
هل حلم الصباح يتحقق؟.. انتبه لـ7 حقائق لا يعرفها كثيرون
هل الحلم في الصباح يتحقق
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف: إن الرؤيا لا علاقة لها بالمكان أو الزمان أو الأشخاص، منوهًا بأنه لا فرق بين الرؤيا قبل الفجر وبعده.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( هل الحلم في الصباح يتحقق ؟)، أن الفرق بين أنواع المنام الثلاثة، وهي الرؤيا والحلم والكابوس، نسميه الفرق الشرعي، منوهًا بأن المنام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، سماها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجعل كل اسم يختص بحالة معينة، فالحلم هو المنام الذي رأيت فيه شيئًا واضحًا ومركبًا وكأنه قصة، لكنه سيئ.
واستشهد بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «الْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهًا بأن به يُعكر الشيطان على الإنسان صفو نفسه الهادئة، فيُلقي له وهو نائم مثل هذه الصور الذي تُسبب له الاضطراب، أما المنام الذي فيه بُشرى وسعادة ونور وراحة، يُسمى رؤيا، وهناك نوعا آخر وهو ما كان ناتجًا من الأمور البيولوجية عند الإنسان، منوهًا بأن بيولوجي يعني الحياة، بمعنى النوم بعد أكل سمين، أو مجهد، وهذا يُسبب الكابوس، والكابوس هو ما يراه الشخص في المنام نتيجة تصرفات جسدية من إرهاق أو هم أو حديث نفس، ويمكن القول أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.
وأشار إلى أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخوفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.
وخلال الفصل فيما إذا كان هل الحلم بعد الفجر يتحقق ؟، نبه على تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثتهم من العلماء، مشيرًا إلى أن الإمام مالك بن أنس كان يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «اتتلاعبون بتراث النبوة».
هل يتحقق الحلم بعد الفجر
روى مسلم ولفظه : ( أتانا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال عندنا ، فاستيقظ وهو يضحك ... ) فذكرت الحديث ، وعند أحمد : ( بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلًا فِي بَيْتِيي .. ) ومعني ذلك : أنه كان ذلك في نوم القيلولة ، وهو نوم نصف النهار ، وكذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قال القيرواني : ولا فرق في حكم العبارة بين رؤيا الليل والنهار ، وكذا رؤيا النساء والرجال" ، وقال المهلب : " لا يخص نوم النهار على نوم الليل ، ولا نوم الليل على نوم النهار بشيء من صحة الرؤيا وكذبها ، وأن الرؤيا متى أُريت فحكمها واحد " شرح صحيح البخاري- لابن بطال.
أما حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ الذي رواه البخاري قَالَ : " كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ ) ، فعند الترمذي: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بنا الصبح أقبل على الناس بوجهه وقال : ( هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ) " ، وعن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : (هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ) " . رواه أبو داود وصححه الألباني، فهذا لأن الليل هو مظنة الرؤيا ؛ لأنه وقت النوم ، وغالب رؤى الناس تكون بالليل .
ما هي الأحلام
ورد أن الأحلام جمع حُلُـم، هناك من عرَّفها على أنها سلسلة من التخيلات التي تحصل لدى الشخص أثناء النوم، وهناك من رأى أنها نشاط تفكيري قد يحدث نتيجة استجابة لمنبهٍ ما أو دافعٍ معيَّن، ولكن ما يتَّفِق عليه الجميع أن الأحلام بشكلٍ عام تأتي أثناء النوم، وهي عادة تكون بارة عن أحداث أو مواقف غير مترابطة وغير منطقية، ولكنها تبدو منطقية بشكلٍ كبير أثناء الحلم، ويلغي هذه المنطقية والترابط استرجاعها من قِبل الشخص بعد أن يستيقظ من نومه ويستذكر الحلم.
أسباب الأحلام
اختلف العلماء بالسبب المباشر الذي يؤدي إلى رؤية الأحلام، ففرويد قال إنها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبا في الواقع، فمن كان يرجو أن يكون غنيَّاً أو أن يتزوَّج امرأة معيَّنة ولا يستطيع تحقيق ذلك في واقعه؛ فإن هذه الرغبات تصبح حقيقة في هذا الحلم الذي يعيشه، ومنهم من قال إنها عبارة عن تذكُّر أحداثٍ سابقة تركت أثراً على نفسية الحالم. ومنهم من قال إنها نتيجة التفكير في موضوعٍ معيَّن كان يشغل بال الحالم قبل النوم، فعند الدخول في النوم تأتيه تلك المسألة على شكل حلم.
تفسير الأحلام
وورد أن دراسة الأحلام ومحاولة تفسيرها ليست بالأمر الحديث، فلقد اهتمت الحضارة السومرية التي هي أقد حضارة عرفتها البشرية بدراسة الأحلام وتفسيراتها. كما كان الإغريق يعتبرون الأحلام هبة من عند الآلهة ترسلها لكشف أمرٍ معيَّن أو إيصال معلومات للبشر أو زرع رسالة معيَّنة في عقل الشخص النائم. في التاريخ الإسلامي؛ اهتم العلماء بالأحلام وتفسيرها، وتحليلها ووضع تقسيمات لها؛ ومحاولة معرفة أسبابها، ومن أهم هؤلاء العلماء والذين كتبوا كُتُباً في تفسير الأحلام ابن سيرين وابن خلدون وابن عربي والنابلسي، وغيرهم الكثير مِمَّن شغلهم هذا المجال.
وفي تقسيم الأحلام، لا نجدُ خيراً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عن الأحلام (إ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ).
وقسَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحلام إلى ثلاثة أقسام، الأول وتُسمَّى الرؤيا، وهي الرؤية الصالحة وتكون من الله سبحانه وتعالى، فيشاهِد الحالم أمراً محبَّباً إليه، وقد يُراد به التبشير بأمرٍ ما أو التحذير من أمرٍ ما. والثاني هو الحلم أي ما يراه النائم من مكروه وهو من الشيطان، ومن السنَّة أن يتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم عند إفاقته وينفث عن شِماله ثلاثاً وينام على جنبه الآخر، وكذلك لا يحدِّثُ به أحداً. أما النوع الثالث فهو حديث النفس، وهي إسقاطات من الواقع تأتي أثناء النوم على شكل أحلام، فهي عبارة عن رغبات مكبوتة أو أماني غير مُحقَّقة لدى الشخص أو مخاوف تنتابه أو أمر يشغل بالهُ بِشِدَّة، فتأتيه أثناء نومه على شكل أحلام وهي مِمَّا لا معنى له ولا تفسير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
هل خروج الريح قبل التسليم من الصلاة بلحظات يبطلها؟.. الموقف الشرعي
أجمع الفقهاء على أن خروج الريح يُعد ناقضًا للطهارة، سواء وقع قبل الشروع في الصلاة أو أثناء أدائها، ويترتب عليه بطلان الصلاة ووجوب إعادتها، إلا إذا كان الشخص مصابًا بعذر شرعي دائم لا يستطيع معه السيطرة على هذا الأمر، كمَن يعاني من سلس دائم في الريح أو عدم استقرار في عضلات الإخراج. وقد تناولت دار الإفتاء المصرية هذه المسألة بوضوح في فتاواها، موضحةً أن القاعدة العامة تفيد بأن من خرج منه ريح أثناء صلاته، بطلت صلاته ولزمه إعادة الوضوء والصلاة، إلا إذا كان ذلك الخروج متكررًا ومستمرًّا بطريقة تُصعّب على المكلَّف أداء العبادة بطهارة كاملة. وفي هذه الحالة تحديدًا، أشار الفقهاء إلى أن الشخص يُعد من أصحاب الأعذار، ومن ثم تسري عليه أحكام خاصة تخفيفًا ورحمة به. فصاحب العذر لا يُطلب منه إعادة الوضوء لكل خروج، بل يكفيه أن يتوضأ بعد دخول وقت كل صلاة، ويؤدي به الفرض والنوافل المرتبطة به، ولا يعاد وضوؤه إلا مع دخول وقت الصلاة التالية، ولو خرج منه شيء أثناء الصلاة أو بعدها، فلا يلزمه إعادة الوضوء ولا الصلاة. ويستند هذا الرأي إلى أصول شرعية وقواعد فقهية معتبرة، أبرزها القاعدة القائلة: "المشقة تجلب التيسير"، والتي تعني أن الأحكام الشرعية تأخذ في الاعتبار قدرة الإنسان وظروفه، ولا تُفرض عليه ما لا يُطاق. كما يُستدل على هذا المنهج بقوله تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وقوله: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وقوله أيضًا: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها". كما أن السنة النبوية الشريفة تؤكد هذا المعنى من خلال قول النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا"، ما يُبرز أن الشريعة قائمة على رفع الحرج وتيسير الطاعة على العباد، لا تعجيزهم أو تحميلهم ما لا يستطيعون. وقد شددت دار الإفتاء على ضرورة أن يفرّق المسلم بين الحالة الطارئة التي تُبطل الصلاة، وبين الحالة المزمنة التي تجعل الشخص معذورًا. فإذا ثبت أن خروج الريح حالة مستمرة لا يستطيع التحكم فيها، فلا حرج عليه في الاستمرار في صلاته بعد الوضوء، حتى لو خرج منه شيء أثناء ذلك، على أن يُجدد وضوءه في وقت الصلاة التالية فقط. وتُعد هذه الأحكام مثالًا حيًّا على رحمة الشريعة الإسلامية وشمولها لمختلف أحوال الناس، حيث تراعى ظروف المكلَّفين وتيسّر عليهم، دون أن تسقط عنهم التكاليف، بل تضع لهم من الوسائل ما يضمن أداءها دون عنت أو مشقة لا تُحتمل.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
استقرار الحالة الصحية للدكتور أحمد عمر هاشم بعد تعرضه لوعكة مفاجئة
طمأن مصدر مقرب من الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، محبيه وتلاميذه على حالته الصحية، مؤكدًا أنها مستقرة تمامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية صباح اليوم، نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة التجمع الخامس. وأوضح المصدر في تصريح لـ 'صدى البلد ' أن الدكتور أحمد عمر هاشم يخضع حاليًا لبعض الفحوصات والتحاليل الطبية الشاملة، للاطمئنان على حالته الصحية بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الأطباء أوصوا ببقائه تحت الملاحظة بالمستشفى لمدة يومين كحد أقصى، لضمان استقرار حالته والاطلاع على نتائج التحاليل بدقة. وأضاف أن الفريق الطبي المتابع لحالة العالم الجليل يتعامل بكامل الحرص، وأن المعطيات الحالية تشير إلى تحسن ملحوظ واستقرار في حالته الصحية، مع التأكيد على ضرورة الراحة التامة خلال الساعات المقبلة. احمد عمر هاشم يتحدث عن الهجرة النبوية وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أن الهجرة النبوية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي محطة خالدة خلود القرآن الكريم الذي وثقها، وقيمها التي أسست لأمة لا تزال تنبض بالحياة. وقال: "إن الهجرة النبوية تعلمنا أن الحق لا يُهاجر، بل يُؤسس، وأن الإسلام لم يقم على السيف، بل على المبادئ. فقد خرج النبي من أحب البلاد إليه، مكة، وهو يقول: «ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت»، ثم ينزل عليه الوحي بقوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ}، لتُصبح الهجرة وعدًا بالنصر، لا فرارًا من الضعف". وأوضح الدكتور هاشم أن الدولة التي أسسها رسول الله ﷺ في المدينة قامت على ثلاثة مبادئ عظيمة: توثيق الصلة بالله ببناء المسجد أولًا، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والتي أثمرت روح الإيثار، والتعدد والتسامح الديني، حيث عقد النبي ﷺ أول وثيقة مواطنة عرفتها البشرية، جمعت المسلمين واليهود والنصارى في كيان مدني موحد. وأضاف: "الهجرة أرست مبادئ العيش المشترك، والعدالة، والسلام، حتى مع المختلفين في الدين، فأعطى النبي أروع نموذج للوفاق الوطني والإنساني، مما نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى". ودعا الدكتور أحمد عمر هاشم الأمة الإسلامية والعربية إلى نبذ الصراعات وتوحيد الصفوف، قائلًا: "أناديكم من منبر الهجرة، أن اطرحوا الباطل، وألقوا السلاح، وعودوا إلى العقل والحكمة، فإن الهجرة كانت فصلًا بين عهد الضعف وعهد القوة، ولهذا أُرِّخ بها، لا بالمولد ولا بالبعثة، كما اختار الصحابة الكرام." ودعا: "نسأل الله الأمن والأمان لمصرنا الغالية، ولسائر بلاد المسلمين، فالأمان هو باب السعادة، ومفتاح الاستقرار، والسبيل لتحقيق ما أسست له الهجرة: أمةً واحدة، قوية، عادلة، ورسالة نورٍ ورحمةٍ للعالمين.


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
أضيئوا أرواح الناس بطيب الكلام.. ماذا تقول الأعضاء للسان كل صباح؟
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وضع لنا قاعدة ذهبية حين قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». وأضاف عبد المعز خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، أن «كلمة واحدة ممكن تبوظ حياة إنسان، تهدم بيتاً، تجرح قلبًا، أو تفتح باب فتنة». وتابع: والجوارح كلها تُخاطب اللسان كل صباح وتقول له: «اتقِ اللهَ فينا؛ فإنما نحن بك؛ فإن - استقمت استقمْنا وإن - اعوججتَ اعوججنا» «رواه الترمذي»، فصلاح الجسد كله مرهون بصلاح اللسان. صلاح حال اللسان وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إن رسول الله قال ﷺ: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكفِّر اللسان؛ فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» [رواه الترمذي، وأحمد]. واستدل بما روي عن أسلم أن عمر رضي الله عنه دخل يومًا على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال عمر: مَه، غفر الله لك. فقال له أبو بكر: إن هذا أوْردني شرَّ الموارد. وأوضح: أن اللسان هو أداة الكلام عند البشر لذا فكلمة الكفر تخرج من اللسان، والقول على الله بغير علم يحدثه اللسان كذلك، كما أن باللسان تتم معاصي الكذب، والغيبة، والنميمة، والاستهزاء. وواصل: كما أن للكلمة التي يحدثها اللسان معنى معجمي نراه في المعاجم، ولكن لها أيضًا حقول دلالية، فلها حقيقة ولها مجاز، ولها مرة ثالثة مردود على السامع يختلف باختلاف شيوع هذه الكلمة في استعمال معين، ويختلف أيضًا بما يسميه علماء اللغويات بالنبر، والنبر The stress هو الضغط أثناء التلفظ بالكلام على مقطع في الفقرة المقروءة، أو على كلمة في الجملة، أو على حرف في الكلمة، وحينئذ فإنك تفهم معنى من هذا النبر يزيد على معناه اللغوي، فلو قلنا لأحدهم عبارة: «أنت مشغول» فيمكن أداؤها بصورة سؤال، ويمكن أداؤها بصورة استنكار، ويمكن أداؤها بصورة ترحُّم، ويمكن أداؤها بصورة إقرار للواقع الذي نشاهده فيه وواصل: وهكذا يقوم النبر بإضافة معنى فوق دلالة اللفظ نفسه، يفهم السامع منه ما لا يفهمه من مجرد الكلمة، ويؤثر فيه ويستقر ذلك التأثير في وجدانه ويترسب مع ما يترسب من عوامل أخرى؛ فيؤدي إلى التحكم في مواقفه من الأشخاص حبًّا أو بغضًا؛ لذلك فإن مردود الكلمة يتجاوز معناها إلى تأثيرات أخرى قد تكون حسنة أو قبيحة. واستطرد: ونرى حديث رسول الله ﷺ وهو ينبّه على هذا المعنى فيقول: «إن أحدكم يتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله عز وجل عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه» [رواه ابن ماجه]. وأكمل: وعن وهب بن مُنَبِّهٍ من حكمة آل داود: «على العاقل أن لا يشتغل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربَّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يصدقونه عيوبه وينصحونه في نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذتها مما يحل ويَجْمُلُ، فإنَّ هذه الساعة عون لهذه الساعات، واستجمام للقلوب وفضل وبُلْغَةٌ. وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنًا إلا في إحدى ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون: عالمًا بزمانه، ممسكًا للسانه، مقبلا على شانه» [شعب الإيمان].