3 عوائق كبرى تمنع التطبيع بين لبنان واسرائيل
فالرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب لم يتردد يوما في الاعلان صراحة ان مشروعه الكبير للمنطقة هو مشروع سلام بين دولها واسرائيل. لا يعني ترامب كثيرا كيف يتحقق هذا السلام وبأي كلفة ولعل ما يحصل من ابادة متواصلة في غزة كما اقدامه على الرقص على فوهة البركان من خلال الانخراط في الحرب الاخيرة على ايران، كلها احداث وعوامل تؤكد انه ماض بمخططه ايا كانت الاثمان.
وفيما تؤكد كل المعطيات ان "سورية الجديدة" برئاسة أحمد الشرع حسمت أمرها وهي باشرت مشاورات مكثفة للانضمام الى الاتفاقيات الابراهيمية مقابل مكاسب شتى بدأت تُعلن تباعا، يقف لبنان متفرجا على التطور المتسارع للاحداث غير قادر على مواجهته او مجاراته وبخاصة بما يتعلق بالسلام مع اسرائيل.
ويمكن تعداد عوامل كثيرة تمنع تطبيعا قريبا للعلاقات اللبنانية-الاسرائيلية، لكن يمكن التشديد على 3 عوامل اساسية هي:
اولا، مواصلة اسرائيل احتلالها للاراضي اللبنانية وخروقاتها اليومية المتمادية لسيادة لبنان ضاربة بالحائط اتفاق وقف النار وبنوده، ما يجعل التساؤل عن الضمانات لالتزام اسرائيل ببنود اي اتفاق او تفاهم مستقبلي واجبًا خاصة بعد الفشل الاميركي الذريع بدور الضامن وتأديته من دون مواربة دور الداعم والمساند لاسرائيل بكل قراراتها.
ثانيا، يشكل الحديث عن تطبيع لبنان العلاقات مع اسرائيل قبل نهاية العام الحالي، عاملا مستفز لشريحة واسعة من اللبنانيين وبخاصة ان دماء المئات من شهدائهم لم تجف بعد، وآخر ما يريدون ان يسمعوه حتى هو مسامحة عدوهم التاريخي والدموي ومصافحته على اساس "عفا الله عما مضى". وبالتالي فان ما ينطبق على سورية لا ينطبق اطلاقا على لبنان حتى ولو كانت هناك اصوات ومجموعات معترضة.
اما العامل الثالث، فربط لبنان اي تطور في العلاقة مع اسرائيل بالموقف العربي الجامع وبالتحديد بموقف المملكة العربية السعودية، وما دام ولي العهد الامير محمد بن سلمان يربط اي عملية سلام باقامة دولة فلسطينية، يعتبر لبنان الرسمي انه لا يزال لديه هامش من الوقت لاستيعاب هذه التطورات الكبرى ومجاراتها.
ويعتبر أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محي الدين الشحيمي ان "موضوع التطبيع مع العدو الاسرائيلي دائما ما يشكل في لبنان سردية غير مفيدة. يتخذ عشوائية مطاطة من العناوين السائدة وفراغياتها. يقترب أكثر المفهوم الضبابي. لكنه والى الآن غير محدد المعالم" لافتا في حديث لـ"الديار" الى ان "لبنان الرسمي يرفض التطبيع، وقد ربط علاقته وحدد موقفه بشكل واضح مع الكيان الاسرائيلي ضمن حدين اثنين، لبناني وسقفه اتفاقية الهدنة ١٩٤٩. وعربي دولي، حيث مكن من واقعه في تصرف تام ضمن مقدرات الإجماع العربي، تحت قبة جامعة الدول العربية، وضمن مبادرة بيروت ٢٠٠٢ التي اطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود التي تتعلق بحل الدولتين. وضمن المنظومة الدولية في تنفيذ القرارات والمواثيق الدولية". ويلفت الشحيمي الى ان "هدنة ١٩٤٩ تضع لبنان ضمن خانة حالة السلم الاتفاقي والقانوني، وهو امر مختلف جدا عن حالتي الحرب والسلام التام. وهذا ما يتظهر أكثر عبر احترام أكثر للدستور في لبنان مع مساعي استكمال تنفيذ اتفاق الطائف، والوصول الى الطبيعة المرجوة والنهائية من صراحة الامتثال للقرارات الدولية وفي مقدمتها الـ١٧٠١ والـ١٥٥٩ والـ١٦٨٠ والثلاثة مربوطون ومقرونون بمظلة اتفاق الهدنة لعام ١٩٤٩، والذي يتمتع باجماع كبير في لبنان".
بولا مراد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 31 دقائق
- صدى البلد
أفنى حياته في خدمة الإسلام.. نظير عياد ينعى مفتي سنغافورة الأسبق
نعى الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- ببالغ الحزن والأسى، الشيخ سيد عيسى سميط، مفتي سنغافورة، الأطول خدمة، والذي تولى هذا المنصب من عام 1972 حتى عام 2010، مشيرًا إلى أن رحيله يُعَد خسارة جسيمة للأمة الإسلامية، وللمجتمع السنغافوري خاصة. وقال فضيلة المفتي في بيان النعي:" تلقينا ببالغ الحزن نبأ وفاة فضيلة الشيخ سيد عيسى سميط، الذي أفنى حياته في خدمة الإسلام ونشر قيمه السمحة، وترك إرثًا علميًّا ودعويًّا كبيرًا يشهد له الجميع. لقد شكَّلت مسيرته الطويلة في الفتوى والعمل الديني نموذجًا يُحتذى به في الاعتدال والحكمة وخدمة مجتمعه وأمته." وتقدَّم فضيلة المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد الكريم، وإلى دار الإفتاء في سنغافورة، وإلى عموم المسلمين في شرق آسيا، داعيًا الله عز وجل أن يتغمَّده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.


الميادين
منذ 40 دقائق
- الميادين
الصين رداً على تهديد ترامب: استغلال الرسوم الجمركية لا يخدم أحداً
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الاثنين، عن رفض البلاد لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة لفرض السياسات على الآخرين. الموقف الصيني جاء في أعقاب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة "بريكس" للدول النامية. اليوم 12:58 اليوم 09:43 وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي دوري، إن استغلال الرسوم الجمركية لا يخدم أحداً. وكان ترامب قد هدّد، في منشور على موقع "تروث سوشال"، من أن "أي دولة تنحاز إلى السياسات المعادية للولايات المتحدة الأميركية، لمجموعة بريكس، ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%".وأضاف: "لن يكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة. شكراً لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!".


المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
ايران تعود الى اوسلو مقابل ردع ترامب نتنياهو عسكريا؟!
المركزية - أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي نهاية الأسبوع الماضي بأن المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة النرويجية أوسلو، خلال الأسبوع المقبل (الجاري)، في محاولة لاستئناف المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وذكر التقرير أن موعد اللقاء لم يُحدد بعد بشكل نهائي، في حين نقلت "أكسيوس" أن ويتكوف وعراقجي حافظا على قنوات اتصال مباشرة حتى خلال فترات التصعيد بين طهران وتل أبيب. وفي حال تأكيد انعقاد الاجتماع، سيكون هذا اللقاء الأول بين الطرفين منذ الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل إيران. وكان ويتكوف صرّح في وقت سابق بأن بلاده "لا تشك في أنها دمرت قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم"، معربًا عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد. كما أشار، في تصريح لقناة "NBC"، إلى أن الولايات المتحدة "لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق نووي ممكن". وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن ويتكوف أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، تناول فيه الطرفان التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وتحديدًا ما وصفه ويتكوف بـ"التهديد الوجودي الذي تمثله إيران على إسرائيل". من جانبها، أبدت إيران استعدادها للعودة إلى المفاوضات، لكنها اشترطت الحصول على ضمانات واضحة، أبرزها عدم استهدافها عسكريا أثناء التفاوض، مشيرة إلى أن "المعرفة النووية لا يمكن القضاء عليها بالقصف"، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين. لا يمكن الجزم بعد في ما اذا كانت اوسلو ستشهد هذا الاسبوع اجتماعا إيرانيا - أميركيا ام لا. لكن الاكيد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الطرفين راغبان بالجلوس الى الطاولة من جديد، خاصة ان طهران ادركت ان البديل من الحوار هو "النار". الضمانات التي تطلبها الجمهورية الإسلامية قد لا تحصل عليها بالشكل الذي تتمناه، الا ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيبلغها انه سيتكفل بردع نتنياهو عسكريا، طالما ان ايران لا تتجاوز الخطوط الحمر نووياً. والحال، ان ترامب سيطلب من "بيبي" خلال لقائهما اليوم في البيت الأبيض، هذا الانضباط، على ان يضمن في المقابل، صفر تخصيب لليورانيوم، من قِبل طهران. هذه المعادلة، ستؤمّن على الارجح، عودة إيران الى المفاوضات. وما ستتفاوض عليه هو امكانية الاستمرار في العمل النووي بعيدا من السلاح واليورانيوم، واذا التزمت، سيتم رفع العقوبات الاقتصادية عنها. اما اذا رفضت طهران اقتراحات ترامب وعروضه للعودة إلى الطاولة، فإن ايران ستفقد الفرصة المتاحة امامها اليوم لتخفيف طوق العقوبات عنها وللابقاء على صناعتها النووية السلمية، تختم المصادر.