم.


معا الاخبارية
منذ 9 ساعات
- معا الاخبارية
المستوى السياسي يندفع نحو توسيع الحرب والجيش يحذر: الخطر يهدد الأسرى
بيت لحم معا- يتجه المستوى السياسي في إسرائيل نحو توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.ولكن بإدارة مدروسة، مع إضافة بُعد إنساني يُلحق بالمجهود العسكري تفادي للضغوط الدولية. الخيارات المطروحة، بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية احتلال كامل للقطاع، بما في ذلك الأراضي التي لم تُحتل بعد، أو أسلوب التطويق، بتمركز الجيش الإسرائيلي في نقاط محددة تُشنّ منها الغارات. في المقابل، تحذر المؤسسة العسكرية من أن تصعيد في مناطق لم يدخلها تدخلها الجيش بعد قد يدفع حركة حماس إلى تنفيذ تهديداتها بإعدام الأسرى. فيما تتصاعد الانتقادات الداخلية لقيادة نتنياهو، متهمة إياه بالاندفاع نحو الدمار. سيعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة نقاش أخرى يوم الثلاثاء لمناقشة الخطوات التالية. وصرّح رئيس الأركان إيال زامير في جلسة مغلقة: "لن أسمح بأي أعمال تُعرّض حياة الرهائن للخطر". وقال مصدر سياسي للقناة 13: "يتشكل تفاهم على أن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، وأن رئيس الوزراء يضغط من أجل اطلاق سراح الرهائن ريثما يُتخذ القرار العسكري. والميل في تل ابيب، إلى توسيع نطاق الحملة العسكرية في قطاع غزة. بينما يعارض الجيش أي عملية كبرى خشية أن تبدأ حماس بقتل بعض الرهائن إذا توسع نطاق القتال في قطاع غزة. صرح مصدر سياسي للقناة 13 مساء اليوم: "نجري حوارًا مع الأمريكيين. هناك تفاهم يتشكل على أن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، ولذلك يدفع نتنياهو باتجاه إطلاق سراح الرهائن بقرار عسكري، يقترن بإدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج مناطق القتال، وبقدر الإمكان إلى المناطق الخارجة عن سيطرة حماس". في تحرك لافت، دعا عدد كبير من كبار قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية السابقين، بينهم رؤساء أركان ووزراء جيش، إلى إنهاء الحرب فورًا والتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح الأسرى، مؤكدين في فيديو مشترك أن "هذه الحرب لم تعد عادلة".


معا الاخبارية
منذ 12 ساعات
- معا الاخبارية
نتنياهو: طلبت من الصليب الأحمر تقديم الغذاء للرهائن في غزة
بيت لحم-معا- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إنه تحدث إلى رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، جوليان ليريسون، وطلب منه المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وأوضح نتنياهو أنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل للمساعدة في الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشددا على أن هذا الطلب يأتي لأسباب إنسانية. وأضح مكتب نتنياهو أن "رئيس الوزراء تحدث مع رئيس بعثة الصليب الأحمر في المنطقة وطلب مشاركته في توفير الطعام لرهائننا وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم". وأكد نتنياهو ليريسون، أن "كذبة حماس بشأن التجويع تجد صدى عالميا، بينما التجويع الممنهج يستهدف رهائننا الذين يعانون من انتهاكات جسدية ونفسية وحشية. لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الصور المروعة". وكانت كتائب القسام قد بثت فيديو بـ3 لغات (العربية والعبرية والإنجليزية)، أظهر الرهينة الإسرائيلي أفيتار دافيد وهو يعاني من ضعف جسدي شديد ووضوح عظامه نتيجة سوء التغذية. وقالت حماس في الفيديو: "يأكلون مما نأكل".