
حتى الدفن بات مُكلفاً.. هذه قصة "أزمة القبور" في غزة!
ويقول التقرير إنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع التي مضى عليها أكثر من 21 شهرا، لا يجد سكان غزة مكانا آمنا في الحياة، ولا موطئا لدفن موتاهم إلا القليل، وسط صدمة من الارتفاع الحاد في تكاليف الدفن، وشح القبور، وصمت دولي إزاء معاناة غير مسبوقة.
وارتفعت كلفة تجهيز قبر لشهيد في قطاع غزة إلى ضعف ما كانت عليه التكلفة قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع من 7 تشرين الأول 2023، وفق التقرير.
وأعلنت "مغسلة الموتى" في مجمع ناصر الطبي بخان يونس قبل أيام عن نفاد القبور، إذ تصدّرت هذه المدينة الجنوبية مشهد الأزمة بسبب العدد الهائل من الشهداء ، ولا سيما أولئك الذين سقطوا أثناء بحثهم عن المساعدات قرب المراكز الدولية.
"المقبرة التركية" التي لم تكن تتجاوز سعتها 60 قبراً قبيل الحرب، أصبحت تضم آلاف الجثامين، وفقا لتصريح المشرف عليها طافش أبو حطب للجزيرة نت، مؤكدا أن جميع مقابر المدينة امتلأت.
وأوضحت وزارة الأوقاف في قطاع غزة أن الحرب دمرت أكثر من 40 مقبرة، وحرمت السكان من الوصول إلى المقابر في مناطق السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما ضاعف من الأزمة.
ومع النزوح القسري إلى منطقة المواصي الساحلية، وتكدس النازحين فيها، تحولت الأراضي القليلة المتاحة إلى مواقع للإيواء، وأصبحت المستشفيات وساحاتها وحتى المدارس والمنازل ساحات للدفن المؤقت.
وتقول الوزارة إن غياب مواد البناء، ومنع دخول الأكفان، جعلا تجهيز القبر يتطلب من 700 إلى ألف شيكل، ما يعادل 200 إلى 300 دولار تقريبا، وهي كلفة تفوق قدرة معظم السكان.
في مواجهة هذه الكارثة، أطلقت وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة حملة "إكرام" لبناء مقابر مجانية، داعية المؤسسات الإغاثية والأفراد إلى المساهمة في توفير مقومات الدفن من أكفان ومواد ومعدات.
ومن بين من استجابوا كان الشيخ هاني أبو موسى الذي قال للجزيرة نت: "كنا نوزع طعاما وماء، لكن جاءتنا مناشدات كثيرة من أسر شهداء غير قادرين على دفع ثمن القبور".
ويروي أبو موسى كيف دفعه مشهد شاب نازح عاجز عن دفن أخيه إلى إنشاء مبادرة للقبور المجانية، وبالفعل خصصت له وزارة الأوقاف قطعة أرض بمساحة 5 دونمات، افتتح فيها 120 قبرا، ثم أسهمت "جمعية البركة الجزائرية" في بناء ألف قبر إضافي.
لكن مع تصاعد أعداد الشهداء، نفدت القبور مجدداً، كما تواجه المبادرة مشكلات عدة بينها شح الحجارة المستخرجة من المنازل المدمرة، وعدم توفر البلاط والأسمنت، ما اضطرهم لاستخدام ألواح "الزينكو" والأبواب الخشبية لإغلاق القبور.
وأوضح أبو موسى أن الأزمة دفعت الناس لاستخدام المقابر العائلية القديمة، المعروفة باسم "الفسقية"، لكن هذا البديل أيضا في طريقه إلى النفاد.
وفق معطيات ما قبل الحرب، كان قطاع غزة يستهلك نحو 9 دونمات سنويا للدفن، يتسع الدونم لنحو 220 إلى 240 قبرا، أما اليوم، فقد تجاوزت الحاجة أضعاف ذلك.
ويقول الشيخ أحمد أبو عيد، مدير "جمعية قيراطان الخيرية" المشرفة على مغاسل الموتى، إنهم يستقبلون حاليا ما يفوق 100 ضعف الحالات اليومية المعتادة.
وفي حديث عبر "الجزيرة نت"، ذكر أبو عيد أنَّ الأعداد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ استئناف الحرب في 18 آذار، حيث يتعرض النازحون للقصف أثناء وجودهم في خيام الإيواء أو خلال بحثهم عن المساعدات. (الجزيرة نت)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
لتحسين جودة الخدمات.. وكيل الصحة بالأقصر يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا
أجرى الدكتور أحمد أبو العطا وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، جولة تفقدية بعدد من الوحدات الصحية التابعة لإدارة إسنا الصحية. شملت الجولة وحدات كومير، ترعة ناصر، والمساوية، وذلك برفقة الدكتور زكريا حداد، مدير إدارة إسنا الصحية، حيث تم متابعة انتظام سير العمل داخل الوحدات، ومراجعة السجلات الطبية، وأعمال التطعيمات، والتأكد من تواجد الأطقم الطبية. وشدد وكيل وزارة الصحة بالأقصر، على ضرورة توافر الأمصال والمستلزمات الطبية الأساسية لضمان تقديم خدمات صحية آمنة وفعالة للمواطنين. وأكد على أهمية رصد المعوقات التي تواجه العمل الطبي والسعي لإيجاد حلول فورية لتذليلها، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات الميدانية تأتي في إطار دعم المديرية الكامل للوحدات الصحية وحرصها على تحسين جودة الخدمات المقدمة في كافة أنحاء المحافظة. كما قام وكيل وزارة الصحة بالاقصر، بالمرور علي القافلة العلاجية المقامة بمركز شباب الرزيقات قبلي، بإدارة أرمنت الصحية، حيث تم الاطمئنان على انتظام كافة الترتيبات الخاصة بإقامة القافلة، التي تنظمها مديريه الشئون الصحية للمناطق المحرومة، حيث تقام القافلة على مدار يومين وبمتابعة من الدكتورة نهاد نصرالدين منسق عام القوافل العلاجية، وذلك ضمن خطة المنظومة الصحية التي تعتمد على انتقال الخدمة الطبية للقرى والمناطق المحرومة. كما استكمل وكيل وزارة الصحة جولته بالمرور على وحدة الديمقراط لمتابعة انتظام سير العمل وتواجد الأطقم الطبية وتوافر المستلزمات الطبية للمترددين ومتابعة التطعيمات وتوافر الأمصال. كما حضر الدورة التدريبية للتمريض، بحضور الدكتور محمد عبدالحافظ مدير ادارة أرمنت الصحية، وذلك للتدريب على أعمال خدمات تنظيم الأسرة ومتابعة الحوامل ورعاية الأمومة والطفولة والتطعيمات الروتينية.


بوابة اللاجئين
منذ يوم واحد
- بوابة اللاجئين
105 شهيدًا و356 إصابة خلال 24 ساعة في غزة مع استمرار حرب الإبادة
واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه المكثّف على قطاع غزة منذ ساعات الليل وحتى عصر اليوم الاثنين 7 تموز/يوليو، ما أسفر عن استشهاد 105 فلسطينيين وإصابة 356 آخرين خلال 24 ساعة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. وأفادت الوزارة بأن الحصيلة الإجمالية للعدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 57,523 شهيدًا و136,617 إصابة، فيما بلغت الخسائر البشرية منذ بدء التصعيد الأخير في 18 آذار/مارس 2025 نحو 6,964 شهيدًا و24,576 إصابة. وقد تركزت الهجمات خلال الساعات الماضية على خيام النازحين والمنازل المدنية، إلى جانب إطلاق النار على طالبي المساعدات، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من خطر المجاعة وانهيار النظام الصحي في القطاع. وأفادت مصادر طبية بارتقاء شهيدين وإصابة 20 آخرين برصاص قوات الاحتلال قرب مركز للمساعدات شمالي مدينة رفح. كما أكد مجمع ناصر الطبي أن 3 أشخاص استشهدوا جراء قصف استهدف مناطق وسط وغرب وجنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة. وفي وسط القطاع، استشهد 3 فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة الجدي في مخيم البريج، وفق مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح. وفي الوقت ذاته، أصيب 4 فلسطينيين بجروح خطيرة جراء غارة استهدفت خيمة نازحين في مدينة دير البلح، بحسب المصادر ذاتها. وفي شمال القطاع، قالت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي إن 6 فلسطينيين، بينهم رضيع، استشهدوا وأصيب العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، في قصف استهدف عيادة طبية تؤوي نازحين وسط مدينة غزة. وأضافت المصادر أن من بين الشهداء طفلًا رضيعًا نازحًا مع أسرته من المناطق الشرقية للمدينة. وفي حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، استشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر في قصف "إسرائيلي" استهدف شقة سكنية، وفق مصادر طبية وشهود عيان. كما قصفت قوات الاحتلال مدرسة المجدل في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات. 70 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد يأتي ذلك فيما أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة أن أكثر من 70 ألف طفل في القطاع يعانون سوء تغذية حاد، مما يشكل حالة طوارئ صحية تتطلب تدخلًا عاجلًا. وأشار إلى أن الوضع الصحي للأطفال في غزة يزداد تفاقمًا بسبب استمرار الحصار والعدوان، مما يؤثر بشكل كبير على توفير الغذاء والرعاية الطبية اللازمة. ودعا إلى توفير مساعدات إنسانية عاجلة لدعم الأطفال وعلاج حالات سوء التغذية المتزايدة في القطاع. تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية في غزة وفي سياق ردود الفعل الدولية على جرائم الاحتلال في القطاع، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من خطر انهيار كامل لمنظومة الأمن الغذائي في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن تصاعد المجاعة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية يهددان بحصد المزيد من الأرواح بين صفوف المدنيين. وأكد المكتب أن العديد من العائلات تضطر إلى المجازفة بحياتها للحصول على الغذاء، في وقتٍ تضاعفت فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، واقتربت مخزونات حليب الرضع من النفاد. من جهتها، اعتبرت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فرانشيسكا ألبانيزي، أن ما يجري في غزة هو بمثابة حملة إبادة ترتكب تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية. أما منظمة العفو الدولية، فقد وصفت الوضع بأنه نتيجة مزيج قاتل من الجوع والمرض فرضته إسرائيل، مؤكدة أن طلبات الفلسطينيين للحصول على المساعدات تحولت إلى فخ مميت. بدورها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن "إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة لإجبار السكان على التهجير القسري"، معتبرة أن ذلك يندرج ضمن إستراتيجية للتطهير العرقي.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
"الوضع صعب"... زيادة إصابات التهاب السحايا بين أطفال غزة تثير قلق الأطباء
تهدهد امرأة في أحد أجنحة مستشفى ناصر بجنوب غزة حفيدتها شام (16 شهرا) لتتوقف عن البكاء بعد أن أصبحت واحدة ممن أصيبوا بالتهاب السحايا الذي يقول عمال الإغاثة إن حالات الإصابة به زادت بين أطفال القطاع. وقالت الجدة أم ياسمين: "شام ارتفعت حرارتها فجأة... لم نجد إسعاف، ولا سيارة تحملها، يعني الوضع صعب". وتحذر منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود الخيرية من أن الظروف في غزة نتيجة الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ 21 شهرا زادت من مخاطر انتشار التهاب السحايا رغم افتقارهما إلى بيانات مقارنة واضحة لقياس مدى شدة تفشي المرض في الآونة الأخيرة. وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "هناك زيادة في عدد حالات إصابة الأطفال بالتهاب السحايا... نحن قلقون للغاية". وعادة ما يكون هناك زيادة موسمية في حالات الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي في غزة بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس، لكن منظمة الصحة العالمية تحقق في دور عوامل إضافية، مثل سوء حالة الصرف الصحي ومحدودية الرعاية الصحية وتعطيل التطعيمات الروتينية. أما المستشفيات التي لا تزال تعمل، فهي مكتظة بالمرضى وتعاني من نقص حاد في المضادات الحيوية الأساسية. ويقول الدكتور محمد أبو مغيصيب نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة إنه لا توجد أماكن في المستشفيات ولا أماكن للعزل. وتقول منظمة الصحة العالمية إن التهاب السحايا البكتيري، الذي ينتقل بالهواء ويهدد الحياة، يمكن أن ينتشر في الخيام المكتظة، أما التهاب السحايا الفيروسي رغم أنه أقل خطورة قد يتفشى بسهولة في الملاجئ التي تعاني من سوء الصرف الصحي. وأبلغ الطبيب أحمد الفرا رئيس قسم طب الأطفال والولادة بمستشفى ناصر في خان يونس عن حوالي 40 حالة إصابة بالتهاب السحايا الفيروسي والبكتيري الأسبوع الماضي. وجاء في تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن قسم طب الأطفال في مستشفى الرنتيسي للأطفال بمدينة غزة في شمال القطاع سجل مئات الحالات في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف أبو مغيصيب أن نقص التحاليل ومزارع الدم التي يمكن أن تساعد في تحديد البكتيريا المسببة للعدوى يعيق التشخيص.