
ظاهرة الكلاب الضالة بالعقبة.. حلول قاصرة وخطر متزايد
اضافة اعلان
العقبة - بينما تستمر مدينة العقبة في ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية فريدة، تتسرب إلى شوارعها وأحيائها مشكلة متفاقمة تهدد سلامة قاطنيها وضيوفها، وتلقي بظلالها على سمعتها السياحية البراقة.مشكلة الكلاب الضالة لم تعد هذه الظاهرة مجرد مشهد عابر، بل تحولت إلى جزء لا يتجزأ من حياة سكان العقبة فمشاهد لقطعان من الكلاب تتجول بحرية في الأحياء السكنية وتكرار حوادث العقر والخوف المتزايد من هجماتها أصبح تهديدا مباشرا لأمن المواطنين وسلامتهم.يقول أحد سكان المدينة "كنت في طريقي إلى صلاة الفجر، وعلى بعد أمتار من المسجد هاجمني كلب ضال بطريقة مفاجئة"، موضحا أنه حاول مرارا مراوغته لتفادي الخطر.هذه الحادثة ليست الوحيدة، ففي حادثة أخرى مشابهة لم يكد طفل لا يتجاوز السابعة من عمره يغادر منزله متوجها إلى المدرسة حتى باغته كلب آخر، ولولا تدخل أحد المارة الذي أنقذه من الإصابة، لكانت العواقب وخيمة، رغم أن الخوف ما يزال يتملك قلب الطفل وأهله بعد تلك الحادثة.هذه القصص لم تعد حوادث فردية، بل أصبحت نمطا متكررا في العديد من أحياء المدينة، إذ تتنقل قطعان الكلاب الضالة بحرية تامة بين شوارع وأحياء العقبة مسببة الرعب والفزع بين السكان الذين يواجهون خطر الهجمات المباغتة.ويقول المواطن إياد الرياطي إن انتشار الكلاب الضالة في العقبة، أضحى محل قلق للجميع، ويعيش أذاه النفسي والمادي الأهالي يوميا، وسط ارتفاع أصواتهم المطالبة بإيجاد حل لهذه الظاهرة المؤرقة، لأنها تشكل خطراً حقيقيا على الأطفال والأهالي في آن واحد، مشيرا أن هذه الظاهرة، أخذت بالازدياد، بخاصة في الشوارع العامة وبين بعض الأحياء السكنية، إذ أصبحت ترهب الزوار والأهالي على نحو كبير جدا وغير مألوف، بخاصة عند خروج الطلبة للمدارس.يعرب المواطن إياد الرياطي عن قلقه الشديد لأن هذه الظاهرة أخذت بالازدياد، بخاصة في الشوارع العامة وبين بعض الأحياء السكنية، إذ أصبحت ترهب الزوار والأهالي على نحو كبير جدا وغير مألوف، بخاصة عند خروج الطلبة للمدارس، مؤكدا وقوع العديد من الهجمات المباغتة على الأطفال بين الحين والآخر خصوصا عند ذهابهم إلى البقالات القريبة من منازلهم، أو عند ذهابهم أو عودتهم من وإلى المدارس في الأحياء السكنية.ويبدي سكان العقبة استياءهم وتذمرهم وخوفهم الشديد من هجمات الكلاب الضالة في ظل انتشارها المتزايد وغياب سبل المكافحة، مؤكدين انهم باتوا يخشون التجول منفردين أثناء الليل، خشية تعرضهم لهجوم من الكلاب التي تتحرك في مجموعات أو منفردة مثيرة الهلع والرعب بين المتجولين وخصوصا الأطفال.وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلا واسعا حول ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وتهديدها للأهالي والقطاع السياحي في ظل تقصير الجهات المعنية عن وضع حد لها ومكافحتها بشكل فعال، إذ باتت صور الكلاب الضالة وشهادات الهجمات محط نقاش يومي بين الأهالي والناشطين، الذين يتساءلون عن غياب الإجراءات الوقائية من قبل الجهات ذات العلاقة، في حين يدعو البعض إلى استخدام التكنولوجيا في رصد تحركات الكلاب وتحديد مناطق تجمعها، مطالبين بحملة وطنية شاملة تشمل جميع الجهات المختصة.ويؤكد باسل الخصاونة في حديث لـ"الغد" أن الكلاب الضالة في المدينة أصبحت حديث الشارع العقباوي على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع العالم الافتراضي، مشددا على أن انتشارها بهذا الشكل دون وجود إرادة حقيقية لمعالجة خطرها الذي يهدد حياة الناس هناك لا سيما الأطفال منهم وكبار السن، بالإضافة للمخاطر التي تلحقها بالبيئة والصحة العامة، ومحاولتها بخاصة خلال ساعات الصباح مهاجمة الأفراد بغض النظر عن أعمارهم والطلبة عند ذهابهم إلى المدارس.تفاقم الظاهرة يثير تساؤلات حقيقية من السكان حول الجهة المسؤولة عن توفير الحماية، ففي الوقت الذي تدعو فيه جمعيات الرفق بالحيوان وعلى رأسها جمعية الربيع للرفق بالحيوان إلى أهمية الرفق بالحيوانات وعدم إيذائها، يرى المواطنون أن الجهات الحكومية تفتقر إلى خطة فعالة لاحتواء هذه الظاهرة ما يخلق شعورا لدى السكان أن حياتهم أصبحت أقل أمانا وأن أطفالهم عرضة للخطر دون وجود ردع حقيقي.وفي محاولة لمعالجة الأزمة، وقعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة اتفاقية مع جمعية الربيع لإنشاء ملجأ خاص للكلاب الضالة. بدأ الملجأ بطاقة استيعابية وصلت إلى 220 كلبا، قبل أن يُنقل لاحقا إلى موقع جديد يستوعب حتى 1000 كلب. لكن حتى هذا العدد لا يفي بالحاجة، إذ تشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد الكلاب الضالة في المدينة يتجاوز 3500 كلب، وهو رقم يفوق الإمكانات الحالية للملجأ بشكل كبير.وتعمل الجمعية وفقا لمبدأ الرفق بالحيوان، وتركز على التعقيم كوسيلة للحد من تكاثر الكلاب وتقليل سلوكها العدواني، إذ يقوم متطوعو الجمعية بإطعام الكلاب والاهتمام برعايتها، في مشهد يعكس التفاني لكنه يكشف في الوقت نفسه عن فجوة كبيرة في القدرة على السيطرة الفعلية على الظاهرة.وفي الوقت الذي يؤكد فيه القائمون على الجمعية أنهم يقومون بدورهم هذا من منطلق الرفق بالحيوان ويعملون بكل طاقتهم مع عدد من المتطوعين لرعاية هذه الحيوانات وإجراء عمليات تعقيم لها لضمان عدم تكاثرها والحد من عنفها، إلا أن الأهالي ما يزالون يواجهون الخطر بشكل يومي ويشعرون أن الحلول المطروحة لا تتعامل مع أصل المشكلة، ولا توفر لهم الحماية المطلوبة.ويرى ناشطون أن التحدي القانوني يزيد من تعقيد الظاهرة، موضحين أن المواطن الذي يدافع عن نفسه أمام هجوم محتمل قد يجد نفسه معرضا للمساءلة إذا استخدم العنف لصد الكلب، وربما يكون الكلب "مسعورًا" مما يدخلنا في أزمة علاجية في المقابل، لا توجد آلية واضحة لتحمل تكاليف العلاج أو تقديم الدعم النفسي للمصابين، مضيفين أن ما يزيد الأمر تعقيدا هو غياب أي إحصائيات رسمية دقيقة حول أعداد الكلاب الضالة أو حوادث العض، وعدم وجود إستراتيجية وقائية طويلة الأمد، على الرغم من تحذيرات سكان العقبة المستمرة من استمرار تزايد أعداد الكلاب وتوسع مناطق انتشارها.من جانبها أكدت سلطة منطقة العقبة الخاصة لـ"الغد" أن السلطة تعمل جاهدة على اصطياد هذه الكلاب بعدة طرق وتقوم بوضعها في المكان المخصص والمتفق عليه مع جمعية الربيع لإدخالها في المحمية، مؤكدة أن الكلاب الضالة تُجمع بواسطة أقفاص خاصة من خلال الفرق المختصة.وتوضح أنه يتم يوميا جمع ما بين 20 إلى 30 كلبًا إلا أن هذه الحصيلة لا تشكل سوى 20 % فقط من العدد الإجمالي للكلاب الضالة في المدينة، مما يؤكد حجم التحدي الكبير الذي تواجهه السلطة والجمعية.ويرى معنيون انه وفي وسط هذه الفوضى، تقف العقبة أمام أزمة حقيقية تتطلب إعادة نظر في أولويات الحماية العامة، ففي الوقت الذي تُبذل فيه جهود حثيثة من جمعيات الرفق بالحيوان، يبدو أن حماية الإنسان باتت بحاجة إلى صوت أعلى واستجابة أسرع وتوازن أكثر عدلا بين الحقوق الإنسانية والرفق بالحيوان، مضيفين أن العقبة تحتاج إلى خطة وطنية شاملة تشمل التوعية والرصد والدعم القانوني والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية قبل أن تتحول الظاهرة من مشكلة يومية إلى أزمة مستعصية على الحل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
مسؤول إسرائيلي: ننفذ طلعات جوية فوق درعا ونحذر من استهداف الدروز
أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً، أنه هاجم قبل قليل عدة دبابات في منطقة قرية سميع بمحافظة السويداء السورية والتي تشهد اشتباكات دامية بين مسلحين وعدد من البدو أسفرت عن أكثر من 130 قتيلاً وجريحاً. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول إسرائيلي قوله: «ننفذ طلعات جوية فوق درعا ونحذر من استهداف الدروز». من جهته أكد الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط دعمه الحل السياسي في السويداء تحت مظلة الحكومة السورية، مؤكداً رفضه أي نداءات للخارج تحت ذريعة حماية الدروز. وقال: نتمنى أن يعود الأمن من خلال حل سياسي'. وقال شهود، إن أعمال العنف التي نشبت أمس بدأت بعد موجة من عمليات الاختطاف، والتي شملت خطف تاجر درزي يوم الجمعة على طريق سريع يربط دمشق بالسويداء. وأكد مصدر أمني، إن ستة من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا في مدينة السويداء، بعد نشرهم للسيطرة على اشتباكات الدامية التي تجددت اليوم الاثنين. وكانت المواجهات التي اندلعت الأحد بين مسلحين من الطائفة الدرزية والعشائر البدوية هي أول عنف طائفي داخل المدينة نفسها، بعد أشهر من التوتر في المحافظة بشكل أوسع. وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن الاشتباكات أدت إلى مقتل 30 شخصاً، مضيفة أنها«باشرت. بالتنسيق مع وزارة الداخلية نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم». لكن شبكة السويداء 24 الإخبارية ذكرت أن «موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي». تشكل تلك الوقائع الحلقة الأحدث في سلسة من أعمال عنف طائفية في سوريا بدأت منذ انتهاء حكم الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر /كانون الأول الماضي.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
كيف تثير عمليات المقاومة بأسلوبها الجديد "قلق" إسرائيل؟
أثارت العمليات العسكرية التي نفذتها "حماس" مؤخراً، قلقا لدى الأوساط الإسرائيلية في ضوء الأسلوب الجديد الذي تعتمده "المقاومة". وبحسب تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" فقد رجحت تقديرات إسرائيلية تزايد محاولات المقاومة لاختطاف جنود إسرائيليين في قطاع غزة، في ضوء أسلوبها الجديد في الفترة الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول قوله إن "المقاومة اعتمدت مؤخرا أسلوب عمل يعتمد على التضحيات مع قدر أكبر من الجرأة والاحتكاك القريب مع القوات الإسرائيلية"، الأمر الذي فاجأ القيادة العسكرية ودفعها إلى محاولة وضع خطط جديدة لمواجهته. وأوضحت أنه على عكس العمليات السابقة التي اعتمدت على عمليات قصيرة ومحددة حرص الجيش الإسرائيلي مؤخرا على الحفاظ على وجود مستمر في قلب مدن غزة بهدف "تطويق" مراكز قيادة المقاومة. والأسبوع الماضي استهدف عناصر من المقاومة بكمين مركبة للجيش، إذ حاولوا اختطاف الرقيب أول (احتياط) أفراهام عازولاي الذي كان يعمل على جرافة، قبل أن يقتلوه. وأشارت تقديرات أمنية للصحيفة إلى أنها ترجح ازدياد محاولات الخطف، وأن تحاول المقاومة استثمار نقاط الضعف في انتشار القوات الميدانية التابعة للجيش الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة أن "تطوير المقاومة أنماط عمل مختلفة يطرح معضلات جديدة لقادة الجيش"، قابلتها "توجيهات لقوات الجيش الإسرائيلي بالبقاء على يقظة، بالتزامن مع العمل بانتظام على تقييم الوضع بعد كل عملية للمقاومة تسفر عن إصابات لاستخلاص الدروس العملياتية ومنع تكرار تلك الحوادث". وأشارت إلى أن من بين التساؤلات المطروحة داخل الجيش حاليا ما إذا كان ينبغي الاستمرار في دخول المنازل، حيث تضمنت الحوادث الأخيرة زرع متفجرات فيها، مما أدى إلى إلحاق ضرر بالجنود، إضافة إلى أفضل السبل لحماية المركبات المدرعة. من جانبها، نقلت القناة الـ12 عن رئيس العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف قوله إن "حرب العصابات في غزة مروعة"، معتبرا أن إسرائيل "غارقة بعمق شديد في حرب أهدافها متضاربة". وحذر المتحدث من أن الحرب قد تمتد سنوات طويلة "تحت شعارات النصر الفارغة دون حسم"، مضيفا "لا يمكن لجيشنا السيطرة التامة، وحماس تستغل ذلك بالكر والفر وهجمات خاطفة". ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي قتل ما لا يقل عن 38 جنديا إسرائيليا وأصيب 98 في كمائن وعمليات قنص، في حين بلغت الحصيلة منذ بداية العام 50 قتيلا و118 مصابا. وبذلك، ترتفع حصيلة خسائر قوات الاحتلال منذ بدء الاجتياح البري أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 444 قتيلا و2768 جريحا بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، في حين تؤكد المقاومة الفلسطينية أن خسائر الاحتلال أعلى بكثير. المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية


رؤيا نيوز
منذ 6 ساعات
- رؤيا نيوز
وزارة المياه تكشف تفاصيل العثور على موظف متوفٍ في مكتبه
كشفت وزارة المياه تفاصيل العثور على موظف متوفى في مكتبه بالوزارة خلال وجوده على رأس عمله. الناطق الرسمي باسم وزارة المياه عمر سلامة أكد أن قطاع المياه يعمل به 3500 موظف وهم يعملون على مدار الساعة. وأوضح سلامة عبر أثير 'عين إف إم' أن البعض أطلق العنان لاتهامات عبر منصات التواصل الاجتماعي ضد الوزارة. وبين أن الموظف المتوفى، مهندس في الأربعينيات من عمره وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة وعين في الوزارة عام2010 ويعتبر مميزا في عمله. وأفاد أن المتوفى حاصل على استثناء منذ عام2014 للعمل خارج ساعات الدوام الرسمي بحكم طبيعة وظيفته التي تستوجب العمل لساعات إضافية، والعمل أيام الجمعة والسبت في بعض الأحيان. وأشار إلى أن أخر موظف شاهد المتوفى كان في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الخميس الماضي وهو يعمل، موضحا أنه توفي في ساعة متأخرة من يوم الخميس داخل موقع أرشفة الملفات. وقال إن العاملين في تنظيف المكاتب وجدوا المهندس المتوفى في الساعة السادسة والنصف من صباح يوم السبت، حيث اعتقدوا في البداية أنه جالس يؤدي عمله قبل أن يدركوا أنه متوفى. وذكر أن المهندس المتوفى غير متزوج ومقلّ في حديثه، وذويه فتحوا بيت عزاء يوم أمس الأحد بعد موارته الثرى. وكانت الأجهزة الأمنية عثرت يوم السبت على جثة المهندس داخل مكتبه، وفق ما أفاد به مصدر أمني. وكشف الطب الشرعي عن أن سبب الوفاة يعود إلى احتشاء 'عضلة القلب'.