
تحليل: هل سيصمد الحوثيون إذا قطعت إيران إمدادهم؟ (ترجمة خاصة)
سلط "منتدى الشرق الأوسط" الضوء على حال جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، إذا قطعت إيران إمدادهم بعد تلقي الأخيرة ضربات جوية موجعة خلال الأيام الماضية من قبل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي المتحل.
وقال المنتدى في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن النظام الإيراني بعد الضربات يحتاج إلى الاهتمام بأمنه الداخلي، فمن المرجح أن يواجه الحوثيون انخفاضًا في المساعدات الإيرانية، إن لم يكن انقطاعًا تامًا.
وأضاف أن استثمار طهران ة في الحوثيين مكلف، فشحنات الأسلحة والخدمات اللوجستية تُكلّف النظام أموالًا لم يعد يملكها. مشيرا إلى أن المرشد الايراني علي خامنئي والحرس الثوري الإسلامي قد تخليا عن حليفهما القديم بشار الأسد. ويكافحان للدفاع عن حزب الله، ولا يملكان الكثير لإيقاف عمليات إسرائيل ضد حماس.
وتابع المنتدى "إذا لم يتمكنوا من العيش على المساعدات الإيرانية، وكانت قدرتهم على تحصيل الضرائب أو الرسوم الجمركية محدودة، خاصة إذا فقدوا السيطرة على الحديدة، فماذا ينتظرهم بعد ذلك؟
وقال "الحوثيون، وهم جماعة قبلية شيعية زيدية، من جبال شمال اليمن في مدينة صعدة وما حولها، يسيطرون على عاصمة اليمن ومساحات واسعة من شماله منذ أكثر من عقد. ويفرضون سيطرتهم على الأراضي التي يسيطرون عليها ليس بكسب القلوب والعقول، بل بقوة السلاح".
وأردف "لتحقيق ذلك، يهربون الأسلحة عبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر ومنطقة المزيونة الحرة على طول الحدود العمانية. كما يحوّلون المساعدات الدولية المارة عبر الحديدة، مستغلينها للمحسوبية ولمكافأة جنودهم، بينما يُجوّعون اليمنيين الذين يعتبرونهم غير موالين".
ويرى المنتدى في تحليله أن "الاعتقاد بأن الحوثيين سيختفون ببساطة ضرب من الخيال؛ فهم يتوقون إلى السلطة والمال. على أقل تقدير، سيحتاج قادة الجماعة إلى جمع الأموال لدفع رواتب جنودهم. قد يختبئون وراء ستار الحكومة، لكنهم في جوهرهم عصابة إجرامية. ولكن حتى العصابات الإجرامية تحتاج إلى كسب المال".
وزاد "قد تأمل إدارة ترامب أن يؤدي تراجع النفوذ الإيراني إلى استقرار المنطقة، لكن الحوثيين لن يختفوا ببساطة؛ بل سيبحثون عن طرق أخرى لملء خزائنهم".
وقال "هنا، ينبغي على شركات الشحن الدولية أن تقلق بشأن نموذج الصومال. فبعد أن انحدرت الصومال إلى حالة من الفشل، ومع استنزاف الصيد الجائر للمخزون البحري، بدأ الصيادون الصوماليون من بونتلاند - أقصى جنوب الصومال - يلجأون إلى القرصنة".
واستدرك "إذا فقد الحوثيون تمويلهم الإيراني، فسيسعون للبقاء. وقد يكون النموذج الصومالي هو ملاذهم الأمثل. قد تصبح موانئ الصيد اليمنية الصغيرة شمال الحديدة مراكز للقرصنة".
وطبقا للتحليل فإن السؤال إذن هو ما إذا كان المجتمع الدولي مستعدًا لنسخة الحوثيين الثانية، والحاجة الحقيقية لمطاردة وتدمير الزوارق السريعة التي ستواصل افتراس السفن الدولية الساعية لعبور البحر الأحمر.
وزاد "قد ينخرط الحوثيون أيضًا في مشاريع إجرامية أخرى. فكما استغل حزب الله تجارة المخدرات لتمويل نفسه، بتهريب الهيروين والكوكايين عبر أفريقيا إلى أوروبا والشرق الأوسط، من المرجح أن ينتهز الحوثيون الفرصة لتفعيل شبكات حزب الله الأفريقية وخلاياه الشيعية اللبنانية لإدخال المخدرات إلى شبه الجزيرة العربية وتهريبها إلى المملكة العربية السعودية - وهي سوق متنامية - أو عبر طرق التهريب التقليدية إلى البحر الأبيض المتوسط".
واختتم منتدى الشرق الأوسط تحليله بالقول "ما إذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا ستحتفلان باحتمال فقدان الحوثيين راعيًا لهم، أم ستدركان أن جماعات الجريمة المنظمة والكارتلات تتمتع بالمرونة، وستبذلان ما يلزم لإيجاد مصادر دخل جديدة عند اختفاء المصادر القديمة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموقع بوست
منذ 6 ساعات
- الموقع بوست
اليمن.. مخاوف من تبعات الحرب على التجارة والنقل
تسود اليمن مخاوف عديدة من تبعات وتأثيرات الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي تزامنت مع اضطراب البحر الأحمر وباب المندب والممرات المائية الدولية، على كُلف التجارة والنقل الداخلي والخارجي وانعكاس ذلك على الأسواق المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية في ظل بروز تأثيرات داخلية مع عودة تجدد اضطراب وانهيار سعر صرف الريال اليمني. وتتركز المخاوف من ارتفاع تكاليف الشحن والنقل التجاري على المستوى الداخلي والخارجي، إذ يأتي ذلك في الوقت الذي تبحث فيه الجهات المعنية والمنظمات الأممية والدولية والقطاعات التجارية وشركات الملاحة عن تحويل الشحن التجاري من ميناء الحديدة شمالي غرب اليمن إلى الموانئ الواقعة في مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جنوبي البلاد. ويلاحظ عدم وجود أي تحرك من قبل السلطات اليمنية المعنية ملموس وفاعل سواء الحكومة المعترف بها دولياً أو الحوثيين للتعامل مع تطورات الأحداث المتصاعدة في المنطقة وتأثيرها على اليمن حيث تستمر العملة المحلية بالتدهور بشكل متسارع مع اقتراب سعر صرف الريال من تجاوز الألف الثالث مقابل الدولار. إضافة إلى الارتفاع المحتمل في تكاليف الواردات السلعية في ظل تحذيرات تصاعدت مؤخراً من عودة الحوثيين إلى استهداف السفن في البحر الأحمر بالتزامن مع تهديدات إيرانية بنقل المعركة إلى الممرات المائية وغلق مضيق هرمز قبل توقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وتزامن ذلك مع تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي بالتوجه إلى وضع خطة عسكرية لاستهداف الحوثيين الذين أكدوا أنهم مستمرون في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية أبوبكر باعبيد، يرى في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أي تحرك قد لا يكون له أي أهمية بالنظر إلى الوضع الراهن في البلاد التي تعاني تدهوراً اقتصادياً على كل المستويات. ويضيف باعبيد: التحرك ممكن لو أن هناك اقتصاداً سينهار، لكن في الواقع لديك اقتصاد منهار وفي حالة انحدار مستمر، لذا كما يقول المثل وفق حديث باعبيد؛ فإن "المبلل ما يفرق معه المطر". كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي قد عقد الأربعاء 18 يونيو/ حزيران، اجتماعاً طارئاً في عدن مع لجنة إدارة الأزمات الاقتصادية والإنسانية لبحث تطورات المنطقة في ضوء التصعيد الحربي الإسرائيلي الإيراني، وانعكاساته على الأمن اليمني والإقليمي، والأوضاع المعيشية في البلاد، إضافة إلى مناقشة الوضع الاقتصادي الراهن، والمؤشرات المالية والنقدية، والمتغيرات المتعلقة بأسعار العملة الوطنية، والاختناقات في إمدادات بعض السلع والخدمات الأساسية، حيث استمع الاجتماع إلى تقدير موقف بشأن تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها المحتملة على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن. وحذر مجلس القيادة الرئاسي كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الحكومية "سبأ"؛ جماعة الحوثي من مغبة استمرارها بزج اليمن وشعبه في الصراعات الإقليمية المدمرة، وحمّلها كامل المسؤولية عن العواقب والتداعيات الوخيمة المترتبة على أي أعمال إضافية متهورة، تنطلق من الأراضي اليمنية، من شأنها إغراق البلاد بمزيد من الأزمات، بما في ذلك مضاعفة عسكرة الممرات المائية، وتهديد الأمن الغذائي، وما تبقى من فرص العيش، ومفاقمة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني. ويشكو كثير من التجار والمستوردين من صعوبات وتحديات رافقت تحويل بضائعهم إلى ميناء عدن أو ما زالت عالقة في جيبوتي بسبب عدم جهوزية ميناء الحديدة والتوقعات التي تشير إلى اضطراب محتمل للممرات المائية في البحر الأحمر. يقول التاجر عادل الوردي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك ارتباكاً يسود الشحن التجاري إلى اليمن بسبب الوضع الراهن في ميناء الحديدة والبحر الأحمر والذي أدى إلى قيام شركات الشحن بتحويل بضائعهم إلى ميناء عدن الذي لا يبدو مستعداً لاستقبال السفن التجارية التي يتم تحويلها إلى هناك. من جانبه، تحدث هارون الحميري، مسؤول في مكتب للاستيراد والشحن التجاري، لـ"العربي الجديد"، أن هناك مخاوف عديدة من عودة التوتر والحرب إلى البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى مراجعة كثير من شركات الشحن والتأمين الدولية لعملها في هذه الممرات المائية وهو ما أثر على عملية الشحن التجاري إلى اليمن. ويطالب تجار وسائقي الشاحنات الجهات الحكومية المعنية بالتحرك لمواجهة التكاليف المرتفعة لنقل البضائع، في ظل تصاعد أسعار الوقود وتراجع قيمة العملة المحلية. هذا الأمر أدى إلى تحرك الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري في عدن، التي أصدرت تعميماً يقضي بخفض أجور نقل البضائع من ميناء عدن إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنسبة 20%، في مسعى للتخفيف من الأعباء الاقتصادية وتحسين انسيابية حركة الشحن، إذ سيدخل القرار الذي تم اتخاذه بالتنسيق مع السلطة المحلية وممثلي قطاع النقل ونقابة الناقلين؛ حيز التنفيذ اعتباراً من السبت 21 يونيو/ حزيران 2025. ويتضمن الاتفاق كذلك تقليص المدة الزمنية المقررة لعودة الحاويات الفارغة بنسبة 50%، في إطار جهود لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتسهيل النقل التجاري بين الموانئ والمناطق الداخلية. وارتفعت الأصوات التي تحذر من إمكانية استئناف الحوثيين لهجماتهم ضد ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، غربي اليمن، في حال توسع الصراع الراهن بين إسرائيل وإيران، أو في حال تجدد التوتر مع عودة الحوثيين لاستهداف إسرائيل إسناداً كما يؤكدون للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وكانت شركة ساري جلوبال العالمية ( SARI Global )، المتخصصة في إدارة الأزمات وتحليل الأمن والعمليات الإنسانية، قد أكدت في تقرير أصدرته، الجمعة 20 يونيو/ حزيران، أن خطوة استئناف الحوثيين لعملياتهم في البحر الأحمر من شأنها إعادة فرض قيود بحرية جزئية على حركة الشحن التجارية العالمية، الأمر الذي سيدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى معاودة ضرباتها العسكرية ضد الجماعة، والتي توقفت في السادس من مايو/أيار الماضي، بموجب اتفاق يقضي بوقف الهجمات المتبادلة بين الجانبين. اليمن اقتصاد التجارة النقل الحكومة


الموقع بوست
منذ 6 ساعات
- الموقع بوست
ضبط 1.7 مليون قرص مخدر كبتاغون قبل تهريبها خارج سوريا
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الأحد، إن فرع مكافحة المخدرات في درعا (جنوب) يداهم مستودعات شرق المحافظة تحوي مخدرات مخزنة ومعدة للتهريب خارج القطر. وتابع أن العملية أسفرت عن ضبط مليون و700 ألف قرص مخدر من مادة الكبتاغون. والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية ضبط نحو 3 ملايين قرص كبتاغون و50 كيلوغراما من مادة الحشيش، بعد عمليات رصد لإحدى شبكات تجارة وتهريب المخدرات بريف دمشق (وسط). وأعلن مدير إدارة مكافحة المخدرات العميد خالد عيد الخميس الماضي ضبط 13 مستودعا لتصنيع المواد المخدرة، و320 مليون قرص كبتاغون منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في أواخر عام 2024. وحسب تقديرات الحكومة البريطانية، فإن النظام المخلوع كان مسؤولا عن 80 بالمئة من الإنتاج العالمي للكبتاغون. وتفيد تقديرات بأن القيمة السنوية لتجارة الكبتاغون العالمية تبلغ نحو 10 مليارات دولار، وكان الربح السنوي لعائلة الأسد نحو 2.4 مليار دولار. وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية بسط سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد. وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، اختيار أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.


Independent عربية
منذ 11 ساعات
- Independent عربية
بريطانيا تراجع عروض غلاستونبري بعد هتافات داعمة لفلسطين
قالت الشرطة البريطانية إنها تدرس ما إذا كانت ستفتح تحقيقاً بعدما أطلق فنانون مشاركون في مهرجان غلاستونبري هتافات معادية لإسرائيل خلال أداء عروضهم. وأطلقت فرقة الهيب هوب الأيرلندية (نيكاب) وفرقة البانك روك الثنائية (بوب فيلان) هتافات معادية لإسرائيل في عرضين منفصلين على مسرح وست هولتس أمس السبت، وهتف أحد عضوي فرقة بوب فيلان "الموت، الموت، لجيش الدفاع الإسرائيلي". وقالت شرطة إيفون وسومرست في غرب إنجلترا عبر منصة "إكس" في وقت متأخر أمس، "نحن على علم بالتعليقات التي أدلى بها فنانون على مسرح وست هولتس في مهرجان غلاستونبري بعد ظهر اليوم". وذكرت الشرطة في بيان، "سيتولى مسؤولون تقييم أدلة المقاطع المصورة لتحديد ما إذا كانت هناك أي جرائم قد ارتكبت بما يتطلب تحقيقاً جنائياً". بدوره قال مهرجان غلاستونبري إن هتافات بوب فيلان "روعته"، وأضاف في بيان "تجاوزت هتافاتهم الحدود، ونحن نذكر بصورة ضرورية جميع المشاركين في صنع المهرجان بأنه لا مكان في غلاستونبري لمعاداة السامية أو خطاب الكراهية أو التحريض على العنف". ولم ترد إدارة نيكاب وعضوي فرقة بوب فيلان على الفور على طلبات للتعليق. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هذا الشهر إن "من غير اللائق" أن تقدم فرقة نيكاب عرضاً في مهرجان غلاستونبري. وقال متحدث باسم الحكومة إن وزيرة الثقافة ليسا ناندي اتصلت بالمدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للحصول على توضيح في شأن كيفية بث عرض بوب فيلان، وأضاف "نندد بشدة بالتعليقات التهديدية التي أدلت بها فرقة بوب فيلان في غلاستونبري". وقال وزير الصحة ويس ستريتنغ إن من المروع إطلاق الهتافات المعادية لإسرائيل على المسرح، وعبر ستريتنغ عن انزعاجه من أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف لشبكة سكاي نيوز، "أتمنى أن ينظروا بجدية أكبر إلى عنف مواطنيهم تجاه الفلسطينيين". كانت فرقة الراب الإيرلندية الشمالية "نيكاب"، التي يُلاحَق أحد أعضائها قضائياً بعد اتهامه برفع علم "حزب الله" اللبناني خلال إحدى حفلاتها، أحيت عرضاً موسيقياً أمس السبت، خلال المهرجان الذي شهد أيضاً عرضاً مفاجئاً لفرقة "بالب" البريطانية أبهر الحاضرين. وتصدرت فرقة "نيكاب" عناوين الصحف خلال الأشهر الأخيرة بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل. واتُّهم أحد أعضاء الفرقة بارتكاب "انتهاك إرهابي" لرفعه علم "حزب الله"، الذي تصنّفه المملكة المتحدة منظمة إرهابية، خلال حفلة موسيقية في لندن، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسياسيين آخرون للمطالبة باستبعاد الفرقة من المهرجان. رجل حر وأمام آلاف الحاضرين، الذين كان عدد كبير منهم يرفع الأعلام الفلسطينية، هتف أعضاء فرقة "نيكاب" بعبارات مسيئة لستارمر. وقال ليام أوهانا، الذي مَثُل أمام القضاء بتهمة رفع علم "حزب الله" وهو يهتف "هيا يا حماس. هيا يا حزب الله"، "غلاستونبري، أنا رجل حر". و"حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية محظورتان في المملكة المتحدة، ويعد التعبير عن الدعم لهما جريمة. وقد نفى أوهانا، المعروف باسمه الفني مو شارا، التهمة. وخلال المهرجان، قال أوهانا واضعاً كوفيته الشهيرة "هذا الوضع قد يكون مرهقاً جداً، لكنه لا يقارن بما يمر به الشعب الفلسطيني". ووجه أوهانا تحية لمجموعة "بالستاين أكشن" (العمل من أجل فلسطين)، التي أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر حظرها بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وقد ارتدى زميله في الفرقة دي جي بروفاي قميصاً مخصصاً للمجموعة، التي حُظرت بعدما اقتحم ناشطون فيها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ورشوا الطلاء على طائرتين. قبل صعود فرقة "نيكاب" على المسرح، دعا العضوان في فرقة "بوب فيلان" الجمهور إلى الهتاف "الموت، الموت للقوات الإسرائيلية". وأبدت سفارة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، في منشور عبر منصة "إكس"، "انزعاجاً شديداً من الخطاب التحريضي والبغيض". وقالت "إن ذلك يثير مخاوف جدية في شأن تطبيع الخطاب المتطرف وتمجيد العنف"، داعية منظمي المهرجان والفنانين والمسؤولين البريطانيين إلى إدانة هذا التصريح. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الشرطة المحلية تُقيم مقاطع فيديو تتضمن تعليقات أدلت بها كلتا الفرقتين لتحديد ما إذا كانت هناك أية مخالفات. عن فلسطين وتأسست فرقة "نيكاب" عام 2017، واعتادت على إثارة الجدل. بالنسبة إلى محبيها يعد أعضاؤها محرضين جريئين يتحدون النظام القائم، أما بالنسبة إلى منتقديها فهي متطرفة خطرة. وتتضمن كلمات أغاني الفرقة التي تؤدي بالإيرلندية والإنجليزية إيحاءات إلى المخدرات، وقد اصطدمت مرات عدة مع حكومة المملكة المتحدة السابقة، وعارضت بشدة الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية. وتقدمت الفرقة باعتذار بعد نشر مقطع فيديو يعود إلى عام 2023، يظهر فيه أحد أعضائها وهو يدعو إلى قتل نواب في حزب المحافظين البريطاني. وتنفي "نيكاب" تهمة الإرهاب، وتقول إن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه علم "حزب الله" قد أُخرج عن سياقه. ورداً على سؤال عما إذا كان قد ندم لتلويحه بعلم "حزب الله" وتلفظه بتعليقات أخرى التقطتها الكاميرات، قال شارا لصحيفة "ذي غارديان" في مقابلة نُشرت الجمعة "لماذا أندم؟ لقد كانت مزحة. نحن نؤدي أدواراً". وقال كريس جيفريز (32 سنة)، وهو محلل في أحد البنوك، عبر وكالة "الصحافة الفرنسية"، إن أداء فرقة "نيكاب" في مهرجان "غلاستونبري: جعله فخوراً بكونه من محبي الفرقة. وأضاف واضعاً قناعاً بألوان العلم الإيرلندي "إنها من الفرق القليلة هنا التي تتحدث عن فلسطين". تحدي ستارمر منذ توجيه الاتهامات إلى ليام أوهانا، استُبعدت الفرقة من برامج حفلات صيفية، بما في ذلك في اسكتلندا وألمانيا. لكن منظمي مهرجان "غلاستونبري" تحدوا ستارمر، الذي أكد أن من "غير اللائق" أن تحيي "نيكاب" حفلة ضمن المهرجان. وقال مايكل إيفيس، المشارك في تأسيس المهرجان، في مقال نُشر في صحيفة مجانية "إن الأشخاص الذين لا يعجبهم التوجه السياسي للحدث يمكنهم الذهاب إلى مكان آخر". وتعرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الشريكة في المهرجان منذ عام 1997، لضغوط لعدم بث الحفلة. وفي بيان أمس السبت، أشار ناطق باسم الهيئة إلى أن الحفلة لن تُعرض مباشرة ولكنها ستكون متاحة على الأرجح عند الطلب لاحقاً. من جهة ثانية، شهد المهرجان عرضاً لفرقة "بالب" التي أُدرجت في قائمة المشاركين تحت اسم مستعار هو "باتش وورك"، تضمن أداء لأغنية "كومون بيبول" التي تعود إلى تسعينات القرن الفائت. وقال المغني الرئيس في الفرقة جارفيس كوكر، مازحاً "أعتذر لمن كانوا يتوقعون باتش وورك". ومن أبرز الفنانين في المهرجان الذي يختتم اليوم الأحد، نيل يونغ وأوليفيا رودريغو وتشارلي إكس سي إكس ورود ستيوارت.