logo
اعتقال إسرائيلي بتهمة التجسس لصالح إيران ومحاولة اغتيال وزير الجيش

اعتقال إسرائيلي بتهمة التجسس لصالح إيران ومحاولة اغتيال وزير الجيش

معا الاخباريةمنذ يوم واحد

تل أبيب- معا- كشفت السلطات الإسرائيلية، يوم السبت، عن اعتقال شاب إسرائيلي يبلغ من العمر 24 عامًا، يُدعى روي مزراحي، بتهمة التجسس لصالح إيران.
الاعتقال بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، جاء في إطار مؤامرة مزعومة لاغتيال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس. حيث اتهم مزراحي بـ"مساعدة العدو في زمن الحرب"، وذلك بعد القبض عليه في أبريل 2025.
تشير التفاصيل إلى أن مزراحي قام بوضع متفجرات شديدة الانفجار بالقرب من منزل وزير الجيش يسرائيل كاتس، وكانت هذه المتفجرات معدة للانفجار عند مرور الوزير بالقرب منها.
ووفقًا لتقرير بثته القناة الثانية عشرة التلفزيونية الإسرائيلية، الاستخبارات الإيرانية كانت "على وشك النجاح" في تنفيذ هذه العملية.
وأفادت الصحيفة، أن مزراحي تم تجنيده من قبل عناصر إيرانيةعبر تطبيق "تلغرام"، حيث تواصل مع عميل إيراني يُدعى "أليكس".
كما قام مزراحي بتجنيد صديقه ألموغ أتياس، وهو أيضًا يبلغ من العمر 24 عامًا ويقيم في مدينة نيشر قرب حيفا.
وبحسب التقرير، نفذ الاثنان مهام تجسسية شملت تصوير مواقع حساسة، بما في ذلك مقر جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، وتسليم هذه الصور إلى العميل الإيراني.
وأشارت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك جهاز الشاباك والشرطة، إلى أن التحقيقات كشفت عن تورط مزراحي وأتياس في أنشطة أمنية خطيرة، حيث كانا على علم بأن أفعالهما قد تضر بأمن الدولة.
ومن بين المهام التي أوكلت إلى مزراحي، شراء هاتف محمول جديد وتثبيت تطبيق خاص للتواصل مع مشغليه الإيرانيين، بالإضافة إلى نقل حقيبة مدفونة تحتوي على عبوة ناسفة من موقع إلى آخر، كما استأجر مزراحي سيارة لتنفيذ هذه المهمة وسافر إلى كريات ملاخي لدفن الحقيبة قبل أن يتم القبض عليه.
وأكد وزير الجيش يسرائيل كاتس، في تعليقه على الحادثة، أن هذه "المؤامرة الإيرانية" تم إحباطها بفضل جهود الأجهزة الأمنية، مشددًا على أنه "لن يتراجع أمام أي تهديد" وسيواصل عمله لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وتأتي هذه القضية ضمن سلسلة من الاعتقالات التي أعلنت عنها السلطات الإسرائيلية منذ سبتمبر 2024، حيث تم توقيف العديد من الأفراد بتهم التجسس لصالح إيران، بما في ذلك محاولات لجمع معلومات عن شخصيات أمنية بارزة وقواعد عسكرية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تاريخ النشر: 30 حزيران 2025
تاريخ النشر: 30 حزيران 2025

جريدة الايام

timeمنذ 41 دقائق

  • جريدة الايام

تاريخ النشر: 30 حزيران 2025

الذين يصدقون تحليلات الدويري وزملائه يفعلون ذلك لأن «الجزيرة» تمنحهم شعوراً طيباً، لدرجة الإدمان على تحليلاتها؛ شعوراً خفياً براحة الضمير، وإحساساً زائفاً بالعزة، ووعداً وهمياً بالنصر، وتبريراً لتقاعسهم عن فعل شيء حقيقي ومؤثر. والذين يتابعون المثلثات الحمراء وقصص بطولات المقاومين، ومقتل الجنود الإسرائيليين، وتدمير الدبابات.. يفعلون ذلك لأن هذه الأخبار تمنحهم شعوراً جيداً؛ شعوراً يعوّض مشاهد الدمار والخراب ومقتل وإصابة وإعاقة وفقدان ونزوح وتشرد مليوني إنسان فلسطيني في غزة. بل وينسيهم ضياع غزة كلها.. وهذا ينطبق على من يميلون لأي تحليل يجعل إيران منتصرة وبطلة، وكذلك الذين يصفقون لأي محلل يتحدث عن «المسرحية»، وعن هزيمة إيران المنكرة، ودورها المشبوه.. وكما ينطبق على مؤيدي «المقاومة» بلا تحفظ، وعلى معارضي «المقاومة» في كل شاردة وواردة، بسبب وبلا سبب. وأزيدكم من الشعر بيتاً، ينطبق على كل فرد حين يتبنى أي تيار، أو يقبل أي فكرة، أو يؤيد أي طرف، أو يعاديه، أو حتى يشجع فريقاً رياضياً.. المصدر الحقيقي وراء كل ذلك هو الشعور الداخلي. عشرات الآلاف من «المجاهدين» الذين تورطوا في الحرب الأهلية في العراق وسورية وجاؤوا من عشرات البلدان العربية والأجنبية، جاؤوا من آخر الدنيا لأن أجواء الحرب تمنحهم شعوراً جيداً، شعوراً يجعلهم يقترفون جرائمهم بضمير مرتاح، وكل ما عليهم استبدال كلمات القتل والاغتصاب والسرقة بمسميات دينية. الذين يتصدقون على الفقراء يفعلون ذلك لأن التصدق يمنحهم شعوراً طيباً، يشعرون بأنهم نالوا الأجر، وسينالون مقابل صدقاتهم قصراً في الجنة، بدليل أنهم لا يتصدقون إلا في رمضان، ولا ينتبهون لوجود فقراء إلا في رمضان.. لأن الأجر في هذا الشهر مضاعف. والذين يفعلون الخير ويتبرعون بأموالهم وجهدهم (دون دافع ديني، ولا طلباً لأجر) يفعلون ذلك لأن التطوع أو التبرع يمنحهم شعوراً طيباً، وإحساساً بالرضا عن الذات. المرأة حين تمنحها هرموناتها شعوراً إيجابياً مُرضياً تمنح نفسها وروحها لشريكها، وحين ينتكس شعورها تمتنع حتى عن مناولته ملعقة، أو تقريب طبق الأرز باتجاهه.. والرجل حين يتكدر مزاجه وتغلب عليه مشاعر الإحباط والسلبية يغدو عدوانياً نزقاً ولا يُطاق. الأب الذي يضرب ابنه، والمعلم الذي يعنّف طلبته يفعل ذلك بدافع الشعور بالغضب، ثم يأتي عقله ويبرر له فعلته، بأنها بدافع الحب ومن أجل التربية. المحقق الذي يعذب المعتقل أو المشبوه يفعل ذلك ليس بهدف انتزاع معلومة، أو الوصول إلى الحقيقة، أو لفك ملابسات قضية غامضة.. يعذب ويضرب ويقتل لأن ذلك يمنحه شعوراً بالرضا وربما المتعة. الجندي وهو يقتل أعداءه يفعل ذلك بدافع الشعور بالكراهية والرغبة في الانتقام وإشفاء الغليل، ثم يقول إنه من أجل الحق والعدالة والحرية، أو في سبيل الله. والشرطي الذي يتعسف ويتجاوز ويعتدي يفعل ذلك بدافع الشعور بالكبت والغضب ثم يقول إنه من أجل سيادة القانون، والوزير والمدير العام يتلذذ بالتحكم في موظفيه والتنكيد عليهم ثم يقنع نفسه أنه فعل ذلك للمصلحة العامة. والذي يجادلك بعصبية، ويحاول جاهداً إثبات صحة رأيه، وتسفيه رأيك المخالف له يفعل ذلك ليس بهدف الفهم، أو الوصول إلى قواسم مشتركة.. هو مستعد لطحنك وإخراجك من الملة للحصول على الشعور بالتوازن الداخلي، فمجرد وجود فكرة معارضة لما هو مستقر في عقله يعني هناك مصدر قلق واضطراب وصراع نفسي، وخشية من خسارة سكونه الداخلي.. ولا حل أمامه إلا بالهجوم القوي المضاد على كل ما يقلقه ويشعره بالاضطراب. الشعراء والأدباء والعلماء والفنانون أنتجوا إبداعاتهم ليحصلوا على الشعور بالرضا، أي لدوافع شخصية بحتة، بصرف النظر عن أقوالهم وعن إيمانهم بالقضية التي يطرحونها، والتزامهم برسالة الفن والأدب والعلم.. الشعور هو الأساس، حتى لو تطلب ذلك تحطيم منافسيهم، رغم قناعتهم بأن منافسيهم ربما يقدمون شيئاً عظيماً للبشرية. انضمامك لجماعة أو لحزب، واعتزازك بطائفتك أو قبيلتك عبارة عن استجابة لإحساس وشعور داخلي، ثم يأتي العقل بالتبريرات والتفسيرات وإيهامك أن خيارك صحيح ومنطقي. المسألة كلها تتعلق بالشعور الداخلي، ومن بعد ذلك نضع لها التبريرات والمسوغات، ونجمّلها بالكلمات، ونزيد عليها بالشروح والفلسفات، ونزينها بالشعارات.. الشعور الداخلي هو المحرك الحقيقي، هو الدافع والواعز والبوصلة والمعيار والحكم، وما عدا ذلك قشور وهمية أو افتراضية ابتدعها الفلاسفة والمنظّرون وأصحاب الأيديولوجيات. في واقع الأمر، كل ما تؤمن به، وكل مواقفك الشخصية، وتصوراتك وتوجهاتك، إقدامك على فعل شيء جيد، أو امتناعك عن فعل ما هو سيئ.. جميع ما سبق منبعه شيء واحد اسمه الشعور الداخلي، ومعياره ما يرضيك أو لا يرضيك، أو البحث عن الشعور بالرضا والسعادة. دراسات علمية عديدة أشارت إلى وجود منطقة صغيرة في الدماغ مسؤولة عن الإحساس بالسعادة، وهذه المنطقة تتوهج (أو تنطفئ) كلما تصرف الإنسان على نحو ما، فمثلاً قد يشعر البعض بالسعادة إذا ساعد محتاجاً، أو إذا أدخل الفرحة لقلب بائس.. والبعض قد يشعر بالمتعة وهو يقتل ويعذب ويعتدي على الآخرين.. الدافع في الحالتين هو الشعور، قد يكون الشعور غامضاً (أو أنّ الشخص لم يدركه) لكن تجلياته تظهر في تلك المنطقة الصغيرة من الدماغ.

أين فلسطين بعد توقُّف هذه الحرب؟
أين فلسطين بعد توقُّف هذه الحرب؟

جريدة الايام

timeمنذ 41 دقائق

  • جريدة الايام

أين فلسطين بعد توقُّف هذه الحرب؟

عن سابق وعيٍ وحيطة لم «أُعنون» هذا المقال بسؤال: فلسطين إلى أين بعد هذه الحرب؟ لأن الإجابة عنه تتعلّق بعناصر أخرى ليست على صلةٍ مباشرة بها، في حين إن سؤال: أين فلسطين بعد توقُّف هذه الحرب هو السؤال الذي يضعها في معادلة جديدة أفرزتها هذه الحرب موضوعياً، وبحيث يتحدّد مسار الحالة الوطنية الفلسطينية بالاعتماد على عوامل ليست متوفّرة بعد، وهو الأمر الذي يجعل المصير، والمآل، وحتى الوجهة في طيّ المجهول طالما أنّ الحالة الوطنية لم تنضج بعد في بعدها الذاتي، ولم تتولَّ الحالة الناضجة وطنياً إنضاج بقية عوامل وعناصر توفير ثبات واستقرار وقوّة دفع الوصول إلى مصير وطني محدّد وملموس. ونبدأ هنا بـ»لكن» كبيرة: كيف لنا أن نفهم ما أفرزته هذه الحرب، وما فرضته موضوعياً من تموضع فلسطين في قلب معادلةٍ جديدة إذا لم يكن لدينا فهم، من المفترض أن يكون معمّقاً لسياقها، وأهدافها، لكي يُصار إلى تحديد نتائجها، ومدلولاتها. إذاً لا بدّ أن نبدأ من هنا، ومن هنا بالذات تبدأ الحكاية. هذه من زاوية الإرادة والرغبة الإسرائيلية أسبق على «طوفان الأقصى» بسنواتٍ طويلة، وربما بعدّة عقود، أيضاً. والذي حال دون أن تقدم عليها هي الحسابات الأميركية، وليس الإسرائيلية، والحسابات الأميركية كانت تتمحور في خوفها من تداعيات الحرب على الإقليم، والإقليم النفطي تحديداً، ومن ضياع وتلاشي ما كانت قد حقّقته الولايات المتحدة الأميركية من نجاحات كبيرة على صعيد شقّ كامل الإقليم، وتغذية الصراعات البينية فيه على أسس مذهبية وطائفية، وهي صراعات أرادتها أميركا كأرضية ضرورية سيستحيل عليها أن تربحها من دون هذه الصراعات، إضافة طبعاً لمخاوف أخرى تتعلّق بطرق التجارة الدولية، خصوصاً بعد أزمة الانهيار العقاري 2007، 2008 وهو الأمر الذي «أجبر» باراك أوباما في حينه على قبول وتقبُّل الاتفاق النووي مع إيران. كانت دولة الاحتلال ــ والحق يُقال ــ تحذّر من خطر هذا الاتفاق؛ لأن إيران لن تتوقف عند حدوده إذا جرى أي محاولة للخروج من مسألة البرنامج إلى القدرات الصاروخية والدور الإقليمي لها. منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم كان «الغرب» يريد كبح جماح إيران في مجال تطوير أنظمة الصواريخ، وفي مجال دورها المتزايد تأثيره في دعم حركات المقاومة حتى وصلت الأمور إلى بناء محور نشط في كل من فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن، وتحوُّله إلى «وجع الرأس» الأوّل لدى دول الخليج، ولدى عموم ما يسمّى «محور الاعتدال العربي»، وهو «سنّي» الطابع المذهبي، ومن هناك انطلقت الشرارات الأولى لـ»التطبيع»، وبدأت التحالفات العربية بالتجنُّح نحو دولة الاحتلال في مواجهة العدو المشترك «الجديد»، ومن هناك تبرّعت الأخيرة وتعهّدت بأن تقوم بدور «الحماية» وبدور المزوّد للدول بالخبرات الأمنية الإسرائيلية تحت إشراف ورقابة، ومتابعة أميركا مقابل تحاور العرب «واقعياً» للمسألة الفلسطينية، ورفض الربط ما بين هذه العلاقات الجديدة لدولة الاحتلال وما بين مشروطية حلها. أميركا فشلت في كبح جماح إيران، وازداد «المحور» قوة وقدرة، وزجّت بكلّ قوتها لتدمير سورية والعراق وليبيا والسودان، وهجمت على اليمن، وأدخلت لبنان في أزمات وجودية دون جدوى حقيقية، وكانت النتيجة هي فشل إسقاط سورية، وتعزيز واقع اليمن بسيطرة «جماعة أنصار الله» «الحوثيين» على أكثر من 80% من سكانه وجغرافيته، وأنفق العالم العربي تريليونات متلّلة دون نتيجة باستثناء الحدّ من السيطرة الإيرانية على العراق، وإبقاء السودان وليبيا في حروب لا طائل، ولا مخرج منها، ونجح الجيش المصري في المحافظة على الدولة، وتعزّز دور «حزب الله» اللبناني ودور حركات المقاومة في قطاع غزّة، ولم تنفع الحروب المتتالية في تغيير المعادلات. باختصار كانت إيران هي كلمة السرّ في دور هذا «المحور»، وكانت قواه هي كلمة السرّ في دور إيران إقليمياً. وفي هذه الأثناء كانت إيران تتسلّح وتزداد قوّتها، ويزداد دعمها ومساندتها لـ»المحور». وتطوّرت كثيراً وطوّرت في برامجها الصاروخية، وفي تنمية أبعاد برنامجها النووي، وأصبحت تستند إلى قاعدة علمية وتكنولوجية ما فتئت تتطوّر يوماً بعد يوم حتى تحوّلت بالاعتماد على قواها الذاتية أساساً إلى قوّة عسكرية يُحسب لها ألف حساب، ولديها كلّ أسباب ردع الدولة العبرية، وحتى ردع أميركا عن مهاجمتها. وطوال كل هذه الفترة الزمنية كانت دولة الاحتلال تعدّ العدّة للحرب القادمة، وكانت أميركا تواكب وتنسّق معها كل الخطط، بما فيها «محاكاة الهجوم»، وكانتا معاً تنسّقان تحضير الجبهة الداخلية الإيرانية لليوم الموعود مع إبقاء القرار في واشنطن. العامل الحاسم في دخول الحرب على إيران ووضعه على جدول الأعمال كان «طوفان الأقصى». بهذا المعنى أدّعي هنا أنّ «الطوفان» كان أكبر حماية قدّمها لإيران، وكان بمثابة درع الصدّ عنها في مفارقة تاريخية تحتاج إلى الكثير من الجهد الذهني ليس من باب صحة ذلك من عدمه، وإنّما من باب التعمُّق بالكيفيات التي أحدثها في هذه المعادلة. كانت دولة الاحتلال قد أتاحت إمكانية وقوع «الطوفان» من خلال «قناعة» بنيامين نتنياهو أنّ «حماس» ليست بوارد الحرب، ولا المبادرة بالهجوم، وكانت مخاوفه تتركّز على «حزب الله»، والواقع العربي الراضخ، والانشغال العالمي، خصوصاً الأوروبي بالحرب في أوكرانيا، ومجيء «اليمين» في أميركا إلى الحكم مرّتين، ممثلاً بشخص دونالد ترامب، وكان في المرّة الأولى قد نقل السفارة إلى القدس، وأغدق على دولة الاحتلال بالجولان السوري المحتل، وألغى الاتفاق النووي مع إيران، وتأبّط شرّاً في الدفاع عن دولة الاحتلال في المؤسسات الأممية، ووعد بالمزيد. «الطوفان» أربك الحسابات الأميركية والإسرائيلية بصورة عميقة للغاية. ففي وطوال عهد جو بايدن جرى التغاضي عن كلّ ممارسات دولة الاحتلال في الضفة الغربية، وتمّ استبعاد فكرة «حل الدولتين» من الناحية العملية، ولحقت أوروبا عملياً، أيضاً، بأميركا في «التغافل» المتعمّد عن ممارسات دولة الاحتلال، وقبلت الأخيرة والعرب معهم، وعملياً أوروبا خطّة «الممرّ الهندي» والذي يخرج فلسطين من الجغرافيا السياسية، بعد عقود على محاولات إخراجها من التاريخ عبر تبنّي «الغرب» للسردية الصهيونية للصراع. «الطوفان» أجبر دولة الاحتلال على «تأجيل» معركة إيران، وحدّد أولوية الخطّة على القطاع، ثم انتقلت إلى لبنان بعد دخول الحزب على خطّ المساندة، ثم اليمن والعراق، وكان يعدّ العدّة للانقضاض على سورية. تحطّم جيش الاحتلال الإسرائيلي وأُنهك في غزة، وفقد ثلث معدّاته، وآلاف مؤلّفة من قواته بين قتيل وجريح، ومعوّق جسدياً ونفسياً، وفشل في تحقيق أهدافه، وهرب إلى الجبهة اللبنانية أملاً في تحقيق نتائج حاسمة بالاستناد إلى خطّة «البيجر» وأجهزة اللاسلكي التي كانت قد أعدّت من سنوات، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في المواجهة البرّية، ولم يحصل على وقف إطلاق النار إلّا بسبب أن الحزب قد استنفد كل طاقاته ووصل إلى حافة المغامرة بالدولة اللبنانية كلّها، وهو أمر أجبره في نهاية المطاف على وقف استمرار الدعم للمقاومة في القطاع. حقّقت دولة الاحتلال نجاحات كبيرة في غزة ولبنان، ولكنها ليست حاسمة، ولا توفّر له الانتصار المطلوب، وبقيت صورتها الحقيقية هي صورة الإجرام والإبادة وارتكاب الفظائع، وانتفض العالم كلّه في وجهها. الإنجاز الأكبر كان سقوط سورية في يد المتحوّرين عن «داعش» و»النصرة»، وانهيار جيشها وتسليم سورية كلّها لهيئة الأركان الحربية الإسرائيلية من أجل إبادة مقدّراتها عن بكرة أبيها، بالتعاون التام، والرضوخ الكلّي التركي لهذه الإبادة والتدمير في مشهد لم يسبق له مثيل. هنا وأمام الفشل الأميركي والإسرائيلي بعد أكثر من عشرين شهراً من حرب على الأطفال والنساء والمرافق وافقت أميركا على مهاجمة إيران، علّها تكون الضربة القاضية التي تطيح بالنظام، والذي من خلال سقوطه ستتساقط الحلقة الفلسطينية، وكذلك اللبنانية على طريقة الحلقة السورية لكي يُصار إلى حسم المعركة مع اليمن، وحتى ضدّ ميليشيات العراق الموالية لـ»المحور»، ومن هناك يولد «الشرق الأوسط الجديد». فشلت الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران، ولم يسقط النظام، وحافظت الأخيرة على مقدّراتها وقدراتها، وما تدمّر منها ليس أكثر ممّا تدمّر في دولة الاحتلال، مع فارق خصوصية المجتمع الإسرائيلي وانكشافه لأوّل مرّة أمام الصواريخ الإيرانية واستباحة مدنه وتجمعاته ومراكزه وقواعده. هنا قامت إيران التي كانت تعدّ نفسها لهذه الحرب بإيقاف المشروع الأميركي الإسرائيلي عند حدود طاولة المفاوضات، وليس أمام أميركا ودولة الاحتلال غير طاولة المفاوضات، وفلسطين موضوعياً انتقلت من حرب الإبادة والتهجير و»حرّية» الإجرام الإسرائيلي المفتوح بحقّ شعبها إلى الطرف الذي من دون حل قضيته لن يتسنى لترامب ولا لدولة الاحتلال أن يحافظا على نصف ما أنجزاه، وبكل الأثمان التي دفعوها، خصوصاً الأخيرة التي خسرت كل شيء باستثناء صورة القاتل والمجرم والمنبوذ. أما أميركا فقد انكشفت تماماً وأصبحت من زاوية حقيقة ما هي عليه وحقيقة ما تعانيه، أصبحت مرّة مسلّية، ومرّة مضحكة وغالباً بهلوانية. لقد ثبت لكل عاقل أن أميركا ضربت المفاعلات النووية الإيرانية وهي تعرف مسبقاً أنه لا يورانيوم، ولا مواد مشعة في المفاعلات، حيث يجمع المختصون أنه من المستحيل ضرب مفاعل، والوصول إلى أعماقه، وتدمير اليورانيوم المخصّب فيه بالكمّيات التي تتحدث عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون أن ينتج عن هذه الضربات موجات ذرّية مشّعة قاتلة على مساحات كل منطقة الخليج، وربما التلوّث النووي على مساحات تطال المشرق العربي كلّه. ولهواة المسرحيات والمسرح أقول: إننا سنكتشف قريباً، كلّنا معاً أن المسرحية الوحيدة في هذه الحرب كانت المسرحية التي تحدث عنها ترامب ونتنياهو من قبله ومن بعده عن تدمير البرنامج النووي الإيراني. هذه حرب غيّرت المعادلات، وفلسطين عائدة إلى مركز الصراع. في المقالات القادمة سنحاول استكمال هذه الحقيقة.

عن حرب لم تحدث تماماً
عن حرب لم تحدث تماماً

جريدة الايام

timeمنذ 42 دقائق

  • جريدة الايام

عن حرب لم تحدث تماماً

حرب ناقصة متروكة على العتبة غادرها الجنود والقادة وذهبوا ليحتفلوا في المعابد نزعها القتلى عن أجسادهم المحطمة كما ينزعون معاطف ثقيلة. حرب أنهكتها حروب الطرق وأخطاء الأدلاّء مثل مادة خام تصلح لكل شيء صالحة للنصر والهزيمة للتمجيد والهجاء لطقوس القرابين وأناشيد الجنازات. حرب لم تحدث تماماً ولكنها قادرة على استعادة نواياها. عربة تثير الغبار يقودها إمبراطور سعيد سريع الغضب بلاد تعيد النظر في أشجارها الإمبراطور أخذ كل شيء وترك القتلى على أرضية الغرفة العالم كان هنا قبل قليل بينما نحن نواصل نقل النهار إلى الليل والليل إلى النهار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store