التصعيد جنوباً بعد انتهاء الحرب "فشة خلق"؟
ما إن هدأت الحرب بين إسرائيل وإيران، حتى تفاقمت في الجنوب، فارتفع منسوب التصعيد الإسرائيلي في اتجاه قرى وبلدات عديدة، وعاودت المسيّرات تحليقها فوق العاصمة اللبنانية ولا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت. فهل تقوم إسرائيل بـ""فشة خلق" حيال "حزب الله" ولبنان بعد الحرب مع إيران، وإن كان كل فريق يعلن انتصاره؟
يظهر جلياً من خلال القراءات السياسية وتحليلات كبار المسؤولين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من أدار اللعبة وكان منتصراً وأمسك بكل الأطراف الإقليمية بما فيها إيران وإسرائيل. ولكن ماذا عن لبنان؟ هل يؤدي التصعيد الممنهج إلى ارتفاع منسوبه وبالتالي "تعود حليمة إلى عادتها القديمة"؟
تشير أكثر من جهة سياسية ومحلل عسكري، إلى أن التصعيد أمر طبيعي، إذ قبل الحرب الإيرانية - الإسرائيلية كانت إسرائيل تقوم بقصف يومي من خلال المسيّرات أو سوها، حتى إنها قصفت الضاحية الجنوبية مرتين متتاليتين، وهذا يأتي ضمن القرار 1701. وحتى الساعة لم يفهم ما إذا كان هناك ورقة استسلامية تتيح لإسرائيل القيام بما يحل لها، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، أو أن التصعيد الحالي بمثابة ردة فعل بعد الحرب الإيرانية - الإسرائيلية ، لكنه يأتي مع اقتراب وصول المبعوث توماس برّاك، وذلك في إطار الضغوط والشروط السياسية، وخصوصاً أن الجميع بات متيقناً أن ما بعد الحرب ليس كما قبلها على صعيد السلاح، وتسعى واشنطن إلى رفع منسوب الضغط على لبنان، وهو ما تبدى من الورقة التي طرحها برّاك خلال زيارته الأخيرة، بما يعني أن وظيفة السلاح انتهت وباتت مسألة وقت. وعلى هذه الخلفية يأتي التصعيد الممزوج بين الديبلوماسية والشروط السياسية.
في هذا السياق، يؤكد النائب السابق وهبي قاطيشا لـــ"النهار" أن "ما يجري ليس بالمفاجئ، باعتباره يأتي ضمن مندرجات الـ1701 ومن دون أن يتولّى "حزب الله" الرد أو يصدر أي موقف يدينه، أكان من واشنطن أم المجتمع الدولي. وبعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية ستسعى إسرائيل إلى الضغط على الحزب لتضرب الذراع الأبرز لإيران، وإن كانت دمرته وضربت بنيته العسكرية واغتالت قيادات الصف الأول، وقد يكون "فشة خلق" بعد هذه الحرب. لقد بات السلاح مسألة أساسية عند واشنطن، بمعنى أن ليس هناك أيّ ترف سياسي أو مماطلة أو تسويف، بل حسم لهذا الموضوع ضمن مهلة زمنية، وجميع المسؤولين اللبنانيين على بيّنة من الأمر، لذلك القصف يصب في هذه الخانة".
ويخلص قائلا: "نحن أمام مرحلة جديدة بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، ولا يمكن الحزب بعد اليوم أن يناور في ملف السلاح، فقد انتهت وظيفته ودوره الذي استعملته إيران لتخريب لبنان والمنطقة، وبعد الحرب دخلنا في مرحلة البحث الجدي عن نزعه، في إطار الحوار الذي يجريه رئيس جمهورية العماد جوزف عون مع الحزب. وزيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لبعبدا بحثت في هذه المسألة وكانت إيجابية جداً، لذلك التصعيد العسكري الإسرائيلي قد يتفاقم أو يبقى على الوتيرة نفسها إلى أن يسلم الحزب سلاحه إلى الجيش اللبناني".
"بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية ستسعى إسرائيل إلى الضغط على الحزب لتضرب الذراع الأبرز لإيران"
النهار- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
ترامب: لا أعتقد أن إيران نقلت مخزون اليورانيوم قبل ضرباتنا والقيام بذلك صعب للغاية
أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، في حديث لشبكة "فوكس نيوز"، إلى أنّه لا يعتقد أنّ إيران نقلت مخزون اليورانيوم "قبل ضرباتنا والقيام بذلك صعب للغاية"، وذلك وسط تقارير أميركي تشكك في فعالية الضربات الأميركية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران. ورأى ترامب أنّ "نقل مخزون اليورانيوم صعب وخطير جدا ولم نقدم لإيران إشعارًا كافيًا ولم تكن على علم بضرباتنا". في وقت سابق، أفادت صحيفة "نيوزويك" الأميركية، نقلًا عن صور أقمار صناعية، بأنّه "يوجد أعمال بناء وحفر مكثفة في منشأة فوردو النووية بإيران بعد أيام من الهجوم الأميركي". وأكّدت أنّ "معدات ثقيلة لا تزال في مكانها وهناك أعمال حفر إضافية في منشأة فوردو النووية بإيران"، مضيفة "مؤشرات على أن مداخل منشأة فوردو النووية ربما تم إغلاقها عمدا قبل الضربات وهناك مشاهد لطرق جديدة ومواقع حفر قرب مداخل الأنفاق الرئيسية لمنشأة فوردو النووية". وكشفت الصحيفة أنّ "الصور تشير إلى أن إيران ربما اتخذت إجراء استباقيا لتأمين مكونات حساسة بفوردو". وأمس، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، وفق ما نقلت عن صور أقمار صناعية، بأنّ "الإيرانيين بدأوا أعمالًا في منشأة نطنز النووية". ويأتي ذلك في وقت يصرّ فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نجاح عمليته ويواصل مهاجمة وسائل الإعلام التي تنفي ذلك.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
ماسك ينتقد قانون ترامب للضرائب
انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك يوم السبت أحدث نسخة من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي أعده الرئيس دونالد ترامب وسيصوّت عليه مجلس الشيوخ، واصفا القانون بأنه 'مجنون ومدمّر تماما'، وذلك بعد أسابيع من تسوية خلاف بين الرجلين بسبب تعليقات رجل الأعمال على التشريع. وقال ماسك في منشور على إكس 'أحدث نسخة من مشروع القانون المنظور أمام مجلس الشيوخ ستدمر ملايين الوظائف في أميركا وستسبب ضررا استراتيجيا هائلا لبلدنا!'. وأضاف: 'إنه (مشروع القانون) يقدم مساعدات لصناعات عفا عليها الزمن بينما يلحق ضررا بالغا بصناعات المستقبل'. ومن شأن مشروع القانون الضخم المؤلف من 940 صفحة تمديد تخفيضات ضريبية جرى إقرارها عام 2017 ومثلت إنجازا تشريعيا كبيرا لترامب في فترة رئاسته الأولى، ويخفض ضرائب أخرى ويعزز الإنفاق على الجيش وأمن الحدود. وتشير تقديرات محللين غير منتمين إلى أي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى أن النسخة التي أقرها مجلس النواب الشهر الماضي ستضيف نحو ثلاثة تريليونات دولار إلى الدين الحكومي البالغ 36.2 تريليون. ولم يصدر مكتب الميزانية في الكونغرس توقعات بشأن المبلغ الذي ستضيفه نسخة مجلس الشيوخ، التي لا تزال عرضة للتغيير، إلى الدين في حال إقرارها.


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
ترامب متهم بحرمان ولايات من تمويل فيدرالي… والديمقراطيون يتحركون قضائيًا
رفع 21 نائبا عاما ديمقراطيا دعوى قضائية يوم الثلاثاء يطلبون من القاضي أن يعلن أن الأداة الرئيسية التي اعتمدت عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإلغاء المنح الفيدرالية يتم استخدامها بشكل غير قانوني. ذكرت الشكوى أن الولايات خسرت مليارات الدولارات في مجالات مكافحة الجريمة، والتعليم، والبحث الطبي والعلمي، ومياه الشرب النظيفة. وتسعى الولايات إلى الحصول على تعويضات بموجب أمر قضائي وإعلاني لهذه المشاريع وغيرها التي تمت الموافقة على تمويلها فيدراليًا قبل تولي الرئيس ترامب منصبه. وزعمت الولايات أن الإدارة تعتمد على بند واحد ضمن لائحة مكتب الإدارة والميزانية (OMB) التي تنص على أن الوكالات الفيدرالية قد تلغي المنح 'وفقًا للشروط والأحكام الخاصة بالجائزة الفيدرالية، بما في ذلك، إلى الحد الذي يسمح به القانون، إذا لم تعد الجائزة تحقق أهداف البرنامج أو أولويات الوكالة'. وزعمت الدعوى القضائية أن صياغة اللائحة تُطبّق بطريقة غير مسبوقة، وبطريقة تتعارض مع القصد الأصلي وتاريخ القاعدة.