logo
حين تكون القيادة في سن الطموح لا في عمر الدولة

حين تكون القيادة في سن الطموح لا في عمر الدولة

الدستورمنذ 18 ساعات

في زمن يشتد فيه غبار الضجيج السياسي وتضيع فيه بوصلة الشباب العربي بين الاغتراب والانتظار، يطل الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لا كوجه رسمي، بل كحالة رمزية تستحق التأمل. ليس مجرد وريث عرش، بل نسق جديد في بناء القيادة، يندمج فيه التاريخ بالحاضر ويولد فيه المستقبل من رحم الواقع، لا من نصوص محفوظة، فمن النادر في العالم العربي أن نجد أميرا شابا لا يتكئ على شرعية الدم وحدها، بل ينحت لنفسه شرعية الكفاءة والانحياز للمستقبل. شاب يتقدم في مشهده العام لا ببزة عسكرية ولا بمنصة خطابية، بل بحضوره الإنساني الفكري الميداني، وبطريقة تعيد تشكيل العلاقة بين الدولة وشبابها على قاعدة الشراكة لا التلقين. ما يلفت في شخصية سموه ليس الخطاب وإنما الفعل الذي يسبق العبارة، والحضور الدائم في ساحات العمل والإيمان بأن التعليم لا يصلح إلا حين يلامس سوق العمل والعالم معا، والتركيز على القطاعات التي تصنع اقتصادا لا يستهلك فقط بل ينتج ويبتكر؛ فدعمه لجامعة الحسين التقنية، وحرصه على مواكبة الثورة الرقمية، ومتابعته لموضوع الذكاء الاصطناعي، لا يتأتى ضمن ترف معرفي ولكن انطلاقا من وعيه بأن البقاء لا يكون بالتحصين وإنما بالتحول الذكي، ومن هنا يظهر سموه كقائد يؤمن أن الأردن لا يملك ترف التأخر ولا يحق له إلا أن يسبق -ولو بخطوة واحدة- هذا الركب العالمي المتسارع. ولي العهد لا ينظر إلى الشباب كحالة عمرية أو كتلة انتخابية، بل كركيزة وجودية لبناء الدولة الحديثة، فمن مبادرة «حقق» التي غيرت مفهوم الانتماء من شعار إلى سلوك، إلى دعمه المستمر للريادة والمشاريع الاجتماعية، إذ بدا واضحا أنه لا يسعى إلى استرضاء جيل، لكنه ينتقل إلى إعداده لحمل عبء المرحلة القادمة، هذا الفهم السياسي جعله لا يكتفي بالإنجاز، بل يتقدم بهدوء في تشكيل صورة جديدة للقيادة، قيادة لا تنفصل عن نبض الشارع، ولا تخشى أن تنزل إلى تفاصيل الحياة اليومية، بل تجعل منها مادة حكم وفهم. ولا يخفى أن ولي العهد بدأ منذ سنوات في رسم ملامح «مدرسة حكم» خاصة به، مدرسة لا تتكئ على رمزية الاسم بل على استيعاب ديناميكيات العصر، إذ لا يكفي أن تكون صادق النية بل يجب أن تكون حاذقا في إدارة التحولات، قادرا على المزج بين الأصالة والرؤية المستقبلية، وهنا يبدو الحسين ابن هذا العصر لكنه ليس منساقا له، وإنما موجها لمساراته بما يخدم بلده وشعبه. ولعل أبرز سماته قدرته على استيعاب التحولات لا بانفعال بل بتأن وذكاء فهو لا يتعامل مع الملفات الكبرى كالشعارات، بل كبنية تستحق أن تفكك ويعاد تركيبها بلغة تفهم التحديات ولا تخاف من الأسئلة الصعبة، ومن اللافت وسط خطابات التطمين التي تغرق المشهد العام، أنه يفضل الصمت أحيانا كعارف لا كعاجز، وفيه كثير من القول لمن يحسن الإصغاء. وفي ميدان السياسة لم يكن سموه بعيدا عن فكرة التحديث، بل جزءا عضويا من معادلة التحول السياسي التي طرحها جلالة الملك، لكن بصوت أكثر شبابا وأقرب إلى وجدان الجيل الجديد. فرؤيته ليست مجتزأة من خطاب رسمي ولكن حصيلة تفاعل واستيعاب، لذلك فإن الحديث عنه لا يجب أن يكون عن إنجازات بل عن فلسفة وعن بناء هادئ لشرعية مستقبلية تستند إلى احترام الناس والإنصات لهم، لا الاكتفاء بالحديث عنهم. وفيما تتشظى صورة القيادة العربية بين الحضور الطاغي والغياب المحير، يبدو ولي العهد أنموذجا ثالثا: حاضر بعقل لا بصخب، شاب لا يخفي حداثته ولا يتبرأ من جذوره، تلك المعادلة الدقيقة بين الجرأة والاتزان وبين التواصل والهيبة، هي ما يجعل الحسين مشروع قائد عربي يندر تكراره ويصعب تقليده. في عيد ميلاده الحادي والثلاثين، لا نكتب تهنئة بروتوكولية، وإنما نقف على ملامح تجربة تبنى بهدوء وثقة حتى يصبح الاسم عنوانا لمرحلة؛ لأن الحسين لم يختر موقعه لكنه اختار أن يستحقه، ولأن فيه من أحلامنا ما يكفي لأن نراهن عليه، لا اليوم فقط ولكن كلما ضاقت المسارات واتسعت الحاجة إلى المعنى.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الزعبي لـ"الأنباط": علاقة اتحاد الكرة بالاندية تتصف بالفوقية
الزعبي لـ"الأنباط": علاقة اتحاد الكرة بالاندية تتصف بالفوقية

الانباط اليومية

timeمنذ 32 دقائق

  • الانباط اليومية

الزعبي لـ"الأنباط": علاقة اتحاد الكرة بالاندية تتصف بالفوقية

الأنباط - الزعبي لـ"الأنباط": علاقة اتحاد الكرة بالاندية تتصف بالفوقية الزعبي: ديون نادي الرمثا "بلاء" والتحاد يستهدف النادي ملعب تدريبي للفريق والفئات ما يزال معلقا وننتظر وزير الشباب منذ 5 أشهر الأنباط _ ميناس بني ياسين وصف رئيس نادي الرمثا خالد الزعبي في حديث حصري لـ"الأنباط"، العلاقة التي تربط الاتحاد الأردني لكرة القدم بالأندية بانها يغلب عليها الفوقية والتعالي، في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة الحالية علاقة تشاركية وتكاملية، مشيرا إلى أن الاتحاد نسب إنجاز النشامى له وتجاهل جهود وعمل الأندية التي تمثل الرافعة الحقيقية للمنتخب الوطني، على حد تعبيره. وبخصوص العقبوبات على النادي، قال الزعبي: "لم أستغرب مثل هذه العقوبات، لأن تركيز الاتحاد بات منصبًا فقط على الجوانب المالية وفرض العقوبات، خاصة وأن المادة 61 من النظام الأساسي البند رقم 3 تنص على أن من إيرادات الاتحاد فرض العقوبات على الأندية وربما يكون هذا سببًا في التوسع في إصدار العقوبات" في إشارة إلى أن الأمر لم يعد لضبط النظام بل أصبح مصدر دخل. وانتقد الزعبي العقوبة الأخيرة التي صدرت بحقه وبحق ناديه من لجنة الانضباط، مؤكدًا أن السبب الرئيسي لها هو تجاوز سقف التعاقدات المالية، وقال: "هذا التجاوز موجود في أغلب الأندية، وليس نادي الرمثا وحده، منوها الى ان السقف المالي المحدد بـ150 ألف دينار غير منطقي ولا يتناسب مع المصاريف الفعلية التي تتحملها الأندية خصوصًا في ظل حرمان الرمثا من تسجيل لاعبين بسبب تراكم الديون التي بلغت مليونين ومئتي ألف دينار" واصفًا إياها بـ"البلاء". وتساءل: "هل من المعقول أن يخطئ مشجع أو يتصرف بعدم روح رياضية كأن يرمي زجاجة مياه مثلًا ويُعاقب النادي بأكمله؟"، منتقدًا المنهجية التي يتم بها التعامل مع الأندية. وأوضح أن الهدف من العقوبة ليس شخصه كرئيس للنادي بل استهداف النادي نفسه، مشيرًا إلى أن الاتحاد يضغط لحل القضايا المالية خلال سنة واحدة فقط رغم أن النادي اقترح جدولة الديون على عدة سنوات، وقال: "الاتحاد يعلم أن ديون النادي سببها إدارات سابقة ومع ذلك نُعاقب وكأن الهدف إخراج الرمثا من المنافسة". ولفت إلى أن إدارته نجحت في إنهاء 65 قضية من خلال الاتحاد بالإضافة إلى أكثر من 50 قضية تمت تسويتها خارج إطار الاتحاد، فضلًا عن القضايا التي تم التعامل معها عبر المحاكم لتجاوز الحجوزات ما أدى إلى خفض ديون النادي إلى حوالي 600 ألف دينار فقط خلال فترة رئاسته. وأعرب الزعبي عن استيائه من طريقة تعامل الاتحاد مع الأندية قائلاً: "الاتحاد يستفيد من الأندية وليس العكس والدعم الحكومي الذي يُمنح للاتحاد لا تستفيد منه الأندية بشيء بل حتى ريع الجمهور تُقاسَم عليه الأندية والاتحاد يسبقها في الاتفاق مع الشركات الداعمة مما يجعلها تعتقد أن الاتحاد يوزع الدعم على الأندية وهذا غير صحيح". وخصّ الزعبي بالشكر رجل الأعمال زياد المناصير ومالك المدارس الريادية يوسف الداوود على دعمهما الكبير للأندية، واصفًا دعمهما بأنه أكبر من دعم الاتحاد مجتمِعًا. وفي رده على القرار بمنعه من ممارسة النشاط الرياضي قال: "العقوبة تتمثل في عدم حضوري لاجتماعات الاتحاد أو الجلوس في المنصة، وأنا بغنى عن ذلك" معتبرًا أن هذه القرارات لا تليق بمستوى كرة القدم الأردنية خاصة وأن "رؤساء الأندية يضحّون بوقتهم وجهدهم وعلاقاتهم لخدمة الكرة الأردنية". وتابع: "من المنصف أن تُشكر الأندية على إنجاز النشامى في التأهل، لأنه ليس إنجازًا للاتحاد فقط بل هو نتاج عمل الأندية وكان الأجدر بالاتحاد دعوة رؤساء الأندية لحضور المباريات المقامة على أرض الوطن". وفي ختام حديثه للأنباط وجّه الزعبي تهنئة إلى جلالة الملك وولي العهد بمناسبة تأهل النشامى وثمّن توجّه سمو الأمير الحسين في دعم الرياضة والكرة الأردنية، موجّهًا مناشدة باسم الأندية: "كيف يمكن تطوير استثمارات الأندية وهي أصلاً لا تملك أراضٍ أو ملاعب أو بنى تحتية؟". وأشار إلى أن أندية العاصمة حصلت على أراضٍ من أمانة عمان بينما تعاني أندية الأطراف مثل الرمثا، الصريح، السلط ومعان من غياب الدعم والفرص. وكشف الزعبي أن ناديه يعمل منذ شهور على إنشاء ملعب تدريبي للفريق الأول والفئات العمرية، وتم التواصل منذ 5 أشهر مع مكتب وزير الشباب للقاء شخصي يتيح مناقشة الدعم المطلوب، لكن لم يحصل على موعد حتى الآن. وختم الزعبي بالدعوة إلى عقد مؤتمر وطني للرياضة والشباب برعاية سمو ولي العهد وسمو الأمير علي، للخروج بمخرجات حقيقية تخدم الأندية الأردنية، مشيرًا إلى أن الرياضة باتت مصدرًا مهمًا للاستثمار والاقتصاد الوطني وليست مجرد منافسات رياضية.

ترامب يهدد ممداني: عليك بالتصرف الصحيح "وإلا..."
ترامب يهدد ممداني: عليك بالتصرف الصحيح "وإلا..."

البوابة

timeمنذ 34 دقائق

  • البوابة

ترامب يهدد ممداني: عليك بالتصرف الصحيح "وإلا..."

ممداني يرد على هجمات ترامب: "لست شيوعيًا وأكافح من أجل الطبقة العاملة" تجاهل المرشح التقدمي لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفه بـ"الشيوعي"، مهددًا بحرمان المدينة من التمويل الفيدرالي في حال فوزه. وفي مقابلة على قناة NBC، قال ممداني إنه "اعتاد على هجمات ترامب"، مؤكدًا أنه اشتراكي ديمقراطي وليس شيوعيًا، ويكافح من أجل الطبقة العاملة. كما عبّر عن معارضته لفكرة وجود مليارديرات في ظل التفاوت الاقتصادي، لكنه شدد على رغبته في التعاون مع الجميع من أجل بناء مدينة أكثر عدلاً.

مذكرة تفاهم بين مجمع الملك الحسين للأعمال والمجلس الأعلى...
مذكرة تفاهم بين مجمع الملك الحسين للأعمال والمجلس الأعلى...

الوكيل

timeمنذ 40 دقائق

  • الوكيل

مذكرة تفاهم بين مجمع الملك الحسين للأعمال والمجلس الأعلى...

الوكيل الإخباري- انطلاقاً من التزامه بمبادئ الاستدامة والابتكار الشمولي، أبرم مجمع الملك الحسين للأعمال مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بهدف تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق خطوات نوعية نحو دمجهم الكامل في المجتمع، من خلال تحقيق الدعم المتكامل لهم في بيئة المجمع وتمكينهم من الوصول المستقل إلى مختلف مرافقه وخدماته. اضافة اعلان ووقع مذكرة التفاهم سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء - رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والرئيس التنفيذي لمجمع الملك الحسين للأعمال المهندس عمّار عز الدين. وتنص المذكرة على التعاون لتأهيل المباني القائمة في المجمع، وتخطيط المرافق والمنشآت المستقبلية ضمنه بما يتماشى مع كودة متطلبات البناء الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف توفير بيئة عمرانية حديثة دامجة تراعي متطلبات الجميع دون استثناء، هذا إلى جانب تفعيل التعاون في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، وتبادل البيانات ذات الصلة لتعزيز فرص التوظيف داخل المجمع. وبموجب المذكرة، سيتولى المجلس تقديم الدعم الفني والاستشارات المتخصصة والإسناد لمساعدة المجمع في تهيئة بنيته التحتية لضمان مراعاتها لمتطلبات وصول الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب تدريب كوادره على المنهجية الحقوقية والتواصل الفعال وتحقيق تكافؤ الفرص في بيئة العمل. ودعا سموه إلى توفير إمكانية الوصول والترتيبات التيسيرية وتهيئة بيئة محيطة للعمل وإزالة الحواجز أمام الأشخاص ذوي الإعاقة، لتسهيل وصولهم إلى حقهم في العمل، مشدداً على أهمية اعتماد النهج التشاركي بين مختلف الجهات ذات العلاقة للعمل بأحكام وبنود قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خاصةً فيما يتعلق بالخطة العشرية لمعالجة المباني القائمة. ومن جانبه، قال المهندس عمار عز الدين، أن هذا التعاون يشكل امتداداً لرؤية المجمع كمجتمع متكامل يعيد تعريف مفهوم البيئة الشاملة المبتكرة، والذي يقاس ليس فقط من خلال بناء بنية تحتية ذكية، بل من خلال بناء بيئة تمهد الطريق لفرص الغد وتفتح للإنسان الآفاق للحياة والعمل بسلاسة، إذ يلتقي التصميم الذكي الذي يقدم نموذجاً حضرياً مستداماً يحتضن التنوع ويراعي حقوق الجميع. ومن المقرر أن يبدأ المجمع بتنفيذ خطة عمل شاملة تمتد على مدى عامين، تشمل إعادة تأهيل المرافق الحالية، وتطوير الأرصفة والمداخل، وضمان امتثال جميع الأبنية المستقبلية للمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة، فضلاً عن تطوير الخدمات العامة لتقديم بيئة أكثر ملاءمة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إطلاق المجمع لمشروع التوسعة ضمن خطة تطوير المرحلة الثانية والثالثة والرابعة، الهادف لتطوير مساحات استثمارية متعددة الاستخدام، لتوفير بيئة مستدامة ومجتمع شامل تتكامل فيهما جميع المقومات لدعم مسيرة الأعمال وتلبية متطلبات الحياة العصرية للأفراد والشركات، والمتزامن مع أعمال تنفيذ وتأهيل البنية التحتية للمشروع والبدء الفعلي بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store