
الدكتور محمد القرفي يكرّم ذاكرة الموسيقى التونسية في افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي
ويؤثث العرض، الأوركستر السمفوني التونسي وكورال أصوات أوبرا تونس، إلى جانب الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، بمشاركة الفنانين حمزة فضلاوي وشكري عمر الحناشي والممثل جمال مداني. ويحلّ الفنان القدير الشاذلي الحاجي ضيف شرف على هذه السهرة.
وحول خصوصية هذا العرض ومحتواه، كان الدكتور محمد القرفي، أفاد خلال الندوة الصحفية التي انعقدت يوم 10 جويلية، للإعلان عن برنامج الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، بأن عنوان العمل "من قاع الخابية" يحيل إلى عمق الهوية الموسيقية التونسية، ويعكس مسيرة طويلة من الاشتغال على التراث بأساليب معاصرة.
وقال القرفي "نحاول أن نعيد بناء ما قمنا به خلال خمسين سنة، ونقدمه اليوم في إطار سمفوني يجمع بين الأصالة والتجديد.. ونسعى من خلاله إلى تكريم رموز الموسيقى التونسية الذين ساهموا في الحفاظ على هوية موسيقية وطنية في فترات مختلفة".
كما شدد على أهمية إعادة الاعتبار إلى الأسماء التي أثرت الساحة الموسيقية التونسية، على غرار الراحل صالح الخميسي، أحد أعلام الأغنية التونسية (13 ديسمبر 1912 - 10 جويلية 1958)، قائلا "صالح الخميسي كان صوتا صادقا عبّر عن الواقع الاجتماعي التونسي من خلال الأغنية الفكاهية، وهو أسلوب غنائي يعكس نبض الناس وقضاياهم".
وحول التكوين الأوركسترالي للعرض، أوضح القرفي أن العمل يتطلب تشكيلا موسيقيا متنوعا يتعدى الإمكانيات المحلية المتوفرة، وهو ما استوجب الاستعانة بعازفين محترفين من خارج تونس لتعزيز التركيبة السمفونية.
وفي حديثه عن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، ثمّن القرفي الدور المتجدد الذي تلعبه الفرقة، من خلال انفتاحها على جيل جديد من الفنانين الشباب، مبينا أن العرض يسعى إلى المزج بين تقاليد الموسيقى الشعبية والتركيبة السمفونية في قالب فني متكامل يكرّم الذاكرة الموسيقية لتونس، دون أن يغفل عن التجديد والابتكار.
وكان الدكتور محمد القرفي، عبّر في مستهلّ حديثه، عن تحفّظه بشأن المعلقة الإشهارية للعمل، موضحا أنه لم تتم استشارته في تصميمها أو مضمونها، وهي "لا تعكس رؤيته الفنية ولا تمثّله بالشكل اللائق"، حسب قوله.
تجدر الإشارة، إلى أن الفنانة نور القمر، أعلنت انسحابها رسميا من العرض الافتتاحي لمهرجان قرطاج الدولي، بسبب ما وصفته بـ"تجاهل غير مهني"، إذ لم يتم إدراج اسمها في المعلقة الإشهارية الرسمية الخاصة بالحفل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
منذ 2 أيام
- تورس
ب360 مليون؟ أجر نجوى كرم في قرطاج يصدم الفنانين و إدارة المهرجان توضح !
النقطة التي فجّرت هذا الجدل كانت تصريحات الموسيقار التونسي محمد القرفي، الذي عبّر عن استيائه قائلاً: "هل تعرفون بكم ستغني نجوى كرم؟ 120 ألف دولار، وأجرنا لا يساوي حتى ثلث ما ستتقاضاه!". هذا التصريح أثار ردود أفعال واسعة من فنانين ومتابعين رأوا في ذلك تمييزاً صارخاً وعدم إنصاف للفنان التونسي ، خاصة في مهرجان وطني عريق كمهرجان قرطاج. في المقابل، خرجت هند المقراني، المسؤولة عن المهرجان، عن صمتها في حديث ل"ET بالعربي"، Voir cette publication sur Instagram Une publication partagée par ET بالعربي (@etbilarabi) حيث نفت صحة الأرقام المتداولة، وأكدت أن العقود المبرمة مع الفنانين تحكمها سرية تامة والتزامات قانونية صارمة تمنع الكشف عن التفاصيل المالية. وأضافت المقراني أن البرمجة الفنية للمهرجان تسعى إلى التوازن بين الأسماء الدولية والمحلية، مؤكدة على احترام الفنان التونسي ومكانته في السهرات الكبرى.


تونسكوب
منذ 2 أيام
- تونسكوب
عاجل: من 20 إلى 90 دينار: تذاكر مهرجان قرطاج تثير الجدل من جديد
مهرجان قرطاج الدولي عن تفاصيل برنامج الدورة 59 التي ستنطلق من 19 جويلية إلى غاية 21 أوت 2025، وسط تساؤلات حول أسعار التذاكر التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. وتتراوح أسعار أبرز السهرات بين 70 و90 دينار ، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى قدرة العائلات التونسية على الحضور. في المقابل، هناك سهرات بأسعار أقل مثل الفولكلور (20 دينار) و عروض الأطفال مثل شنتال جويا (30 دينار). 19 جويلية: محمد القرفي – 30 دينار 20 جويلية: رياض الفهري – 40 دينار 22 جويلية: عزيز الجبالي – 30 دينار 25 جويلية: لطيفة العرفاوي – 30 دينار 26 جويلية: إبراهيم معلوف – 50 دينار 27 جويلية: محمد عساف – 40 دينار 28 جويلية: سهرة تونسية – 20 دينار 30 جويلية: ناصيف زيتون – 90 دينار 1 أوت: La Nuit des Chefs – 30 دينار 2 أوت: نانسي عجرم – 90 دينار 3 أوت: Chantal Goya – 30 دينار 5 أوت: Saint Levant – 90 دينار 8 أوت: تخيّل: كريم ثليبي – 30 دينار 9 أوت: نجوى كرم – 90 دينار 11 أوت: عرض فولكلور – 20 دينار 13 أوت: صوفية الصادق – 30 دينار 16 أوت: مي فاروق – سهرة أم كلثوم – 50 دينار 17 أوت: Ky-Mani Marley – 40 دينار 18 أوت: آدم – 70 دينار 21 أوت: أحلام – 70 دينار ويرى البعض أن هذا التنوع في الأسعار يعكس تنوع العروض، بينما يعتبر آخرون أن التذكرة بـ90 دينار أصبحت مرتفعة مقارنة بمتوسط الدخل. كما تساءل كثيرون إن كان مهرجان قرطاج لا يزال فعلاً "مهرجان الشعب".


Babnet
منذ 3 أيام
- Babnet
مهرجان الحمامات الدولي: "سهرة قائدي الأوركسترا" توحّد المتوسط على نوتات التنوع والانتماء
في ليلة من ليالي الموسيقى الراقية التي تنبض بالثقافة المتوسطية، احتضن مسرح الهواء الطلق بالحمامات، مساء 12 جويلية، عرض "سهرة قائدي الأوركسترا"، ثاني سهرات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي (11 جويلية - 13 أوت 2025)، في تجربة استثنائية جمعت خمسة مايستروهات من تونس، الجزائر، وإيطاليا، في توليفة موسيقية ساحرة من إنتاج مسرح أوبرا تونس. حملت السهرة طابعًا احتفاليًا بالتنوع، حيث تجاورت الألوان السيمفونية الكلاسيكية مع النغمات الشعبية المغاربية ، وامتزجت المقامات الشرقية بموسيقى الأوبرا الإيطالية، في مشهد أوركسترالي مشحون بالعاطفة والرمزية الثقافية. تنوّع في القيادات... وحدة في الإحساس افتتح المايسترو شادي القرفي العرض بقيادته للأوركستر السمفوني التونسي، رفقة الفنان محمد علي شبيل ، الذي غنى "أنا نموت عليك" بإحساس عميق، قبل أن يترك المايسترو محمد المقني بصمته من خلال مقطوعات مثل Prélude و Rigolade التي جمعت بين الشرق والغرب في سرد موسيقي متصاعد. أما المايسترو محمد الرواتبي ، فقد أعاد للجمهور دفء الذاكرة التونسية بمرافقة الفنانة منجية الصفاقسي ، التي أدت "خلي يقولو اش يهم" و"يلي سحروني عينيك"، في توزيع معاصر حافظ على الروح الأصلية. مغاربية وأوبرا... على وتر واحد الجزائري لطفي السعيدي أعاد إحياء التراث الشعبي المغاربي بمقطوعات حملت عبق الحنين، أبرزها "يا رايح" التي حركت وجدان الحاضرين. ثم جاء الدور على الإيطالي أندريا تارنتينو ، الذي اصطحب الجمهور في رحلة نابوليتانية رفقة السوبرانو غوار فارادجيان ، حيث قدمت روائع مثل O sole mio و Parla più piano وسط تصفيق حار. وفي الختام، عاد شادي القرفي لقيادة الأوركستر في"مالوف فانك" ، حيث التقت أنغام المالوف التونسي بالإيقاع الفانكي العصري، قبل أن يصدح محمد علي شبيل مجددا بمجموعة من الأغاني التونسية والعربية بأسلوب أوركسترالي منحها أبعادا جديدة، أبرزها "كي يضيق بيك الدهر" و"ليلة لو باقي ليلة". شهادات من خلف الكواليس في الندوة الصحفية التي تلت العرض، أوضح شادي القرفي أن السهرة ولدت من رغبة في توحيد الإبداع الموسيقي المغاربي والمتوسطي في رؤية أوركسترالية حديثة. وقال: "أردنا تقديم الموسيقى التونسية جنبا إلى جنب مع الإيطالية والمغاربية لتأكيد أن الموسيقى تتجاوز الحدود." من جهته، اعتبر لطفي السعيدي أن الجمهور التونسي "تفاعل باحترام وانسجام"، فيما عبّر محمد علي شبيل عن سعادته بهذه التجربة قائلا: "الغناء مع الأوركستر مسؤولية وإحساس مختلف تمامًا، يعطي للأغنية بعدًا روحانيًا خاصًا." "سهرة قائدي الأوركسترا" لم تكن مجرد عرض موسيقي بل كانت احتفاءً بالانتماء المشترك لفضاء ثقافي وإنساني يتقاطع عند ضفاف المتوسط، ويؤكد أن الموسيقى تظل دائمًا لغة جامعة ومُلهمة. ويلتقي جمهور المهرجان الليلة مع الإيقاعات القناوية المغربية للفنانة هند النعيرة ، والموسيقى الشعبية الجزائرية بتوزيع معاصر مع جازية ساطور.