logo
زينبية' حوثية تثير سخط اليمنيين بوصفها صحابة النبي بـ'المنحرفين

زينبية' حوثية تثير سخط اليمنيين بوصفها صحابة النبي بـ'المنحرفين

حضرموت نتمنذ 2 أيام
أثارت قيادية في 'الزينبيات' -الجناح النسائي لمليشيا الحوثي الإرهابية- موجة غضب واسعة بعد وصفها صحابة النبي محمد بـ'المنحرفين' في خطاب متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار استنكارًا حادًا في الأوساط اليمنية.
https://youtube.com/shorts/khAwSHRlpSk?si=Rx6RHFY6O0s6cQFa
وظهرت القيادية، التي لم تعرف هويتها بعد، في مقطع فيديو وهي تتحدث أمام مجموعة من النساء، مستخدمة عبارات طائفية واصفة بعض الصحابة بـ'منحرفي الأمة'.
وأثار الخطاب ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره علماء دين ودعاة ومثقفون يمنيون تجاوزًا خطيرًا للثوابت الدينية، واتهموا المليشيا الحوثية، المدعومة من إيران، بتبني خطاب طائفي يهدف إلى تعميق الانقسامات المذهبية.
واعتبر المعلقون أن المليشيا تسعى لفرض أيديولوجيتها الطائفية على المجتمع اليمني، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من خلال الخطب والدورات التعبوية والمناهج الدراسية المؤدلجة التي تهدف إلى تغيير الهوية الدينية والوطنية لليمنيين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تاورغاء الليبية تنهض من ركامها وتبدأ من الصفر
تاورغاء الليبية تنهض من ركامها وتبدأ من الصفر

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

تاورغاء الليبية تنهض من ركامها وتبدأ من الصفر

بعد أكثر من عقد من التهجير، بدأت الحياة تعود تدريجاً إلى المدينة الواقعة شرق مصراتة، مع عودة نحو 4 آلاف أسرة إلى منازلها المتضررة، في واحدة من أوضح تجارب المصالحة المحلية التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011. وتشير بيانات رسمية إلى أن عدد سكان تاورغاء قبل سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي كان يقدر بنحو 40 ألف نسمة. "اندبندنت عربية" تجولت في أحد الأحياء السكنية بتاورغاء، حيث تنتشر البيوت الموقتة التي أقامها السكان بعد عودتهم، بعضها لا تتجاوز مساحته أمتاراً عدة، وجدرانه مغطاة بأقمشة بلاستيكية، وبلا أبواب ولا نوافذ. "سأموت في مدينتي" في عام 2016 توصل ممثلون عن مدينتي مصراتة وتاورغاء إلى اتفاق مصالحة برعاية الأمم المتحدة بهدف إنهاء ملف تهجير سكان تاورغاء الذي استمر منذ عام 2011. ونص الاتفاق على عودة الأهالي وتعويض المتضررين وضمان عدم تعرضهم للملاحقة. وجاء تهجير سكان تاورغاء عام 2011 على خلفية تورط بعض المجموعات من المدينة في القتال إلى جانب قوات النظام السابق خلال معركة ‏إطاحة القذافي، مما تسبب في توترات أدت إلى نزوح جماعي للسكان. وعلى رغم إعلان بدء تنفيذ الاتفاق في 2018 لم تبدأ العودة الفعلية للسكان إلا بصورة محدودة. وفي عام 2020 لم يتجاوز عدد العائلات التي عادت إلى المدينة 40 أسرة فحسب، وسط صعوبات تتعلق بغياب الخدمات وغياب الدعم الحكومي. وعلى مدار السنوات التالية بدأت العودة بصورة تدريجية. ومع نهاية عام 2024 ارتفع عدد العائلات العائدة إلى نحو 4 آلاف أسرة وفقاً لبيانات رسمية اطلعت عليها "اندبندنت عربية"، لتعد تاورغاء اليوم واحدة من أبرز حالات العودة المنظمة في ليبيا بعد سنوات النزاع. في أحد أحياء المدينة التي ما زالت آثار القصف بادية على مبانيها، يزيح مسلم محمد (54 سنة) الركام من مدخل منزله بيده اليمنى المصابة، مستخدماً معولاً صغيراً وبعض الأدوات اليدوية التي وفرها بنفسه، بعدما أطل هو وأسرته على بيته للمرة الأولى بعد غياب دام 12 عاماً. كانت الأرض مغطاة بالغبار، والنوافذ مفتوحة على فراغ، لكن مسلم بدا مصراً على البدء من جديد، ولو من نقطة الصفر. يقول "هذه مدينتي. حتى إن بقيت وحدي، سأموت هنا، في أرض أجدادي". وأضاف وهو يشير إلى الجدار المتصدع خلفه "لم أحصل على أي دعم من الدولة، كل شيء أصلحه بإمكاناتي، قطعة قطعة. حتى مواد البناء أشتريها بالدين". وعن سبب تمسكه بالعودة على رغم صعوبة الظروف، قال "النزوح كسرنا نفسياً. كنا غرباء في بلدنا، ننتظر المساعدات، واليوم حتى إن كان الوضع هنا صعباً، أشعر بأنني أتنفس من جديد". عودة محفوفة بالمعاناة في طرابلس وأجدابيا وبنغازي تنقل أهالي تاورغاء بين مراكز الإيواء والمخيمات لسنوات، بعدما أجبروا على مغادرة مدينتهم إثر الحرب. وعلى رغم عودتهم التدريجية خلال الأعوام الماضية، لا تزال تاورغاء تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات، وتغيب عنها مشاريع الإعمار. في أحد هذه البيوت الموقتة كان محمد فينو (29 سنة) يثبت قطعة صفيح على سقف منزله مستخدماً حبلاً قديماً، بينما وقف أطفاله الخمسة إلى جانبه يراقبون بصمت. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قال لـ"اندبندنت عربية" وهو يشير إلى داخل منزله "نمد الكهرباء بخيوط مكشوفة لأن البناء لم يكتمل. أنام كل ليلة وأنا خائف من حدوث تماس كهربائي. لدي خمسة أطفال، وكنت أتمنى أن أوفر لهم بيئة آمنة ومستقرة، لا أن يعيشوا في بيت غير مؤهل للسكن". وأضاف بصوت هادئ، "أطفالي ينامون باكراً، ليس لأنهم تعبوا، بل لأن الظلام يسبقهم". واستطرد قائلاً، "نحن في بلد غني بالنفط، لكننا نعيش وكأننا خارج الحسابات. وعلى رغم كل شيء، هذا المكان يظل بيتنا". غير بعيد من فينو يواصل عياد عبدالجليل (26 سنة) العمل على ترميم بيته بما توفر لديه من مواد بسيطة. يقول "عشنا سنوات طويلة في مخيمات ‏لا تليق بنا كليبيين، لا استقرار ولا كرامة. هنا في الأقل نحن فوق أرضنا، حتى لو كانت الجدران مهدمة". ويشير عبدالجليل إلى أن الخدمات الأساسية ما زالت غائبة عن معظم الأحياء، مشيراً إلى أن الكهرباء لا تصل إلى جميع المنازل. وبينما فتحت المدارس أبوابها تدريجاً، لكنه يوضح أن العملية التعليمية تواجه تحديات حقيقية من بينها نقص المعلمين، وازدحام الفصول بسبب تزايد أعداد الطلاب العائدين، إلى جانب افتقار عديد من المدارس إلى الحد الأدنى من التجهيزات الأساسية. وعن الوضع الصحي يقول إن المركز الصحي الوحيد في المدينة لا يقدم سوى الإسعافات الأولية، ويواجه نقصاً حاداً في الكوادر والمعدات، مضيفاً "نضطر في غالب الحالات للذهاب إلى مصراتة من أجل العلاج، وهذا مرهق جداً ومكلف على عائلات بالكاد تؤمن قوت يومها". ويتابع عبدالجليل "نسمع وعوداً منذ سنوات، لكن شيئاً لم يتغير على الأرض. حتى الآن كل شيء هنا قائم على المبادرات الفردية، ونعتمد على أنفسنا في كل الأمور، ولا وجود فعلياً للدولة في حياتنا اليومية". في الوقت الحالي يعد مشروع صيانة الطريق الرئيس داخل تاورغاء هو التحرك الوحيد المنفذ على الأرض، في حين أسهمت منظمات دولية في إصلاح بعض الطرق الفرعية وتزويد الشوارع الرئيسة بالإنارة ‏بالطاقة الشمسية لتحسين ظروف التنقل، وتشجيع مزيد من العائلات على العودة. على رغم هذا الواقع الصعب لا تزال وتيرة العودة مستمرة. عائلات جديدة تصل كل شهر مدفوعة برغبة في الاستقرار بعد سنوات من النزوح، وهم يدركون أن المدينة لا تزال بعيدة من التعافي. صفحة الماضي المطوية على رغم محدودية التجربة، يرى مراقبون أن المصالحة بين تاورغاء ومصراتة يمكن أن تشكل نموذجاً مصغراً لمبادرات أوسع في ليبيا بعد سنوات من الانقسام والصراع المسلح. في هذا السياق يقول عضو لجنة المصالحة عن تاورغاء عبدالنبي أبو عرابة لـ"اندبندنت عربية"، "ما جرى بين تاورغاء ومصراتة هو أول نموذج فعلي للمصالحة في ليبيا. لم تأتِ المبادرة من دول ‏خارجية، بل من الداخل، من الناس أنفسهم، وكانت هناك رغبة حقيقية في طي صفحة الماضي". ويضيف "الطريق لم يكن سهلاً. تجاوزنا سنوات من الألم والتهميش، وبدأنا بخطوات صغيرة. لا ننتظر المعجزاًت، لكننا نؤمن بأن الاستقرار يبدأ بمبادرات مثل هذه تقوم على الاعتراف، لا على الإقصاء". في ظل هذه الظروف تحاول بعض العائلات بث الأمل في الأحياء التي بدأت تستعيد حركتها. عائشة بالريش، معلمة في مركز التدريب بمدينة تاورغاء، بدأت بإطلاق دروس مجانية للطلاب العائدين تشمل مواد منهجية لمساعدتهم على تعويض ما فاتهم من سنوات دراسية خلال فترة النزوح. توضح عائشة أن هذه المبادرة تهدف إلى إعادة بناء الثقة لدى الأطفال في قدرتهم على مواصلة التعليم، على رغم أن بعض الفصول الدراسية لا تزال غير مؤهلة بالكامل بسبب الدمار وضعف التجهيزات. البيوت التي لم تكتمل، والمدارس التي لم تجهز بعد، لم تكسر عزيمة سكان المدينة على البقاء، فكل لبنة يضعونها، وكل فصل دراسي يعاد تأهيله، يفتتح الباب أمام مزيد من العائلات للعودة إلى منازلها، في مدينة تحاول النهوض بإمكانات محدودة، بينما تواصل انتظار دور الدولة لاستكمال ما بدأه السكان بجهودهم الذاتية.

السعودية في عين الحاسد… وقلوبنا مع القيادة صفًا واحدًا
السعودية في عين الحاسد… وقلوبنا مع القيادة صفًا واحدًا

غرب الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • غرب الإخبارية

السعودية في عين الحاسد… وقلوبنا مع القيادة صفًا واحدًا

لماذا يستهدف المغرضون وحدتنا؟ وكيف نُفشل أجنداتهم؟ في وطنٍ تُرفرف فيه راية التوحيد، وتعلو فيه هامات الرجال على مبادئ الشرف والوفاء، نُدرك جيدًا أن الولاء للقيادة الرشيدة ليس مجرد شعارٍ يُردد، بل عقيدة راسخة وسلوك متجذر، نمارسه حبًا لا جبرًا، وإيمانًا لا ادعاءً. نحن في وطنٍ ليس كغيره من الأوطان… وطنٌ فيه قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، ومنه انطلقت رسالة السماء، وعلى أرضه رُفعت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فحُق لنا أن نعتز، وأن نحافظ عليه، وأن نذود عنه بكل ما نملك من قولٍ وعمل وولاء. وطن يُحسد على قيادته ووحدته إنّ ما ننعم به اليوم من أمنٍ واستقرار، ورغدٍ في العيش، ومكانة دولية متقدمة، لم يكن ليُصان أو يُبنى لولا حكمة ولاة الأمر، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية قيادة هذا الوطن نحو آفاق العزة والتمكين، وسط عالمٍ تعصف به الأزمات وتتعالى فيه أصوات الفوضى. ومع كل هذا الإنجاز، لا تخلو الساحة – مع الأسف – من بعض الأصوات النشاز، ممن امتلأت قلوبهم حقدًا، وسُخّرت أقلامهم وألسنتهم لخدمة أجندات خارجية مشبوهة، بعضهم يندسّ بيننا في الداخل بلبوس الوطنية، وآخرون ينبحون من الخارج تحت عناوين خادعة وادعاءات باطلة، يحاولون بثّ الشك وزعزعة الثقة، والتشويش على منجزاتنا ومكتسباتنا. هؤلاء أعداء الوطن… وعيُنا لهم بالمرصاد هؤلاء المغرضون، إنما يسوؤهم ما وصلت إليه المملكة من نهضة تنموية وتقدم نوعي على مختلف الأصعدة، في ظل قيادة تُسابق الزمن، وتعمل ليل نهار لتأمين مستقبلٍ مزدهر لأبنائها وبناتها. يحسبوننا على قيادتنا، ويحاربون تماسكنا، ويغبطون وحدتنا التي التفت حول راية الملك وولي عهده الأمين. لكنّ الوعي الوطني – بفضل الله – كان وما زال هو الحصن المتين الذي تتحطم عليه مؤامرات المرجفين، فالناس في هذا الوطن يدركون أن حب الوطن لا يكتمل إلا بالسمع والطاعة، والالتفاف حول القيادة، والتمييز بين حرية الرأي وبين دسائس التحريض. فليس كل من ادّعى الإصلاح مصلحًا، وليس كل من صرخ ناقدًا كان ناصحًا. الوفاء عهدٌ لا يُنكث وإننا في هذا المقام، نؤكد أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن وحدته تحت راية القيادة الرشيدة هي خطٌ أحمر، لا يُمكن تجاوزه أو المساس به. فلا حياد في حب الوطن، ولا مساومة في الولاء لقيادته، فهما وجهان لعملة واحدة، ومصدر عزٍّ وفخر لكل سعودي غيور. وفي الختام... إننا ننتمي لوطنٍ عظيم، وقيادةٍ عظيمة، وشعبٍ وفيّ، ولسنا بحاجة لتبرير حبنا أو التردد في الدفاع عن كياننا. فليعلم القاصي والداني أن هذا الوطن أمانة، والقيادة بيعة، والوفاء عهد لا يُنكث. #السعودية_أولًا #الولاء_للقيادة #الوطن_أغلى

عن الحوار والتعايش السلمي
عن الحوار والتعايش السلمي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

عن الحوار والتعايش السلمي

عرفت بعض العواصم والمدن التاريخية في الأسابيع الماضية قمماً ولقاءات دولية، قاسِمُهما المشترك الخوضُ في عالم الحوار، وضرورة التعايش السلمي، وبناء الأسرة الإنسانية الواحدة والبيت المجتمعي المشترك، منها منتدى مؤسسة «آنا ليند» الذي نُظِّم في العاصمة الألبانية تيرانا، والمؤتمر البرلماني الثاني حول الحوار بين الأديان الذي عُقد في روما، وتلاه استقبال البابا ليو الرابع عشر، واجتماع الجمعية البرلمانية لـ«الاتحاد من أجل المتوسط» في ملقا بإسبانيا... وهاته اللقاءات هي اختيار العقلاء، وسبيل يسلكه الحكماء، ومسؤولية إنسانية مشتركة يتحملها بالخصوص، صانعو القرار، والنخب الفكرية والثقافية، من أجل المشاركة الجماعية في بناء السلام في الحاضر والمستقبل. وكل مرة أؤكد في مثل هاته اللقاءات أن الإسلام دين سلام يعترف بجميع الديانات السماوية ويحترمها ويعترف بالرسل كافة. والحضارة الإسلامية جزء من الحضارة الإنسانية، تقوم على الوسطية والتعايش السلمي، والإيمان بالقيم المشتركة الثابتة، والتفاهم المتبادل بين الحضارات والديانات والثقافات. وهنا دائماً ما أستحضر سابقة وقعت في تاريخ المغرب، أشهراً قبل استقلاله، إذ في الأول من ديسمبر (كانون الأول) سنة 1955، بعد أسبوعين من عودة الملك محمد الخامس من المنفى، وبضعةُ أشهرٍ قبل استقلال المغرب، شهد القصر الملكي احتفالاً فريداً من نوعه، إذ إن العاهل العائد لتوه من المنفى، ترأس يومذاك مراسيم توشيح المونسينيور أميدي لوفيفر، عرفاناً بجهوده في إقرار التفاهم بين المغاربة والفرنسيين في أثناء الأزمة الحادة التي تميزت بها الفترة الأخيرة من العهد الاستعماري. وقد حرص المرحوم محمد الخامس على أن يولي الأسبقية لتلك البادرة في جدوله الزمني، وهو منهمك في تشكيل الحكومة التي كانت ستنهض بالتفاوض على الاستقلال. وكان ذلك العمل الرمزي ذا أهمية في انشغالات المغاربة، غير أنه كان في حد ذاته تكريساً لسلوك استقر في عمل الحركة الوطنية المغربية منذ الثلاثينات، من القرن الماضي. ولم يكف الوطنيون قط عن إقامة حوار متدفق مع النخبة في كل من فرنسا وإسبانيا، قصد إقامة جسور للتفاهم والتعاون. والدليل على ذلك مسارعة كتلة العمل الوطني إلى تأسيس مجلة «مغرب» في باريس، وذلك من أجل أن تكون منبراً للحوار. وفي تلك الفترة وقع شيءٌ كان له ما بعده. إذ بتاريخ 15 فبراير (شباط) سنة 1952 نشر المونسينيور لوفيفر ممثل الفاتيكان بالمغرب، رسالة أوضح فيها أن للكنيسة دوراً متميزاً في بلد إسلامي، خصوصاً أنه بلد مستعمر. وعُرفت الوثيقة المشار إليها بالرسالة، وكانت محرَّرة بأسلوب غير سياسي، ولكنها ألحت على أن دور الكنيسة لا يقتصر فقط على التبشير بالرحمة، بل بالعدل أيضاً. وعلى الفور - كما يوضح إنياس ليب في كتاب له نشره في غمرة الأزمة، سنة 1954 - قام عالِم من القرويين، بفاسْ بالتعبير عن تأييده هو ونظرائه في الجامعة العريقة، للرسالة، ذاكراً أنه آن الوقت لتصفية نهائية لسوء التفاهم بين النخبتين المسلمة والمسيحية. وأما على الجانب المسيحي فإن الرسالة كما يقول ليب لم تُستَقبَل بحماسة إجماعية، وعابت الإدارة على المونسينيور أنه تدخل في السياسة. وفي هذا الباب كتب مانويل كروز الذي كان مديراً لجريدة «إسبانا» التي كانت تصدر بطنجة، ممجداً محمد الخامس قائلاً: «إن ذلك العاهل كان قائداً خارج المألوف. وكان طبعه السمح قد جعلنا كلنا متسامحين». وأضاف مانويل كروز: «إن محمد الخامس لم يكن فقط سباقاً إلى تحرير شعبه وشعوب العالم الثالث، بل سباقاً إلى التبشير بالتعايش، والحوار، والتفاهم بين الشعوب». وتعج كتب التاريخ بأمثلة من ذلك، منها ما يمكن أن ننقله عن خلف بن المثنى، الذي وصف بعض الحلقات العلمية الشعبية التي كانت تُعقد في العهد العباسي: «لقد شهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس لا يعرف مثلهم في الدنيا علماً ونباهة، وهم الخليل بن أحمد صاحب النحو، والحميري الشاعر، وصالح بن عبد القدوس، وسفيان بن مجاشع، وبشار بن برد، وحماد عجرد، وابن رأس الجالوت الشاعر، وابن نظير المتكلم، وعمر بن المؤيد، وابن سنان الحراني الشاعر، كانوا يجتمعون فيتناشدون الأشعار ويتناقلون الأخبار، ويتحدثون في جو من الود لا تكاد تعرف منهم أن بينهم هذا الاختلاف الشديد في دياناتهم ومذاهبهم!». وما أحوجنا إلى تمثل هَاتِهِ الوقائع التاريخية التي تجعلنا من أصحاب الحوار، لا انطلاقاً من مواقف آنية، ولا استجابة لظروف وقتية، ولكن لأن مبادئ الإسلام تدعو إلى ذلك وتحث عليه تجسيداً لوحدة النوع الإنساني، وترسيخاً لمبدأ سواسية الناس في الخليقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store