logo
أراك كإنسان لا كعادة يومية!

أراك كإنسان لا كعادة يومية!

الجزيرةمنذ 19 ساعات
منذ اللحظة الأولى التي يلتقط فيها الطفل نظرة أمه، تبدأ أناه بالتكوّن، ليس لأنه يكتشف نفسه في المرآة البيولوجية لجسدها، بل لأنه يشعر لأول مرة أن وجوده له صدى في قلب آخر.
توماس أوغدن، أحد أبرز منظّري علم النفس العلائقي، يرى أن الإنسان لا يولد مكتملًا، بل يتشكل في الفراغ بينه وبين الآخر، في ذلك "الصدع" الغامض الذي يجعلنا نبحث عن الحبّ لا كمجرد طقس عاطفي، بل كحاجة وجودية تكشف لنا أننا موجودون حقًّا.
لكن المأساة تبدأ حين يتحوّل هذا الآخر، الذي يفترض أن يكون نافذة إلى المعنى، إلى عادة يومية؛ مجرد حضور جسدي رتيب، أو صدى متكرر بلا حياة. هنا يتسلّل الفراغ القاتل: نرى الجسد ولا نرى الإنسان، نسمع الصوت ولا نسمع النداء الخفي، نشعر بالوجود الفيزيائي لكن الغياب العاطفي يبتلعنا.
الصدع الذي يولّد العطش
وفقًا لأوغدن، في كتاباته عن "الفضاء التحليلي الثالث" (The Analytic Third)، كل علاقة حقيقية تنبني على هذا التوتر الدائم: الحاجة إلى الآخر مقابل الخوف من فقدان الذات فيه.
حين يتحوّل الآخر إلى عادة، فإن الصدع الذي كان في الأصل فضاءً يولّد الإبداع والحب يتحول إلى هاوية صامتة! بدل أن يذكّرنا الآخر بوجودنا، يغدو مرآة ميتة، فنشعر أننا نختفي من داخلنا.
لنتخيل مثالًا بسيطًا: زوجان يعيشان معًا منذ عشر سنوات، في الصباح يضع كل منهما فنجان القهوة أمام الآخر بلا كلمة، نظراتهما تمر فوق الطاولة مثل دخان بلا نار، لا توجد خلافات كبيرة، لكن لا شيء حيًّا يربطهما! كل يوم يتكرّر المشهد، حتى يصير الآخر مجرد "عادة"، حضورًا آليًّا يذكّرنا بأننا لم نعد نرى الإنسان الذي أمامنا، ولا نُرى نحن أنفسنا.
هذا الصدع، الذي يبدو بسيطًا، يولّد أكثر أشكال الوحدة قسوة: الوحدة في حضور الآخرين.. لا وحدة الفراغ، بل وحدة التآلف الميّت.
الإنسان فينا يولد من الاحتكاك
أوغدن يشدّد على أن الحب الحقيقي، وكل مشاعرنا الإنسانية العميقة، لا يمكن أن تزدهر إلا عبر الاحتكاك بالآخر الحيّ، لا ذلك الاحتكاك الجسدي أو العاطفي وحده، بل احتكاك يوقظ فينا إحساسنا بأننا مرئيون؛ أن هناك من يرانا في هشاشتنا وفي قوتنا، في ترددنا وفي رغباتنا غير المكتملة.
إعلان
في الحياة اليومية، نلمس ذلك في لحظات نادرة: صديق ينظر إلينا بعمق حين نتحدث عن ألم خفي، طفل يضحك فجأة فنشعر أن العالم استعاد ألوانه، أو حتى غريب في قطار يلتقط بصدق نظرة ضياعنا. هذه اللحظات تعيد ترميم الصدع، تجعلنا نشعر أننا لسنا مجرد كيانات وظيفية تؤدي دورًا في روتين الحياة.
لماذا نبحث عن الحب من جديد؟
كل هذا يفسر لماذا، رغم انغماسنا في علاقات "مستقرة"، يبقى في داخلنا عطشٌ ملحّ للتعارف، للاجتماع، للعثور على الآخر الذي يوقظنا.. ليس بحثًا عن خيانةٍ أو هروبٍ، بل عن إعادة ولادة، عن استعادة تلك الشرارة الأولى التي تجعلنا نشعر أننا أحياء.
ربما لهذا السبب، ترى في مقاهي المدن العيونَ تبحث، حتى لو كانت الأصابع منشغلة بهواتف ذكية.. كل شخص يحمل في داخله نداءً صامتًا: "أرني أني أكثر من جسد حاضر، أكثر من دور أؤديه، أكثر من عادة يومية".
العودة إلى الرؤية
حين نتعامل مع الآخر كإنسان، لا كعادة، نعيد فتح الفضاء الذي تحدث عنه أوغدن: فضاء يولّد الحب، والفهم، والإبداع، ويعيد ترميم الصدع. لكن هذا يتطلب شجاعة، لأن رؤية الآخر حقًّا تعني أيضًا أن نكشف هشاشتنا نحن، أن نتخلى عن أمان العادة ونقترب من خطر الحياة الحقيقية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منظمات دولية تحذر من مخاطر التجويع بغزة وتطالب بتسريع إدخال المساعدات
منظمات دولية تحذر من مخاطر التجويع بغزة وتطالب بتسريع إدخال المساعدات

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

منظمات دولية تحذر من مخاطر التجويع بغزة وتطالب بتسريع إدخال المساعدات

حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الأحد من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، في حين قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج التابع للأمم المتحدة بحاجة لموافقة إسرائيل سريعا على تحرك شاحناته للاستفادة من الهدن الإنسانية المعلنة. وأضافت المنظمة -في بيان- أن قطاع غزة "يشهد حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو/تموز" الجاري. وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 74 حالة وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، وقعت 63 حالة في هذا الشهر، من بينها 24 طفلا دون سن الخامسة و38 بالغا. وتابعت "أُعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية، أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد". وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل. أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح". ونقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن حوالي طفل من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعانون الآن من سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر. وأكدت أنه "يجب أن يظل تدفق المساعدات مستمرا ومن دون عوائق لدعم التعافي ومنع المزيد من التدهور". عمليات الإنزال الجوي القاتلة من جهتها، قالت مسؤولة سياسات أوكسفام بالأراضي الفلسطينية المحتلة بشرى الخالدي إن ما وصفته بعمليات الإنزال الجوي القاتلة، ودخول شاحنات إلى قطاع غزة لن ينهيا التجويع المدبر هناك، مشيرة إلى أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية على غزة غير كافية بتاتًا لتلبية احتياجات سكانها. وشددت مسؤولة سياسات أوكسفام بالأراضي المحتلة في بيان على ضرورة فتح جميع المعابر بشكل فوري لمرور المساعدات لغزة المدمرة بالقصف والحصار، وأن بداية الحل الحقيقي تكمن في وقف إطلاق نار دائم في غزة، مشيرة إلى أن أي شيء أقل من ذلك لن يكون سوى لفتة تكتيكية. وبدورها، دعت ريتشل كومينغز المديرة الإنسانية في منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعابر البرية. واعتبرت أن الإنزال الجوي للمساعدات طريقة عشوائية ومحدودة؛ مشيرة إلى أن كل إنزال جوي واحد يعادل شاحنة واحدة تقريبا. وأكدت أنه يجب إيصال المساعدات الإنسانية، برا، وعبر الطرق المتعارف عليها. وأضافت "نحتاج إلى تمكين منظومة الأمم المتحدة من إدارة عمليات التوزيع، نحن بوصفنا وكالات إنسانية نعرف كيفية التوزيع الآمن والكريم للمساعدات الإنسانية". ووصفت الوضع الإنساني في غزة بالكارثي؛ مؤكدة في مقابلة مع شبكة إي بي سي الأميركية أن الأطفال يتضورون جوعا فيما تعاني النساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية. موافقات سريعة من ناحية أخرى، قال روس سميث، مدير قسم الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، إن البرنامج بحاجة إلى موافقة إسرائيل سريعا على تحرك شاحناته إلى غزة. وأضاف "لا نحتاج إلى مجرد كلام، وإنما إلى أفعال هناك. نحن بحاجة إلى الحصول على تصاريح وموافقات سريعة حقا. إذا كانت الهدن ستستمر 10 ساعات، فلن نتمكن من الاستفادة من فترات التوقف (في القتال) هذه". وتزايدت في الأيام القليلة الماضية الإدانات الدولية لسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر مما أدى إلى تفشي المجاعة بين السكان المحاصرين ووفاة العشرات منهم في غضون أيام قليلة. ولاحتواء الغضب الدولي المتصاعد، أعلنت تل أبيب مساء أمس، عن البدء في إنزال مساعدات جوا فوق غزة وإدخال أخرى برا وفتح ما سمتها ممرات إنسانية.

عشرات الشهداء بغزة وجيش الاحتلال يقدم خططا لاستمرار القتال
عشرات الشهداء بغزة وجيش الاحتلال يقدم خططا لاستمرار القتال

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

عشرات الشهداء بغزة وجيش الاحتلال يقدم خططا لاستمرار القتال

ذكرت مصادر في مستشفيات غزة أن 62 شهيدا سقطوا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الأحد، بينهم 34 من منتظري المساعدات، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 59 ألفا و821 شهيدا، و144 ألفا و851 مصابا. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 88 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 374 آخرون بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية في القطاع. وذكر مراسل الجزيرة أن قصفا مدفعيا وجويا إسرائيليا استهدف مساء اليوم حيي التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة. كما أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة باستشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة عشرات من منتظري المساعدات، برصاص قوات الاحتلال شمال غربي المدينة. وقال مصدر طبي في المستشفى المعمداني إن 4 فلسطينيين، بينهم امرأة، استشهدوا إثر قصف إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة. وأضاف أن سيدة فلسطينية استشهدت في قصف إسرائيلي قرب مسجد صلاح الدين بالحي ذاته. وفي وسط القطاع، أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بالنصيرات باستشهاد 17 فلسطينيا، وإصابة 50 على الأقل، من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم. وأضافت المصادر أن نيران قوات جيش الاحتلال استهدفت الفلسطينيين قرب مركز توزيع المساعدات في محور نتساريم، ونقلت جثامين الشهداء والمصابين إلى المستشفى. وفي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، استشهد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم أطفال، وأصيب آخرون، بعد استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة أصداء غرب المدينة. وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 7 فلسطينيين بقصف على خيام نازحين في مواصي خان يونس، كما استشهد 6 فلسطينيين بينهم طفلان وأصيب عدد آخر بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات جنوب غربي المدينة. كما قال مجمع ناصر الطبي إن شهيدا آخر سقط في قصف إسرائيلي على شمال غربي خان يونس. إعلان يأتي ذلك فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش قدم للمستوى السياسي خططا لاستمرار القتال في غزة، وإن القطاع لا يزال هو "ميدان الحرب الأساسي"، مدعيا أن ما يعرف بعملية "عربات جدعون" حققت جميع أهدافها في القطاع. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أميركي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.​​​​​​​

كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟
كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟

الجزيرة

timeمنذ 17 ساعات

  • الجزيرة

كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟

تشير دراسة جديدة إلى أن الظروف المناخية، من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات هطول الأمطار السنوية، وندرة المياه، تسهم في زيادة احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة في مختلف أنحاء العالم. وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانس" أن التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تغيرات بيئية كاستخدام الأراضي، والتعدي البشري على المناطق الحرجية، وزيادة الكثافة السكانية، وفقدان التنوع البيولوجي، كلها عوامل تزيد من مخاطر انتشار الأمراض. وقدمت الدراسة خريطة عالمية ومؤشرات لمخاطر الأوبئة الخاصة بكل دولة وقدراتها على الاستعداد والاستجابة للتهديدات الحيوانية المنشأ. وأشارت إلى أن تلك العوامل جعلت الأوبئة والجوائح الناجمة عن انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر، والانتشار الحيواني، أكثر تواترًا. وجمع الباحثون بيانات عن تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ المُدرجة على قائمة الأولويات لدى منظمة الصحة العالمية خلال الفترة من 1975 إلى 2020، اعتمادًا على بيانات الشبكة العالمية للأمراض المعدية والوبائيات. كما حددت الدراسة 9 أمراض حيوانية المنشأ تتمثل في العدوى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وذات قدرة عالية على التسبب في حالات طوارئ صحية عامة حادة. ومن بينها: فيروس زيكا، وإيبولا، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس). بشكل عام، يوجد أكثر من 200 مرض حيواني المنشأ معروف، تنتقل عندما يعبر العامل المُمْرِض، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات، من الحيوان إلى الإنسان، سواء من خلال اللدغات، أو ملامسة الدم، أو اللعاب، أو البراز. ومن أبرز الأمثلة على هذه الأمراض: داء لايم، وداء الكلب، وإنفلونزا الطيور، وكوفيد-19 الذي استبعدته الدراسة. وحسب الدراسة، يتزايد عدد الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة بفعل جملة عوامل يأتي على رأسها المناخ. وتزدهر أيضا مسببات الأمراض، وكذلك الحيوانات التي تحملها، في المناخات الدافئة والرطبة. ويُعد الاتصال المتكرر بين البشر والحيوانات عاملا رئيسيا آخر. فعندما يعيش الناس بالقرب من مناطق ذات تنوع بيولوجي غني، مثل الغابات، يزداد خطر انتقال الأمراض. وحدّد الباحثون 131 تفشيا مرتبطا بأمراض ذات قابلية للتحول إلى أوبئة أو جوائح، خلال الفترة المذكورة، واستخدموا بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد 9 عوامل خطر محتملة تسهم في انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ، معظمها مرتبطة بتغير المناخ وتأثيراته. ومن بين هذه العوامل: الحد الأقصى السنوي لدرجة الحرارة، والحد الأدنى السنوي لدرجة الحرارة، وعجز المياه، وإجمالي هطول الأمطار السنوي، وكثافة الثروة الحيوانية، وتغير استخدام الأراضي، والتغير في القرب بين البشر والغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، والكثافة السكانية البشرية. وحلّلت الدراسة كيف تؤثر العوامل البيئية والمناخية المختلفة على خطر تفشي الأمراض، حيث اعتمد المؤلفون على نموذج تنبؤي قائم على تقنيات التعلم الآلي لدمج هذه المتغيرات. وخلصت النتائج إلى أن معدل تفشي الأمراض في أميركا اللاتينية يعد الأكبر بنسبة 27.1%، تليها أوقيانوسيا بنسبة 18.6%، وآسيا بنسبة 6.9%، وأفريقيا بنسبة 5.2%، ثم وأوروبا بنسبة 0.2%، وأميركا الشمالية بنسبة 0.08%. كما وجدت الدراسة أن ما يصل إلى 20% من السكان في العالم يعيشون في مناطق ذات مخاطر متوسطة، بينما يعيش 3% في مناطق ذات مخاطر عالية وعالية جدا. وبيّنت النتائج أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار يرفعان من احتمالات انتقال العدوى، إذ إن العوائل الطبيعية للمُمْرِضات تتكيّف غالبا مع البيئات الحارة والرطبة، خصوصا في المناطق الاستوائية. كما وجد الباحثون أن ندرة المياه مرتبطة بأعلى خطر لتفشي الأمراض، ربما بسبب تجمع الحيوانات حول مصادر المياه القليلة المتبقية، مما يسهل انتقال المُمْرِضات، أما الظروف القاحلة للغاية فقد تؤدي إلى انقراض العوائل، وبالتالي توقف انتشار المُمْرِض. وأكدت الدراسة أن إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي يزيدان من فرص التواصل بين البشر والحيوانات البرية، مما يفتح الباب لانتقال مسببات الأمراض. وترتبط أيضا الكثافة السكانية، سواء للبشر أو للماشية، بزيادة احتمال تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ، إذ تسهّل هذه الكثافة انتقال المُمْرِضات وانتشارها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store