logo
تباينات حول عقد جلسة حكوميّة لبحث ملف السلاح... ووطن مُعلّق على «تغريدة»!

تباينات حول عقد جلسة حكوميّة لبحث ملف السلاح... ووطن مُعلّق على «تغريدة»!

الديارمنذ 2 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
ودع «شعب» زياد الرحباني «العنيد» اسطورته التي لا تموت بفناء الجسد، وصفقوا له وبكوه في شارع الحمرا، الذي احب قبل ان يصل جثمانه الى الكنيسة في بكفيا لتستقبله الايقونة فيروز المكلومة بفاجعة فقدان الابن، فبكته بصمت. مشى وراء نعشه المسيحي والمسلم، المؤمن والملحد، والمثقف، وعامة الناس، كل تناقضات البلد اجتمعت حوله. مَن كان يمثله بافكاره السياسية حزن عليه بصدق، ومن كان يتناقض معه «ركب» الموجة مدعيا الفقدان. اما الدولة الحاضرة في الجنازات، والغائبة عن رعاية المثقفين المبدعين وهم احياء، فلم تجد نفسها معنية باعلان الحداد، واكتفت بمنحه وسام الارز الوطني.
رحل زياد الرحباني تاركا وطنا هشا معلقا على «تغريدة»، فالبلد المنقسم على نفسه، لا يزال مشغولا بتفسير تعليقات المبعوث الاميركي توم براك على منصة «اكس». واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد ابدى استغرابه امام زواره من مضمون هذه «التغريدة»، بعدما اوحى براك بايجابية كبيرة خلال لقائهما الاخير، فان رئيس الحكومة نواف سلام سارع الى تلقف الموقف بسلبية، وتحرك على نحو «متوتر» مستعجلا عقد جلسة للحكومة لبحث ملف السلاح، الا ان المعلومات تشير الى عدم وجود حماسة في بعبدا، لمثل هذه الخطوة في ظل الانقسامات الراهنة، وكذلك لم يبد بري موقفا ايجابيا من الطرح، مفضلا التريث وعدم الذهاب الى خطوات قد تعقّد الامور.
سلام «مستعجل»
وكان سلام قد حمل معه من باريس» رسائل» واضحة الى «عين التينة»، تشير الى انه لا مساعدات قبل حل ملف السلاح واستكمال الاصلاحات، وحاول الضغط من خلال هذه الاجواء لتسريع التوافق على انعقاد جلسة حكومية، وليس عقدها قبل حصول تفاهمات سياسية، كما تقول اوساط مطلعة، التي لفتت الى ان سلام يعرف تداعيات هكذا خطوة، من دون حصول تفاهم على سيناريو ومخرجات الجلسة المفترضة.
لكنه يبدو مستعجلا على عقدها، خوفا من ارتفاع نسق الضغوط الاميركية على الحكومة، التي توجه اليها براك بانتقاد مباشر في تغريدته، حينما قال»أنّ «مصداقية الحكومة اللّبنانيّة تستند الى قدرتها في التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما قال قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح. وما دام حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح، فلن تكون الكلمات كافية»...
اولويات حزب الله وموقف بري
وفيما يعتبر حزب الله انه يجب ان تعمل الحكومة وفق اولويات مختلفة، تبدأ بالسعي لسحب قوات الاحتلال والزامها على احترام وقف النار، فان بري ابلغ سلام انه يجب ألّا تتم معالجة الملف بتسرع.
وكان بري سبق وابلغ براك ان حزب الله يتعامل بمرونة مطلقة، وارسل اكثر من اشارة ايجابية، حيث التزم بوقف النار، ولم يتدخل بالحرب «الاسرائيلية» على ايران، وهو جزء من السلطة التنفيذية، ولديه قوة وازنة في مجلس النواب. والآن المطلوب خطوات من الطرف الآخر، وقد اوحى براك بتفهم لهذه السردية، ووعد برد قريب ايجابي، ولهذا كانت تغريدة مفاجئة بالنسبة للرئيس بري.
واقعية في بعبدا... ولجنة مشتركة
وفي بعبدا، تشير الاجواء الى تعامل واقعي مع المرحلة الدقيقة، حيث لا يزال الرئيس جوزاف عون يصر على عدم نقل «المشكل» الى الداخل اللبناني، والتعامل بحكمة مع الملف كيلا ينفجر على نحو سلبي في الداخل. ولهذا لا يزال على تواصله مع حزب الله والحوار مستمر، وان كان بطيئا ربطا بالتطورات الاخيرة في سوريا، حيث يتم التعامل مع الاحداث بواقعية، وتتم النقاشات بعيدا عن المواقف الجامدة.
ووفق المعلومات، تم تشكيل لجنة تضم بعض الضباط المتقاعدين، وعددًا من المستشارين، وشخصيات مقربة من حزب الله، لوضع مسوّدة او تصور لاستراتيجية الدفاع الوطني، على ان تكون جاهزة للنقاش مع اطراف اخرى عندما تصبح الاجواء الداخلية مهيئة لبحث ملف السلاح على المستوى الوطني.
لا منطقة عازلة
وكان سلام عقد لقاء بعيدا عن الاعلام مع الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ،الذي جاء مستطلعا الاجواء في باريس. ووفق المعلومات، استغرب رئيس الحكومة الكلام عن اجواء سلبية في باريس، ووصف اللقاء مع ماكرون بانه كان ايجابيا، مجددا ثقته بان التجديد «لليونيفيل» سيتم نهاية شهر آب.
اما بالنسبة لمسار التطورات، فاشار سلام الى ان لا شيء نهائي والامور مفتوحة على كل الاحتمالات، نافيا ان يكون قد سمع عن مطالب فرنسية او اميركية حول انشاء منطقة عازلة جنوبا.
تهويل وضغوط...!
وفي هذا السياق، بدأت «الماكينة» الاعلامية والسياسية المحسوبة على واشنطن، بضخ معلومات تفيد بان زيارة براك شكّلت الفرصة الاخيرة لاثبات جدية لبنان الرسمي في تعاطيه مع الملف، ووضع خطة لجمع السلاح بصورة نهائية ضمن مهلة زمنية محددة، وأنه نقل رسالة من ادارته حددت 4 اشهر لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لحسم ملف جمع السلاح واحتكاره من قبل الشرعية، والا فإن الوساطة الاميركية ستنتهي، ومعها افق الحل الديبلوماسي، مفسحاً في المجال للسخونة والتفجير، في ظل ما قاله برّاك نفسه في شأن عدم وجود ضمانات من «اسرائيل» التي تحدد الوقت في ما يتصل بمهلة نزع السلاح.
ودون نسب المعلومات الى اي مصدر محدد، تقول تلك الاوساط، ان «اسرائيل» رفضت الملاحظات والشروط التي طرحها الرئيس بري، وتتعامل مع حزب الله انه خسر الحرب، وعليه الالتزام بالشروط لا التفاوض حولها. ولهذا فان الكلام عن انسحاب جيش العدو من الأراضي التي يحتلها في الجنوب كمقدمة لتجاوب حزب الله مع مسار حصر السلاح، طرح غير مقبول اميركيا و «اسرائيليا»، ولذا من المتوقع ان يكون الرد الاميركي سلبيا.
«العين» على العراق
وفي هذا السياق، «العين» على العراق الذي يقف أمام تَحَد جديد، يشبه الى حد ما التحدي اللبناني الراهن، في ظل الضغوط الاميركية الكبيرة لمنع تمرير مشروع قانون جديد، ينص على إعادة تنظيم بنية هيئة الحشد الشعبي، من خلال إنشاء أكاديمية عسكرية خاصة لتدريب العناصر، وتحديد شروط جديدة للانتساب والرتب، بينها تحديد عمر المتقدمين بين 18 و35 عاما، ومنح درجات وظيفية مباشرة للحاصلين على شهادات في الاختصاصات الأمنية والعسكرية.
ويُعد مشروع القانون الجديد تعديلا لقانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لسنة 2016، ويهدف إلى دمج الحشد الشعبي ضمن المنظومة العسكرية الرسمية، مع منحه صلاحيات تنظيمية وأمنية واسعة.
صدامات داخلية
ويمنح المشروع الحشد الشعبي استقلالا ماليّا من خلال تخصيصات من الموازنة العامة والتبرعات، ويستثنيها من قانون الخدمة والتقاعد العسكري، الأمر الذي تخشى الولايات المتحدة الأميركية من أن يمنح الحشد الشعبي العراقي مزيدا من النفوذ، وتفكيك ارتباطه بالقوات المسلحة العراقية.
وفيما عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن مخاوف بلاده بشأن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي الذي ما يزال قيد المناقشة في البرلمان، ومن غير المعلوم كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع مشروع قانون الحشد، بعد التحذير الأميركي الصريح الرافض للقانون، وسط مخاوف من صدامات داخلية، إذا أصرّت الكتل الشيعية على تمرير القانون... وقد يكون العراق راهنا النموذج الذي ينظر اليه المسؤولون اللبنانيون الذين يراقبون بحذر مآلات الامور، كي تتم الاستفادة من التجربة العراقية؟!
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وفي استمرار للخرق السيادة اللبنانية، قامت قوات الاحتلال بتمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتيْ رامية ويارون،
كما استهدفت مسيرة معادية عصر امس، دراجة نارية في منطقة البركة في مدينة بنت جبيل، وافيد عن سقوط جريح حالته حرجة جراء الغارة.
دريان في كليمونصو
وفي اطار استمرار الاتصالات السياسية لتبريد الاجواء بعد الاحداث في السويداء، وانعكاسها توترا في بعض المناطق اللبنانية، استقبل الرئيس السابق للحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط في كليمنصو، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وشارك في اللقاء رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان ومفتو المناطق اللبنانية.
وبعد اللقاء، أكد دريان أن «اللقاء كان وديا وتشاوريا وسيبقى مستمرا إن شاء الله»، وقال: «الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام». وفي بيان مشترك بعد اللقاء، تم الاعلان عن رفض اي محاولات لاثارة الفتنة، واعتبروا ان الفتنة وما تشهده السويداء مدان...
اجتماع امني في الرياض
على صعيد متصل، وفي دلالة على اهتمام سعودي واضح في تفعيل مستوى العلاقات اللبنانية- السورية وكبح جماح اي تصعيد، عقد اجتماع امني لبناني – سوري في السعودية حضره مدير المخابرات طوني قهوجي، ونظيره السوري حسين سلامة، في حضور امني وسياسي سعودي، وشارك في اللقاء مسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان، حيث تم البحث في ملف الحدود، ومنع انعكاس التوترات في السويداء على لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التنسيق برعاية سعودية مباشرة.
مأتم زياد «ورهبة» فيروز
تحول مأتم زياد الرحباني الى الحدث بالامس، حيث ووري في الثرى في المحيدثة- بكفيا. وقد انطلق موكب النعش منذ الصباح من الحمرا، حيث انطلق فنيا وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة.
اما في الكنيسة فكان لحضور والدته السيدة فيروز رهبة منقطعة النظير، فبكت بصمت وأبكت الحاضرين. وتوافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبو زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، الذي سلم العائلة باسم رئيس الجمهورية، وسام الارز الوطني من رتبة كومندور. كما حضر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون ، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب، ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة.
تصفيق وزغاريد
والى كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا،عاد زياد ليبقى هناك. تاركا وراءه بلدا منقسما على ذاته، وهو الذي جمع في مماته من لم يتمكن من جمعهم في حياته. سياسيون من كل الاطياف وفنانون واناس من محبيه حضروا جميعاً للوداع الاخير.
وكان محبو زياد تجمعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى.
بعدها شق موكب التشييع طريقه بصعوبة في شارع الحمرا الرئيسي، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.
اصلاح المصارف
ماليا، اقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان قانون اصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، في حضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة:» لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة، فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف».
واشار الى انه «تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف «، معلنا انه سيتمثّل فيها. واشار الى «ان لا تمييز بين المودعين، وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر، وما من مودع أهم من الآخر، فكلّهم لهم حقوق. وسيحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع».
وكان كنعان قد صرّح في الأيام الماضية «ان المشروع تضمّن اجراءات كثيرة تحمي حقوق المودعين، منها ربط تنفيذ قانون اصلاح المصارف بقانون استرداد الودائع، الذي اصبح مطلبا دولياً».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التراجيدية الجنبلاطيّة بين عقارب دمشق والجُبن الوطنيّ العام
التراجيدية الجنبلاطيّة بين عقارب دمشق والجُبن الوطنيّ العام

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

التراجيدية الجنبلاطيّة بين عقارب دمشق والجُبن الوطنيّ العام

خليل عيسى أحد أكبر الخاسرين في لبنان نتيجة هزيمة النظام السوري في السويداء اليوم هو وليد جنبلاط. لقد وضع هذا الأخير نفسه في المركب السوري من اللحظة الأولى وعليه، مع كل فيديو يُنشر للارتكابات التي حصلت من قبل ميليشيات النظام السوري ضدّ أهل السويداء، سيطاله دفع الثمن من رصيده السياسي قبل غيره. لكنّ انهيار "زعامة" جنبلاط وانخفاض رمزيتها التاريخيةّ عند الدروز لن تحدث على وجه السرعة، فهو في نهاية الأمر زعيم لبنانيّ وأكثر من يحيط به هم دروزٌ لبنانيون وليسوا سوريين وكذلك لأنّ الزعامة في بلاد الارز تُبنى مقابل خدمات ووظائف وتعيينات، وقد كدّست المؤسسّة الجنبلاطيّة الكثير منها طوال العقود الماضية. لكن لا مفرّ من القول أنّ شرخاً تاريخياً وعميقاً حدث في خريطة الزعامات الدرزيّة بعد الهجوم على السويداء. ولن يكون هذا بسبب مواقف وئام وهّاب، فالأخير لا يبحث سوى عن دور جديد له بعد ذهاب عرّابه المباشر نظام الاسد محاولًا من خلال تقلّباته أن يُنسي الدروز قبل غيرهم تاريخه الثقيل مثل وقوفه مع "حزب الله" حين هجم هذا الأخير على الجبل في غزوة 7 أيّار/ مايو. إنّما عنينا هنا أنّ زعامة درزيّة عربية جديّة، منافسة للجنبلاطية إديولوجياً اليوم هي صعود الشيخ حكمت الهجري، إذ تضرب المقولات الجنبلاطيّة التقليدية، مثل كلمة "العروبة" التي حين يقولها جنبلاط يعني بها التموضع مع أو ضد نظام سوري محدّد، حسب الظروف، ويرفدها دوماً بمقولة أنّ إسرائيل "تريد أن تقسّم البلاد العربية". صعود زعامة الهجري يحدث اليوم في ظروف تفتيتيّة نابذة، لكنّها تأسيسيّة وفي تأسيسيّتها هذه تشبهه إلى حدّ بعيد مِفصَل توحيد سوريا خلال عشرينيّات القرن العشرين. الفرق هو أنّ تأسيسيّة الراهن يجعل من الهجري رأس حربة الحفاظ على الدروز في سوريا مقابل نظام إسلاموي في دمشق عنيف للغاية لا يعدو كونه مشروع حروب أهليّة مستمرّة. في المقابل وعلى عكس اليوم، لم تكن دولة إسرائيل الديموقراطيّة حيث للمواطنين الدروز حصّة مباشرة في القرار السياسي المحاذية لجبل العرب موجودة عام 1927 حين كانّ سلطان باشا الأطرش محاطاً حينذاك بزعماء سوريين رؤيويّين مثل إبراهيم هنانو وصالح العلي تخطّوا مثله انتماءات جماعاتهم الأهلية المناطقيّة-الطائفيّة لمواجهة إرادة الاحتلال الفرنسي بتقسيم سوريا إلى أربعة دول. لكن في الحالتين كان ثمّة هجوم عسكري على الدروز بقصد الإبادة. فالميليشيات الجهادية التي هجمت على السويداء تعاملت مع السكّان بأساليب تشبه أسوأ ممارسات الاحتلال الفرنسي بدءاً من قصف المدنيين وصولاً إلى قصّ شوارب العجائز بقصد الإهانة، إلا أنّه في مقابل وضوح انتقاء شرعية الاحتلال الفرنسي كوجود أجنبي، هناك شرعيّة إيديولوجيّة لنظام سوري جديد "عربي مسلم سنّي" يعتبر نفسه بذا أنّه يمثّل الوطنيّة السوريّة الوحيدة الممكنة، وفي ذلك يحافظ الشرع على تقليد أسديّ عريق يستعين بالطائفيّة والدمّ سلاحاً. هذا كلّه لم يفت على الأرجح وليد جنبلاط أسير تاريخ زعامته اللبنانية الحديثة وعلاقتها المفصليّة مع من يجلس في قصر الشعب في سوريا، بدءاً من حافظ الأسد الذي اغتال أباه، وبعدها بشّار الأسد وصولاً إلى الشرع. لكن في الحقيقة لا يمكن كذلك لوم جنبلاط بشكل كامل على تموضعه، فهو حتى لو أخطأ في هرولته المبكرة جداً نحو دمشق، لا شكّ أنّه يعتبر أنّه كان يعتبر أنّه يقوم بالخطوة الضرورية، كما يراها هو، لحماية دروز لبنان، وليحافظ على زعامته لهم بطبيعة الحال. وهو يقوم بهذا في ظلّ الفراغ الزعاماتي "السنّي" الذي كان سعد الحريري يملأوه في يوم من الايام. يعني هذا ما يعنيه أيضا حماية دروز لبنان ضدّ تطرّف المزاج "السنيّ" العام الحاصل اليوم نتيجة سياسات النظام السوري الاسلاموي الجديد، مما يجعله، محكومًا، من وجهة نظر جنبلاط مجدّدا، بالمشي في ركاب السلطة الدمشقية، لانّ التمايز اللبناني السنّي عن دمشق حاليا مفقود أو هو لم يتبلور بعد. بهذا المعنى فإنّ تموقع وليد جنبلاط على الأرجح هو أيضا نتيجة الفراغ الوطني "السنّي" أكثر مما هو نتيجة تفضيلات شخصيّة لرئيس حزب "تقدّمي" و"إشتراكي". لكنّ أكثر ما يمكن أن يُنتَقد عليه وليد جنبلاط عليه إنّما هو فظاظة تعبيراته خلال ظهوره المتكرّر على القنوات الفضائية في مهاجمته الشيخ حكمت الهجري شخصيّا ومساهمته في تمتين سرديّة إعلامية دعائيّة مُهيمنة تحاول وصف ما يحصل كما لو أنّ جميع أهل المدينة ما هم إّلّا ميليشيا تأتمر بأوامر من الهجريّ بينما الحقيقة هي أنّ الدروز هناك يدافعون عن وجودهم أمام عملية إبادة عرقيّة، وموضوع الهجري نفسه بينهم صار تفصيلا ثانويّا. كذلك إستعمل وليد جنبلاط تعابير من نوع "الدولة السورية" و"الامن العام" وتباكى على التلفاز على تدمير وزارة الأركان في دمشق في نهاية المقابلة وهو أمر كان بالغنى عنه فبدا مستفزّا لكثير من السوريين واللبنانيين الدروز في حين كان أهل السويداء يتمّ الالقاء بهم من الشرفات وتُقطع رقابهم، حتى أنّ البعض استقال من الحزب الاشتراكي علنا جراء ذلك. لكن هل كان يمكن للبِك أن يكون غير ذلك؟ بمعنى آخر، ألم يكن عليه محتوماً اتّخاذ هكذا موقف بسبب خياراته المتسرّعة فجر سقوط الأسد؟ وبتعبير آخر كذلك، هل يمكنه أن يقنع السلطة في دمشق أنّ تحالفها معه في لبنان مفيد في عزّ أكبر خسارة عكسريّة وسياسية تتعرّض إليه، دون أن يلجأ إلى هذه الفظاظة في التعبير وهو في النهاية ليس باستطاعته أن يبيعها إلا "الكلام"؟ لا ريب أن وليد جنبلاط يعرف تماماً ما كان يحدث ويفهم أنّه يلعب مع عقارب دمشق وسموم تركيا ودعم غربي وإحاطة عربيّة لها، لكنّه أيضاً يلعب في ملعب زعاماتي لبناني مقفر. وهذا أمر يجب التذكير به. فزعامة برّي "الشيعيّة" حليف جنبلاط الدائم محاصرة ومشغولة بلملمة أوضاع طائفة منكوبة بعد هزيمة "حزب الله". أما الزعامة "المسيحيّة" فمُنقسمة بين زعامة جعجع التي أكثر ما يشغلها حاليا هو التنافس مع زعامة باسيل، والتي حين حدث تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، دافعت، على نسق جنبلاط اليوم، عن النظام السوري لائمة التفجير إياه على فانتازيا "فلول إيران" مع أنّ تنظيم "سرايا السنّة" أعلن مسؤوليته عنها وهو لا يزال يهدّد المسيحيين في سوريا ولبنان. وأخيراً هناك الفراغ الزعاماتي "السنّي" الوطني الحاصل وهو الأخطر. لهذا فإنّ ما يفعله وليد جنبلاط يلام عليه الجبن الوطني العام، نتيجة الخيارات الدولية الأميركية والتركيّة والإيرانية وأيضاً العربيّة التي يفترض بها أن تساعد على إيجاد تمايز لبناني "سنّي" عن دمشق، بقدر ما يلام وليد "بِك" على ما يفعله حصراً.

"معرّضون لخطر وجودي".. قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل وعلى الدولة إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها
"معرّضون لخطر وجودي".. قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل وعلى الدولة إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها

صوت لبنان

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت لبنان

"معرّضون لخطر وجودي".. قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل وعلى الدولة إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها

أشار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القيادي فؤاد شكر الى أن "السيد فؤاد شكر قاد مجموعة من الإخوة عددهم 10 سموا أنفسهم مجموعة الميثاق قبل عام 1982 تعاهدوا على مواجهة إسرائيل وأن يكونوا في المواقع الأمامية". ولفت الى أن "السيد فؤاد شكر كان من الرعيل الأول المؤسس وكان أول قائد عسكري للمقاومة". وتابع: "السيد فؤاد شكر قاد مواجهات كفرا وياطر في إثر اغتيال السيد عباس الموسوي وقاد مجموعة من المجاهدين بعد أن قرر الحزب إرسال مجموعة إلى البوسنة". وأضاف: "السيد فؤاد شكر هو مؤسس الوحدة البحرية في حزب الله وشارك وتابع في ملف الاستشهاديين ومنهم الشهيد الشيخ أسعد برو". وأشار قاسم الى أن "السيد محسن كان بمثابة رئيس الأركان في معركة الإسناد وكان على تواصل دائم مع سماحة السيد نصر الله إلى حين شهادته". وعلى صعيد آخر، قال الشيخ قاسم إن "إسرائيل والولايات المتحدة تمارسان الإجرام المنظم يومياً في غزة"، مشددًا على أن "لا إجرام في العالم يضاهي الإجرام الكبير الذي يمارسه العدو الإسرائيلي في غزة بدعم وتأييد كاملين من الولايات المتحدة". وأكد أنه "يجب أن يقف العالم وقفة واحدة في وجه "إسرائيل" لوقف هذا الطغيان الذي يؤثر على البشرية كلها". ووجه الشيخ قاسم تحية "للأسير المناضل المحرر جورج عبد الله الذي وقف شامخاً لـ41 عاماً ورفض أن يوقّع ورقة بالتخلي عن أفكاره من أجل بضع أعوام"، مضيفًا: "الأسير المحرر جورج عبد الله جزء لا يتجزأ من تجربة المقاومة المتنوعة التي تجتمع عند تحرير الأرض وحفظ الكرامة". وأشار الى أن "المقاومة في لبنان أثبتت أنها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة". وأضاف: "نحن نسير بمسارين الأول بتحرير الأرض من العدو والثاني ببناء الدولة عبر تمثيل الناس وحتى تنهض الدولة بأبنائها ولا نغلّب أحدهما على الآخر". وأكد قاسم أن "المقاومة هي دعامة للجيش لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعالة وليست شكلية". ولفت الى أن "اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان كان فيه مكسب لنا وللجانب الإسرائيلي وهذا أمر طبيعي في أي اتفاق". وقال: " نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق الذي هو حصراً في جنوب الليطاني ومن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح فقولوا له إن هذا الأمر شأن داخلي". وتابع: "اعتقدوا أن حزب الله أصبح ضعيفاً ولكن فوجئوا بحضور الحزب السياسي والشعبي في تشييع السيدين نصر الله وصفي الدين والانتخابات البلدية". وشدد على أن "هذه المقاومة لا تزال موجودة بكل أبعادها السياسية والاجتماعية وهذا دليل على قوة المقاومة ولذلك العدو خرق اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف قاسم: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة وتعهدت بأن تتابع لم نعد مسؤولين عن التصدي بالنيابة عن الجميع". وأكد أن "سلاح المقاومة شأن لبناني لا علاقة للعدو الإسرائيلي به لا من قريب أو من بعيد". وأشار الى أن "توم براك فوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي كان موحداً بضرورة توقف العدوان قبل مناقشة مسألة السلاح". ولفت الى أن "العدو ليس متوقفاً عند النقاط الخمس المحتلة وينتظر نزع سلاح المقاومة ليتوسع ويبني مستوطناته". وقال قاسم: "نحن اليوم في لبنان معرّضون لخطر وجودي على شعبنا بكل طوائفه من إسرائيل و"الدواعش" وأميركا تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد"". وأكد "أننا لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل لو اجتمعت الدنيا كلها ولن نقبل أن يؤخذ رهينة ما دام فينا نفس حي". وتابع: "كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل". وقال قاسم: "لا يطلبن منّا أحد صلحاً أو استسلاماً". وأضاف: "نحن لا نهدد بل نحن في موقع دفاعي وما نقوله أن هذا الدفاع لا حدود له عندنا حتى لو أدى إلى الشهادة". وشدد على أن "الخطر الداهم هو العدوان وكل الخطاب السياسي يجب أن ينصب على وقف العدوان وليس أي موضوع آخر". وأكد أنه "على الدولة القيام بواجبين رئيسيين هما، إيقاف العدوان بكل السبل والإعمار"، متابعًا: "على الدولة إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها". وقال: "فليتوقف العدوان ولتنسحب إسرائيل وليعاد الأسرى وبعدها خذوا منّا أحلى نقاش وتجاوباً من أفضل أنواع التجاوب".

ازدواجية المقاربات في خطاب جعجع: شد العصب لا يعني الواقعية والمنطق
ازدواجية المقاربات في خطاب جعجع: شد العصب لا يعني الواقعية والمنطق

النشرة

timeمنذ 3 ساعات

  • النشرة

ازدواجية المقاربات في خطاب جعجع: شد العصب لا يعني الواقعية والمنطق

في ظل المشهد ال​ لبنان ​ي المأزوم سياسيًا واقتصاديًا، يبرز خطاب رئيس ​ حزب القوات اللبنانية ​ ​ سمير جعجع ​ كواحد من أكثر الخطابات حدة وقوة. ولكن، في مقابل الانشراح لوجود مثل هذه القوة والحدية، فإن هذا الموقف يحمل تناقضات جوهرية تكشف عمق المأزق السياسي الذي يعيشه البلد، وتُظهر كيف أن حتى من يرفع شعارات الحسم والمواجهة ينزلق أحيانًا إلى تسويات ظرفية تُفرغ المواقف من محتواها. أولى هذه المفارقات تكمن في موقفه من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. فمن جهة، يقدّمه جعجع على اعتبار انه حليف استراتيجي ويمتدحه بشدة باعتباره رجل المرحلة، خصوصاً بعد زيارته في قصر بعبدا منذ فترة. ومن جهة أخرى، لا يتردد في توجيه انتقادات مبطّنة له باعتباره يتلكأ في اتخاذ مواقف حاسمة، لا سيّما في ما يتعلق بضبط الأمن أو التعاطي مع ​ سلاح حزب الله ​. هذا التناقض يُظهر تردّدًا في رسم العلاقة مع رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية (الرئيس عون هو القائد الأعلى للقوات المسلحة)، وكأن جعجع يريد رئيسًا "قويًا" يواجه سلاح الحزب على ان "ينأى" هو بنفسه عن أي تداعيات وتصعيد داخلي قد ينجم عن ذلك. الأمر نفسه ينسحب على موقفه من الحكومة ورئيسها ​ نواف سلام ​. فرغم أن حزب القوات يشارك بفعالية في الحكومة ويدعم استمرارها، نجده ينتقدها عند كل قرار لا يعجبه، حتى لو كان وزراؤه قد صوتوا عليه. هذا يعكس تناقضًا في التوجه: دعم الاستقرار الحكومي من جهة، وتحميل الحكومة نفسها مسؤولية العجز من جهة أخرى، وكأن المطلوب أن تتحرك الدولة وفق التوجه الذي يريده هو حصراً. في ما يتعلق بسلاح حزب الله، يتبنى جعجع خطابًا تصعيديًا حين يقول ان لا خوف من حرب أهليّة إذا طُرحت مسألة نزع السلاح بالقوة، لكنه في المقابل يؤيّد عدم دخول الجيش إلى الضاحية الجنوبيّة، ما يعني ان السبب الفعلي لذلك واضح: الخشية من الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب، واحتمال تفجّر الوضع داخليًا. ما يعني أن "الخوف من الحرب" هو قاعدة مستترة تحكم خياراته، حتى حين يُنكر ذلك علنًا. أما في ما يخص العلاقات الإقليمية، فإن جعجع يكيل بمكيالين. فهو يحمّل حزب الله مسؤولية خرق التفاهمات الأمنية مع إسرائيل، لكنه يتغاضى عن عدم التزام إسرائيل بتعهداتها، وكأنه "يبرر" اعتداءاتها، مع العلم انه اعلن مرارا ًوتكرارا عدم تأييده هذه الاعتداءات. والامر نفسه ينسحب على النظام السوري الجديد الذي يعفيه رئيس القوات من المسؤولية، متذرعًا بعدم صدور مواقف عدائيّة منه تجاه لبنان، متناسيًا ما جرى على الحدود، وتراخيه المتعمّد في أي انفتاح عملي تجاه لبنان، ورفضه إعادة النازحين السوريين فيما كان يحمّل (أي جعجع) نظام الأسد (وعن حق) مسؤولية بقاء هؤلاء في البلد. وهل تساءل جعجع عن السبب الذي يجعل العالم يهرول لتقديم المساعدات المادية والاقتصادية الى النظام السوري فيما الأوضاع هناك تشهد عدم استقرار فادح على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية والشعبية؟ ولماذا لا يصح هناك ما يصح في لبنان؟ ولو ارتُكبت المجازر التي شهدتها مناطق سوريّة، في لبنان (لا سمح الله)، هل كنا امام المشهد الدولي نفسه؟. النقطة الوحيدة التي يمكن اعتبارها واقعية في كلامه، كانت قوله بأن سلاح حزب الله لم يعد يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل. لكنه عاد ليُناقض نفسه، حين اعتبر أن هذا السلاح هو العقبة الوحيدة أمام السلام في لبنان، متجاهلاً أن العقبة الحقيقية ليست السلاح، بل الرغبة الإسرائيليّة غير المعلنة في اتمام لبنان الى موجة الموقعين على التطبيع او على اتفاق سلام انما بشروط إسرائيلية وبرعاية أميركية بطبيعة الحال، وهو ما يعرف الجميع أنه قادم لا محالة، ولكن ليس عبر الإرادة الحرة بل عبر الضغوط السياسية والاقتصادية معًا. في المحصّلة، لم ينجح جعجع في استقطاب الشريحة الأكبر من اللبنانيين، واكتفى بمؤيديه ومناصريه الذين سيلتفون حوله مهما كانت أقواله، انما كان بمقدوره اعتماد مقاربة اكثر منطقيّة تجذب اليه عدداً اكبر بكثير من اللبنانيين التواقين الى سماع صوت المنطق والعقل والطروحات العملية الفاعلة للتخلص من الازمات التي يقع فيها لبنان، بدل اعتماد مواقف لا يمكن أن تصمد أمام اختبار الواقع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store