
في عز الحر … آيت أورير تبحث عن قطرة ماء !!…!
المغربية المستقلةمنذ 11 ساعات
المغربية المستقلة : متابعة سيداتي بيدا
في الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة في عدد من المدن الأوروبية إلى حدود 28 درجة مئوية، هبّت مصالحهم المختصة – مشكورة – لرش الشوارع بالماء، ونصبت الرذّاذات في الحدائق والساحات العمومية، وأتاحت المرافق المائية للأطفال والعائلات، في مشهد يرسخ فكرة بسيطة: الإنسان أولاً.
في تلك الدول، لا يُقاس التقدم بعدد ناطحات السحاب، بل بمدى احترام الإنسان في لحظات ضعفه، وبتوفير حاجاته الأساسية من دون مماطلة ولا مفاجآت غير سارة.
أما عندنا، وتحديدًا في مدينة آيت أورير، فقد اختارت الطبيعة أن تختبر صبر السكان على طريقتها الخاصة، حين تجاوزت الحرارة 46 درجة مئوية، بالتزامن مع انقطاع الماء الصالح للشرب يوم الثلاثاء 01 يوليوز 2025. توقيت دقيق، حرارة في السماء وانقطاع في الأرض!
فجأة، تحولت المدينة إلى مسرح يومي لحملة 'ابحث عن قطرة'، مواطنون يتجولون بقنينات فارغة، أطفال عطشى، وأمهات يُقسّمن ما تبقى من الماء بين الشرب والطهي، وكل ذلك في صمت تام لا يُكسر إلا بأنين الشمس و'الخطوات المبللة بالعرق'.
البعض لجأ إلى شراء قنينات الماء من المحلات، رغم أن أسعارها في عز الصيف يمكن أن تنافس بعض الفواتير الشهرية، والبعض الآخر حمل القنينة البلاستيكية إلى أماكن بعيدة حيث 'تُسمع أنباء عن وجود بئر'، فقط ليملأها ويعود بها كمن يحمل كنزًا، ليقاسمها مع أسرته بحساب دقيق يشبه نظام الحصص.
وما يزيد الأمر غرابة – وليس استغرابًا – هو تكرار هذا الانقطاع في نفس الأحياء والمناطق، وفي نفس الفترات تقريبًا. الأمر الذي جعل عددًا من الساكنة يتساءلون عن خلفية هذا التكرار، ويتطلعون إلى تفسير واضح، أو على الأقل، إلى تواصل يبدد الحيرة.
ورغم أن آيت أورير مدينة ذات موقع متميز، وبوابة طبيعية نحو مدينة مراكش السياحية، إلا أن مشهد العطش هذا يُعيدنا إلى تساؤل بسيط: هل يُمكن للساكنة أن تحلم بماء دائم، كما تحلم بظلال الأشجار ونسمات الجبال؟
طبعًا، لا أحد يشكك في نوايا الجهات المعنية، ولا في حرصها على سلامة المواطنين، لكن من حق الناس أن يتمنوا حلاً جذريًا ومستدامًا، بعيدًا عن 'المعالجات التقنية المؤقتة' التي لا تصمد أمام حرارة الصيف، ولا أمام عطش طفل صغير.
الكرامة المائية ليست شعارًا، بل حاجة إنسانية بسيطة. والساكنة لا تطلب المستحيل، فقط تريد أن تفتح الصنبور، فتجد الماء. وهذا، بكل تواضع، حق طبيعي لا يُختزل في المواسم ولا في المناسبات.
ختامًا، تبقى آيت أورير مدينة جميلة، تنبض بالحياة، وتتنفس هواء الجبال، وتُطل على مناظر طبيعية تأسر الزائر قبل العدسة. مدينة بدأت تلفت أنظار السياح من مختلف الجنسيات، حيث اختار العديد منهم الإقامة فيها بدلًا من بعض المناطق السياحية الشهيرة بمراكش ونواحيها، لما توفره من هدوء وراحة وجمال طبيعي لا يُزاحم.
لكن… رغم هذا الإقبال المتزايد، ورغم موقعها الاستراتيجي، لا تزال المدينة تعاني من خصاص واضح في أبسط المرافق الأساسية، وكأنها تُركت لتُدبر شؤونها بطريقتها الخاصة. ينقصها الماء، وتنقصها لمسة اهتمام… ذلك النوع من العناية التي تُشعر الساكنة أن مدينتهم ليست فقط ممرًا للسياح، بل موطنًا يستحق أن يُستثمر فيه، ويُبنى على أرضه مستقبل أفضل.
في الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة في عدد من المدن الأوروبية إلى حدود 28 درجة مئوية، هبّت مصالحهم المختصة – مشكورة – لرش الشوارع بالماء، ونصبت الرذّاذات في الحدائق والساحات العمومية، وأتاحت المرافق المائية للأطفال والعائلات، في مشهد يرسخ فكرة بسيطة: الإنسان أولاً.
في تلك الدول، لا يُقاس التقدم بعدد ناطحات السحاب، بل بمدى احترام الإنسان في لحظات ضعفه، وبتوفير حاجاته الأساسية من دون مماطلة ولا مفاجآت غير سارة.
أما عندنا، وتحديدًا في مدينة آيت أورير، فقد اختارت الطبيعة أن تختبر صبر السكان على طريقتها الخاصة، حين تجاوزت الحرارة 46 درجة مئوية، بالتزامن مع انقطاع الماء الصالح للشرب يوم الثلاثاء 01 يوليوز 2025. توقيت دقيق، حرارة في السماء وانقطاع في الأرض!
فجأة، تحولت المدينة إلى مسرح يومي لحملة 'ابحث عن قطرة'، مواطنون يتجولون بقنينات فارغة، أطفال عطشى، وأمهات يُقسّمن ما تبقى من الماء بين الشرب والطهي، وكل ذلك في صمت تام لا يُكسر إلا بأنين الشمس و'الخطوات المبللة بالعرق'.
البعض لجأ إلى شراء قنينات الماء من المحلات، رغم أن أسعارها في عز الصيف يمكن أن تنافس بعض الفواتير الشهرية، والبعض الآخر حمل القنينة البلاستيكية إلى أماكن بعيدة حيث 'تُسمع أنباء عن وجود بئر'، فقط ليملأها ويعود بها كمن يحمل كنزًا، ليقاسمها مع أسرته بحساب دقيق يشبه نظام الحصص.
وما يزيد الأمر غرابة – وليس استغرابًا – هو تكرار هذا الانقطاع في نفس الأحياء والمناطق، وفي نفس الفترات تقريبًا. الأمر الذي جعل عددًا من الساكنة يتساءلون عن خلفية هذا التكرار، ويتطلعون إلى تفسير واضح، أو على الأقل، إلى تواصل يبدد الحيرة.
ورغم أن آيت أورير مدينة ذات موقع متميز، وبوابة طبيعية نحو مدينة مراكش السياحية، إلا أن مشهد العطش هذا يُعيدنا إلى تساؤل بسيط: هل يُمكن للساكنة أن تحلم بماء دائم، كما تحلم بظلال الأشجار ونسمات الجبال؟
طبعًا، لا أحد يشكك في نوايا الجهات المعنية، ولا في حرصها على سلامة المواطنين، لكن من حق الناس أن يتمنوا حلاً جذريًا ومستدامًا، بعيدًا عن 'المعالجات التقنية المؤقتة' التي لا تصمد أمام حرارة الصيف، ولا أمام عطش طفل صغير.
الكرامة المائية ليست شعارًا، بل حاجة إنسانية بسيطة. والساكنة لا تطلب المستحيل، فقط تريد أن تفتح الصنبور، فتجد الماء. وهذا، بكل تواضع، حق طبيعي لا يُختزل في المواسم ولا في المناسبات.
ختامًا، تبقى آيت أورير مدينة جميلة، تنبض بالحياة، وتتنفس هواء الجبال، وتُطل على مناظر طبيعية تأسر الزائر قبل العدسة. مدينة بدأت تلفت أنظار السياح من مختلف الجنسيات، حيث اختار العديد منهم الإقامة فيها بدلًا من بعض المناطق السياحية الشهيرة بمراكش ونواحيها، لما توفره من هدوء وراحة وجمال طبيعي لا يُزاحم.
لكن… رغم هذا الإقبال المتزايد، ورغم موقعها الاستراتيجي، لا تزال المدينة تعاني من خصاص واضح في أبسط المرافق الأساسية، وكأنها تُركت لتُدبر شؤونها بطريقتها الخاصة. ينقصها الماء، وتنقصها لمسة اهتمام… ذلك النوع من العناية التي تُشعر الساكنة أن مدينتهم ليست فقط ممرًا للسياح، بل موطنًا يستحق أن يُستثمر فيه، ويُبنى على أرضه مستقبل أفضل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ ساعة واحدة
- العالم24
حرارة تلامس الخطر.. مدن مغربية في صدارة المؤشر العالمي ومختص يدق ناقوس الإنذار
الحرّ يكتب فصله الجديد في سجل المناخ البريطاني أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، أن شهر يونيو الماضي كان الأشد حرارة في تاريخ إنجلترا منذ بدء تسجيل درجات…


العالم24
منذ ساعة واحدة
- العالم24
حسناء تُدوّن اسمها في تاريخ المناصرة كأول سائقة إسعاف
الحرّ يكتب فصله الجديد في سجل المناخ البريطاني أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، أن شهر يونيو الماضي كان الأشد حرارة في تاريخ إنجلترا منذ بدء تسجيل درجات…


العالم24
منذ ساعة واحدة
- العالم24
شراكة استراتيجية ثلاثية تعزز الابتكار بين ابن طفيل وأفييرو و SIMOLDES
الحرّ يكتب فصله الجديد في سجل المناخ البريطاني أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، أن شهر يونيو الماضي كان الأشد حرارة في تاريخ إنجلترا منذ بدء تسجيل درجات…