
كسوة الكعبة.. حين يلبس البيت ثوبا سنويا من نور
في مطلع كل عام هجري، وبينما تتأهب القلوب لرحلة زمنية جديدة، تتجدَّد مهابة المشهد وتنبض مكة المكرمة بمشهد يليق بقدسيتها: كسوة الكعبة المشرّفة.
ثوب من حريرٍ أسود، نسجته الأيادي المؤمنة، وخاطته القلوب قبل الإبر، يُلفّ به البيت العتيق، كأنما تكسوه السماء جلالًا. في مشهد يتكرر كل عام، لكنه لا يفقد أبدًا مهابته ولا بريقه، تُكسى الكعبة المشرّفة بثوبها الأسود المطرّز بخيوط الذهب، في طقوس تهتز لها القلوب قبل العيون.
كسوة ليست مجرد نسيج فاخر، بل رمز سيادي روحي، يجمع بين الجمال والمهابة، ويُعيد التذكير بعظمة البيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا. ذلك البيت الذي قال فيه رب العزة: *{إن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}* [آل عمران: 96]، هو موطن القِبلة، ومهوى الأفئدة، وعين النور الذي تُضاء به قلوب المسلمين أينما كانوا. بيتٌ بناه إبراهيم ورفعه إسماعيل، فسجّل الله لهما الخلود في الدعاء: *{ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}* [البقرة: 127].
إنها لحظة تتجاوز حدود الحِرفة والصنعة، لتصبح إعلانًا حيًّا عن مكانة مكة، ومركزية الكعبة في وجدان أكثر من مليار مسلم. لحظة تختزل مزيجًا نادرًا من الفخر والخشوع، وتُجسد الدور العظيم الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين.
ومع عظمة الحدث، لا يزال صوته دون صدى إعلامي يليق به. فمن غير المقبول أن تمر هذه الشعيرة الفريدة بتغطيات محدودة، أو أن تُنقل كما لو كانت مناسبة عابرة، بينما هي في الحقيقة حدث أممي، ديني، حضاري.
وجميل أن يُعاد النظر في آليات التغطية الإعلامية لكسوة الكعبة المشرفة. بحيث تصبح مناسبة ذات بُعد عالمي، تحظى بتغطية شاملة من كافة القنوات السعودية والعربية والدولية، وبكل اللغات، لتعريف العالم بعظمة الإسلام، وسماحة رسالته، وجمال شعائره.
إن إبراز هذه الشعيرة بوسائل إعلام عالمية، وبخطاب مُتقن يليق بجمال الإسلام، ليس مجرد ترويج لصورة، بل هو رسالة، وعمل دعوي راقٍ، يعزز الفهم العالمي لهذا الدين العظيم. الكسوة ليست قماشًا فاخرًا فحسب، بل هي راية، وهيبة، وتذكير بأن هذا البيت له ربّ يحميه، وأن هذه الأمة لها دين يُعلّيها.
في كسوة الكعبة، لا تتجدد الأقمشة فحسب، بل تتجدد الرسالة: أن هذا البيت لله، فالكسوة عباءة هيبة، وراية سلام، ونبض أمة. فلنروِها للعالم كما تستحق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 35 دقائق
- صدى الالكترونية
أصالة تخطف الأنظار بملامح عشرينية والجمهور يتغزل بجمالها.. صور
أشعلت الفنانة السورية أصالة نصري مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صور حديثة لها، ظهرت خلالها بملامح عشرينية لافتة أثارت إعجاب جمهورها. وظهرت أصالة في الصور مرتدية تنورة ملونة بتصميم عصري، نسقتها مع بلوزة باللون الأصفر وجاكيت أنيق، وأكملت إطلالتها بإكسسوارات متنوعة. واعتمدت تسريحة شعر مرفوعة أبرزت ملامح وجهها، مع مكياج عيون جريء زاد من جمالها وتفاعل جمهور الفنانة أصالة مع إطلالتها بشكل كبير، وجاءت التعليقات كالتالي: 'ما شاء الله عليها، مستوعبين إن عمرها 56″، 'محلوة فعلاً وباين شكلها اصغر من عمرها'، 'أحب اهتمامها بنفسها'، 'دائماً جميلة وأنيقة' .


صدى الالكترونية
منذ 2 ساعات
- صدى الالكترونية
آل منصور: حسبي الله وأشوف فيهم يوم.. فيديو
أثار لاعب نادي النصر حمد آل منصور جدلاً واسعًا عبر حسابه في سناب شات بعدما ظهر وهو في حالة سيئة للغاية ويبدو عليه التعب. وقال آل منصور في مقطع فيديو شاركه عبر سناب شات :' حسبي الله على من كان السبب وأشوف فيهم يوم، الله لا يخيب لنا تعب.' ويشار إلى أن حمد لم يوضح غرض الحديث أو ما المقصود به مما فتح الباب أمام التكهنات حول وجود أزمة أو خلاف محتمل قد يكون مرتبطًا بوضعه الرياضي أو قرارات تخص مستقبله الكروي. ولقي المقطع تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءلت الجماهير عن سبب نشره.


حضرموت نت
منذ 7 ساعات
- حضرموت نت
اخبار السعودية : الإعلامي أحمد الخبراني يُفجَع بوفاة نجله
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، فُجعت الأسرة الإعلامية بوفاة نايف بن أحمد الخبراني، الابن الأكبر للزميل الإعلامي أحمد بن عبدالله الخبراني. وقد خيّم الحزن على زملاء الفقيد ووالده، الذين عبّروا عن خالص تعازيهم ومواساتهم لأسرة الخبراني، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعله شفيعًا لوالديه، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.