
هل فقدت مصر ثلث حصتها من مياه النيل بسبب سد النهضة؟
اعتبرت مصر سد النهضة "غير شرعي ومخالفاً للقانون الدولي" على لسان وزير الري المصري
أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أن بلاده أكملت جميع أعمال بناء سد النهضة وأنها سوف تفتتح السد رسمياً في سبتمبر/أيلول المقبل.
كما وجّه أحمد دعوة إلى كلٍ مِن مصر والسودان لحضور مراسم افتتاح السد الذي وصفه بأنه "رمز للبركة والمنفعة المتبادلة، وليس مصدراً للصراع أو التهديد".
لكن هناك من لا يرى أن السد والنهج الإثيوبي في بنائه والتعامل مع دول المصب وآلية التفاهم معهم، يمكن وصفها بكل هذه الأشياء الإيجابية، وفقاً لتعليقات رسمية صدرت عن الجانب المصري والسوداني.
بل تجاوز الأمر ذلك إلى حد وصف هاني سويلم، وزير الري المصري إعلان اكتمال أعمال بناء السد والبدء في تشغيله في سبتمبر/أيلول المقبل بأنه إجراء "غير شرعي".
ماذا حدث؟
دشنت إثيوبيا سد النهضة في 2011. المفاوضات مع مصر حول كيفية بنائه وتشغيله بما لا يمس مصالح دول المصب أسفرت عن توقيع اتفاق المبادئ في 2015. لكن هذه المفاوضات علاوة على وساطات إقليمية ودولية فشلت جميعها في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح جميع الأطراف.
فيما أكد آبي أحمد، في الجلسة البرلمانية التي يمثل فيها كل ثلاثة أشهر لاستعراض أداء حكومته والإجابة على أسئلة النواب في مختلف القضايا، أن سد النهضة "لم يؤثر على تدفقات المياه إلى السد العالي. ولم تفقد مصر لتراً واحداً من حصتها بسبب السد".
كما جدد استعداد بلاده للحوار مع مصر والسودان في أي وقت لتحقيق "مصالح جميع الأطراف وتحقيق التنمية المشتركة".
وأشار إلى أن "إثيوبيا ملتزمة بضمان ألا يأتي نمونا على حساب إخواننا وأخواتنا المصريين والسودانيين. ونؤمن بالتقدم المشترك والطاقة المشتركة والمياه المشتركة".
ورغم تأكيده أن حصة مصر من مياه النيل لم تنقص "لتراً واحداً"، ظهرت في الفترة الأخيرة أرقام تشير إلى خلاف ذلك.
وقال عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، لبي بي سي: "المتوسط السنوي لإيراد النيل الأزرق خلال 84 سنة في الفترة (1911 – 1995) سجل 50 مليار متر مكعب وهي 60 في المئة من نسبة إيراد نهر النيل عند أسوان (84 مليار متر مكعب)، ولم يتجاوز أعلى مستوى للفيضان خلال السنوات الماضية 61 مليار متر مكعب، وهو ما لم يحدث طوال فترة تخزين المياه، لكنه كان أكثر بقليل من المتوسط البالغ 55 مليار متر مكعب".
وأضاف: "حمى السد العالي مصر من الآثار التي كان من الممكن أن تنتج عن الملء في السنوات القليلة الماضية بما ذلك عمليات التخزين التي جرت قبل بناء سد النهضة".
"غير شرعي ومخالف للقانون الدولي"
Getty Images
انتهت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا دون التوصل إلى اتفاق حول كيفية بناء وتشغيل سد النهضة
قال هاني سويلم، وزير الري المصري، إن القاهرة "ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا على حساب حقوق دولتي المصب".
واتهم سويلم إثيوبيا بأنها "تحاول فرض الأمر الواقع، وتعتمد المراوغة والتراجع بدلاً من الدخول في مفاوضات حقيقية".
واعتبر الوزير المصري إعلان اكتمال أعمال السد الإثيوبي: "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، خاصة القواعد المتعلقة بالاستخدامات العادلة والمنصفة للمجاري المائية الدولية وعدم التسبب في ضرر جسيم".
وقال إن "إثيوبيا دأبت على الترويج لاستكمال بناء السد - غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي - رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب، ورغم التحفظات الجوهرية التي أعربت عنها كل من مصر والسودان".
كما وصف ما تفعله إثيوبيا بأنها "محاولات شكلية تستهدف تحسين الصورة الذهنية لإثيوبيا على الساحة الدولية، وإظهارها بمظهر الطرف الساعي للتفاوض".
مخاوف حيال حصة مصر من مياه النيل
ظهرت دراسات وتصريحات في السنوات القليلة الماضية تحذر من فقدان مصر لجزء كبير من حصتها من مياه النيل جراء بناء سد النهضة.
وروّج البعض إلى أن مصر قد تفقد حوالي ثلث حصتها من مياه النيل بسبب تخزين إثيوبيا لكميات هائلة من المياه في بحيرة سد النهضة.
لكن شراقي قال إنه "ليس صحيحاً ادعاء البعض دون أساس علمي بأن إيراد النيل الأزرق السنوي طوال الملء كان 75 مليار متر مكعب، وأن هذا سبب عدم تأثر مصر"، وذلك في إشارة إلى أن زيادة معدل الأمطار ليست هي السبب الوحيد لعدم تأثر مصر حتى الآن.
وأضاف: "كان البعض يروّجون في السنوات الأولى لملء بحيرة السد الإثيوبي بأن مليوني فدان سوف تتوقف عن الزراعة في مصر، وسوف ينخفض منسوب المياه الجوفية وتزداد ملوحة التربة الزراعية، وتهجم مياه البحر على الدلتا، ويفقد عشرة ملايين مزارع رزقهم مما يضطرهم إلى الهجرة غير الشرعية"، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع.
وأشار إلى أن مصر اتخذت إجراءات احترازية من أجل الحد من أثر بناء سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل علاوة على بعض العوامل التي توافرت على أرض الواقع أسهمت في التخفيف من الأثر السلبي للملء.
هل تأثرت مصر بملء سد النهضة في السنوات الماضية؟
كانت هناك مخاوف حيال تراجع حصة مصر من مياه النيل بالفعل ببناء سد النهضة الإثيوبي، لكنّ غزارة الأمطار، وتراجع استهلاك السودان من حصته من مياه النيل، وإجراءاتٍ وقيوداً فرضتها مصر على زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه - حالت دون تعرّض مصر لأثر سلبي على نطاقٍ واسعٍ جراء ملء السد الإثيوبي.
وقال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والتربة بجامعة القاهرة، لبي بي سي إن "الفيضان كان غزيراً طوال خمس سنوات، مما أدى إلى ارتفاع إيراد النيل الأزرق إلى 75 مليار متر مكعب بدلاً من 49 مليار فقط، وبذلك ملأت إثيوبيا من هذه الزيادة في كل مرة" دون أن تتأثر حصة مصر.
وأضاف: "لم يأتِ ذلك نتيجة لحكمة وتخطيط إثيوبيا ولا رحمة أو مراعاة لصالح مصر والسودان لأنها كانت ترفع البناء كل سنة في أبريل/نيسان وتنتهي منه قبل منتصف يونيو/حزيران من كل عام بينما الفيضان يبدأ في يوليو/تموز وأغسطس/آب ثم سبتمبر/أيلول".
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، عند رفع الحائط الأوسط لم تكن إثيوبيا تعلم أو تتوقع مستويات الفيضانات، وكانت ستُتم الملء تحت أي ظرف.
وقال شراقي إن هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر للحيلولة دون تعرّض البلاد لضرر جسيم بسبب سد النهضة، والتي تتضمن "إعادة استخدام حوالى 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، و استخدام 8 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية من الوادي والدلتا، و17 مليار متر مكعب من المصارف الزراعية السطحية مع إنشاء محطات معالجة ثلاثية".
وأضاف: "كل هذه المشروعات لم تكن بسبب سد النهضة فقط ولكن كان له دور كبير في تنفيذها في أسرع وقت وتحميل ميزانية الدولة أكثر من 500 مليار جنيه في المشروعات المائية حتى لا يطال ضرر سد النهضة المواطن".
خريطة مصر الزراعية
Getty Images
الحكومة المصرية حظرت زراعة الأرز في بعض محافظات الجمهورية
تعرضت خريطة مصر الزراعية لتغيير ملحوظ في السنوات القليلة الماضية في إطار الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أجل كسر حدة الأثر المحتمل على حصة مصر من مياه النيل بسبب بناء سد النهضة.
واتخذت الحكومة المصرية في السنوات القليلة الماضية قرارات بتحديد مساحات لزراعة محاصيل بعينها، المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل الأرز والموز وقصب السكر.
وقال نور الدين: "قرار تخفيض مساحة زراعات الأرز ومنع التصدير اتخذه الوزير رشيد محمد رشيد عام 2010 قبل السد الإثيوبي الذي تأسس في أبريل/نيسان 2011، وبالتالي فإن تخفيض زراعات الأرز لم تكن بسبب التغلب على الأضرار المتوقعة من السد بل بسبب ما نمرّ به من عجز مائي بالفعل".
وأشار شراقي إلى أن مصر اتخذت قرارات "باستبدال جزء من زراعة قصب السكر ببنجر السكر (الشمندر السكري)، ومنع زراعة الموز في بعض الأماكن، ومشروع 100 ألف فدان صوبات زراعية" للحد من الآثار المحتملة لسد النهضة.
موقف السودان
لم يصدر عن السودان رد فعل رسمي تجاه الدعوة التي وجهها آبي أحمد لها ولمصر لحضور الافتتاح الرسمي لسد النهضة.
وقد تكون الأزمة الداخلية في السودان وراء عدم إيلاء هذه القضية القدر اللازم من الاهتمام لوجود أولويات أخرى أثناء الصراع الدائر في البلاد.
وقال نور الدين: "الظروف الحالية التي يمر بها السودان منذ أكثر من عامين أثرت على استخدام السودان لحصته من مياه النيل أو تخزينها في سدوده مع استهداف السدود من القوات المتحاربة".
وأضاف: "بالتالي فحصة السودان البالغة 18,5 مليار متر مكعب ذهب منها جزء كبير إلى مصر دون أن تسعى الأخيرة إلى ذلك".
وأشار إلى أن "تبطين الترع كان توصية مُلحّة من الاتحاد الأوروبي وخبرائه لتقليل العجز المائي وتبنّاه وزير الري المصري السابق محمد عبد العاطي ونفّذه لتوفير نحو 5 مليارات متر مكعب سنوياً،، وهو أيضاً ليس بسبب تداعيات السد بل هي توصية خبراء الغرب وكنا بحاجة إليها".
الشح المائي
تشكو مصر شحّاً مائياً، وتتصدر قائمة الدول الأكثر جفافاً بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم، وتعتمد بشكل أساسي على مياه النيل بنسبة 98 في المئة من مواردها المائية.
وصادقت ست دول على اتفاقية عنتيبي العام الماضي، كان آخرها جنوب السودان الأمر الذي يمهد الطريق لبدء تنفيذها بعد 14 عاماً من الجمود.
وتفرض اتفاقية "عنتيبي" إطاراً قانونياً جديداً لحل النزاعات، وإعادة تقسيم المياه، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية دون توافق مع دول المصب.
ولم توقّع مصر ولا السودان على اتفاقية "عنتيبي"، ولا تعترفان بها، لأنها لا تُقِرُ بما تدعيه الدولتان من حقوق تاريخية في مياه النيل، بموجب اتفاقيات تم توقيعها خلال الحقبة الاستعمارية السابقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
آسيا تترنح تحت وطأة التعريفات الأمريكية: من الرابح ومن الخاسر؟
Getty Images وصف رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، التهديد الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة خمسة وعشرين في المئة على السلع اليابانية بأنه "مؤسف للغاية". طوكيو، الحليف القديم لواشنطن، كانت تبذل جهوداً مضنية لتفادي هذه النتيجة، إذ تسعى منذ فترة للحصول على تنازلات لصالح قطاع السيارات المتعثر، بينما ترفض في الوقت ذاته فتح أسواقها أمام الأرز الأمريكي. وشهدت العلاقة جولات عديدة من التفاوض، حيث زار وزير التجارة الياباني واشنطن ما لا يقل عن سبع مرات منذ أبريل/نيسان، حين أعلن ترامب عن فرض تعريفات واسعة على حلفاء وخصوم على حد سواء. لكن تلك الزيارات لم تثمر كثيراً، وبدأت واشنطن تصف طوكيو من "شريك صعب" إلى "شريك مدلل" مع استمرار جمود المحادثات. وفي هذا الأسبوع، أدرجت اليابان ضمن قائمة تضم 23 دولة تلقت خطابات خاصة بالتعريفة الجمركية – 14 منها تقع في آسيا، مثل كوريا الجنوبية وسريلانكا، وهي دول تعتمد على التصدير وصناعات التصنيع. ويوم الجمعة، أعلن ترامب فرض تعريفة بنسبة 35 في المئة على السلع المستوردة من كندا. وقال الرئيس الأمريكي إنه يعتزم رفع التعريفات الجمركية الموحدة من 10 في المئة إلى ما يصل إلى 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين، مقللاً من شأن المخاوف بشأن تأثير ذلك على التضخم. وأضاف في حديثه لقناة إن بي سي: "سنقول ببساطة إن جميع الدول المتبقية ستدفع، سواء كانت النسبة 20 في المئة أو 15 في المئة، سنتعامل مع التفاصيل لاحقًا". وبينما أُمهلت الدول حتى الأول من أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، فإن كثيرًا منها قد يتساءل عن جدوى التفاوض، في ظل استمرار فرض رسوم على اليابان، رغم أنها حليف ثابت وتبدي استعدادًا علنيًا لإبرام اتفاق. ترامب أعاد ضبط "ساعة الرسوم الجمركية" مرة أخرى. فمَن الرابح ومَن الخاسر؟ الرابح: المفاوضون الذين يحتاجون إلى وقت أطول بمنظور ما، استفادت جميع الدول التي استهدفها ترامب في وقت سابق هذا العام من تمديد المهلة، حيث أصبح لديها ثلاثة أسابيع إضافية للتفاوض. وقال سوان تيك كين، رئيس قسم الأبحاث في بنك يونايتد أوفرسيز، إن "الرؤية المتفائلة تقول إن التمديد يخلق ضغطاً إضافياً لاستئناف المحادثات قبل مهلة الأول من أغسطس آب". وتسعى اقتصادات ناشئة مثل تايلاند وماليزيا، اللتان تلقتا خطابات تعريفات جمركية هذا الأسبوع، لإيجاد مخرج. فهي عالقة كذلك وسط توترات بين واشنطن وبكين، حيث تستهدف الولايات المتحدة الصادرات الصينية التي يُعاد توجيهها عبر دول وسيطة، وتُعرف باسم "البضائع العابرة". ويرى اقتصاديون تحدثوا إلى بي بي سي أن تمديدات أخرى مرجحة، نظراً لتعقيد الاتفاقيات التجارية. وقال أليكس كابري، المحاضر في جامعة سنغافورة الوطنية، إن تنفيذ مطالب ترامب – التي لا تزال غير واضحة بالكامل – يتطلب وقتاً. على سبيل المثال، فُرضت تعريفات على "البضائع العابرة" ضمن اتفاقية التجارة مع فيتنام، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك يشمل المنتجات النهائية فقط أم جميع المكونات المستوردة. وفي الحالتين، يتطلب الأمر تكنولوجيا متقدمة لتعقّب سلاسل التوريد، بحسب كابري. وأضاف: "ستكون عملية طويلة ومعقدة وتدريجية، تشمل أطرافاً ثالثة وشركات تكنولوجيا وشركات لوجستية". الخاسر: المصنعون الآسيويون من الواضح أن التعريفات باتت واقعاً مستمراً، ما يجعل التجارة العالمية في موقف الخاسر. وقال كابري إن شركات من الولايات المتحدة وأوروبا والصين ذات أنشطة عالمية ستبقى عرضة للمخاطر، مما يضر بالمُصدّرين وكذلك المستوردين والمستهلكين الأمريكيين. Getty Images يعتمد العاملون في قطاع صناعة الملابس في كمبوديا على الصادرات للحصول على أجورهم لكن كابري حذر من إجراء تقييمات قائمة على الربح والخسارة، نظراً للتشابك العميق في التجارة بين الصين والولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الدول قد تتضرر أكثر من غيرها. كانت فيتنام أول دولة آسيوية تبرم اتفاقاً، لكنها تملك نفوذاً محدوداً أمام واشنطن، وتواجه حالياً تعريفات قد تصل إلى 40 في المئة. الأمر نفسه ينطبق على كمبوديا، الدولة الفقيرة التي تعتمد بشدة على التصدير، والتي تتفاوض الآن في ظل تهديد بفرض رسوم تصل إلى 35 في المئة. أما كوريا الجنوبية واليابان، فقد تكونان في موقع أفضل للمناورة، نظراً لما تملكانه من قوة اقتصادية ونفوذ سياسي. ولم تتلق الهند، التي تمتلك أوراق ضغط هي الأخرى، خطاب تعريفات حتى الآن. ورغم أن التوصل لاتفاق يبدو وشيكاً، فإن مفاوضاته تعثرت بسبب نقاط خلاف أساسية، من بينها فتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية الأمريكية وقواعد الاستيراد المحلية. الخاسر: التحالف الأمريكي – الياباني قال الخبير الاقتصادي جاسبر كول: "رغم العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة بين الولايات المتحدة واليابان، فإن طوكيو تُعامل مثل بقية الشركاء التجاريين الآسيويين". وأشار إلى أن ذلك قد يُغيّر طبيعة العلاقة، خاصة وأن طوكيو، التي تمتلك احتياطات مالية ضخمة، تبدو مستعدة للعب الطويل. وأضاف كول: "اليابان أثبتت أنها مفاوض صلب، وأعتقد أن ذلك أغضب ترامب". ورغم وجود نقص في الأرز أدى إلى ارتفاع أسعاره، رفض رئيس الوزراء إيشيبا شراء الأرز الأمريكي، مفضلاً حماية المزارعين المحليين. كما رفضت حكومته الرضوخ لمطالب أمريكية بزيادة الإنفاق العسكري. Getty Images تتعرض الشركات الكبرى مثل سامسونغ إلى ضغوط كبيرة بسبب تعريفات ترامب وقال كول: "هم مستعدون جيداً"، مشيراً إلى أن طوكيو أعلنت حالة طوارئ اقتصادية في اليوم التالي لإعلان ترامب عن الرسوم، وأنشأت مئات مراكز الاستشارات لمساعدة الشركات المتأثرة. وأضاف: "اليابان ستسعى إلى اتفاق يتمتع بالمصداقية"، مشيراً إلى عدم وجود ضمان بأن ترامب لن يغير رأيه مجدداً. ومع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ الياباني هذا الشهر، استبعد كول التوصل إلى اتفاق بحلول أغسطس/آب. وقال: "لا أحد يشعر بالرضا. لكن هل سيؤدي ذلك إلى ركود اقتصادي في اليابان؟ لا". الرابح: واشنطن أم بكين؟ لطالما اعتُبرت آسيا ساحة مواجهة رئيسية بين واشنطن وبكين، ويرى محللون أن ترامب قد يخسر بعض النفوذ بسبب التعريفات. ويقول بعض المراقبين إن ترامب قد يكون بالغ في رهانه من خلال تمديد المهلة مجدداً، بالنظر إلى تعقيد الاتفاقيات. وقال ديفيد جاكس، أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة: "تراجع الموقف التفاوضي الأمريكي بعد أن تبيّن أن أوراقهم ليست بالقوة التي كانوا يأملون بها". وقد تأتي الاتفاقيات التي تُبرم على حساب إعادة تشكيل العلاقات التجارية التي شُيّدت على مدى عقود. ووصف كابري قرار ترامب نشر الخطابات عبر الإنترنت بدلاً من القنوات الدبلوماسية التقليدية، بأنه "مسرح سياسي" قد يرتد عليه سلباً. وأضاف أن الارتباك الناجم عن هذا النهج "هدية كبيرة" للصين، التي تسعى إلى تقديم نفسها كخيار مستقر في مقابل تقلبات ترامب. لكن ليس من السهل الاستغناء عن الأسواق الأمريكية، كما أن للصين توترات قائمة مع عدد من الدول في هذه المنطقة، مثل فيتنام واليابان. وتجري بكين مفاوضاتها التجارية الخاصة مع واشنطن، وتمتلك مهلة أطول للتوصل إلى اتفاق شامل – حتى 13 أغسطس/آب. ومن الصعب تحديد من سيربح المزيد من الأصدقاء في هذه الحرب التجارية، لكن السباق لا يزال قائماً. وقال جاكس: "كلا الطرفين يدركان الحاجة إلى الانفصال، لكن الوصول إلى ذلك سيكون صعباً، وسيتطلب إجراءات قد تمتد لسنوات، إن لم تكن لعقود".


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
"ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً"
Getty Images سلط مقال في صحيفة التايمز البريطانية الضوء على التقلبات في مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد مرور ستة أشهر على ولايته الثانية، بدءاً بقصف إيران وصولاً إلى تعهده بتزويد أوكرانيا بأسلحة للمرة الأولى منذ توليه منصبه. وعنون الكاتب، جيرارد بيكر، مقاله بـ"براغماتية ترامب تضع شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً في حالة ذعر". ويستهل الكاتب مقاله بطرح سؤال: "هل ترامب براغماتي؟"، وتحدّث عن عديد الصفات المستخدمة لوصف نهج ترامب في السلطة منها "المتهور، والمتقلب، وغير العقلاني" من بين الصفات "الأكثر تهذيباً". وقال إن البراغماتية "تمثل انتصار الحقيقة العملية، وإنها تنبع من الاعتراف بأنك مهما رغبت أن يعكس العالم معتقداتك، وينحني لأفكارك ويستسلم لطموحاتك، فهناك، في النهاية، واقع لا مفر منه لا يمكن التلاعب به أو إنكاره". ودعا الكاتب، في منتصف العام الأول من ولاية ترامب الثانية، إلى النظر بجدية "لاحتمال أن يصبح أكثر رؤساء أمريكا تقلباً، ممارساً عنيداً لسياسة الأمر الواقع داخل البلاد وخارجها". وتحدّث عن "شكوى متزايدة" بين أنصار ترامب، الذين "شاهدوا بقلق رئيسهم يتخلى عنهم في قضية تلو الأخرى"، مشيراً في هذا الصدد إلى "قصف إيران والتودد إلى الناتو والوقوف إلى جانب زيلينسكي ضد روسيا والموافقة على السماح لملايين المهاجرين غير الشرعيين بالبقاء في البلاد بعد كل شيء لأنهم يقومون بأعمال ضرورية" على حد تعبير الكاتب. وأشار الكاتب إلى ما وصفه بـ"الخيانة الأخيرة" هذا الأسبوع، عندما أعلن كبير المسؤولين القانونيين لترامب أن "لا مؤامرة" تحيط بوفاة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية الراحل، مشيراً إلى أن هذه القضية تعد "مثالاً مبسطاً" لبراغماتية ترامب. وقال الكاتب إن قرار قصف إيران "يتعارض مع النهج غير التدخلي" الذي يتبعه ترامب. ولفت إلى أن تقارب ترامب مع حلف الناتو خلال قمة لاهاي الشهر الماضي، "يتعارض" مع إدانة أنصاره "للعجز الأوروبي وبمخاطر تورّط أمريكا في تحالف بعيد المدى"، لكن التقارب شكّل "اعترافاً عملياً" بأن ضغوط ترامب أثمرت عن "إنفاق دفاعي أكثر توازناً"، بحسب الكاتب. وبالنسبة للحرب في أوكرانيا، فإن ترامب "ابتعد أكثر عن بوتين واتجه نحو زيلينسكي"، وفق الكاتب الذي أشار إلى طموح ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "بعيداً عن عاطفته الغريبة" تجاه الرئيس الروسي و"مشهد الإذلال" للرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي. وقال الكاتب إنه "رغم محاولته إرغام أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار" في بادئ الأمر، إلا أنه يتجه حالياً للموافقة على "تزويد كييف بأول دفعة من الذخائر الجديدة منذ توليه المنصب". "سخرية" روسية من تنسيق نووي أوروبي Getty Images رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر (يسار)، خلال ترحيبه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) في لندن في صحيفة التلغراف، رأى مقال أن إعلان باريس ولندن استعدادهما لتنسيق قدراتهما النووية الدفاعية بهدف تعزيز حماية أوروبا في مواجهة "التهديدات القصوى"، في خطوة وصفت بغير المسبوقة، لاقى "سخرية" من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وكتب دانيال ديبيتريس، في الصحيفة، أن تحالف ستارمر وماكرون الداعم لأوكرانيا يهدف إلى توجيه رسالة إلى واشنطن مفادها أن "أوروبا أو القوى الأوروبية الأكثر تأثيراً على الأقل تتحمّل مسؤولية محيطها الإقليمي". وأشار إلى أن هذه القمة التي عقدت في لندن هي "محاولة لتكريس الدور القيادي"عبر سلسلة من المبادرات الدفاعية المشتركة، بدءاً من "البحث في الجيل القادم من صواريخ كروز المضادة للسفن، وصولاً إلى تنسيق قواتهما النووية للردع" والرد على "التهديدات النووية الروسية" الموجهة لأوروبا إذا لزم الأمر، على حد تعبير الكاتب. واعتبر الكاتب إعلان الرد على التهديدات ضد أوروبا "أمراً مهماً من الناحية النظرية"، مشيراً إلى أن الهدف منه "دفع خصوم أوروبا، وعلى رأسهم بوتين، إلى إعادة التفكير في استخدام ترسانته النووية، التي تضم نحو 5500 رأس حربي ضد هدف أوروبي". لكن ديبيتريس قال "إذا دققنا النظر" فإن الأمر "أقل أهمية مما يُروج له"، مشيراً إلى أن الواقع "يبدو مقلقاً" إذ "تتفوّق الصورة المُراد إيصالها عن الأوروبيين بأنهم يتحمّلون المسؤولية، على الواقع على الأرض" - حسب وصفه. وأضاف أن التحالف المساند لأوكرانيا "يُروج له من قبل سياسيين ونخب أوروبية باعتباره مثالاً على شجاعة أوروبا في وقت الحرب". غير أن الكاتب قال "ربما كانت المملكة المتحدة وفرنسا مستعدتين لنشر بعض القوات البرية وطائرات مقاتلة للحفاظ على السلام في أوكرانيا، لكن فقط إذا حصلتا على دعم - أي حماية - من العم سام" في إشارة إلى الولايات المتحدة. ورأى أن "ستارمر وماكرون تحدثا بلغة واثقة، لكنهما لم يكونا مستعدين للمضي أبعد من ذلك من دون أن تكون واشنطن إلى جانبهما". بيد أن الكاتب قال إن إدارة ترامب "لم تكن تنوي أن تصبح بمثابة شركة تأمين لأوروبا في خطةٍ كان من شأنها، في حال تحقُّق أسوأ السيناريوهات، أن تُجبر الجيش الأمريكي على الدخول في صراع مباشر مع روسيا المسلّحة نووياً". ونتيجة لذلك "بقي ترامب على الحياد" ولم يُبدِ التحالف الأوروبي "استعداداً لفعل أي شيء سوى إنشاء مقر رمزيّ في باريس للانخراط في المزيد من التخطيط"، على حد تعبير الكاتب الذي قال إن "التعاون النووي" بين المملكة المتحدة وفرنسا "يبدو بمثابة تكملة لهذا الفيلم". ورغم أن بريطانيا وفرنسا تحدثتا عن "إمكانية تنسيق ترسانتيهما النوويتين في حالة وجود تهديد خطير لأمن أوروبا"، وفق الكاتب، لكن غالبية الدول الأوروبية تقع تحت المظلة النووية الأمريكية، لذلك فإن الإعلان الأخير "يشكّل عنصراً مكملاً للترتيب القائم أكثر منه نموذجاً جديداً" على ما ذكر ديبيتريس. ورأى الكاتب أنه "من السهل على كلتا الدولتين أن تتعهدا بشيء كهذا عندما تدركان أن أي صراع مسلح كبير في أوروبا من المرجح أن يجرّ الولايات المتحدة إلى المشاركة فيه على أي حال". وتساءل الكاتب عما إذا استخدمت روسيا سلاحاً نووياً في دول البلطيق وهو سيناريو مستبعد تماماً، بحسب الكاتب، "فهل يمكن لتلك الدول أن تثق بأن ستارمر وماكرون سيتخذان القرار الواعي لتبادل نووي؟". "الشراكة" مع الذكاء الاصطناعي Getty Images وفي صحيفة الفايننشال تايمز، كتب مارك بينيوف مقالاً بعنوان "يجب أن يظل الإنسان في قلب قصة الذكاء الاصطناعي". وقال الكاتب إن "الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر تحولاً في حياتنا"، مشيراً إلى أن العالم يواجه "خياراً"، "هل سيحل محلنا أم سيضخمنا؟ وهل سيُكتب مستقبلنا من خلال خوارزميات مستقلة في الأثير، أم من قبل الإنسان؟". وباعتبار الكاتب رئيساً تنفيذياً لشركة تكنولوجيا تساعد العملاء على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، قال إن "هذه الثورة يمكن أن تبشر بعصر من النمو والتأثير غير المسبوقين" - لكنه يعتقد في الوقت نفسه، أن الإنسان "يجب أن يظل في قلب القصة". وذكّر، بالنسبة للذكاء الاصطناعي، بأن "لا طفولة له ولا قلب، وبأنه لا يحب ولا يشعر بالفقد، ولا يتألم"، لذلك، "فهو عاجز عن التعبير عن التعاطف الحقيقي أو فهم الروابط الإنسانية"، لكن "الإنسان يملك كل ذلك - وتلك هي قوتنا الخارقة". وأشار إلى أنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي أنظمة تتعلم وتتخذ القرارات نيابة عن الإنسان، "تعزيز قدرات الإنسان، لا استبدالها"، موضحاً أن "السحر الحقيقي يكمن في الشراكة: أن يعمل الإنسان والذكاء الاصطناعي معاً، ويحققان ما لا يمكن لأي منهما تحقيقه بمفرده". ورأى أن الوظائف "ستتغير" وأن بعضها سيختفي وسيظهر بدلاً منها وظائف جديدة مع بروز الذكاء الاصطناعي. ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا قبل الإنسان فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ مكانه، "فسنبدأ باستبعاد أنفسنا من المستقبل"، لكن "إذا اخترنا توجيهه والشراكة معه، فسنتمكن من فتح آفاق جديدة من الإمكانات البشرية".


الوسط
منذ 19 ساعات
- الوسط
لماذا تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة؟
Getty Images اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن معلنا أن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثمر تفاهمات حول غزة وصفها بـ "التاريخية" دون أن يكشف عن مضمونها. وقال نتنياهو: "نسعى إلى اتفاق للإفراج عن نصف عدد الرهائن، أحياءً وأمواتًا، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتبعه تفاوض على وقف دائم"، مضيفا أن التوصل إلى وقف دائم مشروط "بتجريد حماس من السلاح، ونزع الطابع العسكري عن غزة، وإنهاء أي قدرات حكومية أو عسكرية لديها". وهكذا تراجعت الآمال والتوقعات بقرب الإعلان عن اتفاق لوقف الحرب في غزة حتى إشعار آخر. وكانت تصريحات الرئيس دونالد ترامب قد رفعت من منسوب التفاؤل مطلع الأسبوع الجاري، في حديث للصحفيين بشأن حصول تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت نفسه إلى شعوره بنوع من الإحباط قائلا: "علينا أن ننتهي من هذا الأمر. علينا أن نفعل شيئا لغزة". وبدا حينها أن اتفاقا ما بات في متناول اليد، وأن اختراقا ما في مواقف كل من إسرائيل وحماس وارد. غير أن انتظار العالم طال، ومرت الساعات والأيام وتوالت الاجتماعات في الدوحة وواشنطن، ولم يصدر عن أي من الأطراف المعنية ما يشير إلى أن تفاؤل الرئيس ترامب سيترجم إلى واقع ملموس في الوقت الراهن. ويستنتج من تراجع تفاؤل المجتمع الدولي بقرب وضع حد لهذه الحرب أن الوسطاء – مصر وقطر والولايات المتحدة - لم يفلحوا بعد في التوفيق بين المطالب المتضاربة لإسرائيل وحركة حماس، وأن نتنياهو غير مستعد للمجازفة بالدخول في صفقة لم تنضج بعد. مضمون الصفقة المقترحة ورغم أن التفاصيل الدقيقة للصفقة المقترحة لم تنشر، بدا من ملامحها التي سربت أنها محاولة لتجاوز بعض الخلافات بين إسرائيل وحماس. وتشمل الصفقة طبقا لتلك التسريبات: جدولا زمنيا لإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء والإفراج عن رفات 18 آخرين على مدى ستين يوما. إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. سحب إسرائيل قواتها من مواقع متفق عليها مسبقا في شمال غزة. انطلاق مفاوضات بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول الهدنة الأولية حيز التنفيذ. الشروع في إدخال المساعدات الإنسانية الدولية على غزة فور بدء وقف إطلاق النار. ورغم قبول كلا الجانبين بالخطوط العريضة لهذا المقترح، تبين أن التوصل إلى اتفاق يقتضي إجراء المزيد من المحادثات غير المباشرة حول عدد من النقاط الرئيسية على رأسها وضع جدول زمني وتحديد مواقع انسحاب القوات الإسرائيلية وتقديم الوسطاء الثلاثة ضمانات أقوى بشأن التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في غزة. أهداف إسرائيل. علاوة على إطلاق سراح الرهائن يصر رئيس الوزراء نتنياهو على: تدمير القدرات العسكرية لحماس وإنهاء وجودها السياسي في غزة. ترحيل قادتها الميدانيين عن القطاع. إبقاء غزة تحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي. مطالب حماس رفع إعلان حماس عشية زيارة نتنياهو إلى واشنطن، من منسوب التفاؤل عندما قالت إنها "مستعدة تماما للدخول على الفور في جولة مفاوضات بشأن آلية تنفيذ هذا الإطار". ومع ذلك لدى الحركة ثلاثة مطالب رئيسية تعتبر التخلي عنها انتحارا سياسيا وتفريطا في حقوق الغزيين: وقف دائم للقتال بعد فترة الشهرين التي تعقب وقف إطلاق النار. ويشكل هذا الطلب أكبر نقطة خلاف بين إسرائيل والحركة. توفير ضمانات أمريكية باستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم خلال الستين يوما وعدم استئناف القتال. تولي الأمم المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع. انسحاب إسرائيل إلى المواقع التي احتلتها في 2 مارس/آذار الماضي قبل أن تجدد هجومها وتحتل الجزء الشمالي من القطاع. وقد أعلنت حماس على لسان مسؤوليها عدم تشبثها بالسلطة والتخلي عن مشاركتها في ترتيبات المرحلة المقبلة. لكنها تخشى من أن تنقض إسرائيل تعهداتها بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وتعود لاحتلال غزة وتمضي في تنفيذ هدف تهجير الغزيين عن أرضهم. نتنياهو بين المطرقة والسندان وسط هذا اللغط السياسي وارتفاع نبرة التفاؤل تارة وانخفاضها تارة أخرى، تتزايد الضغوط الميدانية والداخلية والدولية على نتنياهو. ففي إسرائيل لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يجددا وزيرا اليمين الديني المتطرف بتسلئيل سموتريتش وايتامار بن غفير، وعيدهما بأن وقف الحرب وقبول نتنياهو بأي شرط من شروط حماس سيؤدي حتما إلى انهيار الائتلاف الحكومي. وفي غزة اشتد عود مسلحي حماس وارتفع عدد العمليات التي تستهدف أفراد الجيش الإسرائيلي ومعها عدد القتلى والجرحى على نحو شبه يومي. هذا عدا عن استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن غالبية الشعب الإسرائيلي تريد صفقة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب. تعتبر حركة حماس خطوة الإقدام على هذه الصفقة مخرجا من الوضع الحالي. وتعي في الوقت نفسه أنها تنطوي على مجازفة كبيرة إذا لم ينص الاتفاق بصريح العبارة عن ضمانات من الوسطاء بعدم عودة إسرائيل إلى قصف القطاع بمن فيه. أما رئيس وزراء إسرائيل الذي دخل هذه المفاوضات، مضطرا نظرا لعجزه عن حسم المعركة عسكريا، وفشل جيشه في فرض السيطرة الكاملة على القطاع، فلربما يبحث عن صيغة تحفظ ماء وجهه من دون أن تعد تنازلا رسميا وسط احتقان من الشارع الإسرائيلي وإعلان الجيش أنه لم يعد يوجد في القطاع ما يمكن تدميره باستثناء سكانه. برأيكم: لماذا تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة؟ من الطرف الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق؟ هل يستطيع نتنياهو تجاوز الضغوط الداخلية والخارجية عليه؟ هل يمارس الرئيس ترامب ضغوطا كافية على نتنياهو للقبول بالصفقة؟ ما قدرة الوسطاء على إقناع نتنياهو بضرورة وقف الحرب؟ هل ثمة ما يمكن لحركة حماس أن تتنازل عنه دون المجازفة بتجديد القصف الإسرائيلي لغزة؟ نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 11 يوليو/تموز. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.