logo
زياد فرحان المجالي يكتب: حرب العطش… جريمة العصر بصيغة الصمت

زياد فرحان المجالي يكتب: حرب العطش… جريمة العصر بصيغة الصمت

بقلم :
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" صدق الله العظيم )
في عالم يُسابق الزمن نحو الذكاء الاصطناعي واستيطان الكواكب، هناك من لا يزال يشنّ حروبه بأساليب العصور الوسطى، لكن بأدوات حديثة ولغة ملوّنة بالكذب.
إنها حرب "نَعْطِيش"، حيث لا يُطلق الرصاص… بل يُحاصَر الشريان.
الماء، الذي جعله الله أصلًا للحياة، صار في بعض مناطق النزاع أداة للابتزاز والتجويع والتهجير.
فمن يمنع الماء عن الناس، لا يمارس تكتيكًا أمنيًا، بل يرتكب جريمة موصوفة ضد الإنسانية.
العطش… الوجه الصامت للإبادة الجماعية
> قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" – الأنبياء: 30
هذه الآية ليست مجرد إعلان كوني، بل ميثاق أخلاقي مقدّس.
وحين تُمنع المياه عن الأحياء، يُمنع عنهم شرط وجودهم ذاته.
لا حديث عن "حل سياسي"، ولا عن "تهدئة"، ولا عن "مشاريع إعمار" في ظلّ حصار الماء.
الممارسات على الأرض: إذلال يسبق الموت
تفتيش زجاجات الماء على الحواجز.
منع دخول صهاريج المياه إلى المناطق المحاصَرة.
إجبار المدنيين على سكب الماء أمام الجنود.
تحويل الماء إلى أداة ضغط: اشرب إذا سلّمت.
هذه المشاهد ليست خيالًا، بل واقعًا توثقه عشرات المنظمات الحقوقية.
هل تُبنى المدن على الظمأ؟
يتحدث البعض عن "مدن إنسانية" و"سلام اقتصادي".
لكن من يمنع الماء لا يبني، بل يهدم المعنى قبل المبنى.
فأي عمران سيقوم فوق أرضٍ جفّت فيها الكرامة، وجفّت معها الطفولة؟
رسائل لا بدّ أن تُسمع
إلى من يستخدم العطش كسلاح: جريمتك لا تسقط بالتقادم، وستُعرض أمام شعوب وأجيال قادمة.
إلى الإعلام المتردد: السكوت عن حصار الماء هو سكوت عن الحياة.
إلى المؤسسات الدولية: لا تبنوا مؤتمراتكم على أنقاض الضمائر.
العطش لا يُخضع… بل يُشعل
من ظن أن تجفيف الحلوق يُطفئ نداء الحرية، لا يعرف شيئًا عن الشعوب.
الشعوب لا تموت عطشًا… بل تتحول أنهارًا حين تنتفض.
وكل نقطة ماء تُمنع، تتحول لاحقًا إلى موجة غضب لا تُقهر.
"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"…
ومن يعتدي على الماء، يعتدي على الحياة، وعلى الله في خلقه.
حرب "نَعْطِيش" جريمة كبرى، لا تغتفر…
وسيكتب التاريخ يومًا: هنا مُنع الماء،
لكن لم تُمنع الكرامة…
وهنا مات الصمت، وولدت الحقيقة.
للنشر أو إعادة الاقتباس، يُرجى ذكر المصدر وحفظ حقوق الكاتب كاملة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكنيسة الكاثوليكية تُحيي يوم الحج إلى مزار مار الياس في عجلون
الكنيسة الكاثوليكية تُحيي يوم الحج إلى مزار مار الياس في عجلون

عمان نت

timeمنذ 39 دقائق

  • عمان نت

الكنيسة الكاثوليكية تُحيي يوم الحج إلى مزار مار الياس في عجلون

أحيت الكنيسة الكاثوليكيّة في الأردن، صباح اليوم الجمعة، يوم الحج إلى مزار مار الياس في عجلون، أحد المواقع الرئيسيّة للحج المسيحيّ في المملكة، بقداس احتفالي ترأسه النائب البطريركي المطران إياد الطوال، بمشاركة أبناء رعايا وكنائس المحافظة، إلى جانب كهنة كنائس الوهادنة الأب سلام حداد، وعجلون الأب جوني بحبح، وعنجرة الأب يوسف فرنسيس. وقبل القداس، ألقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر كلمة رحّب فيها باسم كهنة المنطقة بالمشاركين في الحج، مشيرًا إلى أهميّة هذا المزار الواقع في منطقة "لستب" كونه المكان الذي ولد فيه النبي إيليا، أحد أنبياء العهد القديم، وصعد إلى السماء بمركبّة ناريّة من على تل مار الياس في موقع معموديّة السيّد المسيح – المغطس. وقال إنّنا نُحيي في هذا العام نحتفل مرور 25 سنة على الحج المسيحيّ إلى هذا المكان المقدّس، مستذكرًا الاحتفالات النشاطات التي أقامتها الكنائس على مدار ربع قرن. كما حيّا الأب منويل بدر الذي يحتفل بهذا القداس بيوبيل كهنوته الماسي، حيث سيم كاهنًا عام 1965 واحتفل بالقداس الإلهي لأوّل مرّة في هذه المنطقة منذ ستين عامًا. ورفع الأب بدر الصلاة من أجل أرواح الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا في القصف على كنيسة العائلة المقدّسة في غزة، يوم أمس، ومن أجل الجرحى والمصابين، لاسيّما كاهن الرعيّة الأب جبرائيل رومانيلي، كما ومن أجل الشهداء المُصلّين الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي على كنيسة مار الياس في دمشق. وفي هذا السياق، دعا الأب بدر الحضور إلى رفع الأدعيّة لكلّ من يعمل من أجل السلام، وخاصة ملك السلام ورجل السلام وصانع السلام جلالة الملك عبد الله الثاني، وأمير السلام ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني. وقال: "ليمدّنا الرّب بعزيمة إيليا النبي لكي لا نقع في اليأس أو في تجربة الاستسلام بأنّ الشرّ سينتصر، وخاصة في هذا الزمن المليء بالحروب والعنف، بل لنبقى دائمًا حُجّاج الرّجاء بامتياز". وألقى المطران اياد الطوال عظة القداس وفيها تطرّق إلى المعاني الروحيّة لعيد مار الياس ويوم الحج إلى موقعه المقدّس. وقال: "نحن هنا اليوم في مقاربة سريعة في مسيرة حج لهذا المكان المقدّس حيث يلتقي الزمان والمكان، يسير الزمان ويتغيّر ونتنقل في المكان، ولكن نبقى دائمًا ملح الأرض ونور العالم". وعبّر النائب البطريركي عن الفخر بأن نكون أبناء الأرض المقدّسة، الأرض التي شهدت تاريخ الخلاص، وقال بأنّ هذا مدعاة للفخر ونعمة من إله المحبّة، ولكنها في الوقت عينه رسالة ودعوة مختلفة عن كل بقاع العالم في بركاتها وفي صعوباتها. وسطّر سيادته عددًا من الدروس التي يعلّمها النبي إيليا لإنسان اليوم، وهي: الشجاعة والوقوف في الحقيقة، الإيمان بالعناية الإلهيّة، قوّة الصلاة، حضور الله في الحياة اليوميّة، التواضع والاستمراريّة، والرجاء في الحياة الأبديّة. وفي ختام القداس، ألقى الأب سلام حداد، راعي كنيسة مار الياس في الوهادنة، كلمة شكر فيها مترئس الاحتفال وجميع الفعاليات التي تضافرت جهودها من أجل إنجاح يوم الحج، وعلى رأسها محافظة عجلون والأجهزة الأمنيّة ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، بالإضافة إلى اللجان الكنسيّة من جوقة القديس بولس في عجلون ومار الياس في الوهادنة، وخدام الهيكل ومجموعة كشافة ومرشدات قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي. كما ألقى الأب منويل بدر (85 عامًا) كلمة عبّر فيها عن فخره في أن يكون ابن منطقة مار الياس، وأول كاهن يُسام فيها منذ 60 عامًا، شاكرًا البطريركيّة اللاتينيّة ومطرانيّة اللاتين وكل من هنأه بمناسبة اليوبيل الماسي لسيامته الكهنوتيّة.

السقرات تكتب : *الأردن نعمة تستحق أن تصان*
السقرات تكتب : *الأردن نعمة تستحق أن تصان*

سرايا الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • سرايا الإخبارية

السقرات تكتب : *الأردن نعمة تستحق أن تصان*

بقلم : د.بتي السقرات / الجامعة الأردنية كانت الأمم السالفة تُقدّر النعمة، وتكون حامدة شاكرة ردحًا من الزمان، إلى أن يعتاد الناس عليها، ويظهر جيل جديد يألف النعمة. ومع مرور الوقت، يتحوّل الشكر إلى شعور بالحاجة للمزيد، وأحيانًا يفقد الفرد، ثم المجتمع، الشعور بموجبات استحقاق دوام النعمة. ومن أعظم النعم التي ينالها الإنسان: راحة البال والرضا. أما للمجتمع، فتكمن تمام النعمة في التراحم، والتكافل، والعيش بتناغم في أمنٍ واستقرار. وقد أنعم الله على وطننا بنِعَم عظيمة قلّ أن تجتمع في غيره: أمنٌ في محيطٍ مضطرب، استقرارٌ رغم التحديات، قيادة شابة حكيمة، وشعبٌ مخلص معطاء. فالأردن، برغم قلة موارده، أثبت أنه قادر على صناعة التميز، واحتضان الجميع، وتحقيق منجزات يشهد لها القريب والبعيد؛ كالتعليم المتقدم، والقطاع الصحيّ المتميز، والمواقف السياسية المتزنة على الساحة الدولية. لكن للأسف، ظهرت على الساحة مؤخرًا أصوات تنكر الجميل، وتُغالي في النقد حتى يغدو جلدًا للذات، وتُعمي أعينها عن الإنجازات لتبصر فقط النواقص. وهنا لا بد من التفريق بين النقد البنّاء الذي يدفع للإصلاح، والنقمة المجانية التي تزرع الإحباط وتفتّت الانتماء. من الجحود أن نتحوّل إلى راجمي حجارة في بئرنا، وأن نرى الوطن بعينٍ عوراء، فنُغفل ما تحقق، ونرفض الاعتراف بمواطن القوة. فالوطن، ككل بناء، يحتاج إلى الترميم لا إلى الهدم. إننا بحاجة اليوم إلى إعلام وطني واعٍ يوازن بين النقد الموضوعي وإبراز المنجز، ويُعيد بث الروح الوطنية في قلوب الجيل الجديد. نحتاج إلى عودة الأدب الشعبي الوطني، ومسرح أردني معاصر يعكس هويتنا، ويفتح أبواب الإبداع أمام شبابنا، وينقل للعالم صورة الأردن المتحضّر الواعي. نحن في وطنٍ يحتلّ مكانةً تُحسد، لا بالمبالغة ولا بالشعارات، بل بما تحقق فعليًا رغم محدودية الإمكانيات. فقد صار الأردن بحقّ كوكبًا متفرّدًا في سلوكه السياسي، وقيمه المجتمعية، وصموده الاقتصادي. اللهم احفظ الأردن، قيادةً وشعبًا، ووفّقنا لشكر نعمك قولًا وعملًا، واجعل هذا الوطن واحة أمن ونماء، ومصدر فخر لأبنائه، ومَلاذًا للمحتاجين، كما كان دومًا.

*الأردن نعمة تستحق أن تصان*
*الأردن نعمة تستحق أن تصان*

جهينة نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • جهينة نيوز

*الأردن نعمة تستحق أن تصان*

تاريخ النشر : 2025-07-18 - 11:07 am *الأردن نعمة تستحق أن تصان* *أ.د. بيتي السقرات / الجامعة الأردنية* كانت الأمم السالفة تُقدّر النعمة، وتكون حامدة شاكرة ردحًا من الزمان، إلى أن يعتاد الناس عليها، ويظهر جيل جديد يألف النعمة. ومع مرور الوقت، يتحوّل الشكر إلى شعور بالحاجة للمزيد، وأحيانًا يفقد الفرد، ثم المجتمع، الشعور بموجبات استحقاق دوام النعمة. ومن أعظم النعم التي ينالها الإنسان: راحة البال والرضا. أما للمجتمع، فتكمن تمام النعمة في التراحم، والتكافل، والعيش بتناغم في أمنٍ واستقرار. وقد أنعم الله على وطننا بنِعَم عظيمة قلّ أن تجتمع في غيره: أمنٌ في محيطٍ مضطرب، استقرارٌ رغم التحديات، قيادة شابة حكيمة، وشعبٌ مخلص معطاء. فالأردن، برغم قلة موارده، أثبت أنه قادر على صناعة التميز، واحتضان الجميع، وتحقيق منجزات يشهد لها القريب والبعيد؛ كالتعليم المتقدم، والقطاع الصحيّ المتميز، والمواقف السياسية المتزنة على الساحة الدولية. لكن للأسف، ظهرت على الساحة مؤخرًا أصوات تنكر الجميل، وتُغالي في النقد حتى يغدو جلدًا للذات، وتُعمي أعينها عن الإنجازات لتبصر فقط النواقص. وهنا لا بد من التفريق بين النقد البنّاء الذي يدفع للإصلاح، والنقمة المجانية التي تزرع الإحباط وتفتّت الانتماء. من الجحود أن نتحوّل إلى راجمي حجارة في بئرنا، وأن نرى الوطن بعينٍ عوراء، فنُغفل ما تحقق، ونرفض الاعتراف بمواطن القوة. فالوطن، ككل بناء، يحتاج إلى الترميم لا إلى الهدم. إننا بحاجة اليوم إلى إعلام وطني واعٍ يوازن بين النقد الموضوعي وإبراز المنجز، ويُعيد بث الروح الوطنية في قلوب الجيل الجديد. نحتاج إلى عودة الأدب الشعبي الوطني، ومسرح أردني معاصر يعكس هويتنا، ويفتح أبواب الإبداع أمام شبابنا، وينقل للعالم صورة الأردن المتحضّر الواعي. نحن في وطنٍ يحتلّ مكانةً تُحسد، لا بالمبالغة ولا بالشعارات، بل بما تحقق فعليًا رغم محدودية الإمكانيات. فقد صار الأردن بحقّ كوكبًا متفرّدًا في سلوكه السياسي، وقيمه المجتمعية، وصموده الاقتصادي. اللهم احفظ الأردن، قيادةً وشعبًا، ووفّقنا لشكر نعمك قولًا وعملًا، واجعل هذا الوطن واحة أمن ونماء، ومصدر فخر لأبنائه، ومَلاذًا للمحتاجين، كما كان دومًا. تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store