logo
التطبيع يطل من خنادق الحرب

التطبيع يطل من خنادق الحرب

المدنمنذ 2 أيام
الفصل الأول من "اتفاقيات إبراهيم" الذي أملاه ترامب في رئاسته الأولى، جاء على خلفية المخاوف العربية من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. وإثر الضربة الأميركية لمواقع النووي الإيراني، أعلن ترامب على الفور خطة لإنهاء حرب غزة في مدة أسبوعين، تتضمن توسيع "اتفاقيات إبراهيم"، لتشمل هذه المرة ليس الدول العربية فقط"، بل ودولاً أخرى خارج المنطقة. وإذا كان الفصل الأول من الاتفاقيات قد كتب في ظل المخاوف من تمدد النفوذ الإيراني، تجري كتابة الفصل الثاني الموسع مباشرة من خنادق الحرب لإنهاء هذا النفوذ ومصدره . فقد ذكر الإعلام الإسرائيلي الناطق بالروسية أنه جرى اتصال هاتفي بين ترامب ونتنياهو إثر الضربة الأميركية مباشرة، وتم البحث في خطة إنهاء الحرب في غزة وتوسيع "اتفاقيات إبراهيم". ولذلك يصر الإعلام الإسرائيلي على أن الخطة ليست خطة ترامب فقط، بل "خطة ترامب- نتنياهو".
يخيم الشك على إمكانية "اتفاقيات إبراهيم" في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. فالمخاوف من حلول "العصر الإسرائيلي" مكان "العصر الإيراني" أكبر بما لايقاس. فالنظام الإيراني الذي كان يستند في توسعه إلى أيديولوجية دينية شديدة التخلف، ويسعى إلى حيازة السلاح النووي، كان يقف في وجهه "الغرب الجماعي" ومعظم الشرق الأوسط. أما "العصر الإسرئيلي" المرشح للحلول مكان الإيراني، تقوده حالياً وإلى حين مجهول، أيديولوجية دينية متوحشة، ويدعمه "الغرب الجماعي" هذا، ويحوز على السلاح النووي، وليس في الأفق من يردعه. وبعد سنة من الحروب التي خاضها ضد إيران وأذرعها في المنطقة، وحقق فيها إنجازات لا شك فيها، يشعر بفائض قوة يجعله ينظر إلى المنطقة بأسرها نظرة متعالية، ويسجل بإسمه وحده التحولات الكبيرة الجارية في المنطقة والمفضية إلى "شرق أوسط جديد".
خطة ترامب التي ينسب الإعلام الإسرائيلي تبلورها النهائي إلى الاتصال الهاتفي بين ترامب ونتنياهو فور انتهاء الضربة الأميركية، نشرت صحيفة إسرائيل هيوم نقاطها الرئيسية، ونقلها إلى الروسية في 26 المنصرم موقع Detaly الإسرائيلي الناطق بالروسية.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، النقطة الثانية التي توافق عليها ترامب ونتنياهو كانت إعتراف إسرائيل بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم. ومقابل ذلك، تنضم دول جديدة إلى "اتفاقيات إبراهيم" وتسوي علاقاتها مع إسرائيل. وتقول معلومات مصدر الصحيفة، إنه انضم إلى الحديث من الجانب الأميركي ماركو روبيو، ومن الجانب الإسرائيلي رون دريمر. ويشير المصدر إلى أن مزاج جميع المتحاورين كان إيجابياً، وليس فقط بسبب الضربة الأميركية على إيران، بل أيضاً بسبب احتمالات حل الصراع الفلسطيني.
ترامب لم يكن ينتظر الحرب الإسرائيلية على إيران ليتحدث عن توسيع "اتفاقيات إبراهيم"، بل استبق تنصيبه الرسمي بأيام، ليعلن عن عزمه توسيع هذه الاتفاقيات، ويصرح بأن فوزه بالانتخابات سمح بهذه الإمكانية، حسب وكالة تاس. ولم تتوقف الإدارة الأميركية طيلة هذه الفترة عن العودة إلى التأكيد على توسيع هذه الاتفاقيات، وفي كل مرة يتزايد عدد الدول المرشحة للانضمام إليها وتتغير أسماؤها. فقد نقل موقع eadaily الروسي في 14 أيار/مايو المنصرم عن الممثل الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قوله في مقابلة مع مطبوعة Breitbart اليمينية الأميركية إن أذربيجان تدخل في عداد الدول التي قد تنضم إلى "اتفاقيات إبراهيم". وأضاف ويتكوف بالقول إنه، خلال الأشهر القليلة المقبلة، قد تنضم إلى هذه الاتفاقيات 4- 6 دول، بما فيها أرمينيا وأذربييجان وسوريا ولبنان.
الحديث عن التطبيع مع سوريا ولبنان، يتكرر بكثافة في الأيام الأخيرة، وآخرها كان أمس الإثنين من قبل المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، حين نقل عن الرئيس السوري قوله إنه لا يضمر كراهية لإسرائيل. ورأى باراك بأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، هو لمصلحة كل من سوريا ولبنان، وعلى الأخير أن يتعجل في إنهاء ملف سلاح حزب الله، حتى لا يتأخر عن ركب التطبيع مع الدولة العبرية.
ويبدو أن عملية التطبيع مع سوريا متوقفة عند مسألة إستعادة الجولان. وهي المسألة التي لا يستطيع النظام السوري الجديد إلا أن يتصلب في الموقف منها، حتى ولو كان إلى حين. إذ أن نتنياهو وترامب يتسلحان بما تحقق خلال السنة الماضية في الحرب ضد إيران وأذرعها، ويقودان قطار التطبيع السريع الذي لا يتوقف عند كل محطة سوى لبرهة، يتحمل الراكب الجديد مسؤولية التخلف عن الصعود إليه. ولم يكن تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الأخير عن استثناء الجولان من جدول المفاوضات مع سوريا، سوى إشارة إلى أن إسرائيل تقود عملية التطبيع من خنادق الحرب مع إيران ونظامها وبقايا أذرعها.
إحدى كبريات الصحف الروسية الإتحادية kommersant نشرت في 27 المنصرم نصاً تحدثت فيه كيف يستخدم نتنياهو نتائح حرب الإثني عشر يوماً لتوسيع نطاق "اتفاقيات إيراهيم". استهلت الصحيفة نصها بالقول إن نتنياهو يحاول جني ثمار دبلوماسية من نتائج الحرب مع إيران، ويرى أن نتائجها شكلت الأساس لتوسيع الاتفاقيات. وتُعتبر سوريا والسعودية من أوائل الدول المرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
نقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن العملية ضد إيران فتحت الطريق أمام إسرائيل لتوسيع العلاقات الدبلوماسية مع جيرانها العرب. ورأى أن الفرصة المتاحة أمام إسرائيل لا ينبغي إضاعتها وتوظيف الإمكانيات التي وفرتها في تحرير الرهائن المتبقين لدى حماس.
إضافة إلى نتنياهو، نقلت الصحيفة عن ممثل ترامب في الشرق الأوسط تصريحه في 25 الجاري بأنه هو الآخر يعمل حالياً على توسيع الاتفاقيات.
تذكر الصحيفة بأن العمل مع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، كان يجري قبل العملية الإسرائيلية ضد إيران. وتنقل عن صحيفة وول ستريت جورنال قولها إن السعودية لن تنضم الآن إلى "اتفاقيات إبراهيم"، طالما لم تتوقف الحرب على غزة ولم تُحل القضية الفلسطينية. ولذلك ترفع الولايات المتحدة الآن من مستوى الضغط على إسرائيل لإنهاء هذه الحرب، والموافقة على النظر في إقامة الدولة الفلسطينية.
السلام والإزدهار اللذين يعد بهما ترامب الشرق الجديد ما بعد هزيمة إيران وانطلاق قطار التطبيع السريع، لا ينبغي أن يخدع أحداً، ويتوهم أن "العصر الإسرائيلي" سيوفر ذلك للمنطقة. فقد نشر في 28 المنصرم موقع Vesty الإسرائيلي الناطق بالروسية والتابع لمجموعة يديعوت أحرونوت نصاً ناقشت فيه الصحيفة الإسرائيلية نصاً للصحيفة البريطانية The Telegraph. عنون الموقع نصه بالقول: "بعد الحرب في إيران: بدأت الدول العربية تخشى القوة اللامحدودة لإسرائيل". استهل الموقع نصه بالإشارة إلى أن ممثلي بعض دول الخليج بدأوا يتحدثون عن خشيتهم من "تفلت مكابح نتينياهو". بينما يرى آخرون في قوة إسرائيل عامل استقرار، ويشعرون بالامتنان لتلك القوة.
نقل الموقع عن دبلوماسي عربي قوله للصحيفة البريطانية بإن صراع إسرائيل مع إيران كان "تهورًا لا يغتفر". ورأى أن كلمات الدبلوماسي تعكس المخاوف في دول الخليج من أن إسرائيل، التي كانت تعتبر في السابق رادعاً منيعاً ضد التهديد النووي الإيراني، أصبحت الآن عاملاً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة. وفي حين اعترف البعض بأنهم كانوا يأملون في أن تدمر إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، أعرب مسؤولون خليجيون عن قلقهم إزاء الهيمنة العسكرية الإسرائيلية المتنامية واستعداد نتنياهو لاستخدام هذه القوة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين "يبدو أن لا شيء يوقف نتنياهو في غزة، وفي لبنان وسوريا، والآن في إيران. فالقوة المنفلتة من عقالها لم تعد رصيداً لنا، بل مشكلة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استشهد 78 فلسطينيا اليوم في القصف الإسرائيلي بينهم 38 من منتظري المساعدات، وفق مصادر في مستشفيات غزة، في ظل استمرار استهدافات الاحتلال.
استشهد 78 فلسطينيا اليوم في القصف الإسرائيلي بينهم 38 من منتظري المساعدات، وفق مصادر في مستشفيات غزة، في ظل استمرار استهدافات الاحتلال.

الديار

timeمنذ 35 دقائق

  • الديار

استشهد 78 فلسطينيا اليوم في القصف الإسرائيلي بينهم 38 من منتظري المساعدات، وفق مصادر في مستشفيات غزة، في ظل استمرار استهدافات الاحتلال.

عاجل 24/7 17:00 استشهد 78 فلسطينيا اليوم في القصف الإسرائيلي بينهم 38 من منتظري المساعدات، وفق مصادر في مستشفيات غزة، في ظل استمرار استهدافات الاحتلال. 16:56 أكد مصدر في مستشفى الأقصى استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. 16:55 متحدث باسم البيت الأبيض: ترامب يفي بوعده بمنح سوريا فرصة لإعادة الإعمار والازدهار برفع العقوبات 16:44 إعلام روسي: بوتين يجري اتصالًا هاتفيًا مع ترامب 16:44 وزارة المال تعلم المواطنين بوجوب تسديد رسم الطابع المالي على رخصة إشغال املاك عمومية واستثمار أو تعبئة المياه سنويا 15:54 عراقتشي: سيتم توجيه تعاوننا مع الوكالة الذريةالدولية عبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن

واشنطن وطهران تستعدان لجولة سادسة من المحادثات النووية
واشنطن وطهران تستعدان لجولة سادسة من المحادثات النووية

ليبانون ديبايت

timeمنذ 35 دقائق

  • ليبانون ديبايت

واشنطن وطهران تستعدان لجولة سادسة من المحادثات النووية

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بوجود اتصالات مع إيران، تهدف إلى عقد جولة سادسة من المحادثات خلال الأيام القريبة القادمة. وكشفت القناة أن الاتصالات تمت عبر قناة التواصل بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لبحث استئناف المحادثات النووية الأسبوع المقبل. يأتي ذلك بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. تم اختيار العاصمة النرويجية أوسلو لاستضافة جولة المفاوضات، وقد أُبلغت إسرائيل بهذه الاتصالات قبل عدة أيام. وناقش وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال لقاءاته في واشنطن مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض، الملف الإيراني والخطوط الحمر التي ترى إسرائيل ضرورة وضعها في إطار استئناف المحادثات، بهدف الحفاظ على "الإنجازات المشتركة" لإسرائيل والولايات المتحدة في إيران، مع التركيز على الرقابة على المواقع النووية ومنع تخصيب اليورانيوم بالكامل. وتجري هذه الاتصالات قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث تسعى إسرائيل لأن تكون جزءاً من جميع السيناريوهات المحتملة، والتأثير في مضمون الاتفاق. كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألمح مؤخراً إلى إمكانية استئناف المحادثات مع إيران في وقت قريب، رغم أن البيت الأبيض أكد عدم وجود محادثات مجدولة رسمياً حتى الآن. وأكد ترامب أنه لا يتحدث مع إيران ولا يعرض عليها "أي شيء"، مكرراً تأكيده أن الولايات المتحدة "محت تماماً" منشآت إيران النووية. وتوعّد ترامب بأنه سيقصف "بالتأكيد" إيران مجدداً إذا أشارت المعلومات الاستخبارية إلى استمرار قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم لمستويات تتيح صنع أسلحة نووية. في المقابل، عبّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن شكوكه حيال استئناف المحادثات قريباً، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً". وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة CBS: "لا أعتقد أن المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة". وأضاف: "لكي نتخذ قراراً بالعودة للمحادثات، علينا أولاً التأكد من أن الولايات المتحدة لن تعود لاستهدافنا عسكرياً أثناء سير المفاوضات. ومع كل هذه الاعتبارات، ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت". رغم ذلك، شدد على أن "أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً".

اتّصال مرتقب بين ترامب وبوتين
اتّصال مرتقب بين ترامب وبوتين

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

اتّصال مرتقب بين ترامب وبوتين

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه سيجري مباحثات هاتفية في وقت لاحق الخميس مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، ستكون الأولى بينهما منذ اتّصال أجرياه في 14 حزيران/يونيو. وقال بوتين خلال زيارة معرض "سأتحدّث اليوم إلى الرئيس الأميركي"، بحسب ما نقلت وكالتا "ريا نوفوستي" و"تاس". في آخر اتّصال بينهما، بحث الرئيسان في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران وأدّت إلى حرب بين البلدين لمدّة 12 يوماً انتهت باتفاق أوقف إطلاق النار، أعلنه ترامب. أنهى ترامب عزلة بوتين الدولية بعد الاتّصال به بعد تسلّمه ولايته الثانية في البيت الأبيض، مع وعود أطلقها بإنهاء الصراع في أوكرانيا. وسيجري ترامب مع نظيره الأوكراني غداً الجمعة اتّصالاً هاتفياً بعد القرار الأميركي بتعليق شحنات أسلحة، وفق ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store