
مخرج هوليودي ينتظر السجن 90 عاما .. ما علاقة نتفليكس ؟
وجاء القرار في جلسة تمهيدية عقدت في نيويورك، حيث أكّد ممثلو الادعاء أن رينش استخدم أموال المنصة العملاقة في استثمارات مشبوهة ومشتريات شخصية فاخرة شملت سيارات رولز رويس وفيراري ومفروشات باهظة، بدلًا من تمويل الإنتاج التلفزيوني كما كان متفقًا عليه.
ورينش -الذي تعود أصوله إلى السويد واعتبر مخرجا واعدا ورمزا هوليوديا- دفعت محاكمته نتفليكس إلى مراجعة أنظمة التمويل والمراقبة بعد ضياع ما يقرب من 55 مليون دولار.
مشروع واعد
عندما وقّعت نتفليكس صفقة حصرية مع رينش عام 2018، كانت تضع ثقتها في عودته القوية إلى الساحة، حيث كان يُنظر إليه في السابق كمصمم بصري موهوب وواعد، ولكنه لم يُقدّم سوى عمل سينمائي رئيسي واحد هو فيلم "47 رونين" (47 Ronin) الصادر عام 2013، والذي حقق إيرادات متواضعة. ومع ذلك، جاءت فكرته الجديدة بطموح أكبر، إذ اقترح مسلسل خيال علمي يدور في مستقبل تتحرر فيه كائنات بشرية اصطناعية من السيطرة. وحمل المشروع في البداية اسم "الحصان الأبيض" (White Horse) قبل أن يُعاد تسميته لاحقًا إلى "كونكيست" (Conquest).
وقد أبرمت الصفقة بطلب إنتاج حلقات متعددة. وعلى مدار العامين التاليين، حوّلت نتفليكس عشرات الملايين من الدولارات لتمويل الإنتاج، ليصل إجمالي المبلغ في النهاية إلى أكثر من 55 مليون دولار. وكان من المتوقع أن ينتج رينش 10 حلقات. وتم توقيع العقود، والاتفاق على المراحل الرئيسية، وحافظت الشركة على نهج سلس وبسيط في إدارة رؤية المخرج، واعتمدت تلبية كل ما يطلبه في حينه دون تأخير.
ولكن مع مرور السنين، لم ينجز سوى القليل. لا حلقات مكتملة، ولا مونتاج أولي، وتم تصوير بعض المشاهد القصيرة التي بلغت حوالي 4-10 دقائق فقط، وكانت تهدف لأن تكون "مقاطع عرض" أو محاولات أولية لإظهار النمط البصري والتقني. وسجلت هذه المشاهد في عدة مواقع مثل البرازيل، أوروغواي، وبودابست، حيث استخدموا مواقع طبيعية وبعض الاستوديوهات لتصوير لقطات قليلة.
ولم يقدم المخرج أي تفسير يرضي القلق الداخلي المتزايد داخل نتفليكس. ومع ذلك، في مارس/آذار 2020، نجح رينش في الضغط للحصول على 11 مليون دولار إضافية، وهي أموال سرعان ما أصبحت محور قضية جنائية.
ملايين مفقودة
كان من المفترض أن يسهم مبلغ الـ11 مليون دولار الإضافي، الذي دفعته الشركة عام 2020، في سد فجوات الإنتاج. وبدلا من ذلك، استخدمه المخرج في مشروعات شخصية ورهانات مالية عالية المخاطر. وفي غضون أسابيع، حوّل رينش الأموال إلى تداول الأسهم والمضاربة، مما أدى إلى خسائر فادحة في فترة وجيزة، فاتجه بعدها إلى العملات المشفرة.
وفي سوق العملات المشفرة، حوّل رينش خسائره إلى مكاسب لفترة وجيزة. وحوّل ملايين الدولارات إلى عملة "دوجكوين" وعملات أخرى خلال ارتفاعها أواخر عام 2020. وبلغت محفظته الاستثمارية ذروتها عند أكثر من 27 مليون دولار، وبدأ بعدها جولة تسوق مجنونة.
وتُظهر الوثائق التي راجعها المحققون وملفات المحكمة نفقات شخصية مذهلة: 5 سيارات رولز رويس، وسيارة فيراري واحدة، ومئات الآلاف أُنفقت على مفروشات الأسرّة، والملابس الفاخرة، والأثاث العتيق، والفنادق الفاخرة. كما خُصص جزء من الأموال للنزاعات القانونية وإجراءات الطلاق. ولم يُستخدم أيٌّ من هذه الأموال لإنتاج المسلسل.
وبحلول عام 2021، أنهت نتفليكس الصفقة. وفي تحكيم خاص، سعت الشركة للحصول على تعويضات. وقضت المحكمة لنتفليكس بتعويض قدره 8.8 ملايين دولار، وحرمت رينش من أي حق في المسلسل. وخلص المحكمون إلى أنه لم تُستكمل أي حلقة أو تُعرض بشكل قابل للاستخدام.
كشف واعتقال
وكان رينش قد اعتقل بواسطة عملاء فدراليين في لوس أنجلوس خلال مارس/آذار 2025. وهو يواجه الآن 7 تهم جنائية، بما في ذلك الاحتيال الإلكتروني وغسل الأموال. وفي حال إدانته، قد يواجه عقوبة السجن لأكثر من 90 عاما.
ودفع المتهم ببراءته في أول ظهور له أمام المحكمة، في حين أكد المدعي أمام المحكمة أن رينش كذب على نتفليكس بشأن تقدم الإنتاج، وحوّل الأموال عمدا للاستخدام الشخصي، وتورط في تحويلات مالية معقدة لإخفاء مسار الأموال. وقد استعانت المحكمة بشهود من العاملين مع رينش وأكد أغلبهم أنه شخصية مضطربة. وتذكر أفراد الفريق من العاملين معه سلوكًا غريبًا، ونوبات غضب مفاجئة، وانسحابًا من الحياة العامة. وقد ازداد عزلته السنوات الأخيرة من المشروع، وفقًا لمقربين منه. وبحسب ما ورد، باءت محاولات عائلته وشركائه للتدخل بالفشل. والتزمت نتفليكس الصمت في أعقاب لائحة الاتهام. وتشير مصادر داخلية إلى أن الشركة أعادت هيكلة كيفية مراقبتها للصفقات الإبداعية الكبيرة.
وكان رينش قد ولد في لوس أنجلوس، ودرس في براون وبوليتسيا كولومبيا، وبدأ حياته المهنية مخرج إعلانات بوكالة (Ridley Scott Associates) المملوكة للمخرج ريدلي سكوت، وحصل على إشادات عالمية عام 2010 بفيلمه القصير "الهدية" (The Gift) الذي فاز بجائزة في مهرجان "كان ليونز" (Cannes Lions)، مهرجان كان الدولي للإبداع، وهو أهم مهرجان عالمي للإعلان والإبداع في مجالات التسويق والتواصل البصري.
وقد مكنه هذا النجاح من العمل على مشاريع ضخمة، ورشح للعمل على فيلم مثل "الفضائي" (Alien) الذي أخرجه ريدلي سكوت، وتطوير فيلم (Logan's Run) الذي أخرجه روبين بيلسبيري، ثم انسحب منهما، ليتولى إخراج فيلمه الروائي الأول "رونين 47" (47 Ronin) بموازنة تجاوزت 175 مليون دولار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 5 ساعات
- السوسنة
سقوط تهم إتلاف لقاحات كورونا عن طبيب أميركي
السوسنة - أعلنت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي، عن أمرها بإسقاط التهم الموجهة إلى طبيب متهم بإتلاف لقاحات كورونا وإصدار شهادات تطعيم مزيفة، وذلك بعد أيام قليلة من بدء محاكمته في قضية أثارت جدلاً واسعاً.وكان جراح التجميل مايكل كيرك مور قد وُجهت له في 2023 اتهامات بإدارة مخطط للاحتيال على الحكومة، تضمنت إتلاف لقاحات كورونا بقيمة تزيد عن 28 ألف دولار، وتوزيع ما لا يقل عن 1937 شهادة تطعيم كاذبة مقابل مبالغ مالية، بالإضافة إلى إعطاء محلول ملحي للأطفال بدلاً من اللقاح.وشهدت المحاكمة التي بدأت في محكمة فدرالية بمدينة سولت ليك سيتي، دعماً من بعض السياسيين المحافظين، حيث طالبت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين بوقف التهم، وهو ما لاقى استجابة من وزيرة العدل التي وصفت موقف مور بأنه لا يستحق عقوبة السجن التي كان مهدداً بها.ويأتي قرار إسقاط التهم في ظل انقسام سياسي حاد حول سياسات مكافحة كورونا، وسط انتقادات توجه إلى وزارة العدل بسبب ملفات أخرى مثل قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين.وفي سياق متصل، أشاد وزير الصحة روبرت إف كينيدي جونيور بمور، معتبراً إياه بطلاً وشجاعاً في معركته، بينما تشهد الولايات المتحدة جدلاً مستمراً حول سياسات التطعيم، لا سيما بعد قرار السلطات الفدرالية عدم التوصية بتطعيم الأطفال والحوامل ضد كورونا. اقرأ أيضاً:


الوكيل
منذ 8 ساعات
- الوكيل
الولايات المتحدة تسقط التهم عن طبيب منهم بإصدار شهادات...
07:18 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أعلنت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي السبت، أنها أمرت بإسقاط التهم الموجهة إلى طبيب متهم بإتلاف لقاحات كورونا وإصدار شهادات تطعيم كاذبة. اضافة اعلان ويأتي هذا الوقف المفاجئ للإجراءات بعد أيام معدودة من بدء محاكمة الطبيب، ما يشكل أحدث بادرة دعم من إدارة الرئيس دونالد ترامب لحركة المشككين في اللقاحات. وكانت وزارة العدل قد وجهت عام 2023 اتهامات إلى جراح التجميل مايكل كيرك مور وثلاثة أشخاص آخرين بـ"إدارة مخطط" للاحتيال على الحكومة. واتهم مور بإتلاف أو التخلص من لقاحات كورونا تابعة للحكومة تزيد قيمتها عن 28 ألف دولار، وتوزيع ما لا يقل عن 1937 بطاقة تطعيم كاذبة مقابل مبالغ مالية. كما اتهم مور الذي يواجه عقوبة بالسجن لعقود، بإعطاء محلول ملحي للأطفال بناء على طلب آبائهم ليعتقدوا أنهم تلقوا لقاح كورونا. وبدأت محاكمة مور هذا الأسبوع في محكمة فدرالية بمدينة سولت ليك سيتي. والثلاثاء صرحت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين المحسوبة على اليمين المتطرف والمؤيدة لترامب، أنها طالبت بوندي بإسقاط التهم الموجهة إلى مور. وكتبت بوندي على منصة اكس "منح الدكتور مور مرضاه خيارا عندما رفضت الحكومة الفدرالية فعل ذلك. لم يكن يستحق سنوات السجن التي كان يواجهها. هذا الأمر ينتهي اليوم".


سواليف احمد الزعبي
منذ 9 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
مئات الطرود من 'أمازون' تتدفق إلى منزلها منذ عام.. أمريكية تدفع ثمن غلطة بائع صيني! (صور)
#سواليف تعيش سيدة من كاليفورنيا تدعى 'كاي' كابوسا حقيقيا بعد أن تدفقت مئات #الطرود غير المرغوب بها من موقع ' #أمازون ' إلى منزلها في سان خوسيه على مدار أكثر من عام. ويعود السبب إلى أن بائعا صينيا على المنصة باسم 'Liusandedian' قام عن طريق الخطأ أو عمدا بتسجيل عنوان منزلها كعنوان لإرجاع منتجاته. وتحتوي #الطرود على أغطية مقاعد سيارات من الجلد الصناعي، تتراكم في فناء منزلها بارتفاع يصل إلى مستوى الصدر، مما جعلها عاجزة عن استخدام موقف السيارات الخاص بها. وتبين أن المشكلة بدأت عندما قام البائع الصيني بتسويق #منتجات غير مناسبة لموديلات السيارات المخصصة لها، مما دفع المئات من العملاء لإعادتها. لكن بدلا من عودتها إلى #الصين، انتهى بها المطاف عند منزل كاي التي لم تطلب أيا من هذه المنتجات. وعلى الرغم من تقديمها العديد من الشكاوى لأمازون، لم تتلق كاي سوى وعود بحل المشكلة دون أي إجراء عملي. وفي محاولة لتهدئة الموقف، عرضت أمازون على كاي بطاقة هدية بقيمة 100 دولار، لكنها صدمت عندما طلب منها التخلص من الطرود بنفسها إما بالتبرع بها أو إعادتها إلى المرسل. ومن المفترض أن يلتزم البائعون الدوليون على أمازون بتوفير عنوان أمريكي صالح للإرجاع، أو إصدار ملصقات شحن مدفوعة مسبقا، أو استرداد المبالغ دون مطالبة العملاء بإعادة البضائع. لكن البائع الصيني تجاوز هذه القواعد باستخدام عنوان كاي الوهمي. وبعد تدخل وسائل الإعلام، تحركت أمازون لإزالة الطرود أمس الأربعاء، مع تأكيدها على أن المشكلة لن تتكرر. وأصدرت الشركة بيانا تعتذر فيه لكاي وتؤكد أنها تعمل على حل المشكلة بشكل دائم. المصدر: