
ردود باهتة على التصعيد الحوثي المميت... وارتفاع التأمين
وفي حين يزداد التهديد الحوثي في البحرين الأحمر والعربي، ارتفعت رسوم التغطية التأمينية على السفن التجارية التي تبحر في هذه المناطق بنسبة وصلت إلى 1 في المائة من قيمة السفينة، وفقاً لما أعلنته كبرى شركات التأمين العالمية، ما يعكس خطورة الوضع وتراجع الثقة الدولية في تأمين هذا الممر المائي الحيوي.
وأسفر الهجومان اللذان نفذهما الحوثيون على سفينتي الشحن «ماجيك سيز» و«إتيرنيتي سي» بين يومي الأحد والثلاثاء الماضيين عن مقتل 3 بحارة على الأقل، وإصابة آخرين، وفقدان 12 شخصاً، وفق بيانات مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس»، المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر.
الحوثيون وزّعوا صوراً لهجماتهم على سفينتين غرقا جراء الهجمات في البحر الأحمر (رويترز)
الهجوم الثاني على السفينة اليونانية «إتيرنيتي سي» التي كانت ترفع علم ليبيريا، اعتُبر تطوراً خطيراً في مسار العمليات الحوثية، لجهة سقوط قتلى وجرحى ومفقودين، حيث أعلنت الجماعة أن العملية نُفذت باستخدام زورق مسير و6 صواريخ باليستية ومجنحة. وتزعم الجماعة أن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، رغم عدم توفر تأكيدات مستقلة.
وعلى الرغم من حجم التصعيد، غابت الردود الصلبة من معظم العواصم العالمية، واكتفى المجتمع الدولي ببيانات مقتضبة، عدا تصريح واضح من المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، وبيان آخر للمتحدثة باسم الخارجية، وتصريح للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ.
في سياق الردود الدولية، أدانت الولايات المتحدة الهجمات الحوثية على سفينتي «ماجيك سيز» و«إتيرنيتي سي»، ووصفتها بـ«الإرهابية وغير المبررة»، مؤكدة أن هذه الأفعال تبرز «التهديد المتواصل الذي يشكله الحوثيون المدعومون من إيران على أمن الملاحة والتجارة في المنطقة».
وجاء في بيان المندوبة الأميركية أن «الولايات المتحدة ملتزمة بحرمان الحوثيين من الموارد التي تموّل أنشطتهم الإرهابية»، مطالبة مجلس الأمن بضرورة العمل على إنهاء العراقيل التي تعيق عمل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني باليمن.
تدين الولايات المتحدة استمرار الحوثيين في زعزعة استقرار المنطقة وتظل ملتزمة بحرمانهم من الموارد التي تدعم أعمالهم وشبكتهم الإرهابية. يواصل الحوثيون إساءة معاملة اخوانهم اليمنيين واحتجاز اليمن كرهينة. إن الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر وتنسيقهم مع إيران لضرب إسرائيل يبرهن... https://t.co/kWO1KOxCeP
— U.S. Embassy Yemen السفارة الأميركية لدى اليمن (@USEmbassyYemen) July 10, 2025
كما وصفت وزارة الخارجية الأميركية في بيان آخر، هذه الهجمات بأنها «تعكس التهديد المتواصل الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري على المستوى الإقليمي».
وقال البيان: «لقد كانت الولايات المتحدة واضحة لناحية أننا سنواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين الإرهابية، التي ينبغي أن يدينها المجتمع الدولي بأسره».
من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إنه يتوقع من إيران أن تمارس نفوذها على الحوثيين في اليمن لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، ونقلت «رويترز» عن الوزير الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في فيينا مع نظيريه الإسرائيلي والنمساوي، يوم الخميس: «نندد بهذه (الهجمات) بأشد العبارات، ونتوقع من إيران أن تمارس نفوذها على الحوثيين لوضع حد لها».
من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن «قلقه البالغ إزاء غرق السفينة إيترنيتي سي»، محذراً من التبعات الإنسانية والبيئية للهجمات البحرية التي تنتهك القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 2722.
بيان منسوب إلى المبعوث الأممي الخاص – هانس غروندبرغ بشأن الوضع في البحر الأحمريعرب المبعوث الأممي للأمم المتحدة إلى #اليمن، هانس غروندبرغ، عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل أنصار الله في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى غرق السفينة التجارية 'إيترنيتي سي' في 8...
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) July 10, 2025
وأكد غروندبرغ أن استهداف السفن يعزز خطر انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع، داعياً جماعة الحوثي إلى «تقديم ضمانات مستدامة ووقف الهجمات فوراً»، والبناء على الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر.
وكانت سلطنة عمان توسطت في اتفاق بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) الماضي، تعهدت فيه الجماعة الحوثية بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب، لكن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.
ترى الحكومة اليمنية أن ضعف مواقف معظم الدول إزاء الهجمات الحوثية يبعث بإشارات خاطئة نحو الجماعة، ويعزز الشعور لدى قادتها بالإفلات من العقاب، بخاصة مع تكرار الحوادث ووضوح نية الحوثيين في مواصلة التصعيد.
وظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبته الأسبوعية، متباهياً بإغراق السفينتين، ووصف ذلك بأنه «درس واضح» لكل شركات النقل البحري التي تتحرك للنقل لصالح إسرائيل، وقال: «لا يمكن السماح لأي شركة تقوم بالنقل لبضائع العدو الإسرائيلي عبر مسرح العمليات المعلن عنه».
صورة تظهر لحظة إنقاذ أحد طاقم السفينة اليونانية الغارقة في البحر الأحمر جراء هجوم حوثي (رويترز)
وشنّ الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر. وأدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، إلى جانب غرق السفينتين الأخيرتين هذا الأسبوع.
كما أدت الهجمات إلى تضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام.
وفي عهد الرئيس جو بايدن أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً سمته «حارس الازدهار» لحماية الملاحة، وشنّت مئات الضربات ضد الجماعة الحوثية قبل أن يستأنفها ترمب في مارس (آذار) الماضي لمدة نحو 7 أسابيع.
ومع عدم قدرة هذه التدابير على وقف هجمات الحوثيين البحرية، كان الاتحاد الأوروبي أطلق مهمة «أسبيدس» في البحر الأحمر مطلع العام الماضي، لحماية السفن، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجماعة كما فعلت واشنطن وبريطانيا.
وبينما تزداد مخاوف المجتمع الشحن الدولي، ويدفع البحارة حياتهم ثمناً لهذه المغامرات، لا تزال الجماعة الحوثية المتحالفة مع إيران تدعي أنها مستمرة في «ردع إسرائيل وحلفائها» تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، غير مكترثة بتكلفة ذلك على اليمنيين أو الاقتصاد العالمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 35 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب عن استخدام بايدن "قلم التوقيع الآلي": لم يكن يعلم شيئاً عما كان يوقعه
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، استخدام الرئيس الأميركي السابق جو بايدن القلم الآلي للتوقيع بأنه "فضيحة مروعة"، معتبراً أنه "لم يكن على علم بما يُوقع". وكان بايدن قد ذكر في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد، في رده على سؤال بشأن مزاعم عجزه أداء مهامه قرب نهاية رئاسته وعدم علمه بالقرارات المتخذة نيابةً عنه: "إنهم كاذبون..إنهم يعلمون ذلك". وقال ترمب في المكتب البيضاوي: "أضمن لكم أنه لم يكن يعلم شيئاً عن ما كان يوقع عليه، أضمن لكم". ونفى بايدن بشكل قاطع الادعاءات التي أطلقها الجمهوريون بشأن عدم سيطرته على قرارات العفو التي صدرت باسمه في أسابيع حُكمه الأخيرة، بالإضافة إلى الشكوك التي أُثيرت بشأن حالته الذهنية خلال فترة ولايته. وأكد بايدن في المقابلة أنه هو من منح شفهياً جميع قرارات العفو وتخفيف الأحكام الصادرة في نهاية ولايته، واصفاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب والجمهوريين الآخرين بـ"الكاذبين"، لزعمهم أن مساعديه استخدموا قلم التوقيع الآلي دون إذنه. وأضاف بايدن: "لقد اتخذت كل قرار بنفسي"، موضحاً أنه طلب من فريقه استخدام قلم التوقيع الآلي الذي يكرر توقيعه على أوامر العفو لأن الأمر يتعلق بعدد كبير من الأشخاص". وتعد هذه المقابلة أول رد رسمي من بايدن على التحقيقات التي بدأتها إدارة ترمب ووزارة العدل والكونجرس بشأن قرارات العفو التي أصدرها في أسابيع حكمه الأخيرة، بالإضافة إلى التشكيك في قدرته الذهنية أثناء توليه المنصب. وتأتي تصريحات بايدن الأخيرة في الوقت الذي يواصل فيه ترمب والجمهوريون القول بأن بايدن لم يكن هو الذي يتخذ قرارات منح العفو أو الرأفة، أو أنه المسؤول عن القرارات خلال فترة رئاسته. قرارات بايدن وقال بايدن عن قرارات العفو والرأفة: "لقد اتخذت كل واحدة منها، بما في ذلك الفئات، عندما بدأنا العمل بهذا الأمر". وفي ديسمبر الماضي، أصدر بايدن عفواً عن ابنه، هانتر بايدن، الذي أدين بتهمة التهرب الضريبي وتهم تتعلق بالأسلحة النارية على المستوى الفيدرالي؛ وخفف أحكام ما يقرب من 1500 شخص كانوا محتجزين في منازلهم؛ وعفا عن 39 شخصاً أدينوا بجرائم غير عنيفة. وفي يناير الماضي، أصدر عفواً عن نحو 2500 من مرتكبي الجرائم غير العنيفة المتعلقة بالمخدرات. وفي اليوم الأخير من رئاسته، أصدر عفواً استباقياً عن عدد من المقربين. قرارات باطلة وكان ترمب والجمهوريون، قد صبوا في الكونجرس جام غضبهم على استخدام بايدن لجهاز القلم الآلي لتوقيع قرارات العفو وغيرها من الوثائق، زاعمين أن القرارات التي وافق عليها باطلة؛ لأنها وُقّعت باستخدام جهاز القلم الآلي، مشيرين إلى أنه من المهم معرفة من كان يتحكم في جهاز القلم الآلي عند توقيع قرارات العفو. وفي يونيو الماضي، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مذكرة، أمر فيها المدعية العامة، باميلا بوندي، والمستشار القانوني للبيت الأبيض، ديفيد وورينجتون، بمراجعة الإجراءات الرئاسية التي وقعها سلفه بايدن. وجاء في المذكرة: "الرئيس بايدن عانى لسنوات من تدهور عقلي واضح"، ومساعدوه "أساءوا استخدام سلطة توقيع الرئيس" عبر آلية التوقيع الآلي، ومرروا قرارات كبرى من دون علم أو موافقة حقيقية من بايدن. وتتهم الوثيقة موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بـ"التآمر لحجب المعلومات عن الحالة الصحية الحقيقية لبايدن، وتضليل الرأي العام، من خلال تقييد ظهور بايدن الإعلامي وتهيئة خطاباته واتصالاته الرسمية بصورة مُحكمة". وطلب ترمب من المستشار القانوني للبيت الأبيض، بالتشاور مع وزيرة العدل والجهات المعنية، التحقيق في 4 نقاط رئيسية هي: "أي محاولات متعمّدة لحجب معلومات عن الحالة العقلية والجسدية لبايدن، واتفاقات بين المساعدين لنفي أو تشويه المقاطع المصورة التي تُظهر ضعف قدرات بايدن، وحملات تضليل عامة لتمجيد قدرات الرئيس السابق خلافا للواقع، ومدى استخدام هذه الإجراءات لاستغلال السلطة التنفيذية بشكل غير دستوري". ورد الرئيس السابق بايدن، في بيان، قائلاً: "دعوني أوضح: أنا من اتخذ القرارات خلال فترة رئاستي، وأنا من اتخذ القرارات المتعلقة بالعفو، والأوامر التنفيذية، والتشريعات، والإعلانات، وأي تلميح إلى أنني لم أفعله هو أمرٌ سخيف وكاذب".


الشرق للأعمال
منذ ساعة واحدة
- الشرق للأعمال
أسعار النفط تتراجع مع تجنب ترمب فرض عقوبات على نفط روسيا
تراجعت أسعار النفط مع تصاعد التوترات التجارية التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت لم تتضمن خطته الجديدة للضغط على روسيا من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، أي إجراءات مباشرة تستهدف صادرات موسكو من الطاقة. انخفض سعر خام "برنت" لتسوية سبتمبر بنسبة 1.6% ليصل إلى 69.21 دولار للبرميل، كما هبط خام "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 2.1% ليستقر دون 67 دولاراً للبرميل. جاء التراجع بعدما هدّد ترمب بفرض تعريفات "ثانوية" بنسبة 100% على الدول التي تتعامل مع روسيا إذا لم يتحقق وقف لإطلاق النار خلال 50 يوماً. إلا أنه لم يعلن عن أي عقوبات مباشرة تطال شحنات النفط الروسية، وهو ما كان يتوقعه المتداولون عقب وعد ترمب الأسبوع الماضي بإصدار "بيان مهم" بشأن روسيا. وقال جو دي لورا، الخبير الاستراتيجي العالمي في مجال الطاقة لدى "رابوبنك"، إن فرض تعريفات ثانوية يُعد أمراً صعب التنفيذ، كما أن المستثمرين غير واثقين من التزام واشنطن بها. وأضاف أن أسعار النفط كانت قد ارتفعت بنسبة 1.8% قبل الكشف عن الخطة الجديدة تجاه روسيا، قائلاً: "الشيء الوحيد الذي كان من الممكن أن يدعم هذا الارتفاع هو تصعيد مباشر من واشنطن ضد صناعة النفط أو الغاز الروسية". تهديدات إضافية وتوقعات بتراجع الطلب في تصعيد آخر، هدّد ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع، بفرض تعريفات بنسبة 30% على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، مما زاد الضغوط على توقعات الطلب على الطاقة. وكانت رسائل التعريفات التي أرسلها ترمب الأسبوع الماضي قد تضمنت بعضاً من أعلى معدلات الضرائب المفروضة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما أعاد المخاوف بشأن تراجع الطلب على الطاقة، وزاد من توقعات حدوث فائض في المعروض لاحقاً هذا العام، ما دفع صناديق التحوط إلى التحول نحو التوجهات البيعية في أسواق النفط بأسرع وتيرة منذ فبراير الماضي. لكن على المدى القريب، يبدو أن الطلب لا يزال صامداً، إذ أنهت الصين النصف الأول من العام بفائض تجاري قياسي، واستمرت المصانع في التكيّف مع تقلبات التعريفات الجمركية. كما أظهرت البيانات التجارية ارتفاعاً في واردات الخام حتى الآن هذا العام، حيث قفزت مشتريات البلاد من البراميل الإيرانية في يونيو، بحسب بيانات شركة "فورتكسا". ترقب لبيانات التضخم الأميركية رغم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي أثارت مخاوف بشأن الإمدادات، لا يزال النفط منخفضاً بأكثر من 6% منذ بداية العام، وسط توازن حذر من قبل المتداولين بين هذه التهديدات وبين الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، يستعد "أوبك+" لتخفيف القيود على الإمدادات، ما زاد إلى مخاوف إمكانية حدوث تخمة في المعروض خلال النصف الثاني من العام. ويتطلع المتداولون حالياً إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي المرتقبة يوم الثلاثاء، بحثاً عن مؤشرات حول مسار السياسة النقدية وتشديدها المحتمل.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
أميركا: لا نريد دولة علوية أو درزية ولا كيانا منفصلا لقسد في سوريا
جدد المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك، كلامه بأن أمام قوات سوريا الديمقراطية التفاهم مع الحكومة في دمشق. "نريد سوريا موحدة وبرلمان يمثل الجميع" وأضاف برّاك في إحاطة حول تعزيز العلاقات الأميركية التركية وتطوير العلاقات مع سوريا الاثنين، بأن سوريا تحتاج إلى الموارد لإعادة البناء بسرعة وهي بحاجة إلى دعم العالم. وشدد على أن رؤية الرئيس دونالد ترامب هي إعطاء سوريا فرصة. كما تابع أن رفع العقوبات عن سوريا هو منح الناس الأمل. وقال برّاك: "نريد سوريا موحدة ودستورا يضمن وجود برلمان يمثل الجميع.. لا نريد دولة علوية أو درزية ولا كيانًا منفصلًا لقوات سوريا الديمقراطية". إلى ذلك أكد على أن الطريق الوحيد المتاح أمام قسد هو التوجه إلى دمشق. جاء هذا بعدما شدد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني الاثنين، على أن حمل السلاح في بلاده هو من مسؤولية الدولة وحدها. وأضاف الوزير في تصريحات لـ "العربية/الحدث" أن سوريا تستعيد تدريجياً مكانها الطبيعي في المحيطين العربي والدولي. وفي رده على محاولات بعض الأطراف التدخل في الشأن السوري، قال الشيباني: "لا أحد مخول بالتدخل في شؤوننا الداخلية". وكان براك، أكد الأربعاء الماضي، على أنه يجب على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن تدرك سريعًا أن سوريا دولة واحدة، وخاطبهم بالقول "طريق المفاوضات يؤدي إلى دمشق". كما أضاف في تصريحات لوسائل إعلام تركية حينها أن "المفاوضات نحو سوريا واحدة يجب أن تتحرك بوتيرة أسرع وبمرونة أكبر". وأوضح "لا يمكنك أن تمتلك، داخل دولة مستقلة، كيانًا منفصلًا أو غير وطني.. يجب علينا جميعًا أن نقدم بعض التنازلات للوصول إلى تلك النتيجة النهائية: أمة واحدة، شعب واحد، جيش واحد، وسوريا واحدة". وبين براك أن دمشق أبدت حماسا كبيرا لضم قوات قسد الديمقراطية إلى مؤسساتها. أتت هذه التصريحات، بعد اجتماعات بين قسد والحكومة السورية في دمشق على أن تُستكمل في وقت لاحق. اتفاق مع الشرع يذكر أن قائد قسد كان أبرم اتفاقاً مع الشرع في العاشر من مارس الماضي، حيث نصّ في بنده الأول على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، وفي الثاني على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية. وكان البند الأبرز هو الثالث الذي ينص على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، فيما نص الرابع على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز. وشمل هذا الاتفاق في بنوده أيضاً ضمان عودة كل المهجرين السوريين إلى بلداتهم وحمايتهم من قبل الدولة. كذلك شمل مكافحة فلول النظام السابق، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة، إلى جانب تشكيل لجان تنفيذية لتطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الجاري.