
طائراتكم لن نُنقذ حياة طفل.. بل تنقذ حصار المعابر.. ومؤتمر نيويورك مسرحية مسيئة.. والأردن معفيٌ من اتباع سياسة العرب لسببين
وككاتب أردني، فإني معني بإبداء الرأي بموضوعية، والحقيقة للناس بهذه المسألة كما أراها ويدركها العاقلون، وبمسألة أخرى تتعلق بعمق الخطأ وفداحة الخطر بحذو الأردن حذو الأخرين بسياسته إزاء القضية الفلسطينية.
— إن إنزال وجبة طعام أو مليون وجبة بهذه الطريقة لا تنقذ حياة طفل واحد. الطعام للطفل أو للإنسان ليبقى حياً ليس لعبة يلعب بها وينساها، فالحياة لا تمضي بمجرد تأمين وجبة أو اثنتين أو أكثر، ورمي الطعام من طائرة أو مئات الطائرات في هذا المكان أو ذاك لا يؤمن شروط البقاء للإنسان حتى لو افترضنا بأنه يبقى على قيد الحياة بالخبز وحده. بل هي سيرورة بشرية مُستدامة من تأمين الطعام وغيره من حاجات الإنسان كشرط ً للبقاء. فإنقاذ حياة طفل واحد أو كل أدميي غزة لا يمكن تحققه إلا برفع الحصار الظالم والمجرم واللّا قانوني عنهم.
–فأنتم بأسلوب الإغاثة بالرمي بالطائرات الذي نصحتكم به أو سمحت لكم به 'إسرائيل' تنقذون وفقط حصار الكيان لغزة وتشرعونه وتكرسون إغلاق المعابر وسياسة القتل بالتجويع. وما أجزم به أن قراراتكم يدرسها غيركم وينفذها أنتم ولا مراجعة لها حتى فيما بعد
— ولو كانت 'إسرائيل' تريد لكم أن تنقذوا حياة طفل أو كانت تسمح بهذا لرشّدت جريمة حصارها ووفرت للأطفال والرضع حاجاتهم للبقاء، والطرق كثيرة، وبيدها، ولما قتلت ميدانيا الأطفال أو أمهاتهم الحاملات مواعين لوضع شيء من الطعام فيها. بل لو لم يكن هذا النوع من الإغاثة يخدم أغراضها المشار إليها لما سمحت به لكم ولا طرتم فوق غزة. ومن هنا عليكم إدراك أن إسرائيل تريد منكم استخدام هذا الأسلوب لأهدافها ولا تريد أن يصل شيئا مما ترمون لأيدي الطفل الغزي ولو كان نصف رغيف من الخبز.
–أدعوكم أن تستعرضوا كل تصريحاتكم الرسمية، فهي لم تطالب ولو مرة واحدة برفع الحصار عن غزة أو كسره، وتستخدمون فيها مصطلحات فضفاضة مثل 'رفع المعاناة عن غزة'، وإني إذ أدعو كل المستخدمين لهذه الاستعراضات الغوثية للتبصر بأهداف 'الإسرائيلي' الخزري الذي لا يمت لبني اسرائيل ولا للمنطقة بصلة، من السماح لكم بهذا الأسلوب، لأرجو لفت النظر لمهانته لكم ولتراكض الأطفال حول هذه المعونات الساقطات في مشهد مهين يُعتدى فيه على طفولتهم.
— لا أدخل في النوايا ولكن بالأفعال ومضمونها وما تؤدي إليه. لأقول بلسان كل ضمير حي، لا للتغطية على حصار مجرم ولا لتكريسه بأي طريقة، ونعم لإنهاء هذا الحصار بالضغوطات السياسية والدبلوماسية على الكيان مباشرة والتي لا الأردن ولا غيره من أصدقاء الكيان والمطبعين مارسوا ذرة منها عملياً، رغم توفر الوسائل لديهم.
أما المسألة الثانية فتخص التزام الأردن بالنهج السياسي المسؤول عن مصائب الأردن في سياستيه الخارجية والداخلية. فلديه سببين يخصانه من دون الدول العربية وغير العربية يفرضان عليه ويبرران له أمام أمريكا والعالم أن لا يحذو حذو الدول العربية في سياسته إزاء القضية الفلسطينية والكيان. ففي هذا وبالإلتزام بثوابت الشعب الأردني من القضية الفلسطينية يحافظ على الأردن الدولة والوطن والجبهة الداخلية السليمة ومن الأخطار الخارجية والداخلية. ومن الجريمة بمكان أن تكون سياسة السعودية وقطر إزاء القضية أكثر حكمة من سياسة الأردن:
ـ السبب الأول: التناقض أساسي بين وجود الأردن واسرائيل على الخريطة في آن واحد. إن سعي إسرائيل لفرض مصالحها ونفوذها وإرادتها على الأردن يتجاوز أطماعها التوراتية إلى قضية وجود أو لا وجود لها. وطالما تكلم مفكرو وسياسيو 'إسرائيل' بهذا الأمر. فالأردن يُعرِّفونه بأنه عمق إسرائيل الجغرافي ومقتلها عسكرياً وأمنياً. وبهذا، فقد تنامي الوعي السياسي على الساحة الأردنية وتنامت وحدة الحالة الشعبية اجتماعيا واقتصاديا ومفاهيمياً بين الشرق والغرب أردنيين وثنائية (فلسطيني أردني) دُفنت. والأردنيون أصحاب الأرض التاريخيين باتوا يدركون أن القضية الفلسطينية هي في نشأتها وسيرورتها وخاتمتها قضية شرق أردنية ووطنية بامتياز. وإن إسرائيل تنظر اليهم كنظرتها للفلسطينيين بأنهم عرب وليس أردنيين، ولا لدولة أردنية أو فلسطينية، بل 'إسرائيل'، فالشعب واحد والهم والمصير واحد، ولا بقاء لقيادة علاقتها مع شعبها قائمة على القمع واللّا مواطنة.
ـ الثاني: القاصي والداني يعرف التركيبة السكانية في الأردن وطبيعة ارتباطها الوثيق والعضوي بفلسطين والفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وهي التركيبة غير الموجودة في أي بلد عربي ولست بمعرض التفصيل. وأتحدث هنا عن حجم المكون الغرب أردني أو الفلسطيني الجذور، ومعظمه ولد في الأردن، وكلهم مواطنون أردنيون وبناة للدولة، ومن العبث والجنون والإستحالة والخطورة تحييدهم أو القفز عن اهتماماتهم العميقة كمواطنين، فكيف عندما تمس مجريات أو خواتيم القضية الفلسطينية، وفلسطين وديعة وطن لديهم، ومربى أجدادهم وهم ورثة، فلسطين تحفر في عقولهم وعواطفهم وفي كل لحظات حياتهم. وكيف لقيادة أن تتبنى سياسة معادية لشعبها بهذا الحجم.
فلسطين كلها اليوم تحت سيادتهم ولا يُمكن لها أن تقبل بدولة فلسطينية تنهي فيها وجودها ومشروعها وهي الأقوى وأمريكا معها والعرب هم الأضعف والباقي ثغاء ووهم، والمقاومة وحدها الحقيقة. انظروا لرد الغرب على محرقة الغزيين في مسرحية نيويورك وكيف يفترضون الدولة الفلسطينية منة لا حقا، وبشروط تكشف زيفهم وتُفشل مشروعهم، فإسرائيل إن سمحت بدولة فستكون منزوعة السلاح، والسيادة لها على الأرض والجو. وتبقى ملفات القضية عالقة ومشكلة الفلسطينيين والأردن مع 'اسرائيل' قائمة.
كاتب عربي اردني
نقلا عن رأي اليوم
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
منذ 38 دقائق
- Babnet
رفع الاعتصام الداعم لغزة أمام السفارة الأمريكية وتجديد الدعوة لسن قانون تجريم التطبيع
أعلنت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع في بيان نشرته مساء اليوم السبت على صفحتها الرسمية عن رفع الاعتصام الذي نفذته أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، بدعوة مشتركة مع تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بعد مرور 8 أيام على انطلاقه. وذكرت الشبكة أن هذا التحرك الشعبي شَهِد توافدًا لكثير من المواطنين من ولايات ومناطق مختلفة، مؤكدين تجذر الوعي الشعبي التونسي بواجب إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته وبالانخراط في كل التحركات النضالية المُنتصرة للحق الفلسطيني الثابت. وجددت الشبكة والتنسيقية في بيانهما المشترك الدعوة للتونسيين إلى اعتبار كل الهياكل والمراكز والمؤسسات المرتبطة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية وكل البلدان الداعمة للكيان الصهيوني، شريكة في جريمة الإبادة الجماعية و العدوان على غزة و فلسطين واعتبرت أن سن قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني و إدماج ثقافة الحق الفلسطيني و تاريخ المقاومة الفلسطينية و العربية في البرامج التربوية المختلفة ، "ضرورة مُلحة واستحقاق نضالي تاريخي للشعب التونسي الذي قدم قوافل من الشهداء والمقاومين على أرض فلسطين منذ نكبة 1948". وجددت الدعوة إلى الشعب العربي لمواصلة النضال لأجل إسقاط اتفاقيات التطبيع و مشروع الإبراهيمية و العمل الجدي على دعم صمود الشعب الفلسطيني و فصائل المقاومة. وأشادت بكل التحركات النضالية التي تنتظم في مختلف بلدان العالم مُساندةً لفلسطين ولقضيتها العادلة، ومن ذلك إبحار " سفينة حنظلة " لكسر الحصار عن قطاع غزة والتي كان من ضمن طاقمها المناضل التونسي حاتم العويني متحديًا الغطرسة الصهيونية بروح كفاحية عالية و إعلان قرب انطلاق " أسطول الصمود المغاربي". وكان المئات من التونسيين قد تجمعوا مساء السبت 26 جويلية الماضي في ساحة الزيتونة بمنطقة البحيرة 2، قرب سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، استجابة لدعوة كلّ من الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع وتنسيقية العمل المشترك لدعم فلسطين بهدف "فرض حصار رمزي على مداخل السفارة" والمطالبة بفك الحصار المفروض على قطاع غزة ووقف حرب الإبادة ضد سكان القطاع.


الصحراء
منذ ساعة واحدة
- الصحراء
قصفت منازل المدنيين.. غارات لملاحقة المهربين غرب ليبيا تشعل الغضب
أثارت الضربات الجويّة التي نفذتها "حكومة الوحدة الوطنية"، في إطار عملية عسكرية لمحاربة شبكات التهريب والمخدرات في غرب ليبيا، موجة انتقادات وإدانات واسعة، بعد أن طالت منازل مدنيين وأوقعت ضحايا وأضراراً مادية. وأمس السبت، أعلنت وزارة الدفاع في "حكومة الوحدة الوطنية" الليبية تنفيذ "ضربات جوية دقيقة" استهدفت ما وصفته بـ"أوكار الجريمة"، خصوصاً في مدينتي الزاوية وصبراتة، مؤكدةً أن العمليات موجّهة ضد عناصر متورطة في تهريب البشر والمخدرات. غير أن هذا التحرّك أثار غضباً شعبياً واسعاً، حيث استنكر 42 من عمداء بلديات المنطقة الغربية والجبل الغربي، في بيان، "الاستهداف المنهجي للمدنيين وتهديد حياة المواطنين" عبر استخدام الطيران المسيّر، وطالبوا بوقف فوري لاستخدام الطائرات المسيّرة داخل الأراضي الليبية، كما دعوا تركيا لوقف "دعمها العسكري للجماعات المسلحة". وفي الزاوية، دان الأهالي القصف الذي أصاب أحياء سكنية، متهمين حكومة عبد الحميد الدبيبة بـ"تعريض حياة الأبرياء للخطر". وحمّلوا بعثة الأمم المتحدة مسؤولية "الصمت حيال هذه الانتهاكات"، مطالبين المجتمع الدولي بتحرك عاجل لحماية المدنيين وفتح تحقيق شامل ومحاسبة المتورطين. من جهتها، وثقت "المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان" تعرّض ورشة في صبراتة ومنزل في منطقة الزاوية إلى قصف جوي، ما أسفر عن تدمير ممتلكات خاصة وإصابة طفل بجروح خطيرة، معتبرةً أن "الهجمات العشوائية" ضد المدنيين "لا تُشكِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية"، بحسب تعبيرها. ودعت إلى التوقف الفوري عن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، والالتزام بحماية السكان. في السياق ذاته، نشر ناشطون محليّون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصوراً تظهر لحظة تعرّض أحد المنازل في مدينة الزاوية إلى قصف مباشر بالطيران المسيّر، مما أدّى إلى تضرّره والمنازل والسيارات المحيطة به، كما وثقوا شهادة طفل أصيب بجروح داخل منزل عائلته جرّاء الضربات الجوية. وتثير العمليات العسكرية التي تطلقها "حكومة الوحدة الوطنية" في كل مرة لملاحقة المهربين وشبكات الجريمة نقاشاً واسعاً بشأن أهدافها الحقيقية، خاصّة في ظلّ استمرار نشاط التهريب، إذ يشكّك ناشطون ومنظمات حقوقية في فاعلية هذه الحملات، محذّرين من أن المدنيين هم الأكثر تضرراً منها. نقلا عن العربية نت


الصحراء
منذ ساعة واحدة
- الصحراء
رئيس أنغولا يشيد بالشرطة رغم ارتفاع ضحايا الاحتجاجات إلى 30
عاد الهدوء تدريجيا إلى أنغولا خلال الساعات الأخيرة، بعد انحسار الاضطرابات العنيفة التي شهدتها البلاد على مدار الأيام الماضية، وسط جدل متصاعد حول أسلوب تعامل السلطات مع موجة الاحتجاجات التي اندلعت عقب قرار رفع أسعار الوقود. وفي خطاب متلفز، دافع الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عن أداء حكومته وأشاد بجهود الشرطة، رغم مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا واعتقال أكثر من 1200 خلال المواجهات. في الأثناء، أعلن جهاز التحقيقات الجنائية الأنغولي عن توقيف رودريغو لوسيانو كاتيمبا، نائب رئيس "التحالف الجديد لسائقي سيارات الأجرة"، بتهم تشمل التحريض على العنف والتمرد والترويج للجريمة والإرهاب. ويُشتبه في ضلوع كاتيمبا في تنظيم إضراب سائقي سيارات الأجرة الذي تحوّل إلى احتجاجات واسعة تخللتها أعمال شغب ونهب في عدة مدن، أبرزها العاصمة لواندا. خطاب رئاسي يدافع عن الشرطة عبّر الرئيس لورينسو في خطابه عن تعازيه لأسر الضحايا، مندّدا بما وصفه بـ"أعمال إجرامية ارتكبها مواطنون غير مسؤولين، تم التلاعب بهم من قبل جهات خارجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف "لا يمكننا أن نتحمل المزيد من الألم والفقدان في صفوف الأنغوليين". ورغم إشادته بأداء الشرطة والقضاء والعاملين في القطاع الصحي، أقر الرئيس بوجود "مشكلات اجتماعية كثيرة لا تزال بحاجة إلى حلول"، مؤكدا أن الدولة "تبذل قصارى جهدها" لتسريع التنمية وخلق فرص العمل. ورغم ذلك، لم يتطرق مباشرة إلى السبب الأساسي للاحتجاجات، وهو قرار رفع أسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز الماضي، وأثار غضبا واسعا في بلد يعاني من مستويات فقر مرتفعة رغم ثرواته النفطية. انتقادات حقوقية وغضب شعبي وحمّلت منظمات حقوقية محلية وأحزاب معارضة قوات الأمن مسؤولية سقوط الضحايا، معتبرة أن أعمال النهب تعكس "الجوع والفقر المدقع الذي يعاني منه غالبية الأنغوليين". وأضافت في بيان مشترك "الغضب الشعبي مشروع، لكنه لا يبرر قتل مدنيين عزل". من جانبه، أكد وزير الداخلية مانويل هوميم أن الوضع الأمني في البلاد "مستقر وتحت السيطرة"، رغم استمرار التوتر في بعض المناطق. المصدر: الصحافة الأجنبية نقلا عن الجزيرة نت