
البلمند خرّجت 1436 طالبًا للعام 2024 – 2025 من مختلف الاختصاصات موراتينوس: مؤسّسة عريقة تجسّد روح لبنان - ورّاق: حَارِبوا الجَهلَ والفَقرَ والفَساد
خرجت جامعة البلمند ، 1436 طالبا للعام 2024 – 2025 من مختلف الاختصاصات والكليات من فروع الجامعة كافة، في حرم الجامعة الرئيسي في الكورة.
أُقيم احتفال رعاه وحضره بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنّا العاشر، في حضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى، ممثلًا الرؤساء الثلاثة العماد جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، خطيب الاحتفال الدكتور ميغيل أنخيل موراتينوس كيوبي، نائب وزير الخارجية في الجمهورية اليونانية يوانيس ميخائيل لوفردوس، سفيري اليونان واسبانيا، المطارنة والأساقفة في لبنان وبلاد الاغتراب، النواب جورج عطالله فادي كرم جورج عدوان وأشرف ريفي، وعدد من النواب والوزراء السابقين، وممثّل عن قائد الجيش وممثلين عن رؤساء الأجهزة الأمنية، ورئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، إلى عدد من الشخصيات وأهالي الخرّيجين وأصدقائهم.
بعد دخول موكب الخرّيجين ورئيس الجامعة وأعضاء الهيئة التعليمية، بارك البطريرك يوحنا العاشر الحفل، وقال: "يا رب الرحمة ويا أبا الأنوار، نناجيك اليوم من على هذه التلة البلمندية، ونحني أمامك عنق النفس والجسد. يا رازق الحكمة نحني أمام حكمتك الإلهية ركبة حكمتنا البشرية، ونسأل ونضرع ونصلي حفلًا واحدًا من أجل أبنائنا خريجي جامعة البلمند".
اضاف : "كن معهم يا الله وأرشد خطاهم. ثبت فيهم خشية اسمك القدوس وضع في نفوسهم اتضاع حكمة البشر أمام جلال حكمة الله. كن لهم نبع خيرٍ ومعين صلاح. اغرس في قلوبهم اتضاع العقل أمام خالق العقل، واحفظهم بجزيل صلاحك ليستمدوا من نور حكمتك فيضيئوا درب حياتِهم وحياةِ مجتمعاتهم وأوطانهم".
وتابع : "يا سيدة البلمند نضيء أمامك شموع النفوس، ونسألك أن تصلي من أجل سلام لبنان واستقرار هذا الشرق الذي يقاسي درب جلجلة. نسألك وأنت المكرمةُ من الجميع أن تحتضني خريجينا وعائلاتِهم والمختصين بهم، وتحمي هذه الجامعة التي تستظل بديركِ وتطلب شفاعتك من غابر الأيام".
لوفردوس: الهيلينية تجربة
وتحدث لوفردوس عن الاستمرارية الثقافية للحضارة الهيلينية في لبنان، مؤكدا أن الهيلينية ليست مجرّد إرث ماضٍ، بل تجربة حيّة تتجدّد في الحاضر، قائلا: "فلنعترف أنّ تاريخ الحضارة اليونانية، ليس فصلا انتهى بسقوط القسطنطينية أو بظهور الحداثة، بل على العكس إنها قصة لا تزال تُكتب من بين أماكن أخرى في جبال لبنان، وفي أروقة البلمند، وفي نفوس الشباب الذين يتعلّمون اليونانية، ليتمكّنوا من التفكير بشكل لاهوتي صحيح، ومن أجل العيش الكنسي."
كلمة الخرّيجين: أثبتنا أن الأمل
أقوى من الخوف
وألقى شربل الحيصا من معهد القدّيس يوحنا الدمشقي اللاهوتي كلمة الخرّيجين، قائلًا: " كطلابٍ نعيش في لبنان، كانت رحلتنا أصعب من غيرها. ومع ذلك، ها نحن نقف شامخين. ألا يدلّ ذلك على صمودنا؟ على الرغم من كل شيء مضينا قُدما. كانت أحلامنا كبيرة... ورغم كل الصعاب، أثبتنا أن الأمل أقوى من الخوف".
وراق للطلاب: الوَطن كالكَرامة
إن خَسِرناه مَرَّة فَلَن يَعُود
وفي كلمته، سلّط الدكتور ورّاق الضوء على التحدّيات المتلاحقة التي تمرّ بها المنطقة، قائلاً: "إنّ ما نعيشه في هذا الزمن هو سلسلة من الكوابيس المرعبة، وأبشع ما فيها أنّها كوابيس اليقظة". وحثّ الطلاب على أن يجعلوا من علمهم درعًا في وجه الجهل، قائلا: "أدعوكم لتكونوا وتبقوا دوما حماة لوطنكم تصونوه بعلمكم ومعرفتكم، وتقاوموا أمواج الجهل مهما كانت عاتية، فغضب الجهل والجهالة كغمامة الصيف وأمطار آب، قصيرة البقاء، وسريعة الزوال".
اضاف : "لا تَيأَسُوا إِنْ نَظَرتُم إِلى حُكَّامٍ عُقولُهم بَاليةٌ بَاهِتةٌ، وقُلوبُهم بَارِدةٌ كَحِجارةِ القُبُور، وَضَمائِرُهم نَائِمةٌ غَافِلةٌ، تَنتَظِرُ أَن يَتَدَحرَج حَجرُ القِيامةِ عَن سُباتِها العَمِيق. حُكّامٌ يَخافُون مِن ذَكاءِ شَبابِ وَطَنِهم كَيلا يُحرَجوا في غَبائِهم. لَا تَيأَسوا مِن وُجُودِهِم، لِأنَّ حُكمَ الطُغاةِ إِلى زَوالٍ، والطُغاةُ إِلى مَزبَلةِ التَارِيخ. لا تَيأَسوا مِن مَكرِهِم وَخِدَاعِهِم وَلا تَيأَسوا حِين تَسمَعُونَهم يُحاضِرون بِالنَزاهَة وَهُم يُمعِنُون بِالفَسَاد، بَل تَعلَّمُوا مِنهم مَا لا يَجِب أَن تَعمَلُوه".
وقال: "لا تَيأَسوا مِن وطنٍ عَليلٍ مَريضٍ، بَل تَذكَّروا أَنَكم أَنتُم الرُوح وأَنتُم النَبَضُ وأَنتُم الدَواء. لا تُهمِلوا وَطَنَكم وَعامِلوه كما تُعامِلوا أَهلَكم. وتذكَّروا أَنَّ الوَطن كالكَرامة إِن خَسِرناه مَرَّة فَلَن يَعُود.
اضاف : "حَارِبوا الجَهلَ والفَقرَ والفَساد، فويلٌ لأمَّةٍ يَسودُها العَوَزُ، ويُدِيرُها الجَهلُ، ويَملِكُها الفَساد. لَا تَيأَسُوا مِن وَطنِكم، وَلَا تَهجُرُوه، وَإِن كَانت مُغرياتُ الدُنيا وَرَغَدُ العَيشِ سَهلةَ المَنَال أَينَما تُهاجِرون. لَا تَكُونوا كَالطُيورِ المُهاجِرة تَبحَثُ عَن طَعامِها في أَقاصِي الأَرض، دُونَ انتِماءٍ وَلا هَويّة وَلا جُذور. بَل كُونوا رَاسِخين كَشَجرِ الأَرزِ، مِعطائِين كَبَراعِم الزَيتُون، شامخين وفَخُورين كَجِبال لُبنان".
وقال للمهاجرين : "عُودوا لِوَطَنٍ تَصنَعوهُ بأيدِيكِم، وطَنًا يَرقَى لِمُستَوى أحلَامِكم، وطَنًا عَانى الحروب والاحتِلال والظُلم والقَهر، ولَكِّنه أهدَى العَالم نورَ الحَرفِ، وَمنَح البَشَريّةَ سِرَّ القداسَة وَ رَحمَةَ القدِيسين، وَنسَجَ اسطُورَةَ طائِر الفِينيق، لأنَّ شَعبَهُ، وإن قُتِلَ ألفَ مرَّة، يَعودُ لِيحيا ألفَ مرّةٍ ومرّة".
موراتينوس: تبدأ المسؤوليات الجديدة
وعبّر الدكتور موراتينوس كيوبي عن فخره واعتزازه بالصداقة مع لبنان واللبنانيين. وأعلن: "أنّه لفخر أن أقف أمامكم اليوم، في هذا اليوم المليئ بالبهجة والأمل في هذه المؤسّسة العريقة التي تجسّد روح لبنان". وأضاف مخاطبًا الطلاب: "إن حفل التخرّج هو اللحظة الحاسمة في حياتكم التي ينتهي فيها العلم والتدريب، وتبدأ المسؤوليات الجديدة، وهو الوقت الذي تبدؤون فيه بتقديم الخدمات لمجتمعكم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
ما حكم من سب الدين عن عمد؟.. أمين الإفتاء يجيب
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن سب الدين أمر لا يليق بالمسلم، وهو فعل قبيح ومذموم ومحرم شرعًا، مشددًا على أن المسلم الحق لا يتجرأ على النيل من دين الله عز وجل أو وحيه أو شريعته، حتى وإن كان في حالة غضب. وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، في ردّه على سؤال حول حكم من يسب الدين عن عمد، قائلاً: "ربنا يعافينا، إحنا في العادة لا نحكم على الأشخاص، لأن الحكم عليهم يحتاج إلى تحقيق، ومعرفة درجة غضبهم وقصدهم ونواياهم، بل ونلتمس لهم سبعين عذرًا، لكننا نتحدث عن خصوص الفعل". حكم من يسب الدين عن قصد وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء "سبُّ الدين حتى وإن كان القصد المعنى اللغوي كـ(الطريقة أو المنهج)، فهو في كل الأحوال فعل لا يصدر ممن تمكن الإيمان من قلبه، ولا يُتصوّر أن يقصده أحد بحق تجاه دين الله وشريعته". وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، وأن يستغفره، ويعزم على ألا يعود إلى مثل هذا الفعل، وأن يسلك السبل التي تبعده عن الغضب والانفعال الذي يدفعه إلى التلفظ بما لا يليق أو لا يعرف".


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
رفع مُستوى الجهوزيّة الأمنيّة خوفاً من الفوضى السوريّة «عوكر» تبلّغ بعبدا جدولاً زمنياً لا يتعدّى نهاية العام مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عادت الفوضى في سورية لتفرض نفسها على المشهد اللبناني، في ظل المواجهات الدموية في السويداء بين ابناء الطائفة الدرزية، ومجموعات مسلحة تابعة للامن العام السوري مدعومة من اباء العشائر. هذه التطورات التي انعكست انقساما في المواقف السياسية الدرزية في لبنان، وتوترا مكبوتا لدى ابناء الطائفة الذين يشعرون بانهم مستهدفون كاقلية، بعد استهداف العلويين والمسيحيين. هذه الاجواء المتفجرة التي جاءت بعد ايام قليلة من تصريحات المبعوث الاميركي توم براك المهددة للكيان اللبناني، احيت كل الهواجس لدى معظم اللبنانيين القلقين على مستقبلهم، في ظل تلزيم الملف لديبلوماسي اميركي لا يدرك الحقائق التاريخية والجغرافية، ويستخدم سياسة «العصا والجزرة» باسلوب خبيث، يكشف عن حقيقة الاستراتيجية الاميركية التي تمنح حزب الله دفعا جديا، للتمسك بمقاربته حول ملف السلاح الذي يتحول الى حاجة اكثر من اي وقت مضى. رد اميركي على «الورقة» اللبنانية وفيما كشفت مصادر مطلعة عن حَراك للسفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، خلال الساعات القليلة الماضية تجاه رئاسة الجمهورية، وابلغت دوائر بعبدا برد اميركي اولي على «ورقة» الرد اللبنانية، وفيها تجديد المطالبة بوضع جدول زمني لسحب السلاح في مهلة لا تتعدى نهاية العام، رفعت الاجهزة الامنية جهوزيتها لمواجهة مخاطر المجموعات التكفيرية، فيما تشهد «ساحة النجمة» اليوم سوق «عكاظ» قديم – جديد، حيث سيستفيد النواب من نقل جلسة مساءلة الحكومة على الهواء مباشرة، لخوض حفلة من المزايدات ، مع تركيز خصوم حزب الله كـ «القوات اللبنانية» على ملف السلاح. علما انه لم تسمع اصواتهم في الرد على استباحة براك للسيادة اللبنانية، فيما ستكون التعيينات الاخيرة تحت المجهرايضا، في مقابل تركيز «التيار الوطني الحر» على ملف النازحين السوريين. اما حزب الله وحلفاؤه فيعاودون شرح المخاطر المحيطة بالبلاد، وضرورة وقف الاعتداءات «الاسرائيلية»، وسيركزون على الاداء السيىء لوزير الخارجية. رد عون وبري على براك وفي اول رد رسمي على كلام براك، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون امام وفدين، سياحي وإسكاني، ان «وحدة الأراضي اللبنانية ثابتة وطنيّة، كرّسها الدستور، ويحميها الجيش اللبناني، وتحصّنها إرادة اللبنانيين الذين قدّموا التضحيات على مرّ السنين للمحافظة عليها». وقال: «لقد أقسمت اليمين، بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، على الحفاظ على «استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ويُخطئ من يظن أن من أقسم مرّتين على الدفاع عن لبنان الواحد الموحّد، يمكن أن ينكث بقَسَمه لأي سبب كان، أو أن يقبل أي طروحات مماثلة. وفي السياق نفسه، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «لبنان سيبقى لبنان، وسورية ستبقى سورية». المخاوف اللبنانية وتعززت المخاوف اللبنانية من خطورة المرحلة المقبلة، بعد معلومات ديبلوماسية غربية نقلت عن مستشارين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تفيد بان «الهوة» تتسع أكثر بينه وبين رئيس الحكومة «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بالرغم من كل الادعاءات الإعلامية بعكس ذلك. وخلافا لما يعلن، يبدو أن نتنياهو لم يمنح ترامب ما يريده في ملفات المنطقة، ولم يضغط عليه كفاية للحصول على ما يريده، خصوصا بشأن ألملف الإيراني. ونقلت مصادر اعلامية عن شخصية مقربة من ترامب إشارة الأخير الى شعوره بان نتنياهو «يتلاعب ويراوغ» . مخاطر «اسرائيلية» والمقلق، أن الرئيس ترامب اختار عدم الدخول في مواجهة مع نتنياهو ، لان الأخير يحظى بإسناد قوي من مجموعة ضغط مؤثرة جدا في أقرب دوائر ترامب، وهذا يمنحه فرصة كبيرة لتوسيع النفوذ «الإسرائيلي» الذي يعيق التصور الذي يدعمه ترامب في ترتيب ملفات المنطقة. وفي هذا السياق، فان دوائر النفوذ في «البنتاغون» تؤيد وجهة نظر نتانياهو، بعدم الوقوف عند الحدود التي يقترحها الآن ترامب بعنوان التفاوض والضغط السياسي ووقف حالات النزاع. ونتنياهو يستثمر جيدا وبمهارة في تلك المساحات والثُغر بين مراكز القوة الاميركية. نتانياهو وتوسع «اسرائيل» وتقدم جملة مسربة واحدة قالها نتنياهو خلال زيارته الى واشنطن، دلالة واضحة على خطورة الموقف، عندما اشار الى ان «هناك فرصة تاريخية امام إسرائيل للتوسع»، وهي جملة مسربة التقطها «ميكروفون» مفتوح، خلال احد لقاءاته مع احد المسؤولين الاميركيين. جلسة نيابية «حامية» بانتظار عودة الموفد الاميركي توم برّاك الى بيروت، المرتقبة بين نهاية تموز وأوائل آب، تَمثل حكومة الرئيس نواف سلام اليوم امام المجلس النيابي في اول جلسة مساءلة نيابية، تتناول انجازاتها واخفاقاتها منذ نشأتها قبل 6 أشهر، وستشهد جردة حساب لناحية ما تحقق حتى الساعة، وما لم يتحقق بعد، والخطط المطروحة لمقاربة الملفات الشائكة... ومن أهم النقاشات التي ستدور تحت قبة البرلمان، بحسب أجواء الكتل النيابية، سلاح حزب الله، وورقة الموفد الأميركي حوله والردّ الرئاسي عليها، من دون المرور في مجلس الوزراء، خاصة من قبل نواب «القوات اللبنانية». وستأخذ تصريحات براك حول وقوع لبنان وعودته الى بلاد الشام حيزًا من المناقشة العامة. كما سيتطرق البحث الى سبل وقف الاعتداءات «الاسرائيلية « وإعادة الإعمار، اضافة الى مواضيع داخلية اخرى مثل كيفية حصول التعيينات الادارية والملاحظات عليها، ومصير باقي الملفات الاصلاحية المالية والاقتصادية والادارية ومواضيع خدماتية... سلام ونيات «القوات» يتوقع أن تتحول جلسة مناقشة الحكومة في مجلس النواب، وهي الاولى من نوعها منذ فترة طويلة، إلى جلسة سجالات سياسية تعكس الأجواء المشدودة في البلاد، دون ان يؤدي ذلك الى طرح الثقة بالحكومة، على الرغم من ان «القوات» تحضر الارضية للاستقالة، لكن التوقيت سيكون متناسبًا مع موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لتحصيل الاستفادة المطلقة في صناديق الاقتراع، وهو امر بات يدركه رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يبدو منزعجا من محاولة «معراب» فرض وصايتها على العمل الحكومي. وبات يدرك جيدا ان النيات مبيتة لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال قبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات. الخلية المشبوهة امنيا، تحدثت مصادر مطلعة عن استنفار امني عالي المستوى لدى الاجهزة الامنية، لمواجهة تهديدات ارهابية محتملة داخل البلاد، في ظل حالة الفوضى السائدة في سورية، مع الاخذ بعين الاعتبار وجود نحو مليوني نازح سوري على الارضي اللبنانية. وفي غياب معلومات محددة، تحذر تقارير اوروبية من محاولات لاستغلال بعض هؤلاء، في محاولات لهز الاستقرار الداخلي، بينما تبقى «العين» على الحدود الشرقية والشمالية خوفا من انتقال الفوضى الى لبنان. وفي هذا السياق، جاء التحرك السريع في بلدة تيبيات المتنية، حيث تم تفكيك خلية مسلحة من 10 اشخاص، 8 منهم لبنانيون واردني وسوري. واذا كانت التحقيقات لم تصل بعد الى وجود ارتباطات واضحة بمجموعات ارهابية، الا ان كمية الاسلحة المصادرة كانت لافتة، وكذلك نوعيتها والتي تشمل قناصة، وقنابل يدوية، واسلحة متوسطة، ونواظير ليلية، والاخطر تعليمات حول خطط تدريب وتحركات امنية. تفكيك معمل «كبتاغون» وفي سياق، متصل، أعلن الجيش امس تفكيك «أحد أضخم معامل» تصنيع الكبتاغون على الحدود الشرقية مع سورية. وقال الجيش في بيان «بعد توافر معلومات لدى مديرية المخابرات حول معمل رئيسي لحبوب الكبتاغون في بلدة اليمونة – بعلبك، نفذت دورية من المديرية تؤازرها وحدة من الجيش عملية دهم للمعمل، وتبين أنه أحد أضخم المعامل التي ضُبطت حتى تاريخه». وأضاف «عمل عناصر الجيش على تفكيك المعدات والآلات المستخدَمة في المعمل، ويبلغ وزنها نحو 10 أطنان، وعمدوا إلى تدمير قسم منها، بالإضافة إلى ضبط كمية ضخمة من حبوب الكبتاغون ومادة الكريستال والمواد المخدرة المختلفة. وقد تم ردم نفق بطول 300 متر كان يُستخدم للدخول إلى المعمل والخروج منه وتخزين جزء من معداته»، مضيفا «أن التحقيق بدأ بإشراف القضاء المختص، وتجري المتابعة لتوقيف المتورطين». استهداف دروز سوريا؟ في سورية، اكد وجهاء السويداء ان ما يجري استهداف للمكون الدرزي، حيث تتواصل الاشتباكات الدموية في محافظة السويداء بين مجموعات من الامن العام السوري مدعومة من عشائر البدو، ومسلّحين دروز من أبناء السويداء، وقد تدخّلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة السورية الجديدة ونفّذت عمليات اقتحام، في الجهة الغربية من المحافظة. وقد دخلت «اسرائيل» على خط الفتنة، حيث أعلن الجيش «الإسرائيلي» أنه نفذ هجومًا استهدف عددا من الدبابات في اكثر من موقع بمحافظة السويداء جنوبي سورية. واكد مسؤول أمني «إسرائيلي» أنه «لا نستطيع التدخل بما يحدث في السويداء»، موضحا ان «إسرائيل» دعت حكومة الشرع لحماية الدروز. واضاف: «نحن نراقب عن كثب ما يحدث، وإذا رأينا ان الحكومة لا تقوم بما يجب فسيكون لنا كلام آخر». جنبلاط «القلق» في «عين التينة» وفي هذا السياق، جاءت زيارة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» الوزير السابق وليد جنبلاط الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم البحث في آخر تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وقد لفتت مصادر مطلعة الى ان جنبلاط ابدى قلقه من الاحداث في سورية والدخول «الاسرائيلي» على الخط، وهو يشعر «ان الامور قد تخرج عن السيطرة اذا لم تضبط الامور»، وعبر عن حرصه على «عدم انتقال التوتر الى لبنان»، حيث يبذل جهودا حثيثة لتهدئة الامور في الجبل. وبعد اللقاء قال جنبلاط: «ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري، في ما يتعلق بالمفاوضات في الجنوب. ملف الجنوب في أيد أمينة مع الرئيس بري ومع الرؤساء الثلاثة، ولن أتدخل فيه، وليس هذا الشأن من صلاحياتي، هو شأن الرؤساء ومجلس الوزراء.» اضاف : «في ما يتعلق بالتهديدات «الإسرائيلية»، طبعا هي سيف مصلت في كل لحظة ، لكن لا يجوز الاستمرار في هذا الأمر ، إما هناك وقف إطلاق نار أو ليس هناك وقف إطلاق نار، يعني الأمور تسير ولست متشائما هذا التشاؤم الكبير». وردا على سؤال حول أحداث السويداء والرسالة التي يوجهها لابناء السويداء ، قال جنبلاط: «نحن مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية، وكنت أول شخص بعد الإطاحة بالنظام السابق، أول شخص عربي ودولي ذهب إلى دمشق، لأقول إن سورية كانت وستبقى موحدة وهي رسالة للبعض، البعض في السويداء لم يفهمني ونادى ولا يزال ينادي بالحماية الدولية وطبعا «الإسرائيلية» ، أقول السويداء مثل جرمانا مثل حمص مثل حماة مثل كل مكان في سورية هي بحماية الدولة السورية. استثمار كويتي؟ سياسيا، دخول كويتي على المشهد اللبناني، مع زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي جال على كبار المسؤولين، مؤكدا دعم لبنان ومواجهة كل ما يؤدي الى عدم الاستقرار. وفيما يستكمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برنامج زياراته الخارجية - يزور خلال الشهر الجاري - البحرين والجزائر، استقبل امس الوزير الكويتي الذي أكد بعد اللقاء أن «الكويت بحاجة الى لبنان والعكس صحيح، ولن تنسى يوما اعتراف لبنان بدولة الكويت أيام الغزو العراقي». ومن عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري، اكد ان «لبنان سيبقى لبنان وسورية ستبقى سورية». ثم انتقل الوزير الكويتي الى السراي الحكومي، حيث عقدت محادثات لبنانية- كويتية مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وبعد زيارته وزير الداخلية احمد الحجار قال الوزير للبنانيين ان «هناك خبر ايجابي ستسمعونه من رئيسكم قريبًا وليس مني». وقد رجحت مصادر مطلعة ان تتولى الكويت بناء الاهراءات في مرفأ بيروت، اضافة الى استثمارات كويتية في لبنان؟!


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
تصعيد في الجنوب: هل تكون السويداء أولى «فواتير» باكو؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كانت أحداث السويداء نهاية شهر نيسان الفائت، صدى لأحداث الساحل الذي شهد ما بين 6 و 9 آذار مجازر مروعة، كانت في غالبيتها ذات «جذور طائفية» وشكلا من أشكال «الانتقام»، وفقا لتوثيق «رويترز» في تقريرها المنشور 30 حزيران. والشاهد هو أن فعاليات المدينة ممثلة بـ«مشيخة العقل» و«المجلس العسكري»، كانت قد وضعت إطارا قالت إنه مؤقت، كفيل بعدم استنساخ سيناريو الساحل في السويداء، ثم قامت بعرضه على حكومة دمشق، التي وافقت عليه، ليعلن الطرفان عن توصلهما إلى «اتفاق يقضي بإنهاء أعمال العنف والتوتر». كان الاتفاق، الذي قضى بتعهد الحكومة بـ«تأمين طريق دمشق السويداء»، والسماح لأبناء السويداء بـ«الإنتشار بأسلحتهم في محيط المدينة للقيام بمهام الشرطة»، من النوع الذي يمكن البناء عليه، وهو أقرب لمحاولة تعزيز الثقة التي اهتزت ما بين سلطة المركز وبين بعض «الأطراف». فوجود «عناصر محلية» لضبط الأمن في مناطقها فعل من شأنه إشاعة مناخات الهدوء والطمأنينة أكثر، فكيف إذا كان خطاب السلطة يقدم اعترافا بوجود «فصائل متفلتة لا يمكن السيطرة عليها»، أما طريق دمشق السويداء، البالغ طوله 85 كم، فهو شريان حيوي لأبناء المدينة، ويمثل «رئة» لا بديل عنها في نشاطهم الاقتصادي. منذ الأيام الأولى لسقوط نظام بشار الأسد برز «العامل الإسرائيلي»، كرقم لا يمكن تجاهله في المعادلة المرتسمة، بعد هذا الحدث الأخير، ما بين سلطة «المركز» وبين «الأطراف». وفي 12 كانون الاول المنصرم ظهر المحلل السياسي باراك رافيد على قناة « CNN» معلنا عن «رسالة تم توجيهها من قبل «اسرائيل» إلى «هيئة تحرير الشام». والرسالة تضمنت، وفقا لرافيد نفسه، تحذيرا لهذه الأخيرة بخصوص الأكراد «الذين نقيم معهم علاقات جيدة»، وآخر يتعلق بـ«المجموعات الدرزية القريبة في مرتفعات الجولان، والبعيدة في السويداء، الذين نقيم معهم علاقات وثيقة بحكم وجود جالية درزية كبيرة في اسرائيل». والشاهد هو أن الأخيرة كانت قد ذهبت، في أعقاب أحداث نيسان بجرمانا وأشرفية صحنايا والتي امتدت لاحقا إلى السويداء، باتجاه تقديم دليل «عملي» على تلك التهديدات. وفي صباح 2 أيار خرج يسرائيل كاتس، وزير الحرب «الإسرائيلي»، ليعلن عن تبني قواته للقصف الذي جرى في محيط «قصر الشعب» مساء اليوم الفائت، وليؤكد إن «الهجوم الذي شنته مقاتلات «اسرائيلية» على دمشق هو أمر يؤكد على تصميمنا حماية الدروز في سورية». وذكر موقع «السويداء 24» المحلي أن التصعيد الحاصل بدءا من يوم الأحد، كان قد اندلع «إثر حادثة سلب تعرض لها تاجر خضر من أبناء السويداء على طريق دمشق، كما تم سرقة سيارته وما بحوزته، وضربه». فيما ذكرت صفحات قريبة من السلطة، أن سبب التصعيد هو «قيام البعض باختطاف أشخاص من العشائر العربية المقيمة في محيط السويداء»، ردا على حادثة الاختطاف سابقة الذكر. والجدير ذكره في هذا السياق، هو أن البعض يطلق على هؤلاء اسم «البدو»، في محاولة لتظهير «البعد الحضاري» الذي أثار ولا يزال، الكثير من التوتر ما بينهم وبين أبناء الطائفة الدرزية، المقيمين في الريف والمدينة على حد سواء. وفي قياس التناسب بين الطرفين تقول احصائيات محلية ان نسبة الدروز في المدينة وريفها، تبلغ 85 % من عديد سكانها البالغ نحو 600 ألف نسمة، فيما يمثل المسيحيون نحو 10 %، والمسلمون( العشائر العربية) نحو 5 % فقط. وأمس الاثنين، بدأت المواقف بالتراصف على ضفتي الصراع، وقد جاء في البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع السورية، إن «الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات، ساهم في تفاقم مناخ الفوضى، وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية والعسكرية بسرعة وحسم». وأضاف البيان إن «استعادة الأمن والاستقرار هو مسؤولية مشتركة بين الدولة ومواطنيها». لكن البيان يغفل لحقيقة هامة هي أن مناخات الفوضى ليست بجديدة، وهي ظلت قائمة بالرغم من توقيع «اتفاق نيسان»، الذي راح الطرفان يتبادلان التهم بـ«انتهاكه»، لكن الثابت هو أن السلطة لم تف بتعهدها، القاضي بضبط الأمن على طريق دمشق السويداء، الذي شهد العشرات من الأحداث الأمنية، والتي كان آخرها حادثة يوم الأحد التي أضرمت النار في كرم، كان «يباسه» أكثر من «خضاره» كما يبدو. أما شيخ العقل حمود الحناوي، الذي يبدي قربا في مواقفه من حكومة دمشق، فقد نقل عنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان «قوله» ليعلم الجميع أن الموحدين الدروز لا يسعون إلا إلى الخير، ولا يرضون الظلم لأنفسهم ولا لغيرهم، وإن الكرامة لا تصان بالسلاح بل بالعقل، ولا تسترد بالخطف بل بالحكمة». ومن الواضح أن كلام الحناوي يرمي بجزء من المسؤولية على أبناء السويداء، وإن بشكل مخفف، لكن اللافت هو تأخر موقف شيخ العقل حكمت الهجري، الذي يمثل الثقل الأوزن من بين «مشيخات العقل» الثلاث، الى حين مرور 48 ساعة على تفلت النار التي تتكامل شروطها، لتتخذ مديات أوسع وفقا للمعطيات الراهنة. فقد قال الهجري في بيان «نؤكد على كل ما ورد في بياناتنا السابقة، ونخص المتعلقة بطلب الحماية الدولية، وبشكل فوري وسريع نظرا الى خطورة الوضع». وذكر موقع «السويداء 24» صباح الاثنين، أن «هجوما واسعا تتعرض له عدة قرى في ريف السويداء الغربي في هذه الأثناء، ومنها قرى تعارة والدور والدويرة، من اتجاه ريف درعا الشرقي، وأن هناك قصفًا بقذائف الهاون والطيران المسير». وقد أكد يحيى العريضي، وهو أكاديمي وسياسي سبق له أن شغل عضوية» هيئة التفاوض العليا «بنسختها الثانية، وهو ابن السويداء، في منشور له الاثنين» تعرض مدينة السويداء الآن لهجوم عنيف بالمدفعية والراجمات والطائرات المسيرة، تشنه ميليشيات متعددة قادمة من عدة مدن سورية مختلفة»، وأضاف إن «الحكومة السورية المؤقتة تغض الطرف عن هذه الهجمات». والجدير ذكره أن المشهد السوري بعد 8 كانون الاول الفائت، كان قد أفرز ظاهرة تعرف بـ«الفزعة»، التي تعني تداعي قبائل أو عشائر لـ 'نصرة» من يرون، أنهم الأقرب لهم في أي نزاع يخوضونه وأيا تكن الأسباب والدواعي، وتلك الظاهرة ذات تأثيرات بالغة الخطورة في النسيج المجتمعي السوري، من حيث أنها تدخله في انقسامات أخرى لا علاقة لها بانقساماته الأفقية والعمودية المستفحلة راهنا. ما حدث في السويداء، وأوقع وفق آخر احصائيات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نحو 42 ضحية بينهم أطفال وسيدات، وأكثر من 120 جريحا، يمثل من دون أدنى شك فشلا ذريعا لسياسات الحكومة في دمشق التي تنتهجها حيال «الأطراف»، خصوصا منها تلك التي تتمتع بحيثية معينة، ولربما كانت المشاهد التي تعرض للتنكيل بالجثث أمام الكاميرات فعلا «يستسقي» الدم، ويثير «الشهية» لتكراره في غير مكان أو منطقة. وسط هذه النار، التي يبدو أنها تستكمل شروطها اللازمة لتوسعة رقعتها، كان لافتا الموقف «الإسرائيلي» الذي لم يصدر عنه، خلافا لما سبق ذكره، أي تصريح، الأمر الذي يفسح المجال أمام سؤال مثير هو: هل تكون السويداء أولى «فواتير» مستحقة الدفع، التي أقرت في باكو؟