
"فتح" تعيد ترتيب بيتها الداخلي في لبنان... وسلاح المخيمات يراوح مكانه
ففي خطوة لافتة، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بصفته رئيسًا لحركة "فتح"، قرارًا بإلغاء تعيين أشرف دبور، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وعضو المجلس الثوري، كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان (وهو عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد)، المعتمد بتاريخ 23 تموز 2018، أي قبل نحو سبع سنوات تمامًا.
وأوضحت مصادر فلسطينية لـ"النشرة" أن قرار إعفاء السفير دبور محصور بمهامه الفتحاوية فقط وليس الدبلوماسية، ويأتي في إطار إعادة ترتيب "البيت الفتحاوي" وهيكلته، وفصل الأطر الحركية عن السفارة وربطها بالداخل، حيث يقوم أعضاء اللجنة العليا لمتابعة الشأن الفلسطيني في الساحة اللبنانية بإعداد دراسات شاملة وتقييم لقوات الأمن الوطني والإعلام و اللجان الشعبية .
كما أصدر الرئيس الفلسطيني عباس قرارًا، بناءً على توصيات اللجنة العليا أكد فيه على ان مرجعية اللجان الشعبية للمخيمات الفلسطينية في الجمهورية اللبنانية سياسيًا وقانونيًا وإداريًا، يعود لدائرة لشؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ، بصفتهما الجهة المركزية المخولة بإدارة ومتابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين . بحيث يكون لها كامل الصلاحيات بالاتصال والتواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية فيما يتعلق بإدارة المخيمات وعمل اللجان الشعبية.
كما دعا القرار إلى إعادة تشكيل هيكلة اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية ، مع مراعاة شروط التمثيل العادل والشامل لجميع القوى والفصائل الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير. الكفاءة والنزاهة والالتزام الوطني لدى الأعضاء. إشراك المرأة والشباب والكفاءات والفاعليات المجتمعية والمدنية داخل المخيمات.
السلاح الفلسطيني
وفي الملف الثاني، أبلغت مصادر فلسطينية مسؤولة "النشرة"، أن ملف سحب سلاح المخيمات لم يطرأ عليه أي جديد، وهو يراوح مكانه بين الإصرار اللبناني على سحبه دون تراجع، وبين إسقاط المهل الزمنية التي أُعلن عنها سابقًا، بعد تأجيل تنفيذ المرحلة الأولى التي كانت مقررة منتصف حزيران 2025 من ثلاث مخيمات في بيروت، هي: شاتيلا، وبرج البراجنة، ومار الياس.
وعاد السلاح الفلسطيني إلى واجهة الاهتمام بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان في 21 أيار الماضي، حيث اتفق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على بدء العملية ضمن خطة متدرجة تُنفَّذ على مراحل، وتهدف إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها المخيمات، وعلى حصر السلاح بيد الدولة.
وأوضحت المصادر أن جملة من الأسباب جعلت الملف يراوح مكانه، ومنها انتظار التوافق الفلسطيني على موقف موحّد، بعدما طرح تحالف القوى الفلسطيني والقوى الإسلامية وأنصار الله والجبهة الشعبية رؤية مشتركة تقوم على مقاربة شاملة لقضايا اللاجئين إنسانيًا، وقانونيًا، وسياسيًا، وعدم حصرها بالجانب الأمني، دون التطرّق مباشرة إلى مسألة "سحب السلاح"، بل "تنظيمه وضبطه" من خلال "القوة الأمنية المشتركة"، وبإشراف "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وبالتنسيق مع الجيش اللبناني ومخابراته. بينما جرى تشكيل لجان مشتركة بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية.
وثالث الملفات، مع مراوحة السلاح مكانه بانتظار التوافق الفلسطيني الداخلي من جهة، ومع الجانب اللبناني من جهة أخرى، عبر استكمال الزيارات وعقد اللقاءات لمناقشة كل التفاصيل والآليات، لفت الانتباه التوترات الأمنية المتنقلة التي شهدتها بعض المخيمات الفلسطينية بدءًا من شاتيلا في العاصمة بيروت، مرورًا بعين الحلوة في منطقة صيدا، وصولًا إلى البرج الشمالي في منطقة صور.
وأوضح مسؤول فلسطيني بارز لـ"النشرة" أن هذه الحوادث الأمنية لا تعدو أكثر من كونها إشكالات فردية أو انتقامية، وتخلّلها إطلاق نار وسقوط ضحايا وجرحى، ولكنها أثارت تساؤلات حول توقيتها وحقيقتها وخلفيتها، خاصةً وأنها تزامنت مع سيلٍ من الشائعات التي حاولت إيقاع الفتنة، وتحدّثت حينًا عن استنفارٍ عسكريّ هنا أو متبادلٍ هناك.
وأكد المسؤول أن القوى الفلسطينية التي أجرت اتصالات وعقدت لقاءات، جدّدت حرصها على حفظ أمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني، وأوعزت إلى عناصرها التحلّي بضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي استفزاز من جهة، وإلى القوة الأمنية المشتركة –حيثما وجدت– باتخاذ إجراءات احترازية لتمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، بانتظار جلاء صورتها في المستقبل القريب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 39 دقائق
- شبكة النبأ
الحق في الحياة عند الإمام الحسين (ع)
الإمام الحسين وأصحابه يوم عاشوراء يلمس منهم الإيمان المطلق ان الموت ليس إلا البداية للخلود في دار الدنيا والآخرة، وان المشروع النهضوي الذي يقدمون عليه يريدون منه إحياء الأمة واستنقاذها من الخنوع والخضوع والعدوان، فكان هذا المشروع بذرة أنبتت سبع سنابل وفي كل منها مئات المصلحين والأخيار والثائرين... المتتبع لخطاب الإمام الحسين (عليه السلام) قبل وأثناء واقعة الطف الأليمة العام 61 هجرية يلحظ وبوضوح انه اقتفى أثر الحق في الحياة ليؤسس له كأحد أهم الحقوق التي من شأنها ان تؤكد الكرامة الإنسانية والكرامة تعد فلسفة تشريعية انطلقت منها ولأجلها العديد من القواعد التشريعية الإسلامية، وإن الحياة الحقيقية ليست مجرد وجود مادي للإنسان، بل هي حياة تبنى على أسس وقيم أولها الحق والعدل وأخرها الاحترام الواجب، وان الدفاع عما تقدم هو الحياة الحقيقية التي قوامها الحقيقة الأزلية بخلافة الإنسان للأرض وما عليها وتكريمه على سائر المخلوقات ليتمكن من العيش بسعادة مع الآخرين. ولذا يذكرنا الإمام الحسين بالقدر المحتوم فيقول (خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ وَمَا أَوْلَهَنِي إِلَى أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ وَخُيِّرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ كَأَنِّي بِأَوْصَالِي يَتَقَطَّعُهَا عَسَلَانُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَ كَرْبَلَاءَ.... ألا مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلًا مُهْجَتَهُ مُوَطِّناً عَلَى لِقَاءِ اللَّهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا فَإِنِّي رَاحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ). بهذه الكلمات يرسم الحسين خط الحياة ومسار الموت وحتميته ولكل مجتهد نصيب فمن اجتهد في مرضاة الله جعل الحق في الحياة من أقدس المقدسات ومن زاغت به القدم إلى الباطل والطغيان كان الاعتداء على هذه القيمة أهون عليه من شربة ماء، إذ يعطي الإمام الحسين (عليه السلام) بكلامه أنفاً درسا بليغاً مضمونه ان الانتصار العسكري قد يتأخر ولكن التخطيط المتقن من شأنه ان يجعل صاحبه يكسب الحرب ولو خسر معركة من معاركها، ولذا انتصر المبدأ السامي بتقديس الحق والعدل على الظلم والجور والبغي الذي مثله معسكر الأمويين في كربلاء حيث يقول عليه السلام (إِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَالْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً)، وكيف لا يكون كذلك وهو ابن الرسول الأعظم الذي يقول بشأن تمسكه بالحق والعدل والإيمان حين جرت مساومته من كفار قريش فقال (واللَّهِ لَوْ وُضِعَتِ الشَّمْسُ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرُ فِي شِمَالِي مَا تَرَكْتُ هَذَا الْقَوْلَ حَتَّى أُنْفِذَهُ أَوْ أُقْتَلَ دُونَهُ)، لذا ورد في الأثر ان الإسلام محمدي الوجود والتأسيس حسيني البقاء والاستمرار ويعد ما تقدم مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (حُسَيْنٌ مِنِّي وَ أَنَا مِنْ حُسَيْن). والمتأمل بكلام الإمام الحسين وأصحابه يوم عاشوراء يلمس منهم الإيمان المطلق ان الموت ليس إلا البداية للخلود في دار الدنيا والآخرة، وان المشروع النهضوي الذي يقدمون عليه يريدون منه إحياء الأمة واستنقاذها من الخنوع والخضوع والعدوان، فكان هذا المشروع بذرة أنبتت سبع سنابل وفي كل منها مئات المصلحين والأخيار والثائرين ممن أناروا الدروب بتضحياتهم الجسام في سبيل الحق والعدل يقول الله تعالى في محكم كتابه المجيد ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))، وكان موقف الحسين عليه السلام ترجمة لقول الله تبارك وتعالى بوصفه الأولياء الذين ثبتوا في ساحات الشرف ((يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي)). أراد أبو عبد الله ان يربي المجتمع على الفضيلة والدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة ولو وصل الأمر إلى المنازلة الحربية كيف لا والقرآن لا يتحدث عن الموت المحتم للإنسان فحسب بل يمكن ان يكون الموت للأمة أو المجتمع فكيف للأمة ان تعيش بالذل أو الهوان والله أراد لها ان تعيش بكرامة يقول الله تعالى ((ولِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُون)) فحياة الفرد والأمة حقيقة قرآنية وإسلامية، بعبارة أشد وضوحاً لا انفكاك بين الفرد والمجتمع وحياة الفرد والمجتمع مرتبطتان وبما ان الفرد هو أصغر لبنة في تكوين المجتمع فلابد ان تكون هذه اللبنة مبنية بشكل عقائدي واجتماعي واقتصادي سليم ليعيش حياته الفردية والاجتماعية بشكل سليم وإلا ان أصابه الانحراف وسيتبعد عن عالم القيم الحقة إلى عالم الطغيان أو القبول بالطغيان والعدوان على الآخرين. وتجلى ما تقدم في كربلاء فالبعض في معسكر الأمويين كان مغلوباً على أمره في ظاهر الحال لذا أراد الحسين عليه السلام ان يرفع عنهم هذه الظلامة الظاهرية ويضعهم أمام ضمائرهم ان كانت حية ليتذكروا ان العدوان حرام ولو على غير المسلم، فكيف بك والمعتدى عليه جزء لا يتجزأ من جسد وروح وفكر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وان عدوانهم على حياته سيفتح الباب أمامهم للعدوان على الآخرين إذ يقول لهم ((يا أمة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته، أما إنكم لا تقتلون رجلا بعدي فتهابون قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة)). فالموت في سبيل الحق غاية عند الحسين أدركها فكانت سبب خلوده فهو بحق رجل المبادئ الإنسانية الحقة، ومن القيم التي أرساها الحسين عليه السلام في عاشوراء ان الأصل هو الحق في الحياة، بيد ان تزاحم الأولويات من شأنه ان يعيد ترتيب سلم الأولويات وان شيوع الظلم والانحراف من شأنه ان يبرر طلب الموت في سبيل إحداث الإصلاح، وذلك ليس بجديد إذ افتخر الشعراء العرب سابقا قبل الإسلام وكذلك الفرسان والكرام بطلب الموت في كونه يمثل أيقونة الشجاعة والبطولة والإقدام، يقول شاعر قبل الإسلام ((فإنْ كُنتَ لا تسطيعُ دَفْعَ مَنِيّتي فَدَعْني أُبادِرْها بما مَلَكَتْ يدي))، وبعد الإسلام اكتسب المعنى المتقدم طابعاً عقائدياً حين يكون في سبيل العقيدة يقول الله تعالى في ذلك ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ)) وان الشهادة لا تمثل قيمة دنيوية كالشجاعة والإقدام فحسب بل إنها درجة سامية لا ينالها إلا ذو حظ عظيم. ولقيم الحياة في منهج الحسين عليه السلام الحضور الأوفى، حيث بادر الإمام الحسين في يوم العاشر زما قبله بالعديد من التصرفات التي تدل وبما لا يدع مجالاً للشك انه عليه السلام يقدس الحياة ويكره العدوان عليها ومنها: أولاً: رفض البدء بالقتال والعدوان: حيث عرض عليه بعض من كان معه الإجهاز على جيش الكوفة حين كان يتجمع بالقرب من معسكر الإمام الحسين قبل ان يكتمل عديدهم وعدتهم فقال قولته المشهورة (ما كنت لأبدأهم بقتال قط). ثانياً: حسن المعاملة: حيث يحدثنا المؤرخون ان طلائع جيش الكوفة التي جاءت لحرب الإمام الحسين كانت بقيادة الحر بن يزيد الرياحي وحين التقى الفريقان وجد الإمام الحسين أنهم ودوابهم عطشى فأمر أصحابه بسقيهم الماء وترشيف الخيول، ونستفيد من النص ان الإمام كان يحامي حتى عن حقوق الحيوان وليس الإنسان فحسب وما سلوكه المتقدم إلا دليل تفرد هذه الشخصية بالنهج الإنساني المتأصل في نفسه الكبيرة. ثالثاً: الأولوية للسلم والسلام عند الحسين (عليه السلام): إذ بادر عليه السلام إلى فتح باب التفاوض مع الأعداء والاستماع لهم، فقد بعث لعمر بن سعد قبل يوم من الواقعة وتحدث معه ليثنيه عما يريد، وحين نادى الشمر وهو من قادة الجيش الأموي العباس عليه السلام للحديث معه فأعرض عنه، بيد ان الإمام الحسين عليه السلام أمره بالذهاب والاستماع لقوله لقطع الطريق على أي مقولة من شأنها ان تضع معسكر الحق في خانة الشك أو الريبة. رابعاً: النصح والإرشاد للقوم: حيث عمد الإمام الحسين إلى مخاطبة القوم ثلاث مرات قبل بدء المعركة كما سمح لأنصاره وأهل بيته بمخاطبة الأعداء وتذكيرهم بجريرة الأمر الذي يدبرون وما سيؤول إليه مصيرهم في الدنيا والآخرة، ولقد بدء كلامه عليه السلام بالقول ((أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَحَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ، وَإِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)). خامساً: المساواة: فالإمام الحسين لا يميز بين أهل بيته وأنصاره ولأي سبب كان إذ كان فيهم النصراني والعبد الأسود والسيد الشريف وشيخ العشيرة أو سيد القوم ومن عامة الناس ولم يكن في سلوكه إزاءهم أي استثناء وما حصل مع الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي وجون عليهما السلام إلا مصداق لما تقدم. سادساً: الصفح: اعتاد الإمام الحسين ان يصفح عمن أساء أو اعتدى ان تاب وعاد إلى درب الهداية والرشاد حيث لم ينكل بالحر الرياحي حين عاد إلى الحسين تائباً وقد أطرق برأسه حياءً فلم يوبخه أو يرفض توبته بل كان له شرف السبق بالشهادة بين يدي الإمام الحسين ثم أبنه الإمام بالقول سمتك أمك الحر وأنت حر في الدنيا والآخرة. .......................................... ** مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات/2009-Ⓒ2025 هو أحد منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية مهمته الدفاع عن الحقوق والحريات في مختلف دول العالم، تحت شعار (ولقد كرمنا بني آدم) بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب. ويسعى من أجل تحقيق هدفه الى نشر الوعي والثقافة الحقوقية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني، والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات بواسطة الطرق السلمية، كما يقوم برصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات، ويدعو الحكومات ذات العلاقة إلى تطبيق معايير حقوق الإنسان في مختلف الاتجاهات...


شبكة النبأ
منذ 41 دقائق
- شبكة النبأ
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (١٠)
أَسَّسَ المُشرِّع كُلَّ شيءٍ في حياةِ الإِنسان على الحُريَّة بِدءاً من العقيدةِ وليسَ انتهاءً بالسُّلوكيَّات وقرَنَ المسؤُوليَّة مع حريَّة الإِختيار وتلكَ هي فلسفَة الخَلق، فأَنتَ حرٌّ إِذن أَنت مسؤُولٌ، والعكسُ صحيحٌ كذلكَ فأَنتَ عبدٌ إِذن أَنتَ غَير مسؤُول إِلَّا إِذا كانت عبوديَّتكَ من اختيارِكَ كأَن تختارَ العبوديَّة للمال... عاشوراء معاييرٌ وأَبرزها [الحريَّة] فهي الأَساس وحجَر الزَّاوية لكُلِّ شيءٍ [الدِّين والأَخلاق والسُّلوك والعِبادات] وكُلَّ شيءٍ. ولذلكَ قالَ الحُسين السِّبط (ع) مُخاطباً جيشَ البغي (إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ وكُنتُم لا تَخَافُونَ المَعَاد فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي دُنْياكُمْ) لأَنَّ الحُرَّ لا يفعَل ما فعلُوهُ البُغاة من جرائِمَ في كربلاء، أَمَّا باسمِ [الدِّين] فقَد يفعلَها المُتستِّر بعباءَتهِ وأَكثر! وها نحنُ نرى ونسمَع ونقرأ ونُتابع أَفعال [المُتديِّنينَ] من قتلٍ وذبحٍ وسبيٍّ للنِّساءِ وفسادٍ وسرِقةٍ للمالِ العامِّ وتعدٍّ على حقُوقِ النَّاس، وما أَفعالُ [الجَماعات الإِرهابيَّة السَّلفيَّة التَّكفيريَّة] الشَّنيعة المُغطَّاة بالفَتاوى [الدِّينيَّةِ] ببعيدةٍ عنَّا. فالتديُّن الذي لا يقُومُ بناءهُ على حُريَّة الإِختيار فهوَ نِفاقٌ! والأَخلاقُ التي يضطرُّ المرءُ لتقمُّصِها في المُجتمعِ نِفاقٌ! ولذلكَ فعندَما وصفَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) أَنواع الذينَ يعبدُونَ الله تعالى قالَ (إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّه رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّه رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّه شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الأَحْرَارِ). وما خلا الأَخيرة فإِنَّها تُنتِجُ [تديُّناً] يلفَّهُ الكثير مِن الشكِّ والرِّيبةِ وعدمِ اليقينِ، فلَقد سَمِعَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) رَجُلًا مِنَ الْحَرُورِيَّةِ يَتَهَجَّدُ ويَقْرَأُ فَقَالَ (نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ صَلَاةٍ فِي شَكٍّ). حتَّى الصَّبرُ إِذا لم يعتمِد حريَّة الإِختيار فإِنَّهُ ينهار في أَوَّل إِختبار كما يقولُ (ع) (مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الأَحْرَارِ وإِلَّا سَلَا سُلُوَّ الأَغْمَارِ). لقد أَسَّسَ المُشرِّع كُلَّ شيءٍ في حياةِ الإِنسان على الحُريَّة بِدءاً من العقيدةِ وليسَ انتهاءً بالسُّلوكيَّات وقرَنَ المسؤُوليَّة مع حريَّة الإِختيار وتلكَ هي فلسفَة الخَلق، فأَنتَ حرٌّ إِذن أَنت مسؤُولٌ، والعكسُ صحيحٌ كذلكَ فأَنتَ عبدٌ إِذن أَنتَ غَير مسؤُول إِلَّا إِذا كانت عبوديَّتكَ من اختيارِكَ كأَن تختارَ العبوديَّة للمالِ أَو السُّلطةِ أَو للزَّعيمِ الفاسِد!. ولذلكَ رفضَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) كُلَّ أَشكال العبوديَّة والتَّنازل عن الحريَّة بأَيِّ شكلٍ من الأَشكال وفي كُلِّ الظُّروفِ، فرفضَ تنازُل المرء عن حريَّتهِ لصالحِ غيرهِ بقولهِ (ع) (لا تكُن عبدَ غيرِكَ وقَد جعَلكَ الله حُرّاً) كما رفضَ أَن يتنازلَ أَحدٌ عن حريَّتهِ لصالحِ الطَّمعِ مثلاً كما في قولهِ (ع) (لا يَسترِقَّنَّك الطَّمعُ وقَد جعَلكَ الله حُرّاً) فـ (أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ) كما يقُولُ (ع). فليسَ بالضَّرورة أَن تكونَ عبداً لأَحدٍ فقد تكونُ عبداً لنفسِكَ الأَمَّارة بالسُّوء أَو لشهَواتكَ وشُهرتِكَ أَو يسترقَّنَّكَ الطَّمعُ بالمالِ أَو الجنسِ أَو السُّلطةِ أَو النُّفوذ أَو حبِّ الجاهِ أَو أَيِّ شيءٍ آخر. ولأَنَّ أَصلَ الإِنسان حُريَّتهُ حتَّى قبلَ دينهِ وعقيدَتهِ وسلوكهِ لذلكَ ثبَّتَ المُشرِّع هذا الأَساس ورفضَ لأَيِّ أَحدٍ أَن يتنازلَ عنهُ لأَنَّ التَّنازل يُدمِّر المنظُومة برُمَّتِها. يقولُ تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) و (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) و (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) و (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) و (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيؤُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ) و (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ). فإِذا كانَ المُشرِّع قد ضمِنَ لعبادهِ الذينَ خلقهُم حريَّة الدِّين والعقِيدة والإِيمان فكيفَ يُجيزُ البشَر لأَنفسهِم تحديد حُريَّة الإِنسان في ذلكَ؟! من سمحَ لهُم أَن يبنُوا علاقاتهُم الإِجتماعيَّة وسلوكيَّاتهِم اليوميَّة معَ بعضهِم على أَساس الدِّين والعقِيدة والإِيمان؟! ثُمَّ يُفتِّشُوا في عقائدِ النَّاسِ فهذا مُؤمِنٌ والآخر كافِرٌ!. ثمَّ، إِذا كانت حُريَّة العقِيدة مُصانة بتشريعٍ سماويٍّ فما بالكَ في الأُمورِ الأُخرى التي تأتي في الدَّرجةِ الثَّانيةِ بعد الإِيمان مهْما عَلا شأنها؟!. إِنَّ حماية الإِنسان لحريَّتهِ وعدم التَّفريط بها والتَّنازلِ عنها لأَيِّ سببٍ من الأَسباب واجبٌ عينيٌّ وهوَ الأَمرُ الذي يتطلَّب العمَل بشرُوطِ الحريَّة ومقوِّماتها لحمايتِها وإِلَّا…كما يقولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) (مَنْ قَصَّرَ عَنْ أَحْكامِ الْحُرِّيَّةِ أُعيدَ إِلى الرِّقِّ). وما أَعظَمها من مُعادلةٍ عميقةِ المُحتوى!. وبرأيي فإِنَّ حماية الحريَّة مسؤُوليَّة عينيَّة تنطلِقُ من سُؤَالٍ؛ - هل أَنَّكَ تقرأ كِتاباً وتكتُب مقالاً وتُعبِّر عن رأيِكَ وتُفكِّر وتتأَمَّل في الحوادثِ بحُريَّةٍ وبقناعَاتكِ الذاتيَّة التي تبني بها الرَّأي والمَوقف؟! أَم أَنَّك تفعَل كُلَّ ذلكَ كالمُستأجرَة أَو تحتَ الضَّغط والإِكراه أَو استسلاماً لرَغباتٍ أَو إِرضاءً لزيدٍ أَو حُبّاً بعمرُو أَو خجلاً من أَو مُجاملَةً لـِ [الجماعة]؟!. إِذا كُنتَ تفعَل كُلَّ ذلكَ بحريَّةٍ فواظِب على ذلكَ أَمَّا إِذا شعرتَ بأَنَّ يداً خفيَّةً تتحكَّم بكَ فاقطَعها فَوراً ولا تدَعها تتمدَّد وتُسيطر وتتحكَّم!. - هل أَنَّكَ تميلُ لهذا الزَّعيم وترغَب بذاكَ القائِد وتتَّبع ذلكَ الفقِيه بحريَّتكَ وبإِرادتكَ وباختيارِكَ المبني على القَناعاتِ الثاَّبتة والرَّاسخة؟! أَم أَنَّ أَحداً خلفَ السِّتار يدفعَكَ لهذا على ذاك أَو أَنَّك تفعل كُلَّ ذلكَ بسببِ طمعٍ في مالٍ أَو جاهٍ أَو منصبٍ أَو للإِستعراضِ والتودُّدِ؟!. إِذا كانَ الأَمرُ بإِرادتكَ الحُرَّة فاستمِر على ما أَنتَ عليهِ وتوكَّل على الله وإِلَّا، فالحذَر الحذَر من الشَّيء الذي يُرعِبكَ لتختار ويُرهِبكَ لتفتحَ النَّار ويُغريكَ لتقتفي الأَثر، وأَنتَ نائِمٌ مُخدَّرٌ لا تدري ما يُرادُ بكَ ولكَ!. - ولاءاتكَ، هل تختارَها بكاملِ حريَّتك وبقناعاتكَ الشخصيَّة؟! أَم أَن هناكَ مَن يختارَها لكَ أَو يفرضَها عليكَ فرضاً أَو أَنَّكَ تختارها متأَثِّراً ومحكوماً بالأَجواءِ أَو ما يُسمَّى بـ [الشَّعبويَّة]؟!. إِذا كنتَ أَنت الذي تختارَها بقناعةٍ بعدَ تمحيصٍ وتدقيقٍ وتثبُّتٍ فأَنتَ حرٌّ، وإِلَّا فأَنتَ عبدٌ ينبغي عليكَ الإِنتباه لنفسِكَ حتَّى لا تُسترَق!. القربُ والبعدُ عن عاشوراء، إِذن، يُقاسُ بسِعَةِ حُريَّتكَ وحجمِ وعُمقِ إِرادتكَ، فكُلَّما كبُرت كُلَّما اقتربتَ من كربلاء والعكسُ هوَ الصَّحيح فكُلَّما ضاقَ مجال حُريَّتك وتقلَّصَت إِرادتك كُلَّما ابتعدْتَ عن عاشُوراء، فهيَ معاييرٌ وليست شِعارات!.


صيدا أون لاين
منذ ساعة واحدة
- صيدا أون لاين
الحوثيون للإسرائيليين: لن تناموا بهدوء
قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصارالله نصر الدين عامر، إن على "الصهاينة التوجه إلى الملاجئ فمن يعتدي على غزة وعلينا لن ينام بهدوء"، في تعليق على هجوم صاروخي يمني استهدف إسرائيل. وتابع في منشور على "أكس" إن على "الصهاينة التوجه إلى الملاجئ وترك النوم فمن يعتدي على غزة وعلى اليمن لا يجب أن ينام بكل هدوء، غزة ليست وحدها واليمن لا ينام على ضيم.. العدوان الصهيوني لم ولن يستطيع إيقاف الضربات اليمنية على عمقه ولن تمر سفينة واحدة من منطقة عمليات قواتنا المسلحة.. لن تتوقف عمليات اسناد غزة إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عنها بإذن الله". وقال: "بفضل الله مشاهد توثق وصول الصاروخ إلى هدفه من دون اعتراض وسط فشل كامل للدفاعات الجوية الصهيونية والأمريكية.. اليمن بفضل الله يتقدم في الدفاع والهجوم والقادم مختلف بإذن الله إذا لم يتوقف العدوان على غزة". وجاء الهجوم الصاروخي للحوثيين على إسرائيل ردا على غارات إسرائيلية استهدفت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة الكهرباء المركزية رأس الكثيب في اليمن. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة لأنصار الله العميد يحيى سريع إن "القوات الجوية اليمنية تتصدى في هذه الأثناء للعدوان الصهيوني على بلدنا".