
مشهد سياسي عبثي يتكرر بلا نهاية
من الجانب الآخر، حكومة الإقليم التي تتقن لعب دور الضحية لم تظهر شفافية مطلوبة في إدارة الإيرادات المحلية، ولم تبن بدائل اقتصادية تقلل من التبعية لبغداد، بل اكتفت بتكرار الخطابات والانفعالات دون خطط عملية واضحة، مما عزز فقدان الثقة الشعبي في مؤسساتها، وبينما تواصل بغداد الإصرار على إخضاع الإقليم ليس فقط عبر الأدوات المالية، بل أيضا كجزء من سياق إقليمي أوسع يرضي سلطات طهران، تبقى أربيل عاجزة عن ترقية موقفها السياسي إلى مستوى يمكنها من خلق تحالفات مضادة تعيد بغداد إلى رشدها وتكسر أحادية القرار؛بغداد أضاعت بوصلتها العراقية، وتماهت مع النفوذ الخارجي على حساب التوازن الوطني، وأربيل ضيعت نفسها بانفصالها عن هموم مواطنيها، وعجزها عن صياغة سياسة حكيمة تعيد للمشهد شيئا من الاتزان.
ما يثير الاستهجان أكثر هو تحويل الرواتب، التي تعد أبسط الحقوق، إلى أداة تفاوض تمنح أو تمنع حسب المزاج السياسي، لا على أساس معيار العدالة أو الالتزام القانوني، لتصبح آلاف العائلات رهينة لهذا العبث، بينما تستمر التصريحات الرسمية بتبادل الاتهامات دون أي إحساس بعواقب ذلك على حياة الناس اليومية، عادت أزمة الرواتب مؤخرا إلى الواجهة بعد زيارة وفود رسمية متبادلة وتصريحات من بعض القادة تبشر بحلول وشيكة، إلا أن هذه التصريحات لا تختلف عن سابقاتها في المضمون، وتعيد إنتاج نفس المشهد دون تغير حقيقي.
التجاوزات لا تتوقف عند الملف المالي، بل تمتد إلى سياسات التمييز في التوظيف، وفرض قيود جمركية على إقليم كوردستان، وتعطيل لصادرات النفط، بالإضافة إلى حرمان من القروض والمساعدات الدولية؛ كلها أدوات ضغط تستخدم تحت غطاء قانوني وإداري تبدو مبرراته شكلية أكثر من كونها واقعية، مما يجعل المواطن وكأنه يتعرض لعقاب جماعي ناعم وغير معلن؛ في هذا السياق، تتداول وسائل الإعلام الحديث عن اتفاق نفطي مرتقب بين بغداد وأربيل، من شأنه أن يكسر الجمود، لكنه يواجه خطر أن يتحول إلى وسيلة جديدة للتسويف ما لم تضمن فيه آليات تنفيذ شفافة وخاضعة للمساءلة.
في خضم هذا المشهد، يغيب صوت المواطن الحقيقي، ولا يظهر إلا كأرقام في إحصائيات أو عناوين فرعية في نشرات الأخبار،يعيش المواطن على الهامش، يعاني بصمت لا يليق بعدالة قضيته ولا بكرامة حياته، في حين ينشغل السياسيون بإعادة تدوير خطاب متشابه، يفتقر إلى الجدية والحلول، ربما آن الأوان لتحييد الملفات الخدمية عن التجاذبات السياسية، ووضع نظام عادل للمحاسبة والرقابة، يمكن المواطن من استعادة مكانته كغاية للحكم لا وسيلة في صراعه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 33 دقائق
- شفق نيوز
قاضية تأمر إدارة ترامب بوقف الاعتقالات العشوائية لـ"ذوي البشرة البنية"
شفق نيوز- كاليفورنيا أصدرت القاضية الفيدرالية مامي فريمبونغ، أوامر إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإيقاف عمليات الاعتقال العشوائية للمهاجرين في سبع مقاطعات بولاية كاليفورنيا، من بينها لوس أنجلوس. وقامت جماعات الدفاع عن المهاجرين بتقديم الدعوى الأسبوع الماضي متهمة إدارة ترامب باستهداف الأشخاص ذوي البشرة البنية بشكل منهجي في جنوب كاليفورنيا خلال حملة القمع المستمرة للمهاجرين. ومن بين المدعين 3 مهاجرين محتجزين واثنين من المواطنين الأميركيين، أحدهم تعرض للاحتجاز على الرغم من إظهار هويته لعملاء إدارة الهجرة. وطلب المدعون في الدعوى من القاضية أن تمنع الإدارة من استخدام ما يسمونه أساليب غير دستورية في حملات المداهمة التي تقوم بها إدارة الهجرة. ويتهم المدافعون عن المهاجرين مسؤولي الهجرة باحتجاز شخص ما بناء على العرق، وإجراء اعتقالات بدون مذكرات وحرمان المحتجزين من الحصول على محامي في منشأة احتجاز في وسط لوس أنجلوس. وقالت تريشيا ماكلولين، مساعد وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، في رسالة بالبريد إلكتروني إن "أي مزاعم بأن أجهزة إنفاذ القانون 'استهدفت' أفرادا بسبب لون بشرتهم هي مثيرة للاشمئزاز وكاذبة تماما". وقالت ماكلولين إن "عمليات إنفاذ القوانين موجهة للغاية، ويقوم الضباط بعملهم بالعناية الواجبة" قبل إجراء الاعتقالات. كما أصدرت القاضية مامي فريمبونغ أمرا منفصلا يمنع الحكومة الفيدرالية من تقييد وصول المحامين إلى مركز احتجاز المهاجرين في لوس أنجلوس. وأصدرت فريمبونغ الأمرين الطارئين المؤقتين بينما تستمر الدعوى القضائية، بعد يوم من جلسة استماع أكدت خلالها جماعات الدفاع عن المهاجرين أن الحكومة تنتهك التعديلين الرابع والخامس للدستور. وكتبت في الأمر أن هناك "جبلا من الأدلة" تم تقديمه في القضية على أن الحكومة الفيدرالية كانت ترتكب الانتهاكات التي تم اتهامها بارتكابها.


شفق نيوز
منذ 33 دقائق
- شفق نيوز
دمشق تستبدل وصف "فلسطيني سوري" بـ"مقيم أجنبي" في وثائق الفلسطينيين
بدأت السلطات السورية بإجراء تعديلات على الوثائق المدنية الخاصة بالفلسطينيين المقيمين في البلاد، تضمنت استبدال صفة "فلسطيني سوري" بـ"فلسطيني مقيم"، وشطب خانة المحافظة واستبدالها بتوصيف "أجنبي"، بحسب ما أفادت به مصادر إخبارية عدة. ووفق تقرير نشرته صحيفة "زمان الوصل" السورية، ظهرت التعديلات بوضوح في وثائق رسمية حديثة مثل "إخراج القيد العائلي"، حيث تم إدراج الجنسية كـ"فلسطيني مقيم" بدلاً من "فلسطيني سوري"، وأزيلت خانة المحافظة التي كانت تشير إلى مكان الإقامة، حتى بالنسبة للفلسطينيين المولودين في سوريا. وأثار هذا التغيير قلقاً واسعاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية، التي اعتبرته تهديداً مباشراً للحقوق القانونية والمدنية التي يتمتع بها الفلسطينيون في سوريا منذ عقود. في المقابل، نفت بعض المصادر الحكومية وجود قرار رسمي يقضي بتغيير الصفة القانونية للفلسطينيين، مرجعة ما حصل إلى "خطأ تقني" في بعض المناطق مثل إدلب نتيجة دمج السجلات المدنية، مع وعود بتصحيح الخلل. غير أن حالات مماثلة رُصدت في مناطق أخرى مثل درعا وريف دمشق، مما أثار شكوكاً حول كون المسألة مجرد خطأ فني، وعزز المخاوف من كونها بداية لتوجه رسمي جديد. ويُخشى من أن يؤدي هذا التغيير، في حال تم اعتماده كسياسة حكومية، إلى تقويض الحقوق المكتسبة للاجئين الفلسطينيين، لا سيما في مجالات التعليم والعمل والتملك، عبر وضعهم تحت تصنيف "المقيم الأجنبي" بدلاً من وضعهم القانوني الحالي كلاجئين. وقد برزت مطالبات حقوقية وشعبية بإعادة الأمور إلى نصابها، استناداً إلى القانون السوري رقم 260 لعام 1956، الذي يمنح الفلسطينيين المقيمين في سوريا معظم الحقوق المدنية دون معاملتهم كأجانب. ولم يصدر عن الحكومة السورية حتى لحظة إعداد الخبر أي بيان رسمي يوضح أسباب التعديلات أو يؤكد أو ينفي اعتمادها بشكل دائم.


اذاعة طهران العربية
منذ ساعة واحدة
- اذاعة طهران العربية
لاريجاني يؤكد فشل نظرية الهيمنة الامريكية على المنطقة
جاء ذلك خلال كلمته في مراسم تأبين اللواء الشهيد محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان) في طهران، حيث قال: "بفضل دماء الشهداء، لن يكون شرق أوسطنا خاضعاً أو تابعاً، بل سيكون مقاوماً ومستقلاً، خلافاً لنظرية ترامب الفاشلة". وأشار لاريجاني إلى أن "الفكر الرجعي المتخلف تسبب عبر التاريخ في حروب طويلة وسفك دماء الملايين، وللأسف نشهد اليوم عودة هذا الفكر عبر شخصيات مثل ترامب ونتنياهو، الذين يدّعون أن السلام يتحقق بالقوة". وتساءل مستشار قائد الثورة: "ماذا حققت هذه النظرية خلال فترة ترامب؟ هل حلّت أمريكا أزمة أوكرانيا أو قضية غزة بهذا المنطق؟ الجواب لا"، مؤكداً أن "ادعاءات ترامب بإجبار إيران على الاستسلام باءت بالفشل، بفضل الحكمة والقيادة الرشيدة لقائد الثورة الإسلامية، التي أوقفت تنفيذ هذه المخططات في بلادنا". وأضاف لاريجاني: "أمريكا تسببت بأضرار جسيمة للعالم وأطلقت حملات إبادة، لكن غزة والصمود الفلسطيني لم ينكسرا، وإيران ثبتت على مواقفها بفضل توجيهات القائد". واختتم بالقول: "على الشعوب أن تدرك أن ضجيج القوة لم يُجدِ نفعاً، وإن شرقاً أوسطاً جديداً يتشكل بإرادة المقاومة، وببركة دماء الشهداء، سيكون مستقلاً ومصاناً من الهيمنة، بإذن الله".