
داخل العالم السرّي للقمصان المزيفة لكرة القدم
يمكن أن يُكلّف القميص الرسمي لأندية الـ«بريميرليغ» 85 جنيهاً إسترلينياً (107 دولارات) لكل واحد - أو يصل إلى 125 جنيهاً إسترلينياً إذا كنت ترغب في الحصول على نسخة اللاعبين عالية الجودة - قبل التخصيص. أمّا القمصان المزيّفة، فيمكن أن تصل أسعارها إلى 8 جنيهات إسترلينية فقط.
أنفق مشجّعو الـ«بريميرليغ» أكثر من 180 مليون جنيه إسترليني على شراء القمصان المزيّفة الموسم الماضي، أي ما يُمثل ثلث سوق المنتجات الأصلية (489 مليون جنيه إسترليني). وارتفعت عمليات البحث عبر الإنترنت عن القمصان المزيّفة بنسبة 518% بين عامَي 2021 و2024، ويُقدَّر أنّ 16,2 مليون قميص تُنتَج سنوياً، وفقاً لتحليلات شركة Corsearch.
يؤكّد المؤثر على «تيك توك» بيزي: «أنا والعديد من أصدقائي نفعل ذلك، لأنّنا ببساطة لا نستطيع تبرير إنفاق 80 إلى 120 جنيهاً إسترلينياً على قميص كرة قدم، عندما يمكنك الحصول على 10 مقابل السعر عينه. إنّهم لا يشعرون بالراحة حيال ذلك، لكنّهم يضطرّون إلى تجاهل ما يعرفون أنّه خطأ على الأرجح، بسبب مدى صعوبة الحصول على قمصان كرة القدم الآن. الأسعار فاحشة».
لا يُعدّ شراء قميص كرة قدم مزيّف لاستخدامك الشخصي أمراً غير قانوني في المملكة المتحدة، لكن هل تعرف حقاً ما الذي تشتريه عندما تساوم على طقم أثناء عطلتك، أو تعتقد أنّك وجدت صفقة عبر الإنترنت، أو تلتقط قميصاً رخيصاً في السوق المحلي؟ وأين تذهب أموالك بعد ذلك؟
أجرى موقع The Athletic تحقيقاً استمر 9 أشهر داخل صناعة القمصان المزيّفة لكرة القدم، بدءاً من مداهمة للشرطة في شمال لندن وصولاً إلى مالطا، حيث يحاول المسؤولون اعتراض شحنات كبيرة قادمة من آسيا، وكذلك عبر الإنترنت، حيث تُباع المنتجات المزيّفة علناً.
يعتبر الدكتور أولريكا بونييه، الخبير الدولي في الفساد والتجارة غير المشروعة والاتجار بالبشر، أنّ «شراء القميص المزيّف ليس جريمة بلا ضحايا».
يُضيف ستيف لامار، الرئيس التنفيذي لجمعية الملابس والأحذية الأميركية (AAFA): «ارتداء هذا المنتج يعني أنّك في الواقع تُعرِّض نفسك إلى السموم. المنتجات المزيّفة ليست شيئاً رائعاً. أنت تشتري انتهاكات لسلامة المنتجات وتلوّثاً للبيئة. لا يمكنك أن تكون حامياً جيداً للاقتصاد والبيئة والكوكب بينما ترتدي المنتجات المزيّفة. هذه أفكار متناقضة».
أخبر الـ«بريميرليغ» موقع The Athletic أنّه يأخذ هذه القضية «على محمل الجدّ» لمحاولة حماية المشجّعين من القمصان المزيّفة. ساعد برنامج مكافحة التزييف التابع للدوري في مصادرة 400 ألف قميص مزيّفة بقيمة 28 مليون جنيه إسترليني الموسم الماضي، وإزالة 180 ألف قائمة على الإنترنت بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني أخرى.
في مانشستر، شمال ملعبَي «أولد ترافورد» و«الاتحاد» الخاصَين بيونايتد وسيتي توالياً، تقع منطقة تشيثام هيل، التي كانت تحمل سابقاً لقب «عاصمة التزييف في أوروبا». جال موقع The Athletic في المنطقة مع المفتش أندرو توركينغتون من شرطة مانشستر الكبرى في تشرين الأول، بدءاً من طريق بيري نيو، المعروف باسم «شارع المنتجات المزيّفة».
يُقرّ توركينغتون: «كان هناك مئات الآلاف من الأشخاص على زوايا الشوارع مع مراقبين لتحديد الشرطة وإدخالك إلى المباني لشراء المنتجات المزيّفة. عند الدخول، كانت هناك أسلاك تتدلى، وكان المكان مظلماً من دون نوافذ، وكانت الأبواب تُغلق خلفك. وإذا اندلع حريق، فسيكون من الصعب جداً الخروج».
ويشير إلى أنّ بعض المتاجر كانت تحقق أرباحاً تتراوح بين «30,000 إلى 40,000 جنيه إسترليني أسبوعياً نقداً. كانت تلك الأموال تُستخدم في تمويل الجرائم الخطيرة والعنيفة».
عام 2022، بدأت عملية «فولكان» كخطة طموحة لمدة 3 سنوات لتنظيف المنطقة، عبر مصادرة أكثر من 1,100 طن من المنتجات المزيّفة من أكثر من 200 متجر، بقيمة تقدّر بأكثر من 130 مليون جنيه إسترليني. لكن مع إغلاق أحد مراكز بيع القمصان المزيفة، يظهر آخر.
بعد تنظيف تشيثام هيل، زادت مبيعات القمصان المزيّفة في منطقة كامدن السياحية شمال لندن، حيث تُعرَض بوضوح في عدد كبير من المتاجر هناك.
تقوم الشرطة بمداهمات منتظمة. ففي كانون الثاني، عثرت على 3,500 قميص مزيّفة بقيمة تقارب 1,5 مليون جنيه إسترليني في موقعَين. كان أحدهما يحتوي على أبواب سرّية تُخفي كميات كبيرة من المخزون.
زار موقع The Athletic متجراً تمّت مداهمته حديثاً كجزء من التحقيق، ووجده قد عاد إلى العمل مرّة أخرى ويبيع القمصان المزيّفة.
تواصل المشكلة الانتشار عالمياً، وتحتل الصين المرتبة الأولى في قائمة الأسواق الأكثر شهرة في إنتاج المنتجات المزيّفة، إذ توفّر 90% من السلع المزيّفة التي تُضبَط على الحدود الأميركية.
تستمر السلطات في جميع أنحاء العالم في محاولة التصدّي لهذه الظاهرة، لكن طالما أنّ أسعار القمصان الرسمية مرتفعة، يبدو أنّ السوق الموازية ستظل مزدهرة.
توضّح إلكي بيشل، الرئيسة التنفيذية لشركة Risiko Tech المتخصِّصة في مكافحة الجرائم المالية: «هناك الكثير من عمليات الاحتيال. إذا تعاملت مع هؤلاء الأشخاص، فأنت لا تعرف كيف ستُستخدَم بياناتك».
يبقى السؤال: هل ينبغي أن تكون هناك حدود للأسعار الرسمية لقمصان الـ«بريميرليغ»؟
استفسر The Athletic من جميع أندية الـ«بريميرليغ» عمّا إذا كانوا سيؤيّدون تحديد سقف للأسعار، لكنّ اثنَين فقط ردّا، في حين رفض 4 (ليفربول، توتنهام ، وست هام، وليستر سيتي) التعليق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 9 ساعات
- الديار
رغم فخامة سيارته... مخالفة مرورية تفسد عيد ميلاد نجم مان يونايتد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تعرض الإنكليزي لوك شو، ظهير مانشستر يونايتد، لموقف محرج في يوم عيد ميلاده الثلاثين. وحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن لوك شو حصل على مخالفة مرورية لوقوفه الخاطئ بسيارته الفارهة من طراز "رولز رويس" والتي تقدر قيمتها بـ250 ألف جنيه استرليني. وذهب لوك شو في جولة بسيارته الفخمة إلى قرية "هيل" بمنطقة تشيشير، لكنه أوقف سيارته فوق خطين أصفرين مزدوجين، في منطقة يُمنع فيها الركن. وغادر شو سيارته متوجهاً إلى عدد من المتاجر، قبل أن يعود ليجد مخالفة وقوف على الزجاج الأمامي. وسيضطر لاعب اليونايتد الآن إلى دفع 60 جنيهاً استرلينياً للهروب من قبضة القانون. لكن من المؤكد أن شو، الذي يتقاضى أسبوعيًا نحو 150 ألف جنيه استرليني من مانشستر يونايتد، لن يجد صعوبة في تسديدها. يُذكر أن لوك شو عانى من سلسلة إصابات متكررة الموسم الماضي، ما جعله يغيب عن عدد كبير من مباريات فريقه. ولم يلعب صاحب الـ30 عاماً سوى 3 مباريات فقط، فيما مجموعه 348 دقيقة لعب.


ليبانون 24
منذ 19 ساعات
- ليبانون 24
"الأرملة البيضاء" لا تزال حية.. أخطر امرأة مطلوبة تعود للواجهة!
لا تزال سامانثا لوثوايت، المعروفة بلقب "الأرملة البيضاء"، على قيد الحياة، وفق ما أفادت تقارير إعلامية. وتُعدّ لوثوايت، البريطانية المولودة عام 1983، من أخطر النساء المطلوبات دوليًا، بعد أن ارتبط اسمها بسلسلة هجمات إرهابية، بدءًا من تفجيرات لندن في 7 تموز 2005 التي نفّذها زوجها الأول جيرمين ليندسي ، وصولًا إلى اعتداءات في كينيا والصومال. وبعد مقتل 52 شخصًا في تفجيرات لندن، غادرت لوثوايت بريطانيا عام 2008 إلى جنوب إفريقيا ثم إلى كينيا، حيث تزوجت من عنصر كيني مرتبط بتنظيم القاعدة. ويُعتقد أنها اضطلعت بدور رئيسي في تمويل وتنظيم هجمات لاحقة، منها الهجوم على مركز "ويستغيت" التجاري في نيروبي عام 2013، الذي خلّف 71 قتيلًا. المعلومات الجديدة تشير إلى أن لوثوايت، البالغة من العمر 41 عامًا، لا تزال نشطة ضمن صفوف جماعة "الشباب" الصومالية، وقد رُصدت في أوغندا العام الماضي، في حين يُعتقد أنها تقيم حاليًا في الصومال حيث تدير عمليات تمويل للجماعة. ووفق مصادر أمنية، تعيش لوثوايت حياة مزدوجة، فتتابع أخبار بيونسيه وتتسوق حبوب إفطار بريطانية، لكنها في الوقت نفسه تكتب نصوصًا تمجّد الإرهاب. ويثير فرارها من الاعتقال في مومباسا عام 2011 شكوكًا حول تعاون عناصر أمنية معها، بعد تقارير عن دفعها رشوة بلغت 30 ألف جنيه إسترليني. كما عُثر في شقتها على جواز سفر مزوّر باسم ناتالي ويب، ومواد متفجرة ومذكرات كشفت تناقضات في شخصيتها. ويؤكد خبراء مكافحة الإرهاب أن القبض عليها صعب، بسبب وجودها في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة الصومالية، مشيرين إلى أن "الشباب" توظّف النساء في أدوار لوجستية تسهّل تحركاتهن. ورغم مرور عقدين على بدايتها مع الإرهاب، تبقى أسئلة كثيرة معلّقة، أبرزها مصير أطفالها الأربعة الذين يُعتقد أنهم نشأوا على الفكر المتطرّف. وفيما ترفض عائلتها في بريطانيا الإدلاء بأي تصريحات، تستعد هوليوود لإنتاج فيلم عن حياتها، في خطوة أثارت جدلاً حول تمجيد شخصية إرهابية. (روسيا اليوم)


ليبانون ديبايت
منذ 21 ساعات
- ليبانون ديبايت
"الأرملة البيضاء" تعود من الظل... قصة أخطر "إرهابية" على قيد الحياة!
كشفت مصادر أمنية كينية أن سامانثا ليوثويت، المعروفة بلقب "الأرملة البيضاء"، لا تزال على قيد الحياة وتُعتقد بأنها تنشط ضمن خلية تابعة لتنظيم "الشباب" في الصومال، حيث يُشتبه بأنها تلعب دورًا لوجستيًا محوريًا في تمويل العمليات الإرهابية، وفق ما نقل مراسل صحيفة "ذا ستاندرد" الكينية عن مصدر أمني رفيع المستوى. ليوثويت، بريطانية تبلغ من العمر 41 عامًا، هي أرملة جيرمين ليندسي، أحد منفّذي تفجيرات لندن في 7 تموز 2005، التي أودت بحياة 52 شخصًا. وبعد مقتل زوجها، فرّت من بريطانيا إلى إفريقيا عام 2008 برفقة أطفالها، لتتحول لاحقًا إلى واحدة من أكثر المطلوبين أمنيًا في العالم، بعد اتهامها بالتورط في سلسلة من الهجمات الإرهابية التي أوقعت أكثر من 244 قتيلاً في إفريقيا. وبحسب المصادر، يُعتقد أن ليوثويت تقيم حاليًا في مناطق خارجة عن سيطرة الدولة في الصومال، حيث تحظى بالحماية عبر انتمائها إلى تنظيم "الشباب"، الموالي لتنظيم القاعدة. ويرى محللون أن تلك المناطق تمثّل ملاذًا آمنًا للمتطرفين، في ظل غياب السلطة المركزية ووجود خطوط تماس دائمة بين الجماعة المسلحة والقوات الحكومية. تواجه ليوثويت اتهامات في كينيا تتعلق بأربع هجمات إرهابية كبرى وقعت بين عامي 2012 و2019، أبرزها: هجوم مركز ويستغيت التجاري في نيروبي هجوم جامعة غاريسا تفجيرات في مدينة مومباسا وقد سبق أن تم توقيفها عام 2011 في مومباسا، لكنها نجحت في الفرار بعد تقديمها رشوة تُقدّر بـ30 ألف جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين شلن كيني) لضباط الشرطة، وفق ما أورد الصحافي الكيني ويليس أوكيتش. حينها، عُوملت على أنها أم أجنبية "بريئة" تُربي أطفالها، ما سمح لها بالإفلات قبل التأكد من هويتها الحقيقية في اليوم التالي. وخلال مداهمة مقر إقامتها السابق في مومباسا، عثرت السلطات على حاسوب شخصي يحتوي على سجل تصفّح لمواقع تخص الموضة والجمال والموسيقى، ما كشف عن حياة مزدوجة كانت تعيشها بين مظهر الأمومة والواجهة الجهادية. كما استخدمت ليوثويت وثائق مزورة تحمل اسم ممرضة بريطانية تُدعى ناتالي ويب، في محاولة ناجحة للإفلات من الاعتقال والتواري عن الأنظار. تزامنًا مع الذكرى العشرين لتفجيرات لندن، عادت سامانثا ليوثويت إلى الواجهة مجددًا، وأصبحت محورًا لاهتمام إعلامي متجدد، مع الإعلان عن إنتاج فيلم سينمائي بعنوان "Girl Next Door"، يروي تحولها من مراهقة بريطانية عادية إلى إحدى أخطر المطلوبات دوليًا.